العودة الى الصفحة السابقة
الإيمان بدون أعمال ميت

الإيمان بدون أعمال ميت

ريتشارد توماس


Bibliography

الإيمان بدون أعمال ميت. تفسير رسالة يعقوب. ريتشارد توماس. الطبعة الرابعة. 1999. Order Number SPB3850ARA. German title: Der Glaube ohne Werke ist tot . English title: Faith Without Works Is Dead . Copyright © 1999 All Rights Reserved Call of Hope. P.O. Box 100827 D-70007 Stuttgart Germany Internet: http://www.call-of-hope.com - .

تمهيد لرسالة يعقوب

كاتب الرسالة

هناك ثلاثة رجال في العهد الجديد يدعون باسم يعقوب: يعقوب بن زبدي، الذي مات شهيداً سنة 44 م (أع 12: 2)، ثم يعقوب بن حلفي (مر 3: 18) ويعقوب المعد بين إخوة المسيح (متى 13: 55) فيرجح أن هذا الأخير هو كاتب الرسالة المنسوبة ليعقوب. لقد ظهر المسيح له بعد القيامة وذكره بولس في الرسالة إلى غلاطية (1: 9) بأنه من أعمدة الرسل وقد شغل منصب أسقف الكنيسة في أورشليم. وهو الذي ترأس مجمع أورشليم عام 50 م (أع 15: 5-29). حيث أعلن الرسل الوصايا الأدبية التي تفرض على جميع المؤمنين.

يروى أن يعقوب هذا كان رجلاً تقياً يثابر على الصلاة راكعاً. حتى أمست ركبتاه صلبة كركبتي الجمل. واضطهده اليهود فاستشهد نحو سنة 66 م.

محتويات الرسالة

كتبت الرسالة باليونانية ووجهت إلى جماعات من المؤمنين مشتتين في الأمبراطورية الرومانية، في مصر وسوريا وشمالي إفريقيا والأناضول واليونان. وتعتبر الرسالة رسالة عملية أكثر منها لاهوتية أو عقائدية. ولها أهمية خاصة من هذا القبيل لأنها تحضنا على أن نجتهد ونجاهد بإخلاص وأن نؤمن حق الإيمان. فيعقوب المرشد الأمين يحث قرّاءه على احتمال المحن، وعلى التقوى الصحيحة بغير نفاق. وعلى المحبة المتبادلة الفعلية.

ويدعو المؤمنين لحفظ اللسان من كلام السوء. ويحرض الإخوة على الإنصاف وعدم المحاباة، لأن الله لا يحابي الوجوه. وهو يبارك الجميع.

ويشير يعقوب إلى آيات من سفر الأمثال. ويشير مراراً إلى أقوال المسيح. وأهم ما ورد في رسالته، ينصب على موضوعين: الأول الصلة بين الإيمان والأعمال. فالإيمان يبدو صحيحاً إذا اقترن بالأعمال البناءة وفقاً لقول يسوع: «لَيْسَ كُلُّ مَنْ يَقُولُ لِي: يَا رَبُّ يَا رَبُّ، يَدْخُلُ مَلَكُوتَ ٱلسَّمَاوَاتِ. بَلِ ٱلَّذِي يَفْعَلُ إِرَادَةَ أَبِي ٱلَّذِي فِي ٱلسَّمَاوَاتِ» (متى 7: 21).

والموضوع الثاني يتناول قضية اقتصادية اجتماعية. قديمة وحديثة خاصة بالاغنياء والفقراء. اذ يحذر يعقوب الاغنياء من السعي المفرط لكسب المال وتكديسه. يحذر سواهم من الجسد والبغض والتذمر. ويدعو الكل الى القناعة وتقدير ما وعدهم به الله.

الأَصْحَاحُ ٱلأَوَّلُ

1 يَعْقُوبُ، عَبْدُ ٱللّٰهِ وَٱلرَّبِّ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ، يُهْدِي ٱلسَّلامَ إِلَى ٱلٱثْنَيْ عَشَرَ سِبْطاً ٱلَّذِينَ فِي ٱلشَّتَاتِ.2 اِحْسِبُوهُ كُلَّ فَرَحٍ يَا إِخْوَتِي حِينَمَا تَقَعُونَ فِي تَجَارِبَ مُتَنَوِّعَةٍ، 3 عَالِمِينَ أَنَّ ٱمْتِحَانَ إِيمَانِكُمْ يُنْشِئُ صَبْراً. 4 وَأَمَّا ٱلصَّبْرُ فَلْيَكُنْ لَهُ عَمَلٌ تَامٌّ، لِكَيْ تَكُونُوا تَامِّينَ وَكَامِلِينَ غَيْرَ نَاقِصِينَ فِي شَيْءٍ.

يستهل الرسول رسالته بتحية وجيزة، موجهة لفئة معينة. إلا أنها أصبحت اليوم من تراث جميع الذين آمنوا بالرب يسوع، الذي يمنح السلام سلاماً مع الله ومع الناس. لأن المؤمن الحقيقي يجب أن يكون صانع سلام (متى 5: 8) وطوبى له إذا قام بهذا الدور.

المؤمنون هنا أيا كان أصلهم وفصلهم هم شركاء المسيح في المحن. فقد اختبروا الاضطهاد والشدائد يوماً بعد يوم. إذا كنت مؤمناً حقيقياً تتبع المسيح، فلا بد أن تقاسي الصعوبات وسوء الفهم. ولكن ماذا يقول الرسول: « اِحْسِبُوهُ كُلَّ فَرَحٍ يَا إِخْوَتِي حِينَمَا تَقَعُونَ فِي تَجَارِبَ مُتَنَوِّعَةٍ». هذا القول يعاكس المنطق الطبيعي. ولكن المنطق الإلهي أسمى من ذلك بكثير. افرحوا في الصعوبات. فالمحنة والتجربة تحد. والتحدي يتيح فرصة للانتصار على التجارب، والانتصار ينتج الفرح. احتمل المحن، وواجهها بحماس وشجاعة. واتكل على الذي تغلب على كل تجربة وانتصر على الموت.

من الواضح أنه لا يمكن أن يجرب إيمانك إلا عن طريق المحن. والمحن أولاً تنشئ صبراً، وبعد ذلك الكمال الخلقي. ويشير هذا الكمال إلى الحياة المتزنة في القداسة والحكمة. ذاكرين أقوال يسوع الذي حثنا قائلاً: «كُونُوا أَنْتُمْ كَامِلِينَ كَمَا أَنَّ أَبَاكُمُ ٱلَّذِي فِي ٱلسَّمَاوَاتِ هُوَ كَامِلٌ» (متى 5: 48).

أما كلمة «صبر» في اليونانية فلها معنى إيجابي بخلاف معناها في العربية والإنكليزية إذ أنها في الأصل تعني الثبات. فعلى المؤمن أن يثبت ويصمد. ويقاوم الشر والشرير «بِصَبْرِكُمُ ٱقْتَنُوا أَنْفُسَكُمْ» (لوقا 21: 19).

للحفظ: «اِحْسِبُوهُ كُلَّ فَرَحٍ يَا إِخْوَتِي حِينَمَا تَقَعُونَ فِي تَجَارِبَ مُتَنَوِّعَةٍ» (يعقوب 1: 2).

الصلاة: أشكرك يا رب على سلامك الذي يفوق الفهم وألتمس منك الفرح إبّان المحن حتى أصبر بنعمتك وأنتصر بقوتك.

السؤال: 1- كيف يمكنك الحصول على الفرح؟

1: 5 وَإِنَّمَا إِنْ كَانَ أَحَدُكُمْ تُعْوِزُهُ حِكْمَةٌ فَلْيَطْلُبْ مِنَ ٱللّٰهِ ٱلَّذِي يُعْطِي ٱلْجَمِيعَ بِسَخَاءٍ وَلا يُعَيِّرُ، فَسَيُعْطَى لَهُ. 6 وَلٰكِنْ لِيَطْلُبْ بِإِيمَانٍ غَيْرَ مُرْتَابٍ ٱلْبَتَّةَ، لأَنَّ ٱلْمُرْتَابَ يُشْبِهُ مَوْجاً مِنَ ٱلْبَحْرِ تَخْبِطُهُ ٱلرِّيحُ وَتَدْفَعُهُ. 7 فَلا يَظُنَّ ذٰلِكَ ٱلإِنْسَانُ أَنَّهُ يَنَالُ شَيْئاً مِنْ عِنْدِ ٱلرَّبِّ. 8 رَجُلٌ ذُو رَأْيَيْنِ هُوَ مُتَقَلْقِلٌ فِي جَمِيعِ طُرُقِهِ. 9 وَلْيَفْتَخِرِ ٱلأَخُ ٱلْمُتَّضِعُ بِٱرْتِفَاعِهِ، 10 وَأَمَّا ٱلْغَنِيُّ فَبِٱتِّضَاعِهِ، لأَنَّهُ كَزَهْرِ ٱلْعُشْبِ يَزُولُ. 11 لأَنَّ ٱلشَّمْسَ أَشْرَقَتْ بِٱلْحَرِّ، فَيَبَّسَتِ ٱلْعُشْبَ، فَسَقَطَ زَهْرُهُ وَفَنِيَ جَمَالُ مَنْظَرِهِ. هٰكَذَا يَذْبُلُ ٱلْغَنِيُّ أَيْضاً فِي طُرُقِهِ. 12 طُوبَى لِلرَّجُلِ ٱلَّذِي يَحْتَمِلُ ٱلتَّجْرِبَةَ، لأَنَّهُ إِذَا تَزَكَّى يَنَالُ «إِكْلِيلَ ٱلْحَيَاةِ» ٱلَّذِي وَعَدَ بِهِ ٱلرَّبُّ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَهُ.

الكامل لا ينقصه شيء. أما نحن فنشعر بنقائصنا وبفشلنا. ونشعر خاصة بأن الحكمة تعوزنا.

للحكمة وجهان فهي تحتوي المعرفة وأيضاً تشمل القدرة على التصميم الصائب. إذن نحن بحاجة إلى الحكمة في كل عمل نباشره. والمؤمن الذي يقر بحاجته، يعلم أن لا حول ولا قوة إلا بالله، الذي يعطي بسخاء ويسد كل حاجة. فاطلب منه تنل منية قلبك، إذا كنت تطلب لمجد الله.

غير أن هناك شرطاً للحصول على طلبك أن تطلبه بالإيمان، لأن الحائر بين اليقين والشك لا يتخذ أية خطوة في الحياة، ولا يحصل على أية بركة. فمصدر المواهب. هو الله نفسه. لا تسأل صديقك أو رفيقك عن الحكمة بل اطلب من الله باسم يسوع المسيح.

والرسول يؤكد لنا من خلال اختباره الطويل، أن الله يعطينا بسخاء ولا يعير الطالب. بخلاف أغنياء العالم الذين يعطون ببخل ويزدرون بالفقير.

ولكن السؤال الملّح هل تريد أن تتقدم إلى الأمام مع الرب في درب القداسة والتضحية، وإلا فلماذا تطلب الحكمة؟ ألكي تستغلها لمصلحتك الخاصة؟ فالحكمة لا تمنح من قبل الله لأغراض أنانية، لأن الأنانية تناقض الحكمة.

هناك حالتان: الغنى والفقر. وفي الإثنتين تجارب شتى. فيضل الإنسان إن كان يعتمد على الأول، أو يتذمر من الثاني. التنعم يغري الإنسان، ويقوده إلى ملاهي الدنيا ومفاسدها. وكذلك العوز، يقلق القلب، ويخلق المرارة على غير طائل. والرب يهبنا الحكمة، سواء كنا أغنياء أوفقراء ليعلم الغني الاتضاع وليرفع الفقير أمام الغني نتيجة تصرفه الحكيم.

إن الحكمة والاحتمال والطهارة ليست غايات بحد ذاتها، بل كلها وسائل تأتي بنا إلى إكليل الحياة (عدد 12) الذي وعد به الرب. وهذا الإكليل بمثابة «النعما أيها العبد الصالح» الذي سنسمعه من فم ملكنا الإلهي، في اليوم الذي نتقابل معه.

للحفظ: طُوبَى لِلرَّجُلِ ٱلَّذِي يَحْتَمِلُ ٱلتَّجْرِبَةَ، لأَنَّهُ إِذَا تَزَكَّى يَنَالُ «إِكْلِيلَ ٱلْحَيَاةِ» (يعقوب 1: 12).

الصلاة: نطلب منك يا أبانا السماوي حكمة وطهارة وتواضعاً. اجعلنا نطلب بالإيمان الراسخ لكي ننال السرور الكامل باسم ربنا يسوع.

السؤال: 2 - لماذا نطلب الحكمة؟

1: 13 لا يَقُلْ أَحَدٌ إِذَا جُرِّبَ إِنِّي أُجَرَّبُ مِنْ قِبَلِ ٱللّٰهِ، لأَنَّ ٱللّٰهَ غَيْرُ مُجَرَّبٍ بِٱلشُّرُورِ وَهُوَ لا يُجَرِّبُ أَحَداً. 14 وَلٰكِنَّ كُلَّ وَاحِدٍ يُجَرَّبُ إِذَا ٱنْجَذَبَ وَٱنْخَدَعَ مِنْ شَهْوَتِهِ. 15 ثُمَّ ٱلشَّهْوَةُ إِذَا حَبِلَتْ تَلِدُ خَطِيَّةً، وَٱلْخَطِيَّةُ إِذَا كَمَلَتْ تُنْتِجُ مَوْتاً. 16 لا تَضِلُّوا يَا إِخْوَتِي ٱلأَحِبَّاءَ. 17 كُلُّ عَطِيَّةٍ صَالِحَةٍ وَكُلُّ مَوْهِبَةٍ تَامَّةٍ هِيَ مِنْ فَوْقُ، نَازِلَةٌ مِنْ عِنْدِ أَبِي ٱلأَنْوَارِ، ٱلَّذِي لَيْسَ عِنْدَهُ تَغْيِيرٌ وَلا ظِلُّ دَوَرَانٍ. 18 شَاءَ فَوَلَدَنَا بِكَلِمَةِ ٱلْحَقِّ لِكَيْ نَكُونَ بَاكُورَةً مِنْ خَلائِقِهِ.

إن الله الذي يمنحنا حكمة، هو الذي يمنحنا الحياة أيضاً. علينا أن نميز بين التجربة الشيطانية والمحنة، التي يستخدمها الرب ليمتحننا بها وبالتالي ليقوينا. إذن ليس الله بمجرب، وإن كان فاحص القلوب. ولكن إن جربك الشيطان ووقعت في شركه، فأنت وحدك المذنب، إذ أنك اخترت ذلك بملء الحرية. انجذبت وانخدعت لكي تشبع شهواتك. لتكن صلاتك على الدوام: لا تدخلني في تجربة لكن نجني من الشرير. الشهوة شعور يتبلور في الفكر. أما إذا تحولت الفكرة إلى فعل، فتصبح الشهوة خطيئة. والعاقبة النهائية للخطيئة هي الموت، الموت الجسدي، والموت الروحي. فكما أن الموتى لا يستطيعون العودة إلى الحياة هكذا أيضاً يستحيل على الخاطئ أن يتخلص من قيود خطاياه السالفة، ويرجع إلى الله.

«لا يجرب الله بالشرور» هذه صفة سلبية، ولا يكتفي الإنسان بالسلبيات. أما من الوجهة الإيجابية فالرب يسكب علينا العطايا الصالحة والمواهب الكاملة - العطايا صالحة والمعطي صالح أيضاً: هو «الراعي الصالح» وهو مصدر الأنوار «ونور العالم».

فالدليل الأوضح على جوده، هو أنه ولدنا ولادة من فوق. ولادة ثانية، لكي نتجدد قلباً وعقلاً وروحاً. ذاك امتيازنا السخي. تجري الولادة الجديدة بمشيئة الله عن طريق كلمة الحياة، التي هي حق. لأن يسوع هو الكلمة والحق والحياة. بكلمة واحدة خلق الله العالم. وبكلمة واحدة يجعل منا خليقة جديدة. في البدء قال ليكن نور. فكان نور. واليوم يقول لك: لتكن فيك حياة جديدة.

ولكن هل سمعت صوته وقبلت مشيئته في حياتك؟

للحفظ: «كُلُّ عَطِيَّةٍ صَالِحَةٍ وَكُلُّ مَوْهِبَةٍ تَامَّةٍ هِيَ مِنْ فَوْقُ، نَازِلَةٌ مِنْ عِنْدِ أَبِي ٱلأَنْوَارِ» (يعقوب 1: 17).

صلاة: أيها الرب يسوع أنت كلمة الله لنا. ونعمتك تفيض دائماَ ومنك الولادة الجديدة. أشرق بنورك على قلبي، وامح دجى خطيتي.

السؤال: 3 - هل انت مولود بكلمة الحق، ولماذا تقر بذلك؟

1: 19 إِذاً يَا إِخْوَتِي ٱلأَحِبَّاءَ، لِيَكُنْ كُلُّ إِنْسَانٍ مُسْرِعاً فِي ٱلٱسْتِمَاعِ، مُبْطِئاً فِي ٱلتَّكَلُّمِ، مُبْطِئاً فِي ٱلْغَضَبِ، 20 لأَنَّ غَضَبَ ٱلإِنْسَانِ لا يَصْنَعُ بِرَّ ٱللّٰهِ. 21 لِذٰلِكَ ٱطْرَحُوا كُلَّ نَجَاسَةٍ وَكَثْرَةَ شَرٍّ. فَٱقْبَلُوا بِوَدَاعَةٍ ٱلْكَلِمَةَ ٱلْمَغْرُوسَةَ ٱلْقَادِرَةَ أَنْ تُخَلِّصَ نُفُوسَكُمْ. 22 وَلٰكِنْ كُونُوا عَامِلِينَ بِٱلْكَلِمَةِ، لا سَامِعِينَ فَقَطْ خَادِعِينَ نُفُوسَكُمْ. 23 لأَنَّهُ إِنْ كَانَ أَحَدٌ سَامِعاً لِلْكَلِمَةِ وَلَيْسَ عَامِلا، فَذَاكَ يُشْبِهُ رَجُلا نَاظِراً وَجْهَ خِلْقَتِهِ فِي مِرْآةٍ، 24 فَإِنَّهُ نَظَرَ ذَاتَهُ وَمَضَى، وَلِلْوَقْتِ نَسِيَ مَا هُوَ. 25 وَلٰكِنْ مَنِ ٱطَّلَعَ عَلَى ٱلنَّامُوسِ ٱلْكَامِلِ نَامُوسِ ٱلْحُرِّيَّةِ وَثَبَتَ، وَصَارَ لَيْسَ سَامِعاً نَاسِياً بَلْ عَامِلا بِٱلْكَلِمَةِ، فَهٰذَا يَكُونُ مَغْبُوطاً فِي عَمَلِهِ. 26 إِنْ كَانَ أَحَدٌ فِيكُمْ يَظُنُّ أَنَّهُ دَيِّنٌ، وَهُوَ لَيْسَ يُلْجِمُ لِسَانَهُ، بَلْ يَخْدَعُ قَلْبَهُ، فَدِيَانَةُ هٰذَا بَاطِلَةٌ. 27 اَلدِّيَانَةُ ٱلطَّاهِرَةُ ٱلنَّقِيَّةُ عِنْدَ ٱللّٰهِ ٱلآبِ هِيَ هٰذِهِ: ٱفْتِقَادُ ٱلْيَتَامَى وَٱلأَرَامِلِ فِي ضِيقَتِهِمْ، وَحِفْظُ ٱلإِنْسَانِ نَفْسَهُ بِلا دَنَسٍ مِنَ ٱلْعَالَمِ.

غرض الرسول هنا، أن يظهر لنا نتائج الولادة الجديدة. فالنتيجة الأولى هي أننا مستعدون للإصغاء إلى كلمة الله، ثم نتمتع بما نسمعه. إلا أن هناك عائقين يعترضان درب المستمع. أولاً التكلم السخيف، وثانياً الغضب. للحديث والغضب محلهما، في تصرفنا البشري. ولكن الحديث، يجب أن يكون بتفكير. والغضب، ينبغي أن يكون بلا خطية. ولكن غالباً يؤدي الغضب إلى العنف. والعنف لا يقدم العدالة الاجتماعية. وهكذا ييأس المسكين ويشك بعدالة الله. لذا يقول يعقوب «غَضَبَ ٱلإِنْسَانِ لا يَصْنَعُ بِرَّ ٱللّٰهِ».

والنتيجة الثانية للولادة الجديدة هي أن نطرح النجاسة بالفكر والقول والفعل. نطرحها خارجاً. وهنا أيضاً نعتمد على كلمة الله، التي خلصتنا من عقاب الخطيئة. وتخلصنا من تأثير الخطيئة على الدوام.

لاحظ التنبير على الأعمال في الفقرة وفي الرسالة برمتها «عاملين» و«عاملاً»، «بل عامل»، «وفي عمله». علاقة المؤمن بكلمة الله، هي أنه يعمل بموجبها ليبرهن على صحة إيمانه. هل تعمل أنت حسب كلمة الله. ففي كلمة الله إرشادات عديدة، فاسمع واعمل. وإلا تخدع نفسك بالادعاءات الباطلة. في كلمة الله نبصر عيوبنا، كما في المرآة. ولكن أية منفعة من الإبصار دون إصلاح.

كلمة الله هي أيضاً ناموس الحرية في آن واحد. ولكن علينا أن نثبت فيها. لكي نتحرر من قيود الخطيئة والدنيا. وأخيراً يحثنا الرسول على الاهتمام بالضعيف والحقير اهتماماً عملياً. ويشير يعقوب خاصة إلى اليتامى والأرامل. فمن يعتني بأمر اليتامى والأرامل لا يبذر وقته في الملاهي. وهكذا بطريقة غير مباشرة. ينجو من دنس العالم.

للحفظ: «ٱقْبَلُوا بِوَدَاعَةٍ ٱلْكَلِمَةَ ٱلْمَغْرُوسَةَ ٱلْقَادِرَةَ أَنْ تُخَلِّصَ نُفُوسَكُمْ» (يعقوب 1: 21).

الصلاة: يا رب يسوع اغرس كلمتك في قلبي، لكي أثبت فيك وأتجنب الكلام الباطل والغضب القاتل - دعني أهتم بالآخرين، وأحسب جاري كما أحسب نفسي.

السؤال: 4 - من هم المحتاجون وماذا بوسعي أن أفعل لهم؟

اَلأَصْحَاحُ ٱلثَّانِي

1 يَا إِخْوَتِي، لا يَكُنْ لَكُمْ إِيمَانُ رَبِّنَا يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ، رَبِّ ٱلْمَجْدِ، فِي ٱلْمُحَابَاةِ. 2 فَإِنَّهُ إِنْ دَخَلَ إِلَى مَجْمَعِكُمْ رَجُلٌ بِخَوَاتِمِ ذَهَبٍ فِي لِبَاسٍ بَهِيٍّ، وَدَخَلَ أَيْضاً فَقِيرٌ بِلِبَاسٍ وَسِخٍ، 3 فَنَظَرْتُمْ إِلَى ٱللابِسِ ٱللِّبَاسَ ٱلْبَهِيَّ وَقُلْتُمْ لَهُ: «ٱجْلِسْ أَنْتَ هُنَا حَسَناً». وَقُلْتُمْ لِلْفَقِيرِ: «قِفْ أَنْتَ هُنَاكَ» أَوِ: «ٱجْلِسْ هُنَا تَحْتَ مَوْطِئِ قَدَمَيَّ» 4 فَهَلْ لا تَرْتَابُونَ فِي أَنْفُسِكُمْ، وَتَصِيرُونَ قُضَاةَ أَفْكَارٍ شِرِّيرَةٍ؟ 5 ٱسْمَعُوا يَا إِخْوَتِي ٱلأَحِبَّاءَ، أَمَا ٱخْتَارَ ٱللّٰهُ فُقَرَاءَ هٰذَا ٱلْعَالَمِ أَغْنِيَاءَ فِي ٱلإِيمَانِ، وَوَرَثَةَ ٱلْمَلَكُوتِ ٱلَّذِي وَعَدَ بِهِ ٱلَّذِينَ يُحِبُّونَهُ؟ 6 وَأَمَّا أَنْتُمْ فَأَهَنْتُمُ ٱلْفَقِيرَ. أَلَيْسَ ٱلأَغْنِيَاءُ يَتَسَلَّطُونَ عَلَيْكُمْ وَهُمْ يَجُرُّونَكُمْ إِلَى ٱلْمَحَاكِمِ؟ 7 أَمَا هُمْ يُجَدِّفُونَ عَلَى ٱلاسْمِ ٱلْحَسَنِ ٱلَّذِي دُعِيَ بِهِ عَلَيْكُمْ؟ 8 فَإِنْ كُنْتُمْ تُكَمِّلُونَ ٱلنَّامُوسَ ٱلْمُلُوكِيَّ حَسَبَ ٱلْكِتَابِ «تُحِبُّ قَرِيبَكَ كَنَفْسِكَ». فَحَسَناً تَفْعَلُونَ. 9 وَلٰكِنْ إِنْ كُنْتُمْ تُحَابُونَ تَفْعَلُونَ خَطِيَّةً، مُوَبَّخِينَ مِنَ ٱلنَّامُوسِ كَمُتَعَدِّينَ. 10 لأَنَّ مَنْ حَفِظَ كُلَّ ٱلنَّامُوسِ، وَإِنَّمَا عَثَرَ فِي وَاحِدَةٍ، فَقَدْ صَارَ مُجْرِماً فِي ٱلْكُلِّ. 11 لأَنَّ ٱلَّذِي قَالَ: «لا تَزْنِ» قَالَ أَيْضاً: «لا تَقْتُلْ». فَإِنْ لَمْ تَزْنِ وَلٰكِنْ قَتَلْتَ، فَقَدْ صِرْتَ مُتَعَدِّياً ٱلنَّامُوسَ. 12 هٰكَذَا تَكَلَّمُوا وَهٰكَذَا ٱفْعَلُوا كَعَتِيدِينَ أَنْ تُحَاكَمُوا بِنَامُوسِ ٱلْحُرِّيَّةِ. 13 لأَنَّ ٱلْحُكْمَ هُوَ بِلا رَحْمَةٍ لِمَنْ لَمْ يَعْمَلْ رَحْمَةً، وَٱلرَّحْمَةُ تَفْتَخِرُ عَلَى ٱلْحُكْمِ.

الإيمان بالمسيح يتنافى مع المحاباة. لأن موقف يسوع كان بلا محاباة. فقبل الجميع على اختلاف أجناسهم وديارهم وطبقاتهم. دون أن يميز بين عبد وحر ذكر وأنثى. لأننا جميعاً واحد في المسيح. ومما هو جدير بالملاحظة، أن يعقوب يستهل هذا الأصحاح بالإشارة إلى إيمان المسيح، أي الإيمان به. فليس هناك حياة روحية ولا أخلاق مسيحية بدون هذا الإيمان الحي.

فمع أن الإيمان الحي له اتجاهات عدة، إلا أن الرسول ينبر هنا على الوجهة الاجتماعية. والمسيح لم يقبل الأغنياء قبل الفقراء، بل بالعكس. لقد رحب بالفقراء وحذر الأغنياء. فنحن أيضاً في مجامعنا ومنازلنا، علينا ألا نبدي الاحتقار تجاه الفقير والمحتقر. فمن يحترم الغني يحترم ثروته غالباً، ويظهر بذلك أنه من محبي المال. الأمر الذي يعد أصلاً للشرور، ثم يشير الرسول إلى مبدأ روحي عام، يعتبر أساس الأخلاقيات المسيحية، ويسميه «الناموس الملوكي» «تحب قريبك كنفسك». تحبه إن كان فقيراً أو غنياً. تحبه لأن الله أحب عالم البشر، وينبغي لأولاده أن يتمثلوا بأبيهم السماوي. فكم تتحسن الأحوال، لو أنجزنا هذا الناموس البسيط. لأنه يعبر عن المحبة بالقول والفعل. ليتنا نتذكر أننا سوف نحاكم بالناموس الذي كان يجب أن نتممه!

لقد فرض الله حفظ الناموس القديم بأسره، كشرط لخلاص شعب خاص. فمن زل في وصية واحدة، صار مذنباً في الجميع. فكما أن الثقب الواحد يغرق السفينة، هكذا أيضاً الإثم الواحد يشوه الحياة ويعرض الأثيم للهلاك. وآثامنا كثيرة كشعر الرأس، فلا عذر لنا أمام قضاء الإله.

للحفظ: ٱلنَّامُوسَ ٱلْمُلُوكِيَّ «تُحِبُّ قَرِيبَكَ كَنَفْسِكَ» (يعقوب 2: 8).

الصلاة: اللهم نتضرع إليك من صميم القلب، أن تنعم علينا بمواهبك. نجنا من المحاباة وحب المال، واعطنا أن نكون دائماً ودعاء أمامك. وفوق كل شيء هبنا المحبة.

السؤال: 5 - ان كنت لا تحفظ الناموس كله، فعلى من تعتمد؟

2: 14 مَا ٱلْمَنْفَعَةُ يَا إِخْوَتِي إِنْ قَالَ أَحَدٌ إِنَّ لَهُ إِيمَاناً وَلٰكِنْ لَيْسَ لَهُ أَعْمَالٌ؟ هَلْ يَقْدِرُ ٱلإِيمَانُ أَنْ يُخَلِّصَهُ؟ 15 إِنْ كَانَ أَخٌ وَأُخْتٌ عُرْيَانَيْنِ وَمُعْتَازَيْنِ لِلْقُوتِ ٱلْيَوْمِيِّ، 16 فَقَالَ لَهُمَا أَحَدُكُمُ: «ٱمْضِيَا بِسَلامٍ، ٱسْتَدْفِئَا وَٱشْبَعَا» وَلٰكِنْ لَمْ تُعْطُوهُمَا حَاجَاتِ ٱلْجَسَدِ، فَمَا ٱلْمَنْفَعَةُ؟ 17 هٰكَذَا ٱلإِيمَانُ أَيْضاً، إِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ أَعْمَالٌ، مَيِّتٌ فِي ذَاتِهِ. 18 لٰكِنْ يَقُولُ قَائِلٌ: «أَنْتَ لَكَ إِيمَانٌ، وَأَنَا لِي أَعْمَالٌ!» أَرِنِي إِيمَانَكَ بِدُونِ أَعْمَالِكَ، وَأَنَا أُرِيكَ بِأَعْمَالِي إِيمَانِي. 19 أَنْتَ تُؤْمِنُ أَنَّ ٱللّٰهَ وَاحِدٌ. حَسَناً تَفْعَلُ. وَٱلشَّيَاطِينُ يُؤْمِنُونَ وَيَقْشَعِرُّونَ! 20 وَلٰكِنْ هَلْ تُرِيدُ أَنْ تَعْلَمَ أَيُّهَا ٱلإِنْسَانُ ٱلْبَاطِلُ أَنَّ ٱلإِيمَانَ بِدُونِ أَعْمَالٍ مَيِّتٌ؟ 21 أَلَمْ يَتَبَرَّرْ إِبْرَاهِيمُ أَبُونَا بِٱلأَعْمَالِ، إِذْ قَدَّمَ إِسْحَاقَ ٱبْنَهُ عَلَى ٱلْمَذْبَحِ؟ 22 فَتَرَى أَنَّ ٱلإِيمَانَ عَمِلَ مَعَ أَعْمَالِهِ، وَبِٱلأَعْمَالِ أُكْمِلَ ٱلإِيمَانُ، 23 وَتَمَّ ٱلْكِتَابُ ٱلْقَائِلُ: «فَآمَنَ إِبْرَاهِيمُ بِٱللّٰهِ فَحُسِبَ لَهُ بِرّاً» وَدُعِيَ خَلِيلَ ٱللّٰهِ. 24 تَرَوْنَ إِذاً أَنَّهُ بِٱلأَعْمَالِ يَتَبَرَّرُ ٱلإِنْسَانُ، لا بِٱلإِيمَانِ وَحْدَهُ. 25 كَذٰلِكَ رَاحَابُ ٱلزَّانِيَةُ أَيْضاً، أَمَا تَبَرَّرَتْ بِٱلأَعْمَالِ، إِذْ قَبِلَتِ ٱلرُّسُلَ وَأَخْرَجَتْهُمْ فِي طَرِيقٍ آخَرَ؟ 26 لأَنَّهُ كَمَا أَنَّ ٱلْجَسَدَ بِدُونِ رُوحٍ مَيِّتٌ، هٰكَذَا ٱلإِيمَانُ أَيْضاً بِدُونِ أَعْمَالٍ مَيِّتٌ.

«إنما نحسب أبراراً عند الله، لأجل استحقاق ربنا ومخلصنا يسوع. فقط بالإيمان لا لأجل أعمالنا واستحقاقاتنا». هذا ما نستنتجه من تعليم بولس الرسول. والأعمال الصالحة يجب أن تكون صادرة من ذلك الإيمان. وهي مرضية لله، ومقبولة عنده بالمسيح. وهي ناشئة بالضرورة عن الإيمان الحق الحي، حتى أن الإيمان الحي إنما يعرف بها عياناً. هل إيمانك بالرب إيمان حق وحي؟ فهذا سؤال في غاية الخطورة عليك أن تجيب عليه. ويبدو لأول وهلة أن الإيمان أمر ذهني لا عملي. ولكن الإيمان في جميع أجزاء الكتاب المقدس، ليس مجرد تصديق الحقائق بل هو واقع وجودي يتصف بالتصميم وبالتسليم الكلي لإرادة الله، والاستغراق الكامل في مقاصده. وهذه الثقة تسيطر على حياة المؤمن وعلى سلوكه.

مثل «الفريسي والعشار» في لوقا 18 دليل جازم على أن الله يرفض الإجراءات الطقسية الدينية، إن لم تكن مقترنة بالرحمة والرضى. فعقلية من يستند إلى الأعمال هي عقلية تجارية. إنه يقدم ما ينجزه من الناموس أو الشريعة، ليحصل على ما يقابل ذلك من نعمة. فالنعمة لا تباع ولا تشرى.

كلنا يوافق على وجود إيمان مزيف، وإيمان نظري، يستحق كلاهما النعت بكلمة «ميت». هل يقدر الإيمان أن يخلصنا؟ الجواب نعم إن كان الإيمان بالرب يسوع إيماناً صحيحاً عملياً جدياً. لاحظ أن يعقوب لا يكتب «وما المنفعة لمن له إيمان» بل إنما يكتب «والمنفعة لمن يقول أن له إيمان». هذا هو الإيمان المزعوم. وبدون محبة عملية لا يفدي الإيمان شيئاً، «وَإِنْ كَانَ لِي كُلُّ ٱلإِيمَانِ ... وَلٰكِنْ لَيْسَ لِي مَحَبَّةٌ، فَلَسْتُ شَيْئاً» (1 كور 13: 2). فالدينونة تجري على أساس الأعمال (غلاطية 6: 7 و8). ونختم بعبارة جميلة تجمع بين العناصر الثلاثة «الإيمان العامل بالمحبة» هذا هو الإيمان الحق، الذي به نتبرر. وبه نتقدم إلى كمال الله.

للحفظ: « أَنْتَ تُؤْمِنُ أَنَّ ٱللّٰهَ وَاحِدٌ. حَسَناً تَفْعَلُ. وَٱلشَّيَاطِينُ يُؤْمِنُونَ وَيَقْشَعِرُّونَ!» (يعقوب 2: 19).

الصلاة: أبعدني يا رب عن الإيمان المزيف الميت، واجعلني أثق فيك، وأعمل مشيئتك في حياتي. ليكن إيماني عاملاً بالمحبة. وشكراً لك لأنك خلصتني بالنعمة المجانية.

السؤال: 6 - ما المنفعة ان قلت ان لك ايمان، وليس لك اعمال؟

اَلأَصْحَاحُ ٱلثَّالِثُ

1 لا تَكُونُوا مُعَلِّمِينَ كَثِيرِينَ يَا إِخْوَتِي، عَالِمِينَ أَنَّنَا نَأْخُذُ دَيْنُونَةً أَعْظَمَ! 2 لأَنَّنَا فِي أَشْيَاءَ كَثِيرَةٍ نَعْثُرُ جَمِيعُنَا. إِنْ كَانَ أَحَدٌ لا يَعْثُرُ فِي ٱلْكَلامِ فَذَاكَ رَجُلٌ كَامِلٌ، قَادِرٌ أَنْ يُلْجِمَ كُلَّ ٱلْجَسَدِ أَيْضاً. 3 هُوَذَا ٱلْخَيْلُ، نَضَعُ ٱللُّجُمَ فِي أَفْوَاهِهَا لِكَيْ تُطَاوِعَنَا، فَنُدِيرَ جِسْمَهَا كُلَّهُ. 4 هُوَذَا ٱلسُّفُنُ أَيْضاً، وَهِيَ عَظِيمَةٌ بِهٰذَا ٱلْمِقْدَارِ، وَتَسُوقُهَا رِيَاحٌ عَاصِفَةٌ، تُدِيرُهَا دَفَّةٌ صَغِيرَةٌ جِدّاً إِلَى حَيْثُمَا شَاءَ قَصْدُ ٱلْمُدِيرِ. 5 هٰكَذَا ٱللِّسَانُ أَيْضاً، هُوَ عُضْوٌ صَغِيرٌ وَيَفْتَخِرُ مُتَعَظِّماً. هُوَذَا نَارٌ قَلِيلَةٌ، أَيَّ وُقُودٍ تُحْرِقُ؟ 6 فَٱللِّسَانُ نَارٌ! عَالَمُ ٱلإِثْمِ. هٰكَذَا جُعِلَ فِي أَعْضَائِنَا ٱللِّسَانُ، ٱلَّذِي يُدَنِّسُ ٱلْجِسْمَ كُلَّهُ، وَيُضْرِمُ دَائِرَةَ ٱلْكَوْنِ، وَيُضْرَمُ مِنْ جَهَنَّمَ. 7 لأَنَّ كُلَّ طَبْعٍ لِلْوُحُوشِ وَٱلطُّيُورِ وَٱلزَّحَّافَاتِ وَٱلْبَحْرِيَّاتِ يُذَلَّلُ، وَقَدْ تَذَلَّلَ لِلطَّبْعِ ٱلْبَشَرِيِّ. 8 وَأَمَّا ٱللِّسَانُ فَلا يَسْتَطِيعُ أَحَدٌ مِنَ ٱلنَّاسِ أَنْ يُذَلِّلَهُ. هُوَ شَرٌّ لا يُضْبَطُ، مَمْلُوٌّ سُمّاً مُمِيتاً. 9 بِهِ نُبَارِكُ ٱللّٰهَ ٱلآبَ، وَبِهِ نَلْعَنُ ٱلنَّاسَ ٱلَّذِينَ قَدْ تَكَوَّنُوا عَلَى شِبْهِ ٱللّٰهِ. 10 مِنَ ٱلْفَمِ ٱلْوَاحِدِ تَخْرُجُ بَرَكَةٌ وَلَعْنَةٌ! لا يَصْلُحُ يَا إِخْوَتِي أَنْ تَكُونَ هٰذِهِ ٱلأُمُورُ هٰكَذَا! 11 أَلَعَلَّ يَنْبُوعاً يُنْبِعُ مِنْ نَفْسِ عَيْنٍ وَاحِدَةٍ ٱلْعَذْبَ وَٱلْمُرَّ؟ 12 هَلْ تَقْدِرُ يَا إِخْوَتِي تِينَةٌ أَنْ تَصْنَعَ زَيْتُوناً، أَوْ كَرْمَةٌ تِيناً؟ وَلا كَذٰلِكَ يَنْبُوعٌ يَصْنَعُ مَاءً مَالِحاً وَعَذْباً!

ضبط اللسان من ميزات المؤمن الجوهرية. ولعل يعقوب أكد هذا الموضوع، لكونه اختبر بالاختبار المرير أن بلية الإنسان من اللسان. والشرور التي تنجم عن التهور في اللوم والشتم والنزاع. فاللسان الذي يجب أن يستعمل للصلاة والشهادة والتعزية والتشجيع. يستخدم كثيراً لأغراض هدامة.

من هو الذي يتعرض أكثر من غيره لسوء استعمال اللسان؟ أما هو المعلم والواعظ والخطيب والفصيح، الذين أداتهم الرئيسية اللسان؟ لكل امتياز، تجربته الخاصة. بيد أن الرجل الصموت أيضاً القليل الكلام، يجرح الآخرين بلسانه وأقواله اللاذعة إن لم يضبطه روح الله.

والجدير بالانتباه أن يعقوب لا يدعونا إلى الصمت والسكوت بل إلى التكلم البناء الصالح المليح. تأمل قبل الكلام. كيف تتكلم؟ بأي روح؟ وماذا تتكلم؟ بأية عبارة؟ فمن لا يزل في كلامه هو رجل كامل - أي رجل ناضج روحاني. فبإمكانك أن تكون رجلاً ناضجاً رشيداً، إذا كان روح الله الضابط في حياتك، يضبط لسانك وشفتيك.

يسمر يعقوب مغزى تحريضه في ذهن قرائه باستعارتين: اللجم في أفواه الخيل، والدفة في مقدم السفينة. فهذه أدوات ضغيرة ولكن لها تأثير كبير. وبعد ذلك يشبه اللسان بالنار. وليست هذه النار النار المطهرة. بل النار المخربة. وأخيراً اللسان، ينبوع ينتج منه الماء العذب والفاسد. فالقادر أن يطهر حياتك، قادر أن ينقي لسانك أيضاً، ويجعله عذباً. قال يسوع: «مَنْ آمَنَ بِي... تَجْرِي مِنْ بَطْنِهِ أَنْهَارُ مَاءٍ حَيٍّ» (يوحنا 7: 38). تجري من بطنه وعن طريق لسانه أنهار ماء مباركة ملائمة منعشة.

للحفظ: «إِنْ كَانَ أَحَدٌ لا يَعْثُرُ فِي ٱلْكَلامِ فَذَاكَ رَجُلٌ كَامِلٌ» (يعقوب 3: 2).

الصلاة: علمني يا رب كيف أستخدم لساني في التسبيح والتشجيع والدعاء والعزاء، لكي يكون لساني ينبوعاً شافياً عذباً. ويسمع الناس أقوالي، ويمجدونك أنت الإله الحي.

السؤال: 7 - متى يجب ان تضبط لسانك، ومتى يجب ان تتكلم؟

3: 13 مَنْ هُوَ حَكِيمٌ وَعَالِمٌ بَيْنَكُمْ فَلْيُرِ أَعْمَالَهُ بِٱلتَّصَرُّفِ ٱلْحَسَنِ فِي وَدَاعَةِ ٱلْحِكْمَةِ. 14 وَلٰكِنْ إِنْ كَانَ لَكُمْ غَيْرَةٌ مُرَّةٌ وَتَحَزُّبٌ فِي قُلُوبِكُمْ، فَلا تَفْتَخِرُوا وَتَكْذِبُوا عَلَى ٱلْحَقِّ. 15 لَيْسَتْ هٰذِهِ ٱلْحِكْمَةُ نَازِلَةً مِنْ فَوْقُ، بَلْ هِيَ أَرْضِيَّةٌ نَفْسَانِيَّةٌ شَيْطَانِيَّةٌ. 16 لأَنَّهُ حَيْثُ ٱلْغَيْرَةُ وَٱلتَّحَزُّبُ هُنَاكَ ٱلتَّشْوِيشُ وَكُلُّ أَمْرٍ رَدِيءٍ. 17 وَأَمَّا ٱلْحِكْمَةُ ٱلَّتِي مِنْ فَوْقُ فَهِيَ أَوَّلا طَاهِرَةٌ، ثُمَّ مُسَالِمَةٌ، مُتَرَفِّقَةٌ، مُذْعِنَةٌ، مَمْلُوَّةٌ رَحْمَةً وَأَثْمَاراً صَالِحَةً، عَدِيمَةُ ٱلرَّيْبِ وَٱلرِّيَاءِ. 18 وَثَمَرُ ٱلْبِرِّ يُزْرَعُ فِي ٱلسَّلامِ مِنَ ٱلَّذِينَ يَفْعَلُونَ ٱلسَّلامَ.

يتحدث الرسول في هذه الفقرة عن موضوع ألمح إليه سابقاً. وهو الحكمة. فمن أبتغى فهم التعليم، احتاج إلى الحكمة. ولكن الحكمة نوعان: الحكمة الصادقة تؤدي إلى السيرة الحسنة. أما الحكمة الكاذبة فتؤدي إلى التحزب والحسد. وحتى إن نجح صاحبها اقتصادياً واجتماعياً. فنجاح مثل هذا لا يساعد في امتداد ملكوت الله ولا في نمو المؤمنين الأخلاقي.

فما هي الصفات التي تتماشى مع الحكمة؟ أولاً الوداعة، لأن يعقوب يشير إلى وداعة الحكمة. فإن كنت مفتخراً تعوزك الحكمة الإلهية، مهما كانت المعلومات التي اكتسبتها. كان المسيح نفسه وديعاً متواضعاً (متى 11: 29). ثم في الحكمة طهارة. فالحكيم العاقل. هو الإنسان الذي يحيا الحياة الطاهرة ويتجنب ما هو دنيء وبذيء. اطلب حكمة أيها الشاب لكي تحيا حياة طاهرة وتتغلب على شهوات الدنيا.

والحكمة الإلهية تفيض رحمة. فالإنسان الرؤوف الحنون يبدي حكمة. بينما يتصف الشرس والعنيف بالحكمة الزائفة، التي تطغي على الضعيف، وتطلب النفوذ عن طريق الظلم. زد على ذلك، أن الإخلاص أيضاً من ميزات الحكمة الإلهية. إذن كن مخلصاً في كل تصرفاتك مع الناس. حينئذ يحترمونك، ويتكلون على قولك.

أما الصفة الأخيرة التي تقترن بالحكمة فهي المسالمة: «طُوبَى لِصَانِعِي ٱلسَّلامِ، لأَنَّهُمْ أَبْنَاءَ ٱللّٰهِ يُدْعَوْنَ» (متى 5: 9). وهكذا يختم يعقوب الأصحاح مشيراً إلى الذين يفعلون السلام - لأن السلام عمل إيجابي، يتضمن السعي المستمر والنية الحسنة النشيطة.

للحفظ: «َأَمَّا ٱلْحِكْمَةُ ٱلَّتِي مِنْ فَوْقُ فَهِيَ أَوَّلا طَاهِرَةٌ، ثُمَّ مُسَالِمَةٌ، مُتَرَفِّقَةٌ، مُذْعِنَةٌ، مَمْلُوَّةٌ رَحْمَةً» (يعقوب 3: 17).

الصلاة: أيها الآب السماوي إله الحكمة والرحمة، امنحني الحكمة النازلة من فوق، واخلق فيّ روح الوداعة والطهارة والرحمة نحو الآخرين باسم يسوع.

السؤال: 8 - هل لك سلام مع الله؟

اَلأَصْحَاحُ ٱلرَّابِعُ

1 مِنْ أَيْنَ ٱلْحُرُوبُ وَٱلْخُصُومَاتُ بَيْنَكُمْ؟ أَلَيْسَتْ مِنْ هُنَا: مِنْ لَذَّاتِكُمُ ٱلْمُحَارِبَةِ فِي أَعْضَائِكُمْ؟ 2 تَشْتَهُونَ وَلَسْتُمْ تَمْتَلِكُونَ. تَقْتُلُونَ وَتَحْسِدُونَ وَلَسْتُمْ تَقْدِرُونَ أَنْ تَنَالُوا. تُخَاصِمُونَ وَتُحَارِبُونَ وَلَسْتُمْ تَمْتَلِكُونَ، لأَنَّكُمْ لا تَطْلُبُونَ. 3 تَطْلُبُونَ وَلَسْتُمْ تَأْخُذُونَ، لأَنَّكُمْ تَطْلُبُونَ رَدِيّاً لِكَيْ تُنْفِقُوا فِي لَذَّاتِكُمْ.

«اطلبوا تجدوا» هذا ما قاله يسوع. ولكن مراراً نطلب ولا نجد. أما يعقوب فيقول «تطلبون، ولستم تأخذون» وبعدئذ يصرح لنا بالعلة. أجل علينا أن نطلب باسم يسوع، وعلينا أن نطلب حسب مشيئة الله. وإذا أنجزنا هذين الشرطين، نسأل فنعطى. نطلب فنجد. نقرع فيفتح لنا.

لقد وصل يعقوب في الأصحاح السابق إلى النتيجة أن الخير الأسمى بالنسبة للحياة الاجتماعية هو السلام. سلام عمودي. أي المصالحة مع الله. وسلام أفقي، أي المسالمة مع الناس. ولكن ماذا نرى عندما نراقب مجتمعنا وبلادنا وعالمنا؟ فمن أجلى الظواهر العائلية والاجتماعية والسياسية، هي الخصومات والحروب. إن الأطوار الخيالية من الحروب جد نادرة. بالنسبة لمجرى التاريخ. وفضلاً عن ذلك فأخبار المنازاعات العائلية والطائفية في جميع أنحاء المسكونة، تملأ الصحف والمجلات. وباطلاً يحاول علماء النفس أن يحللوها ويعالجوها. فكل هذا يدل على صحة العقيدة القائلة بالخطيئة الأصلية، كما نستنتجها من الكتاب المقدس.

تحطم هذه الخصومات نفس الإنسان. وبالتالي يتفسخ المجتمع، الذي يقوم على أفراد. وللأسف تظهر هذه النزاعات حتى بين المؤمنين، فيبدي الرسول اهتماماً جدياً بهذه الحالة المؤلمة. ويشير إلى أن العلة هي في الشهوة - شهوة الإنسان، التي تقوده إلى الحسد والبغض والقتل. فلا غرابة أن الرب يمنع بركاته عنا، إذ أن هذه الشهوات تسيطر على حياتنا، وتجري بنا إلى الفشل والمرارة والارتداد.

هذا ما يحدث حينما يختار المرء ملذات الدنيا، مفضلاً ذلك على الابتهاج بالله. حقاً أن هذه الفقرة لصارمة، تدفعنا إلى التأمل والتوبة «امتحن نفسك» هل أنت في الإيمان وفي مشيئة الله؟ ولم لا يستجيب الرب إلى صلواتك؟ هل تطلب منه،لكي تنفق على أهوائك، أو للبركة العامة وامتداد ملكوته؟

للحفظ: «تَحْسِدُونَ وَلَسْتُمْ تَقْدِرُونَ أَنْ تَنَالُوا» (يعقوب 4: 2).

الصلاة: خذ بيدي وقدني، أيها الراعي الصالح. ولا تسمح لي أن أضل عن طريق النور. اغفر لي يا رب خطيتي، وامح دجاها من أمام عيني، لكي أراك وأقترب.

السؤال: 9 - على أي أساس تستجاب صلواتنا؟

4: 4 أَيُّهَا ٱلزُّنَاةُ وَٱلزَّوَانِي، أَمَا تَعْلَمُونَ أَنَّ مَحَبَّةَ ٱلْعَالَمِ عَدَاوَةٌ لِلّٰهِ؟ فَمَنْ أَرَادَ أَنْ يَكُونَ مُحِبّاً لِلْعَالَمِ فَقَدْ صَارَ عَدُوّاً لِلّٰهِ. 5 أَمْ تَظُنُّونَ أَنَّ ٱلْكِتَابَ يَقُولُ بَاطِلا: ٱلرُّوحُ ٱلَّذِي حَلَّ فِينَا يَشْتَاقُ إِلَى ٱلْحَسَدِ؟ 6 وَلٰكِنَّهُ يُعْطِي نِعْمَةً أَعْظَمَ. لِذٰلِكَ يَقُولُ: «يُقَاوِمُ ٱللّٰهُ ٱلْمُسْتَكْبِرِينَ، وَأَمَّا ٱلْمُتَوَاضِعُونَ فَيُعْطِيهِمْ نِعْمَةً». 7 فَٱخْضَعُوا لِلّٰهِ. قَاوِمُوا إِبْلِيسَ فَيَهْرُبَ مِنْكُمْ. 8 اِقْتَرِبُوا إِلَى ٱللّٰهِ فَيَقْتَرِبَ إِلَيْكُمْ. نَقُّوا أَيْدِيَكُمْ أَيُّهَا ٱلْخُطَاةُ، وَطَهِّرُوا قُلُوبَكُمْ يَا ذَوِي ٱلرَّأْيَيْنِ. 9 ٱكْتَئِبُوا وَنُوحُوا وَٱبْكُوا. لِيَتَحَوَّلْ ضِحْكُكُمْ إِلَى نَوْحٍ وَفَرَحُكُمْ إِلَى غَمٍّ. 10 ٱتَّضِعُوا قُدَّامَ ٱلرَّبِّ فَيَرْفَعَكُمْ.

11 لا يَذُمَّ بَعْضُكُمْ بَعْضاً أَيُّهَا ٱلإِخْوَةُ. ٱلَّذِي يَذُمُّ أَخَاهُ وَيَدِينُ أَخَاهُ يَذُمُّ ٱلنَّامُوسَ وَيَدِينُ ٱلنَّامُوسَ. وَإِنْ كُنْتَ تَدِينُ ٱلنَّامُوسَ فَلَسْتَ عَامِلا بِٱلنَّامُوسِ، بَلْ دَيَّاناً لَهُ. 12 وَاحِدٌ هُوَ وَاضِعُ ٱلنَّامُوسِ، ٱلْقَادِرُ أَنْ يُخَلِّصَ وَيُهْلِكَ. فَمَنْ أَنْتَ يَا مَنْ تَدِينُ غَيْرَكَ؟

لقب الرب يسوع الجيل الذي جاء لكي يبشره بجيل شرير فاسق. وهنا يلقب يعقوب جيله الشهواني بالزناة والزواني. والزنى حسب المفهوم الكتابي، قد يكون مجازياً أو فعلياً. وكلما يبدي المؤمن حباً للعالم وشهواته يبرهن بذلك عن عدم الولاء الرب. وكلما يفعل ذلك يستحق التسمية «زان».

العدد الخامس من هذا الأصحاح هو حسب النص اليوناني: «الروح يشتاق إلينا بغيرة»، أي أنه يغار علينا ولا يريد أن ينفصل عن الله، كما أن الزوج يغار على زوجته ويشتاق إليها إذا كان رجلاً ذا كرامة.

يفترض يعقوب أن المؤمن يتواضع نتيجة الفشل. وبعدئذ يعطي الله نعمة متزايدة لمن يحتاج إليها، ويرغب فيها ويقبلها بروح التواضع: «نعمتي تكفيك» ولكن النعمة يجب أن تعبأ لمقاومة إبليس عدونا الأكبر، الذي يحتال علينا، حتى نمسي نحن أعداء الله.

إن كنت أنت مؤمناً مرتداً من حضرة الرب، يدعوك يعقوب إلى التوبة. وبهذا الخصوص يستعمل عدة أفعال شديدة لائقة، تتجاوب مع احتياجنا: اخضعوا، قاوموا، اقتربوا، نقوا أيديكم، طهروا قلوبكم. ثم يفصل معنى «اخضعوا» بفعلين آخرين: اكتئبوا ونوحوا. تأمل بخطاياك المتعددة المترددة، واقترب إلى الرب بالصلاة، وطهر يديك. ابتعد عن كل عمل شرير، وطهر قلبك. أي لا تفكر في الشر، وستكون النتيجة أنك من خلال التواضع تنال الارتفاع.

المقربون من الله هم المؤهلون لمقاومة إبليس. إن الحزن والدموع لهما محلهما في الحياة المسيحية. فنحن نسمع بكاء الرب يسوع ولكن لا نقرأ أنه ضحك. ويدعى هو في العهد القديم «رجل الأوجاع ومختبر الحزن».

وأخيراً يحثنا الرسول ألا ندين، لكي لا ندان. فإن الديان الشرعي الوحيد، هو الذي وضع الشريعة الأخلاقية وناموس الطبيعة، القادر أن يخلص ويهلك. فاترك الدينونة له والنقمة لعدالته.

للحفظ: «يُقَاوِمُ ٱللّٰهُ ٱلْمُسْتَكْبِرِينَ، وَأَمَّا ٱلْمُتَوَاضِعُونَ فَيُعْطِيهِمْ نِعْمَةً» (يعقوب 4: 6).

الصلاة: امنحنا يا رب نعمتك الوافية الكافية الشافية، لكي نطمئن بك وننجو من الشرور التي تعترض سبيلنا، اعطنا روح التواضع واجعلنا نلجأ على الدوام إليك.

السؤال: 10 - هل حصلت على نعمة الله المبررة؟

4: 13 هَلُمَّ ٱلآنَ أَيُّهَا ٱلْقَائِلُونَ: «نَذْهَبُ ٱلْيَوْمَ أَوْ غَداً إِلَى هٰذِهِ ٱلْمَدِينَةِ أَوْ تِلْكَ، وَهُنَاكَ نَصْرِفُ سَنَةً وَاحِدَةً وَنَتَّجِرُ وَنَرْبَحُ». 14 أَنْتُمُ ٱلَّذِينَ لا تَعْرِفُونَ أَمْرَ ٱلْغَدِ! لأَنَّهُ مَا هِيَ حَيَاتُكُمْ؟ إِنَّهَا بُخَارٌ، يَظْهَرُ قَلِيلا ثُمَّ يَضْمَحِلُّ. 15 عِوَضَ أَنْ تَقُولُوا: «إِنْ شَاءَ ٱلرَّبُّ وَعِشْنَا نَفْعَلُ هٰذَا أَوْ ذَاكَ». 16 وَأَمَّا ٱلآنَ فَإِنَّكُمْ تَفْتَخِرُونَ فِي تَعَظُّمِكُمْ. كُلُّ ٱفْتِخَارٍ مِثْلُ هٰذَا رَدِيءٌ. 17 فَمَنْ يَعْرِفُ أَنْ يَعْمَلَ حَسَناً وَلا يَعْمَلُ، فَذٰلِكَ خَطِيَّةٌ لَهُ.

«إن شاء الله» قول مألوف. نسمعه من كل وجه وكل يوم. بيد أن ذلك القول يعبر عن موقف جبري. كمن يقول كل شيء مقدر فلا أقدر أن أفعل شيئاَ. فتأخذ الحوادث مجراها الطبيعي، وأنا مستسلم وغير مبال ولكن هذا موقف منحرف انهزامي، يتجاهل الواجب والنشاط اللازم، ليست مشيئة الله أن نجلس بأيادي مطوية. بلا رجاء ولا حماس.

غير أن هناك موقفاً معاكساً، يميل إلى الإلحاد كمن يقول: اليوم أو غداً ننطلق إلى الميدان، ميدان التجارة، أو الصناعة، أو الزراعة، أو الثقافة. ونقيم سنة، أو سنتين أو ثلاث سنين، ونجد ونكد، ونكتسب العلم والأموال والنفوذ. أما الله فلا نهتم به، ولا يهتم هو بأمرنا. إياك أن تتكلم أو تفكر على هذا النحو، وتتكل على جهودك بل قل: «يا عالماً بحالي عليك اتكالي». قد حذرنا يسوع من هذا الموقف في مثله الأكثر صرامة «مثل الغني الغبي» (لوقا 12: 16-21)، إننا بشر. وليس أكثر. وحياتنا على زوال كبخار يبدو هنيهة، ثم يضمحل. ولمثل هؤلاء يقول الرسول «استهل كل مشروع بالإقرار إن شاء الله - وبعد ذلك انطلق واجتهد وثابر».

فمن افتخر فليفتخر بالله. فكل افتخار آخر يؤدي إلى الكبرياء. وهو أول الآثام وأشنعها. ولكن عندما تتذلل، اذكر أن الرب قادر أن يقويك، ويستخدم حياتك له القوة والمجد.

وأخيراً لا يخطئ المرء بالأعمال فحسب، بل الإهمال أيضاً. فأحياناً تؤذي جارك عمداً وأحياناً تسيء إليه بعدم المبالاة. أو تمسك عن نصيحة، أو عطية وجب عليك أن تقدمها. فهذه أيضاً خطيئة. لا تنس مثل «الغني ولعازر» فلم يرد في الكتاب المقدس أي إشارة إلى إثم الغني. ولكنه تغافل عن حاجة الفقير. وانتهى إلى الجحيم. فخطايا الإهمال، أكثر عدداً بكثير من خطايا الارتكاب.

للحفظ: «فَمَنْ يَعْرِفُ أَنْ يَعْمَلَ حَسَناً وَلا يَعْمَلُ، فَذٰلِكَ خَطِيَّةٌ لَهُ» (يعقوب 4: 17).

الصلاة: أيها الآب القدير لقد تركنا أعمالاً وجب علينا عملها. وعملنا أعمالاً كان يجب علينا أن لا نعملها. أما أنت يا رب فارحمنا، وأشفق علينا لنحيا فيما بعد حياة البر والعفة.

السؤال: 11 - ماذا أهملت اليوم، وعمن تغافلت؟

اَلأَصْحَاحُ ٱلْخَامِسُ

1 هَلُمَّ ٱلآنَ أَيُّهَا ٱلأَغْنِيَاءُ، ٱبْكُوا مُوَلْوِلِينَ عَلَى شَقَاوَتِكُمُ ٱلْقَادِمَةِ. 2 غِنَاكُمْ قَدْ تَهَرَّأَ، وَثِيَابُكُمْ قَدْ أَكَلَهَا ٱلْعُثُّ. 3 ذَهَبُكُمْ وَفِضَّتُكُمْ قَدْ صَدِئَا، وَصَدَأُهُمَا يَكُونُ شَهَادَةً عَلَيْكُمْ، وَيَأْكُلُ لُحُومَكُمْ كَنَارٍ! قَدْ كَنَزْتُمْ فِي ٱلأَيَّامِ ٱلأَخِيرَةِ. 4 هُوَذَا أُجْرَةُ ٱلْفَعَلَةِ ٱلَّذِينَ حَصَدُوا حُقُولَكُمُ ٱلْمَبْخُوسَةُ مِنْكُمْ تَصْرُخُ، وَصِيَاحُ ٱلْحَصَّادِينَ قَدْ دَخَلَ إِلَى أُذُنَيْ رَبِّ ٱلْجُنُودِ. 5 قَدْ تَرَفَّهْتُمْ عَلَى ٱلأَرْضِ وَتَنَعَّمْتُمْ وَرَبَّيْتُمْ قُلُوبَكُمْ، كَمَا فِي يَوْمِ ٱلذَّبْحِ. 6 حَكَمْتُمْ عَلَى ٱلْبَارِّ. قَتَلْتُمُوهُ. لا يُقَاوِمُكُمْ!

يستأنف الرسول موضوع الغنى، «حياتنا بخار» فإذن ما هي قيمة غنانا الحقيقية؟ حسب القول الدارج «الذهب يذهب، والفضة فاضية». إن الكتاب المقدس له جانب اجتماعي. وبه نطبق الاخلاقيات على الاجتماعيات. لنصل لمجرد كونه أفضل وأعدل. والعهد الجديد، لا يستنكر الغنى لمجرد كونه غنياً بل يستنكر روحه المتشامخة، واستناده إلى الأباطيل. فموقف الغني مغلوط في حد ذاته. وخصوصاً إذا أضيفت إليه سجايا أخرى رديئة. يستغل الغني مواطنه استغلالاً ظالماً، ليبلغ غايته الاحتكارية. وفي الآيات التي نحن في صددها، يشدد يعقوب بتكديس المال على حساب عمال بخست أجرتهم العادلة. ويهدد المستغلين المنعمين على حساب الفقير. والله قادر أن ينصف المظلوم، بالحكم على الظالم. إن خطيئة هؤلاء الأغنياء تقوم على تصرفهم وانصرافهم إلى الملذات، حتى يتجاهلوا ما يفرضه واجب العدالة والمحبة. أجل أن الغني ينطلق إلى الملاهي، وينسى إلهه وقريبه. ولكن هل تفعل أنت ذلك، ولو لم تعتبر نفسك غنياً؟

إن كان سلوكك شبيه ذلك، فينصحك الكتاب أن تبكي مولولاً على شقاوتك القادمة. فلا تستهزئ - يا لها من فقرة مريعة! والعبارة رب الجنود (في عدد 4) من الأسماء الكتابية الحسنة. وهي تعبر عن قدرة الله وعظمته فالقدير لا ينسى الفقير.

والخلاصة إن طمع الغني يؤدي إلى قساوة القلب أولاً، وثانياً إلى استهلاك الأموال في التنعم والترفه. وقد يؤدي أحياناً إلى العنف والقتل (عدد 6). لذا يقول الرب «يعسر أن يدخل غني إلى ملكوت السموات».

للحفظ: «ٱبْكُوا مُوَلْوِلِينَ عَلَى شَقَاوَتِكُمُ ٱلْقَادِمَةِ» (يعقوب 5: 1).

الصلاة: اجعلني يا رب أذكر واجبي تجاه القريب والفقير وإلا أظلم الضعيف، ولا أحتقر الحقير. بل دعني أحترم الجميع، وأشركهم في ما لي من بركات، لأجل المسيح، الذي صار فقيراً لكي يغنينا.

السؤال: 12 - أين أكنز لنفسي كنوزاً؟

5: 7 فَتَأَنَّوْا أَيُّهَا ٱلإِخْوَةُ إِلَى مَجِيءِ ٱلرَّبِّ. هُوَذَا ٱلْفَلاحُ يَنْتَظِرُ ثَمَرَ ٱلأَرْضِ ٱلثَّمِينَ مُتَأَنِّياً عَلَيْهِ حَتَّى يَنَالَ ٱلْمَطَرَ ٱلْمُبَكِّرَ وَٱلْمُتَأَخِّرَ. 8 فَتَأَنَّوْا أَنْتُمْ وَثَبِّتُوا قُلُوبَكُمْ، لأَنَّ مَجِيءَ ٱلرَّبِّ قَدِ ٱقْتَرَبَ. 9 لا يَئِنَّ بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ أَيُّهَا ٱلإِخْوَةُ لِئَلا تُدَانُوا. هُوَذَا ٱلدَّيَّانُ وَاقِفٌ قُدَّامَ ٱلْبَابِ. 10 خُذُوا يَا إِخْوَتِي مِثَالا لاحْتِمَالِ ٱلْمَشَقَّاتِ وَٱلأَنَاةِ: ٱلأَنْبِيَاءَ ٱلَّذِينَ تَكَلَّمُوا بِٱسْمِ ٱلرَّبِّ. 11 هَا نَحْنُ نُطَوِّبُ ٱلصَّابِرِينَ. قَدْ سَمِعْتُمْ بِصَبْرِ أَيُّوبَ وَرَأَيْتُمْ عَاقِبَةَ ٱلرَّبِّ. لأَنَّ ٱلرَّبَّ كَثِيرُ ٱلرَّحْمَةِ وَرَؤُوفٌ.

12 وَلٰكِنْ قَبْلَ كُلِّ شَيْءٍ يَا إِخْوَتِي لا تَحْلِفُوا لا بِٱلسَّمَاءِ وَلا بِٱلأَرْضِ وَلا بِقَسَمٍ آخَرَ. بَلْ لِتَكُنْ نَعَمْكُمْ نَعَمْ وَلاكُمْ لا، لِئَلا تَقَعُوا تَحْتَ دَيْنُونَةٍ.

في مقدمة الرسالة علمنا يعقوب كيف نعيش الحياة الطاهرة، رغم المحن والتجارب، فهو يوصي بالصبر (1: 3-4) والصلاة (1: 5). ويعود الآن إلى هذين الأمرين. ويحثنا على الصبر في 5: 7 وعلى الصلاة في 5: 17. فلا مناص من الاثنين، إذا كنت قد صممت على أن تكافح ضد صعوبات العالم وشروره.

يستخدم يعقوب استعارة من تصرف الفلاح، الذي بالصبر ينتظر الأمطار وغلة الأرض. إن الفلاح يخضع لنواميس الطبيعة، التي وضعها الله لمنفعته. ولكنه يكد هو بدروه. والأمطار في المجاز ترمز إلى الشدائد التي يصبر عليها المؤمن. ولا ثمر بدون أمطار. هكذا نرى أن للصبر ثمره الخاص، يجنيه الفلاح بفرح.

إن الله مع الصابرين - والله نصيب الصابرين، لأننا نحن المؤمنين لا نصبر، لكي نتمتع بالأرضيات، وإنما نصبر لكي نبتهج بالسماويات «مجيء الرب قد اقترب». يا لها من تعزية لكل متعب منهمك! يسوع آت، ليخلصنا تماماً من هذا العالم الأليم، ويرفعنا إلى عالم أسمى، حتى نمكث معه على الدوام بالسلام والسرور، هذا نصيب المؤمنين.

تجربة الصابرين التذمر. أنت تصبر وتحتمل. وفي احتمالك يجربك الشيطان، إذ تتعرض إلى لوم الآخرين. نلوم فلاناً على هذا الخطأ. ونلوم غيره على عيب آخر. وهكذا نقضي الليالي في القلق والنهار في التذمر. لا تتذمر على أخيك، بل تعال بشكواك إلى عرش النعمة والقها هناك. وتضرع إلى الله وهو يحل مشكلتك.

وفي وصية أخرى يقول يعقوب: لا تحلفوا البتة، مهما كان موضوع القسم. هكذا تتعود على الصدق. وتكون نعمك نعم، ولاؤك لا. من ثم يستأمنك الناس ويثقون بك. وفي هذه جميعها لا ننسى أن الرب الحنون الرؤوف هو أيضاً الإله الديان، يدين الأشرار ويعين الأبرار.

للحفظ: «ثَبِّتُوا قُلُوبَكُمْ، لأَنَّ مَجِيءَ ٱلرَّبِّ قَدِ ٱقْتَرَبَ» (يعقوب 5: 8).

الصلاة: اللهم هبني الصبر والثبات، لكي أصمد حين تهب عاصفة الشدائد، وتضطرب القلوب. ودعني أنتظر مجيئك ببهجة ورجاء، حتى أكون مستعداً للقائك.

السؤال: 13 - هل انت مستعد للقاء الرب عند مجيئه؟

5: 13 أَعَلَى أَحَدٍ بَيْنَكُمْ مَشَقَّاتٌ؟ فَلْيُصَلِّ. أَمَسْرُورٌ أَحَدٌ؟ فَلْيُرَتِّلْ. 14 أَمَرِيضٌ أَحَدٌ بَيْنَكُمْ؟ فَلْيَدْعُ شُيُوخَ ٱلْكَنِيسَةِ فَيُصَلُّوا عَلَيْهِ وَيَدْهَنُوهُ بِزَيْتٍ بِٱسْمِ ٱلرَّبِّ، 15 وَصَلاةُ ٱلإِيمَانِ تَشْفِي ٱلْمَرِيضَ وَٱلرَّبُّ يُقِيمُهُ، وَإِنْ كَانَ قَدْ فَعَلَ خَطِيَّةً تُغْفَرُ لَهُ. 16 اِعْتَرِفُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ بِٱلزَّلاتِ، وَصَلُّوا بَعْضُكُمْ لأَجْلِ بَعْضٍ لِكَيْ تُشْفَوْا. طِلْبَةُ ٱلْبَارِّ تَقْتَدِرُ كَثِيراً فِي فِعْلِهَا. 17 كَانَ إِيلِيَّا إِنْسَاناً تَحْتَ ٱلآلامِ مِثْلَنَا، وَصَلَّى صَلاةً أَنْ لا تُمْطِرَ، فَلَمْ تُمْطِرْ عَلَى ٱلأَرْضِ ثَلاثَ سِنِينَ وَسِتَّةَ أَشْهُرٍ. 18 ثُمَّ صَلَّى أَيْضاً فَأَعْطَتِ ٱلسَّمَاءُ مَطَراً وَأَخْرَجَتِ ٱلأَرْضُ ثَمَرَهَا.

19 أَيُّهَا ٱلإِخْوَةُ، إِنْ ضَلَّ أَحَدٌ بَيْنَكُمْ عَنِ ٱلْحَقِّ فَرَدَّهُ أَحَدٌ، 20 فَلْيَعْلَمْ أَنَّ مَنْ رَدَّ خَاطِئاً عَنْ ضَلالِ طَرِيقِهِ يُخَلِّصُ نَفْساً مِنَ ٱلْمَوْتِ، وَيَسْتُرُ كَثْرَةً مِنَ ٱلْخَطَايَا.

إن الصلاة بداية الحياة المسيحية ونهايتها. وهي مذكورة في وصية الرسول الوداعية، لقرائه ولجميع المؤمنين. فالفعل «صلى» والكلمة «صلاة» ترد 7 مرات في هذه الفقرة الختامية الوجيزة. وهذا دليل على أهمية نشاط الصلاة. لقد حذرنا آنفاً من سوء استعمال اللسان في التجديف والتذمر. والآن يخبرنا ماذا نفعل باللسان. ألعلك حزين، فصل، أو مسرور فرتل. ما أجمل الصلاة المقترنة بالترتيل! فيا ليتنا نعتاد على النشاطين المتكاملين ونمارسهما كل يوم! هكذا تبدو المسيحية ديانة لكل أحوال الحياة. إن نعمة المسيح تكفي في كافة الظروف.

قد تكلم يعقوب عن الصلاة بالنسبة للفرد. وهنا يتكلم عن صلوات الجماعة في الكنيسة، أو في البيوت. وبالتخصيص يذكر صلاة الشيوخ، المعنيين بمصير الكنيسة وصحة أعضائها الروحية والجسدية. وكما قال المسيح «حيثما اجتمع اثنان أو ثلاثة باسمي فهناك أكون في وسطهم» فهو يكون بيننا ليشفي ويفدي. وحتى إن كنت منعزلاً عن زملائك وبعيداً عن شركة المؤمنين، فبركات الصلاة تبقى مسرة لك: صلاة الإيمان تشفي، وصلاة الإيمان تأتي بالغفران.

وهناك شيء آخر يجب أن نعمله حينما نجتمع بعضنا مع بعض، اثنان، ثلاثة أو أكثر. هذا أن نعترف بعضنا لبعض. ولا سيما إن كنا قد أذنبنا إلى الآخرين. فالاعتراف له تأثير علاجي، يطهر القلوب ويحسن العلاقات البشرية. وبعد الاعتراف يحثنا الرسول على الصلاة بعضنا لأجل بعض بلا انقطاع. لان أعظم خدمة يمكنك أن تقوم بها لفائدة الآخرين هي الصلاة من أجلهم.

أخيراً يتكلم الرسول عن ذلك الموضوع الخطير. الضلال والخلاص. هل أنت من الضالين أم من المخلصين. فالرب قادر أن يردك من الهلاك والضلال إلى سبيل الحياة والنور.

للحفظ: «أَعَلَى أَحَدٍ بَيْنَكُمْ مَشَقَّاتٌ؟ فَلْيُصَلِّ. أَمَسْرُورٌ أَحَدٌ؟ فَلْيُرَتِّلْ » (يعقوب 5: 13).

الصلا: علمني كيف أصلي صلاة الإيمان، لأنال الشفاء والغفران. يا إلهي القدوس، خذ بيدي وقدني إلى طريق النجاة والحياة. وحين أكون معرضاً لتيهان في الضلال قدني إلى نورك البهي.

السؤال: 14 - متى يجب أن أصلي؟

أيها القارئ العزيز

ان تعمقت في قراءة تفسير رسالة يعقوب تستطيع أن تجاوب على عشرة أسئلة من الاربعة عشر بسهولة ونحن مستعدون أن نرسل لك أحد كتبنا الروحية جائزة لاجتهادك. لاتنس أن تذكر اسمك وعنوانك كاملا عند ارسال مسابقتك الينا.


Call of Hope
P.O.Box 100827 
D-70007 
Stuttgart 
Germany