العودة الى الصفحة السابقة
شرح سفر حَبَقُّوقَ

شرح سفر حَبَقُّوقَ

السّنن القويم في تفسير أسفار العهد القديم

للقس وليم مارش


Bibliography

السّنن القويم في تفسير أسفار العهد القديم: شرح سفر حَبَقُّوقَ. للقس وليم مارش . Copyright © 2009 All rights reserved Call of Hope. . صدر عن مجمع الكنائس في الشرق الأدنى بيروت 1973. . English title: . German title: . Call of Hope. P.O.Box 10 08 27 D - 70007 Stuttgart Germany http: //www.call - of - hope.com .

مقدمة

تفتقر خزانة الأدب المسيحي إلى مجموعة كاملة من التفاسير لكتب العهدين القديم والجديد. ومن المؤسف حقاً أنه لا توجد حالياً في أية مكتبة مسيحية في شرقنا العربي مجموعة تفسير كاملة لأجزاء الكتاب المقدس. وبالرغم من أن دور النشر المسيحية المختلفة قد أضافت لخزانة الأدب المسيحي عدداً لا بأس به من المؤلفات الدينية التي تمتاز بعمق البحث والاستقصاء والدراسة، إلا أن أياً من هذه الدور لم تقدم مجموعة كاملة من التفاسير، الأمر الذي دفع مجمع الكنائس في الشرق الأدنى بالإسراع لإعادة طبع كتب المجموعة المعروفة باسم: «كتاب السنن القويم في تفسير أسفار العهد القديم» للقس وليم مارش، والمجموعة المعروفة باسم «الكنز الجليل في تفسير الإنجيل» وهي مجموعة تفاسير كتب العهد الجديد للعلامة الدكتور وليم إدي.

ورغم اقتناعنا بأن هاتين المجموعتين كتبتا في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين إلا أن جودة المادة ودقة البحث واتساع الفكر والآراء السديدة المتضمنة فيهما كانت من أكبر الدوافع المقنعة لإعادة طبعهما.

هذا وقد تكرّم سينودس سوريا ولبنان الإنجيلي مشكوراً - وهو صاحب حقوق الطبع - بالسماح لمجمع الكنائس في الشرق الأدنى بإعادة طبع هاتين المجموعتين حتى يكون تفسير الكتاب في متناول يد كل باحث ودارس.

ورب الكنيسة نسأل أن يجعل من هاتين المجموعتين نوراً ونبراساً يهدي الطريق إلى معرفة ذاك الذي قال: «أنا هو الطريق والحق والحياة».

القس ألبرت استيرو

الأمين العام

لمجمع الكنائس في الشرق الأدنى

اَلأَصْحَاحُ ٱلأَوَّلُ

1 «اَلْوَحْيُ ٱلَّذِي رَآهُ حَبَقُّوقُ ٱلنَّبِيُّ».

إشعياء 13: 1 وناحوم 1: 1

لا نعرف عن حبقوق شيئاً غير المذكور في نبوته. ومعنى الاسم «المعانق» لأنه كان كيعقوب يصارع الله بالصلاة. والنبوة على سبيل محاورة فيتكلم النبي ثم يجاوبه الرب. ويُظن أنه كان لاوياً وله خدمة التسبيح في الهيكل بناء على ما ورد في 3: 19 «لِرَئِيسِ ٱلْمُغَنِّينَ عَلَى آلاَتِي» والأرجح أنه تنبأ في ملك يهوياقيم وقبل سقوط أورشليم بنحو 15 سنة. وفي إرميا ص 22 وصف أحوال مملكة يهوذا الروحية والأدبية وأعمال الملك الشريرة. قيل في إرميا 22: 13 - 18 إنه بنى بيته بغير عدل وعلاليه بغير حق واستخدم صاحبه مجاناً ولم يعطه أجرته فإنه بنى لنفسه بيتاً وسيعاً وعيناه وقلبه ليست إلا على الخطف والدم الزكي ليسفكه وعلى الاغتصاب والظلم. وكما كان الملك هكذا كان عظماءه الظالمون.

ومضمون النبوة يدل على أنها كانت قبل قدوم الكلدانيين بمدة قليلة (1: 6) وموضوع السفر الأساسي مذكور في 2: 4 «ٱلْبَارُّ بِإِيمَانِهِ يَحْيَا». بحث النبي في سلامة الأشرار وأتعاب الصالحين. وبعدما عجز عن معرفة هذا السر التجأ إلى الرب فوجد مطلوبه بإيمانه «فَإِنِّي أَبْتَهِجُ بِٱلرَّبِّ وَأَفْرَحُ بِإِلٰهِ خَلاَصِي» (3: 18).

2 - 4 «2 حَتَّى مَتَى يَا رَبُّ أَدْعُو وَأَنْتَ لاَ تَسْمَعُ؟ أَصْرُخُ إِلَيْكَ مِنَ ٱلظُّلْمِ وَأَنْتَ لاَ تُخَلِّصُ؟ 3 لِمَ تُرِينِي إِثْماً، وَتُبْصِرُ جَوْراً، وَقُدَّامِي ٱغْتِصَابٌ وَظُلْمٌ وَيَحْدُثُ خِصَامٌ وَتَرْفَعُ ٱلْمُخَاصَمَةُ نَفْسَهَا؟ 4 لِذٰلِكَ جَمَدَتِ ٱلشَّرِيعَةُ وَلاَ يَخْرُجُ ٱلْحُكْمُ بَتَّةً، لأَنَّ ٱلشِّرِّيرَ يُحِيطُ بِٱلصِّدِّيقِ، فَلِذٰلِكَ يَخْرُجُ ٱلْحُكْمُ مُعَوَّجاً».

مزمور 13: 1 و2 و22: 1 و2 إرميا 14: 9 ع 13 ومزمور 55: 9 - 11 وإرميا 20: 18 إرميا 20: 8 إرميا 15: 10 مزمور 119: 126 وإشعياء 59: 12 - 14 مزمور 22: 12 وإشعياء 1: 21 - 23 إشعياء 5: 20 وحزقيال 9: 9

النبي أولاً كلم الرب بالصلاة وشكا إليه الظلم والجور والاغتصاب قائلاً «حتى متى يا رب» الخ وأما الرب فهو طويل الروح وكثير الرحمة كما يظهر من تاريخ شعبه فإنه بين إقامة عبادة الأصنام في أورشليم في أيام سليمان (انظر 1ملوك 11: 7) وسقوط أورشليم 400 سنة «وأَرْسَلَ ٱلرَّبُّ إِلٰهُ آبَائِهِمْ إِلَيْهِمْ عَنْ يَدِ رُسُلِهِ مُبَكِّراً وَمُرْسِلاً لأَنَّهُ شَفِقَ عَلَى شَعْبِهِ وَعَلَى مَسْكَنِهِ» (2أيام 36: 15).

لاَ يَخْرُجُ ٱلْحُكْمُ (ع 4) أي كان القاضي يعد الناس قائلاً غداً غداً ولا يعمل شيئاً وإذا خرج الحكم يكون معوجاً أي بواسطة الرشوة وضد الحق والعدل. والأرجح أن الظلم المذكور بهذه الآيات هو ظلم شعب اليهود بعضهم لبعض وليس ظلماً من الخارج.

5 - 11 «5 اُنْظُرُوا بَيْنَ ٱلأُمَمِ وَأَبْصِرُوا وَتَحَيَّرُوا حَيْرَةً. لأَنِّي عَامِلٌ عَمَلاً فِي أَيَّامِكُمْ لاَ تُصَدِّقُونَ بِهِ إِنْ أُخْبِرَ بِهِ. 6 فَهٰئَنَذَا مُقِيمٌ ٱلْكِلْدَانِيِّينَ ٱلأُمَّةَ ٱلْمُرَّةَ ٱلْقَاحِمَةَ ٱلسَّالِكَةَ فِي رِحَابِ ٱلأَرْضِ لِتَمْلِكَ مَسَاكِنَ لَيْسَتْ لَهَا. 7 هِيَ هَائِلَةٌ وَمَخُوفَةٌ. مِنْ قِبَلِ نَفْسِهَا يَخْرُجُ حُكْمُهَا وَجَلاَلُهَا. 8 وَخَيْلُهَا أَسْرَعُ مِنَ ٱلنُّمُورِ وَأَحَدُّ مِنْ ذِئَابِ ٱلْمَسَاءِ، وَفُرْسَانُهَا يَنْتَشِرُونَ وَيَأْتُونَ مِنْ بَعِيدٍ، وَيَطِيرُونَ كَٱلنَّسْرِ ٱلْمُسْرِعِ إِلَى ٱلأَكْلِ. 9 يَأْتُونَ كُلُّهُمْ لِلظُّلْمِ. مَنْظَرُ وُجُوهِهِمْ إِلَى قُدَّامٍ، وَيَجْمَعُونَ سَبْياً كَٱلرَّمْلِ. 10 وَهِيَ تَسْخَرُ مِنَ ٱلْمُلُوكِ، وَٱلرُّؤَسَاءُ ضِحْكَةٌ لَهَا. وَتَضْحَكُ عَلَى كُلِّ حِصْنٍ وَتُكَوِّمُ ٱلتُّرَابَ وَتَأْخُذُهُ. 11 ثُمَّ تَتَعَدَّى رُوحُهَا فَتَعْبُرُ وَتَأْثَمُ. هٰذِهِ قُوَّتُهَا إِلٰهُهَا».

أعمال 13: 41 إرميا 25: 14 - 29 إشعياء 29: 9 إشعياء 29: 14 وحزقيال 12: 22 - 28 و2ملوك 24: 2 وإرميا 4: 11 - 13 إرميا 8: 10 إشعياء 18: 2 و7 إرميا 29: 5 - 9 إرميا 4: 13 إرميا 5: 6 وصفنيا 3: 3 حزقيال 17: 3 وهوشع 8: 1 و2ملوك 12: 17 ودانيال 11: 17 ص 2: 5 و2أيام 36: 6 و10 وإشعياء 37: 13 إشعياء 10: 9 و14: 16 إرميا 32: 24 وحزقيال 26: 8 إرميا 4: 11 و12 إرميا 2: 3 ع 16 ودانيال 4: 30

جواب الرب للنبي قائلاً إنه سيقيم من الأمم من يؤدب شعبه كما يستحقون وهم الكلدانيون. وقال تحيروا (1) من عظم البلية الآتية لأن جيش الكلدانيين سيحاصرون أورشليم ويأخذونها ويهينون ملكها (انظر إرميا 52: 9 - 11) وقتل ملك بابل بني صدقيا الملك أمام عينيه وقتل أيضاً جميع رؤساء يهوذا وأعمى عيني صدقيا وقيده بسلسلتين من النحاس وجعله في سجن إلى يوم وفاته وأحرق بيت الرب وكل بيوت أورشليم وهدم أسوارها. وقال النبي تحيروا (1) لأن الرب سيترك شعبه ومدينته أورشليم وبيته المقدس وكهنته وصار كعدو لشعبه وكأنه مع أعدائهم وكأنه نكث عهوده. والأرجح أن النبي تكلم هذا الكلام بعد سقوط نينوى وبعد انتصار نبوخذ ناصر على فرعون نخو في كركميش فحوّل اليهود النظر من ملك أشور عدوهم القديم إلى عدوهم الجديد ملك الكلدانيين غير أنهم لم يصدقوا أن الرب يسمح له أن يفتح مدينتهم ويسبي شعبه ويخرب بيته المقدس. كان أصل الكلدانيين من الجنوب عند خليج العجم ومن ملوكهم مردوخ بلادان (انظر إشعياء ص 39) الذي تقدم إلى الشمال وأخذ بابل وملك فيها 12 سنة فطرده سرجون ملك أشور وبعد موت أشور بانيبال ملك أشور أخذ نبو بلاسر ملك الكلدانيين بابل وخلفه ابنه نبوخذ ناصر الذي صار أعظم ملك في الشرق في زمانه وسقطت مملكة بابل عن يد كورش ملك الماديين.

ٱلأُمَّةَ ٱلْمُرَّةَ ٱلْقَاحِمَةَ (ع 6) (انظر 2أيام 36: 17) «وَلَمْ يُشْفِقْ عَلَى فَتىً أَوْ عَذْرَاءَ وَلاَ عَلَى شَيْخٍ أَوْ أَشْيَبَ».

ٱلسَّالِكَةَ فِي رِحَابِ ٱلأَرْضِ أي كانت الأرض أمامهم كرحاب أو سهل فامتلكوها بالسهولة.

مِنْ قِبَلِ نَفْسِهَا يَخْرُجُ حُكْمُهَا (ع 7) مملكة مستبدة لا تخاف من أحد ولا تسمع من أحد غير أنهم بيد الله فإنه «مقيم» الكلدانيين.

أَسْرَعُ مِنَ ٱلنُّمُورِ (ع 8) قال إرميا (4: 13) «أَسْرَعُ مِنَ ٱلنُّسُورِ خَيْلُهُ» و«ذئاب المساء» هي الذئاب الجائعة تصطاد فريستها بحدة.

كَٱلنَّسْرِ (انظر تثنية 28: 49 و50) «يَجْلِبُ ٱلرَّبُّ عَلَيْكَ أُمَّةً مِنْ بَعِيدٍ، مِنْ أَقْصَاءِ ٱلأَرْضِ كَمَا يَطِيرُ ٱلنَّسْرُ».

مَنْظَرُ وُجُوهِهِمْ (ع 9) في الترجمة اليسوعية وغيرها «جملة وجوههم» أي كلهم أجمعون متوجهون إلى قدام بعزم واحد وغيرة شديدة بلا خوف.

وَهِيَ تَسْخَرُ مِنَ ٱلْمُلُوكِ (ع 10) انظر 2ملوك 25: 27 و28) أويل مردوخ ملك بابل رفع رأس يهوياكين ملك يهوذا وجعل كرسيه فوق كراسي الملوك الذين معه في بابل.

وَتُكَوِّمُ ٱلتُّرَابَ (ع 10) يشير إلى المتاريس التي كانوا يقميونها بالحرب (إرميا 32: 24).

تَتَعَدَّى رُوحُهَا (ع 11) (انظر دانيال 5: 20) لما ارتفع قلب نبوخذ ناصر وقست روحه تجبّر الخ وبالعبرانية كلمة «روح» تحتمل معنى «ريح» أيضاً والبعض يفضلون هذا المعنى هنا أي أن الكلدانيين كريح عاصفة يصدمون الحصن ويأخذونه ثم كريح يعبرون وينزلون في المدينة كزوبعة ويخربونها.

قُوَّتُهَا إِلٰهُهَا كانت أمة الكلدانيين تفتخر بقوتها واتكلت عليها ونسيت أن هذه القوة من الله.

12، 13 «12 أَلَسْتَ أَنْتَ مُنْذُ ٱلأَزَلِ يَا رَبُّ إِلٰهِي قُدُّوسِي؟ لاَ نَمُوتُ. يَا رَبُّ لِلْحُكْمِ جَعَلْتَهَا، وَيَا صَخْرُ لِلتَّأْدِيبِ أَسَّسْتَهَا. 13 عَيْنَاكَ أَطْهَرُ مِنْ أَنْ تَنْظُرَا ٱلشَّرَّ، وَلاَ تَسْتَطِيعُ ٱلنَّظَرَ إِلَى ٱلْجَوْرِ، فَلِمَ تَنْظُرُ إِلَى ٱلنَّاهِبِينَ، وَتَصْمُتُ حِينَ يَبْلَعُ ٱلشِّرِّيرُ مَنْ هُوَ أَبَرُّ مِنْهُ؟».

تثنية 33: 27 ومزمور 90: 2 وملاخي 3: 6 إشعياء 10: 5 و6 وإرميا 51: 20 وملاخي 3: 5 تثنية 32: 4 مزمور 11: 4 - 6 و34: 16 إرميا 12: 1 و2 إشعياء 24: 16 مزمور 50: 21 مزمور 35: 25 و56: 1 و2

في أول النبوة ذكر النبي خطايا شعبه كالظلم والجور والاغتصاب (ع 1 - 4) ثم ذكر الكلدانيين وقوتهم وقساوتهم وإهلاك إسرائيل الهائل ثم تحير وسأل الرب هل يسمح بهلاك شعبه الذين اختارهم ويسمح أن يكون ذلك بواسطة أمة وثنية وظالمة أكثر من الإسرائيليين. ولا يجد جواباً لهذه السؤالات إلا بالإيمان فلا يقدر أن يفهم مقاصد الرب ولكنه آمن به وهو منذ الأزل وهو صخر لا يتغير وهو قدوس إسرائيل وإلهه بناء على ذلك تأكد أن شعبه لا يموت ومصائبهم للتأديب وليس لهلاك نهائي والكلدانيون آلة فقط بيد الرب وآخرتهم للهلاك.

14 - 17 «14 وَتَجْعَلُ ٱلنَّاسَ كَسَمَكِ ٱلْبَحْرِ، كَدَبَّابَاتٍ لاَ سُلْطَانَ لَهَا. 15 تُطْلِعُ ٱلْكُلَّ بِشِصِّهَا وَتَصْطَادُهُمْ بِشَبَكَتِهَا وَتَجْمَعُهُمْ فِي مِصْيَدَتِهَا، فَلِذٰلِكَ تَفْرَحُ وَتَبْتَهِجُ. 16 لِذٰلِكَ تَذْبَحُ لِشَبَكَتِهَا وَتُبَخِّرُ لِمِصْيَدَتِهَا، لأَنَّهُ بِهِمَا سَمِنَ نَصِيبُهَا، وَطَعَامُهَا مُسَمَّنٌ. 17 أَفَلأَجْلِ هٰذَا تَفْرَغُ شَبَكَتُهَا وَلاَ تَعْفُو عَنْ قَتْلِ ٱلأُمَمِ دَائِماً؟».

جامعة 9: 12 إرميا 16: 16 وعاموس 4: 2 مزمور 10: 9 ع 11 إرميا 44: 17 إشعياء 19: 8 إشعياء 14: 5 و6

وَتَجْعَلُ ٱلنَّاسَ كَسَمَكِ ٱلْبَحْرِ العمل منسوب إلى الله لأنه ترك شعبه ولم يمنع الكلدانيين عن إهلاكهم. وبالحقيقة العمل هو عمل الرب. والناس كسمك البحر لكثرتهم ولضعفهم وهم كدبابات بلا قوة ولا عقل. وهكذا كانت ممكلة يهوذا بالآخر فإن ملوكها كانوا أشرار وجهلاء وضعفاء.

تُطْلِعُ ٱلْكُلَّ بِشِصِّهَا (ع 15) أي أمة الكلدانيين (ع 6) والشص والشبكة والمصيدة تمثل جيش الكلدانيين الذي به قهروا العالم وسلبوه.

تَذْبَحُ لِشَبَكَتِهَا (ع 16) ليس حرفياً لأن الكلدانيين لم يكونوا صيادي سمك وكانوا يسجدون لآلهتهم المذكورة في الكتابات القديمة ولكنهم افتخروا بجيشهم وظنوا أنهم بواسطته يقدرون أن يعملوا مهما أرادوا وبهذا المعنى ذبحوا لشبكتهم.

أَفَلأَجْلِ هٰذَا تَفْرَغُ شَبَكَتُهَا (ع 17) كان الكلدانيون يحاربون ويسلبون ويملأون مدينتهم من نفائس المسلوبين وظل ذلك زماناً ولم يمنعهم الرب فقال النبي حتى متى يا رب.

اَلأَصْحَاحُ ٱلثَّانِي

1 «عَلَى مَرْصَدِي أَقِفُ وَعَلَى ٱلْحِصْنِ أَنْتَصِبُ، وَأُرَاقِبُ لأَرَى مَاذَا يَقُولُ لِي، وَمَاذَا أُجِيبُ عَنْ شَكْوَايَ».

إشعياء 21: 8 مزمور 5: 3 مزمور 85: 8

يشبّه النبي نفسه برقيب واقف على مرصد والمعنى أنه في حالة الانتظار والارتفاع عن العالم والتأمل والصلاة وهو يرى ماذا يقوله الرب له لأجل نفسه ولأجل الشعب. قال المرنم (انظر مزمور 73: 13 - 17) إنه لم يفهم لماذا نجح الشرير وتضايق الصالح حتى دخل مقادس الله.

2، 3 «2 فَأَجَابَنِي ٱلرَّبُّ: ٱكْتُبِ ٱلرُّؤْيَا وَٱنْقُشْهَا عَلَى ٱلأَلْوَاحِ لِيَرْكُضَ قَارِئُهَا، 3 لأَنَّ ٱلرُّؤْيَا بَعْدُ إِلَى ٱلْمِيعَادِ، وَفِي ٱلنِّهَايَةِ تَتَكَلَّمُ وَلاَ تَكْذِبُ. إِنْ تَوَانَتْ فَٱنْتَظِرْهَا لأَنَّهَا سَتَأْتِي إِتْيَاناً وَلاَ تَتَأَخَّرُ».

تثنية 27: 8 ورؤيا 1: 19 دانيال 8: 17 و19 حزقيال 12: 25 مزمور 27: 14 عبرانيين 10: 37 و38

ومضمون الرؤيا هو أن الظالمين سيهلكون والأبرار سيحيون فعليهم أن يؤمنوا بالرب ويصبروا إذا توانت الرؤيا وقال الرب للنبي أن يكتب الرؤيا فلا ينساها السامعون وكانت ألواح الكتابة من خشب مطلية بشمع وكانت أحياناً من نحاس. وقال الرب أن يركض قارئها أي يجب أن تكون الكتابة واضحة وبأحرف كبيرة حتى يسرع القارئ بقرائتها.

4 - 8 «4 هُوَذَا مُنْتَفِخَةٌ غَيْرُ مُسْتَقِيمَةٍ نَفْسُهُ فِيهِ. وَٱلْبَارُّ بِإِيمَانِهِ يَحْيَا. 5 وَحَقّاً إِنَّ ٱلْخَمْرَ غَادِرَةٌ. ٱلرَّجُلَ مُتَكَبِّرٌ وَلاَ يَهْدَأُ. ٱلَّذِي قَدْ وَسَّعَ نَفْسَهُ كَٱلْهَاوِيَةِ، وَهُوَ كَٱلْمَوْتِ فَلاَ يَشْبَعُ، بَلْ يَجْمَعُ إِلَى نَفْسِهِ كُلَّ ٱلأُمَمِ، وَيَضُمُّ إِلَى نَفْسِهِ جَمِيعَ ٱلشُّعُوبِ. 6 فَهَلاَّ يَنْطِقُ هٰؤُلاَءِ كُلُّهُمْ بِهَجْوٍ عَلَيْهِ وَلُغْزِ شَمَاتَةٍ بِهِ، وَيَقُولُونَ: وَيْلٌ لِلْمُكَثِّرِ مَا لَيْسَ لَهُ. إِلَى مَتَى؟ وَلِلْمُثَقِّلِ نَفْسَهُ رُهُوناً؟ 7 أَلاَ يَقُومُ بَغْتَةً مُقَارِضُوكَ وَيَسْتَيْقِظُ مُزَعْزِعُوكَ، فَتَكُونُ غَنِيمَةً لَهُمْ؟ 8 لأَنَّكَ سَلَبْتَ أُمَماً كَثِيرَةً، فَبَقِيَّةُ ٱلشُّعُوبِ كُلِّهَا تَسْلِبُكَ لِدِمَاءِ ٱلنَّاسِ وَظُلْمِ ٱلأَرْضِ وَٱلْمَدِينَةِ وَجَمِيعِ ٱلسَّاكِنِينَ فِيهَا».

مزمور 13: 11 و49: 18 رومية 1: 7 وغلاطية 3: 11 أمثال 20: 1 أمثال 21: 24 وإشعياء 2: 11 و12 و17 و2ملوك 14: 10 إشعياء 5: 11 - 15 أمثال 27: 20 و3: 15 و16 إشعياء 14: 16 و17 وإرميا 25: 9 إشعياء 14: 4 - 10 وإرميا 50: 13 ع 12 وأيوب 20: 15 - 29 حزقيال 18: 12 وعاموس 2: 8 أمثال 29: 1 إشعياء 33: 1 وإرميا 27: 7 وزكريا 2: 8 ع 17 إشعياء 47: 6 وإرميا 50: 17 و18

مُنْتَفِخَةٌ... نَفْسُهُ فِيهِ أي نفس الكلداني والمفرد للملك كنائب عن الشعب أو للشعب إجمالاً كشخص واحد.

وَٱلْبَارُّ بِإِيمَانِهِ يَحْيَا أي الذين يتكلون على الرب لا يهلكون مع الأشرار والرسول بولس اقتبس هذا القول ثلاث مرات واستند عليه في تعليمه التبرير بالإيمان. قال يسوع (يوحنا 11: 25) «مَنْ آمَنَ بِي وَلَوْ مَاتَ فَسَيَحْيَا». أي المؤمنون بالرب وبمواعيده ومحبته الأبوية لا ييأسون كغيرهم ولا يفنى رجاؤهم بل يحيون بروحهم ولو تألموا وماتوا بالجسد.

ٱلْخَمْرَ غَادِرَةٌ (ع 5) من فعل المسكر الانتفاخ والسكران يشعر بأنه قوي وعظيم مع أنه بالحقيقة ضعيف وكان السكر من عوائد الكلدانيين.

ٱلرَّجُلَ مُتَكَبِّرٌ وَلاَ يَهْدَأُ أي ملك الكلدانيين أو الكلدانيون إجمالاً. فإنهم من طمعهم أرادوا أن يأخذوا لأنفسهم جميع ممالك العالم. وملكهم كالموت لأنه لم يشبع. وذكر إرميا (27: 1 - 8) بعض الممالك التي خضعت لنبوخذناصر.

فَهَلاَّ يَنْطِقُ هٰؤُلاَءِ (ع 6) عند سقوط مملكة بابل تعتز جميع الشعوب المذكورة وتفرح بسقوطها.

لِلْمُثَقِّلِ نَفْسَهُ رُهُوناً أخذ الكلدانيون أملاك الشعوب واستلموا مسؤولية الحكم عليهم وهكذا ثقلوا على أنفسهم. وأحياناً كثير الرهون يكون كثير الظلم فيكون غناه كثقل على ضميره. والنبي نظر في الرؤيا يوماً فيه تستيقظ الشعوب ويقومون على بابل فتكون غنيمة لهم. وبقية الشعوب هي ما بقي بعد دمار الممالك من الكلدانيين.

ٱلأَرْضِ وَٱلْمَدِينَةِ (ع 8) أي العالم كله والمدن بالإجمال.

9 - 11 «9 وَيْلٌ لِلْمُكْسِبِ بَيْتَهُ كَسْباً شِرِّيراً لِيَجْعَلَ عُشَّهُ فِي ٱلْعُلُوِّ لِيَنْجُوَ مِنْ كَفِّ ٱلشَّرِّ. 10 تَآمَرْتَ ٱلْخِزْيَ لِبَيْتِكَ. إِبَادَةَ شُعُوبٍ كَثِيرَةٍ وَأَنْتَ مُخْطِئٌ لِنَفْسِكَ. 11 لأَنَّ ٱلْحَجَرَ يَصْرُخُ مِنَ ٱلْحَائِطِ فَيُجِيبُهُ ٱلْجَائِزُ مِنَ ٱلْخَشَبِ».

إرميا 22: 13 وحزقيال 22: 27 إشعياء 47: 7 وإرميا 49: 16 ع 16 و2ملوك 9: 26 وناحوم 1: 14 عدد 16: 38 وأمثال 1: 18 وإرميا 26: 19 يشوع 24: 27 ولوقا 19: 40

لِيَجْعَلَ عُشَّهُ فِي ٱلْعُلُوِّ أي بابل وكانت بابل مبنية في سهل ولكن ملكها علّى أسوارها وأبراجها وقيل إن هيكل إلهها بيل كان مبنياً من ثمانية أبراج وبرج فوق برج. والقول جعل عشه في العلو يدل أيضاً على الكبرياء (دانيال 4: 30) «فَقَالَ: أَلَيْسَتْ هٰذِهِ بَابِلَ ٱلْعَظِيمَةَ ٱلَّتِي بَنَيْتُهَا لِبَيْتِ ٱلْمُلْكِ بِقُوَّةِ ٱقْتِدَارِي وَلِجَلاَلِ مَجْدِي».

مُخْطِئٌ لِنَفْسِكَ (ع 10) أي سياسة مملكة بابل كانت مضرة لنفسها وليس فقط للممالك المظلومة وكل خطية تخسّر الخاطئ أكثر من المخطئ إليه.

ٱلْحَجَرَ يَصْرُخُ (ع 11) كما صرخ دم هابيل من الأرض إلى الله. لأن مملكة الكلدانيين مبنية على الظلم وكل حجر في ذلك البيت شاهد على باني البيت والجايز من الخشب يتحد مع الحجر ويشهد تلك الشهادة عينها (انظر يعقوب 5: 4).

12 - 14 «12 وَيْلٌ لِلْبَانِي مَدِينَةً بِٱلدِّمَاءِ، وَلِلْمُؤَسِّسِ قَرْيَةً بِٱلإِثْمِ. 13 أَلَيْسَ مِنْ قِبَلِ رَبِّ ٱلْجُنُودِ أَنَّ ٱلشُّعُوبَ يَتْعَبُونَ لِلنَّارِ، وَٱلأُمَمَ لِلْبَاطِلِ يُعْيُونَ؟ 14 لأَنَّ ٱلأَرْضَ تَمْتَلِئُ مِنْ مَعْرِفَةِ مَجْدِ ٱلرَّبِّ كَمَا تُغَطِّي ٱلْمِيَاهُ ٱلْبَحْرَ».

ميخا 3: 10 وناحوم 3: 1 إشعياء 50: 11 و55: 21 وإرميا 51: 58 مزمور 22: 27 وإشعياء 11: 9 وزكريا 14: 8 و9

وَيْلٌ لِلْبَانِي مَدِينَةً بِٱلدِّمَاءِ أي نبوخذناصر وغيرهم من ملوك بابل الذين استعبدوا الشعوب وسخروا الأسرى في بناء أبنيتهم العظيمة وبما أن كثيرين من هؤلاء الأسرى ماتوا من الأشغال الشاقة ومن الجوع أو من الأمراض الناتجة عنهما كانت المدينة كأنها مبنية بالدماء.

يَتْعَبُونَ لِلنَّارِ (ع 13) (إرميا 51: 58) ظن البابليون أنهم بنوا لأنفسهم ومدينتهم تبقى إلى الأبد ولكنها كانت للنار والدمار وذلك من الرب القادر على كل شيء وملك الملوك.

ٱلأَرْضَ تَمْتَلِئُ مِنْ مَعْرِفَةِ مَجْدِ ٱلرَّبِّ (ع 14) فلا يبقى مكان للأصنام وتسقط جميع جنود الشر والكفر ويمتد ملكوت المسيح في العالم كله.

15 - 17 «15 وَيْلٌ لِمَنْ يَسْقِي صَاحِبَهُ سَافِحاً حُمُوَّكَ وَمُسْكِراً أَيْضاً، لِلنَّظَرِ إِلَى عَوْرَاتِهِمْ. 16 قَدْ شَبِعْتَ خِزْياً عِوَضاً عَنِ ٱلْمَجْدِ. فَٱشْرَبْ أَنْتَ أَيْضاً وَٱكْشِفْ غُرْلَتَكَ! تَدُورُ إِلَيْكَ كَأْسُ يَمِينِ ٱلرَّبِّ، وَقُيَاءُ ٱلْخِزْيِ عَلَى مَجْدِكَ. 17 لأَنَّ ظُلْمَ لُبْنَانَ يُغَطِّيكَ وَٱغْتِصَابَ ٱلْبَهَائِمِ ٱلَّذِي رَوَّعَهَا، لأَجْلِ دِمَاءِ ٱلنَّاسِ وَظُلْمِ ٱلأَرْضِ وَٱلْمَدِينَةِ وَجَمِيعِ ٱلسَّاكِنِينَ فِيهَا».

إشعياء 28: 7 و8 ع 10 مراثي 4: 21 إرميا 25: 15 و27 ناحوم 3: 6 يوئيل 3: 19 وزكريا 11: 1 ع 8 ومزمور 55: 23 ع 8 وإرميا 51: 35

مَنْ يَسْقِي صَاحِبَهُ يجوز أن نفهم هذا القول حرفياً (إشعياء 28: 7 و8) أو أن نفهمه مجازاً كما في إرميا 51: 7 «بَابِلُ كَأْسُ ذَهَبٍ بِيَدِ ٱلرَّبِّ تُسْكِرُ كُلَّ ٱلأَرْضِ. مِنْ خَمْرِهَا شَرِبَتِ ٱلشُّعُوبُ. مِنْ أَجْلِ ذٰلِكَ جُنَّتِ ٱلشُّعُوبُ» فجزاء لذلك ستشرب بابل من سخط الله كأس يمين الرب فالخمر مما يضل الناس كالغنى والكفر والعهارة ثم ما ينتج عن هذه الخطايا من الدمار والهلاك جسدياً وروحياً.

لِلنَّظَرِ إِلَى عَوْرَاتِهِمْ كان ملك بابل سلب أموال الشعوب ثم استهزأ بهم واحتقرهم فكما فعل بهم سيفعلون به فيسلبونه ويحتقرونه وكما سقى الكلدانيون الشعوب هكذا يسقيهم الرب كأس يمينه أي سخطه الشديد.

ظُلْمَ لُبْنَانَ (ع 17) كان ظلم الكلدانيين على الإنسان وهو أعظم خلائق الله وكان على البهائم والأشجار أيضاً التي خلقها الله لمجده ولخدمة الإنسان لأنهم أتلفوها بلا سبب. وأرز لبنان أفخر الأشجار وكان على نوع ما مقدساً. أخذ الملك سليمان منه لأجل هيكل الرب. وأما الكلدانيون فأخذوه لأجل هياكل أصنامهم. وكما خربوا سيخربون (انظر إشعياء 14: 8).

ٱلأَرْضِ وَٱلْمَدِينَةِ ليست مدينة خصوصية بل المدن إجمالاً. كان ملك بابل ظلم الكل أي الأرض وسكانها.

18 - 20 «18 مَاذَا نَفَعَ ٱلتِّمْثَالُ ٱلْمَنْحُوتُ حَتَّى نَحَتَهُ صَانِعُهُ، أَوِ ٱلْمَسْبُوكُ وَمُعَلِّمُ ٱلْكَذِبِ حَتَّى إِنَّ ٱلصَّانِعَ صَنْعَةً يَتَّكِلُ عَلَيْهَا، فَيَصْنَعُ أَوْثَاناً بُكْماً؟ 19 وَيْلٌ لِلْقَائِلِ لِلْعُودِ: ٱسْتَيْقِظْ! وَلِلْحَجَرِ ٱلأَصَمِّ: ٱنْتَبِهْ! أَهُوَ يُعَلِّمُ؟ هَا هُوَ مَطْلِيٌّ بِٱلذَّهَبِ وَٱلْفِضَّةِ، وَلاَ رُوحَ ٱلْبَتَّةَ فِي دَاخِلِهِ! 20 أَمَّا ٱلرَّبُّ فَفِي هَيْكَلِ قُدْسِهِ. فَٱسْكُتِي قُدَّامَهُ يَا كُلَّ ٱلأَرْضِ».

إشعياء 42: 17 و44: 9 وإرميا 2: 27 و28 إرميا 10: 8 و14 وزكريا 10: 2 مزمور 115: 4 و8 إرميا 2: 27 و28 و1ملوك 18: 26 - 29 إرميا 10: 9 و14 مزمور 135: 17 ميخا 1: 2 صفنيا 1: 7 وزكريا 2: 13

مُعَلِّمُ ٱلْكَذِبِ (انظر إشعياء 44: 20) حيث يوضح جهالة صانع الأصنام فيقول «يَرْعَى رَمَاداً. قَلْبٌ مَخْدُوعٌ قَدْ أَضَلَّهُ فَلاَ يُنَجِّي نَفْسَهُ وَلاَ يَقُولُ: أَلَيْسَ كَذِبٌ فِي يَمِينِي؟» (انظر أيضاً مزمور 115).

أَمَّا ٱلرَّبُّ فَفِي هَيْكَلِ قُدْسِهِ (ع 20) كان في الهيكل في أورشليم ما يمثّل حضوره كالقدس وقدس الأقداس والتابوت والكروبيم ولكن الرب هو رب السماء والأرض وهو موجود في كل مكان.

فَٱسْكُتِي قُدَّامَهُ يَا كُلَّ ٱلأَرْضِ كان النبي ذكر ضجيج القتال والهتاف والصراخ وأقوال كهنة الأصنام الكاذبة وأما الرب فهو في هيكل قدسه ويطلب من سكان الأرض كلهم أن يسكتوا ويسمعوا صوته فإن له وحده القدرة والسلطة وهو وحده يستحق المجد والإكرام. فيجب أن لا نكتفي بالكلام منا للرب أي الصلاة والتسبيح بل يجب أيضاً أن نسكت ونسمع كلام الرب لنا يكلمنا كما كلم إيليا (انظر 1ملوك 19: 12) بصوت منخفض وخفيف نسمعه في قلوبنا وليس بآذاننا فيعلمنا ما يجب أن نعمله ويسكّن خوفنا وهمومنا ويمنحنا نعمة عوناً في حينه. فعندما نقترب إلى الله إن كان في الكنيسة أو في البيت أو في المخدع نقول كما قال يعقوب في بيت إيل (تكوين 28: 17) «مَا أَرْهَبَ هٰذَا ٱلْمَكَانَ! مَا هٰذَا إِلاَّ بَيْتُ ٱللّٰهِ، وَهٰذَا بَابُ ٱلسَّمَاءِ».

اَلأَصْحَاحُ ٱلثَّالِثُ

1 «صَلاَةٌ لِحَبَقُّوقَ ٱلنَّبِيِّ عَلَى ٱلشَّجَوِيَّةِ».

عنوان مزمور 86 و90 عنوان مزمور 7

ٱلشَّجَوِيَّةِ المظنون أن هذه الكلمة تشير إلى لحن أو وزن من الشعر (مزمور 7).

2 «يَا رَبُّ، قَدْ سَمِعْتُ خَبَرَكَ فَجَزِعْتُ. يَا رَبُّ، عَمَلَكَ فِي وَسَطِ ٱلسِّنِينَ أَحْيِهِ. فِي وَسَطِ ٱلسِّنِينَ عَرِّفْ. فِي ٱلْغَضَبِ ٱذْكُرِ ٱلرَّحْمَةَ».

أيوب 42: 5 و6 مزمور 119: 12 و إرميا 10: 7 ص 1: 5 ومزمور 44: 1 - 8 مزمور 71: 20 و85: 6 عدد 14: 19 و2صموئيل 24: 15 - 17 وإشعياء 54: 8

قَدْ سَمِعْتُ خَبَرَكَ الكلام السابق بخصوص الكلدانيين أو كلام الله بخصوص أعماله بالإجمال بالزمان الماضي كأعماله عند الخروج من مصر وأعماله بالمستقبل أيضاً والنبي جزع من هذا الخبر لما فيه من الوعيد.

فِي وَسَطِ ٱلسِّنِينَ نظر إلى أعمال الله العظيمة في القديم ونظر أيضاً إلى العمل المخيف الذي سيعمله في شعبه وفي الكلدانيين فالنبي هو بين السنين الماضية والسنين المستقبلة ويطلب من الرب أن يحي عمله أي أن يعيد عمله القديم ويخلص شعبه ثانية. كان شعب الله مستحقين غضبه ولكن النبي صلى لأجلهم لتكون لهم رحمة في الغضب. وصلاة النبي في العدد الثاني ومن العدد الثالث تبتدئ رؤياه التي فيها جواب الرب لصلاته.

عَرِّفْ طلب النبي من الرب أن يُظهر قوته لكي يعرفه شعبه.

3 - 5 «3 اَللّٰهُ جَاءَ مِنْ تَيْمَانَ، وَٱلْقُدُّوسُ مِنْ جَبَلِ فَارَانَ. سِلاَهْ. جَلاَلُهُ غَطَّى ٱلسَّمَاوَاتِ، وَٱلأَرْضُ ٱمْتَلأَتْ مِنْ تَسْبِيحِهِ. 4 وَكَانَ لَمَعَانٌ كَٱلنُّورِ. لَهُ مِنْ يَدِهِ شُعَاعٌ، وَهُنَاكَ ٱسْتِتَارُ قُدْرَتِهِ. 5 قُدَّامَهُ ذَهَبَ ٱلْوَبَأُ وَعِنْدَ رِجْلَيْهِ خَرَجَتِ ٱلْحُمَّى».

تكوين 36: 11 وإرميا 49: 7 وعاموس 1: 12 وعوبديا 9 تكوين 21: 21 وتثنية 33: 2 مزمور 113: 4 و148: 13 مزمور 48: 10 مزمور 18: 12 أيوب 26: 14 خورج 12: 29 و3 وعدد 16: 46 - 49 عدد 11: 1 - 3 ومزمور 18: 12 و13

يذكر النبي ثقته بالله وبمجيئه للدينونة. وتيمان الجنوب أي جنوبي يهوذا وكانت إلى جهة الشمال والشرق من بلاد أدوم. وجبل فاران السهل المرتفع في وسط بادية التيه. والمعنى أنه كما أتى الله في القديم إلى جبل سيناء وأظهر قوته الإلهية بخلاص شعبه وهلاك أعدائهم هكذا يأتي أيضاً فيخلصهم من الكلدانيين. والفعل الماضي «جاء» هو للتأكيد وبمعنى المستقبل. والكلمة «سلاه» واردة كثيراً في المزامير والأرجح أن معناها الوقف لأجل التأمل أو لأجل العزف على آلات الموسيقى.

وَٱلأَرْضُ ٱمْتَلأَتْ مِنْ تَسْبِيحِهِ أي الأرض المحيطة (انظر خروج 19: 16 - 20).

لَمَعَانٌ كَٱلنُّورِ (ع 4) نور مجد الله كما لإشعياء (6: 1 - 5) وللرسل على جبل التجلي (متّى 17: 1 و2) ولبولس في الطريق (أعمال 9: 3) و «له من يده شعاع» أي اليد تدل على التملك لأن ما في اليد فهو له وشعاع النور للرب لأنه خالقه.

ٱسْتِتَارُ قُدْرَتِهِ قال يوحنا (1: 14) «وَٱلْكَلِمَةُ صَارَ جَسَداً وَحَلَّ بَيْنَنَا، وَرَأَيْنَا مَجْدَهُ» لا يقدر أحد أن يرى مجد الله ويعيش (خروج 23: 20) كما أن العين لا تقدر أن تنظر إلى الشمس إلا بواسطة زجاجة ملونة فهكذا الناس رأوا مجد الله في المسيح الذي كان فيه وهو في الجسد استتار مجد الله. في العدد الخامس الرب مشبه بجبار خارج للقتال والوبأ مشبه بحامل ترسه أمامه والحمى بخادمه وراءه والوبأ والحمى لهلاك أعدائه.

6، 7 «6 وَقَفَ وَقَاسَ ٱلأَرْضَ. نَظَرَ فَرَجَفَ ٱلأُمَمُ وَدُكَّتِ ٱلْجِبَالُ ٱلدَّهْرِيَّةُ وَخَسَفَتْ آكَامُ ٱلْقِدَمِ. مَسَالِكُ ٱلأَزَلِ لَهُ. 7 رَأَيْتُ خِيَامَ كُوشَانَ تَحْتَ بَلِيَّةٍ. رَجَفَتْ شُقَقُ أَرْضِ مِدْيَانَ».

أيوب 21: 18 ومزمور 35: 5 مزمور 114: 1 - 6 ص 1: 12 وميخا 5: 2 خروج 15: 14 - 16 تكوين 25: 1 - 4 وعدد 31: 7 و8 وقضاة 7: 24 و25 و8: 12

قَاسَ ٱلأَرْضَ كقائد يقف وينظر إلى ميدان الحرب ويعين لفرق جيشه مراكزهم وأعمالهم فيعملون كما رسم القائد.

رَجَفَ ٱلأُمَمُ وَدُكَّتِ ٱلْجِبَالُ جميع خلائق الله الناطقة وغير الناطقة.

مَسَالِكُ ٱلأَزَلِ كما عمل في القديم في جبل سيناء وجبل فاران هكذا سيعمل في تأديب شعبه وإهلاك أعدائهم بعد التأديب.

كُوشَانَ (ع 7) ربما هم الساكنون في إفريقيا على شط البحر الأحمر الغربي ومديان هم الساكنون على شط البحر الأحمر الشرقي في بلاد العرب. والخيام والشقق كناية عن الساكنين فيها. والكلام هنا هو عن الحوادث المستقبلة المرموز إليها بحوادث ماضية. وجواب هذا السؤال (ع 8) هو أن غضب الرب لم يكن على الأنهار كنهر الأردن ولا على البحر الأحمر الذي شقه ليعبر بنو إسرائيل بل لخلاص شعبه وسحق أعدائهم (ع 13 و14).

8 - 11 «8 هَلْ عَلَى ٱلأَنْهَارِ حَمِيَ يَا رَبُّ، هَلْ عَلَى ٱلأَنْهَارِ غَضَبُكَ، أَوْ عَلَى ٱلْبَحْرِ سَخَطُكَ حَتَّى أَنَّكَ رَكِبْتَ خَيْلَكَ، مَرْكَبَاتِكَ مَرْكَبَاتِ ٱلْخَلاَصِ؟ 9 عُرِّيَتْ قَوْسُكَ تَعْرِيَةً. سُبَاعِيَّاتُ سِهَامٍ كَلِمَتُكَ. سِلاَهْ. شَقَّقْتَ ٱلأَرْضَ أَنْهَاراً. 10 أَبْصَرَتْكَ فَفَزِعَتِ ٱلْجِبَالُ. سَيْلُ ٱلْمِيَاهِ طَمَا. أَعْطَتِ ٱللُّجَّةُ صَوْتَهَا. رَفَعَتْ يَدَيْهَا إِلَى ٱلْعَلاَءِ. 11 اَلشَّمْسُ وَٱلْقَمَرُ وَقَفَا فِي بُرُوجِهِمَا لِنُورِ سِهَامِكَ ٱلطَّائِرَةِ، لِلَمَعَانِ بَرْقِ مَجْدِكَ».

خروج 7: 19 و20 ويشوع 3: 16 وإشعياء 50: 2 خروج 14: 16 و21 ومزمور 114: 3 و5 تثنية 23: 26 ومزمور 18: 10 ع 15 و2ملوك 2: 11 مزمور 68: 17 ع 11 ومزمور 7: 12 و13 تكوين 26: 3 وتثنية 7: 8 مزمور 78: 16 و105: 41 مزمور 114: 1 - 6 إشعياء 11: 15 مزمور 93: 3 و98: 7 و8 يشوع 10: 12 - 14 ومزمور 18: 9 و11 مزمور 18: 14

عُرِّيَتْ قَوْسُكَ (ع 9) يظهر الرب قوته كجبار يخرج قوسه من طرفه.

سُبَاعِيَّاتُ سِهَامٍ كَلِمَتُكَ وجاء في حاشية التوراة حرف ا بشواهد «شبعانة السهام بكلمتك» والكلمة الأصلية المترجمة «سباعيات» تفيد أيضاً معنى «أقسام» أي حلف اليمين فيكون المعنى كما قيل في (تثنية 32: 40 - 42) «إِنِّي أَرْفَعُ إِلَى ٱلسَّمَاءِ يَدِي وَأَقُولُ: حَيٌّ أَنَا إِلَى ٱلأَبَدِ. إِذَا سَنَنْتُ سَيْفِي ٱلْبَارِقَ، وَأَمْسَكَتْ بِٱلْقَضَاءِ يَدِي، أَرُدُّ نَقْمَةً عَلَى أَضْدَادِي، وَأُجَازِي مُبْغِضِيَّ. أُسْكِرُ سِهَامِي بِدَمٍ، وَيَأْكُلُ سَيْفِي لَحْماً». كلمة الله مثبتة بقسم وهي للمؤمنين تعزية صادقة ولغير المؤمنين كسيف مهلك.

شَقَّقْتَ ٱلأَرْضَ أَنْهَاراً كما تفعل السيول النازلة بقوّة في وديان الجبال أحياناً تخرق الأراضي والمساكن (انظر إشعياء 28: 2) «كَنَوْءٍ مُهْلِكٍ، كَسَيْلِ مِيَاهٍ غَزِيرَةٍ جَارِفَةٍ».

رَفَعَتْ يَدَيْهَا (ع 10) أي الأمواج العظيمة.

اَلشَّمْسُ وَٱلْقَمَرُ وَقَفَا (ع 11) اختفيا واسودت السماء من الغيوم الثقيلة كأنهما خافا من نور سهام الله أي البروق كخوف المغلوب في القتال. وكلام الله كسهام ينير العقل ويخرق القلب (انظر عبرانيين 4: 12).

12 - 15 «12 بِغَضَبٍ خَطَرْتَ فِي ٱلأَرْضِ، بِسَخَطٍ دُسْتَ ٱلأُمَمَ. 13 خَرَجْتَ لِخَلاَصِ شَعْبِكَ، لِخَلاَصِ مَسِيحِكَ. سَحَقْتَ رَأْسَ بَيْتِ ٱلشِّرِّيرِ مُعَرِّياً ٱلأَسَاسَ حَتَّى ٱلْعُنُقِ. سِلاَهْ. 14 ثَقَبْتَ بِسِهَامِهِ رَأْسَ قَبَائِلِهِ. عَصَفُوا لِتَشْتِيتِي. ٱبْتِهَاجُهُمْ كَمَا لأَكْلِ ٱلْمِسْكِينِ فِي ٱلْخُفْيَةِ. 15 سَلَكْتَ ٱلْبَحْرَ بِخَيْلِكَ، كُوَمَ ٱلْمِيَاهِ ٱلْكَثِيرَةِ».

مزمور 68: 7 إشعياء 41: 15 وإرميا 51: 33 وميخا 4: 13 خروج 15: 2 ومزمور 68: 19 و20 مزمور 20: 6 و28: 8 مزمور 68: 21 و110: 6 حزقيال 13: 14 قضاة 7: 22 دانيال 11: 40 وزكريا 9: 14 مزمور 10: 8 و64: 2 - 5 ع 8 ومزمور 77: 19 خروج 15: 8

بعدما وصف النبي قدوم الرب بتأثيره في الطبيعة تقدم إلى ذكر فعله في الأمم وفي خلاص شعبه.

لِخَلاَصِ مَسِيحِكَ (ع 13) ليس الملك يهوياقيم أو غيره من ملوك يهوذا الأشرار الذين ملكوا في زمان النبي بل ملوك يهوذا بالإجمال وهم من نسل داود وورثة المواعيد (انظر مزمور 89: 38 و51) «غَضِبْتَ عَلَى مَسِيحِكَ... عَيَّرُوا آثَارَ مَسِيحِكَ».

رَأْسَ بَيْتِ ٱلشِّرِّيرِ وهو كل من يقاوم الرب في كل جيل كسنحاريب ونبوخذناصر ورئيس جميع المقاومين الشيطان الذي سحق المسيح رأسه.

ٱلأَسَاسَ حَتَّى ٱلْعُنُقِ أي البيت كله وعنق البيت هو مكان صلة الحيطان مع السطح.

ثَقَبْتَ بِسِهَامِهِ (ع 14) أي الله ثقب رأس القبائل بسهام نفسه كالمديانيين في أيام جدعون «جَعَلَ ٱلرَّبُّ سَيْفَ كُلِّ وَاحِدٍ بِصَاحِبِهِ» (قضاة 7: 22).

عَصَفُوا لِتَشْتِيتِي يرى النبي نفسه كأحد شعب الله.

ٱبْتِهَاجُهُمْ كَمَا لأَكْلِ ٱلْمِسْكِينِ فِي ٱلْخُفْيَةِ الصالحون يبتهجون بالرب وأما الأشرار فبالظلم والقساوة وهم كلصوص يربطون الطريق على المسكين وفي ع 15 إشارة إلى هلاك المصريين في البحر والمعنى أنه كما خلص الرب شعبه من المصريين هكذا يخلصهم من الكلدانيين ومن كل أعدائهم.

16 - 19 «16 سَمِعْتُ فَٱرْتَعَدَتْ أَحْشَائِي. مِنَ ٱلصَّوْتِ رَجَفَتْ شَفَتَايَ. دَخَلَ ٱلنَّخْرُ فِي عِظَامِي، وَٱرْتَعَدْتُ فِي مَكَانِي لأَسْتَرِيحَ فِي يَوْمِ ٱلضِّيقِ، عِنْدَ صُعُودِ ٱلشَّعْبِ ٱلَّذِي يَزْحَمُنَا. 17 فَمَعَ أَنَّهُ لاَ يُزْهِرُ ٱلتِّينُ، وَلاَ يَكُونُ حَمْلٌ فِي ٱلْكُرُومِ، يَكْذِبُ عَمَلُ ٱلزَّيْتُونَةِ، وَٱلْحُقُولُ لاَ تَصْنَعُ طَعَاماً. يَنْقَطِعُ ٱلْغَنَمُ مِنَ ٱلْحَظِيرَةِ، وَلاَ بَقَرَ فِي ٱلْمَذَاوِدِ، 18 فَإِنِّي أَبْتَهِجُ بِٱلرَّبِّ وَأَفْرَحُ بِإِلٰهِ خَلاَصِي. 19 اَلرَّبُّ ٱلسَّيِّدُ قُوَّتِي، وَيَجْعَلُ قَدَمَيَّ كَٱلأَيَائِلِ، وَيُمَشِّينِي عَلَى مُرْتَفَعَاتِي. لِرَئِيسِ ٱلْمُغَنِّينَ عَلَى آلاَتِي ذَوَاتِ ٱلأَوْتَارِ».

ع 2 ودانيال 10: 8 أيوب 30: 17 و30 وإرميا 23: 9 لوقا 21: 19 إرميا 5: 15 يوئيل 1: 1 - 12 وعاموس 4: 9 حجي 2: 16 ميخا 6: 15 يوئيل 1: 18 إرميا 5: 17 خروج 15: 1 و2 وإشعياء 61: 10 ورومية 5: 2 و3 وفليمون 4: 4 مزمور 46: 1 - 5 مزمور 25: 5 و27: 1 وإشعياء 12: 2 مزمور 18: 32 و33 وإشعياء 45: 24 تثنية 33: 29 عنوان مزمور 4 و6 وإشعياء 38: 20

يعبّر النبي عن أفكاره عند مجيء الرب ليدين أعداءه ويخلص شعبه أولاً الخوف ثم الفرح والاتكال على الله.

لأَسْتَرِيحَ لما نظر إلى ضعف شعب الله (1: 2 - 4) وقوة الكلدانيين (1: 5 - 11) والشر المقبل ارتعد ورجفت شفتاه ولم ير باباً للرجاء ولما انقطع أمل الإنسان بالخلاص التجأ إلى الرب فوجد فيه الراحة بالاتكال عليه فكان اضطراب أفكاره استعداداً للالتجاء إلى الرب والراحة فيه.

عِنْدَ صُعُودِ ٱلشَّعْبِ الكلدانيون.

فَمَعَ أَنَّهُ لاَ يُزْهِرُ ٱلتِّينُ الخ (ع 17 - 19) ويزيد عليه ويقول ولو أصابنا ذلك كله وأكثر منه ولو خسروا كل شيء ولم يبق لهم شيء من الخيرات الجسدية فإنه يبتهج بالرب فإن كل الخيرات الجسدية تزول وأما الرب فهو إلى الأبد والخيرات الجسدية لا تشبع النفس وأما أمام الرب «فشبع وسرور وفي يمينه نعم إلى الأبد. بِرَأْيِكَ تَهْدِينِي وَبَعْدُ إِلَى مَجْدٍ تَأْخُذُنِي. مَنْ لِي فِي ٱلسَّمَاءِ؟ وَمَعَكَ لاَ أُرِيدُ شَيْئاً فِي ٱلأَرْضِ. قَدْ فَنِيَ لَحْمِي وَقَلْبِي. صَخْرَةُ قَلْبِي وَنَصِيبِي ٱللّٰهُ إِلَى ٱلدَّهْرِ» (مزمور 73: 24 - 26).

مُرْتَفَعَاتِي (ع 19) «أَقَامَنَا مَعَهُ، وَأَجْلَسَنَا مَعَهُ فِي ٱلسَّمَاوِيَّاتِ فِي ٱلْمَسِيحِ يَسُوعَ» (أفسس 2: 6).


Call of Hope 
P.O.Box 10 08 27 
D - 70007
Stuttgart
Germany