العودة الى الصفحة السابقة
شرح سفر عاموس

شرح سفر عاموس

السّنن القويم في تفسير أسفار العهد القديم

للقس وليم مارش


Bibliography

السّنن القويم في تفسير أسفار العهد القديم: شرح سفر عاموس. للقس وليم مارش . Copyright © 2009 All rights reserved Call of Hope. . صدر عن مجمع الكنائس في الشرق الأدنى بيروت 1973. . English title: . German title: . Call of Hope. P.O.Box 10 08 27 D - 70007 Stuttgart Germany http: //www.call - of - hope.com .

مقدمة كتاب السنن القويم

تفتقر خزانة الأدب المسيحي إلى مجموعة كاملة من التفاسير لكتب العهدين القديم والجديد. ومن المؤسف حقاً أنه لا توجد حالياً في أية مكتبة مسيحية في شرقنا العربي مجموعة تفسير كاملة لأجزاء الكتاب المقدس. وبالرغم من أن دور النشر المسيحية المختلفة قد أضافت لخزانة الأدب المسيحي عدداً لا بأس به من المؤلفات الدينية التي تمتاز بعمق البحث والاستقصاء والدراسة، إلا أن أياً من هذه الدور لم تقدم مجموعة كاملة من التفاسير، الأمر الذي دفع مجمع الكنائس في الشرق الأدنى بالإسراع لإعادة طبع كتب المجموعة المعروفة باسم: «كتاب السنن القويم في تفسير أسفار العهد القديم» للقس وليم مارش، والمجموعة المعروفة باسم «الكنز الجليل في تفسير الإنجيل» وهي مجموعة تفاسير كتب العهد الجديد للعلامة الدكتور وليم إدي.

ورغم اقتناعنا بأن هاتين المجموعتين كتبتا في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين إلا أن جودة المادة ودقة البحث واتساع الفكر والآراء السديدة المتضمنة فيهما كانت من أكبر الدوافع المقنعة لإعادة طبعهما.

هذا وقد تكرّم سينودس سوريا ولبنان الإنجيلي مشكوراً - وهو صاحب حقوق الطبع - بالسماح لمجمع الكنائس في الشرق الأدنى بإعادة طبع هاتين المجموعتين حتى يكون تفسير الكتاب في متناول يد كل باحث ودارس.

ورب الكنيسة نسأل أن يجعل من هاتين المجموعتين نوراً ونبراساً يهدي الطريق إلى معرفة ذاك الذي قال: «أنا هو الطريق والحق والحياة».

القس ألبرت استيرو

الأمين العام

لمجمع الكنائس في الشرق الأدنى

مقدمة

إن نبوءة عاموس هي الأولى من الأسفار النبوية وتاريخها نحو 753 ق م في زمان عزيا ملك يهوذا ويربعام الثاني ملك إسرائيل. وتقوع مدينة ليهوذا قريبة من بيت لحم وإلى الجنوب الشرقي من أورشليم وتدعى الآن تقوعة. وبناها رحبعام (انظر 2 أيام 11: 6) أي جدد بناءها وحصنها فإنها كانت موجودة في زمان داود (انظر 2صموئيل 14: 2) وموقعها في طرف البلاد الشرقي ومشرفة على برية اليهودية ولم تكن قرى مسكونة بينها وبين بحر لوط. ومنها نزلة نحو 4000 قدم إلى بحر لوط. وجوار تقوع أي برية تقوع (انظر 2أيام 20: 20) لا تصلح إلا لرعي الغنم وغنمها صغير ونحيف وغير جميل ولكن صوفه جيد ومرغوب. والجميز (7: 14) لا يوجد إلا في بعض الوديان الواطئة إلى جهة الشرق. وفي تلك البلاد المقفرة تربى عاموس واستعد لوظيفته كما استعد موسى في أرض مديان وداود في أرض بيت لحم وإيليا في جلعاد ويوحنا المعمدان في برية اليهودية وبولس في العربية. فإن أهل المدن ينظرون إلى ما هو قريب ويهتمون بما للجسد وأما أهل البادية فإلى أرض واسعة وجبال عالية وإلى السموات التي تحدث بمجد الله ولا تسد أصوات العالم آذانهم عن صوت الله في قلوبهم ولا تُلهيهم لذات العالم وهمومه عن التأمل في الروحيات. لا نرى في هذه النبوة لغة رجل بسيط بل فصاحة الكلام وإتقان الترتيب. ونستنتج أن عاموس كان يتردد إلى مدن إسرائيل لأجل بيع الصوف فكان يسمع الحديث ويلاحظ الأمور السياسية والدينية وتأثر مما رآه فيها من الشرور والانحطاط. وكان الزمان زمان نجاح زمني. فكان عزيا ملك يهوذا غنياً وقوياً «وَٱمْتَدَّ ٱسْمُهُ إِلَى مَدْخَلِ مِصْرَ» (2أيام 26: 8) وكان له ماشية وفلاحون وكرامون وبنى أبراجاً ونظم جيشاً. وكان يربعام ملك إسرائيل مقتدراً في الحرب ورد تخم إسرائيل من مدخل حماه إلى بحر العربة وبيده خلّص الرب شعبه إسرائيل (انظر 2ملوك 14: 25) ولكن كان زمان ظلم وفساد ورياء وتمسك بطقوس الدين وترك جوهره (انظر إشعياء 5: 8 - 23) وعاموس كلوط كان يعذّب نفسه البارة ما نظره وسمعه من سيرة الأردياء فشهد عليهم وكلمهم بكلام الرب بلا خوف. والأرجح أنه كتب نبوته بعدما رجع إلى بلاده.

خلاصة نبوته (1) ان الهيئة الاجتماعية مؤسسة على العدل والحق. (2) ان الذين ينالون خيرات الرب مسؤُلون عن استعمالها. (3) ان الذين لا يستعملون هذه الخيرات كما يريد الرب يعاقبون وأفضل هذه الخيرات معرفة الحق. (4) ان أجمل عبادة وأحسن طقوس ليست إلا إهانة للرب إن كانت بلا قلوب طاهرة وسلوك حسب مشيئته. كان هوشع من معاصري عاموس وتكلمّا في نفس الأحوال. وهوشع ذكر خصوصاً محبة الله لغير المستحقين واشتياقه إلى رجوع شعبه إليه وأما عاموس فيذكر خصوصاً عدل الله وغضبه على الظلم والرياء.

والزلزلة مذكورة في (زكريا 14: 5) وليست مذكورة في الأسفار التاريخية.

اَلأَصْحَاحُ ٱلأَوَّلُ

1، 2 «1 أَقْوَالُ عَامُوسَ ٱلَّذِي كَانَ بَيْنَ ٱلرُّعَاةِ مِنْ تَقُوعَ ٱلَّتِي رَآهَا عَنْ إِسْرَائِيلَ، فِي أَيَّامِ عُزِّيَّا مَلِكِ يَهُوذَا، وَفِي أَيَّامِ يَرُبْعَامَ بْنِ يُوآشَ مَلِكِ إِسْرَائِيلَ، قَبْلَ ٱلزَّلْزَلَةِ بِسَنَتَيْنِ. 2 فَقَالَ: إِنَّ ٱلرَّبَّ يُزَمْجِرُ مِنْ صِهْيَوْنَ وَيُعْطِي صَوْتَهُ مِنْ أُورُشَلِيمَ، فَتَنُوحُ مَرَاعِي ٱلرُّعَاةِ وَيَيْبَسُ رَأْسُ ٱلْكَرْمَلِ».

ص 7: 14 و2صموئيل 14: 2 وإرميا 6: 1 و2ملوك 15: 1 - 7 و2أيام 26: 1 - 23 وإشعياء 1: 1 وهوشع 1: 1 و2ملوك 14: 23 - 29 وهوشع 1: 1 زكريا 14: 5 إشعياء 42: 13 وإرميا 25: 30 ويوئيل 3: 16 إرميا 12: 4 ويوئيل 1: 18 و19 ص 9: 3

لأجل تفسير العدد الأول انظر المقدمة. ذكر النبي أولاً مصائب يهوذا بالاختصار ويرجع إلى ذكرها بعد ذكر أحكام غيرهم وعظمتها وعقابهم ثم نظروا إلى ذات الخطايا في أنفسهم يحكمون على أنفسهم كما كانوا حكموا على غيرهم. الرب مشبه بأسد يزمجر لأن الكلام الآتي كلام تهديد. وصهيون معتبرة كمسكن الله على الأرض وكرسيه الذي منه يحاكم إسرائيل والأمم. ومراعي الرعاة برية تقوع وهي بلاد عاموس ورأس الكرمل المشهور بجماله ونباته وأشجاره هو في الشمال فاللفظة تشمل البلاد كلها.

3 - 5 «3 هٰكَذَا قَالَ ٱلرَّبُّ: مِنْ أَجْلِ ذُنُوبِ دِمَشْقَ ٱلثَّلاَثَةِ وَٱلأَرْبَعَةِ لاَ أَرْجِعُ عَنْهُ، لأَنَّهُمْ دَاسُوا جِلْعَادَ بِنَوَارِجَ مِنْ حَدِيدٍ. 4 فَأُرْسِلُ نَاراً عَلَى بَيْتِ حَزَائِيلَ فَتَأْكُلُ قُصُورَ بَنْهَدَدَ. 5 وَأُكَسِّرُ مِغْلاَقَ دِمَشْقَ، وَأَقْطَعُ ٱلسَّاكِنَ مِنْ بُقْعَةِ آوِنَ، وَمَاسِكَ ٱلْقَضِيبِ مِنْ بَيْتِ عَدَنٍ، وَيُسْبَى شَعْبُ أَرَامَ إِلَى قِيرَ قَالَ ٱلرَّبُّ».

ع 6 و9 و11 و13 وص 2: 1 و4 و6 إشعياء 7: 8 و17: 1 إشعياء 8: 4 ع 13 إرميا 49: 27 و1ملوك 20: 1 و2ملوك 6: 24 إرميا 51: 30 ومراثي 2: 9 ص 9: 7 و2ملوك 16: 9

ذُنُوبِ دِمَشْقَ ٱلثَّلاَثَةِ وَٱلأَرْبَعَةِ الثلاثة عدد الكمال والأربعة الكمال وزيادة أي كان أهل دمشق ملأوا مكيال خطاياهم ثم زادوا عليه (انظر جامعة 11: 2) الرب طويل الروح ولكنه لا يغض النظر عن الخطية وحينما يقاص الخاطي لا يقاصه على خطيته الأخيرة فقط بل على كل خطاياه من الأولى إلى الأخيرة (انظر متّى 23: 35 و36) كانت جلعاد على الحدود بين آرام وإسرائيل فكان عليها أول هجوم الآراميين. الأول من ملوك دمشق المذكورين في الكتاب المقدس هو رزون الذي هرب من سيده هدد عزر ملك صوبة (انظر 1ملوك 11: 23 و24) وفي أيام بعشا ملك إسرائيل ضرب بنهدد عيون ودان ونفتالي وغيرها من نواحي إسرائيل الشمالية (انظر 1ملوك 15: 20). وبنهدد الثاني حارب أخآب ملك إسرائيل (انظر 1ملوك 20) وفي أيام ياهو ضرب حزائيل إسرائيل بقساوة (انظر 2ملوك 10: 32 و33) وكذلك في أيام يهوآحاز ملك إسرائيل ويوآش ملك يهوذا (انظر 1ملوك 12: 18 و13: 3).

أُرْسِلُ نَاراً (ع 4) الحرب التي تدمّر كنار. كانت القصور أصلاً لبنهدد فعصاه حزائيل وأخذها.

مِغْلاَقَ دِمَشْقَ (ع 5) قوة الباب من المغلاق وقوة المدينة هي بابها فإذا انكسر المغلاق انكسرت المدينة. وبقعة آون هي بقعة البطل. وليس هذا اسماً حقيقياً (انظر هوشع 4: 15 و5: 8) وهذه البقعة هي السهل بين لبنان ولبنان الشرقي ولا يزال اسمها البقاع. وكانت بالقديم مركز عبادة الأصنام وبهذه البقعة هيكل بعلبك. وعبادة الأصنام بُطْل. وبيت عدن وقير غير معروفين غير أن قير هي المكان الذي منه الآراميون (انظر 9: 7) وتمت هذه النبوة عن يد تغلاث فلاسر في أيام آحاز ملك يهوذا (انظر 2ملوك 16: 9).

6 - 8 «6 هٰكَذَا قَالَ ٱلرَّبُّ: مِنْ أَجْلِ ذُنُوبِ غَزَّةَ ٱلثَّلاَثَةِ وَٱلأَرْبَعَةِ لاَ أَرْجِعُ عَنْهُ، لأَنَّهُمْ سَبَوْا سَبْياً كَامِلاً لِيُسَلِّمُوهُ إِلَى أَدُومَ. 7 فَأُرْسِلُ نَاراً عَلَى سُورِ غَزَّةَ فَتَأْكُلُ قُصُورَهَا. 8 وَأَقْطَعُ ٱلسَّاكِنَ مِنْ أَشْدُودَ، وَمَاسِكَ ٱلْقَضِيبِ مِنْ أَشْقَلُونَ، وَأَرُدُّ يَدِي عَلَى عَقْرُونَ، فَتَهْلِكُ بَقِيَّةُ ٱلْفِلِسْطِينِيِّينَ قَالَ ٱلسَّيِّدُ ٱلرَّبُّ».

1صموئيل 6: 17 وإرميا 47: 1 و5 وصفنيا 2: 4 ع 9 حزقيال 35: 5 وعوبديا 11 ع 6 ص 3: 9 و2أيام 26: 6 وزكريا 9: 6 إرميا 47: 5 وصفنيا 2: 4 إشعياء 14: 29 - 31 وحزقيال 25: 16

بعد ذكر دمشق يتقدم النبي إلى ذكر أرض الفلسطينيين وصور وأدوم وعمون وموآب ويهوذا وفي كل وحي تكرر هذه الكلمات «قال الرب» و«من أجل ذنوب... الثلاثة والأربعة» و«أرسل ناراً» كالقرار في الشعر.

كان للفلسطينيين خمس مدن كبيرة وعلى كال منها قطب أي رئيس وكان هؤلاء الأقطاب يعملون معاً في ما يهم الشعب عموماً. ومن المدن الخمس أربع مذكورة هنا والخامسة أي جت ليست مذكورة ولعلها كانت تدمرت (انظر 2أيام 26: 6) كانت غزة على حدود مصر وكانت تجارتها جيدة وأرضها مخصبة وفيها 15 نبع ماء. وعدد سكانها اليوم نحو 18000.

سَبَوْا سَبْياً كَامِلاً أي متى فتحوا مدينة سبوا أهلها كلهم رجالاً ونساء وأولاداً ليبيعوهم عبيداً إلى أدوم وكانت أدوم مركزاً للتجارة بالعبيد (انظر 2أيام 21: 16) ويقول يوئيل (3: 6) «لبني الياوانيين» أي إلى الغرب الأقصى وإلى الشرق الأقصى أيضاً. وكانت أشدود على بعد نحو 23 ميلاً من غزة شمالاً وحاصرها سامتخوس ملك مصر 29 سنة. وذكر إرميا «بقية أشدود» (25: 22) وأشقلون على شط البحر بين غزة وأشدود. وعقرون في الشمال الشرقي من أشدود وهي قريبة من أرض يهوذا وفيها معبد لبعلزبوب (انظر 2ملوك 1: 2) وتمت النبوة بدمار أرض الفلسطينيين عن يد عزيا (انظر 2أيام 26: 6 الخ) وحزقيال (انظر 2ملوك 18: 8) وتغلاث فلاسر ملك أشور وسرجون (انظر إشعياء 20: 1) وسنحاريب ونبوخذ ناصر واسكندر ذي القرنين. وفي السنة 63 ق م انضمت إلى سورية (أي فلسطين) تحت حكم الرومانيين.

9، 10 «9 هٰكَذَا قَالَ ٱلرَّبُّ: مِنْ أَجْلِ ذُنُوبِ صُورَ ٱلثَّلاَثَةِ وَٱلأَرْبَعَةِ لاَ أَرْجِعُ عَنْهُ، لأَنَّهُمْ سَلَّمُوا سَبْياً كَامِلاً إِلَى أَدُومَ، وَلَمْ يَذْكُرُوا عَهْدَ ٱلإِخْوَةِ. 10 فَأُرْسِلُ نَاراً عَلَى سُورِ صُورَ فَتَأْكُلُ قُصُورَهَا».

إشعياء 23: 1 - 18 وإرميا 25: 22 وحزقيال 26: 2 - 4 ع 3 ع 6 و1ملوك 5: 1 و9: 11 - 14 ع 4 و7 وزكريا 9: 4

اشتهرت صور بتجارتها ومنها التجارة بالأسرى (انظر يوئيل 3: 4 - 8 وحزقيال 27: 13). و«عهد الإخوة» هو العهد القديم بين حيرام ملك صور وداود ملك إسرائيل وبينه وبين سليمان (1ملوك 5: 1 - 12) ولعل العهد هو بين صور وبين مدن الفلسطينيين بخصوص التجارة بالعبيد فإن الفلسطينيين سلموا المسبيين عبيداً إلى أدوم. وحاصر نبوخذ ناصر مدنية صور 13 سنة والظاهر أنه لم يأخذها (انظر حزقيال 29: 18) وأخذها الاسكندر وهدم المدينة القديمة التي كانت بالبر ومن ردمها وصلها بالمدينة الجديدة التي كانت أولاً على جزيرة فصارت الجزيرة شبه جزيرة وسقطت سقوطها الأخير سنة 1291 مسيحية عن يد العرب.

11، 12 «11 هٰكَذَا قَالَ ٱلرَّبُّ: مِنْ أَجْلِ ذُنُوبِ أَدُومَ ٱلثَّلاَثَةِ وَٱلأَرْبَعَةِ لاَ أَرْجِعُ، لأَنَّهُ تَبِعَ بِٱلسَّيْفِ أَخَاهُ وَأَفْسَدَ مَرَاحِمَهُ، وَغضَبُهُ إِلَى ٱلدَّهْرِ يَفْتَرِسُ وَسَخَطُهُ يَحْفَظُهُ إِلَى ٱلأَبَدِ. 12 فَأُرْسِلُ نَاراً عَلَى تَيْمَانَ فَتَأْكُلُ قُصُورَ بُصْرَةَ».

إشعياء 34: 5 و6 و63: 1 - 6 وإرميا 49: 7 - 22 عدد 20: 14 - 21 و2أيام 28: 17 وعوبديا 10 - 12 إشعياء 57: 16 وميخا 7: 18 إرميا 49: 7 و20

كانت أدوم جنوبي بحر لوط وكانت بالقديم بلاداً مخصبة وناجحة وبينها وبين اليهود حسد وخصام على الدوام. وأخضعها داود (انظر 2صموئيل 8: 13 و14) وأمصيا (انظر 2ملوك 14: 7) وابنه عزيا (انظر 2ملوك 14: 22) وكانت أدوم خراباً في زمان ملاخي (انظر ملاخي 1: 3 و4) وفي الجيل الرابع بعد المسيح سكنها النباطيون وكان دمار أدوم النهائي عن يد الإسلام. وخطية أدوم الخصوصية أنه تبع بالسيف أخاه يعقوب (انظر عوبديا 8) وتيمان (ع 12) هي أدوم ومعنى الكلمة الأصلية الجنوب. وكانت بصرة في القسم الشمالي من أدوم وبيترى (وادي موسى) كانت في القسم الجنوبي.

13 - 15 «13 هٰكَذَا قَالَ ٱلرَّبُّ: مِنْ أَجْلِ ذُنُوبِ بَنِي عَمُّونَ ٱلثَّلاَثَةِ وَٱلأَرْبَعَةِ لاَ أَرْجِعُ عَنْهُ، لأَنَّهُمْ شَقُّوا حَوَامِلَ جِلْعَادَ لِيُوَسِّعُوا تُخُومَهُمْ. 14 فَأُضْرِمُ نَاراً عَلَى سُورِ رَبَّةَ فَتَأْكُلُ قُصُورَهَا. بِجَلَبَةٍ فِي يَوْمِ ٱلْقِتَالِ، بِنَوْءٍ فِي يَوْمِ ٱلزَّوْبَعَةِ. 15 وَيَمْضِي مَلِكُهُمْ إِلَى ٱلسَّبْيِ هُوَ وَرُؤَسَاؤُهُ جَمِيعاً قَالَ ٱلرَّبُّ».

إرميا 49: 1 - 6 وحزقيال 25: 2 - 7 وصفنيا 2: 8 و9 ع 3 و2ملوك 15: 16 وهوشع 13: 16 ع 3 إشعياء 5: 8 وحزقيال 35: 10 و1أيام 20: 1 وإرميا 49: 2 ص 2: 2 وحزقيال 21: 22 إشعياء 29: 6 و30: 30 إرميا 49: 3

كانت بلاد عمون إلى جهة الشمال من موآب وإلى جهة الشرق من جلعاد ومن عادتها التعدي على إسرائيل ولا سيما جلعاد بالقساوة (انظر قضاة 10: 9 و1صموئيل 11: 1 - 2) واتحدوا مع نبوخذ ناصر على اليهود (انظر 2ملوك 24: 2 وحزقيال 21: 28 و25: 2 - 6) وعاصمة العمونيين ربة وهي عمان الحالية. «وملكهم» (ع 15) «ملكوم» في الترجمة اليسوعية. (انظر إرميا 49: 3) في الترجمة اليسوعية «فإن ملكوم يذهب إلى الجلاء هو وكهنته ورؤساؤه جميعاً».

اَلأَصْحَاحُ ٱلثَّانِي

1 - 3 «1 هٰكَذَا قَالَ ٱلرَّبُّ: مِنْ أَجْلِ ذُنُوبِ مُوآبَ ٱلثَّلاَثَةِ وَٱلأَرْبَعَةِ لاَ أَرْجِعُ عَنْهُ، لأَنَّهُمْ أَحْرَقُوا عِظَامَ مَلِكِ أَدُومَ كِلْساً. 2 فَأُرْسِلُ نَاراً عَلَى مُوآبَ فَتَأْكُلُ قُصُورَ قَرْيُوتَ، وَيَمُوتُ مُوآبُ بِضَجِيجٍ، بِجَلَبَةٍ، بِصَوْتِ ٱلْبُوقِ. 3 وَأَقْطَعُ ٱلْقَاضِيَ مِنْ وَسَطِهَا، وَأَقْتُلُ جَمِيعَ رُؤَسَائِهَا مَعَهُ قَالَ ٱلرَّبُّ».

إشعياء 15: 1 - 16: 14 وإرميا 48: 1 - 47 وصفنيا 2: 8 و9 ص 1: 3 إرميا 48: 24 و41 إرميا 48: 45 ص 1: 14 ص 5: 7 و12 و6: 12 مزمور 2: 10 و141: 6 أيوب 12: 21 وإشعياء 40: 23 وإرميا 48: 7

كانت موآب إلى الشرق من بحر لوط وإلى الجنوب من بلاد العمونيين والتخم بينهما نهر أرنون وكانت أرضها سهلاً مرتفعاً مخصباً فيها كروم (انظر إشعياء 16: 8 - 10) ومراعي واسعة (انظر 2ملوك 3: 4) ومدنها كثيرة وكبرياؤها مشهورة وبينها وبين إسرائيل حروب كثيرة ولا سيما على راؤبين الذين كان نصيبهم على حدود موآب الشمالية (انظر إشعياء 16: 6 وإرميا 48: 29 و42 وصفنيا 2: 10).

أَحْرَقُوا عِظَامَ مَلِكِ أَدُومَ كِلْساً هذا الحادثة ليست الحادثة المذكورة في (2ملوك 3: 27) والعمل هو عمل وحشي بربري ولا سيما إذا فهمنا أنهم أخذوا عظام الملك من قبره لأن التعدي على قبر الميت معتبر كتدنيس الأشياء المقدسة. ونلاحظ هنا أن التعدي المذكور ليس على إسرائيل بل من أمة وثنية على أمة أخرى وثنية. وقريوت (ع 2) مدينة مهمة كما يظهر من القرينة. وبالعبرانية قريوت جمع قرية ولعل المعنى هنا «مدن موآب» (انظر إرميا 48: 41) ولم تُذكر قريوت مع مدن موآب المذكورة في إشعياء (ص 15 وص 16). والقاضي (ع 3) هو الملك أو نائب الملك. والنبوات بدمار موآب موجودة في (إشعياء 15 و16 و25: 10 و11 وإرميا ص 48 وحزقيال 25: 8 - 11 وصفنيا 2: 8 - 10) وكان دمارها الكامل قبل رجوع الإسرائيليين من السبي والأرجح أنه كان عن يد نبوخذ ناصر وبعد خراب أورشليم واليوم ليس فيها إلا قرى قليلة وحقيرة وردم مدن قديمة.

4، 5 «4 هٰكَذَا قَالَ ٱلرَّبُّ: مِنْ أَجْلِ ذُنُوبِ يَهُوذَا ٱلثَّلاَثَةِ وَٱلأَرْبَعَةِ لاَ أَرْجِعُ عَنْهُ، لأَنَّهُمْ رَفَضُوا نَامُوسَ ٱللهِ وَلَمْ يَحْفَظُوا فَرَائِضَهُ، وَأَضَلَّتْهُمْ أَكَاذِيبُهُمُ ٱلَّتِي سَارَ آبَاؤُهُمْ وَرَاءَهَا. 5 فَأُرْسِلُ نَاراً عَلَى يَهُوذَا فَتَأْكُلُ قُصُورَ أُورُشَلِيمَ».

ص 3: 2 و2ملوك 17: 19 وهوشع 12: 2 قضاة 2: 17 - 20 و2ملوك 22: 11 - 17 وإرميا 6: 19 و8: 9 إشعياء 9: 15 و16 و28: 15 وحبقوق 2: 18 إرميا 9: 14 و16: 11 و12 وحزقيال 20: 18 و24 و30 إرميا 17: 27 و21: 10

رَفَضُوا نَامُوسَ ٱللهِ نستنتج من مضمون سفر عاموس أن الناموس المشار إليه هو الناموس الأدبي والروحي وهو أهم من ناموس الطقوس والفرائض (انظر الكلام في ظلم الفقراء 2: 6 - 8 و4: 1 و5: 10 - 12 و21 - 27 و6: 1 - 6) والطمع والسكر والزنى. ودينونتهم أعظم من دينونة الأمم الذين ليس عندهم ناموس الله وكهنته وأنبياؤه. وأضلتهم أكاذيبهم ومنها أن السكر والزنى ليست خطايا بل فضائل وأنهم معذورون في ظلم الفقراء لأنهم لا يقدرون أن يعيشوا بدون خدمتهم والله هكذا رسم لما خلق الناس على رتب مختلفة. وأكاذيب كهذه توافق الشهوات الردية فيحبها الناس ويصدقونها. «التي سار أباؤهم وراءها». فما أردى هذا الميراث. «فأرسل ناراً» تمت هذه النبوة عن يد نبوخذ ناصر (انظر 2ملوك 25: 9).

6 - 8 «6 هٰكَذَا قَالَ ٱلرَّبُّ: مِنْ أَجْلِ ذُنُوبِ إِسْرَائِيلَ ٱلثَّلاَثَةِ وَٱلأَرْبَعَةِ لاَ أَرْجِعُ عَنْهُ، لأَنَّهُمْ بَاعُوا ٱلْبَارَّ بِٱلْفِضَّةِ وَٱلْبَائِسَ لأَجْلِ نَعْلَيْنِ. 7 ٱلَّذِينَ يَتَهَمَّمُونَ تُرَابَ ٱلأَرْضِ عَلَى رُؤُوسِ ٱلْمَسَاكِينِ، وَيَصُدُّونَ سَبِيلَ ٱلْبَائِسِينَ، وَيَذْهَبُ رَجُلٌ وَأَبُوهُ إِلَى صَبِيَّةٍ وَاحِدَةٍ حَتَّى يُدَنِّسُوا ٱسْمَ قُدْسِي. 8 وَيَتَمَدَّدُونَ عَلَى ثِيَابٍ مَرْهُونَةٍ بِجَانِبِ كُلِّ مَذْبَحٍ، وَيَشْرَبُونَ خَمْرَ ٱلْمُغَرَّمِينَ فِي بَيْتِ آلِهَتِهِمْ».

ص 1: 3 و2ملوك 18: 12 ص 5: 11 و 12 و8: 6 ويوئيل 3: 3 ص 8: 4 وميخا 2: 2 و 9 ص 5: 12 هوشع 4: 14 خروج 22: 26 ص 3: 14 ص 4: 1 و6: 6

بعد ذكر خطايا الأمم وخطايا يهوذا وعقابها يتقدم النبي إلى ذكر خطايا أبناء بلاده.

بَاعُوا ٱلْبَارَّ أي أن القضاة باعوه إذ حكموا عليه بعد أن كانوا ارتشوا من خصمه الظالم أو أن الدائنين باعوه عبداً لكي يسترجعوا مالهم. وكانوا يبيعون المديون بشيء زهيد كنعلين.

يَتَهَمَّمُونَ تُرَابَ ٱلأَرْضِ عَلَى رُؤُوسِ ٱلْمَسَاكِينِ (ع 7) كان الدائنون يأخذون أرض المساكين بلا رحمة ولا يتركون لهم شيئاً منها وبالغ النبي قائلاً حتى وإن كان قد وضع على رأسه تراباً علامة الحزن (انظر 2صموئيل 15: 32) يأخذونها منه. في الترجمة اليسوعية «يبتغون أن يعطي تراب الأرض رأس الفقراء» ويقول غيرهم «يبتغون أن يسحقوا رؤوس الفقراء في التراب». «يصدون سبيل البائسين» فلا يُسمع صوتهم إذا شكوا إلى القضاة فأصبحوا عبيداً لسادتهم.

حَتَّى يُدَنِّسُوا ٱسْمَ قُدْسِي (انظر 1ملوك 11: 33) «لأَنَّهُمْ تَرَكُونِي وَسَجَدُوا لِعَشْتُورَثَ إِلٰهَةُ ٱلصَّيْدُونِيِّينَ الخ» وفي معابد عشتورث كان رجال ونساء «مأبونون وزواني» أجرتهم مخصصة لعبادة الآلهة فحسبوا زناهم فضيلة (انظر هوشع 4: 14) «وَبَنَى (منسى) مَذَابِحَ لِكُلِّ جُنْدِ ٱلسَّمَاءِ فِي دَارَيْ بَيْتِ ٱلرَّبِّ» (2أيام 33: 5) وربما في زمان عاموس كان شيء من ذلك. فدنسوا اسم قدس الرب. وذهب رجل وأبوه إلى المعبد ومن المحتمل أن يكون ذهابهما إلى صبية واحدة ولعله بلا قصد منهما (انظر 1كورنثوس 5: 1).

بِجَانِبِ كُلِّ مَذْبَحٍ (ع 8) تطرفوا في ممارسة الفرائض الدينية وفي ذات الوقت ارتكبوا أعظم الخطايا فإن الثياب التي تمددوا عليها هم وزواني المعبد في وقت العبادة القبيحة كانت ثياب الفقراء المأخوذة منهم ظلماً والخمر التي سكبوها للآلهة هي أيضاً من المغرّمين.

9 - 12 «9 وَأَنَا قَدْ أَبَدْتُ مِنْ أَمَامِهِمِ ٱلأَمُورِيَّ ٱلَّذِي قَامَتُهُ مِثْلُ قَامَةِ ٱلأَرْزِ، وَهُوَ قَوِيٌّ كَٱلْبَلُّوطِ. أَبَدْتُ ثَمَرَهُ مِنْ فَوْقُ، وَأُصُولَهُ مِنْ تَحْتُ. 10 وَأَنَا أَصْعَدْتُكُمْ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ وَسِرْتُ بِكُمْ فِي ٱلْبَرِّيَّةِ أَرْبَعِينَ سَنَةً لِتَرِثُوا أَرْضَ ٱلأَمُورِيِّ. 11 وَأَقَمْتُ مِنْ بَنِيكُمْ أَنْبِيَاءَ وَمِنْ فِتْيَانِكُمْ نَذِيرِينَ. أَلَيْسَ هٰكَذَا يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ يَقُولُ ٱلرَّبُّ؟ 12 لٰكِنَّكُمْ سَقَيْتُمُ ٱلنَّذِيرِينَ خَمْراً، وَأَوْصَيْتُمُ ٱلأَنْبِيَاءَ قَائِلِينَ: لاَ تَتَنَبَّأُوا».

نشيد الأنشاد 10: 12 عدد 13: 33 حزقيال 17: 9 وملاخي 4: 1 ص 3: 1 و9: 7 وخروج 20: 2 تثنية 2: 7 خروج 3: 8 تثنية 18: 17 وإرميا 7: 25 عدد 6: 2 و3 ص 7: 13 و16 وإرميا 11: 21

بيان عدم الشكر من الإسرائيليين للرب الذي أعطاهم أرضهم وكل خيراتهم. سكن الأموريون أورشليم وحبرون وجبعون وباشان وكانوا طوال القامة وكانوا بين الناس كالأرز بين الأشجار وكالبلوط بالقوة. وأبادهم الرب أمام الإسرائيليين «ثمره من فوق وأصوله من تحت» أي أبادهم تماماً. ومن مراحم الرب أيضاً أنه أخرجهم من مصر واعتنى بهم مدة أربعين سنة في القفر. وأقام من بينهم أنبياء كصموئيل وأخيا وميخا ابن يملة وإيليا وأليشع وهوشع الذين كانوا من المملكة الشمالية. والنذيرون (انظر عدد 6: 3 - 5) أظهروا فضل العيشة الطاهرة وقيمة الروحيات. وأما الدنسون فيخجلون من وجود الأطهار بينهم ويريدون أنهم يصيرون مثلهم فسقوا النذيرين خمراً قائلين لا تتنبأوا. هكذا أخآب أبغض ميخا لأنه لم يتنبأ عليه خيراً (انظر 2أيام 18: 7). وقتل يوآش زكريا النبي لأنه تنبأ عليه (انظر 2أيام 24: 19 - 22).

13 - 16 «13 هَئَنَذَا أَضْغَطُ مَا تَحْتَكُمْ كَمَا تَضْغَطُ ٱلْعَجَلَةُ ٱلْمَلآنَةُ حُزَماً. 14 وَيَبِيدُ ٱلْمَنَاصُ عَنِ ٱلسَّرِيعِ، وَٱلْقَوِيُّ لاَ يُشَدِّدُ قُوَّتَهُ، وَٱلْبَطَلُ لاَ يُنَجِّي نَفْسَهُ. 15 وَمَاسِكُ ٱلْقَوْسِ لاَ يَثْبُتُ، وَسَرِيعُ ٱلرِّجْلَيْنِ لاَ يَنْجُو، وَرَاكِبُ ٱلْخَيْلِ لاَ يُنَجِّي نَفْسَهُ. 16 وَٱلْقَوِيُّ ٱلْقَلْبِ بَيْنَ ٱلأَبْطَالِ يَهْرُبُ عُرْيَاناً فِي ذٰلِكَ ٱلْيَوْمِ يَقُولُ ٱلرَّبُّ».

يوئيل 3: 13 إشعياء 30: 16 و17 إرميا 9: 23 إرميا 51: 56 وحزقيال 39: 3 إشعياء 31: 3 قضاة 4: 17 وإرميا 48: 41

أَضْغَطُ مَا تَحْتَكُمْ أي سيضغط الرب إسرائيل وكل ما اتكلوا عليه كما تضغط العجلة الملآنة حزماً الأرض وكل ما في طريقها. فلا ينجو السريع ولا القوي ولا البطل. وتمت النبوة عن يد الأشوريين (انظر 2ملوك ص 17).

اَلأَصْحَاحُ ٱلثَّالِثُ

في الأصحاحين الأولين نظر النبي إلى الأمم المجاورة وبعدها إلى خطايا يهوذا وإسرائيل وتظهر عظمة هذه الخطايا عند النظر إلى امتيازاتهم كشعب الله. وفي الأصحاحات 3 - 5 بيان هذه الخطايا بالتفصيل. وفاتحة كل أصحاح «اسمعوا هذا القول».

1، 2 «1 اِسْمَعُوا هٰذَا ٱلْقَوْلَ ٱلَّذِي تَكَلَّمَ بِهِ ٱلرَّبُّ عَلَيْكُمْ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ، عَلَى كُلِّ ٱلْقَبِيلَةِ ٱلَّتِي أَصْعَدْتُهَا مِنْ أَرْضِ مِصْرَ قَائِلاً: 2 إِيَّاكُمْ فَقَطْ عَرَفْتُ مِنْ جَمِيعِ قَبَائِلِ ٱلأَرْضِ، لِذٰلِكَ أُعَاقِبُكُمْ عَلَى جَمِيعِ ذُنُوبِكُمْ».

إرميا 8: 3 و13: 11 ص 2: 10 و9: 7 خروج 19: 5 و6 وتثنية 4: 32 - 37 ع 14 وإرميا 14: 10 وحزقيال 20: 36 ودانيال 9: 12

يخاطب الرب إسرائيل ويهوذا وإسرائيل خصوصاً.

لِذٰلِكَ أُعَاقِبُكُمْ لأنهم استحقوا قصاصاً أعظم مما للذين لم يعرفوا الرب.

3 - 8 «3 هَلْ يَسِيرُ ٱثْنَانِ مَعاً إِنْ لَمْ يَتَوَاعَدَا؟ 4 هَلْ يُزَمْجِرُ ٱلأَسَدُ فِي ٱلْوَعْرِ وَلَيْسَ لَهُ فَرِيسَةٌ؟ هَلْ يُعْطِي شِبْلُ ٱلأَسَدِ زَئِيرَهُ مِنْ خِدْرِهِ إِنْ لَمْ يَخْطُفْ؟ 5 هَلْ يَسْقُطُ عُصْفُورٌ فِي فَخِّ ٱلأَرْضِ وَلَيْسَ لَهُ شَرَكٌ؟ هَلْ يُرْفَعُ فَخٌّ عَنِ ٱلأَرْضِ وَهُوَ لَمْ يُمْسِكْ شَيْئاً؟ 6 أَمْ يُضْرَبُ بِٱلْبُوقِ فِي مَدِينَةٍ وَٱلشَّعْبُ لاَ يَرْتَعِدُ؟ هَلْ تَحْدُثُ بَلِيَّةٌ فِي مَدِينَةٍ وَٱلرَّبُّ لَمْ يَصْنَعْهَا؟ 7 إِنَّ ٱلسَّيِّدَ ٱلرَّبَّ لاَ يَصْنَعُ أَمْراً إِلاَّ وَهُوَ يُعْلِنُ سِرَّهُ لِعَبِيدِهِ ٱلأَنْبِيَاءِ. 8 ٱلأَسَدُ قَدْ زَمْجَرَ، فَمَنْ لاَ يَخَافُ؟ ٱلسَّيِّدُ ٱلرَّبُّ قَدْ تَكَلَّمَ، فَمَنْ لاَ يَتَنَبَّأُ؟».

لاويين 26: 23 و24 مزمور 104: 21 وهوشع 5: 14 و11: 10 إرميا 4: 5 و19 و21 و6: 1 وهوشع 5: 8 وصفنيا 1: 16 إشعياء 14: 24 - 27 و45: 7 تكوين 18: 17 وإرميا 23: 22 ودانيال 9: 22 ص 1: 2 يونان 1: 1 - 3 و3: 1 - 3 إرميا 20: 9

في هذه الآيات بيّن النبي أنه لا يتكلم هذا الكلام الثقيل من نفسه وبلا داع ويقدم بعض تشبيهات بسيطة مفهومة معناها أنه لا يحدث شيء بلا سبب فلا بد من سبب كاف لكلامه. ويقول أولاً «هل يسير اثنان معاً» الخ. في برية تقوع كان السائرون قليلين وإذا حدث أن سار اثنان معاً فلا بد من سبب كتعيين الوقت والمكان وموضوع الحديث وإذا زمجر الأسد فلا بد من سبب أي أن فريسته قريبة منه وتحت يده وزئيره يدل على أنه خطف فريسته (انظر مزمور 104: 21 وإشعياء 5: 29). ولا يسقط عصفور بلا سبب أي الفخ ولا يرفع الصياد الفخ بلا سبب أي أنه يكون قد أمسك شيئاً ولا يُضرب بالبوق بلا سبب أي أن الشعب كان عمل شيئاً يستوجب غضب الرب. وهكذا لا يتكلم النبي بلا سبب أي أن الرب قد أعلن له ما سيصنعه. إذا زمجر الأسد يخاف الناس فكم بالحري يجب أن يخافوا الرب إذا تكلم.

يُعْلِنُ سِرَّهُ لِعَبِيدِهِ ٱلأَنْبِيَاءِ (ع 7) لنوح قبل الطوفان ولإبراهيم قبل انقلاب سدوم وليوسف قبل سني الجوع ولموسى قبل ضربات مصر وليونان قبل هلاك نينوى وللرسل قبل خراب أورشليم. والنبي بعدما سمع هذا الإعلان من الرب لا يقدر أن يسكت (ع 8) قال إرميا (20: 9) «فَكَانَ فِي قَلْبِي كَنَارٍ مُحْرِقَةٍ مَحْصُورَةٍ فِي عِظَامِي، فَمَلِلْتُ مِنَ ٱلإِمْسَاكِ وَلَمْ أَسْتَطِعْ».

وأما التشبيهات التي سبق ذكرها (ع 3 - 6) فهي موافقة لكلام النبي إجمالاً أي في السائرين معاً إشارة إلى الله وشعبه فلا يمكنهم أن يكونوا شعبه إن لم يتفقوا معه ويحفظوا عهده معهم. وفي زمجرة الأسد إشارة إلى الأشوريين القادمين عليهم عن قريب. وفي سقوط العصفور إشارة إلى سقوط الإسرائيليين كأنه من السماء إلى الأرض. وفي الضرب بالبوق إشارة إلى إتيان الرب للدينونة.

9 - 11 «9 نَادُوا عَلَى ٱلْقُصُورِ فِي أَشْدُودَ، وَعَلَى ٱلْقُصُورِ فِي أَرْضِ مِصْرَ، وَقُولُوا: ٱجْتَمِعُوا عَلَى جِبَالِ ٱلسَّامِرَةِ وَٱنْظُرُوا شَغَباً عَظِيماً فِي وَسَطِهَا وَمَظَالِمَ فِي دَاخِلِهَا. 10 فَإِنَّهُمْ لاَ يَعْرِفُونَ أَنْ يَصْنَعُوا ٱلٱسْتِقَامَةَ، يَقُولُ ٱلرَّبُّ. أُولَئِكَ ٱلَّذِينَ يَخْزِنُونَ ٱلظُّلْمَ وَٱلٱِغْتِصَابَ فِي قُصُورِهِمْ. 11 لِذٰلِكَ هٰكَذَا قَالَ ٱلسَّيِّدُ ٱلرَّبُّ: ضِيقٌ حَتَّى فِي كُلِّ نَاحِيَةٍ مِنَ ٱلأَرْضِ فَيُنْزِلَ عَنْكِ عِزَّكِ وَتُنْهَبُ قُصُورُكِ».

ص 1: 8 و1صموئيل 5: 1 ص 4: 1 و6: 1 وإشعياء 28: 1 وحزقيال 37: 22 ص 4: 1 و5: 11 و8: 6 ص 5: 7 و6: 12 ومزمور 14: 4 وإرميا 4: 22 حبقوق 2: 8 - 11 وصفنيا 1: 9 وزكريا 5: 3 و4 ص 6: 14 ص 2: 14 ص 2: 5

عَلَى ٱلْقُصُورِ أي على سطوح القصور. وأشدود ومصر كناية عن جميع الأمم الوثنية. وفي الترجمة السبعينية «أشور» لا «أشدود» فحكم عليهم حتى الوثنيون.

فَإِنَّهُمْ لاَ يَعْرِفُونَ أَنْ يَصْنَعُوا ٱلٱسْتِقَامَةَ (ع 10) صار الظلم والاغتصاب عادتهم فلا يفتكر أحد فيهما وأما الصدق والاستقامة فمن الأمور النادر وجودها فيتعجب الناس منهما. كما قال إشعياء (5: 20) «الْقَائِلِينَ لِلشَّرِّ خَيْراً وَلِلْخَيْرِ شَرّاً، ٱلْجَاعِلِينَ ٱلظَّلاَمَ نُوراً وَٱلنُّورَ ظَلاَماً».

يَخْزِنُونَ ٱلظُّلْمَ ظنوا أنهم خزنوا في بيوتهم قمحاً وزيتاً ومالاً وبالحقيقة كانوا خزنوا ظلماً واغتصاباً يقومان ويشهدان علهيم في يوم الحساب. قال يعقوب 5: 3 و4) «قَدْ كَنَزْتُمْ فِي ٱلأَيَّامِ ٱلأَخِيرَةِ. هُوَذَا أُجْرَةُ ٱلْفَعَلَةِ ٱلَّذِينَ حَصَدُوا حُقُولَكُمُ ٱلْمَبْخُوسَةُ مِنْكُمْ تَصْرُخُ، وَصِيَاحُ ٱلْحَصَّادِينَ قَدْ دَخَلَ إِلَى أُذُنَيْ رَبِّ ٱلْجُنُودِ».

ضِيقٌ حَتَّى فِي كُلِّ نَاحِيَةٍ (ع 11) بعد تاريخ هذه النبوة بنحو 20 سنة جاء تغلاث فلاسر وأخذ جلعاد والجليل وسبى أهلها إلى أشور وبعد ذلك بنحو 10 سنين ملك أشور وبعد حصار 3 سنين أخذ السامرة وأسر أهلها. فالخزائن التي كانوا خزنوها لأنفسهم واتكلوا عليها صارت للسالبين (انظر إشعياء 28: 1 و2).

12 - 15 «12 هٰكَذَا قَالَ ٱلرَّبُّ: كَمَا يَنْزِعُ ٱلرَّاعِي مِنْ فَمِ ٱلأَسَدِ كُرَاعَيْنِ أَوْ قِطْعَةَ أُذُنٍ، هٰكَذَا يُنْتَزَعُ بَنُو إِسْرَائِيلَ ٱلْجَالِسُونَ فِي ٱلسَّامِرَةِ فِي زَاوِيَةِ ٱلسَّرِيرِ وَعَلَى دِمَقْسِ ٱلْفِرَاشِ! 13 اِسْمَعُوا وَٱشْهَدُوا عَلَى بَيتِ يَعْقُوبَ يَقُولُ ٱلسَّيِّدُ ٱلرَّبُّ إِلٰهُ ٱلْجُنُودِ 14 إِنِّي يَوْمَ مُعَاقَبَتِي إِسْرَائِيلَ عَلَى ذُنُوبِهِ أُعَاقِبُ مَذَابِحَ بَيْتِ إِيلَ، فَتُقْطَعُ قُرُونُ ٱلْمَذْبَحِ وَتَسْقُطُ إِلَى ٱلأَرْضِ. 15 وَأَضْرِبُ بَيْتَ ٱلشِّتَاءِ مَعَ بَيْتِ ٱلصَّيْفِ، فَتَبِيدُ بُيُوتُ ٱلْعَاجِ، وَتَضْمَحِلُّ ٱلْبُيُوتُ ٱلْعَظِيمَةُ يَقُولُ ٱلرَّبُّ».

1صموئيل 17: 34 - 37 ص 9: 4 وإرميا 44: 14 و28 ص 6: 4 وأستير 1: 6 و7: 8 مزمور 132: 3 حزقيال 2: 7 ع 2 ص 4: 4 و5: 5 و6 و7: 10 و13 وهوشع 10: 5 - 8 و14 و15 إرميا 36: 22 قضاة 3: 20 و1ملوك 22: 39 ومزمور 45: 8 ص 2: 5 و6: 11

كُرَاعَيْنِ أي يكون دمار كامل فلا يخلص إلا بقية زهيدة.

ٱلْجَالِسُونَ فِي زَاوِيَةِ ٱلسَّرِيرِ أي المترفهون والمتنعمون فإن زاوية السرير كانت معتبرة مكان الشرف والراحة. والدمقس نسيج من الحرير. والأرجح أن اليهود جلبوه من الشرق. واليوم هذا النوع من النسيج منسوب إلى مدينة دمشق لأنها اشتهرت بصنعه. وكان النبي عاموس معتاداً على العيشة البسيطة ويكره الترفه.

اِسْمَعُوا (ع 13) المخاطبون هم المخاطبون سابقاً (ع 9). لا حضور حقيقي بل تصوّري.

إِلٰهُ ٱلْجُنُودِ الجنود أما جنود الناس أو جنود الملائكة أو جنود الأجرام السماوية. والمعنى أن الرب هو القادر على كل شيء لأن كل ما في السماء وعلى الأرض إن كان أناساً أو ملائكة أو القوى الطبيعية الكل تحت أمره. فما أعظم التباين بين إله الجنود وإله بيت إيل.

مَذَابِحَ بَيْتِ إِيلَ (ع 14) في بيت إيل ظهر الرب ليعقوب وهو في طريقه إلى الشرق (انظر تكوين 28: 1 - 22) وثانياً في رجوعه من الشرق (انظر تكوين 35: 9 و15) وفي زمان شاول كانت بيت إيل مكاناً مقدساً (انظر 1صموئيل 10: 3) وكانت في جنوب المملكة الشمالية وعلى طريق أورشليم فاختارها يربعام ابن ناباط مركزاً للعبادة لأسباب دينية وسياسية (انظر 1ملوك 12: 25 - 33) وكثرت المذابح وكثر الساجدون وبيوت الأغنياء وصارت مقدس الملك و بيت الملك (7: 13).

قُرُونُ ٱلْمَذْبَحِ كان الهاربون يلتجئون إلى المذبح ويتمسكون بقرونه فيأمنون (انظر 1ملوك 2: 28) وأما قول النبي فهو إن ما كانوا يلتجئون إليه ويأمنون به يُقطع. وكان للفروق مكان في الخدمة في هيكل أورشليم (انظر لاويين 4: 7 و18 و25 و30 و34).

بَيْتَ ٱلشِّتَاءِ (ع 15) من علامات الترفه أنه للأغنياء بيوت للصيف وبيوت للشتاء. و«بيوت العاج» هي بيوت مرصعة بالعاج أو بيوت التحف المصنوعة من العاج (انظر 1ملوك 22: 39) وغضب الرب على أصحاب هذه البيوت لأنها مبنية بمال الظلم فيظهر من الكلام أن الرب يعتني نوعاً بالفقراء ويحسب الخطية إليهم كخطية إلى نفسه.

اَلأَصْحَاحُ ٱلرَّابِعُ

1 - 3 «1 اِسْمَعِي هٰذَا ٱلْقَوْلَ يَا بَقَرَاتِ بَاشَانَ ٱلَّتِي فِي جَبَلِ ٱلسَّامِرَةِ، ٱلظَّالِمَةَ ٱلْمَسَاكِينَ ٱلسَّاحِقَةَ ٱلْبَائِسِينَ، ٱلْقَائِلَةَ لِسَادَتِهَا: هَاتِ لِنَشْرَبَ. 2 قَدْ أَقْسَمَ ٱلسَّيِّدُ ٱلرَّبُّ بِقُدْسِهِ: هُوَذَا أَيَّامٌ تَأْتِي عَلَيْكُنَّ يَأْخُذُونَكُنَّ بِخَزَائِمَ وَذُرِّيَّتَكُنَّ بِشُصُوصِ ٱلسَّمَكِ. 3 وَمِنَ ٱلشُّقُوقِ تَخْرُجْنَ كُلُّ وَاحِدَةٍ عَلَى وَجْهِهَا وَتَنْدَفِعْنَ إِلَى ٱلْحِصْنِ يَقُولُ ٱلرَّبُّ».

مزمور 22: 12 وحزقيال 39: 18 ص 3: 9 و6: 1 ص 5: 11 و8: 6 ص 2: 8 و6: 6 ص 6: 8 و8: 7 مزمور 89: 35 إشعياء 37: 29 وحزقيال 38: 4 حزقيال 29: 4 إرميا 52: 7

كانت باشان شرقي الأردن بين جبلي حرمون وجلعاد وكانت تشمل حوران والجولان واللجاه وكلها مؤلفة من صخور وأتربة بركانية وتربتها مخصبة للغاية ويخرق جانبها الشرقي جبل الدروز (قاموس الكتاب) واشتهرت بمرعاها ومواشيها (انظر مزمور 22: 12 وحزقيال 39: 18) وشبّه النبي نساء السامرة ببقرات باشان لأنهنّ كنّ متنعمات ومترفهات سمينات شهوانيات كحيوانات.

ٱلْقَائِلَةَ لِسَادَتِهَا هَاتِ لِنَشْرَبَ أي طلبن من رجالهن مالاً ليصرفن على المأكولات والملبوسات والتنزهات وكان رجالهن يرتشون ويظلمون ليحصلّوا ما يقدمونه لنسائهم فكان النساء يظلمن بواسطة سادتهن (انظر إشعياء 3: 16 - 26).

هُوَذَا أَيَّامٌ تَأْتِي (ع 2) ولا يقدر الظالمون والمسرفون أن يؤخروها.

يَأْخُذُونَكُنَّ بِخَزَائِمَ للكبار خزائم كما للجمال (انظر 2أيام 33: 11) وللصغار شصوص كما للسمك. في عيشتهم كانوا كالحيوانات وكالحيوانات يؤخذون. وأما البعض فيفهمون من الكلمة المترجمة «ذريتكن» «بقيتكن» أي لا يبقى منهم بقية بل يؤخذ الجميع.

مِنَ ٱلشُّقُوقِ حينما تسقط أسوار المدينة يخرج أهلها من الشقوق كل واحد على وجهه كأسراء أو هاربين. والحصن هو حصن أعداءهم. والكلمة الأصلية «هرمون» ولعلها اسم عَلَم.

4، 5 «4 هَلُمَّ إِلَى بَيْتِ إِيلَ وَأَذْنِبُوا إِلَى ٱلْجِلْجَالِ وَأَكْثِرُوا ٱلذُّنُوبَ، وَأَحْضِرُوا كُلَّ صَبَاحٍ ذَبَائِحَكُمْ وَكُلَّ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ عُشُورَكُمْ. 5 وَأَوْقِدُوا مِنَ ٱلْخَمِيرِ تَقْدِمَةَ شُكْرٍ، وَنَادُوا بِنَوَافِلَ وَسَمِّعُوا. لأَنَّكُمْ هٰكَذَا أَحْبَبْتُمْ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ يَقُولُ ٱلسَّيِّدُ ٱلرَّبُّ».

ص 3: 14 و5: 5 ص 5: 5 وهوشع 4: 15 ص 5: 21 و22 لاويين 7: 13 لاويين 22: 18 - 21 هوشع 9: 1 و10 وإرميا 7: 9 و10

هَلُمَّ إِلَى بَيْتِ إِيلَ قال تهكماً كقول ميخا ابن يملة لأخآب «اصعد إِلَى رَامُوتَ جِلْعَادَ» (2أيام 18: 14) وقول المسيح للفريسيين «ٱمْلأُوا مِكْيَالَ آبَائِكُمْ» (متّى 23: 32) والمعنى بما أنهم رفضوا مشورة الرب بواسطة أنبيائه يتركهم الرب ليعملوا كما يريدون وذلك شر عقاب. والجلجال في سهل أريحا وإلى الشرق منها (انظر يشوع 4: 19 وهوشع 4: 15).

كُلَّ صَبَاحٍ ذَبَائِحَكُمْ أي «اجتهدوا في ممارسة الفرائض الجسدية الباطلة» فإنهم ظنوا أن اجتهادهم هذا يرضي الرب كرشوة للحاكم فيغض النظر عن خطاياهم الفظيعة.

كُلَّ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ عُشُورَكُمْ المطلوب منهم (انظر تثنية 14: 28) أن يعشروا محصولهم كل ثلاث سنين لأجل اللاوي والفقراء. ويقول النبي تهكماً كل ثلاثة أيام أي المطلوب منكم وزيادة.

وَأَوْقِدُوا مِنَ ٱلْخَمِيرِ (ع 5) في (لاويين 2: 11) «كُلَّ خَمِيرٍ وَكُلَّ عَسَلٍ لاَ تُوقِدُوا مِنْهُمَا وَقُوداً لِلرَّبِّ» وفي لاويين 7: 13 «مَعَ أَقْرَاصِ خُبْزٍ خَمِيرٍ يُقَرِّبُ قُرْبَانَهُ» أي لا يوقدون الأقراص بل يكون واحد منها للكاهن والبقية لمقدمها. وقال النبي تهكماً «أوقدوا من الخمير تقدمتكم» كأنهم أحبوا أن يقدموا تقدمة أفضل من المرسوم في الناموس.

نَادُوا بِنَوَافِلَ وَسَمِّعُوا كما عمل الفريسيون في زمان المسيح فإنهم صوّتوا بالبوق لما صنعوا صدقاتهم.

6 - 11 «6 وَأَنَا أَيْضاً أَعْطَيْتُكُمْ نَظَافَةَ ٱلأَسْنَانِ فِي جَمِيعِ مُدُنِكُمْ وَعَوَزَ ٱلْخُبْزِ فِي جَمِيعِ أَمَاكِنِكُمْ، فَلَمْ تَرْجِعُوا إِلَيَّ يَقُولُ ٱلرَّبُّ. 7 وَأَنَا أَيْضاً مَنَعْتُ عَنْكُمُ ٱلْمَطَرَ إِذْ بَقِيَ ثَلاَثَةُ أَشْهُرٍ لِلْحَصَادِ، وَأَمْطَرْتُ عَلَى مَدِينَةٍ وَاحِدَةٍ، وَعَلَى مَدِينَةٍ أُخْرَى لَمْ أُمْطِرْ. أُمْطِرَ عَلَى ضَيْعَةٍ وَاحِدَةٍ، وَٱلضَّيْعَةُ ٱلَّتِي لَمْ يُمْطَرْ عَلَيْهَا جَفَّتْ. 8 فَجَالَتْ مَدِينَتَانِ أَوْ ثَلاَثٌ إِلَى مَدِينَةٍ وَاحِدَةٍ لِتَشْرَبَ مَاءً وَلَمْ تَشْبَعْ، فَلَمْ تَرْجِعُوا إِلَيَّ يَقُولُ ٱلرَّبُّ. 9 ضَرْبَتُكُمْ بِٱللَّفْحِ وَٱلْيَرَقَانِ. كَثِيراً مَا أَكَلَ ٱلْقَمَصُ جَنَّاتِكُمْ وَكُرُومَكُمْ وَتِينَكُمْ وَزَيْتُونَكُمْ، فَلَمْ تَرْجِعُوا إِلَيَّ يَقُولُ ٱلرَّبُّ. 10 أَرْسَلْتُ بَيْنَكُمْ وَبَأً عَلَى طَرِيقَةِ مِصْرَ. قَتَلْتُ بِٱلسَّيْفِ فِتْيَانَكُمْ مَعَ سَبْيِ خَيْلِكُمْ، وَأَصْعَدْتُ نَتَنَ مَحَالِّكُمْ حَتَّى إِلَى أُنُوفِكُمْ، فَلَمْ تَرْجِعُوا إِلَيَّ يَقُولُ ٱلرَّبُّ. 11 قَلَبْتُ بَعْضَكُمْ كَمَا قَلَبَ ٱللهُ سَدُومَ وَعَمُورَةَ، فَصِرْتُمْ كَشُعْلَةٍ مُنْتَشَلَةٍ مِنَ ٱلْحَرِيقِ، فَلَمْ تَرْجِعُوا إِلَيَّ يَقُولُ ٱلرَّبُّ».

إشعياء 3: 1 وإرميا 14: 18 إشعياء 9: 13 وإرميا 5: 3 وحجي 2: 17 تثنية 11: 17 و2أيام 7: 13 وإشعياء 5: 6 خروج 9: 4 و26 و10: 22 و23 و1ملوك 18: 15 وإرميا 14: 4 حزقيال 4: 16 وحجي 1: 6 إرميا 3: 7 تثنية 28: 22 وحجي 2: 17 ص 7: 1 و2 ويوئيل 1: 4 و7 إرميا 3: 10 لاويين 21: 25 وتثنية 28: 27 و6 إرميا 11: 22 و18: 21 و48: 15 و2ملوك 13: 3 و7 يوئيل 2: 20 إشعياء 9: 13 تكوين 16: 25 وتثنية 29: 23 زكريا 3: 2 إرميا 23: 14

يذكر خمس ضربات وهي الجوع (ع 6) القيظ (ع 7 و8) واللفح والقيظ (ع 9) الوباء والسيف (ع 10) والقلب (ع 11) وبعد ذكر كل منها يأتي القرار «فلم يرجعوا إليّ يقول الرب». وكانت هذه الضربات من رحمة الرب لكي ينتبهوا ويرجعوا إليه «لأن الذي يحبه الرب يؤدبه». إنما لا يجوز لنا أن نحكم على كل مصاب أنه أخطأ أكثر من غيره ولا على بلاد إذا امتنع المطر عنها أو حدث زلزلة فيها أو اقتحمها وباء (انظر لوقا 13: 4) ولكن أحياناً يخبرنا الكتاب أن هذه الضربات وقعت تأديباً للخطايا كالطوفان وانقلاب سدوم والقيظ في زمان الملك أخآب وعمى عليم الساحر (انظر أعمال 13: 11) وموت حنانيا وسفيرة (انظر أعمال 5: 5).

12، 13 «12 لِذٰلِكَ هٰكَذَا أَصْنَعُ بِكَ يَا إِسْرَائِيلُ. فَمِنْ أَجْلِ أَنِّي أَصْنَعُ بِكَ هٰذَا فَٱسْتَعِدَّ لِلِقَاءِ إِلٰهِكَ يَا إِسْرَائِيلُ. 13 فَإِنَّهُ هُوَذَا ٱلَّذِي صَنَعَ ٱلْجِبَالَ وَخَلَقَ ٱلرِّيحَ وَأَخْبَرَ ٱلإِنْسَانَ مَا هُوَ فِكْرُهُ، ٱلَّذِي يَجْعَلُ ٱلْفَجْرَ ظَلاَماً وَيَمْشِي عَلَى مَشَارِفِ ٱلأَرْضِ، يَهْوَهُ إِلٰهُ ٱلْجُنُودِ ٱسْمُهُ».

ع 2 إشعياء 32: 11 و64: 2 وإرميا 5: 22 أيوب 38: 4 - 7 ومزمور 65: 6 وإشعياء 40: 12 مزمور 135: 7 وإرميا 10: 13 مزمور 139: 2 ودانيال 2: 30 ص 5: 8 وإرميا 13: 16 ويوئيل 2: 2 ميخا 1: 3 ص 5: 8 و27 و9: 6

لِذٰلِكَ... ٱسْتَعِدَّ لِلِقَاءِ إِلٰهِكَ لأنهم كانوا سمعوا كلام أنبيائه ولم يعملوا بموجبه وكان الرب أدبهم بضربات كثيرة ولم يستفيدوا منها فيأتيهم ويصنع لهم كل ما كان هددهم به (ع 1 و2). وعليهم أن يستعدوا لأن يوم المجازاة قريب ولهم هذه الفرصة الواحدة فقط ليتوبوا ويطلبوا الغفران ولا يقدرون أن يلاقوه بالمقاومة لأنه هو الذي صنع الجبال حواليهم فلا تكون لهم كسور بل كمركز لأعدائهم وهو الذي يخلق الريح فلا يأتيهم بالمطر والخيرات بل باللفح والوباء ولا يقدرون أن يلاقوه بكلام وعبادة كاذبة لأنه يعرف أفكارهم. وإن كانت آمالهم كالفجر يجعلها ظلاماً.

وأما العهد الجديد فيعلن لنا الاستعداد الواجب للقاء الله فيقول «هٰكَذَا أَحَبَّ ٱللهُ ٱلْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ٱبْنَهُ ٱلْوَحِيدَ، لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ بَلْ تَكُونُ لَهُ ٱلْحَيَاةُ ٱلأَبَدِيَّةُ» (يوحنا 3: 16) «مَنْ هُوَ ٱلَّذِي يَدِينُ؟ اَلْمَسِيحُ هُوَ ٱلَّذِي مَاتَ، بَلْ بِٱلْحَرِيِّ قَامَ أَيْضاً، ٱلَّذِي هُوَ أَيْضاً عَنْ يَمِينِ ٱللهِ، ٱلَّذِي أَيْضاً يَشْفَعُ فِينَا» (رومية 8: 34). «آمِنْ بِٱلرَّبِّ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ فَتَخْلُصَ» (أعمال 16: 31) «دَمُ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ ٱبْنِهِ يُطَهِّرُنَا مِنْ كُلِّ خَطِيَّةٍ» (1يوحنا 1: 7) «تَعَالَ أَيُّهَا ٱلرَّبُّ يَسُوعُ» (رؤيا 22: 20).

اَلأَصْحَاحُ ٱلْخَامِسُ

1 - 3 «1 اِسْمَعُوا هٰذَا ٱلْقَوْلَ ٱلَّذِي أَنَا أُنَادِي بِهِ عَلَيْكُمْ مَرْثَاةً يَا بَيْتَ إِسْرَائِيلَ. 2 سَقَطَتْ عَذْرَاءُ إِسْرَائِيلَ. لاَ تَعُودُ تَقُومُ. ٱنْطَرَحَتْ عَلَى أَرْضِهَا لَيْسَ مَنْ يُقِيمُهَا. 3 لأَنَّهُ هٰكَذَا قَالَ ٱلسَّيِّدُ ٱلرَّبُّ: ٱلْمَدِينَةُ ٱلْخَارِجَةُ بِأَلْفٍ يَبْقَى لَهَا مِئَةٌ، وَٱلْخَارِجَةُ بِمِئَةٍ يَبْقَى لَهَا عَشَرَةٌ مِنْ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ».

إرميا 7: 29 و9: 1 و17 وحزقيال 19: 1 إرميا 14: 16 ص 8: 14 إشعياء 51: 18 وإرميا 50: 32 إشعياء 6: 13 ص 6: 9

مَرْثَاةً كأن إنساناً حضر جنازة نفسه وسمع المرثاة عليه وهو حي فكان هذا الأمر يؤثر فيه ويوضح له وجوب الاستعداد للموت.

سَقَطَتْ عَذْرَاءُ (ع 2) حدث سقوط إسرائيل بعد 50 سنة ونيف وأما النبي فرآه كأنه حدث ومضى. وسمى إسرائيل عذراء لأنهم كانوا شعباً مختاراً للرب كعذراء لرجلها ولكنها تدنست وسقطت (انظر إشعياء 51: 18) ولما تنبأ عاموس هذه النبوة لم يكن شيء يدل على سقوط إسرائيل الكامل والنهائي.

يَبْقَى لَهَا مِئَةٌ لهم وعد ببقية ولكنها بقية صغيرة.

4 - 6 «4 لأَنَّهُ هٰكَذَا قَالَ ٱلرَّبُّ لِبَيْتِ إِسْرَائِيلَ: ٱطْلُبُوني فَتَحْيَوْا. 5 وَلاَ تَطْلُبُوا بَيْتَ إِيلَ، وَإِلَى ٱلْجِلْجَالِ لاَ تَذْهَبُوا، وَإِلَى بِئْرِ سَبْعٍ لاَ تَعْبُرُوا. لأَنَّ ٱلْجِلْجَالَ تُسْبَى سَبْياً، وَبَيْتَ إِيلَ تَصِيرُ عَدَماً. 6 اُطْلُبُوا ٱلرَّبَّ فَتَحْيَوْا لِئَلاَّ يَقْتَحِمَ بَيْتَ يُوسُفَ كَنَارٍ تُحْرِقُ، وَلاَ يَكُونُ مَنْ يُطْفِئُهَا مِنْ بَيْتِ إِيلَ 7 يَا أَيُّهَا ٱلَّذِينَ يُحَوِّلُونَ ٱلْحَقَّ أَفْسَنْتِيناً وَيُلْقُونَ ٱلْبِرَّ إِلَى ٱلأَرْضِ».

تثنية 4: 29 و32: 46 و47 ص 3: 14 و4: 4 و7: 10 و13 و1ملوك 12: 28 و29 و1صموئيل 7: 16 و11: 14 ص 8: 14 وتكوين 21: 31 - 33 ع 14 وإشعياء 55: 3 و6 و7 تثنية 4: 24 ص 3: 14 ع 12 وص 2: 3 و6: 12

ٱطْلُبُوني فَتَحْيَوْا بعدما كان تنبأ بسقوط السامرة ورثى لها يعود فيحثهم على الرجوع إلى الرب ويعدهم بالحياة في بيت إيل ظهر الرب ليعقوب (انظر تكوين 28: 17) وفي الجلجال تجدد عهد الختان (انظر يشوع 5: 2 - 9) وفي بئر سبع أخذ إبراهيم من الرب مواعيد له ولنسله (انظر تكوين 22: 15 - 19) ثم تحولت هذه الأماكن المقدسة مراكز لعبادة الأصنام فلا تكون النجاة منها لأنها جميعاً تصير عدماً. وأما الخلاص فهو من الرب ويقدر هو أن يخلص إلى التمام أضعف الناس وأعظم الخطاة. كان إسرائيل يتعب ويخسر في عبادة الأصنام فكانوا يذهبون إلى بئر سبع في طرف البلاد الجنوبي غير أن يربعام ابن ناباط قال لهم «كَثِيرٌ عَلَيْكُمْ أَنْ تَصْعَدُوا إِلَى أُورُشَلِيمَ» (1ملوك 12: 28) وكل من يترك المسيح خوفاً من التعب في خدمته لا يجد نيراً أخف من نيره بل نيراً أثقل جداً.

يُحَوِّلُونَ ٱلْحَقَّ أَفْسَنْتِيناً (ع 7) لا شيء أحلى من الحق وأما القضاة فحوّلوه أفسنتيناً الذي ليس أمرّ منه.

يُلْقُونَ ٱلْبِرَّ إِلَى ٱلأَرْضِ البر قاعدة كرسي الله (انظر مزمور 97: 2) والبر من أسمائه (انظر إرميا 23: 6) وأما قضاة إسرائيل فاحتقروا البر وألقوه إلى الأرض فأهانوا الرب. فالرب بواسطة الملك يوشيا (انظر 2أيام 34: 6 و7) هدم مذابحهم وسورايهم وكسّر تماثيلهم.

8 - 13 «8 اَلَّذِي صَنَعَ ٱلثُّرَيَّا وَٱلْجَبَّارَ، وَيُحَوِّلُ ظِلَّ ٱلْمَوْتِ صُبْحاً، وَيُظْلِمُ ٱلنَّهَارَ كَٱللَّيْلِ. ٱلَّذِي يَدْعُو مِيَاهَ ٱلْبَحْرِ وَيَصُبُّهَا عَلَى وَجْهِ ٱلأَرْضِ، يَهْوَهُ ٱسْمُهُ. 9 ٱلَّذِي يُفْلِحُ ٱلْخَرِبَ عَلَى ٱلْقَوِيِّ، فَيَأْتِي ٱلْخَرَابُ عَلَى ٱلْحِصْنِ. 10 إِنَّهُمْ فِي ٱلْبَابِ يُبْغِضُونَ ٱلْمُنْذِرَ وَيَكْرَهُونَ ٱلْمُتَكَلِّمَ بِٱلصِّدْقِ. 11 لِذٰلِكَ مِنْ أَجْلِ أَنَّكُمْ تَدُوسُونَ ٱلْمِسْكِينَ وَتَأْخُذُونَ مِنْهُ هَدِيَّةَ قَمْحٍ، بَنَيْتُمْ بُيُوتاً مِنْ حِجَارَةٍ مَنْحُوتَةٍ وَلاَ تَسْكُنُونَ فِيهَا، وَغَرَسْتُمْ كُرُوماً شَهِيَّةً وَلاَ تَشْرَبُونَ خَمْرَهَا. 12 لأَنِّي عَلِمْتُ أَنَّ ذُنُوبَكُمْ كَثِيرَةٌ وَخَطَايَاكُمْ وَافِرَةٌ أَيُّهَا ٱلْمُضَايِقُونَ ٱلْبَارَّ، ٱلآخِذُونَ ٱلرَّشْوَةَ ٱلصَّادُّونَ ٱلْبَائِسِينَ فِي ٱلْبَابِ. 13 لِذٰلِكَ يَصْمُتُ ٱلْعَاقِلُ فِي ذٰلِكَ ٱلزَّمَانِ لأَنَّهُ زَمَانٌ رَدِيءٌ».

أيوب 9: 9 و38: 31 أيوب 12: 21 و38: 12 وإشعياء 42: 16 ص 8: 9 ص 9: 6 ومزمور 104: 6 - 9 ص 4: 13 ص 2: 14 وأيوب 5: 3 وإشعياء 29: 5 ميخا 5: 11 ع 15 وإشعياء 29: 21 إشعياء 59: 15 وإرميا 17: 16 - 18 ص 3: 9 و8: 6 ص 3: 15 و6: 11 ميخا 6: 15 إشعياء 1: 23 و5: 23 ص 2: 6 و7 جامعة 3: 7 وهوشع 4: 4

ٱلثُّرَيَّا برج من النجوم فيه أربعون نجمة منها سبع كبيرة. والجبار أيضاً برج من النجوم. كان الإسرائيليون سجدوا للأجرام السماوية ونسوا خالقها. «يحوّل (الرب) ظل الموت» أي أعظم الحزن والضيق «صبحاً» أي فرجاً ورجاء وكذلك يحوّل نهار آماله ظلاماً أي إلى اليأس التام. وربما في «مياه البحر» إشارة إلى الطوفان. يدعو مياه البحر قطيعه لأن بيده كل شيء.

ٱلَّذِي يُفْلِحُ ٱلْخَرِبَ عَلَى ٱلْقَوِيِّ (ع 9) كانت مدينة السامرة منيعة جداً. كان موقعها على جبل وحولها جبال ووديان. وحاصرها الأشوريون ثلاث سنين حتى أخذوها. ولكن الرب أفلج أي أظفر الخَرِب على القوي والمدينة القوية صارت خرباً فيأتي الخَرِب على الحصن أي صار حصن السامرة خرباً.

فِي ٱلْبَابِ (ع 10) أي باب المدينة وكان أحياناً مكان جلوس الملك والقضاة في (1ملوك 22: 10) «جلس يهوشافاط وأخآب في مدخل باب السامرة».

يُبْغِضُونَ ٱلْمُنْذِرَ في 7: 10 إن أمصيا الكاهن أراد أن يطرد عاموس لأنه تكلم على الملك ولكن كل من يرفض التوبيخ والإنذار يجلب الشر على نفسه.

تَدُوسُونَ (ع 11) أي احتقروا المسكين وظلموه وأخذوا منه أثمار تعبه بلا ثمن وسخروه بلا أجرة وهو من ضعفه لم يقدر أن يقاومهم فقال لهم الرب إنهم لا يسكنون في البيوت التي بنوها ولا يشربون من خمر الكروم التي أخذوها ظلماً. كأخآب الذي أخذ كرم نابوت ولم ينتفع منه. انظر ما قاله الرب على يهوياقيم ملك يهوذا (إرميا 22: 13 - 19).

خَطَايَاكُمْ وَافِرَةٌ (ع 12) كانوا يفتخرون بغناهم الوافر وأما الرب فنظر إلى خطاياهم الوافرة. نسوا الرب وأما هو فلا ينام في يوم المجازاة.

فِي ٱلْبَابِ أي في محل المحاكمة.

يَصْمُتُ ٱلْعَاقِلُ (ع 13) يصمت العاقل المسكين لأن ليس له رجاء ويصمت النبي العاقل لأن كلامه لا يُسمع (انظر هوشع 4: 17) «أَفْرَايِمُ مُوثَقٌ بِأصْنَامِه. ٱتْرُكُوهُ».

14 - 17 «14 اُطْلُبُوا ٱلْخَيْرَ لاَ ٱلشَّرَّ لِتَحْيَوْا، فَعَلَى هٰذَا يَكُونُ ٱلرَّبُّ إِلٰهُ ٱلْجُنُودِ مَعَكُمْ كَمَا قُلْتُمْ. 15 أَبْغِضُوا ٱلشَّرَّ وَأَحِبُّوا ٱلْخَيْرَ وَثَبِّتُوا ٱلْحَقَّ فِي ٱلْبَابِ، لَعَلَّ ٱلرَّبَّ إِلٰهَ ٱلْجُنُودِ يَتَرَأَّفُ عَلَى بَقِيَّةِ يُوسُفَ. 16 لِذٰلِكَ هٰكَذَا قَالَ ٱلسَّيِّدُ ٱلرَّبُّ إِلٰهُ ٱلْجُنُودِ: فِي جَمِيعِ ٱلأَسْوَاقِ نَحِيبٌ، وَفِي جَمِيعِ ٱلأَزِقَّةِ يَقُولُونَ: آهِ! آهِ! وَيَدْعُونَ ٱلْفَلاَّحَ إِلَى ٱلنَّوْحِ، وَجَمِيعَ عَارِفِي ٱلرِّثَاءِ لِلنَّدْبِ. 17 وَفِي جَمِيعِ ٱلْكُرُومِ نَدْبٌ، لأَنِّي أَعْبُرُ فِي وَسَطِكَ قَالَ ٱلرَّبُّ».

ع 6 إشعياء 48: 1 و2 مزمور 97: 10 يوئيل 2: 14 ميخا 5: 3 و7 و8 ص 8: 3 وإرميا 9: 10 و18 - 20 يوئيل 1: 11 و2أيام 35: 25 إشعياء 16: 10 وإرميا 48: 33

كَمَا قُلْتُمْ خدعوا أنفسهم بقولهم الله معنا. وأما قول النبي فهو إنه عليهم أن يتركوا شرورهم ويطلبوا الحق ليكون الله معهم بالحقيقة. وكما طلبوا الشر بالرغبة والنشاط هكذا يجب أن يطلبوا الخير.

بَقِيَّةِ يُوسُفَ (ع 15) نظر النبي إلى المستقبل والذين سيبقون بعد سقوط المدينة (9: 8 - 12) ويذكرهم النبي بصلاح أبيه يوسف.

في (ع 16 و17) يصف النبي حصار السامرة وسقوطها (انظر 2ملوك 17: 5 و6 و23 - 33).

لأَنِّي أَعْبُرُ فِي وَسَطِكَ (ع 17) ليس كما عبر في وسطهم في مصر للخلاص (خروج 12: 12 و13) بل للهلاك.

18 - 20 «18 وَيْلٌ لِلَّذِينَ يَشْتَهُونَ يَوْمَ ٱلرَّبِّ. لِمَاذَا لَكُمْ يَوْمُ ٱلرَّبِّ هُوَ ظَلاَمٌ لاَ نُورٌ؟ 19 كَمَا إِذَا هَرَبَ إِنْسَانٌ مِنْ أَمَامِ ٱلأَسَدِ فَصَادَفَهُ ٱلدُّبُّ، أَوْ دَخَلَ ٱلْبَيْتَ وَوَضَعَ يَدَهُ عَلَى ٱلْحَائِطِ فَلَدَغَتْهُ ٱلْحَيَّةُ! 20 أَلَيْسَ يَوْمُ ٱلرَّبِّ ظَلاَماً لاَ نُوراً، وَقَتَاماً وَلاَ نُورَ لَهُ؟»

إشعياء 5: 19 ويوئيل 1: 15 و2: 1 و11 و31 إشعياء 5: 30 و9: 19 وإرميا 30: 7 أيوب 20: 24 وإشعياء 24: 17 و18 وإرميا 15: 2 و3 إشعياء 13: 10 وصفنيا 1: 15

الويل هو للذين يشتهون يوم الرب وهم غير مستعدين ولا يفهمون ما هو يوم الرب فإنهم لا ينتبهون إلى خطاياهم ولا يفهمون أن يوم الرب يكون لهم يوم غضب وضيق وكذلك لا يجوز للمتضايق والحزين والفقير أن يطلبوا الموت ويظنوا أنهم بواسطته يرتاحون لأن الموت بلا استعداد حقيقي يكون ظلاماً لا نوراً وإن خلصوا من المصيبة الواحدة يأتيهم أعظم.

21 - 24 «21 بَغَضْتُ، كَرِهْتُ أَعْيَادَكُمْ، وَلَسْتُ أَلْتَذُّ بِٱعْتِكَافَاتِكُمْ. 22 إِنِّي إِذَا قَدَّمْتُمْ لِي مُحْرَقَاتِكُمْ وَتَقْدِمَاتِكُمْ لاَ أَرْتَضِي، وَذَبَائِحَ ٱلسَّلاَمَةِ مِنْ مُسَمَّنَاتِكُمْ لاَ أَلْتَفِتُ إِلَيْهَا. 23 أَبْعِدْ عَنِّي ضَجَّةَ أَغَانِيكَ، وَنَغْمَةَ رَبَابِكَ لاَ أَسْمَعُ. 24 وَلْيَجْرِ ٱلْحَقُّ كَٱلْمِيَاهِ وَٱلْبِرُّ كَنَهْرٍ دَائِمٍ».

ص 4: 4 و5 و8: 1 وإشعياء 1: 11 - 16 و66: 3 لاويين 26: 31 وإرميا 14: 12 وهوشع 5: 6 ميخا 6: 6 و7 ص 4: 5 ولاويين 7: 11 - 15 ص 6: 4 و5 و8: 1 إرميا 22: 3 وحزقيال 45: 9 وميخا 6: 8

الرب يحب الحق والبر ولا يرضى بحفظ الأعياد والتقدمات والمحرقات إن لم تعبر عن عواطف القلب الصالحة والذين يقدمون له خدمة باطلة يهينونه بذلك لأنهم يحسبونه كأنه إنسان أقل منهم إدراكاً فيمكنهم أن يغشوه (انظر إشعياء 1: 10 - 15).

كَنَهْرٍ دَائِمٍ (ع 24) وليس كساقية الوادي (أيوب 6: 15) التي تجري قليلاً من الزمان فتنقطع.

25 - 27 «25 هَلْ قَدَّمْتُمْ لِي ذَبَائِحَ وَتَقْدِمَاتٍ فِي ٱلْبَرِّيَّةِ أَرْبَعِينَ سَنَةً يَا بَيْتَ إِسْرَائِيلَ؟ 26 بَلْ حَمَلْتُمْ خَيْمَةَ مَلْكُومِكُمْ، وَتِمْثَالَ أَصْنَامِكُمْ، نَجْمَ إِلٰهِكُمُ ٱلَّذِي صَنَعْتُمْ لِنُفُوسِكُمْ. 27 فَأَسْبِيكُمْ إِلَى مَا وَرَاءَ دِمَشْقَ قَالَ ٱلرَّبُّ إِلٰهُ ٱلْجُنُودِ ٱسْمُهُ».

تثنية 32: 17 - 19 ويشوع 24: 14 ونحميا 9: 18 و21 وأعمال 7: 42 و43 ص 7: 11 و17 وميخا 4: 10 ص 4: 13

هَلْ قَدَّمْتُمْ لِي الخ سؤال إنكاري والجواب أنهم لم يقدموا ذبائح وتقدمات في البرية. أُعطيت الشريعة في جبل سيناء في السنة الأولى من خروج الشعب من مصر ولكنهم لم يمارسوا فرائضها ممارسة كاملة ما داموا جائلين في القفر وكانوا يسجدون للرب ويسجدون أيضاً للأصنام ولم يقدموا ذبائح وتقدمات للرب وحده كما كان أوصاهم قائلاً «لا يكون لك آلهة أخرى أمامي». وملكوم هو إله العمونيين (انظر لاويين 18: 21) «لاَ تُعْطِ مِنْ زَرْعِكَ لِلإِجَازَةِ لِمُولَكَ لِئَلاَّ تُدَنِّسَ ٱسْمَ إِلٰهِكَ» كما عمل آحاز (انظر 2أيام 28: 3) ومنسى (انظر 2أيام 33: 6).

والمظنون أن «نجم إلهكم» زُحل وهو نجم من النجوم الخمسة (زُحل والمشتري والمريخ والزهرة وعطارد) فنستنتج أن الشعب كانوا من الأول يميلون إلى السجود للأجرام السماوية (انظر تثنية 4: 19) «لِئَلاَّ تَرْفَعَ عَيْنَيْكَ إِلَى ٱلسَّمَاءِ وَتَنْظُرَ ٱلشَّمْسَ وَٱلْقَمَرَ وَٱلنُّجُومَ... وَتَسْجُدَ لَهَا وَتَعْبُدَهَا» وكان هذا السجود مع السجود للرب ولكنه مكروه عنده ومخالف لوصاياه فلم يقبل ذبائحهم وتقدماتهم بل كأنها لم تُقدم. وذكر عاموس خطايا آباءهم بل كأنها لم تُقدَّم. وذكر عاموس خطايا آباءهم ولكنه قال لأهل جيله «حملتم خيمة ملكومكم» أي كان فيهم نفس الروح الذي كان في آبائهم (انظر متّى 23: 35 و36).

إِلَى مَا وَرَاءَ دِمَشْقَ (ع 27) أي بلاد أشور. كانوا احتملوا تعديات دمشق (أو آرام) وتنبأ النبي هنا بشرّ أعظم وسبي إلى بلاد أبعد من دمشق.

اَلأَصْحَاحُ ٱلسَّادِسُ

1 - 7 «1 وَيْلٌ لِلْمُسْتَرِيحِينَ فِي صِهْيَوْنَ وَٱلْمُطْمَئِنِّينَ فِي جَبَلِ ٱلسَّامِرَةِ، نُقَبَاءِ أَوَّلِ ٱلأُمَمِ. يَأْتِي إِلَيْهِمْ بَيْتُ إِسْرَائِيلَ. 2 اُعْبُرُوا إِلَى كَلْنَةَ وَٱنْظُرُوا، وَٱذْهَبُوا مِنْ هُنَاكَ إِلَى حَمَاةَ ٱلْعَظِيمَةِ، ثُمَّ ٱنْزِلُوا إِلَى جَتِّ ٱلْفِلِسْطِينِيِّينَ. أَهِيَ أَفْضَلُ مِنْ هٰذِهِ ٱلْمَمَالِكِ، أَمْ تُخُمُهُمْ أَوْسَعُ مِنْ تُخُمِكُمْ. 3 أَنْتُمُ ٱلَّذِينَ تُبْعِدُونَ يَوْمَ ٱلْبَلِيَّةِ وَتُقَرِّبُونَ مَقْعَدَ ٱلظُّلْمِ، 4 ٱلْمُضْطَجِعُونَ عَلَى أَسِرَّةٍ مِنَ ٱلْعَاجِ، وَٱلْمُتَمَدِّدُونَ عَلَى فُرُشِهِمْ، وَٱلآكِلُونَ خِرَافاً مِنَ ٱلْغَنَمِ وَعُجُولاً مِنْ وَسَطِ ٱلصِّيرَةِ، 5 ٱلْهَاذِرُونَ مَعَ صَوْتِ ٱلرَّبَابِ، ٱلْمُخْتَرِعُونَ لأَنْفُسِهِمْ آلاَتِ ٱلْغِنَاءِ كَدَاوُدَ، 6 ٱلشَّارِبُونَ مِنْ كُؤُوسِ ٱلْخَمْرِ، وَٱلَّذِينَ يَدَّهِنُونَ بِأَفْضَلِ ٱلأَدْهَانِ وَلاَ يَغْتَمُّونَ عَلَى ٱنْسِحَاقِ يُوسُفَ. 7 لِذٰلِكَ ٱلآنَ يُسْبَوْنَ فِي أَوَّلِ ٱلْمَسْبِيِّينَ، وَيَزُولُ صِيَاحُ ٱلْمُتَمَدِّدِينَ».

إشعياء 32: 9 - 11 وصفنيا 1: 12 ع 3 وص 9: 10 ص 3: 2 وخروج 19: 5 تكوين 10: 10 وإشعياء 10: 9 و1ملوك 8: 65 و2ملوك 18: 34 وإشعياء 10: 9 و1صموئيل 5: 8 و2أيام 26: 6 ص 9: 10 وإشعياء 56: 12 مزمور 94: 20 ص 3: 10 ص 3: 15 ص 3: 12 حزقيال 34: 2 و 3 ص 5: 23 و8: 10 و1أيام 15: 16 ص 2: 8 و14 حزقيال 9: 4 ص 7: 11 و17 و1ملوك 20: 16 - 20 ودانيال 5: 4 - 6 و30 ع 4

وَيْلٌ لِلْمُسْتَرِيحِينَ الويل لهم لأنهم اهتموا بأنفسهم لا بالمظلومين والمساكين الذين من أتعابهم وآلامهم قدموا لسادتهم مأكولاتهم ومشروباتهم ووسائط تنعمهم. ولأنهم اهتموا بأجسادهم لا بأنفسهم وأمور الله وبالأمور الحاضرة بلا نظر إلى مستقبلهم ومستقبل المملكة وبلا شعور بمسؤوليتهم كرؤساء شعب الله. فتكون نهايتهم كنهاية البهائم.

فِي صِهْيَوْنَ... ٱلسَّامِرَةِ الكلام لكل إسرائيل أي مملكة يهوذا والمملكة الشمالية.

اُعْبُرُوا إِلَى كَلْنَةَ (ع 2) أي اعبروا نهر الفرات. وكانت كلنة على نهر دجلة قريبة من بغداد وكانت مدينة مشهورة وبالأخص في أيام مملكة فارس. ويقول البعض أنها كلنو المذكورة في (إشعياء 10: 9) مع كركميش وأرفاد وحماة وكانت قريبة من حلب وإلى جهة الشمال منها وغاية النبي بذكر كلنة وحماة وجت أن يبين أن الله كان ميّز إسرائيل عن غيره من الشعوب وكانوا أول الأمم ومختاري الله فكان عليهم مسؤولية أعظم.

أَهِيَ أَفْضَلُ مِنْ هٰذِهِ ٱلْمَمَالِكِ أي أن الممالك المذكورة ليست أفضل من مملكة إسرائيل ومملكة يهوذا.

تُبْعِدُونَ يَوْمَ ٱلْبَلِيَّةِ (ع 3) لا يقدرون أن يبعدوه ولكنهم يغشون أنفسهم ويبعدون اليوم من أفكارهم. ويقربون مقعد الظلم أي يترحبون بقضاتهم الظالمين ويتفقون معهم في ظلم المساكين. قال أميروسيوس عن الأغنياء في أيامه في بلاد إيطاليا في القرن الرابع بعد المسيح أنهم يلّبسون حيطان بيوتهم ذهباً وحواليهم فقراء عراة. ويبلّطون دورهم برخام والفقراء عند أبوابهم يصرخون لأجل الخبز. يوجد في بيوتهم تحف ثمينة والفقير بلا طعام. وثمن خاتم بيد الغني يكفي ليخلص من الموت أهل قرية.

أَسِرَّةٍ مِنَ ٱلْعَاجِ (ع 4) أي من الخشب مرصعة بالعاج. واضطجعوا على أسرّة في وقت الأكل كما كانت عادة الرومانيين وعند عموم الناس في أيام يسوع (انظر متّى 26: 7 و20).

ٱلْهَاذِرُونَ (ع 5) وهم سكارى ولهم آلات غناء كداود أي استعملوا بالسكر والخلاعة ما كان يجب استعماله في عبادة الرب. كانت كؤوسهم مثل كؤوس الهيكل وأدهانهم مثل الأدهان المقدسة المخصصة لأبناء هارون. ويوسف كناية عن أفرايم وعن المملكة الشمالية كلها. وكما كانوا الأولين بالغنى والمجد العالمي يكونون الأولين في السبي.

8 - 11 «8 قَدْ أَقْسَمَ ٱلسَّيِّدُ ٱلرَّبُّ بِنَفْسِهِ، يَقُولُ ٱلرَّبُّ إِلٰهُ ٱلْجُنُودِ: إِنِّي أَكْرَهُ عَظَمَةَ يَعْقُوبَ وَأُبْغِضُ قُصُورَهُ، فَأُسَلِّمُ ٱلْمَدِينَةَ وَمِلأَهَا. 9 فَيَكُونُ إِذَا بَقِيَ عَشَرَةُ رِجَالٍ فِي بَيْتٍ وَاحِدٍ أَنَّهُمْ يَمُوتُونَ. 10 وَإِذَا حَمَلَ أَحَداً عَمُّهُ وَمُحْرِقُهُ لِيُخْرِجَ ٱلْعِظَامَ مِنَ ٱلْبَيْتِ، وَقَالَ لِمَنْ هُوَ فِي جَوَانِبِ ٱلْبَيْتِ: أَعِنْدَكَ بَعْدُ؟ يَقُولُ: لَيْسَ بَعْدُ. فَيَقُولُ: ٱسْكُتْ، فَإِنَّهُ لاَ يُذْكَرُ ٱسْمُ ٱلرَّبِّ. 11 لأَنَّهُ هُوَذَا ٱلرَّبُّ يَأْمُرُ فَيَضْرِبُ ٱلْبَيْتَ ٱلْكَبِيرَ رَدْماً وَٱلْبَيْتَ ٱلصَّغِيرَ شُقُوقاً».

ص 4: 20 و8: 7 وتكوين 22: 16 وإرميا 22: 5 و51: 14 ص 5: 21 ولاويين 26: 30 وتثنية 32: 19 ومزمور 106: 40 ص 3: 10 و11 هوشع 11: 6 ص 5: 3 و1صموئيل 31: 12 ص 5: 13 و8: 3 إرميا 44: 26 وحزقيال 2: 39 ص 3: 15 و5: 11 و2ملوك 25: 9

عَظَمَةَ يَعْقُوبَ أي الغنى والقوة الجسدية التي كانوا متكلين عليها. والخطية التي يكرهها رب الجنود هذه الكراهة العظيمة «فأقسم بنفسه» هي تحصيل الغنى بواسطة الظلم وعدم الاهتمام بأحوال شعبه التعسة. وفي (ع 9 - 11) يصف النبي ما سيصيبهم من الضيقات عند حصار السامرة من ملك أشور (انظر 2ملوك 17: 5 و6).

إِذَا حَمَلَ أَحَداً عَمُّهُ (ع 10) أي لا يكون له أخ أو ابن ليحمله. ولسبب الضيق وكثرة الموتى لا يقدرون أن يدفنونهم فيحرقونهم. والذي في البيت يختفي في جوانبه من الخوف ويقول «ليس بعد... لا يُذكر اسم الرب» أي من خرافاتهم أنه إذا ذكروا اسم الرب يلتفت هو إليهم ليعمل معهم شراً.

12 - 14 «12 هَلْ تَرْكُضُ ٱلْخَيْلُ عَلَى ٱلصَّخْرِ، أَوْ يُحْرَثُ عَلَيْهِ بِٱلْبَقَرِ، حَتَّى حَوَّلْتُمُ ٱلْحَقَّ سُمّاً وَثَمَرَ ٱلْبِرِّ أَفْسَنْتِيناً؟ 13 أَنْتُمُ ٱلْفَرِحُونَ بِٱلْبُطْلِ، ٱلْقَائِلُونَ: أَلَيْسَ بِقُوَّتِنَا اتَّخَذْنَا لأَنْفُسِنَا قُرُوناً؟ 14 لأَنِّي هَئَنَذَا أُقِيمُ عَلَيْكُمْ أُمَّةً يَا بَيْتَ إِسْرَائِيلَ، يَقُولُ ٱلرَّبُّ إِلٰهُ ٱلْجُنُودِ، فَيُضَايِقُونَكُمْ مِنْ مَدْخَلِ حَمَاةَ إِلَى وَادِي ٱلْعَرَبَةِ».

ص 5: 7 و11 و12 و1ملوك 21: 7 - 13 وإشعياء 59: 13 و14 أيوب 8: 14 و15 ومزمور 2: 2 - 4 ولوقا 12: 19 و20 مزمور 75: 4 و5 وإشعياء 28: 14 و15 ص 3: 11 عدد 34: 7 و8 و2ملوك 14: 25

هَلْ تَرْكُضُ ٱلْخَيْلُ عَلَى ٱلصَّخْرِ أي إذا هجمت على قلعة مبنية على صخر يكون عبثاً وكذلك «حرث الصخر». ولا ينتفع القضاة الذين حوّلوا الحق سماً أو أفسنتيناً.

ٱلْفَرِحُونَ بِٱلْبُطْلِ (ع 13) أي بغناهم وقوتهم أنه ليس قوة أو نجاح حقيقي إلا بالرب. و«القرون» و«مدخل حماة» هو الطرف الشمالي و«وادي العربة» هو الطرف الجنوبي بين موآب وأدوم. أي بحر العربة (انظر 2ملوك 14: 25) ووادي الصفصاف (انظر إشعياء 15: 7).

اَلأَصْحَاحُ ٱلسَّابِعُ

1 - 6 «1 هٰكَذَا أَرَانِي ٱلسَّيِّدُ ٱلرَّبُّ وَإِذَا هُوَ يَصْنَعُ جَرَاداً فِي أَوَّلِ طُلُوعِ خِلْفِ ٱلْعُشْبِ. وَإِذَا خِلْفُ عُشْبٍ بَعْدَ جِزَازِ ٱلْمَلِكِ. 2 وَحَدَثَ لَمَّا فَرَغَ مِنْ أَكْلِ عُشْبِ ٱلأَرْضِ أَنِّي قُلْتُ: أَيُّهَا ٱلسَّيِّدُ ٱلرَّبُّ ٱصْفَحْ. كَيْفَ يَقُومُ يَعْقُوبُ فَإِنَّهُ صَغِيرٌ؟ 3 فَنَدِمَ ٱلرَّبُّ عَلَى هٰذَا، وَقَالَ: لاَ يَكُونُ. 4 هٰكَذَا أَرَانِي ٱلسَّيِّدُ ٱلرَّبُّ، وَإِذَا ٱلسَّيِّدُ ٱلرَّبُّ قَدْ دَعَا لِلْمُحَاكَمَةِ بِٱلنَّارِ، فَأَكَلَتِ ٱلْغَمْرَ ٱلْعَظِيمَ وَأَكَلَتِ ٱلْحَقْلَ. 5 فَقُلْتُ: أَيُّهَا ٱلسَّيِّدُ ٱلرَّبُّ كُفَّ. كَيْفَ يَقُومُ يَعْقُوبُ فَإِنَّهُ صَغِيرٌ؟ 6 فَنَدِمَ ٱلرَّبُّ عَلَى هٰذَا، وَقَالَ: فَهُوَ أَيْضاً لاَ يَكُونُ».

ع 4 و7 وص 8: 1 وإرميا 1: 11 ص 4: 9 ويوئيل 1: 4 وناحوم 3: 15 خروج 1: 15 إرميا 14: 7 و2 و21 وحزقيال 9: 8 و11: 13 إشعياء 37: 4 وإرميا 42: 2 ص 5: 15 وإرميا 26: 19 وهوشع 11: 8 ص 2: 5 وتثنية 32: 22 وإشعياء 66: 15 و16 مزمور 85: 4 ويوئيل 2: 17 ع 3 ومزمور 106: 45 ويونان 3: 10

ليست الحوادث المذكورة هنا حوادث حقيقية بل رآها عاموس في رؤيا. ومعنى الرؤيا الأولى والرؤيا الثانية أن الرب يؤدب شعبه لكي ينتبهوا ويرجعوا إليه ولكنه لا يقصد هلاكهم وأما الرؤيا الثالثة فتشير إلى السقوط النهائي الذي سيكون عن يد الأشوريين. وتأديب الشعب بواسطة الجراد واللفح مذكور في (4: 9 - 11) والسقوط النهائي في (5: 1 - 3).

جِزَازِ ٱلْمَلِكِ (انظر 1ملوك 18: 5) يظهر أن الملك كان يأخذ لخيله أول العشب ثم يأخذ الشعب خِلفه. ولكن إذا أكل الجراد خِلف العشب لا يبقى للشعب شيء لأن المطر كان ينقطع حسب العادة في فصل الصيف. وصلى عاموس وطلب من الرب أن يصفح فاستجاب له الرب أولاً وثانياً.

لِلْمُحَاكَمَةِ بِٱلنَّارِ (ع 4) لعل النار تشير إلى اللفح أو إلى منظر الأرض بعد الجراد (يوئيل 2: 3) «قُدَّامَهُ نَارٌ تَأْكُلُ وَخَلْفَهُ لَهِيبٌ يُحْرِقُ».

أَكَلَتِ ٱلْغَمْرَ ٱلْعَظِيمَ ظن القدماء أن الأرض مؤسسة على غمر عظيم. «لأَنَّهُ عَلَى ٱلْبِحَارِ أَسَّسَهَا» (مزمور 24: 2) ومن هذا الغمر الينابيع والأنهر والبحار فإذا أكلته النار لا يبقى شيء من الماء على وجه الأرض. والكلام مبالغة يدل على عظمة ضربة الجراد واللفح. صلى عاموس فاستجاب له الرب مرتين. انظر صلاة إبراهيم لأجل سدوم (تكوين 18: 22 - 33) وصلاة موسى لأجل الشعب (خروج 32: 3 - 35) وصلاة إيليا (1ملوك 18: 42 - 45).

7 - 9 «7 هٰكَذَا أَرَانِي وَإِذَا ٱلرَّبُّ وَاقِفٌ عَلَى حَائِطٍ قَائِمٍ وَفِي يَدِهِ زِيجٌ. 8 فَسَأَلَنِي ٱلرَّبُّ: مَا أَنْتَ رَاءٍ يَا عَامُوسُ؟ فَقُلْتُ: زِيجاً. فَقَالَ ٱلسَّيِّدُ: هَئَنَذَا وَاضِعٌ زِيجاً فِي وَسَطِ شَعْبِي إِسْرَائِيلَ. لاَ أَعُودُ أَصْفَحُ لَهُ بَعْدُ. 9 فَتُقْفِرُ مُرْتَفَعَاتُ إِسْحَاقَ وَتَخْرَبُ مَقَادِسُ إِسْرَائِيلَ، وَأَقُومُ عَلَى بَيْتِ يَرُبْعَامَ بِٱلسَّيْفِ».

ص 8: 2 وإرميا 1: 11 إشعياء 28: 17 و34: 11 ومراثي 2: 8 ص 8: 2 وإرميا 15: 6 وحزقيال 7: 2 - 9 هوشع 10: 8 وميخا 1: 5 ع 13 ولاويين 26: 31 وإشعياء 63: 18 وإرميا 51: 51 ع 11 و2ملوك 15: 8 - 10

وضع الزيج على الحائط العائب هو للهدم وليس للبنيان. وهذا هو السقوط النهائي وقال الرب لا أعود أصفح له بعد. ومرتفعات إسحاق هي مرتفعات مملكة إسرائيل (انظر ع 16).

وأما البعض فيقولون أن الرؤى الثلاث تشير كلها إلى غزوات الأشوريين والأولى من فول فأعطاه منحيم ملك إسرائيل ألف وزنة من الفضة الخ (انظر 2ملوك 15: 19) وتشير الرؤيا الثانية إلى ما عمل تغلاث فلاسر في أيام فقح ملك إسرائيل (انظر 2ملوك 15: 29) والرؤيا الثالثة إلى سقوط السامرة في السنة التاسعة لهوشع ملك السامرة الأخير.

10 - 13 «10 فَأَرْسَلَ أَمَصْيَا كَاهِنُ بَيْتِ إِيلَ إِلَى يَرُبْعَامَ مَلِكِ إِسْرَائِيلَ قَائِلاً: قَدْ فَتَنَ عَلَيْكَ عَامُوسُ فِي وَسَطِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ. لاَ تَقْدِرُ ٱلأَرْضُ أَنْ تُطِيقَ كُلَّ أَقْوَالِهِ. 11 لأَنَّهُ هٰكَذَا قَالَ عَامُوسُ: يَمُوتُ يَرُبْعَامُ بِٱلسَّيْفِ، وَيُسْبَى إِسْرَائِيلُ عَنْ أَرْضِهِ. 12 فَقَالَ أَمَصْيَا لِعَامُوسَ: أَيُّهَا ٱلرَّائِي، ٱذْهَبِ ٱهْرُبْ إِلَى أَرْضِ يَهُوذَا وَكُلْ هُنَاكَ خُبْزاً وَهُنَاكَ تَنَبَّأْ. 13 وَأَمَّا بَيْتُ إِيلَ فَلاَ تَعُدْ تَتَنَبَّأُ فِيهَا بَعْدُ، لأَنَّهَا مَقْدِسُ ٱلْمَلِكِ وَبَيْتُ ٱلْمُلْكِ».

1ملوك 12: 31 و32 و13: 33 ص 3: 14 و4: 4 و5: 5 و6 إرميا 26: 8 - 11 و38: 4 ع 9 ع 17 وص 5: 27 و6: 7 متّى 8: 34 ص 2: 12 وأعمال 4: 18 ع 9 و1ملوك 12: 29 و32

فَأَرْسَلَ أَمَصْيَا كان بيت الملك في السامرة وكانت بيت إيل مركزاً للعبادة في المملكة الشمالية وكان كاهنها كرئيس على كل كهنة المملكة والظاهر أن الملك لم يهتم كثيراً بكلام أمصيا كأنه احتقر النبي ولم يصدق كلامه.

فِي وَسَطِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ أي في مركز عبادتهم والكلام على المعبد هو كلام على المعبود فيه.

قَدْ فَتَنَ عَلَيْكَ عَامُوسُ افتكر أمصيا أن الملك وإن كان لا يهمه الدين يسمع الدعوى السياسية كالدعوى على إرميا (انظر إرميا 37: 13 و38: 4) وعلى يسوع (انظر يوحنا 19: 12) وعلى الرسل (انظر أعمال 16: 20 و21 و17: 6 و7). وصحّ أن عاموس كان أظهر خطايا الشعب ولا سيما خطايا الأغنياء والقضاة وكان صرّح لهم بعواقبها الهائلة وتنبأ بهلاك بيت رحبعام ولكنه لم يفتن على الملك لغاية سياسية أي أن يخلعه من الملك ويُجلس غيره على كرسيه. لا تقدر الأرض أن تطيق كل أقواله فإنه لو سمعوا أقوال عاموس وصدقوها وقبلوها كان عليهم أن يُبطلوا المعبد في بيت إيل والعجول وخدمة الكهنة وعلى الأغنياء أن يردوا ما كانوا سلبوه من المساكين ويكفوا عن فعل الشر ويتعلموا فعل الخير.

وقال أمصيا «اهرب إلى أرضك يهوذا وكل هناك خبزاً» أي نسب له غايات دنيئة كأنه تنبأ لأجل المعاش (انظر حزقيال 13: 19).

مَقْدِسُ ٱلْمَلِكِ (ع 13) وبالحقيقة هو مقدس الملك لأنه اخترعه ورتبه حسب استحسانه وعيّن كهنته وهم تحت أمره فلم يكن مقدس الرب.

14 - 17 «14 فَأَجَابَ عَامُوسُ: لَسْتُ أَنَا نَبِيّاً وَلاَ أَنَا ٱبْنُ نَبِيٍّ، بَلْ أَنَا رَاعٍ وَجَانِي جُمَّيْزٍ. 15 فَأَخَذَنِي ٱلرَّبُّ مِنْ وَرَاءِ ٱلضَّأْنِ وَقَالَ لِي ٱلرَّبُّ: ٱذْهَبْ تَنَبَّأْ لِشَعْبِي إِسْرَائِيلَ. 16 فَٱلآنَ ٱسْمَعْ قَوْلَ ٱلرَّبِّ: أَنْتَ تَقُولُ: لاَ تَتَنَبَّأْ عَلَى إِسْرَائِيلَ وَلاَ تَتَكَلَّمْ عَلَى بَيْتِ إِسْحَاقَ. 17 لِذٰلِكَ هٰكَذَا قَالَ ٱلرَّبُّ: ٱمْرَأَتُكَ تَزْنِي فِي ٱلْمَدِينَةِ، وَبَنُوكَ وَبَنَاتُكَ يَسْقُطُونَ بِٱلسَّيْفِ، وَأَرْضُكَ تُقْسَمُ بِٱلْحَبْلِ، وَأَنْتَ تَمُوتُ فِي أَرْضٍ نَجِسَةٍ، وَإِسْرَائِيلُ يُسْبَى سَبْياً عَنْ أَرْضِهِ».

2ملوك 2: 3 و4: 38 و2أيام 19: 2 ص 1: 1 و1أيام 27: 28 و1صموئيل 16: 11 و 2صموئيل 7: 8 ص 3: 8 إرميا 1: 7 وحزقيال 2: 3 و4 ع 13 وص 2: 12 تثنية 32: 2 وحزقيال 20: 46 و21: 2 هوشع 4: 13 و14 إرميا 14: 16 ع 8 و2ملوك 17: 6 وحزقيال 4: 13 وهوشع 9: 3 ع 11 وإرميا 36: 29 - 31

لَسْتُ أَنَا نَبِيّاً ليس نبياً لأجل المعاش كما ظن أمصيا ولا كأنبياء إسرائيل تحت أمر الملك ولا أحد أبناء الأنبياء المذكورين في أسفار صموئيل والملوك الساكنين مع بعضهم لأجل التعليم والخدمة بل كان راعي غنم وجاني جمير (انظر المقدمة) وتنبأ وخاطر بنفسه لأن الرب دعاه وأرسله.

ولم يكتف بالكلام على إسرائيل إجمالاً بل تكلم كلاماً خصوصياً على أمصيا بلا خوف منه أو من الملك. ولا نعرف كيف تمت نبوته هذه.

تُقْسَمُ بِٱلْحَبْلِ (ع 17) (انظر ميخا 2: 4) «خَرِبْنَا خَرَاباً. بَدَلَ نَصِيبِ شَعْبِي... يَقْسِمُ لِلْمُرْتَدِّ حُقُولَنَا» و(2ملوك 17: 24) «وَأَتَى مَلِكُ أَشُّورَ بِقَوْمٍ... وَأَسْكَنَهُمْ فِي مُدُنِ ٱلسَّامِرَةِ عِوَضاً عَنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ».

أَرْضٍ نَجِسَةٍ أرض ليس فيها معبد للرب. قال داود «طَرَدُونِي ٱلْيَوْمَ مِنَ ٱلٱنْضِمَامِ إِلَى نَصِيبِ ٱلرَّبِّ قَائِلِينَ: ٱذْهَبِ ٱعْبُدْ آلِهَةً أُخْرَى» (1صموئيل 26: 19) ومأكولات الأرض نجسة أيضاً (هوشع 9: 3) «يَأْكُلُونَ ٱلنَّجِسَ فِي أَشُّورَ» و(حزقيال 4: 13) «يَأْكُلُ بَنُو إِسْرَائِيلَ خُبْزَهُمُ ٱلنَّجِسَ بَيْنَ ٱلأُمَمِ».

اَلأَصْحَاحُ ٱلثَّامِنُ

1 - 3 «1 هٰكَذَا أَرَانِي ٱلسَّيِّدُ ٱلرَّبُّ وَإِذَا سَلَّةٌ لِلْقِطَافِ. 2 فَسَأَلَ: مَاذَا أَنْتَ رَاءٍ يَا عَامُوسُ؟ فَقُلْتُ: سَلَّةً لِلْقِطَافِ. فَقَالَ لِي ٱلرَّبُّ: قَدْ أَتَتِ ٱلنِّهَايَةُ عَلَى شَعْبِي إِسْرَائِيلَ. لاَ أَعُودُ أَصْفَحُ لَهُ بَعْدُ. 3 فَتَصِيرُ أَغَانِي ٱلْقَصْرِ وَلاَوِلَ فِي ذٰلِكَ ٱلْيَوْمِ، يَقُولُ ٱلسَّيِّدُ ٱلرَّبُّ. ٱلْجُثَثُ كَثِيرَةٌ يَطْرَحُونَهَا فِي كُلِّ مَوْضِعٍ بِٱلسُّكُوتِ».

ص 7: 8 إرميا 24: 3 حزقيال 7: 2 و3 و6 ص 7: 8 ع 10 وص 5: 23 و6: 4 و5 ص 5: 16 ص 6: 8 - 10

كان الكاهن أمصيا قطع كلام النبي طالباً أن يطرده من بيت إيل فأجابه وبهذا الأصحاح يرجع النبي إلى ذكر الرؤى. في الأصحاح السابق كان بيّن أن سقوط السامرة أمر أكيد (7: 7 - 9) وهنا يبيّن أنه قريب.

سَلَّةٌ لِلْقِطَافِ أي مضى الصيف وقرب وقت القطاف (انظر متّى 21: 34) «وَلَمَّا قَرُبَ وَقْتُ ٱلأَثْمَارِ أَرْسَلَ عَبِيدَهُ إِلَى ٱلْكَرَّامِينَ لِيَأْخُذَ أَثْمَارَهُ» والأثمار إما جيدة أو رديئة (انظر إشعياء 5: 2 و7) «ٱنْتَظَرَ أَنْ يَصْنَعَ عِنَباً فَصَنَعَ عِنَباً رَدِيئاً... كَرْمَ رَبِّ ٱلْجُنُودِ هُوَ بَيْتُ إِسْرَائِيلَ... فَٱنْتَظَرَ حَقّاً فَإِذَا سَفْكُ دَمٍ، وَعَدْلاً فَإِذَا صُرَاخٌ» وذلك بعدما كان الرب صنع لكرمه أي لشعبه إسرائيل كل ما يمكن صنعه لهم من وسائط النمو والأثمار فقال «لا أعود أصفح له بعد».

أَغَانِي ٱلْقَصْرِ (ع 3) أي أغاني الأغنياء الظالمين المترفهين فتصير ولأول حينما يأتي العدو فيقتل البعض ويسبي البعض ويموت البعض من وبإ وجوع. ويطرحون الجثث الكثيرة في كل موضع بالسكوت أي بلا واجبات الدفن.

4 - 6 «4 اِسْمَعُوا هٰذَا أَيُّهَا ٱلْمُتَهَمِّمُونَ ٱلْمَسَاكِينَ لِتُبِيدُوا بَائِسِي ٱلأَرْضِ، 5 قَائِلِينَ: مَتَى يَمْضِي رَأْسُ ٱلشَّهْرِ لِنَبِيعَ قَمْحاً، وَٱلسَّبْتُ لِنَعْرِضَ حِنْطَةً؟ لِنُصَغِّرَ ٱلإِيفَةَ وَنُكَبِّرَ ٱلشَّاقِلَ وَنُعَوِّجَ مَوَازِينَ ٱلْغِشِّ. 6 لِنَشْتَرِيَ ٱلضُّعَفَاءَ بِفِضَّةٍ، وَٱلْبَائِسَ بِنَعْلَيْنِ، وَنَبِيعَ نُفَايَةَ ٱلْقَمْحِ».

ص 2: 7 و5: 11 و12 عدد 28: 11 و2ملوك 4: 23 خروج 31: 13 - 17 لاويين 9: 36 وتثنية 25: 15 وحزقيال 45: 10 - 12 هوشع 12: 7 ص 2: 6

ٱلْمُتَهَمِّمُونَ في الترجمة اليسوعية «الظامئون إلى دم المسكين» أي عطشوا أشد العطش واشتاقوا إلى دمهم أي حياتهم. وحياة المساكين من مواسمهم وأرضهم فإذا أُخذت منهم يموتون.

رَأْسُ ٱلشَّهْرِ (ع 5) كان يوماً مقدساً فيه قدموا ذبائح خصوصية (انظر عدد 28: 11 - 15) وضربوا بالأبواق (عدد 10: 10) وأبطلوا أشغالهم العادية فكانت كباكورة أيام الشهر مكرسة للرب. والذين يُهملون حفظ يوم الرب وغيره من الوسائط الروحية يستعدون بذلك لترك البقية من وصايا الله فيكذبون ويغشون ويظلمون الخ.

نَبِيعَ قَمْحاً يتظاهرون بالتقوى ويعبدون الرب عبادة خارجية ولكنهم يستثقلون حتى هذه الخدمة الفارغة ويريدون أن الأوقات المخصصة للعبادة تمضي سريعاً فيرجعون إلى تجارتهم وكانوا يصغرون الإيفة في البيع ويكبرون الشاقل كلما وزنوا الفضة المطلوبة من المشتري. كان لهم يوم للعبادة وستة أيام للظلم والغش. والظاهر أن «نعلين» كان قولاً دارجاً بمعنى شيء زهيد. وطبعاً لم يقولوا هذا الكلام شفاهاً بل كان لسان حالهم وأفكار قلوبهم.

7 - 10 «7 قَدْ أَقْسَمَ ٱلرَّبُّ بِفَخْرِ يَعْقُوبَ: إِنِّي لَنْ أَنْسَى إِلَى ٱلأَبَدِ جَمِيعَ أَعْمَالِهِمْ. 8 أَلَيْسَ مِنْ أَجْلِ هٰذَا تَرْتَعِدُ ٱلأَرْضُ، وَيَنُوحُ كُلُّ سَاكِنٍ فِيهَا، وَتَطْمُو كُلُّهَا كَنَهْرٍ، وَتَفِيضُ وَتَنْضُبُ كَنِيلِ مِصْرَ؟ 9 وَيَكُونُ فِي ذٰلِكَ ٱلْيَوْمِ، يَقُولُ ٱلسَّيِّدُ ٱلرَّبُّ، أَنِّي أُغَيِّبُ ٱلشَّمْسَ فِي ٱلظُّهْرِ، وَأُقْتِمُ ٱلأَرْضَ فِي يَوْمِ نُورٍ، 10 وَأُحَوِّلُ أَعْيَادَكُمْ نَوْحاً وَجَمِيعَ أَغَانِيكُمْ مَرَاثِيَ، وَأُصْعِدُ عَلَى كُلِّ ٱلأَحْقَاءِ مِسْحاً وَعَلَى كُلِّ رَأْسٍ قَرْعَةً، وَأَجْعَلُهَا كَمَنَاحَةِ ٱلْوَحِيدِ وَآخِرَهَا يَوْماً مُرّاً!».

ص 4: 2 و6: 8 تثنية 33: 26 و29 ومزمور 68: 34 مزمور 10: 11 وإرميا 17: 1 وهوشع 7: 2 مزمور 18: 7 و60: 2 وإشعياء 5: 25 هوشع 4: 3 ص 9: 5 وإرميا 46: 7 و8 إشعياء 13: 10 وإرميا 15: 9 وميخا 3: 6 ص 4: 13 و5: 8 وإشعياء 59: 9 و10 ص 5: 21 وأيوب 20: 23 ص 5: 23 و6: 4 و5 حزقيال 7: 18 إرميا 6: 26 وزكريا 12: 10

بِفَخْرِ يَعْقُوبَ أي بنفسه لأنه هو فخر يعقوب الحقيقي وأما الشعب فكانوا يفتخرون بغناهم وقوتهم بأنفسهم وآلهتهم. ولما أقسم الرب بنفسه أوضح غيرته الخصوصية في إنصاف المساكين (انظر أمثال 14: 31) «ظَالِمُ ٱلْفَقِيرِ يُعَيِّرُ خَالِقَهُ» أي خالق الفقير.

تَرْتَعِدُ ٱلأَرْضُ (ع 8) إشارة إلى الضيق والاضطراب. كأن الأرض نفسها ارتعدت. والأرض المرتعدة مشبهة بنهر النيل الذي يطمو ويفيض وينضب كل سنة.

أُغَيِّبُ ٱلشَّمْسَ فِي ٱلظُّهْرِ (ع 9) ربما إشارة إلى كسوف الشمس ويقول الفلكيون إنه حدث كسوف في سنة 753 ق م وكان ظاهراً في فلسطين. ولكن الكلام مجاز ومعناه سقوط العظماء كالملوك والأغنياء وسقوط المملكة نفسها التي كانت في ملك الملك يربعام الثاني اتسعت حدودها أعظم اتساع. (انظر إرميا 15: 9) «غَرَبَتْ شَمْسُهَا إِذْ بَعْدُ نَهَارٌ». «المسح» علامة الحزن (انظر 2صموئيل 3: 31) و «القرعة» أيضاً (انظر إشعياء 15: 2) وفي «مناحة الوحيد» (انظر إرميا 6: 26 وزكريا 12: 10).

وَآخِرَهَا يَوْماً مُرّاً لكل حزن تعزية ولكل ضيق نهاية وأما إسرائيل فليس لهم رجاء.

11 - 14 «11 هُوَذَا أَيَّامٌ تَأْتِي، يَقُولُ ٱلسَّيِّدُ ٱلرَّبُّ، أُرْسِلُ جُوعاً فِي ٱلأَرْضِ، لاَ جُوعاً لِلْخُبْزِ وَلاَ عَطَشاً لِلْمَاءِ، بَلْ لٱسْتِمَاعِ كَلِمَاتِ ٱلرَّبِّ. 12 فَيَجُولُونَ مِنْ بَحْرٍ إِلَى بَحْرٍ، وَمِنَ ٱلشِّمَالِ إِلَى ٱلْمَشْرِقِ، يَتَطَوَّحُونَ لِيَطْلُبُوا كَلِمَةَ ٱلرَّبِّ فَلاَ يَجِدُونَهَا. 13 فِي ذٰلِكَ ٱلْيَوْمِ تَذْبُلُ بِٱلْعَطَشِ ٱلْعَذَارَى ٱلْجَمِيلاَتُ وَٱلْفِتْيَانُ، 14 ٱلَّذِينَ يَحْلِفُونَ بِذَنْبِ ٱلسَّامِرَةِ، وَيَقُولُونَ: حَيٌّ إِلٰهُكَ يَا دَانُ، وَحَيَّةٌ طَرِيقَةُ بِئْرِ سَبْعٍ. فَيَسْقُطُونَ وَلاَ يَقُومُونَ بَعْدُ».

1صموئيل 28: 6 و2أيام 15: 3 وحزقيال 7: 26 وميخا 3: 6 حزقيال 2: 3 و31 مراثي 1: 18 و2: 21 إشعياء 41: 17 وهوشع 2: 3 هوشع 8: 5 و1ملوك 12: 28 و29 ص 5: 5 ص 5: 2

جُوع... لٱسْتِمَاعِ كَلِمَاتِ ٱلرَّبِّ كانوا احتقروا كلام الله وطردوا أنبياءه في وقت نجاحهم فيتركهم الرب في يوم ضيقهم. كشاول الذي لم يسمع لكلام الرب في أيام قوّته فلم يجبه الرب في يوم ضيقه (انظر 1صموئيل 28: 6) ولا شك أنهم تذكروا وصايا الرب الأدبية وندموا لأنهم لم يحفظوها واشتاقوا إلى إرشاد الرب بواسطة أنبياءه كما يشتاق الجوعان إلى الخبز فلا يجده (انظر حزقيال 7: 26) «سَتَأْتِي مُصِيبَةٌ عَلَى مُصِيبَةٍ. وَيَكُونُ خَبَرٌ عَلَى خَبَرٍ. فَيَطْلُبُونَ رُؤْيَا مِنَ ٱلنَّبِيِّ. وَٱلشَّرِيعَةُ تُبَادُ عَنِ ٱلْكَاهِنِ وَٱلْمَشُورَةُ عَنِ ٱلشُّيُوخِ».

يَتَطَوَّحُونَ يذهبون هنا وهناك. يتيهون في البلاد من البحر الميت إلى البحر المتوسط أي من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الشرق أي في البلاد كلها طالبين كلمة الرب فلا يجدونها.

يَحْلِفُونَ بِذَنْبِ ٱلسَّامِرَةِ (ع 14) أي العجل المعبود في السامرة.

حَيَّةٌ طَرِيقَةُ بِئْرِ سَبْعٍ أي طريقة العبادة هناك أو مذهب بئر سبع كما في (أعمال 9: 2 و19: 9 و23 و24: 14). ويقول بعضهم أنها الطريق الحقيقية إلى بئر سبع وهي طريق مقدسة لأنها مداسة من أقدام الحجاج.

اَلأَصْحَاحُ ٱلتَّاسِعُ

في الأصحاح السادس من نبوة إشعياء أن النبي إشعياء قبل ما تنبأ بالخراب الذي سيكثر في وسط بلاد يهوذا رأى في رؤيا «ٱلسَّيِّدَ جَالِساً عَلَى كُرْسِيٍّ عَالٍ وَمُرْتَفِعٍ، وَأَذْيَالُهُ تَمْلأُ ٱلْهَيْكَلَ» ونادى السرافيم قائلين «قُدُّوسٌ قُدُّوسٌ قُدُّوسٌ رَبُّ ٱلْجُنُودِ. مَجْدُهُ مِلْءُ كُلِّ ٱلأَرْضِ». وهكذا النبي عاموس قبلما تنبأ نبوته الأخيرة بسقوط المملكة الشمالية سقوطها النهائي والعقاب الهائل لخطاياهم رفع عينيه ورأى السيد قائماً على المذبح في بيت إيل. وفحوى الرؤيا أن لا أحد يقدر أن يهرب من وجه الرب لأنه حاضر في كل مكان ويعرف كل شيء ولا أحد يقدر أن يقاومه لأنه رب الجنود الذي يمس الأرض فتذوب وبنى في السماء علاليه وأسس الأرض وهو قدوس أيضاً فلا يقدر أن يطيق الإثم. وفي هذا الأصحاح الرؤيا الخامسة من رؤى عاموس (انظر الأصحاح الثامن لذكر الرؤى السابقة).

1 - 4 «1 رَأَيْتُ ٱلسَّيِّدَ قَائِماً عَلَى ٱلْمَذْبَحِ، فَقَالَ: اِضْرِبْ تَاجَ ٱلْعَمُودِ حَتَّى تَرْجُفَ ٱلأَعْتَابُ، وَكَسِّرْهَا عَلَى رُؤُوسِ جَمِيعِهِمْ، فَأَقْتُلَ آخِرَهُمْ بِٱلسَّيْفِ. لاَ يَهْرُبُ مِنْهُمْ هَارِبٌ وَلاَ يُفْلِتُ مِنْهُمْ نَاجٍ. 2 إِنْ نَقَبُوا إِلَى ٱلْهَاوِيَةِ فَمِنْ هُنَاكَ تَأْخُذُهُمْ يَدِي، وَإِنْ صَعِدُوا إِلَى ٱلسَّمَاءِ فَمِنْ هُنَاكَ أُنْزِلُهُمْ! 3 وَإِنِ ٱخْتَبَأُوا فِي رَأْسِ ٱلْكَرْمَلِ فَمِنْ هُنَاكَ أُفَتِّشُ وَآخُذُهُمْ، وَإِنِ ٱخْتَفَوْا مِنْ أَمَامِ عَيْنَيَّ فِي قَعْرِ ٱلْبَحْرِ فَمِنْ هُنَاكَ آمُرُ ٱلْحَيَّةَ فَتَلْدَغُهُمْ. 4 وَإِنْ مَضُوا فِي ٱلسَّبْيِ أَمَامَ أَعْدَائِهِمْ فَمِنْ هُنَاكَ آمُرُ ٱلسَّيْفَ فَيَقْتُلُهُمْ، وَأَجْعَلُ عَيْنَيَّ عَلَيْهِمْ لِلشَّرِّ لاَ لِلْخَيْرِ».

ص 3: 14 صفنيا 2: 14 ع 4 وص 7: 17 إرميا 11: 11 مزمور 139: 8 إرميا 51: 53 وعوبديا 4 ص 1: 2 إرميا 16: 16 أيوب 34: 22 ومزمور 139: 9 - 12 وإرميا 16: 16 و17 إشعياء 27: 1 لاويين 26: 33 ع 1 إرميا 21: 10 و39: 16 و44: 11

قَائِماً عَلَى ٱلْمَذْبَحِ المذبح في بيت إيل وكان هذا المذبح مدار عبادتهم الوثنية (انظر 1ملوك 12: 32 و33) فاختاره الرب مركزاً له لما تكلم على إسرائيل.

اِضْرِبْ تَاجَ ٱلْعَمُودِ قال الرب لخدامه الملائكة أن يضربوا (مزمور 103: 20) «مَلاَئِكَتَهُ ٱلْمُقْتَدِرِينَ قُوَّةً، ٱلْفَاعِلِينَ أَمْرَهُ عِنْدَ سَمَاعِ صَوْتِ كَلاَمِهِ» والعمود أعلى شيء وأجمل شيء في الهيكل (انظر رؤيا 3: 12).

حَتَّى تَرْجُفَ ٱلأَعْتَابُ أي يتزعزع الهيكل كله من تاج العمود من فوق إلى الأعتاب من تحت على رؤوس جميعهم كما مات الفلسطينيون في بيت داجون لما اسقط شمشون البيت عليهم (انظر قضاة 16: 30) فرأى عاموس في الرؤيا عبدة الأصنام جميعهم مجتمعين في المعبد في بيت إيل كما اجتمع عبدة البعل في بيت إلههم بأمر ياهو الملك فقتلهم أجمعين (2ملوك 10: 18 - 28).

لاَ يُفْلِتُ مِنْهُمْ نَاجٍ كان الرب قال «على رؤوس جميعهم» ولكن إذا نجا أحد يُقتل بالسيف وإذا نجوا من السيف لا يفلتون ولو نقبوا إلى الهاوية أو صعدوا إلى السماء أو هربوا إلى آخر البلاد أي إلى رأس الكرمل المشرف على البحر في طرف البلاد الشمالي الغربي أو تجاوزوا جبل الكرمل وطرحوا أنفسهم في البحر أو مضوا إلى السبي. أي لا يمكنهم أن ينجوا من دينونة الله العادلة.

5، 6 «5 وَٱلسَّيِّدُ رَبُّ ٱلْجُنُودِ ٱلَّذِي يَمَسُّ ٱلأَرْضَ فَتَذُوبُ وَيَنُوحُ ٱلسَّاكِنُونَ فِيهَا، وَتَطْمُو كُلُّهَا كَنَهْرٍ وَتَنْضُبُ كَنِيلِ مِصْرَ 6 ٱلَّذِي بَنَى فِي ٱلسَّمَاءِ عَلاَلِيَهُ وَأَسَّسَ عَلَى ٱلأَرْضِ قُبَّتَهُ، ٱلَّذِي يَدْعُو مِيَاهَ ٱلْبَحْرِ وَيَصُبُّهَا عَلَى وَجْهِ ٱلأَرْضِ، يَهْوَهُ ٱسْمُهُ».

مزمور 104: 32 و144: 5 وإشعياء 64: 1 ص 8: 8 مزمور 104: 3 و13 ص 5: 8 مزمور 104: 6

عَلاَلِيَهُ (ع 6) وصف النبي مسكن الرب بعبارات مستعملة في وصف مساكن الناس فشبّه القبة الزرقاء بقبو مسكن وفوق القبة علالي كالسماء الأولى والثانية والثالثة الخ (انظر 2كورنثوس 12: 2) ولعله أشار إلى الطوفان بقوله «يدعو مياه البحر» (5: 8).

7 - 10 «7 أَلَسْتُمْ لِي كَبَنِي ٱلْكُوشِيِّينَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ، يَقُولُ ٱلرَّبُّ؟ أَلَمْ أُصْعِدْ إِسْرَائِيلَ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ، وَٱلْفِلِسْطِينِيِّينَ مِنْ كَفْتُورَ، وَٱلأَرَامِيِّينَ مِنْ قِيرٍ؟ 8 هُوَذَا عَيْنَا ٱلسَّيِّدِ ٱلرَّبِّ عَلَى ٱلْمَمْلَكَةِ ٱلْخَاطِئَةِ، وَأُبِيدُهَا عَنْ وَجْهِ ٱلأَرْضِ. غَيْرَ أَنِّي لاَ أُبِيدُ بَيْتَ يَعْقُوبَ تَمَاماً، يَقُولُ ٱلرَّبُّ. 9 لأَنَّهُ هَئَنَذَا آمُرُ فَأُغَرْبِلُ بَيْتَ إِسْرَائِيلَ بَيْنَ جَمِيعِ ٱلأُمَمِ كَمَا يُغَرْبَلُ فِي ٱلْغُرْبَالِ، وَحَبَّةٌ لاَ تَقَعُ إِلَى ٱلأَرْضِ. 10 بِٱلسَّيْفِ يَمُوتُ كُلُّ خَاطِئِي شَعْبِي ٱلْقَائِلِينَ: لاَ يَقْتَرِبُ ٱلشَّرُّ، وَلاَ يَأْتِي بَيْنَنَا».

2أيام 14: 9 و12 وإشعياء 20: 4 و43: 3 ص 2: 10 و3: 1 تثنية 2: 23 وإرميا 47: 4 ص 1: 5 و2ملوك 16: 9 وإشعياء 22: 6 ع 4 وإرميا 44: 27 ع 10 وص 3: 12 و7: 17 إرميا 5: 10 و30: 11 و31: 35 و36 ويوئيل 2: 32 إشعياء 30: 28 ولوقا 22: 31 ص 8: 14 إشعياء 33: 14 وزكريا 13: 8 و9 ص 6: 3 وإرميا 5: 12

افتخر الإسرائيليون بأنهم من نسل إبراهيم وهم الذين أخرجهم الرب من مصر وأعطاهم أرض كنعان فزعموا أن الرب لا يتركهم ولا يُبطل مواعيده مهما عملوا فذكرهم الرب أنه إله جميع الشعوب وليس فقط إله إسرائيل. «كالكوشيين» أي الساكنين في بلاد إفريقيا الواقعة جنوبي مصر. وكما أصعد إسرائيل من مصر هكذا أصعد الفلسطينيين من كفتور أي من جزيرة كريت والآراميين من قير وهي بلد شمالي سوريا موقعها مجهول (1: 5). فإن الرب خلق جميع الناس ويعتني بهم. وأما مواعيده الخصوصية لإسرائيل فهي بشرط أنهم يحفظون عهده وإذا نكثوه صاروا كالكوشيين والفلسطينيين والآراميين وفقدوا كل امتيازاتهم كشعب الله.

غَيْرَ أَنِّي لاَ أُبِيدُ (ع 8) أي سيبيد المملكة ولكنه لا يبيد الجميع أفراداً. فإنه بعد سقوط المملكة الشمالية انضم البعض من الأتقياء إلى يهوذا (انظر 2أيام 30: 11) وبالآخر سيرثون مواعيد الله لشعبه (انظر رومية 11: 26).

وَحَبَّةٌ لاَ تَقَعُ إِلَى ٱلأَرْضِ (ع 9) ولو سقطت السامرة وتلاشت المملكة تكون عناية الله الخصوصية على أتقيائه الأفراد فلا يهلك منهم أحد (انظر إشعياء 17: 6 ومتّى 10: 29 و30).

ٱلْقَائِلِينَ: لاَ يَقْتَرِبُ ٱلشَّرُّ (ع 10) كانت ثقتهم الباطلة سبباً لهلاكهم. فليس للخاطئ أمل بالخلاص إن لم يشعر بحالته كخاطئ عليه غضب الله.

11 - 15 «11 فِي ذٰلِكَ ٱلْيَوْمِ أُقِيمُ مَظَلَّةَ دَاوُدَ ٱلسَّاقِطَةَ وَأُحَصِّنُ شُقُوقَهَا وَأُقِيمُ رَدْمَهَا وَأَبْنِيهَا كَأَيَّامِ ٱلدَّهْرِ. 12 لِيَرِثُوا بَقِيَّةَ أَدُومَ وَجَمِيعَ ٱلأُمَمِ ٱلَّذِينَ دُعِيَ ٱسْمِي عَلَيْهِمْ، يَقُولُ ٱلرَّبُّ ٱلصَّانِعُ هٰذَا. 13 هَا أَيَّامٌ تَأْتِي يَقُولُ ٱلرَّبُّ يُدْرِكُ ٱلْحَارِثُ ٱلْحَاصِدَ، وَدَائِسُ ٱلْعِنَبِ بَاذِرَ ٱلزَّرْعِ، وَتَقْطُرُ ٱلْجِبَالُ عَصِيراً وَتَسِيلُ جَمِيعُ ٱلتِّلاَلِ. 14 وَأَرُدُّ سَبْيَ شَعْبِي إِسْرَائِيلَ فَيَبْنُونَ مُدُناً خَرِبَةً وَيَسْكُنُونَ، وَيَغْرِسُونَ كُرُوماً وَيَشْرَبُونَ خَمْرَهَا، وَيَصْنَعُونَ جَنَّاتٍ وَيَأْكُلُونَ أَثْمَارَهَا. 15 وَأَغْرِسُهُمْ فِي أَرْضِهِمْ، وَلَنْ يُقْلَعُوا بَعْدُ مِنْ أَرْضِهِمِ ٱلَّتِي أَعْطَيْتُهُمْ قَالَ ٱلرَّبُّ إِلٰهُكَ».

أعمال 15: 16 - 18 إشعياء 16: 5 مزمور 80: 12 إشعياء 63: 11 وإرميا 46: 26 إشعياء 11: 14 إشعياء 43: 7 لاويين 26: 5 يوئيل 3: 18 تكوين 49: 11 مزمور 53: 6 وإشعياء 60: 4 وإرميا 30: 18 إشعياء 61: 4 و65: 21 ص 5: 11 وإشعياء 62: 8 و9 وإرميا 31: 5 وحزقيال 28: 26 إرميا 24: 6 و31: 28 إشعياء 60: 21 وحزقيال 37: 25

في نبوة عاموس كثير من الأمور المحزنة كبيان خطايا إسرائيل الفظيعة وسقوط المملكة فبهذه الخاتمة رفع النبي نظره إلى المستقبل البعيد والمسيح الموعود به وأمجاد ملكوته الروحي مع أنه لم يعرف وقت إقامة هذا الملكوت ولا ماهيته.

مَظَلَّةَ دَاوُدَ ٱلسَّاقِطَةَ لا يقول قصر داود بل مظلته وهي مظلة ساقطة. كان صدقيا آخر ملك في أورشليم من نسل داود وأُسر إلى بابل بعدما قاسى آلاماً شديدة وإهانة عظيمة ومات هناك فسقطت مظلة داود. وأما يسوع فكان من نسل داود حسب الجسد وفيه قامت مظلة داود وهو الملك الذي «لِنُمُوِّ رِيَاسَتِهِ، وَلِلسَّلاَمِ لاَ نِهَايَةَ عَلَى كُرْسِيِّ دَاوُدَ» (إشعياء 9: 7).

لِيَرِثُوا بَقِيَّةَ أَدُومَ (ع 12) أدوم كناية عن جميع الأمم الذين كانوا يحاربون شعب الله وتتم هذه النبوة بإخضاع الأمم أجمعين خضوعاً روحياً أي بانتشار الإنجيل ولنضمام الأمم إلى جماعة المؤمنين بالمسيح (انظر أعمال 15: 16 و17).

جَمِيعَ ٱلأُمَمِ ٱلَّذِينَ دُعِيَ ٱسْمِي عَلَيْهِمْ أي جميع الذين هم خاصته إن كانوا من اليهود أو من الأمم. انظر قول بطرس في بيت كرنيليوس (أعمال 10: 34 و35) «بِٱلْحَقِّ أَنَا أَجِدُ أَنَّ ٱللهَ لاَ يَقْبَلُ ٱلْوُجُوهَ. بَلْ فِي كُلِّ أُمَّةٍ ٱلَّذِي يَتَّقِيهِ وَيَصْنَعُ ٱلْبِرَّ مَقْبُولٌ عِنْدَهُ».

هَا أَيَّامٌ تَأْتِي (ع 13) لم يعرف النبي أي متى تأتي ولكنه آمن بأنها تأتي.

يُدْرِكُ ٱلْحَارِثُ ٱلْحَاصِدَ من كثرة الحصاد لا ينتهي الحاصد حتى يصير وقت الحراثة لموسم جديد ولا تنتهي دياسة العنب حتى يصير وقت الزرع. ومن كثرة العنب وعصيره تقطر الجبال وتسيل التلال. ويبنون مدناً ويغرسون كروماً ويصنعون جنات ولن يُقلعوا بعد من أرضهم. وبهذه التشبيهات المفهومة عند العامة وصف البركات الروحية الحقيقية.

وَأَرُدُّ سَبْيَ شَعْبِي (ع 14) ردهم الرب من سبي بابل ولكن البعض منهم فقط وبعد رجوعهم لم يزالوا تحت سلطة ملوك وثنيين فلم تتم هذه النبوات تماماً ولكنها ستتم تتميمها الكامل عند إقامة ملكوت المسيح وانتصار الدين الحق وانتشار الإنجيل في كل العالم وخضوع جميع الناس للملك الحقيقي يسوع المسيح. ونشكر الله على ما رأيناه من النجاح وما يقوي إيماننا بتتميم النبوات الكامل ولا نشك في هذا لأنه قول الله. في وصف البركات الجسدية لا بد من مبالغة وأما في وصف الروحيات فقال الكتاب «حَتَّى تَسْتَطِيعُوا أَنْ تُدْرِكُوا مَعَ جَمِيعِ ٱلْقِدِّيسِينَ مَا هُوَ ٱلْعَرْضُ وَٱلطُّولُ وَٱلْعُمْقُ وَٱلْعُلْوُ، وَتَعْرِفُوا مَحَبَّةَ ٱلْمَسِيحِ ٱلْفَائِقَةَ ٱلْمَعْرِفَةِ، لِكَيْ تَمْتَلِئُوا إِلَى كُلِّ مِلْءِ ٱللهِ. وَٱلْقَادِرُ أَنْ يَفْعَلَ فَوْقَ كُلِّ شَيْءٍ أَكْثَرَ جِدّاً مِمَّا نَطْلُبُ أَوْ نَفْتَكِرُ، بِحَسَبِ ٱلْقُوَّةِ ٱلَّتِي تَعْمَلُ فِينَا، لَهُ ٱلْمَجْدُ فِي ٱلْكَنِيسَةِ فِي ٱلْمَسِيحِ يَسُوعَ إِلَى جَمِيعِ أَجْيَالِ دَهْرِ ٱلدُّهُورِ. آمِينَ» (أفسس 3: 18 - 21).


Call of Hope 
P.O.Box 10 08 27 
D - 70007
Stuttgart
Germany