العودة الى الصفحة السابقة
شرح سفر أستير

شرح سفر أستير

السّنن القويم في تفسير أسفار العهد القديم

للقس . وليم مارش


Bibliography

السّنن القويم في تفسير أسفار العهد القديم: شرح سفر أستير. للقس . وليم مارش . Copyright © 2009 All rights reserved Call of Hope. . صدر عن مجمع الكنائس في الشرق الأدنى بيروت 1973. . English title: . German title: . Call of Hope. P.O.Box 10 08 27 D - 70007 Stuttgart Germany http: //www.call - of - hope.com .

مقدمة

تفتقر خزانة الأدب المسيحي إلى مجموعة كاملة من التفاسير لكتب العهدين القديم والجديد. ومن المؤسف حقاً أنه لا توجد حالياً في أية مكتبة مسيحية في شرقنا العربي مجموعة تفسير كاملة لأجزاء الكتاب المقدس. وبالرغم من أن دور النشر المسيحية المختلفة قد أضافت لخزانة الأدب المسيحي عدداً لا بأس به من المؤلفات الدينية التي تمتاز بعمق البحث والاستقصاء والدراسة، إلا أن أياً من هذه الدور لم تقدم مجموعة كاملة من التفاسير، الأمر الذي دفع مجمع الكنائس في الشرق الأدنى بالإسراع لإعادة طبع كتب المجموعة المعروفة باسم: «كتاب السنن القويم في تفسير أسفار العهد القديم» للقس وليم مارش، والمجموعة المعروفة باسم «الكنز الجليل في تفسير الإنجيل» وهي مجموعة تفاسير كتب العهد الجديد للعلامة الدكتور وليم إدي.

ورغم اقتناعنا بأن هاتين المجموعتين كتبتا في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين إلا أن جودة المادة ودقة البحث واتساع الفكر والآراء السديدة المتضمنة فيهما كانت من أكبر الدوافع المقنعة لإعادة طبعهما.

هذا وقد تكرّم سينودس سوريا ولبنان الإنجيلي مشكوراً - وهو صاحب حقوق الطبع - بالسماح لمجمع الكنائس في الشرق الأدنى بإعادة طبع هاتين المجموعتين حتى يكون تفسير الكتاب في متناول يد كل باحث ودارس.

ورب الكنيسة نسأل أن يجعل من هاتين المجموعتين نوراً ونبراساً يهدي الطريق إلى معرفة ذاك الذي قال: «أنا هو الطريق والحق والحياة».

القس ألبرت استيرو

الأمين العام

لمجمع الكنائس في الشرق الأدنى

مقدمة سفر أستير

  1. يشك بعضهم في قانونية هذا السفر (1) لعدم وجود اسم الله والتعليم الديني فيه. (2) لأن العهد الجديد لم يقتبس منه شيئاً. (3) لوجود مبالغة في بعض أقواله كالوليمة التي دامت نصف سنة (1 - 4). والعشرة الآلاف وزنة من الفضة التي وعد هامان بتأديتها لخزانة الملك (3: 9) والخشبة التي ارتفاعها خمسون ذراعاً (5: 14) وكثرة الذين قتلهم اليهود (9: 16).

    ومما يثبت قانونية السفر (1) شهادة اليهود (2) ممارسة عيد فوريم عند اليهود حتى اليوم (9: 26 - 28) تذكاراً لما روي في هذا السفر (3) اتفاق أخبار السفر بما ورد في التواريخ وبما نعرفه عن عادات الفرس وأخلاق الملك أحشويروش أي زركسيس (4) فوائد السفر الأدبية وعدم وجود السخافات والمناقضات التي تكثر في الأسفار غير القانونية فقرّر قانونية السفر اليهود والمسيحيون من جميع الطوائف.

  2. إننا لا نعرف من هو المؤلف. ويظن بعضهم أنه عزرا وغيرهم أنه مردخاي. والأرجح أن تأليف السفر كان بعد أيام الملك أحشويروش بقليل من الزمان وكان المؤلف في بلاد الفرس وجمع بعض أخباره من سجلات الحكومة (10: 2) ولعل المؤلف وجد في هذه السجلات ما كان مردخاي وأستير قد كتباه وفصّلاه.

  3. إن هذا السفر سفر تاريخي ولكن المؤلف زيّن الأخبار التاريخية وفصّلها كما يجوز في رواية تاريخية.

  4. ومن فوائد هذا السفر (1) صورة امرأة فاضلة وهي قدوة ليس للنساء فقط بل أيضاً لجميع الناس. فكانت أستير طاهرة وأمينة لزوجها وطائعة لمردخاي مربيها وغيورة لشعبها اليهود وشجاعة فخاطرت بنفسها لتخلص شعبها. وكانت متواضعة مع أنها ملكة وفاقت كل النساء في جمالها وذكائها. (2) التعليم عن عناية الله (وإن لم يُذكر صريحاً) لأنه حفظ شعبه من الهلاك وأقام لهم مخلصين عند الضيق الشديد وأمال قلب الملك إليهم وجعل الأشياء كلها تعمل معاً لهذه الغاية. (3) يختلف هذا السفر عن غيره من الأسفار المقدسة ليكون في الكتاب المقدس ما يوافق جميع القراء على اختلاف أنواعهم.

  5. إن بعض علماء اليهود رأوا في هذا السفر نقصين كما يظنون فزادوا عليه لسدّ هذا النقص فأضيفت هذه الزيادات إلى الترجمة السبعينية والترجمة اللاتينية كما ترى في الترجمة العربية التي لليسوعيين وهذه الزيادة هي من الأصحاح العاشر والعدد الرابع إلى آخر السفر. وكل من ينعم النظر في هذه الإضافات يرى فيها مضادات وسخافات بخلاف ما يُرى في الأسفار القانونية.

اَلأَصْحَاحُ ٱلأَوَّلُ

1 - 9 «1 وَحَدَثَ فِي أَيَّامِ أَحْشَوِيرُوشَ. (هُوَ أَحْشَوِيرُوشُ ٱلَّذِي مَلَكَ مِنَ ٱلْهِنْدِ إِلَى كُوشٍ عَلَى مِئَةٍ وَسَبْعٍ وَعِشْرِينَ كُورَةً) 2 أَنَّهُ فِي تِلْكَ ٱلأَيَّامِ حِينَ جَلَسَ ٱلْمَلِكُ أَحْشَوِيرُوشُ عَلَى كُرْسِيِّ مُلْكِهِ ٱلَّذِي فِي شُوشَنَ ٱلْقَصْرِ، 3 فِي ٱلسَّنَةِ ٱلثَّالِثَةِ مِنْ مُلْكِهِ، عَمِلَ وَلِيمَةً لِجَمِيعِ رُؤَسَائِهِ وَعَبِيدِهِ جَيْشِ فَارِسَ وَمَادِي، وَأَمَامَهُ شُرَفَاءُ ٱلْبُلْدَانِ وَرُؤَسَاؤُهَا، 4 حِينَ أَظْهَرَ غِنَى مَجْدِ مُلْكِهِ وَوَقَارَ جَلاَلِ عَظَمَتِهِ أَيَّاماً كَثِيرَةً، مِئَةً وَثَمَانِينَ يَوْماً. 5 وَعِنْدَ ٱنْقِضَاءِ هٰذِهِ ٱلأَيَّامِ عَمِلَ ٱلْمَلِكُ لِجَمِيعِ ٱلشَّعْبِ ٱلْمَوْجُودِينَ فِي شُوشَنَ ٱلْقَصْرِ مِنَ ٱلْكَبِيرِ إِلَى ٱلصَّغِيرِ وَلِيمَةً سَبْعَةَ أَيَّامٍ فِي دَارِ جَنَّةِ قَصْرِ ٱلْمَلِكِ، 6 بِأَنْسِجَةٍ بَيْضَاءَ وَخَضْرَاءَ وَأَسْمَانْجُونِيَّةٍ مُعَلَّقَةٍ بِحِبَالٍ مِنْ بَزٍّ وَأُرْجُوانٍ فِي حَلَقَاتٍ مِنْ فِضَّةٍ وَأَعْمِدَةٍ مِنْ رُخَامٍ وَأَسِرَّةٍ مِنْ ذَهَبٍ وَفِضَّةٍ، عَلَى مُجَزَّعٍ مِنْ بَهْتٍ وَمَرْمَرٍ وَدُرٍّ وَرُخَامٍ أَسْوَدَ. 7 وَكَانَ ٱلسِّقَاءُ مِنْ ذَهَبٍ وَٱلآنِيَةُ مُخْتَلِفَةُ ٱلأَشْكَالِ، وَٱلْخَمْرُ ٱلْمَلِكِيُّ بِكَثْرَةٍ حَسَبَ كَرَمِ ٱلْمَلِكِ. 8 وَكَانَ ٱلشُّرْبُ حَسَبَ ٱلأَمْرِ. لَمْ يَكُنْ غَاصِبٌ لأَنَّهُ هٰكَذَا رَسَمَ ٱلْمَلِكُ عَلَى كُلِّ عَظِيمٍ فِي بَيْتِهِ أَنْ يَعْمَلُوا حَسَبَ رِضَا كُلِّ وَاحِدٍ. 9 وَوَشْتِي ٱلْمَلِكَةُ عَمِلَتْ أَيْضاً وَلِيمَةً لِلنِّسَاءِ فِي بَيْتِ ٱلْمُلْكِ ٱلَّذِي لِلْمَلِكِ أَحْشَوِيرُوشَ».

عزرا 4: 6 ودانيال 9: 1 ص 8: 9 ص 9: 16 نحميا 1: 1 ص 2: 18 ص 7: 7 و8 حزقيال 23: 41 وعاموس 6: 4 ص 2: 18

أَحْشَوِيرُوشُ وهو زركيش بن داريوس ملك من السنة 485 إلى السنة 465 ق.م. وهو المذكور في (عزرا 4: 6). وفي السنة الثانية من ملكه حارب المصريين الذين كانوا قد عصوا أباه وأخضعهم. وفي السنة الثالثة أولم الوليمة المذكورة في (1: 3) وبعد ذلك حارب اليونانيين فاندحر أسطوله وجيشه فرجع إلى قصره وسلّم نفسه للسكر والخلاعة وكانت أعماله بجهالة كجهالة الولد. وفي السنة السابعة تزوج أستير (2: 16) وفي السنة الثالثة عشرة أمر بإهلاك اليهود (3: 12) وزمان ملكه كله عشرون سنة.

كُوشٍ المشار إليها هنا جنوبي مصر وتحتوي على نوبيا وكردوفان وشمالي الحبش. وكانت مملكة الفرس في زمان داريوس هستسبيس وابنه زركسيس في أوج عظمتها.

مِئَةٍ وَسَبْعٍ وَعِشْرِينَ كُورَةً قُسمت المملكة إلى ولايات لأجل سهولة الإدارة.

شُوشَنَ ٱلْقَصْرِ (ع 2) (نحميا 1: 1) كان شوشن القصر في مدينة شوشن.

لِجَمِيعِ رُؤَسَائِهِ (ع 3) من الأمور البديهية أنهم لم يحضروا كلهم كل أيام الوليمة. وقال هيرودوتوس إن الملك كان في ذلك الوقت يستعد للحملة على اليونانيين وقصده بهذا الاجتماع مشاورة رؤساء فارس ومادي القسمين الكبيرين في مملكته.

بِأَنْسِجَةٍ (ع 6) أي مظلة لتقي المدعوين من حرّ الشمس.

أَسِرَّةٍ مِنْ ذَهَبٍ وَفِضَّةٍ أو مرصعة بذهب أو فضة.

عَلَى مُجَزَّعٍ بلاط من أبيض وأسود.

بَهْتٍ حجر أبيض يتلألأ حسناً.

حَسَبَ رِضَا كُلِّ وَاحِدٍ (ع 8) يشرب الواحد كثيراً أو قليلاً كما يريد.

10 - 22 «10 فِي ٱلْيَوْمِ ٱلسَّابِعِ لَمَّا طَابَ قَلْبُ ٱلْمَلِكِ بِٱلْخَمْرِ قَالَ لِمَهُومَانَ وَبِزْثَا وَحَرْبُونَا وَبِغْثَا وَأَبَغْثَا وَزِيثَارَ وَكَرْكَسَ ٱلْخِصْيَانِ ٱلسَّبْعَةِ ٱلَّذِينَ كَانُوا يَخْدِمُونَ بَيْنَ يَدَيِ ٱلْمَلِكِ أَحْشَوِيرُوشَ 11 أَنْ يَأْتُوا بِوَشْتِي ٱلْمَلِكَةِ إِلَى أَمَامِ ٱلْمَلِكِ بِتَاجِ ٱلْمُلْكِ، لِيُرِيَ ٱلشُّعُوبَ وَٱلرُّؤَسَاءَ جَمَالَهَا، لأَنَّهَا كَانَتْ حَسَنَةَ ٱلْمَنْظَرِ. 12 فَأَبَتِ ٱلْمَلِكَةُ وَشْتِي أَنْ تَأْتِيَ حَسَبَ أَمْرِ ٱلْمَلِكِ عَنْ يَدِ ٱلْخِصْيَانِ. فَٱغْتَاظَ ٱلْمَلِكُ جِدّاً وَٱشْتَعَلَ غَضَبُهُ فِيهِ. 13 وَقَالَ ٱلْمَلِكُ لِلْحُكَمَاءِ ٱلْعَارِفِينَ بِٱلأَزْمِنَةِ (لأَنَّهُ هٰكَذَا كَانَ أَمْرُ ٱلْمَلِكِ نَحْوَ جَمِيعِ ٱلْعَارِفِينَ بِٱلسُّنَّةِ وَٱلْقَضَاءِ. 14 وَكَانَ ٱلْمُقَرِّبُونَ إِلَيْهِ كَرْشَنَا وَشِيثَارَ وَأَدْمَاثَا وَتَرْشِيشَ وَمَرَسَ وَمَرْسَنَا وَمَمُوكَانَ، سَبْعَةَ رُؤَسَاءِ فَارِسَ وَمَادِي ٱلَّذِينَ يَرَوْنَ وَجْهَ ٱلْمَلِكِ وَيَجْلِسُونَ أَوَّلاً فِي ٱلْمُلْكِ): 15 حَسَبَ ٱلسُّنَّةِ، مَاذَا يُعْمَلُ بِٱلْمَلِكَةِ وَشْتِي لأَنَّهَا لَمْ تَعْمَلْ كَقَوْلِ ٱلْمَلِكِ أَحْشَوِيرُوشَ عَنْ يَدِ ٱلْخِصْيَانِ؟ 16 فَقَالَ مَمُوكَانُ أَمَامَ ٱلْمَلِكِ وَٱلرُّؤَسَاءِ: لَيْسَ إِلَى ٱلْمَلِكِ وَحْدَهُ أَذْنَبَتْ وَشْتِي ٱلْمَلِكَةُ، بَلْ إِلَى جَمِيعِ ٱلرُّؤَسَاءِ وَجَمِيعِ ٱلشُّعُوبِ ٱلَّذِينَ فِي كُلِّ بُلْدَانِ ٱلْمَلِكِ أَحْشَوِيرُوشَ. 17 لأَنَّهُ سَوْفَ يَبْلُغُ خَبَرُ ٱلْمَلِكَةِ إِلَى جَمِيعِ ٱلنِّسَاءِ، حَتَّى يُحْتَقَرَ أَزْوَاجُهُنَّ فِي أَعْيُنِهِنَّ عِنْدَمَا يُقَالُ إِنَّ ٱلْمَلِكَ أَحْشَوِيرُوشَ أَمَرَ أَنْ يُؤْتَى بِوَشْتِي ٱلْمَلِكَةِ إِلَى أَمَامِهِ فَلَمْ تَأْتِ. 18 وَفِي هٰذَا ٱلْيَوْمِ تَقُولُهُ رَئِيسَاتُ فَارِسَ وَمَادِي ٱللَّوَاتِي سَمِعْنَ خَبَرَ ٱلْمَلِكَةِ لِجَمِيعِ رُؤَسَاءِ ٱلْمَلِكِ. وَمِثْلُ ذٰلِكَ ٱحْتِقَارٌ وَغَضَبٌ. 19 فَإِذَا حَسُنَ عِنْدَ ٱلْمَلِكِ فَلْيَخْرُجْ أَمْرٌ مَلِكِيٌّ مِنْ عِنْدِهِ، وَلْيُكْتَبْ فِي سُنَنِ فَارِسَ وَمَادِي فَلاَ يَتَغَيَّرَ، أَنْ لاَ تَأْتِ وَشْتِي إِلَى أَمَامِ ٱلْمَلِكِ أَحْشَوِيرُوشَ، وَلْيُعْطِ ٱلْمَلِكُ مُلْكَهَا لِمَنْ هِيَ أَحْسَنُ مِنْهَا. 20 فَيُسْمَعُ أَمْرُ ٱلْمَلِكِ ٱلَّذِي يُخْرِجُهُ فِي كُلِّ مَمْلَكَتِهِ (لأَنَّهَا عَظِيمَةٌ) فَتُعْطِي جَمِيعُ ٱلنِّسَاءِ ٱلْوَقَارَ لأَزْوَاجِهِنَّ مِنَ ٱلْكَبِيرِ إِلَى ٱلصَّغِيرِ. 21 فَحَسُنَ ٱلْكَلاَمُ فِي أَعْيُنِ ٱلْمَلِكِ وَٱلرُّؤَسَاءِ، وَعَمِلَ ٱلْمَلِكُ حَسَبَ قَوْلِ مَمُوكَانَ. 22 وَأَرْسَلَ رَسَائِلَ إِلَى كُلِّ بُلْدَانِ ٱلْمَلِكِ، إِلَى كُلِّ بِلاَدٍ حَسَبَ كِتَابَتِهَا وَإِلَى كُلِّ شَعْبٍ حَسَبَ لِسَانِهِ، لِيَكُونَ كُلُّ رَجُلٍ مُتَسَلِّطاً فِي بَيْتِهِ، وَيُتَكَلَّمَ بِذَلِكَ بِلِسَانِ شَعْبِهِ».

قضاة 16: 25 ص 2: 17 و6: 8 إرميا 10: 7 ودانيال 2: 2 و1أيام 12: 32 و1ملوك 25: 19 ومتّى 18: 10 ص 8: 8 ودانيال 6: 8 أفسس 5: 22 وكولوسي 3: 18 ص 3: 12 و8: 9

ذكر الخصيان السبعة بأسمائهم يدل على أن كاتب السفر قد طالع سجلات الحكومة.

فَأَبَتِ (12) لأن الملك أمرها بما لا يليق وعندها حفظ نزاهتها وكرامتها أعظم من رضا الملك ولو أمر بقتلها.

ٱلْعَارِفِينَ بِٱلأَزْمِنَةِ (ع 13) طلب الملك منهم أن يشيروا عليه بما يجب أن يعمله وأسماؤهم المذكورة دليل على صدق كلام الكاتب. وهم على نوعين (1) الخبيرون في الشريعة وفي أحوال ذلك الزمان و(2) المنجمون الذين ادّعوا بأنهم يقدرون أن يعرفوا مستقبل حياة الإنسان والواجبات المطلوبة منه بواسطة سير النجوم.

فَقَالَ مَمُوكَانُ هذا لم يعرف السنة والقضاء فقط بل طباع الملك أيضاً فأشار عليه بما يرضيه وإن كان مخالفاً للعدل والحق ومن حكمته عظّم الأمر ليظن الملك إنه لم يعمل شيئاً بالغضب والجهل بل إن الأمر أمر عظيم يهم المملكة كلها.

يتَكَلَّمَ بِذَلِكَ بِلِسَانِ شَعْبِهِ (ع 22) لعل المعنى أن لغة البيت تكون لغة الرجل لا لغة امرأته إذا كان بينهما اختلاف في اللغة (انظر نحميا 13: 24).

اَلأَصْحَاحُ ٱلثَّانِي

1 - 11 «1 بَعْدَ هٰذِهِ ٱلأُمُورِ لَمَّا خَمِدَ غَضَبُ ٱلْمَلِكِ أَحْشَوِيرُوشَ ذَكَرَ وَشْتِي وَمَا عَمِلَتْهُ وَمَا حُتِمَ بِهِ عَلَيْهَا. 2 فَقَالَ غِلْمَانُ ٱلْمَلِكِ ٱلَّذِينَ يَخْدِمُونَهُ: لِيُطْلَبْ لِلْمَلِكِ فَتَيَاتٌ عَذَارَى حَسَنَاتُ ٱلْمَنْظَرِ 3 وَلْيُوَكِّلِ ٱلْمَلِكُ وُكَلاَءَ فِي كُلِّ بِلاَدِ مَمْلَكَتِهِ لِيَجْمَعُوا كُلَّ ٱلْفَتَيَاتِ ٱلْعَذَارَى ٱلْحَسَنَاتِ ٱلْمَنْظَرِ إِلَى شُوشَنَ ٱلْقَصْرِ إِلَى بَيْتِ ٱلنِّسَاءِ إِلَى يَدِ هَيْجَايَ خَصِيِّ ٱلْمَلِكِ حَارِسِ ٱلنِّسَاءِ، وَلْيُعْطَيْنَ أَدْهَانَ عِطْرِهِنَّ. 4 وَٱلْفَتَاةُ ٱلَّتِي تَحْسُنُ فِي عَيْنَيِ ٱلْمَلِكِ فَلْتَمْلُكْ مَكَانَ وَشْتِي. فَحَسُنَ ٱلْكَلاَمُ فِي عَيْنَيِ ٱلْمَلِكِ، فَعَمِلَ هٰكَذَا. 5 كَانَ فِي شُوشَنَ ٱلْقَصْرِ رَجُلٌ يَهُودِيٌّ ٱسْمُهُ مُرْدَخَايُ بْنُ يَائِيرَ بْنِ شَمْعِي بْنِ قَيْسٍ، رَجُلٌ بِنْيَامِينِيٌّ 6 قَدْ سُبِيَ مِنْ أُورُشَلِيمَ مَعَ ٱلسَّبْيِ ٱلَّذِي سُبِيَ مَعَ يَكُنْيَا مَلِكِ يَهُوذَا ٱلَّذِي سَبَاهُ نَبُوخَذْنَصَّرُ مَلِكُ بَابِلَ. 7 وَكَانَ مُرَبِّياً لِهَدَسَّةَ (أَيْ أَسْتِيرَ) بِنْتِ عَمِّهِ، لأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ لَهَا أَبٌ وَلاَ أُمٌّ. وَكَانَتِ ٱلْفَتَاةُ جَمِيلَةَ ٱلصُّورَةِ وَحَسَنَةَ ٱلْمَنْظَرِ، وَعِنْدَ مَوْتِ أَبِيهَا وَأُمِّهَا ٱتَّخَذَهَا مُرْدَخَايُ لِنَفْسِهِ ٱبْنَةً. 8 فَلَمَّا سُمِعَ كَلاَمُ ٱلْمَلِكِ وَأَمْرُهُ وَجُمِعَتْ فَتَيَاتٌ كَثِيرَاتٌ إِلَى شُوشَنَ ٱلْقَصْرِ إِلَى يَدِ هَيْجَايَ، أُخِذَتْ أَسْتِيرُ إِلَى بَيْتِ ٱلْمَلِكِ إِلَى يَدِ هَيْجَايَ حَارِسِ ٱلنِّسَاءِ. 9 وَحَسُنَتِ ٱلْفَتَاةُ فِي عَيْنَيْهِ وَنَالَتْ نِعْمَةً بَيْنَ يَدَيْهِ، فَبَادَرَ بِأَدْهَانِ عِطْرِهَا وَأَنْصِبَتِهَا لِيَعْطِيَهَا إِيَّاهَا مَعَ ٱلسَّبْعِ ٱلْفَتَيَاتِ ٱلْمُخْتَارَاتِ لِتُعْطَى لَهَا مِنْ بَيْتِ ٱلْمَلِكِ، وَنَقَلَهَا مَعَ فَتَيَاتِهَا إِلَى أَحْسَنِ مَكَانٍ فِي بَيْتِ ٱلنِّسَاءِ. 10 وَلَمْ تُخْبِرْ أَسْتِيرُ عَنْ شَعْبِهَا وَجِنْسِهَا لأَنَّ مُرْدَخَايَ أَوْصَاهَا أَنْ لاَ تُخْبِرَ. 11 وَكَانَ مُرْدَخَايُ يَتَمَشَّى يَوْماً فَيَوْماً أَمَامَ دَارِ بَيْتِ ٱلنِّسَاءِ لِيَسْتَعْلِمَ عَنْ سَلاَمَةِ أَسْتِيرَ وَعَمَّا يُصْنَعُ بِهَا».

ص 7: 10 ص 1: 19 و20 ص 1: 1 و2 ع 8 و 15 ع 9 و12 ص 3: 2 و2ملوك 24: 14 و15 ع 15 ع 3 ع 3 و15 ع 3 و12 ع 20

بَعْدَ هٰذِهِ ٱلأُمُورِ (ع 1) بعد الأمور المذكورة في الأصحاح الأول وربما كان بعد رجوعه من محاربة اليونانيين.

ذَكَرَ وَشْتِي لعله ندم وأراد إرجاعها وأما خدام الملك فلم يوافقهم ذلك لأنهم خافوا من غضبها عليهم فاشاروا عليه بإحضار فتيات حسنات وتعيين أحسنهن ملكة.

بَيْتِ ٱلنِّسَاءِ (ع 3) كان لملوك فارس نساء كثيرات بعضهن شرعيات وبعضهنّ سراري وكان في بيت النساء أماكن للعذارى حارسها هيجاي وأماكن للسراري حارسها شعشغاز (ع 14).

أَدْهَانَ عِطْرِهِنَّ وهي مذكورة في (ع 12).

مُرْدَخَايُ... بْنِ قَيْسٍ (ع 5) والأرجح أنه غير قيس أبي شاول الملك وقيس هو الذي سُبي من أورشليم (ع 6) وليس مردخاي والظاهر أن مردخاي كان بواباً لقصر الملك وكان غيوراً لشعبه وأميناً للملك محباً لأستير كأنها ابنته.

هَدَسَّةَ (ع 7) اسم عبراني معناه الآس وأستير اسم فارسي معناه كوكب أو السيارة المعروفة بالزُهرة وربما أخذت أستير اسمها الفارسي عند دخولها قصر الملك.

أَنْصِبَتِهَا (ع 9) أي طعامها (دانيال 1: 5).

ٱلْفَتَيَاتِ ٱلْمُخْتَارَاتِ أي أحسن الخادمات لأن أستير كانت أحسن المخدومات.

لَمْ تُخْبِرْ أَسْتِيرُ عَنْ شَعْبِهَا (ع 10) لأن اليهود كانوا أجانب ومسبيين ومحتقرين.

12 - 18 «12 وَلَمَّا بَلَغَتْ نَوْبَةُ فَتَاةٍ فَفَتَاةٍ لِلدُّخُولِ إِلَى ٱلْمَلِكِ أَحْشَوِيرُوشَ بَعْدَ أَنْ يَكُونَ لَهَا حَسَبَ سُنَّةِ ٱلنِّسَاءِ ٱثْنَا عَشَرَ شَهْراً، لأَنَّهُ هٰكَذَا كَانَتْ تُكْمَلُ أَيَّامُ تَعَطُّرِهِنَّ سِتَّةَ أَشْهُرٍ بِزَيْتِ ٱلْمُرِّ وَسِتَّةَ أَشْهُرٍ بِٱلأَطْيَابِ وَأَدْهَانِ تَعَطُّرِ ٱلنِّسَاءِ 13 وَهٰكَذَا كَانَتْ كُلُّ فَتَاةٍ تَدْخُلُ إِلَى ٱلْمَلِكِ. وَكُلُّ مَا قَالَتْ عَنْهُ أُعْطِيَ لَهَا لِلدُّخُولِ مَعَهَا مِنْ بَيْتِ ٱلنِّسَاءِ إِلَى بَيْتِ ٱلْمَلِكِ. 14 فِي ٱلْمَسَاءِ دَخَلَتْ وَفِي ٱلصَّبَاحِ رَجَعَتْ إِلَى بَيْتِ ٱلنِّسَاءِ ٱلثَّانِي إِلَى يَدِ شَعَشْغَازَ خَصِيِّ ٱلْمَلِكِ حَارِسِ ٱلسَّرَارِيِّ. لَمْ تَعُدْ تَدْخُلْ إِلَى ٱلْمَلِكِ إِلاَّ إِذَا سُرَّ بِهَا ٱلْمَلِكُ وَدُعِيَتْ بِٱسْمِهَا. 15 وَلَمَّا بَلَغَتْ نَوْبَةُ أَسْتِيرَ ٱبْنَةِ أَبِيحَائِلَ عَمِّ مُرْدَخَايَ ٱلَّذِي ٱتَّخَذَهَا لِنَفْسِهِ ٱبْنَةً لِلدُّخُولِ إِلَى ٱلْمَلِكِ، لَمْ تَطْلُبْ شَيْئاً إِلاَّ مَا قَالَ عَنْهُ هَيْجَايُ خَصِيُّ ٱلْمَلِكِ حَارِسُ ٱلنِّسَاءِ. وَكَانَتْ أَسْتِيرُ تَنَالُ نِعْمَةً فِي عَيْنَيْ كُلِّ مَنْ رَآهَا. 16 وَأُخِذَتْ أَسْتِيرُ إِلَى ٱلْمَلِكِ أَحْشَوِيرُوشَ إِلَى بَيْتِ مُلْكِهِ فِي ٱلشَّهْرِ ٱلْعَاشِرِ (هُوَ شَهْرُ طِيبِيتَ) فِي ٱلسَّنَةِ ٱلسَّابِعَةِ لِمُلْكِهِ. 17 فَأَحَبَّ ٱلْمَلِكُ أَسْتِيرَ أَكْثَرَ مِنْ جَمِيعِ ٱلنِّسَاءِ، وَوَجَدَتْ نِعْمَةً وَإِحْسَاناً قُدَّامَهُ أَكْثَرَ مِنْ جَمِيعِ ٱلْعَذَارَى، فَوَضَعَ تَاجَ ٱلْمُلْكِ عَلَى رَأْسِهَا وَمَلَّكَهَا مَكَانَ وَشْتِي. 18 وَعَمِلَ ٱلْمَلِكُ وَلِيمَةً عَظِيمَةً لِجَمِيعِ رُؤَسَائِهِ وَعَبِيدِهِ، وَلِيمَةَ أَسْتِيرَ. وَعَمِلَ رَاحَةً لِلْبِلاَدِ وَأَعْطَى عَطَايَا حَسَبَ كَرَمِ ٱلْمَلِكِ».

ع 7 وص 9: 29 ع 3 و8 ص 1: 11 ص 1: 3 ص 1: 7

لَمْ تَطْلُبْ شَيْئاً (ع 15) دليلاً على حكمتها لأنها عرفت أن التطرّف في الزينة الخارجية يستر الجمال الحقيقي ولا يزيده وعرفت أن هيجاي الحارس يعطيها كل ما يلزمها فنالت نعمة في عيني كل من رآها لأنها كانت متواضعة وقانعة.

شَهْرُ طِيبِيتَ (ع 16) اسم بابلي لم يرد في الكتاب إلا هنا وهو يطابق أواخر كانون الأول وأوائل كانون الثاني.

فِي ٱلسَّنَةِ ٱلسَّابِعَةِ كان عزل وشتي في السنة الثالثة وأُخذت أستير إلى بيت الملك في السنة السادسة وكان بعد رجوع الملك من محاربة اليونانيين وبعد سنة لأجل تعطّر أستير (ع 12).

وَعَمِلَ رَاحَةً لِلْبِلاَدِ (ع 18) بطالة كعيد أو الإعفاء من الضرائب أو من الخدمة العسكرية.

19 - 23 «19 وَلَمَّا جُمِعَتِ ٱلْعَذَارَى ثَانِيَةً كَانَ مُرْدَخَايُ جَالِساً بِبَابِ ٱلْمَلِكِ. 20 وَلَمْ تَكُنْ أَسْتِيرُ أَخْبَرَتْ عَنْ جِنْسِهَا وَشَعْبِهَا كَمَا أَوْصَاهَا مُرْدَخَايُ. وَكَانَتْ أَسْتِيرُ تَعْمَلُ حَسَبَ قَوْلِ مُرْدَخَايَ كَمَا كَانَتْ فِي تَرْبِيَتِهَا عِنْدَهُ. 21 فِي تِلْكَ ٱلأَيَّامِ بَيْنَمَا كَانَ مُرْدَخَايُ جَالِساً فِي بَابِ ٱلْمَلِكِ غَضِبَ بِغْثَانُ وَتَرَشُ خَصِيَّا ٱلْمَلِكِ حَارِسَا ٱلْبَابِ، وَطَلَبَا أَنْ يَمُدَّا أَيْدِيَهُمَا إِلَى ٱلْمَلِكِ أَحْشَوِيرُوشَ. 22 فَعُلِمَ ٱلأَمْرُ عِنْدَ مُرْدَخَايَ، فَأَخْبَرَ أَسْتِيرَ ٱلْمَلِكَةَ، فَأَخْبَرَتْ أَسْتِيرُ ٱلْمَلِكَ بِٱسْمِ مُرْدَخَايَ. 23 فَفُحِصَ عَنِ ٱلأَمْرِ وَوُجِدَ، فَصُلِبَا كِلاَهُمَا عَلَى خَشَبَةٍ، وَكُتِبَ ذٰلِكَ فِي سِفْرِ أَخْبَارِ ٱلأَيَّامِ أَمَامَ ٱلْمَلِكِ».

ع 3 و4 ع 21 وص 3: 2 ع 10 ع 7 ص 6: 2 ص 6: 1 و2 ص 10: 2

وَلَمَّا جُمِعَتِ ٱلْعَذَارَى ثَانِيَةً (ع 19) بالعبرانية «لما جُمعت عذارى ثانية». والظاهر أن الملك وإن كان قد اتخذ أستير ملكة أُخذ له أيضاً عذارى كما سبق (2) وبما أن ذلك كان أمراً مشهوراً صار أُرخة للحادثة التي ذكرها. والعدد العشرون جملة معترضة.

بِغْثَانُ وَتَرَشُ (ع 21) لم ينجحا في قصدهما ولكن الملك قتله بعد ذلك اثنان من خصيانه.

سِفْرِ أَخْبَارِ ٱلأَيَّامِ (ع 23) ذكر هيرودوتوس المؤرخ هذا السفر ونقل منه (6: 1 و2).

اَلأَصْحَاحُ ٱلثَّالِثُ

1 - 6 «1 بَعْدَ هٰذِهِ ٱلأُمُورِ عَظَّمَ ٱلْمَلِكُ أَحْشَوِيرُوشُ هَامَانَ بْنَ هَمَدَاثَا ٱلأَجَاجِيَّ وَرَقَّاهُ، وَجَعَلَ كُرْسِيَّهُ فَوْقَ جَمِيعِ ٱلرُّؤَسَاءِ ٱلَّذِينَ مَعَهُ. 2 فَكَانَ كُلُّ عَبِيدِ ٱلْمَلِكِ ٱلَّذِينَ بِبَابِ ٱلْمَلِكِ يَجْثُونَ وَيَسْجُدُونَ لِهَامَانَ لأَنَّهُ هٰكَذَا أَوْصَى بِهِ ٱلْمَلِكُ. وَأَمَّا مُرْدَخَايُ فَلَمْ يَجْثُ وَلَمْ يَسْجُدْ. 3 فَقَالَ عَبِيدُ ٱلْمَلِكِ ٱلَّذِينَ بِبَابِ ٱلْمَلِكِ لِمُرْدَخَايَ: لِمَاذَا تَتَعَدَّى أَمْرَ ٱلْمَلِكِ؟ 4 وَإِذْ كَانُوا يُكَلِّمُونَهُ يَوْماً فَيَوْماً وَلَمْ يَكُنْ يَسْمَعْ لَهُمْ، أَخْبَرُوا هَامَانَ لِيَرَوْا هَلْ يَقُومُ كَلاَمُ مُرْدَخَايَ، لأَنَّهُ أَخْبَرَهُمْ بِأَنَّهُ يَهُودِيٌّ. 5 وَلَمَّا رَأَى هَامَانُ أَنَّ مُرْدَخَايَ لاَ يَجْثُو وَلاَ يَسْجُدُ لَهُ ٱمْتَلأَ هَامَانُ غَضَباً. 6 وَٱزْدُرِيَ فِي عَيْنَيْهِ أَنْ يَمُدَّ يَدَهُ إِلَى مُرْدَخَايَ وَحْدَهُ، لأَنَّهُمْ أَخْبَرُوهُ عَنْ شَعْبِ مُرْدَخَايَ. فَطَلَبَ هَامَانُ أَنْ يُهْلِكَ جَمِيعَ ٱلْيَهُودِ ٱلَّذِينَ فِي كُلِّ مَمْلَكَةِ أَحْشَوِيرُوشَ، شَعْبَ مُرْدَخَايَ».

ص 5: 11 ع 10 وص 8: 3 ص 5: 9 ص 2: 19 ع 2

هَامَانَ... ٱلأَجَاجِيَّ (ع 1) الأرجح أن هامان كان عجمياً ولم يكن من نسل (أجاج) ولكنه تلقب «بالأجاجي» لأنه كان عدواً لإسرائيل كما كان ملك العمالقة (خروج 17: 8 - 16 و1صموئيل 15: 1 - 3).

وَأَمَّا مُرْدَخَايُ لَمْ يَسْجُدْ (ع 2) إما لأن السجود المطلوب منه من النوع المختص بالله وحده أو لأنه لم يُرد أن يسجد لمن كان عدواً لإسرائيل.

أَخْبَرَهُمْ بِأَنَّهُ يَهُودِيٌّ (ع 4) ومما زاد هامان غضباً أن الرجل الذي لم يسجد له كان من شعب محتقر وممقوت وربما لم يكن عمل مردخاي السبب الوحيد لطلب هامان أن يهلك جميع اليهود بل كان هامان مستعداً لذلك سابقاً.

7 - 11 «7 فِي ٱلشَّهْرِ ٱلأَوَّلِ (أَيْ شَهْرِ نِيسَانَ) فِي ٱلسَّنَةِ ٱلثَّانِيَةِ عَشَرَةَ لِلْمَلِكِ أَحْشَوِيرُوشَ كَانُوا يُلْقُونَ فُوراً (أَيْ قُرْعَةً) أَمَامَ هَامَانَ مِنْ يَوْمٍ إِلَى يَوْمٍ وَمِنْ شَهْرٍ إِلَى شَهْرٍ إِلَى ٱلثَّانِي عَشَرَ (أَيْ شَهْرِ أَذَارَ). 8 فَقَالَ هَامَانُ لِلْمَلِكِ أَحْشَوِيرُوشَ: إِنَّهُ مَوْجُودٌ شَعْبٌ مَّا مُتَشَتِّتٌ وَمُتَفَرِّقٌ بَيْنَ ٱلشُّعُوبِ فِي كُلِّ بِلاَدِ مَمْلَكَتِكَ، وَسُنَنُهُمْ مُغَايِرَةٌ لِجَمِيعِ ٱلشُّعُوبِ، وَهُمْ لاَ يَعْمَلُونَ سُنَنَ ٱلْمَلِكِ فَلاَ يَلِيقُ بِٱلْمَلِكِ تَرْكُهُمْ. 9 فَإِذَا حَسُنَ عِنْدَ ٱلْمَلِكِ فَلْيُكْتَبْ أَنْ يُبَادُوا، وَأَنَا أَزِنُ عَشَرَةَ آلاَفِ وَزْنَةٍ مِنَ ٱلْفِضَّةِ فِي أَيْدِي ٱلَّذِينَ يَعْمَلُونَ ٱلْعَمَلَ لِيُؤْتَى بِهَا إِلَى خَزَائِنِ ٱلْمَلِكِ. 10 فَنَزَعَ ٱلْمَلِكُ خَاتِمَهُ مِنْ يَدِهِ وَأَعْطَاهُ لِهَامَانَ بْنِ هَمَدَاثَا ٱلأَجَاجِيِّ عَدُوِّ ٱلْيَهُودِ. 11 وَقَالَ ٱلْمَلِكُ لِهَامَانَ: ٱلْفِضَّةُ قَدْ أُعْطِيَتْ لَكَ، وَٱلشَّعْبُ أَيْضاً لِتَفْعَلَ بِهِ مَا يَحْسُنُ فِي عَيْنَيْكَ».

ص 9: 24 - 26 عزرا 6: 15 عزرا 4: 12 - 15 وأعمال 16: 20 و21 ص 8: 2 وتكوين 41: 42 ع 1 ص 7: 6

نِيسَانَ (ع 7) في شهر نيسان خلص الإسرائيليون من عبودية مصر وفي شهر نيسان قصد هامان إهلاكهم.

فُوراً كلمة فارسية معناها قرعة. وكان عند الفرس كما عند بعض الناس في أيامنا أيام سعد وأيام نحس فألقوا القرعة عن كل شهر في السنة وعن كل يوم في الشهر فوقعت القرعة على الشهر الثاني عشر واليوم الثالث عشر (ع 13) أي حسب قولهم إذا أتم هامان عمله في الوقت المشار إليه ينجح فيه.

فَقَالَ (ع 8) في شكواه صواب وتحريف أما الصواب فلأن اليهود وإن كانوا مشتتين بين الشعوب فهم لم يختلطوا بهم بل حفظوا جنسيتهم وكانت سننهم مغايرة لجميع سنن الشعوب إذ كان لهم وحدهم شريعة الرب والطاعة له ألزم من الطاعة للملوك. وأما التحريف فلأن اليهود لم يعصوا الملك بل كان الملك ينتفع منهم.

عَشَرَةَ آلاَفِ وَزْنَةٍ (ع 9) تساوي نحو 3750000 ليرة إنكليزية وهي قيمة أملاك اليهود التي تتحول إلى خزائن الملك والملك من صغر عقله صدّق كلام هامان وأعطاه خاتمه أي فوّض إليه الأمر على الإطلاق ليعمل باليهود وبأملاكهم كما يحسن في عينيه.

12 - 15 «12 فَدُعِيَ كُتَّابُ ٱلْمَلِكِ فِي ٱلشَّهْرِ ٱلأَوَّلِ فِي ٱلْيَوْمِ ٱلثَّالِثَ عَشَرَ مِنْهُ، وَكُتِبَ حَسَبَ كُلِّ مَا أَمَرَ بِهِ هَامَانُ إِلَى مَرَازِبَةِ ٱلْمَلِكِ وَإِلَى وُلاَةِ بِلاَدٍ فَبِلاَدٍ، وَإِلَى رُؤَسَاءِ شَعْبٍ فَشَعْبٍ، كُلِّ بِلاَدٍ كَكِتَابَتِهَا وَكُلِّ شَعْبٍ كَلِسَانِهِ، كُتِبَ بِٱسْمِ ٱلْمَلِكِ أَحْشَوِيرُوشَ وَخُتِمَ بِخَاتِمِ ٱلْمَلِكِ، 13 وَأُرْسِلَتِ ٱلْكِتَابَاتُ بِيَدِ ٱلسُّعَاةِ إِلَى كُلِّ بُلْدَانِ ٱلْمَلِكِ لإِهْلاَكِ وَقَتْلِ وَإِبَادَةِ جَمِيعِ ٱلْيَهُودِ مِنَ ٱلْغُلاَمِ إِلَى ٱلشَّيْخِ وَٱلأَطْفَالِ وَٱلنِّسَاءِ فِي يَوْمٍ، وَاحِدٍ فِي ٱلثَّالِثَ عَشَرَ مِنَ ٱلشَّهْرِ ٱلثَّانِي عَشَرَ (أَيْ شَهْرِ أَذَارَ) وَأَنْ يَسْلِبُوا غَنِيمَتَهُمْ. 14 صُورَةُ ٱلْكِتَابَةِ ٱلْمُعْطَاةِ سُنَّةً فِي كُلِّ ٱلْبُلْدَانِ أُشْهِرَتْ بَيْنَ جَمِيعِ ٱلشُّعُوبِ لِيَكُونُوا مُسْتَعِدِّينَ لِهٰذَا ٱلْيَوْمِ. 15 فَخَرَجَ ٱلسُّعَاةُ وَأَمْرُ ٱلْمَلِكِ يَحُثُّهُمْ، وَأُعْطِيَ ٱلأَمْرُ فِي شُوشَنَ ٱلْقَصْرِ. وَجَلَسَ ٱلْمَلِكُ وَهَامَانُ لِلشُّرْبِ، وَأَمَّا ٱلْمَدِينَةُ شُوشَنُ فَٱرْتَبَكَتْ».

ص 8: 9 عزرا 8: 36 ص 8: 8 و10 و1ملوك 21: 8 ص 8: 10 و14 و2أيام 3: 6 ص 7: 4 ص 8. 12 ص 8: 11 و9: 10 ص 8: 13 و14 ص 8: 15

فِي ٱلْيَوْمِ ٱلثَّالِثَ عَشَرَ (ع 12) وبعد مرور 500 سنة في ذلك الشهر وذلك النهار سلم اليهود يسوع ليُصلب.

مَرَازِبَةِ كلمة فارسية وكان المرازبة أعلى من الولاة. وبين إصدار الأمر وتنفيذه سنة من الزمان فكان لليهود فرصة أن يستعدوا أو يخرجزا من المملكة. وقصد هامان أن يتخلص من شعب اليهود إما بقتلهم أو بهربهم.

وَجَلَسَ ٱلْمَلِكُ وَهَامَانُ (ع 15) لشرب الخمر والسكر ولم يهتموا ببكاء وصراخ الألوف من الرجال والنساء والأطفال.

اَلأَصْحَاحُ ٱلرَّابِعُ

1 - 8 «1 وَلَمَّا عَلِمَ مُرْدَخَايُ كُلَّ مَا عُمِلَ، شَقَّ ثِيَابَهُ وَلَبِسَ مِسْحاً بِرَمَادٍ وَخَرَجَ إِلَى وَسَطِ ٱلْمَدِينَةِ وَصَرَخَ صَرْخَةً عَظِيمَةً مُرَّةً 2 وَجَاءَ إِلَى قُدَّامِ بَابِ ٱلْمَلِكِ، لأَنَّهُ لاَ يَدْخُلُ أَحَدٌ بَابَ ٱلْمَلِكِ وَهُوَ لاَبِسٌ مِسْحاً. 3 وَفِي كُلِّ كُورَةٍ حَيْثُمَا وَصَلَ إِلَيْهَا أَمْرُ ٱلْمَلِكِ وَسُنَّتُهُ كَانَتْ مَنَاحَةٌ عَظِيمَةٌ عِنْدَ ٱلْيَهُودِ، وَصَوْمٌ وَبُكَاءٌ وَنَحِيبٌ. وَٱنْفَرَشَ مِسْحٌ وَرَمَادٌ لِكَثِيرِينَ. 4 فَدَخَلَتْ جَوَارِي أَسْتِيرَ وَخِصْيَانُهَا وَأَخْبَرُوهَا، فَٱغْتَمَّتِ ٱلْمَلِكَةُ جِدّاً وَأَرْسَلَتْ ثِيَاباً لإِلْبَاسِ مُرْدَخَايَ وَلأَجْلِ نَزْعِ مِسْحِهِ عَنْهُ، فَلَمْ يَقْبَلْ. 5 فَدَعَتْ أَسْتِيرُ هَتَاخَ، وَاحِداً مِنْ خِصْيَانِ ٱلْمَلِكِ ٱلَّذِي أَوْقَفَهُ بَيْنَ يَدَيْهَا، وَأَعْطَتْهُ وَصِيَّةً إِلَى مُرْدَخَايَ لِتَعْلَمَ مَاذَا وَلِمَاذَا. 6 فَخَرَجَ هَتَاخُ إِلَى مُرْدَخَايَ إِلَى سَاحَةِ ٱلْمَدِينَةِ ٱلَّتِي أَمَامَ بَابِ ٱلْمَلِكِ، 7 فَأَخْبَرَهُ مُرْدَخَايُ بِكُلِّ مَا أَصَابَهُ، وَعَنْ مَبْلَغِ ٱلْفِضَّةِ ٱلَّذِي وَعَدَ هَامَانُ بِوَزْنِهِ لِخَزَائِنِ ٱلْمَلِكِ عَنِ ٱلْيَهُودِ لإِبَادَتِهِمْ، 8 وَأَعْطَاهُ صُورَةَ كِتَابَةِ ٱلأَمْرِ ٱلَّذِي أُعْطِيَ فِي شُوشَنَ لإِهْلاَكِهِمْ لِيُرِيَهَا لأَسْتِيرَ وَيُخْبِرَهَا وَيُوصِيَهَا أَنْ تَدْخُلَ إِلَى ٱلْمَلِكِ وَتَتَضَرَّعَ إِلَيْهِ وَتَطْلُبَ مِنْهُ لأَجْلِ شَعْبِهَا».

ص 3: 8 - 10 و2صموئيل 1: 11 ويونان 3: 5 و6 ع 16 ص 3: 9 ص 3: 14

لاَ يَدْخُلُ أَحَدٌ وَهُوَ لاَبِسٌ مِسْحاً (ع 2) لم يهتم الملك بشيء إلا براحة نفسه وأراد لو أمكن أن لا يعرف الصراخ والمناحة والبكاء الجارية في مملكته فلم يسمح لأحد ولو كانت امرأته المحبوبة أن يدخل إلى الدار الداخلية إن لم يُدعَ لئلا يسمع أو يرى ما يزعجه. ولم تدخل أستير إلى الملك منذ ثلاثين يوماً وكذلك نساء الملك الكثيرات.

9 - 17 «9 فَأَتَى هَتَاخُ وَأَخْبَرَ أَسْتِيرَ بِكَلاَمِ مُرْدَخَايَ. 10 فَكَلَّمَتْ أَسْتِيرُ هَتَاخَ وَأَعْطَتْهُ وَصِيَّةً إِلَى مُرْدَخَايَ: 11 إِنَّ كُلَّ عَبِيدِ ٱلْمَلِكِ وَشُعُوبِ بِلاَدِ ٱلْمَلِكِ يَعْلَمُونَ أَنَّ كُلَّ رَجُلٍ دَخَلَ أَوِ ٱمْرَأَةٍ إِلَى ٱلْمَلِكِ إِلَى ٱلدَّارِ ٱلدَّاخِلِيَّةِ وَلَمْ يُدْعَ، فَشَرِيعَتُهُ وَاحِدَةٌ أَنْ يُقْتَلَ، إِلاَّ ٱلَّذِي يَمُدُّ لَهُ ٱلْمَلِكُ قَضِيبَ ٱلذَّهَبِ فَإِنَّهُ يَحْيَا. وَأَنَا لَمْ أُدْعَ لأَدْخُلَ إِلَى ٱلْمَلِكِ هٰذِهِ ٱلثَّلاَثِينَ يَوْماً. 12 فَأَخْبَرُوا مُرْدَخَايَ بِكَلاَمِ أَسْتِيرَ. 13 فَقَالَ مُرْدَخَايُ أَنْ تُجَاوَبَ أَسْتِيرُ: لاَ تَفْتَكِرِي فِي نَفْسِكِ أَنَّكِ تَنْجِينَ فِي بَيْتِ ٱلْمَلِكِ دُونَ جَمِيعِ ٱلْيَهُودِ. 14 لأَنَّكِ إِنْ سَكَتِّ سُكُوتاً فِي هٰذَا ٱلْوَقْتِ يَكُونُ ٱلْفَرَجُ وَٱلنَّجَاةُ لِلْيَهُودِ مِنْ مَكَانٍ آخَرَ، وَأَمَّا أَنْتِ وَبَيْتُ أَبِيكِ فَتَبِيدُونَ. وَمَنْ يَعْلَمُ إِنْ كُنْتِ لِوَقْتٍ مِثْلِ هٰذَا وَصَلْتِ إِلَى ٱلْمُلْكِ! 15 فَقَالَتْ أَسْتِيرُ أَنْ يُجَاوَبَ مُرْدَخَايُ: 16 ٱذْهَبِ ٱجْمَعْ جَمِيعَ ٱلْيَهُودِ ٱلْمَوْجُودِينَ فِي شُوشَنَ وَصُومُوا مِنْ جِهَتِي وَلاَ تَأْكُلُوا وَلاَ تَشْرَبُوا ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ لَيْلاً وَنَهَاراً. وَأَنَا أَيْضاً وَجَوَارِيَّ نَصُومُ كَذٰلِكَ. وَهٰكَذَا أَدْخُلُ إِلَى ٱلْمَلِكِ خِلاَفَ ٱلسُّنَّةِ. فَإِذَا هَلَكْتُ هَلَكْتُ. 17 فَٱنْصَرَفَ مُرْدَخَايُ وَعَمِلَ حَسَبَ كُلِّ مَا أَوْصَتْهُ بِهِ أَسْتِيرُ».

ص 5: 1 و6: 4 دانيال 2: 9 ص 5: 2 و8: 4 ص 5: 1

يَكُونُ ٱلْفَرَجُ وَٱلنَّجَاةُ لِلْيَهُودِ مِنْ مَكَانٍ آخَرَ الخ (ع 14) وإن كان هذا السفر لا يذكر اسم الله نستنتج من قول مردخاي أنه اعتقد بعناية الله الخصوصية بشعبه فلا يتركهم وعنده وسائل لنجاتهم لا يعرفها الناس.

وَأَنْتِ وَبَيْتُ أَبِيكِ فَتَبِيدُونَ من وجد حياته يضيعها (متّى 10: 39) ولو خلّصت أستير حياتها بسكوتها لأضاعت حياتها الروحية وهي الحياة الحقيقية.

لِوَقْتٍ مِثْلِ هٰذَا وَصَلْتِ إِلَى ٱلْمُلْكِ يشير هذا القول إلى إيمان مردخاي بتدبير الله فإن الله هو الذي أعطى أستير النعمة والجمال وقصد بذلك خلاص شعبه بواسطتها. وكل مواهب الله كالغنى والعلوم والرتب العالمية والسلطة تستلزم مسؤولية وهي ليست لأصحابها وحدهم.

صُومُوا مِنْ جِهَتِي (ع 16) ولا شك في أنهم صلّوا وهم صائمون وكانت صلاتهم بنفس واحدة هي وجواريها وجميع اليهود المقيمين في مدينة شوشن.

فَإِذَا هَلَكْتُ هَلَكْتُ ترى (1) مقاصدها السامية فإنها لم تهتم كثيراً بالزينة الجسدية والإكرام ولا خدمة من عبيدها والراحة والسرور بل طلبت خدمة لشعبها ومجد إلهها (2) محبتها لشعبها اليهود وكان عندها خلاصهم أهمّ من خلاص نفسها. وهي لم تعرف الله كما نعرفه بالمسيح ولكن كان فيها الروح الذي كان في الرسل الذين تركوا كل شيء وتبعوا يسوع.

اَلأَصْحَاحُ ٱلْخَامِسُ

1 - 14 «1 وَفِي ٱلْيَوْمِ ٱلثَّالِثِ لَبِسَتْ أَسْتِيرُ ثِيَاباً مَلَكِيَّةً وَوَقَفَتْ فِي دَارِ بَيْتِ ٱلْمَلِكِ ٱلدَّاخِلِيَّةِ مُقَابِلَ بَيْتِ ٱلْمَلِكِ، وَٱلْمَلِكُ جَالِسٌ عَلَى كُرْسِيِّ مُلْكِهِ فِي بَيْتِ ٱلْمُلْكِ مُقَابِلَ مَدْخَلِ ٱلْبَيْتِ. 2 فَلَمَّا رَأَى ٱلْمَلِكُ أَسْتِيرَ ٱلْمَلِكَةَ وَاقِفَةً فِي ٱلدَّارِ نَالَتْ نِعْمَةً فِي عَيْنَيْهِ، فَمَدَّ ٱلْمَلِكُ لأَسْتِيرَ قَضِيبَ ٱلذَّهَبِ ٱلَّذِي بِيَدِهِ، فَدَنَتْ أَسْتِيرُ وَلَمَسَتْ رَأْسَ ٱلْقَضِيبِ. 3 فَقَالَ لَهَا ٱلْمَلِكُ: مَا لَكِ يَا أَسْتِيرُ ٱلْمَلِكَةُ وَمَا هِيَ طِلْبَتُكِ؟ إِلَى نِصْفِ ٱلْمَمْلَكَةِ تُعْطَى لَكِ. 4 فَقَالَتْ أَسْتِيرُ: إِنْ حَسُنَ عِنْدَ ٱلْمَلِكِ فَلْيَأْتِ ٱلْمَلِكُ وَهَامَانُ ٱلْيَوْمَ إِلَى ٱلْوَلِيمَةِ ٱلَّتِي عَمِلْتُهَا لَهُ. 5 فَقَالَ ٱلْمَلِكُ: أَسْرِعُوا بِهَامَانَ لِيُفْعَلَ كَلاَمُ أَسْتِيرَ. فَأَتَى ٱلْمَلِكُ وَهَامَانُ إِلَى ٱلْوَلِيمَةِ ٱلَّتِي عَمِلَتْهَا أَسْتِيرُ. 6 فَقَالَ ٱلْمَلِكُ لأَسْتِيرَ عِنْدَ شُرْبِ ٱلْخَمْرِ: مَا هُوَ سُؤْلُكِ فَيُعْطَى لَكِ، وَمَا هِيَ طِلْبَتُكِ؟ إِلَى نِصْفِ ٱلْمَمْلَكَةِ تُقْضَى. 7 فَأَجَابَتْ أَسْتِيرُ: إِنَّ سُؤْلِي وَطِلْبَتِي، 8 إِنْ وَجَدْتُ نِعْمَةً فِي عَيْنَيِ ٱلْمَلِكِ وَإِذَا حَسُنَ عِنْدَ ٱلْمَلِكِ أَنْ يُعْطَى سُؤْلِي وَتُقْضَى طِلْبَتِي، أَنْ يَأْتِيَ ٱلْمَلِكُ وَهَامَانُ إِلَى ٱلْوَلِيمَةِ ٱلَّتِي أَعْمَلُهَا لَهُمَا، وَغَداً أَفْعَلُ حَسَبَ أَمْرِ ٱلْمَلِكِ. 9 فَخَرَجَ هَامَانُ فِي ذٰلِكَ ٱلْيَوْمِ فَرِحاً وَطَيِّبَ ٱلْقَلْبِ. وَلٰكِنْ لَمَّا رَأَى هَامَانُ مُرْدَخَايَ فِي بَابِ ٱلْمَلِكِ وَلَمْ يَقُمْ وَلاَ تَحَرَّكَ لَهُ، ٱمْتَلأَ هَامَانُ غَيْظاً عَلَى مُرْدَخَايَ. 10 وَتَجَلَّدَ هَامَانُ وَدَخَلَ بَيْتَهُ وَأَرْسَلَ فَٱسْتَحْضَرَ أَحِبَّاءَهُ وَزَرَشَ زَوْجَتَهُ، 11 وَعَدَّدَ لَهُمْ هَامَانُ عَظَمَةَ غِنَاهُ وَكَثْرَةَ بَنِيهِ، وَكُلَّ مَا عَظَّمَهُ ٱلْمَلِكُ بِهِ وَرَقَّاهُ عَلَى ٱلرُّؤَسَاءِ وَعَبِيدِ ٱلْمَلِكِ. 12 وَقَالَ هَامَانُ: حَتَّى إِنَّ أَسْتِيرَ ٱلْمَلِكَةَ لَمْ تُدْخِلْ مَعَ ٱلْمَلِكِ إِلَى ٱلْوَلِيمَةِ ٱلَّتِي عَمِلَتْهَا إِلاَّ إِيَّايَ. وَأَنَا غَداً أَيْضاً مَدْعُوٌّ إِلَيْهَا مَعَ ٱلْمَلِكِ. 13 وَكُلُّ هٰذَا لاَ يُسَاوِي عِنْدِي شَيْئاً كُلَّمَا أَرَى مُرْدَخَايَ ٱلْيَهُودِيَّ جَالِساً فِي بَابِ ٱلْمَلِكِ. 14 فَقَالَتْ لَهُ زَرَشُ زَوْجَتُهُ وَكُلُّ أَحِبَّائِهِ: فَلْيَعْمَلُوا خَشَبَةً ٱرْتِفَاعُهَا خَمْسُونَ ذِرَاعاً، وَفِي ٱلصَّبَاحِ قُلْ لِلْمَلِكِ أَنْ يَصْلِبُوا مُرْدَخَايَ عَلَيْهَا، ثُمَّ ٱدْخُلْ مَعَ ٱلْمَلِكِ إِلَى ٱلْوَلِيمَةِ فَرِحاً. فَحَسُنَ ٱلْكَلاَمُ عِنْدَ هَامَانَ وَعَمِلَ ٱلْخَشَبَةَ».

ص 4: 16 ص 4: 11 و6: 4 ص 2: 9 ص 4: 11 و8: 4 ص 7: 2 ومرقس 6: 23 ص 6: 14 ص 7: 2 ع 3 ص 7: 3 و8: 5 ص 6: 14 ص 2: 19 ص 3: 5 ص 6: 13 ص 9: 7 - 10 ص 3: 1 ع 8 ع 9 ص 6: 4 و7: 9 و10

فِي ٱلْيَوْمِ ٱلثَّالِثِ (ع 1) من صوم أستير (4: 16).

نَالَتْ نِعْمَةً فِي عَيْنَيْهِ (ع 2) لم يكن الملك بلا حس مطلقاً فإنه لما رأى في وجه الملكة الجميلة ما يدلّ على اضطراب الأفكار رقّ قلبه وبعناية الله كان الملك مستعداً لاستقبالها وأفكاره رائقة.

قَضِيبَ ٱلذَّهَبِ (ع 2) في الصور القديمة يُرى قضيب أو صولجان من ذهب في يد ملك الفرس والقضيب رفيع وعلى طول قامة الملك وفي طرف القضيب عجرة صغيرة.

وَلَمَسَتْ رَأْسَ ٱلْقَضِيبِ دليل على أنها قبلت نعمة الملك بالشكر والخضوع.

مَا هِيَ طِلْبَتُكِ (ع 3) فهم الملك أن حضورها بلا دعوة منه ليس بلا سبب.

إِلَى نِصْفِ ٱلْمَمْلَكَةِ مبالغة ملكية. انظر نبأ هيرودس وابنة هيروديا (مرقس 6: 23) ولكن أستير استحسنت أن تؤخر ذكر طلبتها حتى تكون هي والملك على الاستعداد ودعت هامان أيضاً لأنه جليس الملك.

عِنْدَ شُرْبِ ٱلْخَمْرِ (ع 6) في آخر الوليمة وبعد الأكل طاب قلب الملك ولكن أستير رأت إن الأحوال لم تزل غير موافقة لقصدها فأجّلت ذكر طلبتها إلى اليوم الثاني وكان ذلك بعناية الله كما يظهر في (ص 6) الذي يذكر أن هامان ابتدأ يسقط قبل وليمة أستير في اليوم التالي.

إن غيظ هامان على مردخاي لعدم سجوده له (3: 2) كان دليلاً على صغر عقله وكبريائه وكذلك استحضار أحبائه وإظهاره لهم عظمته (ع 11) وكانوا يسمعون ويتظاهرون بالمحبة لأنه كان ثاني الملك وحياتهم وأملاكهم بيده. وعلو الخشبة التي افتكر أن يصلب مردخاي عليها (ع 14) خسمون ذراعاً دليل على جهل هامان الجنوني.

اَلأَصْحَاحُ ٱلسَّادِسُ

1 - 14 «1 فِي تِلْكَ ٱللَّيْلَةِ طَارَ نَوْمُ ٱلْمَلِكِ، فَأَمَرَ بِأَنْ يُؤْتَى بِسِفْرِ تِذْكَارِ أَخْبَارِ ٱلأَيَّامِ فَقُرِئَتْ أَمَامَ ٱلْمَلِكِ. 2 فَوُجِدَ مَكْتُوباً مَا أَخْبَرَ بِهِ مُرْدَخَايُ عَنْ بِغْثَانَا وَتَرَشَ خَصِيَّيِ ٱلْمَلِكِ حَارِسَيِ ٱلْبَابِ ٱللَّذَيْنِ طَلَبَا أَنْ يَمُدَّا أَيْدِيَهُمَا إِلَى ٱلْمَلِكِ أَحْشَوِيرُوشَ. 3 فَقَالَ ٱلْمَلِكُ: أَيَّةُ كَرَامَةٍ وَعَظَمَةٍ عُمِلَتْ لِمُرْدَخَايَ لأَجْلِ هٰذَا؟ فَقَالَ غِلْمَانُ ٱلْمَلِكِ ٱلَّذِينَ يَخْدِمُونَهُ: لَمْ يُعْمَلْ مَعَهُ شَيْءٌ. 4 فَقَالَ ٱلْمَلِكُ: مَنْ فِي ٱلدَّارِ؟ وَكَانَ هَامَانُ قَدْ دَخَلَ دَارَ بَيْتِ ٱلْمَلِكِ ٱلْخَارِجِيَّةَ لِيُكَلِّمَ ٱلْمَلِكَ أَنْ يُصْلَبَ مُرْدَخَايُ عَلَى ٱلْخَشَبَةِ ٱلَّتِي أَعَدَّهَا لَهُ. 5 فَقَالَ غِلْمَانُ ٱلْمَلِكِ لَهُ: هُوَذَا هَامَانُ وَاقِفٌ فِي ٱلدَّارِ. فَقَالَ ٱلْمَلِكُ: لِيَدْخُلْ. 6 وَلَمَّا دَخَلَ هَامَانُ قَالَ لَهُ ٱلْمَلِكُ: مَاذَا يُعْمَلُ لِرَجُلٍ يُسَرُّ ٱلْمَلِكُ بِأَنْ يُكْرِمَهُ؟ فَقَالَ هَامَانُ فِي قَلْبِهِ: مَنْ يُسَرُّ ٱلْمَلِكُ بِأَنْ يُكْرِمَهُ أَكْثَرَ مِنِّي؟ 7 فَقَالَ هَامَانُ لِلْمَلِكِ: إِنَّ ٱلرَّجُلَ ٱلَّذِي يُسَرُّ ٱلْمَلِكُ بِأَنْ يُكْرِمَهُ 8 يَأْتُونَ بِٱللِّبَاسِ ٱلسُّلْطَانِيِّ ٱلَّذِي يَلْبِسُهُ ٱلْمَلِكُ، وَبِالْفَرَسِ ٱلَّذِي يَرْكَبُهُ، ٱلْمَلِكُ وَبِتَاجِ ٱلْمُلْكِ ٱلَّذِي يُوضَعُ عَلَى رَأْسِهِ، 9 وَيُدْفَعُ ٱللِّبَاسُ وَٱلْفَرَسُ لِرَجُلٍ مِنْ رُؤَسَاءِ ٱلْمَلِكِ ٱلأَشْرَافِ، وَيُلْبِسُونَ ٱلرَّجُلَ ٱلَّذِي سُرَّ ٱلْمَلِكُ بِأَنْ يُكْرِمَهُ وَيُرَكِّبُونَهُ عَلَى ٱلْفَرَسِ فِي سَاحَةِ ٱلْمَدِينَةِ، وَيُنَادُونَ قُدَّامَهُ: هٰكَذَا يُصْنَعُ لِلرَّجُلِ ٱلَّذِي يُسَرُّ ٱلْمَلِكُ بِأَنْ يُكْرِمَهُ. 10 فَقَالَ ٱلْمَلِكُ لِهَامَانَ: أَسْرِعْ وَخُذِ ٱللِّبَاسَ وَٱلْفَرَسَ كَمَا تَكَلَّمْتَ وَٱفْعَلْ هٰكَذَا لِمُرْدَخَايَ ٱلْيَهُودِيِّ ٱلْجَالِسِ فِي بَابِ ٱلْمَلِكِ! لاَ يَسْقُطْ شَيْءٌ مِنْ جَمِيعِ مَا قُلْتَهُ. 11 فَأَخَذَ هَامَانُ ٱللِّبَاسَ وَٱلْفَرَسَ وَأَلْبَسَ مُرْدَخَايَ وَأَرْكَبَهُ فِي سَاحَةِ ٱلْمَدِينَةِ وَنَادَى قُدَّامَهُ: هٰكَذَا يُصْنَعُ لِلرَّجُلِ ٱلَّذِي يُسَرُّ ٱلْمَلِكُ بِأَنْ يُكْرِمَهُ. 12 وَرَجَعَ مُرْدَخَايُ إِلَى بَابِ ٱلْمَلِكِ. وَأَمَّا هَامَانُ فَأَسْرَعَ إِلَى بَيْتِهِ نَائِحاً وَمُغَطَّى ٱلرَّأْسِ. 13 وَقَصَّ هَامَانُ عَلَى زَرَشَ زَوْجَتِهِ وَجَمِيعِ أَحِبَّائِهِ كُلَّ مَا أَصَابَهُ. فَقَالَ لَهُ حُكَمَاؤُهُ وَزَرَشُ زَوْجَتُهُ: إِذَا كَانَ مُرْدَخَايُ ٱلَّذِي ٱبْتَدَأْتَ تَسْقُطُ قُدَّامَهُ مِنْ نَسْلِ ٱلْيَهُودِ، فَلاَ تَقْدِرُ عَلَيْهِ، بَلْ تَسْقُطُ قُدَّامَهُ سُقُوطاً. 14 وَفِيمَا هُمْ يُكَلِّمُونَهُ وَصَلَ خِصْيَانُ ٱلْمَلِكِ وَأَسْرَعُوا لِلإِتْيَانِ بِهَامَانَ إِلَى ٱلْوَلِيمَةِ ٱلَّتِي عَمِلَتْهَا أَسْتِيرُ».

ص 5: 8 دانيال 6: 18 ص 2: 23 و1: 2 ص 2: 21 و22 ص 4: 11 و5: 1 ص 5: 14 ع 7 و9 و11 و1ملوك 1: 33 ص 1: 11 و2: 17 تكوين 41: 43 ص 5: 5 و2صموئيل 15: 30 ص 5: 10 ص 5: 8

فِي تِلْكَ ٱللَّيْلَةِ (ع 1) ظهرت في هذه الحادثة عناية الله الخصوصية فإن أرق الملك كان قبلما طلب هامان أمراً من الملك بصلب مردخاي وكان قبل وليمة أستير وطلبها لأجل شعبها وكان الفصل الذي قُرئ أمام الملك ذات الفصل الذي ذكر ما كان مردخاي قد عمله لحفظ حياة الملك (2: 21 و22) وهكذا عملت كل الأشياء معاً لخير شعب الله. وكان علم القراءة في القديم من خصائص العلماء والأرجح أن الملك لم يكن يعرف القراءة.

فَقَالَ ٱلْمَلِكُ مَنْ فِي ٱلدَّارِ (ع 4) في الشرق في أيام الحرّ تبتدئ أعمال الحكومة باكراً. وحضر هامان لكونه وزيراً ولأنه قصد أيضاً أن يطلب أمراً من الملك بصلب مردخاي. ومن عادات الملوك في القديم أن الملك يطلب من الوزير أو من الوزراء رأياً ثم يعمل كما يستحسن. انظر نبأ أبشالوم (2صموئيل 16: 20 - 17: 14) ورأي هامان وهو مفتكر أن الإكرام سيكون له هو أن الملك يكرم ذلك الرجل أعظم إكرام لأن من لبس لباس الملك وتاج الملك وركب فرسه صار كأنه ملك (1ملوك 1: 33). وبموجب تركيب الجملة العبرانية التاج هو لرأس الفرس وليس لرأس راكبه وربما كان زينة مخصصة لرأس فرس الملك. ويظهر من جواب الملك (ع 10) أنه عرف جنس مردخاي ولعله كان قد نسي أمره بقتل اليهود (3: 12 - 15) فالبواب صار ملكاً مدة ساعة من الزمان ثم رجع بواباً (ع 12) وفهم هامان نتيجة الأمر أي أن الملك كان قد انقلب ولم يعد يثق به كالعادة وعلم أنه سيسقط من مقامه ويخلفه مردخاي.

اَلأَصْحَاحُ ٱلسَّابِعُ

1 - 10 «1 فَجَاءَ ٱلْمَلِكُ وَهَامَانُ لِيَشْرَبَا عِنْدَ أَسْتِيرَ ٱلْمَلِكَةِ. 2 فَقَالَ ٱلْمَلِكُ لأَسْتِيرَ فِي ٱلْيَوْمِ ٱلثَّانِي أَيْضاً عِنْدَ شُرْبِ ٱلْخَمْرِ: مَا هُوَ سُؤْلُكِ يَا أَسْتِيرُ ٱلْمَلِكَةُ فَيُعْطَى لَكِ وَمَا هِيَ طِلْبَتُكِ؟ وَلَوْ إِلَى نِصْفِ ٱلْمَمْلَكَةِ تُقْضَى. 3 فَأَجَابَتْ أَسْتِيرُ ٱلْمَلِكَةُ: إِنْ كُنْتُ قَدْ وَجَدْتُ نِعْمَةً فِي عَيْنَيْكَ أَيُّهَا ٱلْمَلِكُ، وَإِذَا حَسُنَ عِنْدَ ٱلْمَلِكِ، فَلْتُعْطَ لِي نَفْسِي بِسُؤْلِي وَشَعْبِي بِطِلْبَتِي. 4 لأَنَّنَا قَدْ بِعْنَا أَنَا وَشَعْبِي لِلْهَلاَكِ وَٱلْقَتْلِ وَٱلإِبَادَةِ. وَلَوْ بِعْنَا عَبِيداً وَإِمَاءً لَكُنْتُ سَكَتُّ، مَعَ أَنَّ ٱلْعَدُوَّ لاَ يُعَوِّضُ عَنْ خَسَارَةِ ٱلْمَلِكِ. 5 فَقَالَ ٱلْمَلِكُ أَحْشَوِيرُوشُ لأَسْتِيرَ ٱلْمَلِكَةِ: مَنْ هُوَ وَأَيْنَ هُوَ هٰذَا ٱلَّذِي يَتَجَاسَرُ بِقَلْبِهِ عَلَى أَنْ يَعْمَلَ هٰكَذَا؟ 6 فَقَالَتْ أَسْتِيرُ: هُوَ رَجُلٌ خَصْمٌ وَعَدُوٌّ! هٰذَا هَامَانُ ٱلرَّدِيءُ. فَٱرْتَاعَ هَامَانُ أَمَامَ ٱلْمَلِكِ وَٱلْمَلِكَةِ. 7 فَقَامَ ٱلْمَلِكُ بِغَيْظِهِ عَنْ شُرْبِ ٱلْخَمْرِ إِلَى جَنَّةِ ٱلْقَصْرِ، وَوَقَفَ هَامَانُ لِيَتَوَسَّلَ عَنْ نَفْسِهِ إِلَى أَسْتِيرَ ٱلْمَلِكَةِ لأَنَّهُ رَأَى أَنَّ ٱلشَّرَّ قَدْ أُعِدَّ عَلَيْهِ مِنْ قِبَلِ ٱلْمَلِكِ. 8 وَلَمَّا رَجَعَ ٱلْمَلِكُ مِنْ جَنَّةِ ٱلْقَصْرِ إِلَى بَيْتِ شُرْبِ ٱلْخَمْرِ، وَهَامَانُ مُتَوَاقِعٌ عَلَى ٱلسَّرِيرِ ٱلَّذِي كَانَتْ أَسْتِيرُ عَلَيْهِ، قَالَ ٱلْمَلِكُ: هَلْ أَيْضاً يَكْبِسُ ٱلْمَلِكَةَ فِي ٱلْبَيْتِ؟ وَلَمَّا خَرَجَتِ ٱلْكَلِمَةُ مِنْ فَمِ ٱلْمَلِكِ غَطَّوْا وَجْهَ هَامَانَ. 9 فَقَالَ حَرْبُونَا، وَاحِدٌ مِنَ ٱلْخِصْيَانِ ٱلَّذِينَ بَيْنَ يَدَيِ ٱلْمَلِكِ: هُوَذَا ٱلْخَشَبَةُ أَيْضاً ٱلَّتِي عَمِلَهَا هَامَانُ لِمُرْدَخَايَ ٱلَّذِي تَكَلَّمَ بِٱلْخَيْرِ نَحْوَ ٱلْمَلِكِ قَائِمَةٌ فِي بَيْتِ هَامَانَ، ٱرْتِفَاعُهَا خَمْسُونَ ذِرَاعاً. فَقَالَ ٱلْمَلِكُ: ٱصْلِبُوهُ عَلَيْهَا. 10 فَصَلَبُوا هَامَانَ عَلَى ٱلْخَشَبَةِ ٱلَّتِي أَعَدَّهَا لِمُرْدَخَايَ. ثُمَّ سَكَنَ غَضَبُ ٱلْمَلِكِ».

ص 5: 6 و9: 12 ص 5: 3 ص 5: 8 و8: 5 ص 3: 9 ص 3: 13 ص 3: 10 ص 1: 12 ص 1: 5 ص 1: 6 ص 5: 14 ص 2: 22 مزمور 7: 16 و94: 23 ع 7 و8

اجتمع الثلاثة أي الملك والملكة وهامان ليأكلوا ويشربوا ويفرحوا ولكن أفكار كل منهم مضطربة أما الملك فلأن ثقته بوزيره زالت وأما هامان فلأنه خجل مما كان قد وقع له وخاف على مستقبله وأما الملكة فلأنها ستذكر طلبتها للملك.

لأَنَّنَا قَدْ بِعْنَا (ع 4) (انظر 3: 9).

لاَ يُعَوِّضُ عَنْ خَسَارَةِ ٱلْمَلِكِ أي خسارة الملك في إبادة اليهود. ولا شك في أن اليهود كانوا أحسن رعايا الملك نظراً لسلوكهم وحذاقتهم في العمل.

قال الملك (ع 5) من هو الذي يتجاسر على أن يعمل هكذا ولعله نسي أمره بإهلاك اليهود (3: 12 - 15) كأن إبادة ألوف من الرجال والنساء والأولاد وسلب أملاكهم أمرٌ زهيد وأقلّ اعتباراً من أكله وشربه. قالت الملكة (ع 6) هذا هامان الرديء وكلامها الشديد وتسميتها العدوّ باسمه أثر في الملك تأثيراً عظيماً. وقول الملك (ع 8) هل يكبس الملكة معي يدل على شدة غيظه. وأما هامان فكان يتوسل إلى الملكة أن ترحمه ولما خرجت هذه الكلمة من فم الملك أو كما يفهم بعضهم لما خرجت من الملك كلمة الأمر بقتل هامان غطوا وجهه استعداداً لقتله فصلبوه على الخشبة التي كان قد أعدها لمردخاي وهكذا بحث عن حتفه بظلفه وعلى هامته هبط ظلمه (مزمور 7: 16).

اَلأَصْحَاحُ ٱلثَّامِنُ

1 - 14 «1 فِي ذٰلِكَ ٱلْيَوْمِ أَعْطَى ٱلْمَلِكُ أَحْشَوِيرُوشُ لأَسْتِيرَ ٱلْمَلِكَةِ بَيْتَ هَامَانَ عَدُوِّ ٱلْيَهُودِ. وَأَتَى مُرْدَخَايُ إِلَى أَمَامِ ٱلْمَلِكِ لأَنَّ أَسْتِيرَ أَخْبَرَتْهُ بِقَرَابَتِهِ. 2 وَنَزَعَ ٱلْمَلِكُ خَاتِمَهُ ٱلَّذِي أَخَذَهُ مِنْ هَامَانَ وَأَعْطَاهُ لِمُرْدَخَايَ. وَأَقَامَتْ أَسْتِيرُ مُرْدَخَايَ عَلَى بَيْتِ هَامَانَ. 3 ثُمَّ عَادَتْ أَسْتِيرُ وَتَكَلَّمَتْ أَمَامَ ٱلْمَلِكِ وَسَقَطَتْ عِنْدَ رِجْلَيْهِ وَبَكَتْ وَتَضَرَّعَتْ إِلَيْهِ أَنْ يُزِيلَ شَرَّ هَامَانَ ٱلأَجَاجِيِّ وَتَدْبِيرَهُ ٱلَّذِي دَبَّرَهُ عَلَى ٱلْيَهُودِ. 4 فَمَدَّ ٱلْمَلِكُ لأَسْتِيرَ قَضِيبَ ٱلذَّهَبِ، فَقَامَتْ أَسْتِيرُ وَوَقَفَتْ أَمَامَ ٱلْمَلِكِ 5 وَقَالَتْ: إِذَا حَسُنَ عِنْدَ ٱلْمَلِكِ، وَإِنْ كُنْتُ قَدْ وَجَدْتُ نِعْمَةً أَمَامَهُ وَٱسْتَقَامَ ٱلأَمْرُ أَمَامَ ٱلْمَلِكِ وَحَسُنْتُ أَنَا لَدَيْهِ، فَلْيُكْتَبْ لِتُرَدَّ كِتَابَاتُ تَدْبِيرِ هَامَانَ بْنِ هَمَدَاثَا ٱلأَجَاجِيِّ ٱلَّتِي كَتَبَهَا لإِبَادَةِ ٱلْيَهُودِ ٱلَّذِينَ فِي كُلِّ بِلاَدِ ٱلْمَلِكِ. 6 لأَنَّنِي كَيْفَ أَسْتَطِيعُ أَنْ أَرَى ٱلشَّرَّ ٱلَّذِي يُصِيبُ شَعْبِي، وَكَيْفَ أَسْتَطِيعُ أَنْ أَرَى هَلاَكَ جِنْسِي؟. 7 فَقَالَ ٱلْمَلِكُ أَحْشَوِيرُوشُ لأَسْتِيرَ ٱلْمَلِكَةِ وَمُرْدَخَايَ ٱلْيَهُودِيِّ: هُوَذَا قَدْ أَعْطَيْتُ بَيْتَ هَامَانَ لأَسْتِيرَ، أَمَّا هُوَ فَقَدْ صَلَبُوهُ عَلَى ٱلْخَشَبَةِ مِنْ أَجْلِ أَنَّهُ مَدَّ يَدَهُ إِلَى ٱلْيَهُودِ. 8 فَٱكْتُبَا أَنْتُمَا إِلَى ٱلْيَهُودِ مَا يَحْسُنُ فِي أَعْيُنِكُمَا بِٱسْمِ ٱلْمَلِكِ، وَٱخْتُمَاهُ بِخَاتِمِ ٱلْمَلِكِ، لأَنَّ ٱلْكِتَابَةَ ٱلَّتِي تُكْتَبُ بِٱسْمِ ٱلْمَلِكِ وَتُخْتَمُ بِخَاتِمِهِ لاَ تُرَدُّ. 9 فَدُعِيَ كُتَّابُ ٱلْمَلِكِ فِي ذٰلِكَ ٱلْوَقْتِ فِي ٱلشَّهْرِ ٱلثَّالِثِ (أَيْ شَهْرِ سِيوَانَ) فِي ٱلثَّالِثِ وَٱلْعِشْرِينَ مِنْهُ، وَكُتِبَ حَسَبَ كُلِّ مَا أَمَرَ بِهِ مُرْدَخَايُ إِلَى ٱلْيَهُودِ وَإِلَى ٱلْمَرَازِبَةِ وَٱلْوُلاَةِ وَرُؤَسَاءِ ٱلْبُلْدَانِ ٱلَّتِي مِنَ ٱلْهِنْدِ إِلَى كُوشَ; مِئَةٍ وَسَبْعٍ وَعِشْرِينَ كُورَةً; إِلَى كُلِّ كُورَةٍ بِكِتَابَتِهَا وَكُلِّ شَعْبٍ بِلِسَانِهِ; وَإِلَى ٱلْيَهُودِ بِكِتَابَتِهِمْ وَلِسَانِهِمْ. 10 فَكَتَبَ بِٱسْمِ ٱلْمَلِكِ أَحْشَوِيرُوشَ وَخَتَمَ بِخَاتِمِ ٱلْمَلِكِ; وَأَرْسَلَ رَسَائِلَ بِأَيْدِي بَرِيدِ ٱلْخَيْلِ رُكَّابِ ٱلْجِيَادِ وَٱلْبِغَالِ بَنِي ٱلْجِيَادِ ٱلأَصِيلَةِ 11 ٱلَّتِي بِهَا أَعْطَى ٱلْمَلِكُ ٱلْيَهُودَ فِي مَدِينَةٍ فَمَدِينَةٍ أَنْ يَجْتَمِعُوا وَيَقِفُوا لأَجْلِ أَنْفُسِهِمْ; وَيُهْلِكُوا وَيَقْتُلُوا وَيُبِيدُوا قُوَّةَ كُلِّ شَعْبٍ وَكُورَةٍ تُضَادُّهُمْ حَتَّى ٱلأَطْفَالَ وَٱلنِّسَاءَ; وَأَنْ يَسْلُبُوا غَنِيمَتَهُمْ 12 فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ فِي كُلِّ كُوَرِ ٱلْمَلِكِ أَحْشَوِيرُوشَ; فِي ٱلثَّالِثَ عَشَرَ مِنَ ٱلشَّهْرِ ٱلثَّانِي عَشَرَ (أَيْ شَهْرِ أَذَارَ). 13 صُورَةُ ٱلْكِتَابَةِ ٱلْمُعْطَاةِ سُنَّةً فِي كُلِّ ٱلْبُلْدَانِ أُشْهِرَتْ عَلَى جَمِيعِ ٱلشُّعُوبِ أَنْ يَكُونَ ٱلْيَهُودُ مُسْتَعِدِّينَ لِهٰذَا ٱلْيَوْمِ لِيَنْتَقِمُوا مِنْ أَعْدَائِهِمْ. 14 فَخَرَجَ ٱلسُّعَاةُ رُكَّابُ ٱلْجِيَادِ وَٱلْبِغَالِ وَأَمْرُ ٱلْمَلِكِ يَحُثُّهُمْ وَيُعَجِّلُهُمْ، وَأُعْطِيَ ٱلأَمْرُ فِي شُوشَنَ ٱلْقَصْرِ».

ص 7: 6 ص 2: 7 و15 ص 3: 10 ص 4: 11 و5: 2 ص 5: 8 و7: 3 ص 3: 13 ص 7: 4 و9: 1 ع 1 ع 10 وص 3: 12 ص 1: 19 ص 3: 12 ص 1: 1 ص 1: 22 و3: 12 و1ملوك 4: 28 ص 9: 2 ص 3: 13 ص 9: 10 ص 3: 14

ثُمَّ عَادَتْ أَسْتِيرُ (ع 3) سقط هامان وقام مردخاي مكانه وزيراً أما أمر الملك بإبادة شعب اليهود فلم يزل قائماً وحسب شريعة مادي وفارس لا تتغير فسقطت أستير عند رجلي الملك وبكت ودموع المرأة تؤثر أكثر من الكلام الفصيح. قالت «تدبير هامان الذي دبره على اليهود». إنها بحكمتها نسبت الأمر إلى هامان لا إلى الملك وكان بتدبير هامان أن الملك ختم الأمر ولم ينتبه إلى معناه كما يجب. وكان الملك في ارتباك لأنه وإن كان ملكاً لم يقدر أن ينسخ ما كان قد أمر به (دانيال 6: 13 - 15) فسلم الأمر لأستير ومردخاي ليعملا كما يحسن في أعينهما. وشهر سيوان يطابق حزيران تقريباً فكان قد مضى نحو شهرين ونصف على إصدار الأمر بإبادة اليهود. والرَمَك (ع 10) جمع رمكة وهي الفرس التي تتخد للنسل.

وَيُهْلِكُوا وَيَقْتُلُوا (ع 11) أي أذن الملك لشعبه بقتل بعضهم بعضاً وذلك من الأعمال البربرية التي كانت تحدث في القديم. وقصد الملك بأمره الثاني أن يدافع اليهود عن أنفسهم ولكننا لا نقدر أن نستصوب القساوة والانتقام وأعمال كهذه لا تطابق تعليم العهد الجديد.

15 - 17 «15 وَخَرَجَ مُرْدَخَايُ مِنْ أَمَامِ ٱلْمَلِكِ بِلِبَاسٍ مَلِكِيٍّ أَسْمَانْجُونِيٍّ وَأَبْيَضَ وَتَاجٌ عَظِيمٌ مِنْ ذَهَبٍ وَحُلَّةٌ مِنْ بَزٍّ وَأُرْجُوَانٍ. وَكَانَتْ مَدِينَةُ شُوشَنَ مُتَهَلِّلَةً وَفَرِحَةً. 16 وَكَانَ لِلْيَهُودِ نُورٌ وَفَرَحٌ وَبَهْجَةٌ وَكَرَامَةٌ. 17 وَفِي كُلِّ بِلاَدٍ وَمَدِينَةٍ كُلِّ مَكَانٍ وَصَلَ إِلَيْهِ كَلاَمُ ٱلْمَلِكِ وَأَمْرُهُ كَانَ فَرَحٌ وَبَهْجَةٌ عِنْدَ ٱلْيَهُودِ وَوَلاَئِمُ وَيَوْمٌ طَيِّبٌ. وَكَثِيرُونَ مِنْ شُعُوبِ ٱلأَرْضِ تَهَوَّدُوا لأَنَّ رُعْبَ ٱلْيَهُودِ وَقَعَ عَلَيْهِمْ».

ص 5: 11 وتكوين 41: 42 ص 3: 15 ص 9: 19 ص 9: 27

كَانَتْ مَدِينَةُ شُوشَنَ مُتَهَلِّلَةً (ع 15) كان بعضهم من بساطتهم يتهللون بكل جديد كما يقال «مات الملك ليحيا الملك». وكان بعضهم قد ارتكبوا من أول الأمر (3: 15) وفرحوا بإلغائه وتهوّد كثيرون. ولا شك في أنهم تهوّدوا لما رأوا عناية إله اليهود بشعبه واقتنعوا بأنه أعظم من آلهتهم.

اَلأَصْحَاحُ ٱلتَّاسِعُ

1 - 32 «1 وَفِي ٱلشَّهْرِ ٱلثَّانِي عَشَرَ (أَيْ شَهْرِ أَذَارَ) فِي ٱلْيَوْمِ ٱلثَّالِثَ عَشَرَ مِنْهُ حِينَ قَرُبَ كَلاَمُ ٱلْمَلِكِ وَأَمْرُهُ مِنَ ٱلتَّنْفِيذِ، فِي ٱلْيَوْمِ ٱلَّذِي ٱنْتَظَرَ فِيهِ أَعْدَاءُ ٱلْيَهُودِ أَنْ يَتَسَلَّطُوا عَلَيْهِمْ، فَتَحَوَّلَ ذٰلِكَ حَتَّى إِنَّ ٱلْيَهُودَ تَسَلَّطُوا عَلَى مُبْغِضِيهِمِ، 2 ٱجْتَمَعَ ٱلْيَهُودُ فِي مُدُنِهِمْ فِي كُلِّ بِلاَدِ ٱلْمَلِكِ أَحْشَوِيرُوشَ لِيَمُدُّوا أَيْدِيَهُمْ إِلَى طَالِبِي أَذِيَّتِهِمْ، فَلَمْ يَقِفْ أَحَدٌ قُدَّامَهُمْ لأَنَّ رُعْبَهُمْ سَقَطَ عَلَى جَمِيعِ ٱلشُّعُوبِ. 3 وَكُلُّ رُؤَسَاءِ ٱلْبُلْدَانِ وَٱلْمَرَازِبَةُ وَٱلْوُلاَةُ وَعُمَّالُ ٱلْمَلِكِ سَاعَدُوا ٱلْيَهُودَ، لأَنَّ رُعْبَ مُرْدَخَايَ سَقَطَ عَلَيْهِمْ. 4 لأَنَّ مُرْدَخَايَ كَانَ عَظِيماً فِي بَيْتِ ٱلْمَلِكِ، وَسَارَ خَبَرُهُ فِي كُلِّ ٱلْبُلْدَانِ لأَنَّ ٱلرَّجُلَ مُرْدَخَايَ كَانَ يَتَزَايَدُ عَظَمَةً. 5 فَضَرَبَ ٱلْيَهُودُ جَمِيعَ أَعْدَائِهِمْ ضَرْبَةَ سَيْفٍ وَقَتْلٍ وَهَلاَكٍ، وَعَمِلُوا بِمُبْغِضِيهِمْ مَا أَرَادُوا. 6 وَقَتَلَ ٱلْيَهُودُ فِي شُوشَنَ ٱلْقَصْرِ وَأَهْلَكُوا خَمْسَ مِئَةِ رَجُلٍ. 7 وَفَرْشَنْدَاثَا وَدَلْفُونَ وَأَسْفَاثَا 8 وَفُورَاثَا وَأَدَلْيَا وَأَرِيدَاثَا 9 وَفَرْمَشْتَا وَأَرِيسَايَ وَأَرِيدَايَ وَيِزَاثَا 10 عَشَرَةَ، بَنِي هَامَانَ بْنِ هَمَدَاثَا عَدُوِّ ٱلْيَهُودِ قَتَلُوهُمْ وَلٰكِنَّهُمْ لَمْ يَمُدُّوا أَيْدِيَهُمْ إِلَى ٱلنَّهْبِ. 11 فِي ذٰلِكَ ٱلْيَوْمِ أُتِيَ بِعَدَدِ ٱلْقَتْلَى فِي شُوشَنَ ٱلْقَصْرِ إِلَى بَيْنِ يَدَيِ ٱلْمَلِكِ. 12 فَقَالَ ٱلْمَلِكُ لأَسْتِيرَ ٱلْمَلِكَةِ فِي شُوشَنَ ٱلْقَصْرِ: قَدْ قَتَلَ ٱلْيَهُودُ وَأَهْلَكُوا خَمْسَ مِئَةِ رَجُلٍ، وَبَنِي هَامَانَ ٱلْعَشَرَةَ، فَمَاذَا عَمِلُوا فِي بَاقِي بُلْدَانِ ٱلْمَلِكِ! فَمَا هُوَ سُؤْلُكِ فَيُعْطَى لَكِ وَمَا هِيَ طِلْبَتُكِ بَعْدُ فَتُقْضَى؟. 13 فَقَالَتْ أَسْتِيرُ: إِنْ حَسُنَ عِنْدَ ٱلْمَلِكِ فَلْيُعْطَ غَداً أَيْضاً لِلْيَهُودِ ٱلَّذِينَ فِي شُوشَنَ أَنْ يَعْمَلُوا كَمَا فِي هٰذَا ٱلْيَوْمِ، وَيَصْلِبُوا بَنِي هَامَانَ ٱلْعَشَرَةَ عَلَى ٱلْخَشَبَةِ. 14 فَأَمَرَ ٱلْمَلِكُ أَنْ يَعْمَلُوا هٰكَذَا، وَأُعْطِيَ ٱلأَمْرُ فِي شُوشَنَ. فَصَلَبُوا بَنِي هَامَانَ ٱلْعَشَرَةَ. 15 ثُمَّ ٱجْتَمَعَ ٱلْيَهُودُ ٱلَّذِينَ فِي شُوشَنَ فِي ٱلْيَوْمِ ٱلرَّابِعِ عَشَرَ أَيْضاً مِنْ شَهْرِ أَذَارَ وَقَتَلُوا فِي شُوشَنَ ثَلاَثَ مِئَةِ رَجُلٍ، وَلٰكِنَّهُمْ لَمْ يَمُدُّوا أَيْدِيَهُمْ إِلَى ٱلنَّهْبِ. 16 وَبَاقِي ٱلْيَهُودِ ٱلَّذِينَ فِي بُلْدَانِ ٱلْمَلِكِ ٱجْتَمَعُوا وَوَقَفُوا لأَجْلِ أَنْفُسِهِمْ وَٱسْتَرَاحُوا مِنْ أَعْدَائِهِمْ وَقَتَلُوا مِنْ مُبْغِضِيهِمْ خَمْسَةً وَسَبْعِينَ أَلْفاً. وَلٰكِنَّهُمْ لَمْ يَمُدُّوا أَيْدِيَهُمْ إِلَى ٱلنَّهْبِ. 17 فِي ٱلْيَوْمِ ٱلثَّالِثِ عَشَرَ مِنْ شَهْرِ أَذَارَ. وَٱسْتَرَاحُوا فِي ٱلْيَوْمِ ٱلرَّابِعِ عَشَرَ مِنْهُ وَجَعَلُوهُ يَوْمَ شُرْبٍ وَفَرَحٍ. 18 وَٱلْيَهُودُ ٱلَّذِينَ فِي شُوشَنَ ٱجْتَمَعُوا فِي ٱلثَّالِثِ عَشَرَ وَٱلرَّابِعِ عَشَرَ مِنْهُ وَٱسْتَرَاحُوا فِي ٱلْخَامِسِ عَشَرَ وَجَعَلُوهُ يَوْمَ شُرْبٍ وَفَرَحٍ. 19 لِذٰلِكَ يَهُودُ ٱلأَعْرَاءِ ٱلسَّاكِنُونَ فِي مُدُنِ ٱلأَعْرَاءِ جَعَلُوا ٱلْيَوْمَ ٱلرَّابِعَ عَشَرَ مِنْ شَهْرِ أَذَارَ لِلْفَرَحِ وَٱلشُّرْبِ، وَيَوْماً طَيِّباً وَلإِرْسَالِ أَنْصِبَةٍ مِنْ كُلِّ وَاحِدٍ إِلَى صَاحِبِهِ. 20 وَكَتَبَ مُرْدَخَايُ هٰذِهِ ٱلأُمُورَ وَأَرْسَلَ رَسَائِلَ إِلَى جَمِيعِ ٱلْيَهُودِ ٱلَّذِينَ فِي كُلِّ بُلْدَانِ ٱلْمَلِكِ أَحْشَوِيرُوشَ ٱلْقَرِيبِينَ وَٱلْبَعِيدِينَ 21 لِيُوجِبَ عَلَيْهِمْ أَنْ يُعَيِّدُوا فِي ٱلْيَوْمِ ٱلرَّابِعِ عَشَرَ مِنْ شَهْرِ أَذَارَ وَٱلْيَوْمِ ٱلْخَامِسِ عَشَرَ مِنْهُ فِي كُلِّ سَنَةٍ، 22 حَسَبَ ٱلأَيَّامِ ٱلَّتِي ٱسْتَرَاحَ فِيهَا ٱلْيَهُودُ مِنْ أَعْدَائِهِمْ وَٱلشَّهْرِ ٱلَّذِي تَحَوَّلَ عِنْدَهُمْ مِنْ حُزْنٍ إِلَى فَرَحٍ وَمِنْ نَوْحٍ إِلَى يَوْمٍ طَيِّبٍ، لِيَجْعَلُوهَا أَيَّامَ شُرْبٍ وَفَرَحٍ وَإِرْسَالِ أَنْصِبَةٍ مِنْ كُلِّ وَاحِدٍ إِلَى صَاحِبِهِ وَعَطَايَا لِلْفُقَرَاءِ. 23 فَقَبِلَ ٱلْيَهُودُ مَا ٱبْتَدَأُوا يَعْمَلُونَهُ وَمَا كَتَبَهُ مُرْدَخَايُ إِلَيْهِمْ. 24 وَلأَنَّ هَامَانَ بْنَ هَمَدَاثَا ٱلأَجَاجِيَّ عَدُوَّ ٱلْيَهُودِ جَمِيعاً تَفَكَّرَ عَلَى ٱلْيَهُودِ لِيُبِيدَهُمْ وَأَلْقَى فُوراً (أَيْ قُرْعَةً) لإِفْنَائِهِمْ وَإِبَادَتِهِمْ. 25 وَعِنْدَ دُخُولِهَا إِلَى أَمَامِ ٱلْمَلِكِ أَمَرَ بِكِتَابَةٍ أَنْ يُرَدَّ تَدْبِيرُهُ ٱلرَّدِيءُ ٱلَّذِي دَبَّرَهُ ضِدَّ ٱلْيَهُودِ عَلَى رَأْسِهِ، وَأَنْ يَصْلِبُوهُ هُوَ وَبَنِيهِ عَلَى ٱلْخَشَبَةِ. 26 لِذٰلِكَ دَعُوا تِلْكَ ٱلأَيَّامِ «فُورِيمَ» عَلَى ٱسْمِ ٱلْفُورِ. لِذٰلِكَ مِنْ أَجْلِ جَمِيعِ كَلِمَاتِ هٰذِهِ ٱلرِّسَالَةِ وَمَا رَأَوْهُ مِنْ ذٰلِكَ وَمَا أَصَابَهُمْ 27 أَوْجَبَ ٱلْيَهُودُ وَقَبِلُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَعَلَى نَسْلِهِمْ وَعَلَى جَمِيعِ ٱلَّذِينَ يَلْتَصِقُونَ بِهِمْ حَتَّى لاَ يَزُولَ أَنْ يُعَيِّدُوا هٰذَيْنِ ٱلْيَوْمَيْنِ حَسَبَ كِتَابَتِهِمَا وَحَسَبَ أَوْقَاتِهِمَا كُلَّ سَنَةٍ 28 وَأَنْ يُذْكَرَ هٰذَانِ ٱلْيَوْمَانِ وَيُحْفَظَا فِي دَوْرٍ فَدَوْرٍ وَعَشِيرَةٍ فَعَشِيرَةٍ وَبِلاَدٍ فَبِلاَدٍ وَمَدِينَةٍ فَمَدِينَةٍ. وَيَوْمَا ٱلْفُورِ هٰذَانِ لاَ يَزُولاَنِ مِنْ وَسَطِ ٱلْيَهُودِ وَذِكْرُهُمَا لاَ يَفْنَى مِنْ نَسْلِهِمْ. 29 وَكَتَبَتْ أَسْتِيرُ ٱلْمَلِكَةُ بِنْتُ أَبِيحَائِلَ وَمُرْدَخَايُ ٱلْيَهُودِيُّ بِكُلِّ سُلْطَانٍ بِإِيجَابِ رِسَالَةِ ٱلْفُورِيمِ هٰذِهِ ثَانِيَةً. 30 وَأَرْسَلَ ٱلْكِتَابَاتِ إِلَى جَمِيعِ ٱلْيَهُودِ إِلَى كُوَرِ مَمْلَكَةِ أَحْشَوِيرُوشَ ٱلْمِئَةِ وَٱلسَّبْعِ وَٱلْعِشْرِينَ بِكَلاَمِ سَلاَمٍ وَأَمَانَةٍ 31 لإِيجَابِ يَوْمَيِ ٱلْفُورِيمِ هٰذَيْنِ فِي أَوْقَاتِهِمَا، كَمَا أَوْجَبَ عَلَيْهِمْ مُرْدَخَايُ ٱلْيَهُودِيُّ وَأَسْتِيرُ ٱلْمَلِكَةُ وَكَمَا أَوْجَبُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَعَلَى نَسْلِهِمْ أُمُورَ ٱلأَصْوَامِ وَصُرَاخِهِمْ. 32 وَأَمْرُ أَسْتِيرَ أَوْجَبَ أُمُورَ ٱلْفُورِيمِ هٰذِهِ فَكُتِبَتْ فِي ٱلسِّفْرِ».

ص 8: 12 ع 17 ص 3: 13 ع 15 - 18 وص 8: 11 ص 8: 17 عزرا 8: 36 و2صموئيل 3: 1 ص 3: 13 ص 5: 11 ص 8: 11 ص 7: 2 ع 15 وص 8: 11 ع 12 ع 10 ع 2 ع 10 و15 ع 1 ع 21 ع 2 وص 8: 11 ع 21 تثنية 3: 5 وزكريا 2: 4 ع 22 نحميا 8: 10 ص 3: 7 ص 7: 4 - 10 ص 3: 6 - 15 مزمور 7: 16 ع 20 ص 8: 17 ع 20 و21 ص 2: 15 ص 1: 1 ص 4: 3 ع 26

مدّ اليهود أيديهم إلى طالبي أذيتهم (ع 2) ووقفوا لأجل أنفسهم (ع 16) ولم يفتروا على أحد ولم يمدوا أيديهم إلى النهب (ع 10) مع أن الملك كان قد أذن لهم بذلك (8: 11) والولاة وعمال الملك ساعدوا اليهود (ع 3) والظاهر أن الفرس كانوا مع اليهود ومقاومو اليهود كانوا من الشعوب المتنوعة غير الفرس وكان جميع الولاة خاضعين أمر الملك عن يد وزيره مردخاي إن كان للقتل أو للاستحياء. كان هامان قد افتخر بأولاده الكثيرين وغناه ومجده (5: 11) ولكن سقط الكل واشتهر أولاده بالعار لا بالمجد (ع 7 - 10).

طلبت أستير أن يُعطى يوم ثانٍ لليهود في شوشن ليعملوا كما في اليوم الأول (ع 13) ولعل ذلك لأن أعدائهم لم يزالوا يقاومونهم. وصلبوا بني هامان العشرة بعدما كانوا قد قتلوهم ليشهروا أنهم مذنبون. قتلوا 75000 (ع 16) ولكن في الترجمة السبعينية 15000 ويُظن أن الأرقام الأولى مغلوطة. وفوريم (ع 26) جمع فور ومعنى الكلمة قرعة (24) واسم هذا العيد اليوم عيد أستير الواقع قبل عيد الفصح بشهر وفي هذا العيد يقرأ اليهود سفر أستير وعند ذكر اسم هامان كان يُسمع الصفير والخبط بالأرجل وعند ذكر مردخاي كان يُسمع التهليل والتصفيق والهتاف. ويعيّدون يومين لأن اليهود في مدن الأعراء عيّدوا في اليوم الرابع عشر واليهود في شوشن في اليوم الخامس عشر (ع 17 - 19) ثم تعين يومان للجميع (ع 27) وفي اليوم السابق أي اليوم الثالث عشر من الشهر صاموا تذكاراً لصوم أستير (4: 16) وكانت هذه الرسالة رسالة ثانية (ع 29) والرسالة الأولى هي المذكورة في (ع 20 و26) فإن اليهود كانوا قد قبلوا ما كتبه مردخاي في رسالته الأولى (ع 23) وأما الرسالة الثانية فكانت من أستير الملكة ومن مردخاي فكانت بكل سلطان بوجوب حفظ العيد.

ونستنتج من كلمة «هذه» في القول رسالة فوريم «هذه ثانية» إن مضمون هذه الرسالة ورد في الكلام التالي «كَلاَمِ سَلاَمٍ وَأَمَانَةٍ لإِيجَابِ يَوْمَيِ ٱلْفُورِيمِ هٰذَيْنِ فِي أَوْقَاتِهِمَا» (ع 30 و31) ولعل «السفر» (32) هو أخبار الأيام المذكورة في (6: 1 و10: 2) أي سجلات الحكومة وهو غير سفر أستير هذا.

اَلأَصْحَاحُ ٱلْعَاشِرُ

1 - 3 «1 وَوَضَعَ ٱلْمَلِكُ أَحْشَوِيرُوشُ جِزْيَةً عَلَى ٱلأَرْضِ وَجَزَائِرِ ٱلْبَحْرِ. 2 وَكُلُّ عَمَلِ سُلْطَانِهِ وَجَبَرُوتِهِ وَإِذَاعَةُ عَظَمَةِ مُرْدَخَايَ ٱلَّذِي عَظَّمَهُ ٱلْمَلِكُ مَكْتُوبَةٌ فِي سِفْرِ أَخْبَارِ ٱلأَيَّامِ لِمُلُوكِ مَادِي وَفَارِسَ. 3 لأَنَّ مُرْدَخَايَ ٱلْيَهُودِيَّ كَانَ ثَانِى ٱلْمَلِكِ أَحْشَوِيرُوشَ، وَعَظِيماً بَيْنَ ٱلْيَهُودِ، وَمَقْبُولاً عِنْدَ كَثْرَةِ إِخْوَتِهِ، طَالِباً ٱلْخَيْرَ لِشَعْبِهِ وَمُتَكَلِّماً بِٱلسَّلاَمِ لِكُلِّ نَسْلِهِ».

ص 8: 15 و9: 4 ص 2: 23 تكوين 41: 43 و44 نحميا 2: 10

ملك أحشويروش 20 سنة أي 8 سنين بعد حوادث هذا السفر. وربما «جزائر البحر» تشير إلى بلاد اليونان غير أن أحشويروش أي زركسيس لم ينجح في محاربته إياها فلم تخضع له. وعظمة أحشويورش مذكورة هنا لتظهر عظمة مردخاي الذي كان وزيره. وفي الأسفار غير القانونية تكملة هذا الأصحاح والأصحاحات (11 - 16).


Call of Hope 
P.O.Box 10 08 27 
D - 70007
Stuttgart
Germany