العودة الى الصفحة السابقة
شرح سفر الملوك الأول

شرح سفر الملوك الأول

السّنن القويم في تفسير أسفار العهد القديم

للقس . وليم مارش


Bibliography

السّنن القويم في تفسير أسفار العهد القديم: شرح سفر الملوك الأول. للقس . وليم مارش . Copyright © 2012 All rights reserved Call of Hope. . صدر عن مجمع الكنائس في الشرق الأدنى بيروت 1973. . English title: . German title: . Call of Hope. P.O.Box 10 08 27 D - 70007 Stuttgart Germany http: //www.call - of - hope.com .

مقدمة

تفتقر خزانة الأدب المسيحي إلى مجموعة كاملة من التفاسير لكتب العهدين القديم والجديد. ومن المؤسف حقاً أنه لا توجد حالياً في أية مكتبة مسيحية في شرقنا العربي مجموعة تفسير كاملة لأجزاء الكتاب المقدس. وبالرغم من أن دور النشر المسيحية المختلفة قد أضافت لخزانة الأدب المسيحي عدداً لا بأس به من المؤلفات الدينية التي تمتاز بعمق البحث والاستقصاء والدراسة، إلا أن أياً من هذه الدور لم تقدم مجموعة كاملة من التفاسير، الأمر الذي دفع مجمع الكنائس في الشرق الأدنى بالإسراع لإعادة طبع كتب المجموعة المعروفة باسم: «كتاب السنن القويم في تفسير أسفار العهد القديم» للقس وليم مارش، والمجموعة المعروفة باسم «الكنز الجليل في تفسير الإنجيل» وهي مجموعة تفاسير كتب العهد الجديد للعلامة الدكتور وليم إدي.

ورغم اقتناعنا بأن هاتين المجموعتين كتبتا في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين إلا أن جودة المادة ودقة البحث واتساع الفكر والآراء السديدة المتضمنة فيهما كانت من أكبر الدوافع المقنعة لإعادة طبعهما.

هذا وقد تكرّم سينودس سوريا ولبنان الإنجيلي مشكوراً - وهو صاحب حقوق الطبع - بالسماح لمجمع الكنائس في الشرق الأدنى بإعادة طبع هاتين المجموعتين حتى يكون تفسير الكتاب في متناول يد كل باحث ودارس.

ورب الكنيسة نسأل أن يجعل من هاتين المجموعتين نوراً ونبراساً يهدي الطريق إلى معرفة ذاك الذي قال: «أنا هو الطريق والحق والحياة».

القس ألبرت استيرو

الأمين العام

لمجمع الكنائس في الشرق الأدنى

مقدمة

(1) تقسيم الأسفار

كان سفرا صموئيل سفراً واحداً وسفرا الملوك سفراً واحداً في الأصل العبراني. وفي الترجمة السبعينية التي تمت ما بين 100 و200 سنة قبل المسيح قُسم سفر صموئيل إلى سفرين وسفر الملوك إلى سفرين وسُميت الملوك الأول والثاني والثالث والرابع. وقُبل هذا التقسيم في الترجمة اللاتينية التي ترجمها جيروم نحو 400 سنة بعد المسيح. ودخل في التوراة العبرانية في السنة 1518.

(2) تاريخ تأليف سفري الملوك

كان تأليفهما بعد سنة 561 ق. م. لأن في هذه السنة مَلَك أويل مردوخ المذكور في (2ملوك 25: 27 - 30) وكان قبل الرجوع من السبي لأن لا إشارة في السفرين إليه. والمظنون من نَفَس السفرين أن تأليفهما كان قبل الرجوع بزمان وربما كان نحو السنة 560 ق. وكان تأليف بعضهما قبل ذلك التاريخ.

(3) المؤلف

يُظن أن المؤلف هو إرميا النبي. وما يؤيد ذلك: النَفَس ومقابلة 2ملوك ص 25 بإرميا ص 39 وص 52 وعدم ذكر إرميا في الملوك الثاني مع أنه كان عاملاً عظيماً في أيام الملوك الأخيرين. ومما يناقض هذا الرأي. إن إرميا كان ابن ثمانين سنة ونيّف إذا عاش إلى السنة 560 المذكورة ووجوده في مصر في آخر حياته (إرميا 44: 1 الخ). فلا يثبت أن إرميا كان مؤلف هذين السفرين أو جامعهما.

(4) مصادر السفرين

كان في زمان تأليفهما بعض أسفار تاريخية منها سفر أمور سليمان (1ملوك 11: 41) وسفر أخبار الأيام لملوك إسرائيل (14: 19) وأخبار ملوك يهوذا (14: 29) وأخبار شمعيا النبي وعدو الرائي (2أيام 12: 5) وأخبار صموئيل وناثان وجاد ونبوة أخيا. وربما كان هنالك سفر فيه خبر عجائب إيليا وأليشع آلفه تلاميذهما. وفي الآثار القديمة في مصر وأشور كثير مما يوافق أخبار هذين السفرين.

ومن مواضيع هذين السفرين الرئيسية:

  1. أيام داود الأخيرة (1ملوك ص 1 و2).

  2. بناء الهيكل وترميمه (1ملوك ص 6 - 9 و2ملوك 12: 4 - 16 و16: 10 - 16 الخ).

  3. أعمال إيليا وأليشع (1ملوك ص 17 - 19 و21 و2ملوك 1: 2 - 17 وص 2 وص 4 - 6 الخ).

  4. بعض حوادث سياسية (1ملوك ص 20 و22: 1 - 38 و2ملوك 3: 4 - 7 و6: 24 إلى 7: 20 و18: 13 إلى 20: 20 الخ).

  5. أنباء مختصرة بأمور بعض الملوك كتاريخ تبوّء كل منهم وزمان ملكه وصفاته مع إشارات إلى سفر أخبار الأيام.

والأرجح أن مصدر ما وراء الرقم الأول و2صموئيل 9 - 20 واحد ومصدر (2) سجلات الكهنة ومصدر (3) الأنبياء ومصدر (4) و(5) أنباء شتى اختصرها وفسرها جامعها.

أما الرقم (1) و(2) و(3) فهي منقولة كما هي أصلياً.

(5) الغاية من تأليف السفرين

إنهما يذكران ملوك يهوذا وإسرائيل وحروبهم وأعمالهم على نسق تاريخي. ولكن قصد المؤلف الأهم بيان الفوائد الروحية في هذه الحوادث التاريخية. فنرى أنّ الرب حفظ الذين حفظوا وصاياه وترك الذين تركوها. ونرى إتمام وعد الرب لداود (1صموئيل 7: 12 - 16) أنه يقيم نسله أي سليمان ويثبت كرسي داود إلى الأبد. فوفقاً لهذه الغاية تكلم في سليمان بالتفصيل وكذلك في إقامة عبادة العجلين في دان وبيت إيل ودخول عبادة البعل في زمان أخاب والنبي إيليا وأليشع وإبادتها عن يد ياهو والإصلاح عن يد حزقيا ويوشيا. والمؤلف يترك أموراً كثيرة مهمة لأنها لم توافق غايته.

اَلأَصْحَاحُ ٱلأَوَّلُ

1 - 4 «1 وَشَاخَ ٱلْمَلِكُ دَاوُدُ. تَقَدَّمَ فِي ٱلأَيَّامِ. وَكَانُوا يُغَطُّونَهُ بِٱلثِّيَابِ فَلَمْ يَدْفَأْ. 2 فَقَالَ لَهُ عَبِيدُهُ: لِيُفَتِّشُوا لِسَيِّدِنَا ٱلْمَلِكِ عَلَى فَتَاةٍ عَذْرَاءَ، فَلْتَقِفْ أَمَامَ ٱلْمَلِكِ وَلْتَكُنْ لَهُ حَاضِنَةً وَلْتَضْطَجِعْ فِي حِضْنِكَ فَيَدْفَأَ سَيِّدُنَا ٱلْمَلِكُ. 3 فَفَتَّشُوا عَلَى فَتَاةٍ جَمِيلَةٍ فِي جَمِيعِ تُخُومِ إِسْرَائِيلَ، فَوَجَدُوا أَبِيشَجَ ٱلشُّونَمِيَّةَ فَجَاءُوا بِهَا إِلَى ٱلْمَلِكِ. 4 وَكَانَتِ ٱلْفَتَاةُ جَمِيلَةً جِدّاً، فَكَانَتْ حَاضِنَةَ ٱلْمَلِكِ. وَكَانَتْ تَخْدِمُهُ وَلٰكِنَّ ٱلْمَلِكَ لَمْ يَعْرِفْهَا».

يشوع 19: 18 و1صموئيل 28: 4

وَشَاخَ واو العطف تعلق ما قيل هنا بآخر سفر صموئيل الثاني. غير أنه لا ينتج من ذلك إن سفري صموئيل وسفري الملوك لمؤلف واحد بل إن مؤلف سفري الملوك كان أمامه سفرا صموئيل وقصد تكملة ما ذُكر فيهما.

وَشَاخَ دَاوُدُ كان له من العمر نحو سبعين سنة. كان ابن ثلاثين سنة حين ملك وملك أربعين سنة.

يُغَطُّونَهُ بِٱلثِّيَابِ تشمل الكلمة الأصلية ثياب اللبس واللحف والحرامات (البطانيات) للفراش. والقرينة تشير إلى ما يختص بالفراش.

عَبِيدُهُ (ع 2) الذين خدموه وربما المشار إليهم هنا الذين خدموه في المناصب العالية كوزراء.

حَاضِنَةً من آراء الأطباء في القديم إن الجسد الضعيف ينال قوة وتجديد الحياة من الجسد الرخص الحديث السن.

أَبِيشَجَ ٱلشُّونَمِيَّةَ ذُكرت هنا تمهيداً لما يأتي في أمر أدونيا (2: 13 - 25) وشونم قرية من يزرعيل وجبل جلبوع وفيها كان مسكن المرأة التي أضافت أليشع (2ملوك 4: 8) وهي سولم الحالية.

لَمْ يَعْرِفْهَا (ع 4) فلم يقصد أدونيا أمراً قبيحاً لما طلب أنها تُعطى له امرأة بعدما مات أبوه.

5 - 10 «5 ثُمَّ إِنَّ أَدُونِيَّا ٱبْنَ حَجِّيثَ تَرَفَّعَ قَائِلاً: أَنَا أَمْلِكُ. وَعَدَّ لِنَفْسِهِ عَجَلاَتٍ وَفُرْسَاناً وَخَمْسِينَ رَجُلاً يَجْرُونَ أَمَامَهُ. 6 وَلَمْ يُغْضِبْهُ أَبُوهُ قَطُّ قَائِلاً: لِمَاذَا فَعَلْتَ هٰكَذَا؟ وَهُوَ أَيْضاً جَمِيلُ ٱلصُّورَةِ جِدّاً، وَقَدْ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ بَعْدَ أَبْشَالُومَ. 7 وَكَانَ كَلاَمُهُ مَعَ يُوآبَ ٱبْنِ صَرُويَةَ وَمَعَ أَبِيَاثَارَ ٱلْكَاهِنِ، فَأَعَانَا أَدُونِيَّا. 8 وَأَمَّا صَادُوقُ ٱلْكَاهِنُ وَبَنَايَاهُو بْنُ يَهُويَادَاعَ وَنَاثَانُ ٱلنَّبِيُّ وَشَمْعِي وَرِيعِي وَٱلْجَبَابِرَةُ ٱلَّذِينَ لِدَاوُدَ فَلَمْ يَكُونُوا مَعَ أَدُونِيَّا. 9 فَذَبَحَ أَدُونِيَّا غَنَماً وَبَقَراً وَمَعْلُوفَاتٍ عِنْدَ حَجَرِ ٱلزَّاحِفَةِ ٱلَّذِي بِجَانِبِ عَيْنِ رُوجَلَ، وَدَعَا جَمِيعَ إِخْوَتِهِ بَنِي ٱلْمَلِكِ وَجَمِيعَ رِجَالِ يَهُوذَا عَبِيدِ ٱلْمَلِكِ. 10 وَأَمَّا نَاثَانُ ٱلنَّبِيُّ وَبَنَايَاهُو وَٱلْجَبَابِرَةُ وَسُلَيْمَانُ أَخُوهُ فَلَمْ يَدْعُهُمْ».

2صموئيل 3: 4 و2صموئيل 15: 1 و2صموئيل 3: 3 و4 و1أيام 11: 6 و1صموئيل 22: 20 و23 و2صموئيل 20: 25 و1أيام 16: 39 و2صموئيل 8: 18 و2صموئيل 12: 1 و2صموئيل 23: 8 - 39 يشوع 15: 7 و18: 16 و2صموئيل 17: 17 و2صموئيل 12: 24

أَدُونِيَّا هو كبير أبناء داود الأحياء. قُتل البكر أمنون. ولم يُذكر الثاني كيلاب بعد ولادته (2صموئيل 3: 3) والمظنون أنه مات في سن الطفولية. وقُتل أبشالوم الثالث وكان أدونيا الرابع. ولا نعرف شيئاً عن أمه حجّيث.

عَجَلاَتٍ وَفُرْسَاناً ليس للحرب بل للتعظيم لأنه كان طالباً الملك لنفسه وعمل كما عمل أخوه أبشالوم.

وَلَمْ يُغْضِبْهُ أَبُوهُ (ع 6) كما كان قد عامل أبشالوم. ومن لا يغضب ابنه يغضبه ابنه. ومن لا يمنع ابنه عن الشرور يعلّمه فعلها.

جَمِيلُ ٱلصُّورَةِ مثل أبشالوم. فلنا هنا بيّنة أخرى على أن جمال الجسد قد يكون مع بشاعة النفس. وبالقديم كان للجمال الجسدي اعتبار خصوصي وكان من الصفات المرغوبة في الملوك.

وَلَدَتْهُ أُمُّهُ بَعْدَ أَبْشَالُومَ أي وُلد أدونيا بعدما وُلد أبشالوم. ولكن أبشالوم من أم وأدونيا من أم أخرى. وكانت أم أبشالوم معكة بنت تلمي ملك جشور.

وَكَانَ كَلاَمُهُ مَعَ يُوآبَ (ع 7) كان يوآب أميناً لداود كل حياته ولكن الملك كان قد وصل إلى نهاية حياته فلا بد في وقت قريب من جلوس أحد أبنائه على العرش. فكان ليوآب أن يختار بين أدونيا وسليمان وكان أدونيا الأكبر وكان سليمان ابن الوعد (1أيام 22: 9). وكان يوآب رجلاً حاذقاً وربما رأى ما يصيبه إذا ملك سليمان (2: 5 و6) وظن أنه إذا ملك أدونيا يقدر أن يستميله كما يريد.

أَبِيَاثَارَ ٱلْكَاهِنِ هو ابن أخيمالك الذي وحده خلص عندما قُتل الكهنة بأمر شاول عن يد دواغ (1صموئيل 22: 20). وكان أبياثار أميناً لداود في زمان ضيقاته وفي زمان فتنة أبشالوم (2صموئيل 15: 24) وربما تحزب مع أدونيا حسداً من صادوق الكاهن الآخر. وكان أبياثار كاهناً في أورشليم موضع التابوت وكان صادوق كاهناً في جبعون موضع خيمة الاجتماع (1أيام 16: 39) وكان صادوق بن أخيطوب من نسل أليعازار ابن هارون. وأما أبياثار فكان من نسل أيثامار ونسل عالي فعند تملك سليمان صار صادوق رئيساً وحيداً للكهنة وتمت النبوة في بيت عالي (1صموئيل 3: 11 - 14). وربما ظهر من كلام أدونيا مع يوآب أنه يبقى رئيساً للجيش ومن كلامه مع أبياثار أنه يجعله رئيساً وحيداً للكهنة.

بَنَايَاهُو (ع 8) رئيس الجلادين والسعاة وأحد جبابرة داود (2صموئيل 23: 20) وكان لاوي بن يهوباداع الكاهن وهو غير الكاهن المذكور في (2ملوك ص 11).

نَاثَانُ ٱلنَّبِيُّ أرسله الرب لداود بكلام بشأن بناء الهيكل (2صموئيل 7: 4) ووبخ داود على خطيئته (2صموئيل 12: 1) وتكلم بشأن سليمان (2صموئيل 12: 25) وكان معيناً ومشيراً لبثشبع. وشمعي وريعي مجهولان والجبابرة هم المذكورون في (2صموئيل 23: 8 - 39 و1أيام 11: 10 - 47).

فَذَبَحَ أَدُونِيَّا (ع 9) قدم ذبائح للرب شكراً لتبوئه الملك كما ذبح أبشالوم (2صموئيل 15: 12) ودعا إخوته وعبيد الملك أي الوزراء والمتنصبين الذين كلمهم سابقاً فعرفهم أنهم متفقون معه. فشاركوه في تقديم الذبائح وأكلوا منها معه (لاويين 7: 11 - 20).

عَيْنِ رُوجَلَ (2صموئيل 17: 17) ينبوع بقرب أورشليم ويُظن أنها أم الدرج الحالية في وادٍ جنوبي شرقي أورشليم وقريبة منها وقريبة من سلوم الحالية.

11 - 14 «11 فَقَالَ نَاثَانُ لِبَثْشَبَعَ أُمِّ سُلَيْمَانَ: أَمَا سَمِعْتِ أَنَّ أَدُونِيَّا ٱبْنَ حَجِّيثَ قَدْ مَلَكَ، وَسَيِّدُنَا دَاوُدُ لاَ يَعْلَمُ؟ 12 فَٱلآنَ تَعَالَيْ أُشِيرُ عَلَيْكِ مَشُورَةً فَتُنَجِّي نَفْسَكِ وَنَفْسَ ٱبْنِكِ سُلَيْمَانَ. 13 اِذْهَبِي وَٱدْخُلِي إِلَى ٱلْمَلِكِ دَاوُدَ وَقُولِي لَهُ: أَمَا حَلَفْتَ أَنْتَ يَا سَيِّدِي ٱلْمَلِكُ لأَمَتِكَ أَنَّ سُلَيْمَانَ ٱبْنَكِ يَمْلِكُ بَعْدِي، وَهُوَ يَجْلِسُ عَلَى كُرْسِيِّي. فَلِمَاذَا مَلَكَ أَدُونِيَّا؟ 14 وَفِيمَا أَنْتِ مُتَكَلِّمَةٌ هُنَاكَ مَعَ ٱلْمَلِكِ أَدْخُلُ أَنَا وَرَاءَكِ وَأُكَمِّلُ كَلاَمَكِ».

ع 30 و1أيام 22: 9 - 13

بَثْشَبَعَ التي كانت لأوريا الحثي. وكان ناثان غيوراً لسليمان لأن الوعد له من الرب وكان عن فمه وربما كان ناثان معلمه.

فَتُنَجِّي نَفْسَكِ (ع 12) من عادات الملوك في القديم أن الملك الجديد يقتل كل من يُخاف منه أنه يدّعي الملك.

أَمَا حَلَفْتَ (ع 13) ليس هذا الحلف مذكوراً في الكتاب وما ذُكر هو وعد الرب لداود (1أيام 28: 5 و6). ولا شك كان داود قد حلف لبثشبع بموجب هذا الوعد.

وَأُكَمِّلُ كَلاَمَكِ (ع 14) عرف ناثان أن بثشبع تقدر أن تفتتح الكلام وتُلفت نظر الملك إلى الأمر. وأما الملك فربما لا يصدق قولها أن أدونيا قد ملك فيدخل ناثان ويخبر الملك بتدقيق بكل ما حدث.

15 - 21 «15 فَدَخَلَتْ بَثْشَبَعُ إِلَى ٱلْمَلِكِ إِلَى ٱلْمَخْدَعِ. وَكَانَ ٱلْمَلِكُ قَدْ شَاخَ جِدّاً وَكَانَتْ أَبِيشَجُ ٱلشُّونَمِيَّةُ تَخْدِمُ ٱلْمَلِكَ. 16 فَخَرَّتْ بَثْشَبَعُ وَسَجَدَتْ لِلْمَلِكِ. فَقَالَ ٱلْمَلِكُ: مَا لَكِ؟ 17 فَقَالَتْ لَهُ: أَنْتَ يَا سَيِّدِي حَلَفْتَ بِٱلرَّبِّ إِلٰهِكَ لأَمَتِكَ أَنَّ سُلَيْمَانَ ٱبْنَكِ يَمْلِكُ بَعْدِي وَهُوَ يَجْلِسُ عَلَى كُرْسِيِّي. 18 وَٱلآنَ هُوَذَا أَدُونِيَّا قَدْ مَلَكَ. وَٱلآنَ أَنْتَ يَا سَيِّدِي ٱلْمَلِكُ لاَ تَعْلَمُ ذٰلِكَ. 19 وَقَدْ ذَبَحَ ثِيرَاناً وَمَعْلُوفَاتٍ وَغَنَماً بِكَثْرَةٍ، وَدَعَا جَمِيعَ بَنِي ٱلْمَلِكِ، وَأَبِيَاثَارَ ٱلْكَاهِنَ وَيُوآبَ رَئِيسَ ٱلْجَيْشِ، وَلَمْ يَدْعُ سُلَيْمَانَ عَبْدَكَ. 20 وَأَنْتَ يَا سَيِّدِي ٱلْمَلِكُ أَعْيُنُ جَمِيعِ إِسْرَائِيلَ نَحْوَكَ لِتُخْبِرَهُمْ مَنْ يَجْلِسُ عَلَى كُرْسِيِّ سَيِّدِي ٱلْمَلِكِ بَعْدَهُ. 21 فَيَكُونُ إِذَا ٱضْطَجَعَ سَيِّدِي ٱلْمَلِكُ مَعَ آبَائِهِ أَنِّي أَنَا وَٱبْنِي سُلَيْمَانَ نُحْسَبُ مُذْنِبَيْنِ».

ع 1 ع 13 ع 9 ص 3: 10 وتثنية 31: 16 و2صموئيل 7: 12

لِتُخْبِرَهُمْ مَنْ يَجْلِسُ (ع 20) دليل على أن المُلك لم يكن بالضرورة للبكر بل لمن يختاره الملك (2أيام 11: 22).

إِذَا ٱضْطَجَعَ مَعَ آبَائِهِ يُدفن عند قبورهم وتستريح نفسه مع أنفسهم.

22 - 27 «22 وَبَيْنَمَا هِيَ مُتَكَلِّمَةٌ مَعَ ٱلْمَلِكِ إِذَا نَاثَانُ ٱلنَّبِيُّ دَاخِلٌ. 23 فَأَخْبَرُوا ٱلْمَلِكَ: هُوَذَا نَاثَانُ ٱلنَّبِيُّ. فَدَخَلَ إِلَى أَمَامِ ٱلْمَلِكِ وَسَجَدَ لِلْمَلِكِ عَلَى وَجْهِهِ إِلَى ٱلأَرْضِ. 24 وَقَالَ نَاثَانُ: يَا سَيِّدِي ٱلْمَلِكَ، أَأَنْتَ قُلْتَ إِنَّ أَدُونِيَّا يَمْلِكُ بَعْدِي وَهُوَ يَجْلِسُ عَلَى كُرْسِيِّي؟ 25 لأَنَّهُ نَزَلَ ٱلْيَوْمَ وَذَبَحَ ثِيرَاناً وَمَعْلُوفَاتٍ وَغَنَماً بِكَثْرَةٍ، وَدَعَا جَمِيعَ بَنِي ٱلْمَلِكِ وَرُؤَسَاءَ ٱلْجَيْشِ وَأَبِيَاثَارَ ٱلْكَاهِنَ، وَهَا هُمْ يَأْكُلُونَ وَيَشْرَبُونَ أَمَامَهُ وَيَقُولُونَ: لِيَحْيَ ٱلْمَلِكُ أَدُونِيَّا. 26 وَأَمَّا أَنَا عَبْدُكَ وَصَادُوقُ ٱلْكَاهِنُ وَبَنَايَاهُو بْنُ يَهُويَادَاعَ وَسُلَيْمَانُ عَبْدُكَ فَلَمْ يَدْعُنَا. 27 هَلْ مِنْ قِبَلِ سَيِّدِي ٱلْمَلِكِ كَانَ هٰذَا ٱلأَمْرُ وَلَمْ تُعْلِمْ عَبْدَكَ مَنْ يَجْلِسُ عَلَى كُرْسِيِّ سَيِّدِي ٱلْمَلِكِ بَعْدَهُ؟»

ع 9 و1صموئيل 10: 24 ع 8 و10

وَسَجَدَ إِلَى ٱلأَرْضِ (ع 23) الاعتبار الواجب للملك ولا سيما في القديم. مع أن ناثان هو الذي وبخ داود على خطيئته وقال هل «أنت هو الرجل» (2صموئيل 12: 7).

أَأَنْتَ قُلْتَ إِنَّ أَدُونِيَّا يَمْلِكُ (ع 24) أي إنه لا يصير شيء بلا علم الملك وإرادته. وقصد ناثان بقوله أن يضطر الملك إلى القول أنه لم يملك بإرادته.

وَلَمْ تُعْلِمْ عَبْدَكَ (ع 27) كان كلام الرب لداود بواسطة ناثان فمن اللياقة أن الملك يخبر ناثان إذا غيّر قصده.

28 - 40 «28 فَأَجَابَ ٱلْمَلِكُ دَاوُدُ: اُدْعُ لِي بَثْشَبَعَ. فَدَخَلَتْ إِلَى أَمَامِ ٱلْمَلِكِ وَوَقَفَتْ بَيْنَ يَدَيِ ٱلْمَلِكِ. 29 فَحَلَفَ ٱلْمَلِكُ: حَيٌّ هُوَ ٱلرَّبُّ ٱلَّذِي فَدَى نَفْسِي مِنْ كُلِّ ضِيقَةٍ 30 إِنَّهُ كَمَا حَلَفْتُ لَكِ بِٱلرَّبِّ إِلٰهِ إِسْرَائِيلَ أَنَّ سُلَيْمَانَ ٱبْنَكِ يَمْلِكُ بَعْدِي وَهُوَ يَجْلِسُ عَلَى كُرْسِيِّي عِوَضاً عَنِّي، كَذٰلِكَ أَفْعَلُ هٰذَا ٱلْيَوْمَ. 31 فَخَرَّتْ بَثْشَبَعُ عَلَى وَجْهِهَا إِلَى ٱلأَرْضِ وَسَجَدَتْ لِلْمَلِكِ وَقَالَتْ: لِيَحْيَ سَيِّدِي ٱلْمَلِكُ دَاوُدُ إِلَى ٱلأَبَدِ. 32 وَقَالَ ٱلْمَلِكُ دَاوُدُ: اُدْعُ لِي صَادُوقَ ٱلْكَاهِنَ وَنَاثَانَ ٱلنَّبِيَّ وَبَنَايَاهُوَ بْنَ يَهُويَادَاعَ. فَدَخَلُوا إِلَى أَمَامِ ٱلْمَلِكِ. 33 فَقَالَ ٱلْمَلِكُ لَهُمْ: خُذُوا مَعَكُمْ عَبِيدَ سَيِّدِكُمْ، وَأَرْكِبُوا سُلَيْمَانَ ٱبْنِي عَلَى ٱلْبَغْلَةِ ٱلَّتِي لِي وَٱنْزِلُوا بِهِ إِلَى جِيحُونَ، 34 وَلْيَمْسَحْهُ هُنَاكَ صَادُوقُ ٱلْكَاهِنُ وَنَاثَانُ ٱلنَّبِيُّ مَلِكاً عَلَى إِسْرَائِيلَ، وَٱضْرِبُوا بِٱلْبُوقِ وَقُولُوا: لِيَحْيَ ٱلْمَلِكُ سُلَيْمَانُ. 35 وَتَصْعَدُونَ وَرَاءَهُ فَيَأْتِي وَيَجْلِسُ عَلَى كُرْسِيِّي وَهُوَ يَمْلِكُ عِوَضاً عَنِّي، وَإِيَّاهُ قَدْ أَوْصَيْتُ أَنْ يَكُونَ رَئِيساً عَلَى إِسْرَائِيلَ وَيَهُوذَا. 36 فَأَجَابَ بَنَايَاهُو بْنُ يَهُويَادَاعَ ٱلْمَلِكَ: آمِينَ. هٰكَذَا يَقُولُ ٱلرَّبُّ إِلٰهُ سَيِّدِي ٱلْمَلِكِ. 37 كَمَا كَانَ ٱلرَّبُّ مَعَ سَيِّدِي ٱلْمَلِكِ كَذٰلِكَ لِيَكُنْ مَعَ سُلَيْمَانَ، وَيَجْعَلْ كُرْسِيَّهُ أَعْظَمَ مِنْ كُرْسِيِّ سَيِّدِي ٱلْمَلِكِ دَاوُدَ. 38 فَنَزَلَ صَادُوقُ ٱلْكَاهِنُ وَنَاثَانُ ٱلنَّبِيُّ وَبَنَايَاهُو بْنُ يَهُويَادَاعَ وَٱلْجَلاَّدُونَ وَٱلسُّعَاةُ وَأَرْكَبُوا سُلَيْمَانَ عَلَى بَغْلَةِ ٱلْمَلِكِ دَاوُدَ، وَذَهَبُوا بِهِ إِلَى جِيحُونَ. 39 فَأَخَذَ صَادُوقُ ٱلْكَاهِنُ قَرْنَ ٱلدُّهْنِ مِنَ ٱلْخَيْمَةِ وَمَسَحَ سُلَيْمَانَ. وَضَرَبُوا بِٱلْبُوقِ، وَقَالَ جَمِيعُ ٱلشَّعْبِ: لِيَحْيَ ٱلْمَلِكُ سُلَيْمَانُ. 40 وَصَعِدَ جَمِيعُ ٱلشَّعْبِ وَرَاءَهُ. وَكَانَ ٱلشَّعْبُ يَضْرِبُونَ بِٱلنَّايِ وَيَفْرَحُونَ فَرَحاً عَظِيماً حَتَّى ٱنْشَقَّتِ ٱلأَرْضُ مِنْ أَصْوَاتِهِمْ».

2صموئيل 4: 9 ع 13 و17 دانيال 2: 4 و3: 9 ع 8 و2صموئيل 20: 6 و7 و2أيام 32: 30 و33: 14 و1صموئيل 10: 1 و16: 3 و12 و2صموئيل 15: 10 ع 25 يشوع 1: 5 و17 و1صموئيل 20: 13 ع 47 ع 8 و2صموئيل 8: 18 ع 33 خروج 30: 23 - 32 و1أيام 16: 39 ومزمور 89: 20 و1أيام 29: 22 ع 34

اُدْعُ لِي بَثْشَبَعَ كانت قد خرجت حينما دخل ناثان. وكان من تدبيرها أن كل واحد منهما يتكلم وحده وكأنه بلا مفاوضة سابقة.

فَحَلَفَ ٱلْمَلِكُ (ع 29) جدّد حلفه السابق.

حَيٌّ هُوَ ٱلرَّبُّ الحلف من هذا النوع كثير في الكتاب. هكذا حلف جدعون (قضاة 8: 19) وبوعز (راعوث 3: 13) وشاول (1صموئيل 14: 39) ويوناثان وأخيش وإتاي والأنبياء. ومن عادة داود القول «الذي فدى نفسي من كل ضيق» (2صموئيل 4: 9).

لِيَحْيَ سَيِّدِي ٱلْمَلِكُ دَاوُدُ إِلَى ٱلأَبَدِ (ع 31) كي لا يفهم الملك من كلامها بشأن سليمان أنها طالبة سرعة موت الملك.

صَادُوقَ ٱلْكَاهِنَ (ع 32) لأن مسح سليمان ملكاً من خصائص منصبه.

بَنَايَاهُوَ كان رئيس الجلادين والسعاة. والظاهر أنه أخذ جيشه معه. وكلام الملك هذا يدل على جودة عقله وقوة عزمه وإن كان ضعيفاً بالجسد.

خُذُوا مَعَكُمْ عَبِيدَ سَيِّدِكُمْ (33) أي ما يلزمهم من القوة العسكرية (2صموئيل 20: 6) فلم ينس أن يوآب مع أدونيا وهو رجل حرب.

وَأَرْكِبُوا سُلَيْمَانَ ٱبْنِي عَلَى ٱلْبَغْلَةِ ٱلَّتِي لِي الركوب على بغلة الملك دليل على أنه صار ملكاً.

إِلَى جِيحُونَ موضعه مجهول إلا أنه ينبوع ماء قرب أورشليم وعين روجل حيث كان أدونيا ورجاله مجتمعين فسمعوا صوت الهتاف من جيحون (ع 41). واختاروا جيحون موضعاً لمسحه وليس أورشليم لأنهم قصدوا احتفالاً عظيماً ذهاباً وإياباً أمام جميع الشعب.

وَلْيَمْسَحْهُ هُنَاكَ صَادُوقُ ٱلْكَاهِنُ (ع 34) كان المسح علامة حلول النعمة من الله فكان للملوك كشاول (1صموئيل 10: 1) وداود (1صموئيل 16: 13) وياهو (1ملوك 19: 16) ويواش (2أيام 23: 11) وكان أيضاً لرؤساء الكهنة والأنبياء.

وَٱضْرِبُوا بِٱلْبُوقِ إعلان للشعب أن سليمان قد ملك (2ملوك 9: 13) وليس في الكتاب خبر بمسح أدونيا ولا بالضرب بالبوق لأجله. فداود ورجاله بسرعتهم وقفوا عمل أدونيا قبلما كمل.

وَتَصْعَدُونَ وَرَاءَهُ (ع 35) بعد مسحه في جيجون يأتون به إلى أورشليم باحتفال. ويسوع وهو ابن داود بالجسد دخل أورشليم باحتفال راكباً على أتان (متّى 21: 4 و5).

رَئِيساً عَلَى إِسْرَائِيلَ وَيَهُوذَا في الاسم رئيساً إشارة إلى المدعو من الله ليقود شعبه. كشاول (1صموئيل 9: 16) وداود (1صموئيل 25: 30) وحزقيال (2ملوك 20: 5) والمسيح (دانيال 9: 25).

آمِينَ (36) بقوله هذا قبل كل ما كان الملك قاله وتعهد بأنه يكون عاملاً مع الملك وتحت أمره. وقال أيضاً هكذا يقول الرب فأشار إلى أن القصد والتدبير والعمل من الإنسان وأما نجاح العمل فمن الرب وحده.

أَعْظَمَ مِنْ كُرْسِيِّ... دَاوُدَ (ع 37) إن الوالد لا يغضب إذا نجح ابنه وتمجد أكثر منه. وكان كرسي سليمان أعظم من كرسي داود بالمجد العالمي ولكن بجميع الصفات الروحية كان داود أعظم منه.

ٱلْجَلاَّدُونَ وَٱلسُّعَاةُ (ع 38) (2صموئيل 8: 18).

قَرْنَ ٱلدُّهْنِ (ع 39) الدهن المقدس (خروج 30: 25).

مِنَ ٱلْخَيْمَةِ خيمة الاجتماع في جبعون التي كان صادوق خادمها. ويقول بعضهم أنه من خيمة التابوت في أورشليم ويسندون قولهم على بعد جبعون من أورشليم وهو نحو ساعتين.

وَقَالَ جَمِيعُ ٱلشَّعْبِ كانوا قد سمعوا خبر مسح سليمان فاجتمع كثيرون وليس فقط عبيد داود (ع 33) فوافق الشعب على تعيين سليمان ملكاً.

41 - 53 «41 فَسَمِعَ أَدُونِيَّا وَجَمِيعُ ٱلْمَدْعُوِّينَ ٱلَّذِينَ عِنْدَهُ بَعْدَمَا ٱنْتَهُوا مِنَ ٱلأَكْلِ. وَسَمِعَ يُوآبُ صَوْتَ ٱلْبُوقِ فَقَالَ: لِمَاذَا صَوْتُ ٱلْقَرْيَةِ مُضْطَرِبٌ؟ 42 وَفِيمَا هُوَ يَتَكَلَّمُ إِذَا بِيُونَاثَانَ بْنِ أَبِيَاثَارَ ٱلْكَاهِنِ قَدْ جَاءَ فَقَالَ أَدُونِيَّا: تَعَالَ لأَنَّكَ ذُو بَأْسٍ وَتُبَشِّرُ بِٱلْخَيْرِ. 43 فَأَجَابَ يُونَاثَانُ: بَلْ سَيِّدُنَا ٱلْمَلِكُ دَاوُدُ قَدْ مَلَّكَ سُلَيْمَانَ. 44 وَأَرْسَلَ ٱلْمَلِكُ مَعَهُ صَادُوقَ ٱلْكَاهِنَ وَنَاثَانَ ٱلنَّبِيَّ وَبَنَايَاهُوَ بْنَ يَهُويَادَاعَ وَٱلْجَلاَّدِينَ وَٱلسُّعَاةَ، وَقَدْ أَرْكَبُوهُ عَلَى بَغْلَةِ ٱلْمَلِكِ، 45 وَمَسَحَهُ صَادُوقُ ٱلْكَاهِنُ وَنَاثَانُ ٱلنَّبِيُّ مَلِكاً فِي جِيحُونَ، وَصَعِدُوا مِنْ هُنَاكَ فَرِحِينَ حَتَّى ٱضْطَرَبَتِ ٱلْقَرْيَةُ. هٰذَا هُوَ ٱلصَّوْتُ ٱلَّذِي سَمِعْتُمُوهُ. 46 وَأَيْضاً قَدْ جَلَسَ سُلَيْمَانُ عَلَى كُرْسِيِّ ٱلْمَمْلَكَةِ. 47 وَأَيْضاً جَاءَ عَبِيدُ ٱلْمَلِكِ لِيُبَارِكُوا سَيِّدَنَا ٱلْمَلِكَ دَاوُدَ قَائِلِينَ: يَجْعَلُ إِلٰهُكَ ٱسْمَ سُلَيْمَانَ أَحْسَنَ مِنِ ٱسْمِكَ، وَكُرْسِيَّهُ أَعْظَمَ مِنْ كُرْسِيِّكَ. فَسَجَدَ ٱلْمَلِكُ عَلَى سَرِيرِهِ. 48 وَأَيْضاً هٰكَذَا قَالَ ٱلْمَلِكُ: مُبَارَكٌ ٱلرَّبُّ إِلٰهُ إِسْرَائِيلَ ٱلَّذِي أَعْطَانِيَ ٱلْيَوْمَ مَنْ يَجْلِسُ عَلَى كُرْسِيِّي وَعَيْنَايَ تُبْصِرَانِ. 49 فَٱرْتَعَدَ وَقَامَ جَمِيعُ مَدْعُوِّي أَدُونِيَّا وَذَهَبُوا كُلُّ وَاحِدٍ فِي طَرِيقِهِ. 50 وَخَافَ أَدُونِيَّا مِنْ سُلَيْمَانَ، وَقَامَ وَٱنْطَلَقَ وَتَمَسَّكَ بِقُرُونِ ٱلْمَذْبَحِ. 51 فَأُخْبِرَ سُلَيْمَانُ: هُوَذَا أَدُونِيَّا خَائِفٌ مِنَ ٱلْمَلِكِ سُلَيْمَانَ، وَهُوَذَا قَدْ تَمَسَّكَ بِقُرُونِ ٱلْمَذْبَحِ قَائِلاً: لِيَحْلِفْ لِي ٱلْيَوْمَ ٱلْمَلِكُ سُلَيْمَانُ إِنَّهُ لاَ يَقْتُلُ عَبْدَهُ بِٱلسَّيْفِ. 52 فَقَالَ سُلَيْمَانُ: إِنْ كَانَ ذَا فَضِيلَةٍ لاَ يَسْقُطُ مِنْ شَعْرِهِ إِلَى ٱلأَرْضِ. وَلٰكِنْ إِنْ وُجِدَ بِهِ شَرٌّ فَإِنَّهُ يَمُوتُ. 53 فَأَرْسَلَ ٱلْمَلِكُ سُلَيْمَانُ فَأَنْزَلُوهُ عَنِ ٱلْمَذْبَحِ، فَأَتَى وَسَجَدَ لِلْمَلِكِ سُلَيْمَانَ. فَقَالَ لَهُ سُلَيْمَانُ: ٱذْهَبْ إِلَى بَيْتِكَ».

2صموئيل 15: 27 و36 و17: 17 و2صموئيل 18: 27 ع 40 و1أيام 29: 23 ع 37 تكوين 47: 31 ص 3: 6 و2صموئيل 7: 12 ص 2: 28 وخروج 27: 2 و30: 10 و1صموئيل 14: 45 و2صموئيل 14: 11

فَسَمِعَ أَدُونِيَّا لا شك في أنهم كانوا خائفين ومنتظرين حدوث شيء في المدينة. وسمع يوآب وكان هو مسؤولاً أكثر من غيره لأنه رئيس الجيش.

يُونَاثَانَ (ع 42) وهو الذي ذهب وأخبر داود بما حدث في أورشليم من أمر أبشالوم (2صموئيل 17: 15 - 22).

ذُو بَأْسٍ وَتُبَشِّرُ بِٱلْخَيْرِ بقوله هذا حاول أدونيا أن يشجع نفسه والذين كانوا معه غير أنه عرف أن الصوت هو صوت الفرح والفرح في أورشليم لا يكون فرحاً له.

بَلْ (ع 43) أي لا أبشركم بالخير بل الخ (تكوين 17: 19).

وَأَيْضاً قَدْ جَلَسَ سُلَيْمَانُ (ع 46) بعد رجوعه ورجوع الشعب معه من جيحون بفرح عظيم (ع 40).

جَاءَ عَبِيدُ ٱلْمَلِكِ لِيُبَارِكُوا سَيِّدَنَا ٱلْمَلِكَ (ع 47) نستنتج أن الملك استقبل عبيده وإن كان لا يقدر أن يقوم من سريره.

مُبَارَكٌ ٱلرَّبُّ شكر الله لأنه رأى على كرسيه ابنه سليمان المحبوب الذي له الوعد. وذلك من النوادر لأن جلوس الملك يكون بعد موت أبيه. فكان آخر حياة داود مثل نور الشمس في المغرب بعد نهار غيم ومطر.

كُلُّ وَاحِدٍ فِي طَرِيقِهِ (ع 49) ملك ساعة من الزمان فقط (ع 25) كانوا جميعهم أصحاب غايات نفسية بلا محبة مخلصة لأدونيا وبلا اتحاد بعضهم مع بعض.

تَمَسَّكَ بِقُرُونِ ٱلْمَذْبَحِ (ع 50) كان التابوت في أورشليم وكان عنده مذبح (2صموئيل 6: 17) وكان أبياثار الكاهن خادمه. فالظاهر أن أدونيا التجأ إليه ولعل هذا كان برأي أبياثار. وقرون المذبح موصوفة في (خروج 27: 2 الخ). كانت القرون من خشب مغشاة بنحاس وحينما كان رئيس الكهنة يقدم الكفارة السنوية كان يجعل من الدم عليها (خروج 29: 12 و30: 10) فكان المكان مقدساً.

لِيَحْلِفْ لِي ٱلْيَوْمَ (ع 51) ظن أنه لا يمكن قتله ما دام متمسكاً بقرون المذبح فلا يتركها حتى يحلف له الملك إنه لا يقتله. غير أن قولاً مثل هذا لم يخلص يوآب (2: 28 - 34).

إِنْ كَانَ ذَا فَضِيلَةٍ (52) أي إن كان أميناً للملك سليمان.

أَنْزَلُوهُ عَنِ ٱلْمَذْبَحِ (ع 53) ليس للمذبح درج (خروج 20: 26) ولكنه في مكان مرتفع.

ٱذْهَبْ إِلَى بَيْتِكَ أي عفا عنه وأعطاه حرّيته. وهكذا مهّد الطريق لاتباع أدونيا كي يخضعوا للملك.

فوائد

  1. ع 1 «وشاخ الملك داود». (1) لحياة الإنسان على الأرض نهاية مهما كان غنياً ومكرماً وعالماً (2) إن كل مرض وضعف ولا سيما ضعف الشيخوخة تنبيه من الرب للإنسان ليكون مستعداً للانتقال (3) إن الضعف الجسدي يجب أن يُبلط غرام الإنسان باللذات العالمية ويشوقه إلى الأفراح الأبدية الحقيقية.

  2. ع 5 «ترفّع قائلاً أنا أملك». صفات أدونيا يجب الابتعاد عنها (1) اعتاد من صغره العمل بحسب إرادته. (2) له بركات كثيرة كالجمال الجسدي والغنى والمجد ولم يشكر الله عليها وما اكتفى بها بل اشتهى ما ليس له (3) نظر إلى ظاهر الأمور كالخيل والمركبات والخدم والهتاف ولم ينظر إلى حقيقتها كخدمة الله والشعب (4) تعدى على ترتيب الله إذ حاول أن يأخذ بالقوة ما لم يدعه الله إليه.

اَلأَصْحَاحُ ٱلثَّانِي

إذا قصدنا ترتيب الحوادث حسب زمانها نُدخل (1أيام 28 و29) بين الأصحاح الأول والأصحاح الثاني من الملوك الأول. إذ بعد مسح سليمان ملكاً وجلوسه على كرسي أبيه كما ذُكر في الأصحاح الأول جمع داود كل رؤساء إسرائيل إلى أورشليم ووقف وخاطبهم وخاطب ابنه سليمان وأعطاه مثال كل ما كان عنده بالروح لديار بيت الرب ولخدمته وسلم له الذهب والفضة التي كان قد جمعها لأجل بيت الرب وأوصى الشعب بالعمل فقدموا من أموالهم وصلوا وذبحوا ذبائح وملّكوا سليمان ثانية ومسحوه للرب رئيساً.

1 - 12 «1 وَلَمَّا قَرُبَتْ أَيَّامُ وَفَاةِ دَاوُدَ أَوْصَى سُلَيْمَانَ ٱبْنَهُ: 2 أَنَا ذَاهِبٌ فِي طَرِيقِ ٱلأَرْضِ كُلِّهَا. فَتَشَدَّدْ وَكُنْ رَجُلاً. 3 اِحْفَظْ شَعَائِرَ ٱلرَّبِّ إِلٰهِكَ إِذْ تَسِيرُ فِي طُرُقِهِ وَتَحْفَظُ فَرَائِضَهُ وَصَايَاهُ وَأَحْكَامَهُ وَشَهَادَاتِهِ كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ فِي شَرِيعَةِ مُوسَى، لِتُفْلِحَ فِي كُلِّ مَا تَفْعَلُ وَحَيْثُمَا تَوَجَّهْتَ. 4 لِيُقِيمَ ٱلرَّبُّ كَلاَمَهُ ٱلَّذِي تَكَلَّمَ بِهِ عَنِّي قَائِلاً: إِذَا حَفِظَ بَنُوكَ طَرِيقَهُمْ وَسَلَكُوا أَمَامِي بِٱلأَمَانَةِ مِنْ كُلِّ قُلُوبِهِمْ وَكُلِّ أَنْفُسِهِمْ لاَ يُعْدَمُ لَكَ رَجُلٌ عَنْ كُرْسِيِّ إِسْرَائِيلَ. 5 وَأَنْتَ أَيْضاً تَعْلَمُ مَا فَعَلَ بِي يُوآبُ ٱبْنُ صَرُويَةَ، مَا فَعَلَ لِرَئِيسَيْ جُيُوشِ إِسْرَائِيلَ: ٱبْنَيْرَ بْنِ نَيْرَ وَعَمَاسَا بْنِ يَثْرٍ إِذْ قَتَلَهُمَا وَسَفَكَ دَمَ ٱلْحَرْبِ فِي ٱلصُّلْحِ، وَجَعَلَ دَمَ ٱلْحَرْبِ فِي مِنْطَقَتِهِ ٱلَّتِي عَلَى حَقَوَيْهِ وَفِي نَعْلَيْهِ ٱللَّتَيْنِ بِرِجْلَيْهِ. 6 فَٱفْعَلْ حَسَبَ حِكْمَتِكَ وَلاَ تَدَعْ شَيْبَتَهُ تَنْحَدِرُ بِسَلاَمٍ إِلَى ٱلْهَاوِيَةِ. 7 وَٱفْعَلْ مَعْرُوفاً لِبَنِي بَرْزِلاَّيَ ٱلْجِلْعَادِيِّ فَيَكُونُوا بَيْنَ ٱلآكِلِينَ عَلَى مَائِدَتِكَ، لأَنَّهُمْ تَقَدَّمُوا إِلَيَّ عِنْدَ هَرَبِي مِنْ وَجْهِ أَبْشَالُومَ أَخِيكَ. 8 وَهُوَذَا مَعَكَ شَمْعِي بْنُ جِيرَا ٱلْبِنْيَامِينِيُّ مِنْ بَحُورِيمَ. وَهُوَ لَعَنَنِي لَعْنَةً شَدِيدَةً يَوْمَ ٱنْطَلَقْتُ إِلَى مَحَنَايِمَ وَقَدْ نَزَلَ لِلِقَائِي إِلَى ٱلأُرْدُنِّ، فَحَلَفْتُ لَهُ بِٱلرَّبِّ إِنِّي لاَ أُمِيتُكَ بِٱلسَّيْفِ. 9 وَٱلآنَ فَلاَ تُبَرِّرْهُ لأَنَّكَ أَنْتَ رَجُلٌ حَكِيمٌ، فَٱعْلَمْ مَا تَفْعَلُ بِهِ وَأَحْدِرْ شَيْبَتَهُ بِٱلدَّمِ إِلَى ٱلْهَاوِيَةِ. 10 وَٱضْطَجَعَ دَاوُدُ مَعَ آبَائِهِ وَدُفِنَ فِي مَدِينَةِ دَاوُدَ. 11 وَكَانَ ٱلزَّمَانُ ٱلَّذِي مَلَكَ فِيهِ دَاوُدُ عَلَى إِسْرَائِيلَ أَرْبَعِينَ سَنَةً. فِي حَبْرُونَ مَلَكَ سَبْعَ سِنِينٍ، وَفِي أُورُشَلِيمَ مَلَكَ ثَلاَثاً وَثَلاَثِينَ سَنَةً. 12 وَجَلَسَ سُلَيْمَانُ عَلَى كُرْسِيِّ دَاوُدَ أَبِيهِ وَتَثَبَّتَ مُلْكُهُ جِدّاً».

تكوين 47: 29 وتثنية 31: 14 يشوع 23: 14 تثنية 31: 7 و23 ويشوع 1: 6 و7 تثنية 17: 18 - 20 و1أيام 22: 12 و13 و2صموئيل 7: 25 مزمور 132: 12 و2ملوك 20: 3 ص 8: 25 و9: 5 و2صموئيل 7: 12 و13 و2صموئيل 2: 13 و18 ع 32 و2صموئيل 3: 27 و2صموئيل 20: 10 ع 9 و2صموئيل 19: 31 - 38 و2صموئيل 9: 7 و10 و2صموئيل 17: 27 - 29 و2صموئيل 16: 5 - 8 و2صموئيل 19: 18 - 23 ع 6 أعمال 2: 29 و13: 36 ص 3: 1 و2صموئيل 5: 7 و2صموئيل 5: 4 و5 و1أيام 29: 26 و27 و2صموئيل 5: 5 و1أيام 29: 23 و2أيام 1: 1

أَنَا ذَاهِبٌ فِي طَرِيقِ ٱلأَرْضِ كُلِّهَا (ع 2) تؤدي طريق كل إنسان إلى القبر أراد أم لم يرد. انظر قول يشوع في آخر حياته (يشوع 23: 14) وقول أيوب (16: 22) إذا مضت سنون قليلة أسلك في طريق لا أعود منها.

فَتَشَدَّدْ انظر وصية موسى ليشوع (تثنية 31: 7 و23) فإن موسى سلّم ليشوع رئاسة الشعب كما سلّمها داود لابنه سليمان وأوصى داود سليمان كما أوصى موسى يشوع. والمظنون أن عمر سليمان كان نحو عشرين سنة فكان فتىً صغيراً (3: 7) بالنسبة إلى المطلوب منه وهو ملك شعب عظيم.

اِحْفَظْ شَعَائِرَ ٱلرَّبِّ (ع 3) إشارة إلى وصية الرب في (تثنية 17: 18 - 20) إن شريعته تكون مع الملك ويقرأ فيها كل أيام حياته.

لِتُفْلِحَ الأمر واضح جداً إن الفلاح هو في حفظ وصايا الله وهذا الأمر صحيح اليوم كما في القديم ولكن أكثر الناس يسلكون كأنهم لم يسمعوه أو لا يصدقونه.

إِذَا حَفِظَ (ع 4) (انظر 8: 25 ومزمور 132: 12) ولعل الكلام في (2صموئيل 7: 12 - 16) اختصار ما قاله الرب.

لاَ يُعْدَمُ لَكَ رَجُلٌ في مدة مملكة يهوذا إلى زمان سبي بابل لم يكن ملك على يهوذا إلا من نسل داود.

مَا فَعَلَ بِي يُوآبُ (ع 5) في شريعة موسى إن القاتل يُقتل (عدد 35: 16 - 19 و30 - 33). وكان يوآب قد قتل أبنير (2صموئيل ص 3) وعماسا (2صموئيل 20: 4 - 12) غدراً وسفك دم الحرب في الصلح أي أغواهما فقتلهما وهما غير مستعدين. وداود لم يقدر أن يجازي يوآب كما استحق لأنه رئيس الجيش وأقوى من الملك. وقال داود «ما فعل بي» أي كان فعل يوآب كإهانة لداود وعصيان عليه لأنه بلا أمره ومخالف لإرادته.

فِي مِنْطَقَتِهِ... وَفِي نَعْلَيْهِ لما قتل عماسا تلطخ يوآب بالدم. ولعل داود رأى هذه اللطخة في منطقته وفي نعليه حينما رجع إلى أورشليم.

فَٱفْعَلْ حَسَبَ حِكْمَتِكَ (ع 6) أوصاه بقتل يوآب وأما طريقة قتله فترجع لحكمته.

بَنِي بَرْزِلاَّيَ كان برزلاي من الذين قدّموا للملك فرشاً وآنية وطعاماً في البرية حينما هرب من وجه أبشالوم (2صموئيل 17: 27 - 29) ونزل من روجليم وعبر الأردن مع الملك (2صموئيل 19: 31) ودعاه الملك إلى الذهاب معه إلى أورشليم فاستعفى برزلاي لسبب شيخوخته ولكنه أوصى الملك بكمهام وهو ابنه بحسب الظاهر وأحد البنين المذكورين.

ٱلآكِلِينَ عَلَى مَائِدَتِكَ على نفقة الملك كمفيبوشث (2صموئيل 9: 7). تذكر داود الذين عملوا معه معروفاً وليس فقط الذين أخطأوا إليه. ونرى من (4: 22 و23) إن سليمان أطعم كثيرين من مائدته.

شَمْعِي (ع 8) وهو غير شمعي المذكور في (1: 8) وشمعي هذا سب داود ورشقه بالحجارة حينما هرب من أبشالوم (2صموئيل 16: 5 - 13). ولما رجع داود اعترف بخطيئته وعفا الملك عنه (2صموئيل 19: 16 - 23) وحلف له أنه لا يُقتل. ومع ذلك أوصى سليمان بقتله (ع 9). كان شمعي بنيامينياً وله أتباع فيُخاف منه. ولعل داود أراد أن ينتقم منه ولم يقدر لسبب حلفه فأوصى ابنه بقتله. وداود وإن كان رجلاً حسب قلب الله فلم يكن كاملاً.

بَحُورِيمَ (انظر 2صموئيل 3: 16 وتفسيره).

مَحَنَايِمَ (انظر 2صموئيل 17: 24 وتفسيره).

مَدِينَةِ دَاوُدَ (ع 10) أو مدينة صهيون (2صموئيل 5: 7) والدفن في داخل المدينة كان للملوك والأنبياء فقط.

أَرْبَعِينَ سَنَةً (ع 11) كانت المدة تماماً أربعين سنة وستة أشهر (2صموئيل 5: 7). كان داود أحسن ملوك إسرائيل وأحسن جميع الملوك في القديم. فإنه امتاز في صفاته الجسدية والعقلية إذ كان جميلاً وقوياً ومحباً ومحبوباً وكريماً وعادلاً وشجاعاً وصبوراً متسلطاً على الناس وعلى نفسه أيضاً. وامتاز أيضاً في صفاته الروحية إذ كان محباً للرب من كل قلبه ومتكلاً عليه وخاضعاً له في كل أمور حياته. وامتاز في توبته ورجوعه إلى الله بعدما أخطأ. ونعرفه كما هو من المزامير وهي لا تعبر عن أفكار داود فقط بل عن أفكار جميع الأتقياء في كل قرن وفي كل بلاد.

13 - 25 «13 ثُمَّ جَاءَ أَدُونِيَّا ٱبْنُ حَجِّيثَ إِلَى بَثْشَبَعَ أُمِّ سُلَيْمَانَ. فَقَالَتْ: أَلِلسَّلاَمِ جِئْتَ؟ فَقَالَ: لِلسَّلاَمِ. 14 ثُمَّ قَالَ: لِي مَعَكِ كَلِمَةٌ. فَقَالَتْ: تَكَلَّمْ. 15 فَقَالَ: أَنْتِ تَعْلَمِينَ أَنَّ ٱلْمُلْكَ كَانَ لِي، وَقَدْ جَعَلَ جَمِيعُ إِسْرَائِيلَ وُجُوهَهُمْ نَحْوِي لأَمْلِكَ، فَدَارَ ٱلْمُلْكُ وَصَارَ لأَخِي لأَنَّهُ مِنْ قِبَلِ ٱلرَّبِّ صَارَ لَهُ. 16 وَٱلآنَ أَسْأَلُكِ سُؤَالاً وَاحِداً فَلاَ تَرُدِّينِي فِيهِ. فَقَالَتْ لَهُ: تَكَلَّمْ. 17 فَقَالَ: قُولِي لِسُلَيْمَانَ ٱلْمَلِكِ، لأَنَّهُ لاَ يَرُدُّكِ، أَنْ يُعْطِيَنِي أَبِيشَجَ ٱلشُّونَمِيَّةَ ٱمْرَأَةً. 18 فَقَالَتْ بَثْشَبَعُ: حَسَناً. أَنَا أَتَكَلَّمُ عَنْكَ إِلَى ٱلْمَلِكِ. 19 فَدَخَلَتْ بَثْشَبَعُ إِلَى ٱلْمَلِكِ سُلَيْمَانَ لِتُكَلِّمَهُ عَنْ أَدُونِيَّا. فَقَامَ ٱلْمَلِكُ لِلِقَائِهَا وَسَجَدَ لَهَا وَجَلَسَ عَلَى كُرْسِيِّهِ، وَوَضَعَ كُرْسِيّاً لأُمِّ ٱلْمَلِكِ فَجَلَسَتْ عَنْ يَمِينِهِ. 20 وَقَالَتْ: إِنَّمَا أَسْأَلُكَ سُؤَالاً وَاحِداً صَغِيراً. لاَ تَرُدَّنِي. فَقَالَ لَهَا ٱلْمَلِكُ: ٱسْأَلِي يَا أُمِّي لأَنِّي لاَ أَرُدُّكِ. 21 فَقَالَتْ: لِتُعْطَ أَبِيشَجُ ٱلشُّونَمِيَّةُ لأَدُونِيَّا أَخِيكَ ٱمْرَأَةً. 22 فَأَجَابَ ٱلْمَلِكُ سُلَيْمَانُ: وَلِمَاذَا أَنْتِ تَسْأَلِينَ أَبِيشَجَ ٱلشُّونَمِيَّةَ لأَدُونِيَّا؟ فَٱسْأَلِي لَهُ ٱلْمُلْكَ لأَنَّهُ أَخِي ٱلأَكْبَرُ مِنِّي! لَهُ وَلأَبِيَاثَارَ ٱلْكَاهِنِ وَلِيُوآبَ ٱبْنِ صَرُويَةَ. 23 وَحَلَفَ سُلَيْمَانُ ٱلْمَلِكُ بِٱلرَّبِّ: هٰكَذَا يَفْعَلُ لِيَ ٱللّٰهُ وَهٰكَذَا يَزِيدُ إِنَّهُ قَدْ تَكَلَّمَ أَدُونِيَّا بِهٰذَا ٱلْكَلاَمِ ضِدَّ نَفْسِهِ. 24 وَٱلآنَ حَيٌّ هُوَ ٱلرَّبُّ ٱلَّذِي ثَبَّتَنِي وَأَجْلَسَنِي عَلَى كُرْسِيِّ دَاوُدَ أَبِي، وَٱلَّذِي صَنَعَ لِي بَيْتاً كَمَا تَكَلَّمَ، إِنَّهُ ٱلْيَوْمَ يُقْتَلُ أَدُونِيَّا. 25 فَأَرْسَلَ ٱلْمَلِكُ سُلَيْمَانُ بِيَدِ بَنَايَاهُو بْنِ يَهُويَادَاعَ فَبَطَشَ بِهِ فَمَاتَ».

1صموئيل 16: 4 ع 22 و2صموئيل 3: 3 و4 ص 1: 5 و25 ص 1: 38 - 50 و1أيام 22: 9 و10 و28: 5 - 7 ص 1: 3 و4 و2صموئيل 12: 8 و1ملوك 15: 13 مزمور 45: 9 ع 16 ص 1: 3 و4 و2صموئيل 12: 8 ع 15 وص 1: 6 و1أيام 3: 2 و5 ص 1: 7 راعوث 1: 17 و2صموئيل 7: 11 و13 و1أيام 22: 10 و2صموئيل 8: 18

أَلِلسَّلاَمِ جِئْتَ خافت بثشبع من أدونيا لأنه كان سابقاً خصماً لابنها سليمان وظنت أنه قاصد دسيسة جديدة.

ٱلْمُلْكَ كَانَ لِي (ع 15) لأنه أكبر أبناء داود الأحياء.

قَدْ جَعَلَ جَمِيعُ إِسْرَائِيلَ وُجُوهَهُمْ نَحْوِي على ظنه وعلى قوله. والأرجح أن الأمر كان بالعكس والذين كانوا معه كانوا قليلين بالنسبة إلى الذين كانوا مع سليمان.

مِنْ قِبَلِ ٱلرَّبِّ تظاهر بالتقوى والتسليم لينال غايته من بثشبع.

لأَنَّهُ لاَ يَرُدُّكِ (ع 17) وهكذا تملقها. وهي ولا شك افتخرت في كونها والدة الملك ولها سلطة عليه.

يُعْطِيَنِي أَبِيشَجَ طلبها ليس فقط لأنها جميلة المنظر بل أيضاً لأنها كانت لأبيه وإذا أخذها يظهر للناس أنه خلفه فيكون أخذها استعداداً للادعاء بالملك (2صموئيل 12: 8). وأما بثشبع فلم تفهم غايته السرّية وربما أحبت أن تكون الوسيطة بين هذين العروسين الجميلين.

فَقَامَ ٱلْمَلِكُ (ع 19) كرّمها لكونها أمه وسمع كلامها ووعدها أنه لا يردها والأمر واضح أنه استثنى من قوله ما يمس المملكة لأنه في أمور المملكة الحكم له وليس لأمه.

فَٱسْأَلِي لَهُ ٱلْمُلْكَ (ع 22) عرف الغاية السرّية وعرف أيضاً أن أدونيا متفق مع يوآب وأبياثار. ولعل سليمان قصد أن يأخذ أبيشج لنفسه.

وصَنَعَ لِي بَيْتاً (ع 24) كلمة بيت هنا بمعنى مُلك بالإجمال. قيل في أستير 8: 1 «أَعْطَى ٱلْمَلِكُ أَحْشَوِيرُوشُ لأَسْتِيرَ ٱلْمَلِكَةِ بَيْتَ هَامَانَ» أي جميع أملاكه.

فَأَرْسَلَ ٱلْمَلِكُ... بِيَدِ بَنَايَاهُو (ع 25) كان سليمان حاكماً مطلقاً فقتل من أراد قتله بلا محاكمة قانونية. وهكذا نفى أبياثار (ع 26) وأمر بقتل يوآب (ع 29) وشمعي (ع 46).

26، 27 «26 وَقَالَ ٱلْمَلِكُ لأَبِيَاثَارَ ٱلْكَاهِنِ: ٱذْهَبْ إِلَى عَنَاثُوثَ إِلَى حُقُولِكَ لأَنَّكَ مُسْتَوْجِبُ ٱلْمَوْتِ، وَلَسْتُ أَقْتُلُكَ فِي هٰذَا ٱلْيَوْمِ لأَنَّكَ حَمَلْتَ تَابُوتَ سَيِّدِي ٱلرَّبِّ أَمَامَ دَاوُدَ أَبِي، وَلأَنَّكَ تَذَلَّلْتَ بِكُلِّ مَا تَذَلَّلَ بِهِ أَبِي. 27 وَطَرَدَ سُلَيْمَانُ أَبِيَاثَارَ عَنْ أَنْ يَكُونَ كَاهِناً لِلرَّبِّ لإِتْمَامِ كَلاَمِ ٱلرَّبِّ ٱلَّذِي تَكَلَّمَ بِهِ عَلَى بَيْتِ عَالِي فِي شِيلُوهَ».

يشوع 21: 18 وإرميا 1: 1 و1صموئيل 26: 16 و1صموئيل 23: 6 و2صموئيل 15: 24 - 29 و1صموئيل 22: 20 - 23 و23: 8 و9 و1صموئيل 2: 27 - 36

عَنَاثُوثَ (ع 26) مدينة في بنيامين للاويين وهي مسقط رأس إرميا النبي وعلى بُعد أربعة أميال من أورشليم إلى الشمال الغربي اسمها اليوم عناتا.

حَمَلْتَ تَابُوتَ سَيِّدِي ٱلرَّبِّ حينما هرب داود من أبشالوم (1صموئيل 15: 24 - 29).

تَذَلَّلْتَ بِكُلِّ مَا تَذَلَّلَ بِهِ هرب من نوب من وجه شاول وكان مع داود حينما طرده شاول (1صموئيل 22: 20) وكان معه في أيام ضيقاته (1صموئيل 23: 8 و9) فلم يقتله سليمان بل نفاه إلى مدينته وإلى حقوله هناك وعزله عن الكهنوت.

لإِتْمَامِ كَلاَمِ ٱلرَّبِّ (ع27) (1صموئيل 2: 31 - 36) كانت النبوة لعالي إن الكهنوت يُنزع عن بيته. وكان أبياثار بن أخيمالك ابن أخيطوب ابن فينحاس ابن عالي ومن نسل إيثامار ابن هارون.

28 - 35 «28 فَأَتَى ٱلْخَبَرُ إِلَى يُوآبَ، لأَنَّ يُوآبَ مَالَ وَرَاءَ أَدُونِيَّا وَلَمْ يَمِلْ وَرَاءَ أَبْشَالُومَ. فَهَرَبَ يُوآبُ إِلَى خَيْمَةِ ٱلرَّبِّ وَتَمَسَّكَ بِقُرُونِ ٱلْمَذْبَحِ. 29 فَأُخْبِرَ ٱلْمَلِكُ سُلَيْمَانُ بِأَنَّ يُوآبَ قَدْ هَرَبَ إِلَى خَيْمَةِ ٱلرَّبِّ وَهَا هُوَ بِجَانِبِ ٱلْمَذْبَحِ. فَأَرْسَلَ سُلَيْمَانُ بَنَايَاهُوَ بْنَ يَهُويَادَاعَ قَائِلاً: ٱذْهَبِ ٱبْطِشْ بِهِ. 30 فَدَخَلَ بَنَايَاهُو إِلَى خَيْمَةِ ٱلرَّبِّ وَقَالَ لَهُ: هٰكَذَا يَقُولُ ٱلْمَلِكُ: ٱخْرُجْ. فَقَالَ: كَلاَّ وَلٰكِنَّنِي هُنَا أَمُوتُ. فَرَدَّ بَنَايَاهُو ٱلْجَوَابَ عَلَى ٱلْمَلِكِ قَائِلاً: هٰكَذَا تَكَلَّمَ يُوآبُ وَهٰكَذَا جَاوَبَنِي. 31 فَقَالَ لَهُ ٱلْمَلِكُ: ٱفْعَلْ كَمَا تَكَلَّمَ، وَٱبْطِشْ بِهِ وَٱدْفِنْهُ، وَأَزِلْ عَنِّي وَعَنْ بَيْتِ أَبِي ٱلدَّمَ ٱلزَّكِيَّ ٱلَّذِي سَفَكَهُ يُوآبُ، 32 فَيَرُدُّ ٱلرَّبُّ دَمَهُ عَلَى رَأْسِهِ لأَنَّهُ بَطَشَ بِرَجُلَيْنِ بَرِيئَيْنِ وَخَيْرٍ مِنْهُ وَقَتَلَهُمَا بِٱلسَّيْفِ وَأَبِي دَاوُدُ لاَ يَعْلَمُ، وَهُمَا أَبْنَيْرُ بْنُ نَيْرٍ رَئِيسُ جَيْشِ إِسْرَائِيلَ وَعَمَاسَا بْنُ يَثَرٍ رَئِيسُ جَيْشِ يَهُوذَا. 33 فَيَرْتَدُّ دَمُهُمَا عَلَى رَأْسِ يُوآبَ وَرَأْسِ نَسْلِهِ إِلَى ٱلأَبَدِ، وَيَكُونُ لِدَاوُدَ وَنَسْلِهِ وَبَيْتِهِ وَكُرْسِيِّهِ سَلاَمٌ إِلَى ٱلأَبَدِ مِنْ عِنْدِ ٱلرَّبِّ. 34 فَصَعِدَ بَنَايَاهُو بْنُ يَهُويَادَاعَ وَبَطَشَ بِهِ وَقَتَلَهُ، فَدُفِنَ فِي بَيْتِهِ فِي ٱلْبَرِّيَّةِ. 35 وَجَعَلَ ٱلْمَلِكُ بَنَايَاهُوَ بْنَ يَهُويَادَاعَ مَكَانَهُ عَلَى ٱلْجَيْشِ، وَجَعَلَ ٱلْمَلِكُ صَادُوقَ ٱلْكَاهِنَ مَكَانَ أَبِيَاثَارَ».

ص 1: 7 و2صموئيل 17: 25 و18: 2 ص 1: 50 ع 25 خروج 21: 14 عدد 35: 33 وتثنية 19: 13 تكوين 9: 6 وقضاة 9: 24 و57 و2أيام 21: 13 و14 و2صموئيل 3: 27 و2صموئيل 2: 9 و10 و2صموئيل 3: 29 ع 25 ص 4: 4 و1أيام 29: 22 ع 27

كان يوآب مع داود من أول ملكه (2صموئيل 2: 12 - 32) وفي آخره مال وراء أدونيا لأنه كان قد أغضب داود بقتله أبنير وعماسا وأبشالوم وبكلامه الحر وربما خاف من أن يُقتل إذا ملك سليمان.

خَيْمَةِ ٱلرَّبِّ... بِقُرُونِ ٱلْمَذْبَحِ (ع 28) (انظر 1: 50 وتفسيره).

فَرَدَّ بَنَايَاهُو ٱلْجَوَابَ عَلَى ٱلْمَلِكِ (ع 30) استصعب قتل يوآب وهو متمسك بقرون المذبح ولكن حكم سليمان أن ذلك لا يخلّصه لأنه كان قد سفك دماً زكياً (خروج 21: 14) وإن لم يقتله يكون الدم على الملك وعلى بيته (انظر ع 5 وتفسيره) ولا قول في الكتاب يستثني من المجازاة العادلة من يلتجئ إلى المذبح أو يتمسك بقرونه.

وَٱدْفِنْهُ (ع 31) كان يوآب ابن خالة سليمان وكان خادماً أميناً لداود نحو أربعين سنة وقد خلص شعب إسرائيل من أعدائهم من كل الجهات فاستحسن سليمان دفنه بنوع من الإكرام (ع 34) سمى سليمان أبنير رئيس جيش إسرائيل لأنه من بيت شاول. وعماسا رئيس جيش يهوذا لأنه من يهوذا من بيت داود.

وَرَأْسِ نَسْلِهِ إِلَى ٱلأَبَدِ (33) انظر قول داود في (2صموئيل 3: 29).

وَيَكُونُ لِدَاوُدَ... سَلاَمٌ لأنهم قد جازوا المذنبين وخلّصوا أنفسهم من المسؤولية في دم الأبرياء الذين قتلهم يوآب (ع 31).

فَصَعِدَ بَنَايَاهُو (ع 34) إلى الخيمة التي كانت في صهيون وفي مكان أعلى من قصر سليمان.

دُفِنَ فِي بَيْتِهِ كان يوآب من بيت لحم وكان بيته في البرية خارج المدينة وقريباً منها. ودُفن صموئيل في بيته (1صموئيل 25: 1) فكان دفنه في بيته نوعاً من الإكرام له لأنه كان من أقرباء الملك وكان رئيساً للجيش.

صَادُوقَ... مَكَانَ أَبِيَاثَارَ (35) كان صادوق خادم الخيمة في جبعون فصار الرئيس الوحيد للكهنة ومقرُّه في أورشليم. ولا شك إنه قد تعيّن غيره خادماً في جبعون إلى أن بُني الهيكل فانتقلت الخدمة إليه.

36 - 46 «36 ثُمَّ أَرْسَلَ ٱلْمَلِكُ وَدَعَا شَمْعِيَ وَقَالَ لَهُ: اِبْنِ لِنَفْسِكَ بَيْتاً فِي أُورُشَلِيمَ وَأَقِمْ هُنَاكَ وَلاَ تَخْرُجْ مِنْ هُنَاكَ إِلَى هُنَا أَوْ هُنَالِكَ. 37 فَيَوْمَ تَخْرُجُ وَتَعْبُرُ وَادِيَ قَدْرُونَ ٱعْلَمَنَّ بِأَنَّكَ مَوْتاً تَمُوتُ، وَيَكُونُ دَمُكَ عَلَى رَأْسِكَ. 38 فَقَالَ شَمْعِي لِلْمَلِكِ: حَسَنٌ ٱلأَمْرُ. كَمَا تَكَلَّمَ سَيِّدِي ٱلْمَلِكُ كَذٰلِكَ يَصْنَعُ عَبْدُكَ. فَأَقَامَ شَمْعِي فِي أُورُشَلِيمَ أَيَّاماً كَثِيرَةً. 39 وَفِي نِهَايَةِ ثَلاَثِ سِنِينَ هَرَبَ عَبْدَانِ لِشَمْعِي إِلَى أَخِيشَ بْنِ مَعْكَةَ مَلِكِ جَتَّ، فَأَخْبَرُوا شَمْعِي: هُوَذَا عَبْدَاكَ فِي جَتَّ. 40 فَقَامَ شَمْعِي وَشَدَّ عَلَى حِمَارِهِ وَذَهَبَ إِلَى جَتَّ إِلَى أَخِيشَ لِيُفَتِّشَ عَلَى عَبْدَيْهِ، فَٱنْطَلَقَ شَمْعِي وَأَتَى بِعَبْدَيْهِ مِنْ جَتَّ. 41 فَأُخْبِرَ سُلَيْمَانُ بِأَنَّ شَمْعِي قَدِ ٱنْطَلَقَ مِنْ أُورُشَلِيمَ إِلَى جَتَّ وَرَجَعَ. 42 فَأَرْسَلَ ٱلْمَلِكُ وَدَعَا شَمْعِيَ وَقَالَ لَهُ: أَمَا ٱسْتَحْلَفْتُكَ بِٱلرَّبِّ وَأَشْهَدْتُ عَلَيْكَ إِنَّكَ يَوْمَ تَخْرُجُ وَتَذْهَبُ إِلَى هُنَا وَهُنَالِكَ ٱعْلَمَنَّ بِأَنَّكَ مَوْتاً تَمُوتُ، فَقُلْتَ لِي: حَسَنٌ ٱلأَمْرُ. قَدْ سَمِعْتُ. 43 فَلِمَاذَا لَمْ تَحْفَظْ يَمِينَ ٱلرَّبِّ وَٱلْوَصِيَّةَ ٱلَّتِي أَوْصَيْتُكَ بِهَا؟ 44 ثُمَّ قَالَ ٱلْمَلِكُ لِشَمْعِي: أَنْتَ عَرَفْتَ كُلَّ ٱلشَّرِّ ٱلَّذِي عَلِمَهُ قَلْبُكَ ٱلَّذِي فَعَلْتَهُ لِدَاوُدَ أَبِي، فَلْيَرُدَّ ٱلرَّبُّ شَرَّكَ عَلَى رَأْسِكَ. 45 وَٱلْمَلِكُ سُلَيْمَانُ يُبَارَكُ وَكُرْسِيُّ دَاوُدَ يَكُونُ ثَابِتاً أَمَامَ ٱلرَّبِّ إِلَى ٱلأَبَدِ. 46 وَأَمَرَ ٱلْمَلِكُ بَنَايَاهُوَ بْنَ يَهُويَادَاعَ فَخَرَجَ وَبَطَشَ بِهِ فَمَاتَ. وَتَثَبَّتَ ٱلْمُلْكُ بِيَدِ سُلَيْمَانَ».

ع 8 و2صموئيل 15: 23 و2صموئيل 1: 16 و1صموئيل 27: 2 و2صموئيل 16: 5 - 13 و1صموئيل 25: 39 و2ملوك 11: 1 و12 - 16 و2صموئيل 7: 13 ع 25 و34 ع 12 و2أيام 1: 1

وَدَعَا شَمْعِيَ (ع 36) من مدينة بحوريم (ع 8) ولم يستحسن قتله لسبب ما عمله مع أبيه (2صموئيل 16: 5 - 13) لأن داود كان قد حلف له إنه لا يُقتل (2صموئيل 19: 16 - 23) ولا أن يقتله لمجرد وصية أبيه (8 و9) بلا ذنب جديد من شمعي فجعله تحت المراقبة. ومن وجه آخر أمره بالإقامة في أورشليم لأنه من بنيامين ورئيس وإذا بقي عند شعبه فمن المحتمل أنه يدبر فتنة على الملك.

وَادِيَ قَدْرُونَ (ع 37) شرقي أورشليم وكانت بحوريم مدينة شمعي إلى الشرق ومعنى سليمان أن لا يبعد شمعي عن أورشليم لا شرقاً ولا إلى جهة أخرى.

أَيَّاماً كَثِيرَةً (ع 38) نفهم من العدد التالي إن المدة كانت ثلاث سنين.

أَخِيشَ بْنِ مَعْكَةَ (ع 39) حينما هرب داود إلى جتّ (1صموئيل 21: 10 و27: 2) كان الملك أخيش بن معوك. والأرجح أنه غير المذكور هنا. وفي بعض الممالك يستعمل الاسم نفسه لكل ملك كفرعون في مصر. وأبيمالك للفلسطينيين.

أَمَا ٱسْتَحْلَفْتُكَ (ع 42) هذا الحلف لم يُذكر سابقاً.

أَنْتَ عَرَفْتَ كُلَّ ٱلشَّرِّ... ٱلَّذِي فَعَلْتَهُ لِدَاوُدَ (ع 44) لم يذكر ماهية ذلك الشر بل تركه لضميره.

وَٱلْمَلِكُ سُلَيْمَانُ يُبَارَكُ (ع 45) انظر ع 33 وتفسيره.

وَتَثَبَّتَ ٱلْمُلْكُ (ع 46) بعد مجازاة جميع القائمين عليه كما ذُكر سابقاً.

فوائد

  1. ع 1 «أوصى سليمان ابنه»

    (1) من المتكلم؟ داود. كان داود واقفاً على الحد بين الأرض والسماء فنظر إلى حياة الإنسان على الأرض كما هي بالنسبة إلى حياته في الآخرة (2) من المخاطب؟ ابنه فكان الكلام بالمحبة كمحبة الوالد لابنه وكان بسلطان (3) ماهية الكلام. كن رجلاً بالقوّة والشجاعة والصبر والحكمة وبحفظ كلام الله.

  2. ع 3 «لكي تُفلح» الفلاح من مطالعة الكتاب المقدس:

    (1) في الجسديات كربح المال والارتقاء في العلوم والمجد من الناس والراحة والسلام فإن الكتاب المقدس يعلّم الناس أحسن طريقة للحصول على هذه الخيرات (2) في الروحيات كالنمو في معرفة المسيح وزيادة الإيمان والنجاح في تخليص النفوس. وهذه البركات مرسومة لنا بأكثر وضوح في العهد الجديد. وأحياناً الفلاح من النوع الثاني يكون دون الفلاح من النوع الأول لأنه أفضل. والفلاح من النوع الأول يمنع أحياناً الفلاح من النوع الثاني.

  3. ع 4 «إذا حفظ بنوك طريقهم» لهذه المواعيد شرطان وهما:

    (1) على الوالدين أن يعلموا أولادهم ويربّوهم.

    (2) على الأولاد أن يجتهدوا ولا يستندوا إلى تقوى الوالدين. وإذا حُفظت الشروط فالمواعيد ثاتبة وثمينة.

  4. ع 6 و7 «يوآب... برزلاي».

    (1) لا بد من مجازاة المذنبين كأدونيا وأبياثار ويوآب وشمعي (2) لا بد من مجازاة الصالحين كبرزلاي (3) إن لم تكن المجازاة في الحاضر ففي آخر الحياة كيوآب وشمعي وأبياثار. ولا بد من المجازاة من النوعين في الآخرة إذا لم تكن في هذا العالم.

  5. ع 28 «قرون المذبح». الخلاص بدم المسيح.

    (1) لكل من يتمسك به. بخلاف أمر أدونيا ويوآب اللذين تمسكا بقرون المذبح ولم يخلصا (2) من كل خطية مهما كانت عظيمة بخلاف خطايا أدونيا ويوآب التي لم تُغفر لهما (3) لكل من يتمسك بالإيمان والتوبة الحقيقية.

اَلأَصْحَاحُ ٱلثَّالِثُ

1 - 4 «1 وَصَاهَرَ سُلَيْمَانُ فِرْعَوْنَ مَلِكَ مِصْرَ وَأَخَذَ بِنْتَ فِرْعَوْنَ وَأَتَى بِهَا إِلَى مَدِينَةِ دَاوُدَ إِلَى أَنْ أَكْمَلَ بِنَاءَ بَيْتِهِ وَبَيْتِ ٱلرَّبِّ وَسُورِ أُورُشَلِيمَ حَوَالَيْهَا. 2 إِلاَّ أَنَّ ٱلشَّعْبَ كَانُوا يَذْبَحُونَ فِي ٱلْمُرْتَفَعَاتِ، لأَنَّهُ لَمْ يُبْنَ بَيْتٌ لاسْمِ ٱلرَّبِّ إِلَى تِلْكَ ٱلأَيَّامِ. 3 وَأَحَبَّ سُلَيْمَانُ ٱلرَّبَّ سَائِراً فِي فَرَائِضِ دَاوُدَ أَبِيهِ، إِلاَّ أَنَّهُ كَانَ يَذْبَحُ وَيُوقِدُ فِي ٱلْمُرْتَفَعَاتِ. 4 وَذَهَبَ ٱلْمَلِكُ إِلَى جِبْعُونَ لِيَذْبَحَ هُنَاكَ، لأَنَّهَا هِيَ ٱلْمُرْتَفَعَةُ ٱلْعُظْمَى. وَأَصْعَدَ سُلَيْمَانُ أَلْفَ مُحْرَقَةٍ عَلَى ذٰلِكَ ٱلْمَذْبَحِ».

ص 7: 8 و9: 16 و24 و2أيام 8: 11 ص 9: 24 ص 7: 1 و9: 10 ص 9: 15 لاويين 17: 3 - 5 وتثنية 12: 13 و14 تثنية 6: 5 ومزمور 31: 23 ص 2: 3 و9: 4 و11: 4 و6 و38 و2أيام 1: 3 يشوع 18: 21 - 25 و1أيام 16: 39 و21: 29

فِرْعَوْنَ مَلِكَ مِصْرَ هنا أول ذكر لمصر بعد الخروج. إن الاسم فرعون لقب لملوك كثيرين في مصر وليس لواحد منهم فقط. والمظنون أن الملك المشار إليه هنا هو بسيناسيس. وربما أن ابنته لما تزوجت بسليمان دانت بالدين اليهودي ومما يؤيد ذلك أنه في آخر حياة سليمان لما بنى مرتفعات لآلهة نسائه الغريبات لم يُذكر أنه بنى مرتفعة لآلهة مصر (11: 1 - 8) كانت مصر أعظم الممالك القديمة وكان اتحادها بمملكة إسرائيل من الأمور الموافقة حسب أفكار أرباب السياسة.

مَدِينَةِ دَاوُدَ إن مدينة أورشليم مبنية على لسان من الأرض منفصل عن بقية البلاد بأودية عميقة من كل الجهات إلا جهة الشمال. فحدها الشرقي وادي قدرون والجنوبي والغربي وادي هنوم. وبين هذين الواديين ثالث يسمى وادي الجبانيين. وقد قسم هذا الوادي ساحة المدينة قسمين متوازيين شرقيهما جبل موريا موقع الهيكل وقصر سليمان وبيت نسائه وبيت وعر لبنان. وكانت مدينة داود أو صهيون في هذا القسم وإلى جهة الجنوب من الهيكل والأبنية المذكورة. غير أن بعضهم يظنون أنها في القسم الغربي من قسمي المدينة (اطلب أورشليم وصهيون في قاموس الكتاب).

إِلَى أَنْ أَكْمَلَ بِنَاءَ بَيْتِهِ نفهم من 7: 8 أن سليمان عمل لابنة فرعون بيتاً عظيماً جميلاً كبيته. ومن 2أيام 8: 11 أنه أصعدها من مدينة داود إلى البيت الذي بناه لها لأنه قال لا تسكن امرأة لي في بيت داود ملك إسرائيل لأن الأماكن التي دخل إليها تابوت الرب إنما هي مقدسة. وكانت مدة إقامتها في مدينة داود 13 سنة (7: 1 - 8). وبعضهم يرى في مزمور 45 وفي سفر نشيد الأنشاد إشارات إلى ابنة فرعون.

وَسُورِ أُورُشَلِيمَ حَوَالَيْهَا وسّع أسوار المدينة فصارت تحيط بالأحياء المضافة إليها وبأسوار مدينة داود وبنى القلعة وسد شقوق مدينة داود أبيه (11: 27) ونبوخذ ناصر هدم هذه الأسوار ورممها نحميا وهُدمت وبُنيت مرات كثيرة.

إِلاَّ (ع 2) كانت المملكة ثبتت وتنظمت إلا في أمر السجود للرب في المرتفعات. وكانت تلك العبادة جائزة وقتياً (خروج 20: 24). وبعد تعيين أورشليم والهيكل مكاناً لتقديم الذبائح لم يجز تقديمها في مكان آخر. كان الناس يميلون إلى العبادة في المرتفعات لأنها حسب الظاهر مرتفعة عن هموم العالم وشروره ومقتربة إلى السماء. ولكن العبادة على هذا النمط كانت ممنوعة أولاً لأنهم بواسطتها كانوا يقتربون إلى العبادة الوثنية ونجاساتها. وثانياً لأن العبادة في مكان واحد فقط لجميع الشعب كانت أحسن واسطة لاتحاد الشعب.

لاسْمِ ٱلرَّبِّ اسم الرب هنا بمعنى عبادة الرب لأن الاسم هو ما يُعرف به.

وَأَحَبَّ سُلَيْمَانُ ٱلرَّبَّ (ع 3) حفظ الوصية الأولى «تُحِبُّ ٱلرَّبَّ إِلٰهَكَ مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ» (تثنية 6: 5). والمحبة تكميل الناموس. وهنا أعظم مدح لسليمان لأن المحبة للرب أعظم من الحكمة والغنى والسلطة والمجد العالمي.

فَرَائِضِ دَاوُدَ أَبِيهِ فرائض الرب التي سار داود فيها.

إِلاَّ أَنَّهُ كَانَ يَذْبَحُ الخ (انظر تفسير ع 2) إشارة إلى أن العبادة في المرتفعات هي عبادة غير كاملة ومقبولة إلى أن تقام عبادة أفضل في الهيكل في أورشليم. وليس هنا إشارة إلى أن سليمان أخطأ في هذا الأمر.

جِبْعُونَ (ع 4) مدينة لبنيامين كانت للحويين (يشوع 9) شمال أورشليم على بعد خمسة أميال منها اسمها اليوم الجيب وموقعها على قمة هضبة وفي أسفل الهضبة ينبوع ماء. فكانت مكاناً ملائماً لتقديم الذبائح. وكانت الخيمة في جبعون ومذبح النحاس قد انتقل إلى جبعون من نوب. فدُعي المكان المرتفعة العظمى.

أَلْفَ مُحْرَقَةٍ ذبيحة عظيمة توافق عظمة الملك ووقفه نفسه لخدمة الرب في أول ملكه. وفي (2أيام 1: 1 - 6) خبر هذه الذبيحة بالتفصيل ونعرف منه أن الذبيحة كانت بحضور رؤساء جميع إسرائيل فكانت علامة اتحادهم في عبادة واحدة للإله الوحيد. وبعد هذه الذبيحة ليس في الكتاب ذكر ذبائح في جبعون. ولعل الذبائح في جبعون لم تكن كلها في وقت واحد بل على مدة سبعة أيام أو أكثر كالعادة في الأعياد.

5 - 15 «5 فِي جِبْعُونَ تَرَاءَى ٱلرَّبُّ لِسُلَيْمَانَ فِي حُلْمٍ لَيْلاً. وَقَالَ ٱللّٰهُ: ٱسْأَلْ مَاذَا أُعْطِيكَ. 6 فَقَالَ سُلَيْمَانُ: إِنَّكَ قَدْ فَعَلْتَ مَعَ عَبْدِكَ دَاوُدَ أَبِي رَحْمَةً عَظِيمَةً حَسْبَمَا سَارَ أَمَامَكَ بِأَمَانَةٍ وَبِرٍّ وَٱسْتِقَامَةِ قَلْبٍ مَعَكَ، فَحَفِظْتَ لَهُ هٰذِهِ ٱلرَّحْمَةَ ٱلْعَظِيمَةَ وَأَعْطَيْتَهُ ٱبْناً يَجْلِسُ عَلَى كُرْسِيِّهِ كَهٰذَا ٱلْيَوْمِ. 7 وَٱلآنَ أَيُّهَا ٱلرَّبُّ إِلٰهِي، أَنْتَ مَلَّكْتَ عَبْدَكَ مَكَانَ دَاوُدَ أَبِي، وَأَنَا فَتىً صَغِيرٌ لاَ أَعْلَمُ ٱلْخُرُوجَ وَٱلدُّخُولَ. 8 وَعَبْدُكَ فِي وَسَطِ شَعْبِكَ ٱلَّذِي ٱخْتَرْتَهُ شَعْبٌ كَثِيرٌ لاَ يُحْصَى وَلاَ يُعَدُّ مِنَ ٱلْكَثْرَةِ. 9 فَأَعْطِ عَبْدَكَ قَلْباً فَهِيماً لأَحْكُمَ عَلَى شَعْبِكَ وَأُمَيِّزَ بَيْنَ ٱلْخَيْرِ وَٱلشَّرِّ، لأَنَّهُ مَنْ يَقْدُرُ أَنْ يَحْكُمَ عَلَى شَعْبِكَ ٱلْعَظِيمِ هٰذَا؟ 10 فَحَسُنَ ٱلْكَلاَمُ فِي عَيْنَيِ ٱلرَّبِّ، لأَنَّ سُلَيْمَانَ سَأَلَ هٰذَا ٱلأَمْرَ. 11 فَقَالَ لَهُ ٱللّٰهُ: مِنْ أَجْلِ أَنَّكَ قَدْ سَأَلْتَ هٰذَا ٱلأَمْرَ وَلَمْ تَسْأَلْ لِنَفْسِكَ أَيَّاماً كَثِيرَةً وَلاَ سَأَلْتَ لِنَفْسِكَ غِنىً وَلاَ سَأَلْتَ أَنْفُسَ أَعْدَائِكَ، بَلْ سَأَلْتَ لِنَفْسِكَ تَمْيِيزاً لِتَفْهَمَ ٱلْحُكْمَ، 12 هُوَذَا قَدْ فَعَلْتُ حَسَبَ كَلاَمِكَ. هُوَذَا أَعْطَيْتُكَ قَلْباً حَكِيماً وَمُمَيِّزاً حَتَّى إِنَّهُ لَمْ يَكُنْ مِثْلُكَ قَبْلَكَ وَلاَ يَقُومُ بَعْدَكَ نَظِيرُكَ. 13 وَقَدْ أَعْطَيْتُكَ أَيْضاً مَا لَمْ تَسْأَلْهُ، غِنىً وَكَرَامَةً حَتَّى إِنَّهُ لاَ يَكُونُ رَجُلٌ مِثْلَكَ فِي ٱلْمُلُوكِ كُلَّ أَيَّامِكَ. 14 فَإِنْ سَلَكْتَ فِي طَرِيقِي وَحَفِظْتَ فَرَائِضِي وَوَصَايَايَ كَمَا سَلَكَ دَاوُدُ أَبُوكَ فَإِنِّي أُطِيلُ أَيَّامَكَ. 15 فَٱسْتَيْقَظَ سُلَيْمَانُ وَإِذَا هُوَ حُلْمٌ. وَجَاءَ إِلَى أُورُشَلِيمَ وَوَقَفَ أَمَامَ تَابُوتِ عَهْدِ ٱلرَّبِّ وَأَصْعَدَ مُحْرَقَاتٍ وَقَرَّبَ ذَبَائِحَ سَلاَمَةٍ وَعَمِلَ وَلِيمَةً لِكُلِّ عَبِيدِهِ».

ص 9: 2 و11: 9 عدد 12: 6 ومتّى 1: 20 و2صموئيل 7: 8 - 17 ص 9: 4 ص 1: 48 و1أيام 22: 9 - 13 و1أيام 29: 1 وإرميا 1: 6 و7 عدد 27: 17 خروج 19: 6 وتثنية 7: 6 تكوين 15: 5 و22: 17 أمثال 2: 3 - 9 ومزمور 72: 1 و2 ويعقوب 1: 5 و2صموئيل 14: 17 و1يوحنا 5: 14 و15 ص 4: 29 - 31 و5: 12 ص 4: 21 - 24 و10: 23 و27 ع 6 تكوين 41: 7 ص 8: 65

فِي حُلْمٍ لَيْلاً (ع 5) كان الله يكلّم شعبه وغيرهم قديماً بأحلام ولكنه أعطانا في كتابه إعلاناً أثبت فليس للأحلام اعتبار في أيامنا. وأما سليمان فتراءى الله له حقيقة وكلّمه حقيقة.

ٱسْأَلْ مَاذَا أُعْطِيكَ وهذا القول من القادر على كل شيء بمثابة وعد منه أنه يعطيه مهما سأله. وليس هذا الوعد لسليمان فقط بل لجميع الذين يسألون من الله باسم المسيح الذي قال «مَهْمَا سَأَلْتُمْ بِٱسْمِي فَذٰلِكَ أَفْعَلُهُ» (يوحنا 14: 13).

رَحْمَةً عَظِيمَةً (ع 6) والرحمة لداود إقامة ابنه ليجلس على كرسيه فلم ينتقل المُلك لبيت آخر كما انتقل من شاول إلى داود. سار داود أمام الرب بأمانة ولكن ما فعل الرب معه فهو من باب الرحمة وليس من باب الاستحقاق.

وَأَنَا فَتىً صَغِيرٌ (ع 7) كان عمره نحو عشرين سنة فكان فتى نظراً إلى سمو منصبه وهو ملك على شعب الله شعب عظيم (تكوين 13: 16).

ٱلْخُرُوجَ وَٱلدُّخُولَ يخرج الإنسان من بيته صباحاً ليبتدئ بعمل ويدخل بيته مساء بعد إتمام العمل فيشمل هذا القول أعمال الإنسان كلها من الأول إلى الآخر (مزمور 121: 8).

قَلْباً فَهِيماً وفي 2أيام 1: 10 «أَعْطِنِي ٱلآنَ حِكْمَةً وَمَعْرِفَةً». ومضمون طلبته أولاً أن الله يرشده بروحه في قلبه. وثانياً أنه يجعله يسمع ويعمل بموجب إرشادات الرب. فيخرج كل كلامه وكل أعماله من قلب متنوّر من الرب. وغايته الخصوصية هي الحكم على الشعب بالصواب. انظر قول يعقوب (يعقوب 1: 5) «إِنَّمَا إِنْ كَانَ أَحَدُكُمْ تُعْوِزُهُ حِكْمَةٌ فَلْيَطْلُبْ مِنَ ٱللّٰهِ ٱلَّذِي يُعْطِي ٱلْجَمِيعَ بِسَخَاءٍ». أي أن الله يعطي الحكمة لكل من يطلبها. والحكمة الحقيقية تتميّز عن المعرفة بما أن مقرها في القلب وليس في العقل ورأسها مخافة الرب ونتيجتها الأعمال الصالحة. ونرى أن حكمة سليمان كانت ناقصة. فإنه عرف علوماً كثيرة والتمييز بين الخير والشر ولكن في آخر حياته لم يختبر الخير ولم يسلك حسب معرفته.

فَحَسُنَ ٱلْكَلاَمُ (ع 10) لأنه طلب ما ينفع الشعب وليس ما ينفع نفسه فقط. وطلب بركات روحية لا بركات جسدية. ولا نفهم أن الله أعطاه هذه البركة بلا عمل منه. فلا شك في أن سليمان حصّل العلوم بواسطة الدرس والبحث ومعاشرة العلماء واكتسب فضائله الروحية بدرسه في شريعة الرب والتأمل والاجتهاد في السلوك الحسن. ولما تكاسل في السهر والصلاة والاجتهاد سقط من مقامه السامي. وأما الرب فبارك على الوسائل وأعطاه عقلاً ذكياً وذاكرة قوية وفهماً وإدراكاً.

لَمْ يَكُنْ مِثْلُكَ (ع 12) في الحكمة. اشتهر إبراهيم لإيمانه وموسى لأمانته وداود لاقترابه إلى الله وسليمان لحكمته.

غِنىً وَكَرَامَةً (ع 13) وهما نتيجة طبيعية للحكمة.

أُطِيلُ أَيَّامَكَ لكل المواعيد شروط وشرط هذا الوعد هو أنه يسلك في طرق الرب وبما أن سليمان لم يسلك في هذ الطرق في آخر حياته لم يطل الرب أيامه كثيراً. وكان عمره نحو ستين سنة.

وَإِذَا هُوَ حُلْمٌ (ع 15) انظر (ع 5) وتفسيره. نقول في أيامنا هذا حلم. أي غير حقيقي وبلا اعتبار. وأما سليمان فلما استيقظ شعر بأنه قد أتاه حلم من الله كأحلام يعقوب ويوسف وكثيرين من الأفاضل القدماء الذين كلمهم الله بواسطة الأحلام.

تَابُوتِ عَهْدِ ٱلرَّبِّ (2صموئيل 6: 12).

وَعَمِلَ وَلِيمَةً علامة شكره وفرحه بعدما تراءى له الرب وأعطاه هذه البركات العظمى.

16 - 28 «16 حِينَئِذٍ أَتَتْ زَانِيَتَانِ إِلَى ٱلْمَلِكِ وَوَقَفَتَا بَيْنَ يَدَيْهِ. 17 فَقَالَتِ ٱلْوَاحِدَةُ: ٱسْتَمِعْ يَا سَيِّدِي. إِنِّي أَنَا وَهٰذِهِ ٱلْمَرْأَةُ سَاكِنَتَانِ فِي بَيْتٍ وَاحِدٍ، وَقَدْ وَلَدْتُ مَعَهَا فِي ٱلْبَيْتِ. 18 وَفِي ٱلْيَوْمِ ٱلثَّالِثِ بَعْدَ وِلاَدَتِي وَلَدَتْ هٰذِهِ ٱلْمَرْأَةُ أَيْضاً، وَكُنَّا مَعاً وَلَمْ يَكُنْ مَعَنَا غَرِيبٌ فِي ٱلْبَيْتِ. 19 فَمَاتَ ٱبْنُ هٰذِهِ فِي ٱللَّيْلِ لأَنَّهَا ٱضْطَجَعَتْ عَلَيْهِ. 20 فَقَامَتْ فِي وَسَطِ ٱللَّيْلِ وَأَخَذَتِ ٱبْنِي مِنْ جَانِبِي وَأَمَتُكَ نَائِمَةٌ، وَأَضْجَعَتْهُ فِي حِضْنِهَا، وَأَضْجَعَتِ ٱبْنَهَا ٱلْمَيِّتَ فِي حِضْنِي. 21 فَلَمَّا قُمْتُ صَبَاحاً لأُرَضِّعَ ٱبْنِي إِذَا هُوَ مَيِّتٌ. وَلَمَّا تَأَمَّلْتُ فِيهِ فِي ٱلصَّبَاحِ إِذَا هُوَ لَيْسَ ٱبْنِيَ ٱلَّذِي وَلَدْتُهُ. 22 وَكَانَتِ ٱلْمَرْأَةُ ٱلأُخْرَى تَقُولُ: كَلاَّ بَلِ ٱبْنِيَ ٱلْحَيُّ وَٱبْنُكِ ٱلْمَيِّتُ. وَهٰذِهِ تَقُولُ: لاَ بَلِ ٱبْنُكِ ٱلْمَيِّتُ وَٱبْنِيَ ٱلْحَيُّ. وَتَكَلَّمَتَا أَمَامَ ٱلْمَلِكِ. 23 فَقَالَ ٱلْمَلِكُ: هٰذِهِ تَقُولُ: هٰذَا ٱبْنِيَ ٱلْحَيُّ وَٱبْنُكِ ٱلْمَيِّتُ، وَتِلْكَ تَقُولُ: لاَ بَلِ ٱبْنُكِ ٱلْمَيِّتُ وَٱبْنِيَ ٱلْحَيُّ. 24 اِيتُونِي بِسَيْفٍ. فَأَتَوْا بِسَيْفٍ بَيْنَ يَدَيِ ٱلْمَلِكِ. 25 فَقَالَ ٱلْمَلِكُ: ٱشْطُرُوا ٱلْوَلَدَ ٱلْحَيَّ ٱثْنَيْنِ، وَأَعْطُوا نِصْفاً لِلْوَاحِدَةِ وَنِصْفاً لِلأُخْرَى. 26 فَقَالَتِ ٱلْمَرْأَةُ ٱلَّتِي ٱبْنُهَا ٱلْحَيُّ لِلْمَلِكِ (لأَنَّ أَحْشَاءَهَا ٱضْطَرَمَتْ عَلَى ٱبْنِهَا): ٱسْتَمِعْ يَا سَيِّدِي. أَعْطُوهَا ٱلْوَلَدَ ٱلْحَيَّ وَلاَ تُمِيتُوهُ. وَأَمَّا تِلْكَ فَقَالَتْ: لاَ يَكُونُ لِي وَلاَ لَكِ. اُشْطُرُوهُ. 27 فَأَمَرَ ٱلْمَلِكُ: أَعْطُوهَا ٱلْوَلَدَ ٱلْحَيَّ وَلاَ تُمِيتُوهُ فَإِنَّهَا أُمُّهُ. 28 وَلَمَّا سَمِعَ جَمِيعُ إِسْرَائِيلَ بِٱلْحُكْمِ ٱلَّذِي حَكَمَ بِهِ ٱلْمَلِكُ هَابُوا ٱلْمَلِكَ، لأَنَّهُمْ رَأَوْا حِكْمَةَ ٱللّٰهِ فِيهِ لإِجْرَاءِ ٱلْحُكْمِ».

عدد 27: 2 تكوين 43: 30 وإرميا 31: 20 ع 9 و11 و12

في هذه الحادثة امتحان حكمة سليمان وكان حكمه فيها شهادة لحكمته. وكان الحكم فيها صعباً لأنه لم يكن في البيت إلا المرأتان دون شاهد. إن محبة الأولاد أمر طبيعي حتى في الأشرار فلا تتعجب أن كل واحدة من الاثنتين قد ادعت أن الولد لها. ولكن محبة الواحدة وهي أم الولد أقوى من محبة الأخرى له. والتي ليس لها ولد لم تحتمل أن ترى ولداً في حضن رفيقتها وهي بلا ولد. فاستحسنت أنه يكون لا لها ولا لرفيقتها بل يُقتل. وسليمان وإن كان شاباً أظهر معرفته بما في الإنسان. لأن محبة الأم أقوى من الحسد وأما الأخرى فحسدها أقوى من محبتها للولد. والواقفون في المحكمة قبلما سمعوا حكم الملك رأوا أن حل المشكل أمر مستحيل ولكنهم بعدما سمعوا حكم الملك رأوا أنه أمر بسيط جداً. وهكذا ظهرت حكمة سليمان الفائقة لحكمتهم أجمعين.

فوائد

  1. ع 1 «وصاهر سليمان فرعون» المعاشرات الردية تفسد الأخلاق الجيدة.

    (1) الرجل وامرأته. لا بد من تأثير المرأة في الرجل وإذا كانت المرأة غير مؤمنة فلا بد من خسارة الرجل في الحياة الروحية (2) الرجل وأهل امرأته. لا بد من تأثيرهم فيه فيتعب منهم إذا كانوا غير مؤمنين حتى ولو كانت امرأته مؤمنة (3) الرجل وأولاده. إن تربية الأولاد على أمهم أكثر مما هي على أبيهم. وربما يصبح الرجل وحده في بيته وتكون امرأته وأولاده مضادين له في الإيمان (4) خسارة الرجل بفقده المعاشرات الصالحة (11: 1 ونحميا 13: 26).

  2. ع 2 «وأحب سليمان الرب»

    (1) المحبة للرب أمر واجب لأن كل المواهب الصالحة منه ولأن يسوع مات لأجلنا (2) المحبة للرب أحسن محرك على الأعمال الصالحة. كثيرون يعملون بباعث المحبة ما لا يعملونه بباعث الخوف (3) المحبة للرب يجب أن تكون في أيام الشبيبة (جامعة 12: 1).

  3. ع 5 «اسأل ماذا أعطيك» دعوة الله إلى الصلاة.

    (1) إن الله يقدر أن يعطينا أعظم العطايا (2) إنه يعرف أن يعطينا أحسن العطايا (3) إنه يحب أن يعطينا فيعطينا بسخاء (4) لنطلب منه أن يعلمنا ماذا نطلبه منه ولنطلب بالإيمان والثقة.

  4. ع 13 «وقد أعطيتك أيضاً» الزمنيات:

    (1) هي ثانوية (2) إن الله لا ينسى إننا محتاجون إليها فلا يلزمنا أن نهتم بها (3) إنها خطرة إذا لم ننل نعمته أولاً.

اَلأَصْحَاحُ ٱلرَّابِعُ

1 - 20 «1 وَكَانَ ٱلْمَلِكُ سُلَيْمَانُ مَلِكاً عَلَى جَمِيعِ إِسْرَائِيلَ. 2 وَهٰؤُلاَءِ هُمُ ٱلرُّؤَسَاءُ ٱلَّذِينَ لَهُ: عَزَرْيَاهُو بْنُ صَادُوقَ ٱلْكَاهِنِ، 3 وَأَلِيحُورَفُ وَأَخِيَّا ٱبْنَا شِيشَا كَاتِبَانِ. وَيَهُوشَافَاطُ بْنُ أَخِيلُودَ ٱلْمُسَجِّلُ، 4 وَبَنَايَاهُو بْنُ يَهُويَادَاعَ عَلَى ٱلْجَيْشِ، وَصَادُوقُ وَأَبِيَاثَارُ كَاهِنَانِ. 5 وَعَزَرْيَاهُو بْنُ نَاثَانَ عَلَى ٱلْوُكَلاَءِ، وَزَابُودُ بْنُ نَاثَانَ كَاهِنٌ وَصَاحِبُ ٱلْمَلِكِ. 6 وَأَخِيشَارُ عَلَى ٱلْبَيْتِ، وَأَدُونِيرَامُ بْنُ عَبْدَا عَلَى ٱلتَّسْخِيرِ. 7 وَكَانَ لِسُلَيْمَانَ ٱثْنَا عَشَرَ وَكِيلاً عَلَى جَمِيعِ إِسْرَائِيلَ يُمَوِّنُونَ ٱلْمَلِكَ وَبَيْتَهُ. كَانَ عَلَى ٱلْوَاحِدِ أَنْ يُمَوِّنَ شَهْراً فِي ٱلسَّنَةِ. 8 وَهٰذِهِ أَسْمَاؤُهُمُ: ٱبْنُ حُورَ فِي جَبَلِ أَفْرَايِمَ. 9 ٱبْنُ دَقَرَ فِي مَاقَصَ وَشَعَلُبِّيمَ وَبَيْتِ شَمْسٍ وَأَيْلُونِ بَيْتِ حَانَانَ. 10 ٱبْنُ حَسَدَ فِي أَرُبُوتَ. كَانَتْ لَهُ سُوكُوهُ وَكُلُّ أَرْضِ حَافَرَ. 11 ٱبْنُ أَبِينَادَابَ فِي كُلِّ مُرْتَفَعَاتِ دُورٍ (كَانَتْ طَافَةُ بِنْتُ سُلَيْمَانَ لَهُ ٱمْرَأَةً). 12 بَعْنَا بْنُ أَخِيلُودَ فِي تَعْنَكَ وَمَجِدُّو وَكُلِّ بَيْتِ شَانٍ ٱلَّتِي بِجَانِبِ صَرْتَانَ تَحْتَ يَزْرَعِيلَ، مِنْ بَيْتِ شَانَ إِلَى آبَلَ مَحُولَةَ إِلَى مَعْبَرِ يَقْمَعَامَ. 13 ٱبْنُ جَابِرَ فِي رَامُوتِ جِلْعَادَ. لَهُ حَوُّوثُ يَائِيرَ ٱبْنِ مَنَسَّى ٱلَّتِي فِي جِلْعَادَ. وَلَهُ كُورَةُ أَرْجُوبَ ٱلَّتِي فِي بَاشَانَ. سِتُّونَ مَدِينَةً عَظِيمَةً بِأَسْوَارٍ وَعَوَارِضَ مِنْ نُحَاسٍ. 14 أَخِينَادَابُ بْنُ عِدُّو فِي مَحَنَايِمَ. 15 أَخِيمَعَصُ فِي نَفْتَالِي (وَهُوَ أَيْضاً أَخَذَ بَاسِمَةَ بِنْتَ سُلَيْمَانَ ٱمْرَأَةً). 16 بَعْنَا بْنُ حُوشَايَ فِي أَشِيرَ وَبَعَلُوتَ. 17 يَهُوشَافَاطُ بْنُ فَارُوحَ فِي يَسَّاكَرَ. 18 شَمْعِي بْنُ أَيْلَةَ فِي بِنْيَامِينَ. 19 جَابِرُ بْنُ أُورِي فِي أَرْضِ جِلْعَادَ، أَرْضِ سِيحُونَ مَلِكِ ٱلأَمُورِيِّينَ وَعُوجَ مَلِكِ بَاشَانَ. وَوَكِيلٌ وَاحِدٌ ٱلَّذِي فِي ٱلأَرْضِ. 20 وَكَانَ يَهُوذَا وَإِسْرَائِيلُ كَثِيرِينَ كَٱلرَّمْلِ ٱلَّذِي عَلَى ٱلْبَحْرِ فِي ٱلْكَثْرَةِ. يَأْكُلُونَ وَيَشْرَبُونَ وَيَفْرَحُونَ».

1أيام 6: 10 ع 7 يشوع 24: 33 قضاة 1: 35 يشوع 21: 16 يشوع 15: 35 يشوع 12: 17 يشوع 11: 1 و2 قضاة 5: 19 يشوع 17: 11 يشوع 3: 16 ص 19: 16 و1أيام 6: 68 ص 22: 3 - 15 عدد 32: 41 تثنية 3: 4 يشوع13: 26 و2صموئيل 15: 27 و2صموئيل 15: 32 ص 1: 8 تثنية 3: 8 - 10 ص 3: 8 وتكوين 32: 12

عَلَى جَمِيعِ إِسْرَائِيلَ (ع 1) كانت المملكة قد وصلت إلى أوج اتساعها ومجدها. وبعد سليمان لم يكن ملك على جميع إسرائيل.

ٱلرُّؤَسَاءُ (ع 2) ظهرت حكمة سليمان في نظام المملكة الحسن الكامل. ونرى في هذا النظام أن المكان الأول هو للخدمة الملكية وليس للخدمة العسكرية كما كان في أيام داود.

عَزَرْيَاهُو بْنُ صَادُوقَ في الكتاب نحو 20 شخصاً باسم عزرياهو أو عزريا. كان لأخيمعص ابن صادوق الكاهن ابن بهذا الاسم (1أيام 6: 8 و9) فيظن بعضهم أن عزرياهو المذكور هنا هو ابن أخيمعص لأن الكتاب أحياناً يسمي الحفيد ابناً. ولا مانع أن يكون لصادوق ابن باسم عزريا ويكون أيضاً لابنه أخيمعص ابن بالاسم عينه.

كَاتِبَانِ... ٱلْمُسَجِّلُ (ع 3) كان الكاتبان يكتبان مكاتيب الملك. والمسجل كان المؤرخ وكان يكتب في سفر الحوادث المهمة (أستير 6: 1) ولا شك أن كاتب سفري الملوك جمع بعض أخباره من أسفار المسجلين. وكان يهوشافاط هذا مسجلاً للملك داود أيضاً.

بَنَايَاهُو (ع 4) (انظر 1: 8).

صَادُوقُ وَأَبِيَاثَارُ (ع 4) كان أبياثار معزولاً (2: 26 و27) وربما كان كاهناً بالاسم ولكن بلا عمل. وربما أن عزرياهو بن صادوق المذكور سابقاً كان كاهناً مع أبيه (أو جده كما يقول بعضهم) أحدهما في أورشليم والآخر في جبعون.

ٱلْوُكَلاَءِ (ع 5) على أعمال مختلفة كالذين امتازوا للملك (ع 7) والذين كانوا على عمل الاستعداد لبناء الهيكل (5: 16) والذين كانوا على عمل بناء مدن المخازن (9: 23).

وَزَابُودُ بْنُ نَاثَانَ كَاهِنٌ ربما كلمة كاهن هنا بمعنى مشير (انظر 2صموئيل 8: 18) والقول «صاحب الملك» قول تفسيري. كان زابود كاهناً أي صاحب الملك. وكان حوشاي صاحب الملك داود أي مشيراً له (2صموئيل 15: 37 و16: 16).

وَأَخِيشَارُ عَلَى ٱلْبَيْتِ (ع 6) هذا أول ذكر لهذا المنصب. وتظهر أهميته مما ذُكر في (22 و23). تعجبت ملكة سبا من حسن ترتيب البيت وكان المستخدمون بهذه المصلحة من مشيري الملك كألياقيم (2ملوك 18: 18).

أَدُونِيرَامُ كان التسخير لأجل أبنية سليمان العظيمة وبناء الهيكل ومدن المخازن. وكان التسخير مكروهاً عند الشعب فقُتل أدونيرام رجماً بالحجارة في زمان رحبعام (12: 18).

ٱثْنَا عَشَرَ وَكِيلاً (ع 7) لكل واحد قطيعة من المملكة يأخذ منها لأجل الملك ولكل واحد شهر في السنة يمتاز فيه. وأخذوا من الشعب على سبيل جزية وليس على سبيل شراء. فكانت أبنية سليمان وبيته المنظم والأطعمة والملابس والمجد والغنى والجمال كلها على نفقة الشعب وكان هذا عليهم حملاً ثقيلاً.

ٱبْنُ حُورَ (ع 8) نرى إن أكثر الوكلاء تلقبوا بنسبتهم إلى آبائهم كابن حور وابن دقر الخ. واثنان منهم صاهرا الملك. والمظنون أن بعض هؤلاء الوكلاء كانوا شباناً تنصبوا إكراماً لآبائهم.

فِي جَبَلِ أَفْرَايِمَ أي بلاد أفرايم الممتدة من أورشليم شمالاً إلى يزرعيل وهي أرض خصبة. وسُميت السامرة في العهد الجديد.

ٱبْنُ دَقَرَ (ع 9) موقع ماقص مجهول. كانت شعليم في دان في الجنوب وبيت شمس في يهوذا وموقع إيلون وبيت حانان مجهولان.

ٱبْنُ حَسَدَ (ع 10) قطيعته في الجنوب الغربي من أورشليم.

ٱبْنُ أَبِينَادَابَ (ع 11) قطيعته في الشمال والغرب وكانت دور على شط البحر جنوبي جبل الكرمل. كانت ابنة سليمان له امرأة وربما كان من سياسة الملك أن يكثر العلاقات الحبية بينه وبين وزرائه. وكان ذلك بعد جلوسه بزمان لأنه كان ابن عشرين سنة فقط لما ملك.

تَعْنَكَ وَمَجِدُّو (ع 12) إلى جهة الشرق من دور في سهل يزرعيل أو مرج ابن عامر. وبيت شان شرقيها وإلى جهة الأردن وصرتان قريبة من الأردن (يشوع 3: 16) وآبل محولة إلى جنوب بيت شان في وادي الأردن ويقمعام قريبة منها. وكانت يزرعيل مرتفعة تطل على مرج ابن عامر الذي كان إلى جهة الغرب منها. ومنها إلى جهة الشرق والجنوب كان وادي يزرعيل الذي يؤدي إلى الأردن.

ٱبْنُ جَابِرَ (ع 13) كانت قطيعته إلى شرق الأردن. وكانت راموث جلعاد إلى شرق الأردن في جبل عجلون ويظن بعضهم أنها السلط الحالية ويظن غيرهم أنها جرش الحالية وكانت في القديم إحدى مدن الملجأ وكانت موقع حروب بين إسرائيل وآرام.

حَوُّوثُ يَائِيرَ كان يائير ابن سجوب بن حصرون من سبط يهوذا ولكن جدته امرأة حصرون كانت من سبط منسى فسُمي يائير ابن منسى. وكان بطلاً في الحرب وأخذ ستين مدينة في أرجوب في باشان (تثنية 3: 4 و14) وأخذ أيضاً مزارع في جلعاد وسماها حوّوث يائير (عدد 32: 41) ويظن بعضهم أن حوّوت يائير هي المدن الستون في أرجوب. وكان قاض اسمه يائير (قضاة 10: 3 - 5) وهو غير يائير المذكور سابقاً.

فِي جِلْعَادَ قطيعة إلى شرق الأردن بين باشان في الشمال وعمون في الجنوب أراضيها صخرية وعرية كان نصفها الجنوبي لجاد ونصفها الشمالي لمنسى. وأهم مدنها راموت جلعاد ويابيش جلعاد.

كُورَةُ أَرْجُوبَ الأرجح أنها جزء من باشان بين جبل جلعاد في الغرب واللجاه في الشرق. ويُظن أن أرجوب هي اللجاه.

أَخِيمَعَصُ (ع15) لعله ابن صادوق الكاهن الذي كان صديقاً لداود فكان من اللياقة أنه يتزوج ابنة سليمان.

بَعْنَا بْنُ حُوشَايَ (ع 16) غير بعنا المذكور في (ع 12) وكان حوشاي مشيراً لداود فأكرم سليمان أباه داود لما نصب ابن صديقه. وموقع بعلوت مجهول.

أَرْضِ جِلْعَادَ (ع 19) كان ابن جابر (ع 13) في جلعاد وربما كان ابن المذكور هنا فكان الاثنان في جلعاد لكل منهما قسم من الأرض. وقيل «وكيل واحد» أي في القسم من جلعاد الواقع له وكان أرضاً واسعة ولولا هذا القول لكنا ننتظر تعيين وكيلين أو أكثر لهذا القسم من جلعاد الذي كان قديماً مملكة سيحون ومملكة عوج ولكن في زمان سليمان كان سكانه قليلين بالنسبة إلى الساكنين إلى غرب الأردن.

كَٱلرَّمْلِ (ع 20) إتمام الوعد لإبراهيم (تكوين 22: 17) وكان لمملكة إسرائيل في أيام سليمان أعظم النجاح من جهة كثرة الشعب واتساع الأرض والراحة والسلام. ولكن للوعد معنى أوسع وأفضل من النجاح العالمي. ولا يتم الوعد تماماً إلا في أولاد إبراهيم بالإيمان وامتداد ملكوت المسيح وخلاص الجمع الكثير الذي لا يستطيع أحد أن يعدّه (رؤيا 7: 9).

21 - 28 «21 وَكَانَ سُلَيْمَانُ مُتَسَلِّطاً عَلَى جَمِيعِ ٱلْمَمَالِكِ مِنَ ٱلنَّهْرِ إِلَى أَرْضِ فِلِسْطِينَ وَإِلَى تُخُومِ مِصْرَ. كَانُوا يُقَدِّمُونَ ٱلْهَدَايَا وَيَخْدِمُونَ سُلَيْمَانَ كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِهِ. 22 وَكَانَ طَعَامُ سُلَيْمَانَ لِلْيَوْمِ ٱلْوَاحِدِ: ثَلاَثِينَ كُرَّ سَمِيذٍ وَسِتِّينَ كُرَّ دَقِيقٍ 23 وَعَشَرَةَ ثِيرَانٍ مُسَمَّنَةٍ وَعِشْرِينَ ثَوْراً مِنَ ٱلْمَرَاعِي وَمِئَةَ خَرُوفٍ، مَا عَدَا ٱلأَيَائِلَ وَٱلظِّبَاءَ وَٱلْيَحَامِيرَ وَٱلإِوَزَّ ٱلْمُسَمَّنَ. 24 لأَنَّهُ كَانَ مُتَسَلِّطاً عَلَى كُلِّ مَا عَبْرَ ٱلنَّهْرِ مِنْ تَفْسَحَ إِلَى غَزَّةَ عَلَى كُلِّ مُلُوكِ عَبْرِ ٱلنَّهْرِ، وَكَانَ لَهُ صُلْحٌ مِنْ جَمِيعِ جَوَانِبِهِ حَوَالَيْهِ. 25 وَسَكَنَ يَهُوذَا وَإِسْرَائِيلُ آمِنِينَ كُلُّ وَاحِدٍ تَحْتَ كَرْمَتِهِ وَتَحْتَ تِينَتِهِ مِنْ دَانَ إِلَى بِئْرِ سَبْعٍ كُلَّ أَيَّامِ سُلَيْمَانَ. 26 وَكَانَ لِسُلَيْمَانَ أَرْبَعُونَ أَلْفَ مِذْوَدٍ لِخَيْلِ مَرْكَبَاتِهِ، وَٱثْنَا عَشَرَ أَلْفَ فَارِسٍ. 27 وَهٰؤُلاَءِ ٱلْوُكَلاَءُ كَانُوا يُمَوِّنُونَ ٱلْمَلِكِ سُلَيْمَانَ وَلِكُلِّ مَنْ تَقَدَّمَ إِلَى مَائِدَةِ ٱلْمَلِكِ سُلَيْمَانَ كُلُّ وَاحِدٍ فِي شَهْرِهِ. لَمْ يَكُونُوا يَحْتَاجُونَ إِلَى شَيْءٍ. 28 وَكَانُوا يَأْتُونَ بِشَعِيرٍ وَتِبْنٍ لِلْخَيْلِ وَٱلْجِيَادِ إِلَى ٱلْمَوْضِعِ ٱلَّذِي يَكُونُ فِيهِ كُلُّ وَاحِدٍ حَسَبَ قَضَائِهِ».

1أيام 9: 26 تكوين 15: 18 و2صموئيل 8: 2 و6 قضاة 1: 18 مزمور 72: 11 و1أيام 22: 9 إرميا 23: 6 وميخا 4: 4 وزكريا 3: 10 و1صموئيل 3: 20 ص 10: 26 أستير 8: 10 و14 وميخا 1: 13

جَمِيعِ ٱلْمَمَالِكِ (ع 21) ممالك صغيرة ملوكها كأمراء وجميعهم خاضعون لسليمان.

ٱلنَّهْرِ نهر الفرات في الشرق إلى أرض الفلسطينيين وتخوم مصر في أقصى الغرب والجنوب.

ٱلْهَدَايَا سميت تقادمهم هدايا غير أنها كانت على سبيل الجزية وكان تقديمها إجبارياً وعدم تقديمها عصياناً (2ملوك 17: 4 و2صموئيل 8: 2 و6).

ثَلاَثِينَ كُرَّ سَمِيذٍ (ع 22) لا نعرف تماماً كمية الكرّ. والمظنون أنه نحو 12 كيلة سلطانية أو 24 مداً. وثلاثون كراً تعادل 720 مداً. وإذا أضفنا إليه ستين كرّ دقيق نرى إن الآكلين من عند الملك كانوا كثيرين جداً. قال الجامعة إذا كثرت الخيرات كثر الذين يأكلونها وأي منفعة لصاحبها إلا رؤيتها بعينيه (جامعة 5: 11).

ٱلْيَحَامِيرَ (ع 23) حيوان من فضيلة الأيائل يسمى أيضاً الوعل والحمور (انظر يحمور في قاموس الكتاب تحت ح م ر)،

كُلِّ مَا عَبْرَ ٱلنَّهْرِ أي غربي نهر الفرات. أشار عزرا إلى أرض إسرائيل بهذا الاسم لأنه كان في الشرق (عزرا 4: 16) ونحميا أيضاً (نحميا 2: 7) فأُطلق هذا الاسم على أرض إسرائيل سواء كان الكاتب في الشرق أم في الغرب.

تَفْسَحَ على نهر الفرات إلى جهة الغرب.

يَهُوذَا وَإِسْرَائِيلُ (ع 25) لم تنقسم المملكة في أيام سيلمان ولكنها كانت مقسومة في أيام كاتب السفر فقال يهوذا وإسرائيل.

تَحْتَ كَرْمَتِهِ وَتَحْتَ تِينَتِهِ دليل على الراحة والأمان والخصب والفلاح (ميخا 4: 4) وبالعكس قال يوئيل الجفنة يبست والتينة ذبلت (يوئيل 1: 21).

أَرْبَعُونَ أَلْفَ مِذْوَدٍ لِخَيْلِ مَرْكَبَاتِهِ (ع 26) وقيل في (2أيام 9: 25) أربعة آلاف مذود خيل ومركبات والأرجح إن هذا القول صواب. قيل في (10: 26) كان لسليمان ألف وأربع مئة مركبة. وإذا قلنا إن خيل المركبات أربعة آلاف يكون نحو ثلاثة لكل مركبة. كانوا يستخدمون اثنين للمركبة وكان الثالث ليُريح أحدهما أو يكون في مكانه إذا وقع في الحرب. كان لشقيق ملك مصر 1200 مركبة (2أيام 12: 3) وكان لزارح الكوشي 300 (2أيام 14: 9) ولهدد عزر ألف (2صموئيل 8: 4) وللأراميين في عبر النهر 700 (2صموئيل 10: 18) فكان لسليمان خيل ومركبات أكثر مما لغيره ولو قلنا إن عدد الخيل أربعة آلاف وليس أربعين الفاً. وفي هذا الأمر خالف الشريعة (تثنية 17: 16).

هٰؤُلاَءِ ٱلْوُكَلاَءُ (ع 27) المذكورون سابقاً (7 - 19) والإشارة إليهم هنا لبيان طريقة الحصول على الطعام لأجل خدام الملك الكثيرين والعلف لأجل خيله. ومن حكمة الملك وحسن تدبيره لم يحتج أحد إلى شيء.

إِلَى ٱلْمَوْضِعِ (ع 28) لم يكن الخدم والخيل في مكان واحد بل في أماكن مختلفة متفرقة فكان تدبير اللوازم لكل واحد في محله (9: 19 و10: 26).

29 - 34 «29 وَأَعْطَى ٱللّٰهُ سُلَيْمَانَ حِكْمَةً وَفَهْماً كَثِيراً جِدّاً وَرَحْبَةَ قَلْبٍ كَٱلرَّمْلِ ٱلَّذِي عَلَى شَاطِئِ ٱلْبَحْرِ. 30 وَفَاقَتْ حِكْمَةُ سُلَيْمَانَ حِكْمَةَ جَمِيعِ بَنِي ٱلْمَشْرِقِ وَكُلَّ حِكْمَةِ مِصْرَ. 31 وَكَانَ أَحْكَمَ مِنْ جَمِيعِ ٱلنَّاسِ مِنْ أَيْثَانَ ٱلأَزْرَاحِيِّ وَهَيْمَانَ وَكَلْكُولَ وَدَرْدَعَ بَنِي مَاحُولَ. وَكَانَ صِيتُهُ فِي جَمِيعِ ٱلأُمَمِ حَوَالَيْهِ. 32 وَتَكَلَّمَ بِثَلاَثَةِ آلاَفِ مَثَلٍ، وَكَانَتْ نَشَائِدُهُ أَلْفاً وَخَمْساً. 33 وَتَكَلَّمَ عَنِ ٱلأَشْجَارِ، مِنَ ٱلأَرْزِ ٱلَّذِي فِي لُبْنَانَ إِلَى ٱلزُّوفَا ٱلنَّابِتِ فِي ٱلْحَائِطِ. وَتَكَلَّمَ عَنِ ٱلْبَهَائِمِ وَعَنِ ٱلطَّيْرِ وَعَنِ ٱلدَّبِيبِ وَعَنِ ٱلسَّمَكِ. 34 وَكَانُوا يَأْتُونَ مِنْ جَمِيعِ ٱلشُّعُوبِ لِيَسْمَعُوا حِكْمَةَ سُلَيْمَانَ مِنْ جَمِيعِ مُلُوكِ ٱلأَرْضِ ٱلَّذِينَ سَمِعُوا بِحِكْمَتِهِ».

ص 3: 12 ع 20 تكوين 29: 1 وقضاة 6: 33 إشعياء 19: 11 وأعمال 7: 22 ص 3: 12 و1أيام 15: 19 وعنوان مزمور 89 و1أيام 2: 6 أمثال 1: 1 ونشيد الأناشيد 1: 1 ص 10: 1 و2أيام 9: 23

رَحْبَةَ قَلْبٍ (ع 29) إشارة إلى اتساع علومه على اختلاف أنواعها كعلم النبات وعلم الحيوان وعلم الشعر والفلسفة والأمثال وعلم البناء والفلاحة والزراعة مع السياسة والحكمة في التدبير.

بَنِي ٱلْمَشْرِقِ (ع 30) اشتهر بنو المشرق بالحكمة. كان أصحاب أيوب من المشرق وأظهروا حكمتهم في كلامهم معه. وأتى المجوس من المشرق ليروا الطفل يسوع. وكان الكلدانيون مشهورين لحكمتهم ولا سيما في علم الفلك (إشعياء 47: 10 - 13 ودانيال 2: 2 و4: 7 و5: 8).

حِكْمَةِ مِصْرَ كان حكماء كثيرون في مصر في زمان يوسف (تكوين 41: 8) وفي زمان موسى (خروج 7: 11) الذي تهذب بحكمتهم (أعمال 7: 22) وكان من حكمتهم السحر وعلم الهيئة وعلم الفلك والفلسفة والتقميص والطب والبناء.

أَيْثَانَ... هَيْمَانَ... كَلْكُولَ... دَرْدَعَ (ع 31) ذُكر في (1أيام 2: 6) بنو زارح إيثان وهيمان وكلكول ودارع من سبط يهوذا والأرجح أنهم المذكورون هنا. غير أن المذكورين هنا أو بعضهم بنو ماحول وربما ماحول اسم آخر لزارح. ومما يُظهر بطلان الشهرة العالمية إن العلماء في أيامنا لا يقدرون أن يعرفوا تمام المعرفة من هم أولئك الحكماء الذين اشتهروا في أيام سليمان.

فِي جَمِيعِ ٱلأُمَمِ حَوَالَيْهِ وصل صيته إلى ملكة سبا (10: 1).

ثَلاَثَةِ آلاَفِ مَثَلٍ (ع 32) جُمع بعض هذه الأمثال في سفر الأمثال ولكن ليس سفر الأمثال كله لسليمان وليست كل أمثاله في ذلك السفر.

نَشَائِدُهُ من هذه النشائد لنا نشيد الأنشاد. والمزمور 72 والمزمور 127 منسوبان إلى سليمان. وليس من الضرورة أن تكون نشائده جميعها نشائد روحية.

تَكَلَّمَ عَنِ ٱلأَشْجَارِ (ع 33) من الأعظم كأرز لبنان إلى الأصغر كالزوفا. ومن حكمة الحكماء في القديم معرفة النباتات المفيدة في الطب.

ٱلْبَهَائِمِ على اختلاف أنواعها في الهواء كانت أم على الأرض أم في البحر. وعند العامة حكايات كثيرة عن سليمان ليس لها أصل في الكتاب ولا في العقل. ومنها أنه عرف لغة الحيوان وإنه استخدم الجن بسحره.

يَأْتُونَ مِنْ جَمِيعِ ٱلشُّعُوبِ (ع 34) سفراء الملوك كعبيد ملك صور وملكة سبا.

فوائد

  1. ع 1 - 25 فائدة النظام والترتيب.

    (1) النظر إلى الاحتياجات المستقبلة والاستعداد لها (2) تعيين عمل لكل عامل وعامل لكل عمل (3) اتساع العمل لأن كثيرين يعملون بالحكمة والنشاط بواسطة حكمة الواحد.

  2. ع 20 جودة الله وكرمه لبني البشر.

    (1) خيرات الأرض تكفي لكل بني البشر وتزيد (2) كثيرون يحتاجون ويموتون من الجوع (3) إن أسباب الجوع ليست من الله بل من الإنسان، كالظلم والطمع والكسل والجهل والسكر والقبائح والحروب وعدم خوف الله.

  3. ع 29 إرشاد روح الله في كل الأمور.

    (1) في أعمال الإنسان للجسد كالفلاحة والزرع (2) في أعمال الإنسان العقلية كالعلوم الطبيعية والفلسفة والحِكم (3) في أعمال الإنسان الروحية كالإيمان والتوبة والسلوك الحسن والتبشير والصلاة. ولا ينفع إرشاد الله بلا عمل من الإنسان.

  4. 5 في أحسن أعمال الإنسان نقص.

    (1) في الحكومة المنظمة كان تسخير وظلم (ع 6) (2) في الغنى الوافر عدم الشبع (جامعة 2: 11) (3) في العلوم الواسعة كفر وكبرياء (جامعة 1: 18). فلا تحسد سليمان بل لنشكر الله على معرفتنا بالمسيح ورجائنا بالمجد والحياة الأبدية.

اَلأَصْحَاحُ ٱلْخَامِسُ

1 - 12 «1 وَأَرْسَلَ حِيرَامُ مَلِكُ صُورَ عَبِيدَهُ إِلَى سُلَيْمَانَ، لأَنَّهُ سَمِعَ أَنَّهُمْ مَسَحُوهُ مَلِكاً مَكَانَ أَبِيهِ، لأَنَّ حِيرَامَ كَانَ مُحِبّاً لِدَاوُدَ كُلَّ ٱلأَيَّامِ. 2 فَأَرْسَلَ سُلَيْمَانُ إِلَى حِيرَامَ يَقُولُ: 3 أَنْتَ تَعْلَمُ دَاوُدَ أَبِي أَنَّهُ لَمْ يَسْتَطِعْ أَنْ يَبْنِيَ بَيْتاً لاسْمِ ٱلرَّبِّ إِلٰهِهِ بِسَبَبِ ٱلْحُرُوبِ ٱلَّتِي أَحَاطَتْ بِهِ، حَتَّى جَعَلَهُمُ ٱلرَّبُّ تَحْتَ بَطْنِ قَدَمَيْهِ. 4 وَٱلآنَ فَقَدْ أَرَاحَنِيَ ٱلرَّبُّ إِلٰهِي مِنْ كُلِّ ٱلْجِهَاتِ فَلاَ يُوجَدُ خَصْمٌ وَلاَ حَادِثَةُ شَرٍّ. 5 وَهَئَنَذَا قَائِلٌ عَلَى بِنَاءِ بَيْتٍ لاسْمِ ٱلرَّبِّ إِلٰهِي كَمَا قَالَ ٱلرَّبُّ لِدَاوُدَ أَبِي: إِنَّ ٱبْنَكَ ٱلَّذِي أَجْعَلُهُ مَكَانَكَ عَلَى كُرْسِيِّكَ هُوَ يَبْنِي ٱلْبَيْتَ لاسْمِي. 6 وَٱلآنَ فَأْمُرْ أَنْ يَقْطَعُوا لِي أَرْزاً مِنْ لُبْنَانَ وَيَكُونُ عَبِيدِي مَعَ عَبِيدِكَ، وَأُجْرَةُ عَبِيدِكَ أُعْطِيكَ إِيَّاهَا حَسَبَ كُلِّ مَا تَقُولُ، لأَنَّكَ تَعْلَمُ أَنَّهُ لَيْسَ بَيْنَنَا أَحَدٌ يَعْرِفُ قَطْعَ ٱلْخَشَبِ مِثْلَ ٱلصَّيْدُونِيِّينَ. 7 فَلَمَّا سَمِعَ حِيرَامُ كَلاَمَ سُلَيْمَانَ فَرِحَ جِدّاً وَقَالَ: مُبَارَكٌ ٱلْيَوْمَ ٱلرَّبُّ ٱلَّذِي أَعْطَى دَاوُدَ ٱبْناً حَكِيماً عَلَى هٰذَا ٱلشَّعْبِ ٱلْكَثِيرِ. 8 وَأَرْسَلَ حِيرَامُ إِلَى سُلَيْمَانَ قَائِلاً: قَدْ سَمِعْتُ مَا أَرْسَلْتَ بِهِ إِلَيَّ. أَنَا أَفْعَلُ كُلَّ مَسَرَّتِكَ فِي خَشَبِ ٱلأَرْزِ وَخَشَبِ ٱلسَّرْوِ. 9 عَبِيدِي يُنْزِلُونَ ذٰلِكَ مِنْ لُبْنَانَ إِلَى ٱلْبَحْرِ، وَأَنَا أَجْعَلُهُ أَرْمَاثاً فِي ٱلْبَحْرِ إِلَى ٱلْمَوْضِعِ ٱلَّذِي تُعَرِّفُنِي عَنْهُ وَأَفُكُّهُ هُنَاكَ، وَأَنْتَ تَحْمِلُهُ وَتَعْمَلُ مَرْضَاتِي بِإِعْطَائِكَ طَعَاماً لِبَيْتِي. 10 فَكَانَ حِيرَامُ يُعْطِي سُلَيْمَانَ خَشَبَ أَرْزٍ وَخَشَبَ سَرْوٍ حَسَبَ كُلِّ مَسَرَّتِهِ. 11 وَأَعْطَى سُلَيْمَانُ حِيرَامَ عِشْرِينَ أَلْفَ كُرِّ حِنْطَةٍ طَعَاماً لِبَيْتِهِ، وَعِشْرِينَ كُرَّ زَيْتِ رَضٍّ. هٰكَذَا كَانَ سُلَيْمَانُ يُعْطِي حِيرَامَ سَنَةً فَسَنَةً. 12 وَٱلرَّبُّ أَعْطَى سُلَيْمَانَ حِكْمَةً كَمَا كَلَّمَهُ. وَكَانَ صُلْحٌ بَيْنَ حِيرَامَ وَسُلَيْمَانَ، وَقَطَعَا كِلاَهُمَا عَهْداً».

2أيام 2: 3 و2صموئيل 5: 11 و1أيام 14: 1 و1أيام 28: 2 و3 ص 4: 24 و1أيام 22: 9 و2صموئيل 7: 12 و13 و1ايام 17: 12 و22: 10 و28: 6 و2أيام 2: 16 عزرا 3: 7 وحزقيال 27: 17 ص 3: 12

حِيرَامُ (ع 1) وفي 2أيام 2: 3 حورام. والأرجح أن حيرام هذا هو المذكور في (2صموئيل 5: 11) الذي أرسل إلى داود خشب أرز ونجارين وبنائين وبنى له بيتاً. وبين جلوس داود ملكاً في أورشليم وجلوس ابنه زمان طويل فيُظن أن حيرام صديق سليمان هو ابن حيرام صديق داود. ولكن ليس من الضرورة أن داود بنى بيته في أول ملكه وإن كان ذلك مذكوراً مع حوادث السنين الأولى لملكه. وأرسل حيرام الرسل ليهنئوا سليمان على جلوسه ملكاً على إسرائيل ولأجل إثبات العلاقات الحبية بينه وبين إسرائيل. ومحبة حيرام لرجل صالح تدل على صلاح فيه.

بِسَبَبِ ٱلْحُرُوبِ (ع 3) (انظر 2صموئيل 7: 6 وتفسيره). حروب داود منعته عن بناء الهيكل من وجهين: أولاً لأنه كان قد سفك دماً فليس من اللياقة أن يبني بيتاً للرب وإن كانت حروبه بأمر الرب (2أيام 28: 3). وثانياً لأنه تلهّى في هذه الحروب وفي إثبات المملكة وتعب فيها وأما سليمان فقد أراحه الرب من كل الجهات. وداود وإن لم يسمح له الرب أن يبني الهيكل فقد أعدّ له كثيراً من المال والمواد ونظم له خدمة العبادة والتسبيح. واستعداد داود هذا مذكور في أخبار الأيام.

لاسْمِ ٱلرَّبِّ (ع 5) البيت هو المكان الذي فيه يُعرف الرب للناس.

كَمَا قَالَ ٱلرَّبُّ لِدَاوُدَ أَبِي أتى هذا الكلام في (2صموئيل 7: 12) ولا شك في أن سليمان كان قد سمع وفهم من صغره أنه سيبني الهيكل. وبيّن سليمان لحيرام أن بناء الهيكل كان من مقاصد داود وليس من مقاصده فقط لأنه ظن أن رأي أبيه داود يكون مقبولاً عند حيرام أكثر من رأيه.

أَرْزاً مِنْ لُبْنَانَ (ع 6) وهي الشجرة المعروفة اليوم بأرز لبنان. وكان خشبها موافقاً لبناء الهيكل لأن الأشجار كبيرة تعلو إلى حد 80 قدماً ويبلع محيطها 36 قدماً. والخشب مرّ المذاق لا ينخره السوس وقد أثبت المؤرخون بقاءه مدة تزيد عن 2000 سنة. ولونه أصفر وليس فيه عروق جميلة كما في خشب الزيتون وغيره ولكن كانت الأخشاب في الهيكل مغشاة بالذهب. وربما في أيام سليمان كان الأرز في أماكن كثيرة في لبنان. اليوم أكبر حرجة منه بقرب بشرّي فوق نبع قاديشا (اطلب أرز في قاموس الكتاب). ونعرف من 2أيام 2: 3 - 10 أن سليمان طلب أيضاً خشب سرو وصندل وطلب إرسال رجل حكيم في صناعة الذهب الخ.

وَأُجْرَةُ عَبِيدِكَ كانت من الحنطة والشعير والخمر والزيت (2أيام 2: 10) فنرى فائدة الألفة بين الشعوب لأن كل مملكة تأخذ ما تحتاج إليه وتعطي ما يفضل عنها.

ٱلصَّيْدُونِيِّينَ نستنتج أن الصيدونيين وإن كان لهم ملك كانوا تحت رئاسة صور. والمؤرخون القدماء يشهدون بمهارة الصيدونيين في الصنائع. قال هوميروس إن الكؤوس الكبيرة التي كان اليونانيون يشربون الخمر بها هي من صناعة صيداء. وقال إن نساء صيداء كنّ يصنعن الأردية المطرزة الجميلة التي كانت السيدات اليونانيات يفتخرن بها. وقال هوميروس إن أهل صور وصيداء كانوا الأولين في علم سير السفن. وقال سترابو إن الصيدونيين امتازوا بالرياضيات وعلم الفلك والفلسفة والصنائع.

فَرِحَ (ع 7) فرح حيرام بالاتحاد مع سليمان الذي كان الأول بين ملوك عصره. وقيل في (2أيام 2: 11) إنه جاوبه بالكتابة.

مُبَارَكٌ ٱلْيَوْمَ وزيد على ذلك في (2أيام 2: 12) إله إسرائيل الذي صنع السماء والأرض. ولا نستنتج أنه ترك آلهته ليسجد للرب وحده بل إنه اعتبر الرب كأحد الآلهة. وفي كتابته إلى سليمان ذكر إله سليمان وكان ذلك من باب الحكمة والسياسة.

خَشَبِ ٱلسَّرْوِ اطلب «سرو» في قاموس الكتاب.

أَرْمَاثاً لا نعرف في أي مكان في لبنان قطعوا الأرز والسرو ولكنهم كانوا ينزلون الخشب إلى شط البحر وربما عند نهر الكلب أو نهر إبراهيم ثم يأتون به أرماثاً في البحر إلى يافا فيسلمونه إلى عبيد سليمان الذين أصعدوه إلى أورشليم. ولا شك في أن ذلك كان عملاً كبيراً متعباً يحتاج إلى فعلة كثيرين. وهكذا عملوا في بناء الهيكل الثاني في أيام عزرا (عزرا 3: 7) وأخذ الأشوريون خشباً من لبنان لأبنيتهم. والحجارة الكبيرة في أبنية بعلبك دليل على اقتدار القدماء في نقل الأشياء الكبيرة الثقيلة.

عِشْرِينَ أَلْفَ كُرِّ حِنْطَةٍ (ع 11) انظر 4: 22 وتفسيره. الكرّ يعادل نحو 24 مداً أو 140 رطلاً فيكون عشرون ألف كرّ نحو 28000 قنطار أو 480000 مدّ.

وَعِشْرِينَ كُرَّ زَيْتِ الكرّ من المكاييل للأشياء السائلة يعادل نحو 240 أقة وعشرون كراً تعادل نحو 4800 أقة أو 24 قنطاراً. وقيل في 2أيام 2: 10 عشرين ألف كرّ من الحنطة... وعشرين ألف كرّ شعير وعشرين ألف بث خمر وعشرين ألف بث زيت. فكان الشعير والخمر زيادة عن المذكور في سفر الملوك. والزيت هو عشرون ألف بث أو ألفا كرّ لأن الكرّ يعادل عشرة أبثاث. وفي سفر الملوك المذكور عشرون كراً فقط. والأرجح أن كاتب سفر أخبار الأيام ذكر كل شيء وأما كاتب سفر الملوك فذكر بعضه فقط. وربما كان الزيت على صنفين: الأول من زيت رضّ أي من أحسن صنف ومقداره عشرون كراً. وكان الباقي من الألفي الكرّ من الصنف الثاني أي زيتاً اعتيادياً.

زَيْتِ رَضٍّ الذي يخرج من الزيتون بالرض ليكون نقياً خالصاً من الشوائب لا كالزيت الذي يخرج بالطحن لأن ذلك لا يخلو من الأدران.

عَهْداً (ع 12) ظهرت حكمة سليمان في تدبيره لوازمه من حيرام واتحاده معه لينتفع كل منهما من الآخر. كان لصور أرض قليلة تلائم المزروعات (حزقيال 27: 17 وأعمال 12: 20). وبقي الاتحاد بين المملكتين بعد موت سليمان وحيرام فإن أخاب ملك إسرائيل اتخذ إيزابل بنت أثبعل ملك صور زوجة (16: 31).

13 - 18 «13 وَسَخَّرَ ٱلْمَلِكُ سُلَيْمَانُ مِنْ جَمِيعِ إِسْرَائِيلَ، وَكَانَتِ ٱلسُّخَرُ ثَلاَثِينَ أَلْفَ رَجُلٍ. 14 فَأَرْسَلَهُمْ إِلَى لُبْنَانَ عَشَرَةَ آلاَفٍ فِي ٱلشَّهْرِ بِٱلنَّوْبَةِ. يَكُونُونَ شَهْراً فِي لُبْنَانَ وَشَهْرَيْنِ فِي بُيُوتِهِمْ. وَكَانَ أَدُونِيرَامُ عَلَى ٱلتَّسْخِيرِ. 15 وَكَانَ لِسُلَيْمَانَ سَبْعُونَ أَلْفاً يَحْمِلُونَ أَحْمَالاً، وَثَمَانُونَ أَلْفاً يَقْطَعُونَ فِي ٱلْجَبَلِ، 16 مَا عَدَا رُؤَسَاءَ ٱلْوُكَلاَءِ لِسُلَيْمَانَ ٱلَّذِينَ عَلَى ٱلْعَمَلِ ثَلاَثَةَ آلاَفٍ وَثَلاَثَ مِئَةٍ ٱلْمُتَسَلِّطِينَ عَلَى ٱلشَّعْبِ ٱلْعَامِلِينَ ٱلْعَمَلَ. 17 وَأَمَرَ ٱلْمَلِكُ أَنْ يَقْلَعُوا حِجَارَةً كَبِيرَةً كَرِيمَةً مُرَبَّعَةً لِتَأْسِيسِ ٱلْبَيْتِ. 18 فَنَحَتَهَا بَنَّاؤُو سُلَيْمَانَ وَبَنَّاؤُو حِيرَامَ وَٱلْجِبْلِيُّونَ، وَهَيَّأُوا ٱلأَخْشَابَ وَٱلْحِجَارَةَ لِبِنَاءِ ٱلْبَيْتِ».

ص 4: 6 و9: 15 ص 4: 6 ص 9: 20 - 22 و2أيام 2: 17 و18 ص 9: 23 ص 6: 7 و1أيام 22: 2 يشوع 13: 5 وحزقيال 27: 9

وَسَخَّرَ ٱلْمَلِكُ سُلَيْمَانُ كان التسخير من العادات القديمة وبواسطته عمل الملوك أعظم أعمالهم كالأهرام في مصر والهياكل وقصور الملوك في بابل ونينوى. سخّر فرعون بني إسرائيل في مصر. قال بليني إن 360000 عامل عملوا مدة عشرين سنة في بناء أحد الأهرام. وكان المسخرون يضربون الفعلة بالسياط كأنهم بهائم. وربما ابتدأ التسخير في إسرائيل في آخر ملك داود فإنه عين أدونيرام على التسخير (2صموئيل 20: 24). وميّز سليمان بين بني إسرائيل والغرباء الباقين من الكنعانيين لأنه سخّر من بني إسرائيل ثلاثين ألفاً فقط من 1300000 (2صموئيل 24: 9) أي واحداً من 44. وأراحهم لأنهم كانوا يعملون شهراً ويستريحون شهرين. وكانت خدمتهم وقتية. وفي الخدمة الدائمة ميّز بينهم وبين الغرباء في نوع الخدمة (9: 15 - 23).

سَبْعُونَ أَلْفاً (ع 15) من الغرباء وليس من بني إسرائيل (9: 21 و2أيام 2: 17 و18) كما عمل داود أبوه (1أيام 22: 2).

ثَلاَثَةَ آلاَفٍ وَثَلاَثَ مِئَةٍ ٱلْمُتَسَلِّطِينَ (ع 16) وفي 9: 23 خمس مئة وخمسون متسلطون والمجموع 3850. وفي 2أيام 2: 18 ثلاثة آلاف وست مئة وكيل وفي 2أيام 8: 10 مئتان وخمسون من الموكلين والمجموع كالمجموع الأول 3850 فيكون الاختلاف بين سفر الملوك وسفر أخبار الأيام في ترتيب أنواع المتسلطين وليس اختلافاً في مجموع عددهم.

حِجَارَةً كَبِيرَةً (ع 17) يُرى اليوم حجارة كبيرة أساسية في موقع الهيكل في أورشليم والأرجح أنها من أيام سليمان وأكبر حجر منها اليوم طوله 30 قدماً وعلّوه سبع أقدام ونصف قدم. والأرجح أن مقلع الحجارة كان بقرب موقع الهيكل.

ٱلْجِبْلِيُّونَ (ع 18) أهل جبيل. وهي على شط البحر على بُعد نحو 25 ميلاً من بيروت على طريق طرابلس (يشوع 13: 5 وحزقيال 27: 9).

فوائد

  1. ع 1 - 12 المعاشرات السياسية

    (1) إنها ضرورية ومفيدة في الأمور الزمنية (2) إن شعب الله يلزمهم حكمة ونعمة إلهية ليسلموا من الكفر والأديان الفاسدة في معاشرتهم غير المؤمنين. كانت معاشرة أهل صور مفيدة في أيام سليمان وضارة في أيام آخاب (3) على شعب الله ليس فقط أن يسلموا من الضلال بل أن يشهدوا للحق ويثبتوا فيه.

  2. ع 13 - 18 بيت الله المادي وبيته الروحي

    (1) إنه في بناء البيت المادي دخل شيء من الظلم والتسخير واستخدام غير المؤمنين. وأما الكنيسة وهي بيت الله الروحي فهي جماعة المؤمنين ونفقتها من تبرعاتهم المقدمة منهم بالسخاء والرضى (2) إن البيت المادي بقي نحو 400 سنة فقط وأما الكنيسة فهي إلى الأبد. والحجارة الكبيرة الأساسية الباقية من أيام سليمان إلى أيامنا على رغم الحروب وسقوط الممالك تمثل لنا المسيح وهو حجر الزاوية وصخر الدهور (3) إن جمال البيت المادي كان في الأخشاب والحجارة والذهب وأما جمال الكنيسة فليس في أبنيتها بل في أعمالها الحسنة وعبادتها الطاهرة (4) إن البيت المادي كان في مكان واحد فقط أي في أورشليم وأما الكنيسة فهي في كل مكان فيه مؤمنون حقيقيون. وكل مؤمن حقيقي هو هيكل للروح القدس.

اَلأَصْحَاحُ ٱلسَّادِسُ

1 - 10 «1 وَكَانَ فِي سَنَةِ ٱلأَرْبَعِ مِئَةٍ وَٱلثَّمَانِينَ لِخُرُوجِ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ، فِي ٱلسَّنَةِ ٱلرَّابِعَةِ لِمُلْكِ سُلَيْمَانَ عَلَى إِسْرَائِيلَ، فِي شَهْرِ زِيُو وَهُوَ ٱلشَّهْرُ ٱلثَّانِي، أَنَّهُ بَنَى ٱلْبَيْتَ لِلرَّبِّ. 2 وَٱلْبَيْتُ ٱلَّذِي بَنَاهُ ٱلْمَلِكُ سُلَيْمَانُ لِلرَّبِّ طُولُهُ سِتُّونَ ذِرَاعاً، وَعَرْضُهُ عِشْرُونَ ذِرَاعاً، وَٱرْتِفَاعُهُ ثَلاَثُونَ ذِرَاعاً. 3 وَٱلرِّوَاقُ قُدَّامَ هَيْكَلِ ٱلْبَيْتِ طُولُهُ عِشْرُونَ ذِرَاعاً حَسَبَ عَرْضِ ٱلْبَيْتِ، وَعَرْضُهُ عَشَرُ أَذْرُعٍ قُدَّامَ ٱلْبَيْتِ. 4 وَعَمِلَ لِلْبَيْتِ كُوىً مَسْقُوفَةً مُشَبَّكَةً. 5 وَبَنَى مَعَ حَائِطِ ٱلْبَيْتِ طِبَاقاً حَوَالَيْهِ مَعَ حِيطَانِ ٱلْبَيْتِ حَوْلَ ٱلْهَيْكَلِ وَٱلْمِحْرَابِ، وَعَمِلَ غُرُفَاتٍ فِي مُسْتَدِيرِهَا. 6 فَٱلطَّبَقَةُ ٱلسُّفْلَى عَرْضُهَا خَمْسُ أَذْرُعٍ، وَٱلْوُسْطَى عَرْضُهَا سِتُّ أَذْرُعٍ، وَٱلثَّالِثَةُ عَرْضُهَا سَبْعُ أَذْرُعٍ، لأَنَّهُ جَعَلَ لِلْبَيْتِ حَوَالَيْهِ مِنْ خَارِجٍ زَوَايَا لِئَلاَّ تَتَمَكَّنَ ٱلْجَوَائِزُ فِي حِيطَانِ ٱلْبَيْتِ. 7 وَٱلْبَيْتُ فِي بِنَائِهِ بُنِيَ بِحِجَارَةٍ صَحِيحَةٍ مُقْتَلَعَةٍ، وَلَمْ يُسْمَعْ فِي ٱلْبَيْتِ عِنْدَ بِنَائِهِ مِنْحَتٌ وَلاَ مِعْوَلٌ وَلاَ أَدَاةٌ مِنْ حَدِيدٍ. 8 وَكَانَ بَابُ ٱلْغُرْفَةِ ٱلْوُسْطَى فِي جَانِبِ ٱلْبَيْتِ ٱلأَيْمَنِ، وَكَانُوا يَصْعَدُونَ بِدَرَجٍ مُعَطَّفٍ إِلَى ٱلْوُسْطَى، وَمِنَ ٱلْوُسْطَى إِلَى ٱلثَّالِثَةِ. 9 فَبَنَى ٱلْبَيْتَ وَأَكْمَلَهُ وَسَقَفَ ٱلْبَيْتَ بِأَلْوَاحٍ وَجَوَائِزَ مِنَ ٱلأَرْزِ. 10 وَبَنَى ٱلْغُرُفَاتِ عَلَى ٱلْبَيْتِ كُلِّهِ ٱرْتِفَاعُهَا خَمْسُ أَذْرُعٍ، وَتَمَكَّنَتْ فِي ٱلْبَيْتِ بِخَشَبِ أَرْزٍ».

2أيام 3: 1 و2 حزقيال 40: 16 و41: 16 حزقيال 41: 6 ع 16 و19 و20 حزقيال 41: 5 و6 خروج 20: 25 وتثنية 27: 5 و6 ع 14 و38

فِي سَنَةِ ٱلأَرْبَعِ مِئَةٍ وَٱلثَّمَانِينَ (ع 1) إذا جمعنا مدة إقامة بني إسرائيل في البرية والمدات المذكورة في أسفار يشوع والقضاة وصموئيل يكون المجموع نحو 550 سنة يُزاد عليه مدة حروب يشوع ومدة مُلك شاول وداود. ومن آراء العلماء الكثيرة استحسنا ما يأتي ذكره:

قسم المؤرخون الزمان من الخروج إلى تأسيس الهيكل إلى 12 مدة في كل مدة 40 سنة فتعادل الاثنتا عشرة مدة 480 سنة. وكانت المدة الأولى من خروج الإسرائيليين من مصر إلى دخولهم أرض كنعان وللقضاة ست مدات أو ثماني. نقرأ في قضاة 3: 8 إن بني إسرائيل عبدوا كوشان رشعتايم ثماني سنين أي مدة العبودية لكوشان. وهكذا غيرها من مدات العبودية فإنها ربما دخل حسابها في مدّات القضاة الشرعيين من بني إسرائيل. وقيل في قضاة 3: 30 إن الأرض استراحت ثمانين سنة أي مدّتين. (انظر قضاة 5: 31 و8: 28 و13: 1). وربما المدّات المذكورة في (قضاة 10: 1 - 4 وقضاة 12: 7 - 14) كانت مجموعة فصارت مدّتين تقريباً. وكان للكاهن عالي 40 سنة (1صموئيل 4: 18) ولشاول 40 سنة (أعمال 13: 21) ولداود 40 سنة (1ملوك 2: 11) وكان أحياناً قاض في قطيعة من أرض إسرائيل وقاض آخر في قطيعة أخرى في نفس الزمان فلا يجوز إضافة مدة الواحد منها كلها إلى مدة الآخر. كشمشون في الغرب ويفتاح في الشرق في ذات الوقت.

ٱلسَّنَةِ ٱلرَّابِعَةِ لِمُلْكِ سُلَيْمَانَ ابتدأ في العمل أول ما جلس على كرسيه وقضى ثلاث سنين في جمع الأخشاب والحجارة وغيرها من المواد وفي تنظيم العاملين.

شَهْرِ زِيُو أو أيار وكان شهر أبيب أو نيسان الشهر الأول من السنة.

أَنَّهُ بَنَى أي شرع في بنائه (2أيام 3: 1) والوقت مذكور بالتدقيق لأن بناء الهيكل للرب في أورشليم مركزاً دينياً وحيداً ليهوذا وإسرائيل أجمعين فكل ما يختص بهذا البيت كطوله وعرضه وعلوه وغُرفه وحجارته وأخشابه والشروع في بنائه والفراغ منه صارت أمراً يستحق الذكر في كتاب الله.

طُولُهُ سِتُّونَ ذِرَاعاً (ع 2 الخ). الأرجح أن الذراع هنا تعادل 18 أصبعاً أو قدماً ونصف قدم إنكليزية والأقيسة صافية أي من الداخل وبلا حساب ثخن الحيطان كما يظهر من ص 24 - 27. وكل الأقيسة ضعفا قيمة خيمة الاجتماع فكان طول الهيكل ستين ذراعاً وطول الخيمة ثلاثين ذراعاً وعرضه عشرين ذراعاً وعرض الخيمة عشر أذرع الخ. فكانت نسبة أجزاء الهيكل بعضها لبعض كنسبة أجزاء الخيمة بعضها لبعض.

وَٱرْتِفَاعُهُ (سمكه) أي علوّه. ونلاحظ أن البيت لم يكن كبيراً بالنسبة إلى بعض الهياكل الوثنية كهيكل أرطاميس في أفسس الذي كان طوله 425 قدماً أو 280 ذراعاً وعرضه 220 قدماً أو 146 ذراعاً وعلوه 60 قدماً أو 40 ذراعاً. ولا كبعض كنائس اليوم لأنه لم يُقصد اجتماع الشعب فيه كما في كنائسنا. ولكن لم يكن معبد لا في القديم ولا في أيامنا جميلاً ونفيساً كهيكل سليمان.

هَيْكَلِ ٱلْبَيْتِ (ع 3) هو القدس أي أكبر المكانين في الهيكل والمكان الأصغر هو قدس الأقداس وهو المسمى المحراب (ع 19) وعلو الرواق ليس مذكوراً هنا وقيل في 2أيام 3: 4 أنه 120 ذراعاً ويظن أكثر المفسرين أن هذا غلط من الناسخ والصواب 20 ذراعاً. ويظن غيرهم أن العلو كان 30 ذراعاً كعلو البيت.

كُوىً مَسْقُوفَةً مُشَبَّكَةً (ع 4) قيل في ع 10 إن سمك الغرفات أو علوها كان خمس أذرع فكان علو الطبقات الثلاث خمس عشرة ذراعاً يُضاف إليها سمك أرض كل غرفة وسمك السطح فكانت الطبقات الثلاث أخفض من البيت الذي كان علوه عشرين ذراعاً وكانت الكوى فوق سطح هذه الطبقات. وكانت مسقوفة أي كان فوقها جزء من حائط البيت وكانت مشبكة ليدخل الهواء دون الطيور.

ٱلْهَيْكَلِ وَٱلْمِحْرَابِ (ع 5) أي القدس وقدس الأقداس. وكانت الغرفات لأجل الكهنة والكتبة (إرميا 36: 10 و20) ولأجل وضع التقادم والبخور والآنية وعشر القمح والخمر والزيت فريضة اللاويين والمغنيين والبوابين ورفيعة الكهنة (نحميا 13: 5) وكانت هذه الغرف مبنية على ثلاثة من جوانب البيت الأربعة ولا نعرف عددها.

خَمْسُ أَذْرُعٍ... سِتُّ أَذْرُعٍ... سَبْعُ أَذْرُعٍ (ع 6) لم يستحسن أن تتمكن جوائز الغُرف في حيطان البيت فعمل الحائط بين البيت والغّرف في الطبقة السفلى أسمك من الحائط بين البيت والغُرف في الطبقة الوسطى وهذا أسمك من الحائط بين البيت والغُرف في الطبقة العليا فركزت جوائز الغُرف في الطبقة الوسطى والطبقة العليا على ما تحتها ولم تستبطن حيطان البيت.

زَوَايَا (أخصاماً) أي مناكبها اللاصقة بحائط البيت.

لَمْ يُسْمَعْ (ع 7) إن الحجارة كلها كانت مهيأة على أقيستها بالضبط في المقلع فلم يبق إلا وضع كل حجر في موضعه في البيت. ولا شك في أن قصد سليمان احترام بيت الرب. والبناؤون شعروا بأن عملهم عمل مقدس. وعند أورشليم الحالية إلى جهة الشمال مقلع وُجد فيه كثير من النحاتة. وفي موضع هيكل سليمان لم يوجد شيء من النحاتة. وفي ذلك دليل على أن نحت الحجارة كان في المقلع وليس في موضع أساس الهيكل.

دَرَجٍ مُعَطَّفٍ (ع 8) أو لولبي أي بهيئة اللولب (البرغي).

وَأَكْمَلَهُ (ع 9) أي الهيكل نفسه والغُرفات مذكورة وحدها.

وَسَقَفَ ٱلْبَيْتَ لا نعرف هل كان السطح محدباً مستطيلاً (جملون) أم مسطحاً منبسطاً. والأرجح أنه كان في داخل البيت عواميد ركزت العوارض عليها لأن عرض البيت من الداخل كان عشرين ذراعاً أو ثلاثين قدماً.

ٱرْتِفَاعُهَا (سَمْكُها) (ع 10) أي علوّها من الداخل بلا حساب سمك أرض كل غرفة وسمك السطح.

وَتَمَكَّنَتْ فِي ٱلْبَيْتِ أي ركزت على الأخصام أو المناكب المذكورة في (ع 6) وكانت عوارض الغُرفات من خشب أرز.

11 - 13 «11 وَكَانَ كَلاَمُ ٱلرَّبِّ إِلَى سُلَيْمَانَ: 12 هٰذَا ٱلْبَيْتُ ٱلَّذِي أَنْتَ بَانِيهِ، إِنْ سَلَكْتَ فِي فَرَائِضِي وَعَمِلْتَ أَحْكَامِي وَحَفِظْتَ كُلَّ وَصَايَايَ لِلسُّلُوكِ بِهَا، فَإِنِّي أُقِيمُ مَعَكَ كَلاَمِي ٱلَّذِي تَكَلَّمْتُ بِهِ إِلَى دَاوُدَ أَبِيكَ، 13 وَأَسْكُنُ فِي وَسَطِ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلاَ أَتْرُكُ شَعْبِي إِسْرَائِيلَ».

ص 9: 4 و2صموئيل 7: 5 - 16 خروج 25: 8 تثنية 31: 6 ويشوع 1: 5

لا نعرف بأية واسطة جاءه الكلام إما في رؤيا أو بواسطة ناثان النبي أو غيره. وجوهر الكلام أنه ليس للهيكل قيمة روحية بنفسه بل قيمته هي بسكن الرب فيه. بشرط الطاعة الكاملة لوصاياه.

أُقِيمُ مَعَكَ كَلاَمِي (2: 4 و2صموئيل 7: 12 - 17).

أَسْكُنُ فِي وَسَطِ بَنِي إِسْرَائِيلَ كما قال الرب من جهة خيمة الاجتماع بعد أن أُكمل أمره في بنائها وترتيب آنيتها وخدمتها (خروج 29: 45) والكلام هنا كالكلام في أمر خيمة الاجتماع يشير إلى التجسد لأن يسوع المسيح هو عمانوئيل - الله معنا - الهيكل الحقيقي الذي به نتقدم إلى الله ويقترب هو إلينا.

وَلاَ أَتْرُكُ شَعْبِي وفي تثنية 31: 17 أوضح ما ينتج لشعبه إذا تركه. فيكون مأكلة وتصيبه شرور كثيرة وشدائد حتى يقول في ذلك اليوم «لأن إلهي ليس في وسطي أصابتني هذه الشرور». والشرور التي تصيبنا هي نتيجة الشرور التي نعملها.

14 - 22 «14 فَبَنَى سُلَيْمَانُ ٱلْبَيْتَ وَأَكْمَلَهُ. 15 وَبَنَى حِيطَانَ ٱلْبَيْتِ مِنْ دَاخِلٍ بِأَضْلاَعِ أَرْزٍ مِنْ أَرْضِ ٱلْبَيْتِ إِلَى حِيطَانِ ٱلسَّقْفِ، وَغَشَّاهُ مِنْ دَاخِلٍ بِخَشَبٍ، وَفَرَشَ أَرْضَ ٱلْبَيْتِ بِأَخْشَابِ سَرْوٍ. 16 وَبَنَى عِشْرِينَ ذِرَاعاً مِنْ مُؤَخَّرِ ٱلْبَيْتِ بِأَضْلاَعِ أَرْزٍ مِنَ ٱلأَرْضِ إِلَى ٱلْحِيطَانِ. وَبَنَى دَاخِلَهُ لأَجْلِ ٱلْمِحْرَابِ (أَيْ قُدْسِ ٱلأَقْدَاسِ). 17 وَأَرْبَعُونَ ذِرَاعاً كَانَتِ ٱلْبَيْتَ (أَيِ ٱلْهَيْكَلَ ٱلَّذِي أَمَامَهُ). 18 وَأَرْزُ ٱلْبَيْتِ مِنْ دَاخِلٍ كَانَ مَنْقُوراً عَلَى شِكْلِ قُثَّاءٍ وَبَرَاعِمِ زُهُورٍ. ٱلْجَمِيعُ أَرْزٌ. لَمْ يَكُنْ يُرَى حَجَرٌ. 19 وَهَيَّأَ مِحْرَاباً فِي وَسَطِ ٱلْبَيْتِ مِنْ دَاخِلٍ لِيَضَعَ هُنَاكَ تَابُوتَ عَهْدِ ٱلرَّبِّ. 20 وَلأَجْلِ ٱلْمِحْرَابِ عِشْرُونَ ذِرَاعاً طُولاً وَعِشْرُونَ ذِرَاعاً عَرْضاً وَعِشْرُونَ ذِرَاعاً ٱرْتِفَاعاً. وَغَشَّاهُ بِذَهَبٍ خَالِصٍ، وَغَشَّى ٱلْمَذْبَحَ بِأَرْزٍ. 21 وَغَشَّى سُلَيْمَانُ ٱلْبَيْتَ مِنْ دَاخِلٍ بِذَهَبٍ خَالِصٍ. وَسَدَّ بِسَلاَسِلِ ذَهَبٍ قُدَّامَ ٱلْمِحْرَابِ. وَغَشَّاهُ بِذَهَبٍ. 22 وَجَمِيعُ ٱلْبَيْتِ غَشَّاهُ بِذَهَبٍ إِلَى تَمَامِ كُلِّ ٱلْبَيْتِ، وَكُلُّ ٱلْمَذْبَحِ ٱلَّذِي لِلْمِحْرَابِ غَشَّاهُ بِذَهَبٍ».

ع 9 و38 ص 7: 7 و2أيام 3: 8 ص 8: 6 وخروج 26: 33 و34 ص 7: 24 خروج 30: 1 و3 و6

بِأَضْلاَعِ أَرْزٍ (ع 15) ألواح أرز غشى بها حجارة حيطان البيت من الداخل.

إِلَى حِيطَانِ ٱلسَّقْفِ جوائز السقف. أي من الأرض إلى السقف.

وَفَرَشَ أَرْضَ ٱلْبَيْتِ كانت الأرض مبلطة بحجارة والأخشاب مفروضة فوقها.

مُؤَخَّرِ ٱلْبَيْتِ كان الرواق والمدخل إلى جهة الشرق وكان الدخول أولاً إلى القدس ومنه إلى قدس الأقداس أو المحراب الذي كان في مؤخر البيت أي إلى جهة الغرب. وبُني حائط فاصل بين قدس الأقداس والقدس بأضلاع أرز من الأرض إلى جوائز السقف. وبين حائط البيت الغربي وهذا الفاصل من الأخشاب عشرون ذراعاً وهي طول قدس الأقداس وعرضه وعلوه. وفي هذا الفاصل باب يُدخل به من القدس إلى قدس الأقداس (ع 31) وأمام هذا الباب السلاسل من الذهب (ع 21) والحجاب من أسمانجوني وأرجوان وقرمز وكتان عليه كروبيم (2أيام 3: 14). والظاهر أن قدس الأقداس كان بلا كُوى. وكان علوه وهو عشرون ذراعاً أقل من علو القدس الذي كان ثلاثين ذراعاً. ولم يدخله إلا رئيس الكهنة مرة في السنة.

ٱلْهَيْكَلَ ٱلَّذِي أَمَامَهُ (ع 17) أي القدس الذي كان طوله أربعين ذراعاً وعرضه عشرين ذراعاً وعلوه ثلاثين ذراعاً.

مِحْرَاباً فِي وَسَطِ ٱلْبَيْتِ (ع 19) كان الدخول إليه من القدس وليس له مدخل من الخارج.

تَابُوتَ عَهْدِ ٱلرَّبِّ الذي أتى به داود إلى أورشليم (2صموئيل 6: 12).

وَغَشَّى ٱلْمَذْبَحَ بِأَرْزٍ (ع 20) مذبح البخور الذي كان في القدس أمام باب قدس الأقداس. وكان المذبح الذي في خيمة الاجتماع من خشب السنط. ولا نعرف من أي شيء بُني المذبح في هيكل سليمان والأرجح أنه من حجارة وكان مغشى بأرز وكان الأرز مغشى بالذهب (ع 22) وسُمي مذبح خيمة الاجتماع مذبح الذهب للبخور (خروج 40: 5).

سَلاَسِلِ ذَهَبٍ قُدَّامَ ٱلْمِحْرَابِ (ع 21) قدام باب المحراب (ع 31) وقدام الحجاب (2أيام 3: 14).

جَمِيعُ ٱلْبَيْتِ غَشَّاهُ بِذَهَبٍ (ع 22) ورث من أبيه داود مئة ألف وزنة من الذهب (1أيام 22: 14) أي نحو ألف مليون ليرة وهو مبلغ عظيم جداً حتى أن بعض المفسرين يرجحون أن هذا غلط من الناسخ. ودخل سليمان في سنة واحدة كان 666 وزنة (10: 14) أو نحو أربعة ملايين ليرة. وكانت النقود من الذهب قليلة الاستعمال في زمان سليمان فكان وهو وملوك غيره يستعملون في البناء وفي الزينة مقداراً من الذهب لا يمكن أن يستعمله ملوك عصرنا هذا.

23 - 30 «23 وَعَمِلَ فِي ٱلْمِحْرَابِ كَرُوبَيْنِ مِنْ خَشَبِ ٱلزَّيْتُونِ، عُلُوُّ ٱلْوَاحِدِ عَشَرُ أَذْرُعٍ. 24 وَخَمْسُ أَذْرُعٍ جَنَاحُ ٱلْكَرُوبِ ٱلْوَاحِدُ، وَخَمْسُ أَذْرُعٍ جَنَاحُ ٱلْكَرُوبِ ٱلآخَرُ. عَشَرُ أَذْرُعٍ مِنْ طَرَفِ جَنَاحِهِ إِلَى طَرَفِ جَنَاحِهِ. 25 وَعَشَرُ أَذْرُعٍ ٱلْكَرُوبُ ٱلآخَرُ. قِيَاسٌ وَاحِدٌ وَشَكْلٌ وَاحِدٌ لِلْكَرُوبَيْنِ. 26 عُلُوُّ ٱلْكَرُوبِ ٱلْوَاحِدِ عَشَرُ أَذْرُعٍ وَكَذَا ٱلْكَرُوبُ ٱلآخَرُ. 27 وَجَعَلَ ٱلْكَرُوبَيْنِ فِي وَسَطِ ٱلْبَيْتِ ٱلدَّاخِلِيِّ، وَبَسَطُوا أَجْنِحَةَ ٱلْكَرُوبَيْنِ فَمَسَّ جَنَاحُ ٱلْوَاحِدِ ٱلْحَائِطَ وَجَنَاحُ ٱلْكَرُوبِ ٱلآخَرِ مَسَّ ٱلْحَائِطَ ٱلآخَرَ. وَكَانَتْ أَجْنِحَتُهُمَا فِي وَسَطِ ٱلْبَيْتِ يَمَسُّ أَحَدُهُمَا ٱلآخَرَ. 28 وَغَشَّى ٱلْكَرُوبَيْنِ بِذَهَبٍ. 29 وَجَمِيعُ حِيطَانِ ٱلْبَيْتِ فِي مُسْتَدِيرِهَا رَسَمَهَا نَقْشاً بِنَقْرِ كَرُوبِيمَ وَنَخِيلٍ وَبَرَاعِمِ زُهُورٍ مِنْ دَاخِلٍ وَمِنْ خَارِجٍ. 30 وَغَشَّى أَرْضَ ٱلْبَيْتِ بِذَهَبٍ مِنْ دَاخِلٍ وَمِنْ خَارِجٍ».

2أيام 3: 10 - 12 خروج 37: 7 - 9 ص 8: 7 وخروج 25: 20 و37: 9

وَعَمِلَ فِي ٱلْمِحْرَابِ كَرُوبَيْنِ (ع 23) (2صموئيل 22: 11) المفرد كروب والجمع كروبيم. وأول ذكرها في (تكوين 3: 24). وكروبا خيمة الاجتماع موصوفان في (خروج 25: 18 - 22). ولكل كروب من الكروبيم المذكورة في حزقيال أربعة أوجه وجه إنسان ووجه أسد ووجه ثور وقوة الثور وسرعة النسر. وكانت الكروبيم ترمز إلى الملائكة التي تخدم الله. كان الكروبان في خيمة الاجتماع فوق التابوت وكان الرب يتكلم مع موسى من على الغطاء من بين الكروبين. وأما الكروبان في هيكل سليمان فوقفا الواحد عن جانب التابوت الواحد والآخر عن الجانب الآخر (2أيام 3: 13).

بَسَطُوا أَجْنِحَةَ ٱلْكَرُوبَيْنِ (ع 27) أي انبسطت أجنحتها. وكروبا هيكل سليمان اختلفا عن كروبي خيمة الاجتماع في كونهما من خشب الزيتون المغشى بذهب وليس من ذهب خالص. ووقفا على الأرض وليس على غطاء التابوت. وبسطا أجنحتهما من الحائط الواحد إلى الآخر. وأما كروبا الخيمة فبسطا أجنحتهما إلى فوق مظللين بأجنحتهما الغطاء. وكان وجها كروبي الهيكل إلى الداخل أي إلى القدس وأما كروبا الخيمة فكان وجه الواحد متجهاً إلى الآخر نحو الغطاء.

نَقْرِ كَرُوبِيمَ وَنَخِيلٍ وَبَرَاعِمِ زُهُورٍ (ع 29) كانت الكروبيم ترمز إلى الملائكة أو كما يقول بعضهم إلى جميع الخلائق الحيوانية من الملائكة إلى حيوانات الأرض. وفي حزقيال 1: 5 ورؤيا 4: 7 ذكر أربعة حيوانات وهي إنسان وأسد وثور أو عجل ونسر. والنخيل من أسمى الأشجار وأجملها وأنفعها. وبراعم زهور رمز إلى الحياة النباتية المثمرة. فيكون معنى الرسوم على حيطان البيت والمنقوش على المصاريع أن الخليقة كلها من الحيوانات والنباتات ومن الناس تسبح خالقها.

مِنْ دَاخِلٍ وَمِنْ خَارِجٍ (ع 30) الداخل هو قدس الأقداس والخارج هو القدس. غير أن بعضهم يقولون أن الخارج هنا هو الرواق أي غشى أرض الرواق بذهب (2أيام 3: 4).

31 - 36 «31 وَعَمِلَ لِبَابِ ٱلْمِحْرَابِ مِصْرَاعَيْنِ مِنْ خَشَبِ ٱلزَّيْتُونِ. ٱلْعَتَبَةِ ٱلْعُلْيَا وَٱلْقَائِمَتَانِ مُخَمَّسَةٌ. 32 وَٱلْمِصْرَاعَانِ مِنْ خَشَبِ ٱلزَّيْتُونِ. وَرَسَمَ عَلَيْهِمَا نَقْشَ كَرُوبِيمَ وَنَخِيلٍ وَبَرَاعِمِ زُهُورٍ وَغَشَّاهُمَا بِذَهَبٍ، وَرَصَّعَ ٱلْكَرُوبِيمَ وَٱلنَّخِيلَ بِذَهَبٍ. 33 وَكَذٰلِكَ عَمِلَ لِمَدْخَلِ ٱلْهَيْكَلِ قَوَائِمَ مِنْ خَشَبِ ٱلزَّيْتُونِ مُرَبَّعَةً، 34 وَمِصْرَاعَيْنِ مِنْ خَشَبِ ٱلسَّرْوِ. ٱلْمِصْرَاعُ ٱلْوَاحِدُ دَفَّتَانِ تَنْطَوِيَانِ، وَٱلْمِصْرَاعُ ٱلآخَرُ دَفَّتَانِ تَنْطَوِيَانِ. 35 وَنَحَتَ كَرُوبِيمَ وَنَخِيلاً وَبَرَاعِمَ زُهُورٍ وَغَشَّاهَا بِذَهَبٍ مُطَرَّقٍ عَلَى ٱلْمَنْقُوشِ. 36 وَبَنَى ٱلدَّارَ ٱلدَّاخِلِيَّةَ ثَلاَثَةَ صُفُوفٍ مَنْحُوتَةٍ وَصَفّاً مِنْ جَوَائِزِ ٱلأَرْزِ».

حزقيال 41: 23 - 25 ص 7: 12 وإرميا 36: 10

كان باب المحراب في الحائط الفاصل بين القدس وقدس الأقداس. والساكف هو ما فوق الباب والقائمتان هما على جانبي الباب. وكانت مخمّسة أي كان عرض الباب خُمس عرض البيت أي أربع أذرع.

مُرَبَّعَةً (ع 33) كان عرض الباب من القدس إلى الرواق ربع عرض البيت أي خمس أذرع.

ذَهَبٍ مُطَرَّقٍ عَلَى ٱلْمَنْقُوشِ (ع 35) على الألواح التي كانت بلا نقش سمروا ألواحاً رقيقة من الذهب ولكن على المنقوش طرق الذهب ليظهر بالذهب المنقوش على الخشب.

ٱلدَّارَ ٱلدَّاخِلِيَّةَ (ع 36) وفي 2أيام 4: 9 «دار الكهنة والدار العظيمة» أي دار الكهنة هي الدار الداخلية وحواليها الدار العظيمة التي كانت لعموم الشعب. وفي إرميا 36: 10 الدار العليا. أي كانت الدار الداخلية أو دار الكهنة أعلى من الدار العظيمة والمظنون أن سليمان بنى حائطاً بين الدارين من ثلاثة صفوف من حجارة منحوتة من أرض الدار السفلى إلى أرض الدار العليا فكان سنداً أو حاجزاً للدار العليا. وفوق الحجارة صف من جوائز الأرز للزينة أو لحفظ الحائط. ونستنتج من (2أيام 7: 3) إن الشعب في الدار السفلى كانوا ينظرون ما يحدث في الدار العليا.

37، 38 «37 فِي ٱلسَّنَةِ ٱلرَّابِعَةِ أُسِّسَ بَيْتُ ٱلرَّبِّ فِي شَهْرِ زِيُو. 38 وَفِي ٱلسَّنَةِ ٱلْحَادِيَةِ عَشَرَةَ فِي شَهْرِ بُولَ، وَهُوَ ٱلشَّهْرُ ٱلثَّامِنُ، أُكْمِلَ ٱلْبَيْتُ فِي جَمِيعِ أُمُورِهِ وَأَحْكَامِهِ. فَبَنَاهُ فِي سَبْعِ سِنِينٍ».

ع 1

يظهر أن سليمان قضى ثلاث سنين في الاستعداد كجمع مواد الهيكل وتنظيم العمل وابتدأ في البناء في شهر زيو أي أيار وأكمل البيت في شهر بُول أي ما بين تشرين الثاني وكانون الأول. فكانت المدة كلها سبع سنين ونصف سنة.

فوائد

  1. إن الله مستحق أفضل خدمة وأثمن تقادم فلا نقول في هيكل سليمان كما قال يهوذا «لماذا هذا الإتلاف لأنه كان يمكن أن يُعطى للفقراء». يجب أن يكون المسيح الأول في قلوبنا. والعطاء للفقراء هو نتيجة العطاء للرب. وحيث ليس كنائس ليس مأوى ولا مطاعم للفقراء.

  2. إن الأمر الجوهري في العطاء هو التعبير عن المحبة للمسيح. ومن ليس له فضة ولا ذهب إذا قدم قلبه فهو مقبول عند الرب كسليمان. وأعظم العطايا هي بلا قيمة عند الرب إن لم تعبّر عن المحبة له.

  3. إن جمال البيت ليس بالذهب والأرز بل بوجود الله فيه. فالعليّة في أورشليم التي فيها رسم يسوع العشاء الربي، والبيت الذي كان فيه التلاميذ لما حل عليهم الروح القدس، والمكان عند نهر فيلبي حيث جرت العادة أن تكون صلاة. والسجن في فيلبي حيث صلى بولس وسيلا وسبحا الله في نصف الليل وشاطئ البحر عند صور حيث جثا بولس وأصدقاؤه وصلوا هي كلها أماكن مقدسة كهيكل سليمان.

  4. إن الله علّم شعبه الروحيات بواسطة الرموز الجسدية. فكان الهيكل وآنيته وخدمته لازمة في زمانها وليست لازمة بعد التجسد وحلول الروح القدس.

  5. إن الهيكل كان للكهنة ولم يدخله أحد الشعب وأما الكنيسة فهي لشعب الله كلهم. وأصغرهم كأكبرهم يقدر أن يصلي ويسبح الله فيها.

  6. إنه قد تكون أفضل خدمة بلا صوت (ع 7) كالصلاة الانفرادية والقدوة الحسنة والعطاء حيث لا تعرف الشمال ما تفعل اليمين.

اَلأَصْحَاحُ ٱلسَّابِعُ

1 - 12 «1 وَأَمَّا بَيْتُهُ فَبَنَاهُ سُلَيْمَانُ فِي ثَلاَثَ عَشَرَةَ سَنَةً وَأَكْمَلَ كُلَّ بَيْتِهِ. 2 وَبَنَى بَيْتَ وَعْرِ لُبْنَانَ طُولُهُ مِئَةُ ذِرَاعٍ وَعَرْضُهُ خَمْسُونَ ذِرَاعاً وَٱرْتِفَاعُهُ ثَلاَثُونَ ذِرَاعاً، عَلَى أَرْبَعَةِ صُفُوفٍ مِنْ أَعْمِدَةِ أَرْزٍ وَجَوَائِزُ أَرْزٍ عَلَى ٱلأَعْمِدَةِ. 3 وَسُقِفَ بِأَرْزٍ مِنْ فَوْقٍ عَلَى ٱلْغُرُفَاتِ ٱلْخَمْسِ وَٱلأَرْبَعِينَ ٱلَّتِي عَلَى ٱلأَعْمِدَةِ. كُلُّ صَفٍّ خَمْسَ عَشَرَةَ. 4 وَٱلسُّقُوفُ ثَلاَثُ طِبَاقٍ وَكُوَّةٌ مُقَابِلَ كُوَّةٍ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ. 5 وَجَمِيعُ ٱلأَبْوَابِ وَٱلْقَوَائِمِ مُرَبَّعَةٌ مَسْقُوفَةٌ، وَوَجْهُ كُوَّةٍ مُقَابِلَ كُوَّةٍ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ. 6 وَعَمِلَ رِوَاقَ ٱلأَعْمِدَةِ طُولُهُ خَمْسُونَ ذِرَاعاً وَعَرْضُهُ ثَلاَثُونَ ذِرَاعاً. وَرِوَاقاً آخَرَ قُدَّامَهَا وَأَعْمِدَةً وَأَفَارِيزَ قُدَّامَهَا. 7 وَعَمِلَ رِوَاقَ ٱلْكُرْسِيِّ حَيْثُ يَقْضِي (أَيْ رِوَاقَ ٱلْقَضَاءِ) وَغُشِّيَ بِأَرْزٍ مِنْ أَرْضٍ إِلَى سَقْفٍ. 8 وَبَيْتُهُ ٱلَّذِي كَانَ يَسْكُنُهُ فِي دَارٍ أُخْرَى دَاخِلَ ٱلرِّوَاقِ كَانَ كَهٰذَا ٱلْعَمَلِ. وَعَمِلَ بَيْتاً لابْنَةِ فِرْعَوْنَ ٱلَّتِي أَخَذَهَا سُلَيْمَانُ كَهٰذَا ٱلرِّوَاقِ. 9 كُلُّ هٰذِهِ مِنْ حِجَارَةٍ كَرِيمَةٍ كَقِيَاسِ ٱلْحِجَارَةِ ٱلْمَنْحُوتَةِ مَنْشُورَةٍ بِمِنْشَارٍ مِنْ دَاخِلٍ وَمِنْ خَارِجٍ مِنَ ٱلأَسَاسِ إِلَى ٱلإِفْرِيزِ وَمِنْ خَارِجٍ إِلَى ٱلدَّارِ ٱلْكَبِيرَةِ. 10 وَكَانَ مُؤَسَّساً عَلَى حِجَارَةٍ كَرِيمَةٍ عَظِيمَةٍ، حِجَارَةِ عَشَرِ أَذْرُعٍ، وَحِجَارَةِ ثَمَانِ أَذْرُعٍ. 11 وَمِنْ فَوْقٍ حِجَارَةٌ كَرِيمَةٌ كَقِيَاسِ ٱلْمَنْحُوتَةِ، وَأَرْزٌ. 12 وَلِلدَّارِ ٱلْكَبِيرَةِ فِي مُسْتَدِيرِهَا ثَلاَثَةُ صُفُوفٍ مَنْحُوتَةٍ وَصَفٌّ مِنْ جَوَائِزِ ٱلأَرْزِ. كَذٰلِكَ دَارُ بَيْتِ ٱلرَّبِّ ٱلدَّاخِلِيَّةُ وَرِوَاقُ ٱلْبَيْتِ».

ص 3: 1 و9: 10 و2أيام 8: 1 ص 10: 17 و21 و2أيام 9: 16 ع 12 حزقيال 41: 25 و26 ص 6: 15 و16 ص 9: 24 و2أيام 8: 11 ص 3: 1 ص 6: 36 ع 6

بعدما أكمل بيت الرب بنى ثلاثة بيوت. الأول بيته الخاص والثاني بيت لأجل الإدارة السياسية وبيت الأسلحة سُمي بيت وعر لبنان لكثرة عواميده والثالث بيت ابنة فرعون أو بيت النساء. وقيل في 9: 10 بعد نهاية عشرين سنة بعدما بنى سليمان البيتين بيت الرب وبيت الملك الخ أي لبناء بيت الرب سبع سنين ولبناء بيته 13 سنة والقول «بيته» يشمل الثلاثة أي بيته الخاص وبيت وعر لبنان وبيت النساء ما عدا رواق الأعمدة (ع 6) ورواق الكرسي (ع 7). وموقع هذه الأبنية الثلاثة بقرب الهيكل وإلى جهة الجنوب منه على الأكمة الشرقية المسماة صهيون أو موريا. ومن دار الهيكل إلى الجنوب كان أولاً قصر الملك وبجانبه إلى جهة الغرب بيت ابنة فرعون أو بيت النساء وإلى الجنوب من قصر الملك بيت وعر لبنان أو بيت الإدارة السياسية. بنى الهيكل في سبع سنين وأما بيته أي الأبنية المذكورة فبناها في ثلاث عشرة سنة. والفرق أولاً لأنه كان له استعداد سابق لبناء الهيكل وعاملون كثيرون. وثانياً لأن الهيكل كان بيتاً واحداً فقط بسيطاً بعض البساطة وإن كان جميلاً جداً ثميناً. وطول بيت وعر لبنان مئة ذراع أي أكثر من طول الهيكل بأربعين ذراعاً وعرضه خسمون ذراعاً أي أكثر من عرض الهيكل بثلاثين ذراعاً وعلوه كعلو الهيكل أي ثلاثون ذراعاً. كان له أربعة صفوف من أعمدة أرز ولكننا لا نعرف كم عموداً في كل صف. وكانت غرفات مبنية على ثلاث جهات كغرفات الهيكل غير أن غرفات الهيكل كانت خارجة عن حيطانه لاصقة بها وأما غرفات بيت وعر لبنان فكانت داخلاً راكزة على الأعمدة. وكان على كل من الجانبين الطويلين ست غرفات وعلى الجانب الثالث ثلاثة غرفات فكان المجموع 15 غرفة في كل طبقة. ومجموع الغرفات في الثلاث الطباق 45 غرفة. وكانت الكوى في الطبقة الوسطى فوق الكوى في الطبقة السفلى والكوى في الطبقة العليا فوق الكوى في الطبقة الوسطى. وكانت الكوى مشرفة على الدار الداخلية.

مُرَبَّعَةٌ مَسْقُوفَةٌ (ع 5) كانت سواكف الباب مستوية مسطحة وكان ما فوقها على هيئة سقف وليس على هيئة قنطرة.

رِوَاقَ ٱلأَعْمِدَةِ (ع 6) كان الرواق مسقوفاً والسقف راكزاً على الأعمدة بلا حيطان.

وَرِوَاقاً آخَرَ قُدَّامَهَا أي قدام الأعمدة ولهذا الرواق أعمدة أيضاً والأسكفة هي خشبة الباب التي يوطأ عليها. فالظاهر أنه كان درج يُصعد به إلى رواق آخر له أعمدة أيضاً ومنه إلى رواق ثالث يُدخل منه إلى كرسي القضاء كان يجلس الملك عليه للقضاء كما كان الملوك القدماء يجلسون ويقضون في باب المدينة. وكان الكرسي محاطاً بحيطان مغشاة بأرز من الأرض إلى السقف. غير أن بعضهم يقولون إن رواق الأعمدة (ع 6) هو لبيت وعر لبنان. وما يؤيد هذا الرأي أن طول الرواق يطابق عرض بيت وعر لبنان أي خمسون ذراعاً.

وَبَيْتُهُ ٱلَّذِي كَانَ يَسْكُنُهُ (ع 8) إلى جهة الشمال من بيت وعر لبنان كان أولاً درج وأروقة الأول والثاني والثالث. ومنها إلى الشمال أيضاً دار أخرى فيها بيت الملك وبجانب بيت الملك بيت النساء وإلى الشمال من بيت الملك الهيكل. فكان ثلاث دور (1) الدار العظيمة التي أحاطت بالأبنية كلها (2) الدار الأخرى والدار الوسطى التي كان بيت الملك فيها (3) دار بيت الرب أو الدار الداخلية. وللدار العظيمة إلى جهة بيت الرب حائط ليسند دار بيت الرب التي كانت أعلى من الدار العظيمة (6: 36) وكان حائط مثله للدار العظيمة إلى جهة الخارج (ع 11).

كُلُّ هٰذِهِ مِنْ حِجَارَةٍ كَرِيمَةٍ (ع 9) كان العمل كله بالضبط وعلى أحسن نوع من الخارج حيث يُرى. وفي الداخل ومغشى بأرز حيث لا يُرى. ومن الأساس إلى الفريز. وكذلك في الدار الداخلية والدار الكبيرة. حتى حجارة الأساس وهي تحت الأرض كانت من حجارة عظيمة.

وَرِوَاقُ ٱلْبَيْتِ (ع 12) وهو رواق بيت الرب (6: 3).

13 - 22 «13 وَأَرْسَلَ ٱلْمَلِكُ سُلَيْمَانُ وَأَخَذَ حِيرَامَ مِنْ صُورَ. 14 وَهُوَ ٱبْنُ أَرْمَلَةٍ مِنْ سِبْطِ نَفْتَالِي، وَأَبُوهُ صُورِيٌّ نَحَّاسٌ، وَكَانَ مُمْتَلِئاً حِكْمَةً وَفَهْماً وَمَعْرِفَةً لِعَمَلِ كُلِّ عَمَلٍ فِي ٱلنُّحَاسِ. فَأَتَى إِلَى ٱلْمَلِكِ سُلَيْمَانَ وَعَمِلَ كُلَّ عَمَلِهِ. 15 وَصَوَّرَ ٱلْعَمُودَيْنِ مِنْ نُحَاسٍ، طُولُ ٱلْعَمُودِ ٱلْوَاحِدِ ثَمَانِيَةَ عَشَرَ ذِرَاعاً. وَخَيْطٌ ٱثْنَتَا عَشَرَةَ ذِرَاعاً يُحِيطُ بِٱلْعَمُودِ ٱلآخَرِ. 16 وَعَمِلَ تَاجَيْنِ لِيَضَعَهُمَا عَلَى رَأْسَيِ ٱلْعَمُودَيْنِ مِنْ نُحَاسٍ مَسْبُوكٍ. طُولُ ٱلتَّاجِ ٱلْوَاحِدِ خَمْسُ أَذْرُعٍ، وَطُولُ ٱلتَّاجِ ٱلآخَرِ خَمْسُ أَذْرُعٍ. 17 وَشُبَّاكاً عَمَلاً مُشَبَّكاً وَضَفَائِرَ كَعَمَلِ ٱلسَّلاَسِلِ لِلتَّاجَيْنِ ٱللَّذَيْنِ عَلَى رَأْسَيِ ٱلْعَمُودَيْنِ، سَبْعاً لِلتَّاجِ ٱلْوَاحِدِ وَسَبْعاً لِلتَّاجِ ٱلآخَرِ. 18 وَعَمِلَ لِلْعَمُودَيْنِ صَفَّيْنِ مِنَ ٱلرُّمَّانِ فِي مُسْتَدِيرِهِمَا عَلَى ٱلشَّبَكَةِ ٱلْوَاحِدَةِ لِتَغْطِيَةِ ٱلتَّاجِ ٱلَّذِي عَلَى رَأْسِ ٱلْعَمُودِ، وَهٰكَذَا عَمِلَ لِلتَّاجِ ٱلآخَرِ. 19 وَٱلتَّاجَانِ ٱللَّذَانِ عَلَى رَأْسَيِ ٱلْعَمُودَيْنِ مِنْ صِيغَةِ ٱلسَّوْسَنِّ كَمَا فِي ٱلرِّوَاقِ هُمَا أَرْبَعُ أَذْرُعٍ 20 وَكَذٰلِكَ ٱلتَّاجَانِ ٱللَّذَانِ عَلَى ٱلْعَمُودَيْنِ مِنْ عِنْدِ ٱلْبَطْنِ ٱلَّذِي مِنْ جِهَةِ ٱلشَّبَكَةِ صَاعِداً. وَٱلرُّمَّانَاتُ مِئَتَانِ عَلَى صُفُوفٍ مُسْتَدِيرَةٍ عَلَى ٱلتَّاجِ ٱلثَّانِي. 21 وَأَوْقَفَ ٱلْعَمُودَيْنِ فِي رِوَاقِ ٱلْهَيْكَلِ. فَأَوْقَفَ ٱلْعَمُودَ ٱلأَيْمَنَ وَدَعَا ٱسْمَهُ «يَاكِينَ». ثُمَّ أَوْقَفَ ٱلْعَمُودَ ٱلأَيْسَرَ وَدَعَا ٱسْمَهُ «بُوعَزَ». 22 وَعَلَى رَأْسِ ٱلْعَمُودَيْنِ صِيغَةُ ٱلسَّوْسَنِّ. فَكَمُلَ عَمَلُ ٱلْعَمُودَيْنِ».

2أيام 2: 13 و14 و2أيام 2: 14 خروج 31: 3 - 5 و35: 31 و2أيام 4: 11 - 16 و2ملوك 25: 17 ع 41 ع 42 و2أيام 3: 16 و2أيام 3: 17

حِيرَامَ (ع 13) أو حورام. كان اسمه كاسم ملك صور. وهو مكنّى بأبي (2أيام 2: 13 و4: 16) والأرجح أن هذه الكلمة تشير إلى اقتداره وكونه رئيساً على العمال كلقب معلم في أيامنا. وكانت أمه من بنات دان (2أيام 2: 14) ساكنة في سبط نفتالي وأبوه صوري. كان أبوه نحّاساً وكان حيرام ماهراً في كل الصنائع ولا سيما صناعة النحاس (2أيام 2: 14).

مُمْتَلِئاً حِكْمَةً (ع 14) انظر القول في بصلئيل (خروج 31: 3) أي الاقتدار الجسدي والعقلي كالاقتدار الروحي من الله.

وَعَمِلَ كُلَّ عَمَلِهِ أي كل عمله في النحاس وربما لم يعمل عملاً آخر (ع 45).

ٱلْعَمُودَيْنِ (ع 15) لرواق الهيكل (ع 21).

ثَمَانِيَةَ عَشَرَ ذِرَاعاً وفي 2أيام 3: 15 خمس وثلاثون ذراعاً. وربما أضاف كاتب سفر أخبار الأيام إلى الثمانية عشر ذراعاً التاج الذي كان قسمين (1) الشباك وهو القسم الأوطى الذي كان طوله خمس أذرع (ع 16) و(2) صيغة السوسن وهو القسم الأعلى الذي كان طوله أربع أذرع (ع 19) وربما كان للعمود قاعدة علوها ثماني أذرع فيكون المجموع 35 ذراعاً. وكان المحيط 12 ذراعاً فكانت نسبة المحيط إلى العلو أكثر من العادة في العواميد وقيل في إرميا 52: 21 إن كل عمود كان أجوف وغلظه أي غلظ النحاس أربع أصابع.

وَشُبَّاكاً (ع 17) كانت الشبابيك بعوارض على نوع شعرية وكانت من نحاس وغطت القسم المنخفض من التاجين. وعلى الشبابيك كانت السبع الضفائر أو السلاسل من نحاس.

صَفَّيْنِ مِنَ ٱلرُّمَّانِ (ع 18) وربما كان الترتيب كما يأتي: أولاً القاعدة وفوقها العمود وفي رأس العمود صف من الرمان فيه مئة رمانة وفوق هذا الصف من الرمان الشبابيك والضفائر وفوقه الصف الثاني من الرمان فيه مئة رمانة أيضاً وفوق هذا الصف الثاني صيغة السوسن.

كَمَا فِي ٱلرِّوَاقِ (ع 19) رواق الهيكل وليس لنا خبر سابق بأنه كان فيه صيغة السوسن.

وَكَذٰلِكَ ٱلتَّاجَانِ (ع 20) ورد ذكر القسم الأعلى من التاجين في (ع 19) أي التاجان على رأسي العمودين من صيغة السوسن. والمذكور هنا هو ما ذُكر في (ع 17) أي من شبابيك وضفائر كعمل السلاسل.

مِنْ عِنْدِ ٱلْبَطْنِ كان القسم المنخفض من التاجين ناتئاً (انظر ع 41) وتحت ما كان ناتئاً الصف من الرمان المذكور سابقاً. وفوق ما كان ناتئاً الصف الثاني من الرمان.

عَلَى ٱلتَّاجِ ٱلثَّانِي وهنا نقدّر كلمة الأول فتكون الجملة كلها على التاج الأول والثاني (انظر ع 15).

وَأَوْقَفَ ٱلْعَمُودَيْنِ فِي رِوَاقِ ٱلْهَيْكَلِ (ع 21) والأرجح أنهما كانا للزينة فقط ولم يستند سقف الرواق عليهما. وهكذا كانت الهياكل الفينيقية فيُنصب العمود أو الأعمدة بلا سقف عليها كما يظهر من النقود والرسوم القديمة. وهذا ظاهر أيضاً من القياس لأن العمودين كانا أقصر من أن يبلغا سقف الرواق، ومن المواد لأن الهيكل كان من حجارة وأخشاب وأما العمودان فكانا من نحاس. ومن الاسمين ياكين وبوعز لأن الاسم الخصوصي لعمود أو لعمودين دليل على أنهما متفردان وليسا من نوع ما تركب منه البناء. ومعنى ياكين «الرب يثبت» ومعنى بوعز «بعزّة» وربما كان اسم كلّ منهما منقوشاً عليه.

23 - 26 «23 وَعَمِلَ ٱلْبَحْرَ مَسْبُوكاً. عَشَرَ أَذْرُعٍ مِنْ شَفَتِهِ إِلَى شَفَتِهِ وَكَانَ مُدَوَّراً مُسْتَدِيراً. ٱرْتِفَاعُهُ خَمْسُ أَذْرُعٍ، وَخَيْطٌ ثَلاَثُونَ ذِرَاعاً يُحِيطُ بِهِ بِدَائِرِهِ. 24 وَتَحْتَ شَفَتِهِ قُثَّاءٌ مُسْتَدِيراً تُحِيطُ بِهِ. عَشَرٌ لِلذِّرَاعِ. مُحِيطَةٌ بِٱلْبَحْرِ بِمُسْتَدِيرِهِ صَفَّيْنِ. ٱلْقِثَّاءُ قَدْ سُبِكَتْ بِسَبْكِهِ. 25 وَكَانَ قَائِماً عَلَى ٱثْنَيْ عَشَرَ ثَوْراً ثَلاَثَةٌ مُتَوَجِّهَةٌ إِلَى ٱلشِّمَالِ وَثَلاَثَةٌ مُتَوَجِّهَةٌ إِلَى ٱلْغَرْبِ وَثَلاَثَةٌ مُتَوَجِّهَةٌ إِلَى ٱلْجَنُوبِ وَثَلاَثَةٌ مُتَوَجِّهَةٌ إِلَى ٱلشَّرْقِ. وَٱلْبَحْرُ عَلَيْهَا مِنْ فَوْقُ، وَجَمِيعُ أَعْجَازِهَا إِلَى دَاخِلٍ. 26 وَسُمْكُهُ شِبْرٌ وَشَفَتُهُ كَعَمَلِ شَفَةِ كَأْسٍ بِزَهْرِ سَوْسَنٍّ. يَسَعُ أَلْفَيْ بَثٍّ».

2أيام 4: 2 الخ و2ملوك 16: 17 و25: 13 ص 6: 18 إرميا 52: 20

ٱلْبَحْرَ أي مرحضة ليغتسل الكهنة قبل دخولهم إلى الهيكل وسُمّيت هذه المرحضة بحراً لكبرها.

بِزَهْرِ سَوْسَنٍّ (ع 26) أي شفة البحر على مثال زهر سوسن ومشبهة به كشفة كأس لأجل الشرب.

أَلْفَيْ بَثٍّ يعادل 45000 أقة. ولكن العلماء حسبوا أن أسطوانة دائرتها وعلوها كما ذُكر تسع أكثر من هذا المقدار من الماء فيظن بعضهم أن البحر كان مقبّباً (مجوفاً بشكل نصف كرة) والثلاثون ذراعاً المذكورة كانت دائرته من فوق.

27 - 39 «27 وَعَمِلَ ٱلْقَوَاعِدَ ٱلْعَشَرَ مِنْ نُحَاسٍ، طُولُ ٱلْقَاعِدَةِ ٱلْوَاحِدَةِ أَرْبَعُ أَذْرُعٍ وَعَرْضُهَا أَرْبَعُ أَذْرُعٍ وَٱرْتِفَاعُهَا ثَلاَثُ أَذْرُعٍ. 28 وَهٰذَا عَمَلُ ٱلْقَوَاعِدِ. لَهَا أَتْرَاسٌ، وَٱلأَتْرَاسُ بَيْنَ ٱلْحَوَاجِبِ. 29 وَعَلَى ٱلأَتْرَاسِ ٱلَّتِي بَيْنَ ٱلْحَوَاجِبِ أُسُودٌ وَثِيرَانٌ وَكَرُوبِيمُ، وَكَذٰلِكَ عَلَى ٱلْحَوَاجِبِ مِنْ فَوْقٍ. وَمِنْ تَحْتِ ٱلأُسُودِ وَٱلثِّيرَانِ قَلاَئِدُ زُهُورٍ عَمَلٌ مُدَلَّى. 30 وَلِكُلِّ قَاعِدَةٍ أَرْبَعُ بَكَرٍ مِنْ نُحَاسٍ وَقِطَابٌ مِنْ نُحَاسٍ، وَلِقَوَائِمِهَا ٱلأَرْبَعِ أَكْتَافٌ، وَٱلأَكْتَافُ مَسْبُوكَةٌ تَحْتَ ٱلْمِرْحَضَةِ بِجَانِبِ كُلِّ قِلاَدَةٍ. 31 وَفَمُهَا دَاخِلَ ٱلإِكْلِيلِ وَمِنْ فَوْقُ ذِرَاعٌ. وَفَمُهَا مُدَوَّرٌ كَعَمَلِ قَاعِدَةٍ ذِرَاعٌ وَنِصْفُ ذِرَاعٍ. وَأَيْضاً عَلَى فَمِهَا نَقْشٌ. وَأَتْرَاسُهَا مُرَبَّعَةٌ لاَ مُدَوَّرَةٌ. 32 وَٱلْبَكَرُ ٱلأَرْبَعُ تَحْتَ ٱلأَتْرَاسِ، وَخَطَاطِيفُ ٱلْبَكَرِ فِي ٱلْقَاعِدَةِ، وَٱرْتِفَاعُ ٱلْبَكَرَةِ ٱلْوَاحِدَةِ ذِرَاعٌ وَنِصْفُ ذِرَاعٍ. 33 وَعَمَلُ ٱلْبَكَرِ كَعَمَلِ بَكَرَةِ مَرْكَبَةٍ. خَطَاطِيفُهَا وَأُطُرُهَا وَأَصَابِعُهَا وَقُبُوبُهَا كُلُّهَا مَسْبُوكَةٌ. 34 وَأَرْبَعُ أَكْتَافٍ عَلَى أَرْبَعِ زَوَايَا ٱلْقَاعِدَةِ ٱلْوَاحِدَةِ، وَأَكْتَافُ ٱلْقَاعِدَةِ مِنْهَا. 35 وَأَعْلَى ٱلْقَاعِدَةِ مُقَبَّبٌ مُسْتَدِيرٌ عَلَى ٱرْتِفَاعِ نِصْفِ ذِرَاعٍ مِنْ أَعْلَى ٱلْقَاعِدَةِ. أَيَادِيهَا وَأَتْرَاسُهَا مِنْهَا. 36 وَنَقَشَ عَلَى أَلْوَاحِ أَيَادِيهَا وَعَلَى أَتْرَاسِهَا كَرُوبِيمَ وَأُسُوداً وَنَخِيلاً كَسِعَةِ كُلِّ وَاحِدَةٍ، وَقَلاَئِدَ زُهُورٍ مُسْتَدِيرَةً. 37 هٰكَذَا عَمِلَ ٱلْقَوَاعِدَ ٱلْعَشَرَ. لِجَمِيعِهَا سَبْكٌ وَاحِدٌ وَقِيَاسٌ وَاحِدٌ وَشَكْلٌ وَاحِدٌ. 38 وَعَمِلَ عَشَرَ مَرَاحِضَ مِنْ نُحَاسٍ تَسَعُ كُلُّ مِرْحَضَةٍ أَرْبَعِينَ بَثّاً. ٱلْمِرْحَضَةُ ٱلْوَاحِدَةُ أَرْبَعُ أَذْرُعٍ. مِرْحَضَةٌ وَاحِدَةٌ عَلَى ٱلْقَاعِدَةِ ٱلْوَاحِدَةِ لِلْعَشَرِ ٱلْقَوَاعِدِ. 39 وَجَعَلَ ٱلْقَوَاعِدَ خَمْساً عَلَى جَانِبِ ٱلْبَيْتِ ٱلأَيْمَنِ وَخَمْساً عَلَى جَانِبِ ٱلْبَيْتِ ٱلأَيْسَرِ، وَجَعَلَ ٱلْبَحْرَ عَلَى جَانِبِ ٱلْبَيْتِ ٱلأَيْمَنِ إِلَى ٱلشَّرْقِ مِنْ جِهَةِ ٱلْجَنُوبِ».

ع 38 و2ملوك 25: 13 و2أيام 4: 14 و2أيام 4: 14 و2أيام 4: 6 الخ

ٱلْقَوَاعِدَ ٱلْعَشَرَ (ع 27) لأجل المراحض العشر سيأتي ذكرها في (ع 38). كانوا يغسلون فيها ما يقدمونه محرقة. وأما البحر فكان ليغتسل فيه الكهنة. وكانت القواعد مربعة عرضها كطولها.

ٱلأَتْرَاسُ بَيْنَ ٱلْحَوَاجِبِ (ع 28) كالألواح المستعملة في المدارس لأجل الكتابة التي لها لوح من الحجر وحواليه حواجب من الخشب. وعلى الأتراس والألواح نقش أسود وثيران وكروبيم وكلها من نحاس.

أَرْبَعُ بَكَرٍ (ع 30) حتى تنتقل القواعد من مكان إلى آخر في الدار.

ٱلأَرْبَعِ أَكْتَافٌ كانت البكر تحت القاعدة وليست بجانبها فلزم لها أكتاف ليتركب بها قطاب البكر. والأكتاف مركبة من القوائم الأربع وبجانب كل قلادة من قلائد الزهور عمل مدلّى (ع 29) وكلها نحاس مسبوك.

وَفَمُهَا دَاخِلَ ٱلإِكْلِيلِ (ع 31) كان سطح القاعدة مثقوباً من فوق وعلى هذا الثقب (فمها) اسطوانة (إكليل) من النحاس. وربما الاسطوانة نزلت في الثقب وتمكنت. وقطر هذه الأسطوانة ذراع ونصف ذراع وقطرها من الداخل ذراع فكان غلظها ربع ذراع وهي مجوفة. والأسطوانة كانت قاعدة للمرحضة من فوق وكانت راكزة على القاعدة الكبيرة المربعة من تحت.

وَأَتْرَاسُهَا مُرَبَّعَةٌ لاَ مُدَوَّرَةٌ (انظر ع 28) (ولا يخفى أن تفسير العدد 31 عسر جداً. وما ذكرناه هنا هو خلاصة ما ورد في قاموس الكتاب لهاسننس).

ٱرْتِفَاعُ ٱلْبَكَرَةِ (ع 32) ذراع ونصف أو ذراع تجارية. وهذا الارتفاع قليل بالنسبة إلى عجلات العربات المستعملة اليوم. ولكن البكرات الواطئة كانت مستعملة في القديم كما يظهر من الرسوم الأشورية.

أَعْلَى ٱلْقَاعِدَةِ مُقَبَّبٌ (ع 35) وذلك لأجل زيادة القوة لأن الإكليل (ع 30) أي الأسطوانة كانت راكزة على هذا المقبب وعلى الأسطوانة ركزت المرحضة وهي ثقيلة جداً ولا سيما إذا كانت ممتلئة من الماء. وربما أن أيديها هي لإسناد المرحضة. وكلها مسبوكة سبكاً.

وَنَقَشَ (ع 36) كان النقش على كل الأجزاء كبيرة وصغيرة.

أَرْبَعِينَ بَثّاً (ع 38) نحو 880 أقة ماء.

أَرْبَعُ أَذْرُعٍ الأرجح أن الإشارة هنا إلى علو المرحضة وليست إلى قطرها. فكان علو المرحضة مع قاعدتها نحو تسع أذرع أو 13 ونصف قدماً.

40 - 51 «40 وَعَمِلَ حِيرَامُ ٱلْمَرَاحِضَ وَٱلرُّفُوشَ وَٱلْمَنَاضِحَ. وَٱنْتَهَى حِيرَامُ مِنْ جَمِيعِ ٱلْعَمَلِ ٱلَّذِي عَمِلَهُ لِلْمَلِكِ سُلَيْمَانَ لِبَيْتِ ٱلرَّبِّ. 41 ٱلْعَمُودَيْنِ وَكُرَتَيِ ٱلتَّاجَيْنِ ٱللَّذَيْنِ عَلَى رَأْسَيِ ٱلْعَمُودَيْنِ، وَٱلشَّبَكَتَيْنِ لِتَغْطِيَةِ كُرَتَيِ ٱلتَّاجَيْنِ ٱللَّذَيْنِ عَلَى رَأْسَيِ ٱلْعَمُودَيْنِ. 42 وَأَرْبَعَ مِئَةِ ٱلرُّمَّانَةِ ٱلَّتِي لِلشَّبَكَتَيْنِ (صَفَّا رُمَّانٍ لِلشَّبَكَةِ ٱلْوَاحِدَةِ لأَجْلِ تَغْطِيَةِ كُرَتَيِ ٱلتَّاجَيْنِ ٱللَّذَيْنِ عَلَى ٱلْعَمُودَيْنِ). 43 وَٱلْقَوَاعِدَ ٱلْعَشَرَ وَٱلْمَرَاحِضَ ٱلْعَشَرَ عَلَى ٱلْقَوَاعِدِ. 44 وَٱلْبَحْرَ ٱلْوَاحِدَ وَٱلاثْنَيْ عَشَرَ ثَوْراً تَحْتَ ٱلْبَحْرِ. 45 وَٱلْقُدُورَ وَٱلرُّفُوشَ وَٱلْمَنَاضِحَ. وَجَمِيعُ هٰذِهِ ٱلآنِيَةِ ٱلَّتِي عَمِلَهَا حِيرَامُ لِلْمَلِكِ سُلَيْمَانَ لِبَيْتِ ٱلرَّبِّ هِيَ مِنْ نُحَاسٍ مَصْقُولٍ. 46 فِي غَوْرِ ٱلأُرْدُنِّ سَبَكَهَا ٱلْمَلِكُ فِي أَرْضِ ٱلْخَزَفِ بَيْنَ سُكُّوتَ وَصَرَتَانَ. 47 وَتَرَكَ سُلَيْمَانُ وَزْنَ جَمِيعِ ٱلآنِيَةِ لأَنَّهَا كَثِيرَةٌ جِدّاً جِدّاً. لَمْ يَتَحَقَّقْ وَزْنُ ٱلنُّحَاسِ. 48 وَعَمِلَ سُلَيْمَانُ جَمِيعَ آنِيَةِ بَيْتِ ٱلرَّبِّ: ٱلْمَذْبَحَ مِنْ ذَهَبٍ، وَٱلْمَائِدَةَ ٱلَّتِي عَلَيْهَا خُبْزُ ٱلْوُجُوهِ، مِنْ ذَهَبٍ. 49 وَٱلْمَنَائِرَ خَمْساً عَنِ ٱلْيَمِينِ وَخَمْساً عَنِ ٱلْيَسَارِ أَمَامَ ٱلْمِحْرَابِ مِنْ ذَهَبٍ خَالِصٍ، وَٱلأَزْهَارَ وَٱلسُّرُجَ وَٱلْمَلاَقِطَ مِنْ ذَهَبٍ 50 وَٱلطُّسُوسَ وَٱلْمَقَاصَّ وَٱلْمَنَاضِحَ وَٱلصُّحُونَ وَٱلْمَجَامِرَ مِنْ ذَهَبٍ خَالِصٍ. وَٱلْوُصَلَ لِمَصَارِيعِ ٱلْبَيْتِ ٱلدَّاخِلِيِّ (أَيْ لِقُدْسِ ٱلأَقْدَاسِ) وَلأَبْوَابِ ٱلْبَيْتِ (أَيِ ٱلْهَيْكَلِ) مِنْ ذَهَبٍ. 51 وَأُكْمِلَ جَمِيعُ ٱلْعَمَلِ ٱلَّذِي عَمِلَهُ ٱلْمَلِكُ سُلَيْمَانُ لِبَيْتِ ٱلرَّبِّ. وَأَدْخَلَ سُلَيْمَانُ أَقْدَاسَ دَاوُدَ أَبِيهِ: ٱلْفِضَّةَ وَٱلذَّهَبَ وَٱلآنِيَةَ، وَجَعَلَهَا فِي خَزَائِنِ بَيْتِ ٱلرَّبِّ».

ع 17 و18 ع 20 ع 23 و25 و2أيام 4: 17 يشوع 13: 27 يشوع 3: 16 و1أيام 22: 3 و14 خروج 37: 10 - 29 و2أيام 4: 8 خروج 25: 31 - 38 خروج 27: 3 و2ملوك 25: 15 و2أيام 5: 1 الخ و2صموئيل 8: 11 و2أيام 5: 1

فِي غَوْرِ ٱلأُرْدُنِّ (46) لأن أرضه أرض الخزف موافقة لسكب النحاس. وربما استحسن الملك أن هذا العمل يكون بعيداً عن أورشليم. كانت سكوت شرقي الأردن وربما هي تل درالا الحالية على بعد ميل جنوبي نهر الزرقاء. وكانت صرتان غربي النهر ويظن أنها تل حارم الحالية على بعد 3 أميال جنوبي بيسان.

لَمْ يَتَحَقَّقْ وَزْنُ ٱلنُّحَاسِ (ع 47) أخذ داود النحاس من طبحة وخون مدينتي هدر عزر ملك صوبة بين الفرات وحماه (1أيام 18: 8).

وَعَمِلَ سُلَيْمَانُ (ع 48) نستنتج من عدم ذكر حيرام أنه لم يعمل آنية بيت الرب التي كانت من ذهب بل كان عمله في النحاس فقط.

ٱلْمَذْبَحَ مِنْ ذَهَبٍ مذبح البخور. وكان من الحجر مغشّى بأرز والأرز مغشّى بالذهب (6: 20 و22).

وَٱلْمَائِدَةَ (خروج 25: 23) قيل في 2أيام 4: 8 عشر موائد. والأرجح أنهم استعملوا واحدة فقط لخبز الوجوه.

وَٱلْمَنَائِرَ في خيمة الاجتماع منارة واحدة فقط. انظر خبر هذه الآنية بالتفصيل في (خروج ص 25: 30). كانت الطسوس للزيت والمقاص لفتائل السرج والمناضح للماء أو الدم اللذين رشوا بهما. والصحون للبخور (عدد 7: 86).

وَأَدْخَلَ سُلَيْمَانُ الخ (ع 51) 1صموئيل 8: 11 و12 و1أيام 29: 1 - 8. ولم يستعمل سليمان هذه كلها في بناء الهيكل وفي آنيته بل فضل منها فأدخلها إلى خزائن الرب. وكان خزائن للرب في أيام شاول (1أيام 26: 28).

فوائد

  1. بنى بيته (ع 1).

    بعدما أكمل بناء بيت الرب «هَيِّئْ عَمَلَكَ فِي ٱلْخَارِجِ وَأَعِدَّهُ فِي حَقْلِكَ. بَعْدُ تَبْنِي بَيْتَكَ» (أمثال 24: 27). شعر سليمان بأن أول أعماله وأعظمها بناء بيت الرب. أولاً ملكوت الله. أولاً الخدمة لله وللعالم. وبعدها أعمالنا الخاصة.

  2. ثلاث عشرة سنة (ع 1).

    من أول ملكه عشرون سنة فبقي له عشرون سنة في بيته ومات. هل يليق بإنسان أن ينفق كذا من المال ومن الوقت على بيت يسكن فيه مدة قليلة من الزمان؟ لو تعب وأنفق سليمان في تربية ابنه رحبعام كما في بناء بيته لما انشقت المملكة. لو اهتم في ارتقاء شعبه كما في مجد نفسه لما قالوا فيه «قسّى نيرنا».

  3. العمودين (ع 15 - 22).

    كان عملهما مهماً جداً وهو مذكور مرتين في الكتاب (1ملوك ص 7 و2أيام ص 3) وخرابهما مذكور مرتين (2ملوك ص 25 وإرميا ص 52) وكُتبت هذه لكي نشتهي لأنفسنا (1) القوة. كان العمودان من نحاس وكانا كبيرين في دائرتهما بالنسبة إلى علوهما. فلنشته القوة الجسدية والعقلية والروحية. وقوتنا من الرب. ياكين (مزمور 46: 5) بوعز (مزمور 127: 1) (2) الجمال. كان عليهما الشباك والضفائر والرمان وعلى رأسهما صيغة السوسن. في عبادة الله وفي خدمته جمال. وفي كل من يخاف الرب جمال وإن كان فقيراً وإن كان ضعيفاً بالجسد. وعلى كل مؤمن أن ينظر الجمال في الخليقة وفي إخوته بني البشر ويفتكر ويتكلم في أمور جميلة. (3) القداسة. كان العمودان عند مدخل بيت الله. كان السوسن رمزاً إلى الطهارة. ولا يكمل الإنسان بلا قداسة وإن كان قوياً وإن كان جميلاً ومحباً للجمال. وكمال الإنسان في تقواه.

  4. المرحضة. (ع 23 - 39).

    كانت تشير إلى التطهير ولا يُطلب التطهير من الكهنة فقط بل من جميع المؤمنين وجميعهم كهنة. والتطهير هو (1) من الغايات الرديئة النفسية (2) من الخطايا، كعدم المغفرة بعضنا لبعض والفتور في الخدمة وعدم الصدق وعدم الاهتمام بالفقراء (3) كانت المرحضة عظيمة فسُميت بحراً ورحمة الله كالبحر واسعة عميقة غير محدودة.

اَلأَصْحَاحُ ٱلثَّامِنُ

1 - 11 «1 حِينَئِذٍ جَمَعَ سُلَيْمَانُ شُيُوخَ إِسْرَائِيلَ وَكُلَّ رُؤُوسِ ٱلأَسْبَاطِ رُؤَسَاءَ ٱلآبَاءِ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ إِلَى ٱلْمَلِكِ سُلَيْمَانَ فِي أُورُشَلِيمَ لإِصْعَادِ تَابُوتِ عَهْدِ ٱلرَّبِّ مِنْ مَدِينَةِ دَاوُدَ (هِيَ صِهْيَوْنُ). 2 فَٱجْتَمَعَ إِلَى ٱلْمَلِكِ سُلَيْمَانَ جَمِيعُ رِجَالِ إِسْرَائِيلَ فِي ٱلْعِيدِ فِي شَهْرِ أَيْثَانِيمَ. هُوَ ٱلشَّهْرُ ٱلسَّابِعُ. 3 وَجَاءَ جَمِيعُ شُيُوخِ إِسْرَائِيلَ، وَحَمَلَ ٱلْكَهَنَةُ ٱلتَّابُوتَ 4 وَأَصْعَدُوا تَابُوتَ ٱلرَّبِّ وَخَيْمَةَ ٱلاجْتِمَاعِ مَعَ جَمِيعِ آنِيَةِ ٱلْقُدْسِ ٱلَّتِي فِي ٱلْخَيْمَةِ، فَأَصْعَدَهَا ٱلْكَهَنَةُ وَٱللاَّوِيُّونَ. 5 وَٱلْمَلِكُ سُلَيْمَانُ وَكُلُّ جَمَاعَةِ إِسْرَائِيلَ ٱلْمُجْتَمِعِينَ إِلَيْهِ مَعَهُ أَمَامَ ٱلتَّابُوتِ كَانُوا يَذْبَحُونَ مِنَ ٱلْغَنَمِ وَٱلْبَقَرِ مَا لاَ يُحْصَى وَلاَ يُعَدُّ مِنَ ٱلْكَثْرَةِ. 6 وَأَدْخَلَ ٱلْكَهَنَةُ تَابُوتَ عَهْدِ ٱلرَّبِّ إِلَى مَكَانِهِ فِي مِحْرَابِ ٱلْبَيْتِ (فِي قُدْسِ ٱلأَقْدَاسِ) إِلَى تَحْتِ جَنَاحَيِ ٱلْكَرُوبَيْنِ، 7 لأَنَّ ٱلْكَرُوبَيْنِ بَسَطَا أَجْنِحَتَهُمَا عَلَى مَوْضِعِ ٱلتَّابُوتِ، وَظَلَّلَ ٱلْكَرُوبَانِ ٱلتَّابُوتَ وَعِصِيَّهُ مِنْ فَوْقُ. 8 وَجَذَبُوا ٱلْعِصِيَّ فَتَرَاءَتْ رُؤُوسُ ٱلْعِصِيِّ مِنَ ٱلْقُدْسِ أَمَامَ ٱلْمِحْرَابِ وَلَمْ تُرَ خَارِجاً، وَهِيَ هُنَاكَ إِلَى هٰذَا ٱلْيَوْمِ. 9 لَمْ يَكُنْ فِي ٱلتَّابُوتِ إِلاَّ لَوْحَا ٱلْحَجَرِ ٱللَّذَانِ وَضَعَهُمَا مُوسَى هُنَاكَ فِي حُورِيبَ حِينَ عَاهَدَ ٱلرَّبُّ بَنِي إِسْرَائِيلَ عِنْدَ خُرُوجِهِمْ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ. 10 وَكَانَ لَمَّا خَرَجَ ٱلْكَهَنَةُ مِنَ ٱلْقُدْسِ أَنَّ ٱلسَّحَابَ مَلأَ بَيْتَ ٱلرَّبِّ، 11 وَلَمْ يَسْتَطِعِ ٱلْكَهَنَةُ أَنْ يَقِفُوا لِلْخِدْمَةِ بِسَبَبِ ٱلسَّحَابِ، لأَنَّ مَجْدَ ٱلرَّبِّ مَلأَ بَيْتَ ٱلرَّبِّ».

2أيام 5: 2 - 10 عدد 1: 4 و7: 2 و2صموئيل 6: 17 و2صموئيل 5: 7 ع 65 ولاويين 23: 34 و2أيام 7: 8 - 10 عدد 7: 9 ص 3: 4 و2أيام 1: 3 و2صموئيل 6: 13 و2أيام 1: 6 ع 3 ص 6: 19 ص 6: 27 خروج 25: 13 - 15 و37: 4 و5 خروج 25: 16 و21 وتثنية 10: 2 خروج 40: 34 و35 و2أيام 7: 1 و2

حِينَئِذٍ (ع 1) أُكمل البيت في السنة الحادية عشرة في الشهر الثامن (6: 38) وكان تدشينه في الشهر السابع فكان في السنة الثانية عشرة وبعد تكميل البناء بأحد عشر شهراً.

جَمَعَ الخ كان الهيكل لجميع إسرائيل وليس فقط لأهل أورشليم ويهوذا. وكانت إقامة عبادة الرب في محل واحد لجميع الأسباط من أحسن وسائل الاتحاد.

لإِصْعَادِ تَابُوتِ عَهْدِ ٱلرَّبِّ كان التابوت في الخيمة الوقتية التي نصبها له داود (2صموئيل 6: 17) وهي غير الخيمة الاصلية التي كانت في جبعون.

مَدِينَةِ دَاوُدَ (هِيَ صِهْيَوْنُ) (3: 1) كانت أصلاً في الأكمة التي بُني الهيكل عليها وإلى جهة الجنوب منه. والكلمة إصعاد تشير إلى الاعتبار للهيكل الذي كان أعلى مكان روحياً (مزمور 48). وهيئة أورشليم القديمة موضوع بحث طويل عريض وأعظم صعوبة فيه أن ذات الاسم يُستعمل أحياناً لمعنى واحد وأحياناً لمعنى آخر.

فِي ٱلْعِيدِ (ع 2) عيد المظال الذي وقع في الشهر السابع أو تشرين الأول (لاويين 23: 34) وهو أحد الأعياد الثلاثة التي يُطلب من جميع الذكور أن يحضروها في أورشليم (خروج 23: 17).

وَحَمَلَ ٱلْكَهَنَةُ ٱلتَّابُوتَ (ع 3) (انظر 2ايام 5: 4 - 7) «حَمَلَ ٱللاَّوِيُّونَ ٱلتَّابُوتَ... أَصْعَدَهَا ٱلْكَهَنَةُ وَٱللاَّوِيُّونَ... وَأَدْخَلَ ٱلْكَهَنَةُ تَابُوتَ عَهْدِ ٱلرَّبِّ إِلَى مَكَانِهِ فِي مِحْرَابِ ٱلْبَيْتِ فِي قُدْسِ ٱلأَقْدَاسِ إِلَى تَحْتِ جَنَاحَيِ ٱلْكَرُوبَيْنِ». أي كان حمل التابوت من أعمال اللاويين (عدد 3: 31) ومن أعمال الكهنة في بعض الاحتفالات المقدسة (يشوع 3: 6 و6: 6) ولم يؤذن لأحد أن يدخل الهيكل إلا للكهنة (عدد 4: 20).

وَخَيْمَةَ ٱلاجْتِمَاعِ (ع 4) كانت هذه الخيمة في جبعون ولا نعرف أين وضعوها وربما في غرف الهيكل (6: 5) وليس لها ذكر بعد ذلك. لأن مجدها تحوّل إلى الهيكل كما تحول مجد الهيكل إلى الكنيسة (1تيموثاوس 3: 15 و16).

إِلَى تَحْتِ جَنَاحَيِ ٱلْكَرُوبَيْنِ (ع 6) انبسطت أجنحة الكروبين من حائط المحراب الواحد إلى الحائط الآخر ومن الجناح الواحد من الكروبين إلى الجناح الآخر في وسط البيت (6: 23 - 27) ووضع التابوت تحت الجناحين فغطيّاه كخيمة. كان علو الكروبين عشر أذرع وعلوّ التابوت ذراعاً ونصف الذراع فقط (خروج 25: 10) وربما عُملت له قاعدة ليعلو قليلاً عن الأرض.

وَجَذَبُوا ٱلْعِصِيَّ (ع 8) (خروج 25: 13 - 15) جذبوها قليلاً ولكنهم لم ينزعوها من حلقات التابوت. وتراءت العصي من القدس ولكنها لم تُرَ خارجاً أي خارجاً عن القدس ومن الرواق وذلك من تركيب الباب أو السجف كما في بعض البيوت اليوم فلا يرى المار في الطريق ما هو في داخل البيت وإن كان الباب الخارجي مفتوحاً. وربما الفائدة من ذكر العصي وجذبها هي أن التابوت رمز فلا يُحمل أيضاً من مكان إلى مكان كما في أيام موسى والقضاة وشاول وداود مدة نحو خمس مئة سنة. وليس للتابوت ذكر بعد خراب أورشليم عن يد نبوخذ نصر.

لَمْ يَكُنْ فِي ٱلتَّابُوتِ إِلاَّ الخ (ع 9) في عبرانيين 9: 4 قيل إنه كان في التابوت قسط من ذهب فيه المنّ وعصا هارون التي أفرخت ولوحا العهد. ومن (خروج 16: 33 وعدد 17: 10) نفهم أنه في الأول كان قسط المن وعصا هارون أمام الرب أو أمام الشهادة وليس من الضرورة أنهما كانا داخل التابوت. وحينما كان ينتقل التابوت من مكان إلى مكان ربما وُضعا أمامه كما في الأول. وأما لوحا الشهادة المكتوبة عليهما الوصايا العشر فكانا ضمن التابوت حسب أمر الرب (خروج 25: 16).

ٱلسَّحَابَ مَلأَ بَيْتَ ٱلرَّبِّ (ع 10) وهكذا لما أقاموا خيمة الاجتماع (حزقيال 40: 34 و35) وكان السحاب علامة حلول الرب وسكنه في البيت وقبوله ما كان عمله سليمان.

لَمْ يَسْتَطِعِ ٱلْكَهَنَةُ (ع 11) ملأ مجد الرب المكان كله القدس وقدس الأقداس. (انظر أيضاً 2أيام 5: 11 - 14).

12 - 21 «12 حِينَئِذٍ تَكَلَّمَ سُلَيْمَانُ: قَالَ ٱلرَّبُّ إِنَّهُ يَسْكُنُ فِي ٱلضَّبَابِ. 13 إِنِّي قَدْ بَنَيْتُ لَكَ بَيْتَ سُكْنَى مَكَاناً لِسُكْنَاكَ إِلَى ٱلأَبَدِ. 14 وَحَوَّلَ ٱلْمَلِكُ وَجْهَهُ وَبَارَكَ كُلَّ جُمْهُورِ إِسْرَائِيلَ، وَكُلُّ جُمْهُورِ إِسْرَائِيلَ وَاقِفٌ. 15 وَقَالَ: مُبَارَكٌ ٱلرَّبُّ إِلٰهُ إِسْرَائِيلَ ٱلَّذِي تَكَلَّمَ بِفَمِهِ إِلَى دَاوُدَ أَبِي وَأَكْمَلَ بِيَدِهِ قَائِلاً: 16 مُنْذُ يَوْمَ أَخْرَجْتُ شَعْبِي إِسْرَائِيلَ مِنْ مِصْرَ لَمْ أَخْتَرْ مَدِينَةً مِنْ جَمِيعِ أَسْبَاطِ إِسْرَائِيلَ لِبِنَاءِ بَيْتٍ لِيَكُونَ ٱسْمِي هُنَاكَ، بَلِ ٱخْتَرْتُ دَاوُدَ لِيَكُونَ عَلَى شَعْبِي إِسْرَائِيلَ. 17 وَكَانَ فِي قَلْبِ دَاوُدَ أَبِي أَنْ يَبْنِيَ بَيْتاً لاسْمِ ٱلرَّبِّ إِلٰهِ إِسْرَائِيلَ. 18 فَقَالَ ٱلرَّبُّ لِدَاوُدَ أَبِي: مِنْ أَجْلِ أَنَّهُ كَانَ فِي قَلْبِكَ أَنْ تَبْنِيَ بَيْتاً لاسْمِي قَدْ أَحْسَنْتَ بِكَوْنِهِ فِي قَلْبِكَ. 19 إِلاَّ إِنَّكَ أَنْتَ لاَ تَبْنِي ٱلْبَيْتَ، بَلِ ٱبْنُكَ ٱلْخَارِجُ مِنْ صُلْبِكَ هُوَ يَبْنِي ٱلْبَيْتَ لاسْمِي. 20 وَأَقَامَ ٱلرَّبُّ كَلاَمَهُ ٱلَّذِي تَكَلَّمَ بِهِ، وَقَدْ قُمْتُ أَنَا مَكَانَ دَاوُدَ أَبِي وَجَلَسْتُ عَلَى كُرْسِيِّ إِسْرَائِيلَ كَمَا تَكَلَّمَ ٱلرَّبُّ، وَبَنَيْتُ ٱلْبَيْتَ لاسْمِ ٱلرَّبِّ إِلٰهِ إِسْرَائِيلَ 21 وَجَعَلْتُ هُنَاكَ مَكَاناً لِلتَّابُوتِ ٱلَّذِي فِيهِ عَهْدُ ٱلرَّبِّ ٱلَّذِي قَطَعَهُ مَعَ آبَائِنَا عِنْدَ إِخْرَاجِهِ إِيَّاهُمْ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ».

2أيام 6: 1 الخ مزمور 97: 2 و2صموئيل 7: 13 خروج 15: 17 ع 55 و2صموئيل 6: 18 و1أيام 29: 10 و20 ونحميا 9: 5 و2صموئيل 7: 12 و13 و1أيام 22: 10 و2صموئيل 7: 4 و5 تثنية 12: 5 و11 و1صموئيل 16: 1 و2صموئيل 7: 8 و2صموئيل 7: 2 و3 و1أيام 17: 1 و2 ص 5: 3 و5 و2صموئيل 7: 5 و12 و13 و1أيام 22: 8 - 10 و1أيام 28: 5 و6 ع 9

يَسْكُنُ فِي ٱلضَّبَابِ أشار إلى السحاب الذي ملأ البيت (ع 10) وأتى الرب إلى موسى في ظلام السحاب (خروج 19: 9). والضباب يشير إلى أن الإنسان لا يقدر أن يرى مجد الرب ولا يقدر أن يفهم كل أعمال الله إلا أن العدل والحق قاعدة كرسيه (مزمور 97: 2). ورأى الملك أن الرب حلّ على البيت وقبله مسكناً له. وصلاته هي أن الرب يسكن فيه إلى الأبد. ونلاحظ أن الكلام للملك والصلاة للملك وليس للكهنة. وصادوق الكاهن ليس مذكوراً وربما كانت الصلاة مكتوبة.

وَحَوَّلَ ٱلْمَلِكُ وَجْهَهُ (ع 14) بالأول كان وجهه نحو الهيكل والسحاب.

بَارَكَ كُلَّ جُمْهُورِ إِسْرَائِيلَ أي صلى لأجلهم (ع 30 - 53).

تَكَلَّمَ بِفَمِهِ إِلَى دَاوُدَ (ع 15) بواسطة ناثان ولكن الكلام هو من الرب لداود.

وَأَكْمَلَ بِيَدِهِإشارة إلى أعمال الله فإنه وعد وأنجز وعده بالفعل.

لِيَكُونَ ٱسْمِي فيهِ (ع 16) في أسفار موسى أقوال كثيرة تشير إلى تعيين مكان لعبادة الرب (تثنية 12: 5 و13 و14).

ٱخْتَرْتُ دَاوُدَ أي داود ونسله. انتظر الرب نحو خمس مئة سنة لإنجاز وعده. ولكن لم يكن رجل ولا مكان ولا أحوال توافق بناء الهيكل مثل سليمان لأنه أعطاه مثله وأعدّ له المواد والمال (1أيام 28: 11 - 21).

عَهْدُ ٱلرَّبِّ (ع 21) أي الوصايا العشر المكتوبة على اللوحين وهي جوهر عهده. غير أن عهد الرب يشتمل على وصايا أخرى وعلى الكتاب المقدس كله.

22 - 26 «22 وَوَقَفَ سُلَيْمَانُ أَمَامَ مَذْبَحِ ٱلرَّبِّ تُجَاهَ كُلِّ جَمَاعَةِ إِسْرَائِيلَ، وَبَسَطَ يَدَيْهِ إِلَى ٱلسَّمَاءِ 23 وَقَالَ: أَيُّهَا ٱلرَّبُّ إِلٰهُ إِسْرَائِيلَ، لَيْسَ إِلٰهٌ مِثْلَكَ فِي ٱلسَّمَاءِ مِنْ فَوْقُ وَلاَ عَلَى ٱلأَرْضِ مِنْ أَسْفَلُ، حَافِظُ ٱلْعَهْدِ وَٱلرَّحْمَةِ لِعَبِيدِكَ ٱلسَّائِرِينَ أَمَامَكَ بِكُلِّ قُلُوبِهِمْ. 24 ٱلَّذِي قَدْ حَفِظْتَ لِعَبْدِكَ دَاوُدَ أَبِي مَا كَلَّمْتَهُ بِهِ، فَتَكَلَّمْتَ بِفَمِكَ وَأَكْمَلْتَ بِيَدِكَ كَهٰذَا ٱلْيَوْمِ. 25 وَٱلآنَ أَيُّهَا ٱلرَّبُّ إِلٰهُ إِسْرَائِيلَ ٱحْفَظْ لِعَبْدِكَ دَاوُدَ أَبِي مَا كَلَّمْتَهُ بِهِ قَائِلاً: لاَ يُعْدَمُ لَكَ أَمَامِي رَجُلٌ يَجْلِسُ عَلَى كُرْسِيِّ إِسْرَائِيلَ، إِنْ كَانَ بَنُوكَ يَحْفَظُونَ طُرُقَهُمْ حَتَّى يَسِيرُوا أَمَامِي كَمَا سِرْتَ أَنْتَ أَمَامِي. 26 وَٱلآنَ يَا إِلٰهَ إِسْرَائِيلَ فَلْيَتَحَقَّقْ كَلاَمُكَ ٱلَّذِي كَلَّمْتَ بِهِ عَبْدَكَ دَاوُدَ أَبِي».

ع 54 خروج 9: 33 وعزرا 9: 5 و1صموئيل 2: 2 و2صموئيل 7: 22 تثنية 7: 9 ونحميا 1: 5 و9: 32 ص 2: 4 و2صموئيل 7: 25

مَذْبَحِ ٱلرَّبِّ وهو مذبح المحرقة الذي كان في الدار أمام الرواق. وفي (2أيام 6: 13) صنع منبراً من نحاس وجعله في وسط الدار طوله خمس أذرع وعرضه خمس أذرع وارتفاعه ثلاث أذرع ووقف عليه.

لَيْسَ إِلٰهٌ مِثْلَكَ (ع 23) لا نستنتج من قوله وجود آلهة أخرى بل وجود آلهة كذبة وهمية ليس لها وجود حقيقي كبعل وملكوم وكيموش.

ٱلسَّائِرِينَ أَمَامَكَ الجمع يشير إلى جميع إسرائيل وليس فقط إلى داود ونسله. ويشير القول أيضاً إلى أن مواعيد الله جميعها تتم بشرط الطاعة من كل القلب.

كَلاَمُكَ ٱلَّذِي كَلَّمْتَ بِهِ عَبْدَكَ دَاوُدَ أَبِي (ع 26) طلب إتمام كلام الرب كله ولا سيما قوله «هٰذِهِ هِيَ رَاحَتِي إِلَى ٱلأَبَدِ. هٰهُنَا أَسْكُنُ لأَنِّي ٱشْتَهَيْتُهَا» (مزمور 132: 14).

27 - 30 «27 لأَنَّهُ هَلْ يَسْكُنُ ٱللّٰهُ حَقّاً عَلَى ٱلأَرْضِ؟ هُوَذَا ٱلسَّمَاوَاتُ وَسَمَاءُ ٱلسَّمَاوَاتِ لاَ تَسَعُكَ، فَكَمْ بِٱلأَقَلِّ هٰذَا ٱلْبَيْتُ ٱلَّذِي بَنَيْتُ؟ 28 فَٱلْتَفِتْ إِلَى صَلاَةِ عَبْدِكَ وَإِلَى تَضَرُّعِهِ أَيُّهَا ٱلرَّبُّ إِلٰهِي، وَٱسْمَعِ ٱلصُّرَاخَ وَٱلصَّلاَةَ ٱلَّتِي يُصَلِّيهَا عَبْدُكَ أَمَامَكَ ٱلْيَوْمَ. 29 لِتَكُونَ عَيْنَاكَ مَفْتُوحَتَيْنِ عَلَى هٰذَا ٱلْبَيْتِ لَيْلاً وَنَهَاراً، عَلَى ٱلْمَوْضِعِ ٱلَّذِي قُلْتَ: إِنَّ ٱسْمِي يَكُونُ فِيهِ لِتَسْمَعَ ٱلصَّلاَةَ ٱلَّتِي يُصَلِّيهَا عَبْدُكَ فِي هٰذَا ٱلْمَوْضِعِ. 30 وَٱسْمَعْ تَضَرُّعَ عَبْدِكَ وَشَعْبِكَ إِسْرَائِيلَ ٱلَّذِينَ يُصَلُّونَ فِي هٰذَا ٱلْمَوْضِعِ، وَٱسْمَعْ أَنْتَ فِي مَوْضِعِ سُكْنَاكَ فِي ٱلسَّمَاءِ، وَإِذَا سَمِعْتَ فَٱغْفِرْ».

مزمور 139: 7 - 16 وإشعياء 66: 1 وإرميا 23: 24 وأعمال 7: 49 و2أيام 7: 15 ونحميا 1: 6 دانيال 6: 10

سَمَاءُ ٱلسَّمَاوَاتِ (ع 27) (تثنية 10: 14) اللفظة تفيد (1) السماء كلها أو السماء إلى أقصاها (2) أعلى مكان في السماء كالقول قدس الأقداس أي أقدس مكان.

لاَ تَسَعُكَ ميّز سليمان بقوله بين السكنى في بيت والحصر فيه. لأن الله في كل مكان وغير محدود فلا ينحصر في مكان كأنه إنسان. ومع ذلك يسكن في بيت أي يظهر فيه مجده بعض الظهور ومنه يكلم الناس كما في الخيمة والهيكل والكنيسة (انظر قوله في ع 30) «يُصَلُّونَ فِي هٰذَا ٱلْمَوْضِعِ، وَٱسْمَعْ أَنْتَ فِي مَوْضِعِ سُكْنَاكَ فِي ٱلسَّمَاءِ».

لِتَكُونَ عَيْنَاكَ مَفْتُوحَتَيْنِ (ع 29) لحفظ البيت ولا سيما ليسمع الصلاة. لأن من يقصد أن يسمع كلاماً أولاً ينظر إلى المتكلم.

قُلْتَ: إِنَّ ٱسْمِي يَكُونُ فِيهِ ليس هذا القول بين أقوال الله المكتوبة في الكتاب ولكن جوهره موجود (2أيام 6: 6) ولا شك في أن الرب قال لداود أقوالاً لم تُكتب في الكتاب. واسم الرب هو الرب نفسه.

ٱلَّذِينَ يُصَلُّونَ فِي هٰذَا ٱلْمَوْضِعِ (ع 30) لم يصلوا في الهيكل نفسه لأنه لم يدخله إلا الكهنة فقط. بل في دار الهيكل أو نحو الهيكل كما صلى دانيال وهو في بابل (دانيال 6: 10).

31 - 40 «31 إِذَا أَخْطَأَ أَحَدٌ إِلَى صَاحِبِهِ وَوَضَعَ عَلَيْهِ حَلْفاً لِيُحَلِّفَهُ، وَجَاءَ ٱلْحَلْفُ أَمَامَ مَذْبَحِكَ فِي هٰذَا ٱلْبَيْتِ، 32 فَٱسْمَعْ أَنْتَ فِي ٱلسَّمَاءِ وَٱعْمَلْ وَٱقْضِ بَيْنَ عَبِيدِكَ، إِذْ تَحْكُمُ عَلَى ٱلْمُذْنِبِ فَتَجْعَلُ طَرِيقَهُ عَلَى رَأْسِهِ، وَتُبَرِّرُ ٱلْبَارَّ إِذْ تُعْطِيهِ حَسَبَ بِرِّهِ. 33 إِذَا ٱنْكَسَرَ شَعْبُكَ إِسْرَائِيلُ أَمَامَ ٱلْعَدُوِّ لأَنَّهُمْ أَخْطَأُوا إِلَيْكَ، ثُمَّ رَجَعُوا إِلَيْكَ وَٱعْتَرَفُوا بِٱسْمِكَ وَصَلُّوا وَتَضَرَّعُوا إِلَيْكَ نَحْوَ هٰذَا ٱلْبَيْتِ، 34 فَٱسْمَعْ أَنْتَ مِنَ ٱلسَّمَاءِ وَٱغْفِرْ خَطِيَّةَ شَعْبِكَ إِسْرَائِيلَ، وَأَرْجِعْهُمْ إِلَى ٱلأَرْضِ ٱلَّتِي أَعْطَيْتَهَا لآبَائِهِمْ. 35 إِذَا أُغْلِقَتِ ٱلسَّمَاءُ وَلَمْ يَكُنْ مَطَرٌ لأَنَّهُمْ أَخْطَأُوا إِلَيْكَ، ثُمَّ صَلَّوْا فِي هٰذَا ٱلْمَوْضِعِ وَٱعْتَرَفُوا بِٱسْمِكَ، وَرَجَعُوا عَنْ خَطِيَّتِهِمْ لأَنَّكَ ضَايَقْتَهُمْ 36 فَٱسْمَعْ أَنْتَ مِنَ ٱلسَّمَاءِ وَٱغْفِرْ خَطِيَّةَ عَبِيدِكَ وَشَعْبِكَ إِسْرَائِيلَ، فَتُعَلِّمَهُمُ ٱلطَّرِيقَ ٱلصَّالِحَ ٱلَّذِي يَسْلُكُونَ فِيهِ، وَأَعْطِ مَطَراً عَلَى أَرْضِكَ ٱلَّتِي أَعْطَيْتَهَا لِشَعْبِكَ مِيرَاثاً. 37 إِذَا صَارَ فِي ٱلأَرْضِ جُوعٌ، إِذَا صَارَ وَبَأٌ، إِذَا صَارَ لَفْحٌ أَوْ يَرَقَانٌ أَوْ جَرَادٌ جَرْدَمٌ، أَوْ إِذَا حَاصَرَهُ عَدُوُّهُ فِي أَرْضِ مُدُنِهِ فِي كُلِّ ضَرْبَةٍ وَكُلِّ مَرَضٍ، 38 فَكُلُّ صَلاَةٍ وَكُلُّ تَضَرُّعٍ تَكُونُ مِنْ أَيِّ إِنْسَانٍ كَانَ مِنْ كُلِّ شَعْبِكَ إِسْرَائِيلَ، ٱلَّذِينَ يَعْرِفُونَ كُلُّ وَاحِدٍ ضَرْبَةَ قَلْبِهِ فَيَبْسُطُ يَدَيْهِ نَحْوَ هٰذَا ٱلْبَيْتِ، 39 فَٱسْمَعْ أَنْتَ مِنَ ٱلسَّمَاءِ مَكَانِ سُكْنَاكَ وَٱغْفِرْ، وَٱعْمَلْ وَأَعْطِ كُلَّ إِنْسَانٍ حَسَبَ كُلِّ طُرُقِهِ كَمَا تَعْرِفُ قَلْبَهُ. لأَنَّكَ أَنْتَ وَحْدَكَ قَدْ عَرَفْتَ قُلُوبَ كُلِّ بَنِي ٱلْبَشَرِ. 40 لِيَخَافُوكَ كُلَّ ٱلأَيَّامِ ٱلَّتِي يَحْيَوْنَ فِيهَا عَلَى وَجْهِ ٱلأَرْضِ ٱلَّتِي أَعْطَيْتَ لآبَائِنَا».

خروج 22: 8 - 11 تثنية 25: 1 لاويين 26: 17 و25 وتثنية 28: 25 و48 لاويين 26: 40 - 42 لاويين 26: 19 وتثنية 11: 16 و17 و2صموئيل 24: 10 - 13 و1صموئيل 12: 23 ومزمور 27: 11 ص 18: 1 و41 - 45 وإرميا 14: 22 لاويين 26: 16 و25 و26 وتثنية 28: 21 - 23 و38 - 42 و1صموئيل 2: 3 و16: 7 و1أيام 28: 9 وإرميا 17: 10 ويوحنا 2: 24 و25

من هنا ابتدأ في تقديم طلبات. والأولى من هذه الطلبات السبع تختص بالحلف كما في الصلاة الربانية الطلبة الأولى هي «ليتقدس اسمك».

وَجَاءَ ٱلْحَلْفُ أَمَامَ مَذْبَحِكَ (ع 31) (خروج 22: 11) أي جاء الرجل المتهم ليحلف امام المذبح ومن يحلف زوراً يهين الرب وهو كأنه أنكر وجود الله أو أنكر عمله وقدرته وقداسته. والمذبح هو مذبح المحرقة في الدار. والدار تسمّى هيكلاً في آيات كثيرة (2ملوك 19: 14 ومتّى 12: 2 وفي العهد الجديد كله).

تَحْكُمُ عَلَى ٱلْمُذْنِبِ (ع 32) بواسطة القضاة أو بإعلان خصوصي بواسطة الكاهن.

إِذَا ٱنْكَسَرَ شَعْبُكَ رأى سليمان أن ذلك من المحتمل وقوله يطابق ما قيل في شريعة موسى (لاويين 26: 17 وتثنية 28: 25) وكانت خطية إسرائيل الخصوصية تركهم عبادة الرب والسجود للأصنام. ومجازاة هذه الخطية الانكسار والسبي. وعند توبتهم ورجوعهم إلى الرب وصلاتهم نحو هيكله يغفر لهم ويردُّهم إلى أرضهم.

إِذَا أُغْلِقَتِ ٱلسَّمَاءُ (ع 35) وحجز المطر أيضاً من عواقب الخطية (لاويين 26: 19 تثنية 11: 17 و28: 23 و24).

عَبِيدِكَ وَشَعْبِكَ (ع 36) ربما عبيد الرب هنا ملوك إسرائيل الذين أخطأوا إلى الرب وجعلوا شعبهم أن يخطئوا.

فَتُعَلِّمَهُمُ ٱلطَّرِيقَ ٱلصَّالِحَ بواسطة التأديب أولاً ثم بواسطة المغفرة والخلاص.

إِذَا صَارَ فِي ٱلأَرْضِ جُوعٌ الخ (ع 37) الجوع والوبأ واللفح وغيرها من الضربات الطبيعية ليست من أسباب طبيعية فقط بل كلها بيد الله وهي من الله ومن نوع التأديب. والصلاة لا تكون من الكهنة فقط بل من أي إنسان كان من كل الشعب. ويصلي الناس أفراداً صلوات سرية فيأتي كل إنسان إلى الله بهمه الخاص. وكما يعرف كل إنسان أمور نفسه التي لا يعرفها غيره هكذا يعرف الرب قلب كل إنسان معرفة كاملة سرّية. وليست معرفة الحاكم فقط بل أيضاً معرفة أب حنون محب فيؤدب كل إنسان حسب احتياجه لا أكثر ولا أقل. ومن غُفرت له خطاياه يخاف الرب (مزمور 130: 4) أي لا يخاف من مجازاة خطاياه لأنها قد غفرت له بل يخاف من أن يخطئ أيضاً. كمن اغتسل وبيّض ثيابه يخاف من كل ما يدنسها. اطلب جراد وجردم في قاموس الكتاب. ذُكر الجوع في (لاويين 26: 20 وتثنية 11: 17) واللفح في (تثنية 28: 22) والجراد (في تثنية 28: 38) واليرقان في (عاموس 4: 9).

41 - 43 «41 وَكَذٰلِكَ ٱلأَجْنَبِيُّ ٱلَّذِي لَيْسَ مِنْ شَعْبِكَ إِسْرَائِيلَ، وَجَاءَ مِنْ أَرْضٍ بَعِيدَةٍ مِنْ أَجْلِ ٱسْمِكَ 42 لأَنَّهُمْ يَسْمَعُونَ بِٱسْمِكَ ٱلْعَظِيمِ وَبِيَدِكَ ٱلْقَوِيَّةِ وَذِرَاعِكَ ٱلْمَمْدُودَةِ فَمَتَى جَاءَ وَصَلَّى فِي هٰذَا ٱلْبَيْتِ، 43 فَٱسْمَعْ أَنْتَ مِنَ ٱلسَّمَاءِ مَكَانِ سُكْنَاكَ، وَٱفْعَلْ حَسَبَ كُلِّ مَا يَدْعُو بِهِ إِلَيْكَ ٱلأَجْنَبِيُّ، لِيَعْلَمَ كُلُّ شُعُوبِ ٱلأَرْضِ ٱسْمَكَ فَيَخَافُوكَ كَشَعْبِكَ إِسْرَائِيلَ، وَلِيَعْلَمُوا أَنَّهُ قَدْ دُعِيَ ٱسْمُكَ عَلَى هٰذَا ٱلْبَيْتِ ٱلَّذِي بَنَيْتُ».

خروج 13: 3 وتثنية 3: 24 ويشوع 4: 23 و1صموئيل 17: 46

الوصايا في الأجنبي كثيرة في العهد القديم (خروج 22: 21 ولاويين 25: 35 وتثنية 10: 19 وعدد 15: 14 وتثنية 31: 12).

لأَنَّهُمْ يَسْمَعُونَ (ع 42) كراحاب (يشوع 2: 10) والجبعونيين (يشوع 9: 9 و10) وملكة سبأ (10: 1) ويد الرب وذراعه تشيران إلى قدرته غير المحدودة. وهنا دليل على إيمان سليمان وغيره من أتقياء اليهود إن الرب هو إله كل الأرض وسيمتد ملكوته إلى أقاصيها (مزمور 96 و98) غير أنهم لم يفهموا أن الهيكل وفرائضه تزول فيسجد الساجدون الحقيقيون للأب بالروح والحق في كل مكان.

44 - 53 «44 إِذَا خَرَجَ شَعْبُكَ لِمُحَارَبَةِ عَدُوِّهِ فِي ٱلطَّرِيقِ ٱلَّذِي تُرْسِلُهُمْ فِيهِ، وَصَلُّوا إِلَى ٱلرَّبِّ نَحْوَ ٱلْمَدِينَةِ ٱلَّتِي ٱخْتَرْتَهَا وَٱلْبَيْتِ ٱلَّذِي بَنَيْتُهُ لاسْمِكَ، 45 فَٱسْمَعْ مِنَ ٱلسَّمَاءِ صَلاَتَهُمْ وَتَضَرُّعَهُمْ وَٱقْضِ قَضَاءَهُمْ. 46 إِذَا أَخْطَأُوا إِلَيْكَ لأَنَّهُ لَيْسَ إِنْسَانٌ لاَ يُخْطِئُ وَغَضِبْتَ عَلَيْهِمْ وَدَفَعْتَهُمْ أَمَامَ ٱلْعَدُوِّ وَسَبَاهُمْ سَابُوهُمْ إِلَى أَرْضِ ٱلْعَدُوِّ بَعِيدَةً أَوْ قَرِيبَةً، 47 فَإِذَا رَدُّوا إِلَى قُلُوبِهِمْ فِي ٱلأَرْضِ ٱلَّتِي يُسْبَوْنَ إِلَيْهَا وَرَجَعُوا وَتَضَرَّعُوا إِلَيْكَ فِي أَرْضِ سَبْيِهِمْ قَائِلِينَ: قَدْ أَخْطَأْنَا وَعَوَّجْنَا وَأَذْنَبْنَا 48 وَرَجَعُوا إِلَيْكَ مِنْ كُلِّ قُلُوبِهِمْ وَمِنْ كُلِّ أَنْفُسِهِمْ فِي أَرْضِ أَعْدَائِهِمِ ٱلَّذِينَ سَبَوْهُمْ، وَصَلُّوا إِلَيْكَ نَحْوَ أَرْضِهِمِ ٱلَّتِي أَعْطَيْتَ لآبَائِهِمْ، نَحْوَ ٱلْمَدِينَةِ ٱلَّتِي ٱخْتَرْتَ وَٱلْبَيْتِ ٱلَّذِي بَنَيْتُ لاسْمِكَ، 49 فَٱسْمَعْ فِي ٱلسَّمَاءِ مَكَانِ سُكْنَاكَ صَلاَتَهُمْ وَتَضَرُّعَهُمْ وَٱقْضِ قَضَاءَهُمْ، 50 وَٱغْفِرْ لِشَعْبِكَ مَا أَخْطَأُوا بِهِ إِلَيْكَ، وَجَمِيعَ ذُنُوبِهِمِ ٱلَّتِي أَذْنَبُوا بِهَا إِلَيْكَ، وَأَعْطِهِمْ رَحْمَةً أَمَامَ ٱلَّذِينَ سَبَوْهُمْ فَيَرْحَمُوهُمْ، 51 لأَنَّهُمْ شَعْبُكَ وَمِيرَاثُكَ ٱلَّذِينَ أَخْرَجْتَ مِنْ مِصْرَ مِنْ وَسَطِ كُورِ ٱلْحَدِيدِ. 52 لِتَكُونَ عَيْنَاكَ مَفْتُوحَتَيْنِ نَحْوَ تَضَرُّعِ عَبْدِكَ وَتَضَرُّعِ شَعْبِكَ إِسْرَائِيلَ، فَتُصْغِيَ إِلَيْهِمْ فِي كُلِّ مَا يَدْعُونَكَ. 53 لأَنَّكَ أَنْتَ أَفْرَزْتَهُمْ لَكَ مِيرَاثاً مِنْ جَمِيعِ شُعُوبِ ٱلأَرْضِ، كَمَا تَكَلَّمْتَ عَنْ يَدِ مُوسَى عَبْدِكَ عِنْدَ إِخْرَاجِكَ آبَاءَنَا مِنْ مِصْرَ يَا سَيِّدِي ٱلرَّبَّ».

2أيام 14: 11 و12 مزمور 130: 3 و4 وأمثال 20: 9 و1يوحنا 1: 8 - 10 لاويين 26: 34 - 39 و2ملوك 17: 6 و18 و25: 21 لاويين 26: 40 - 42 ونحميا 9: 2 عزرا 9: 6 و7 ونحميا 1: 6 تثنية 4: 29 و1صموئيل 7: 3 و4 ونحميا 1: 9 دانيال 6: 10 ويونان 2: 4 و2أيام 30: 9 وأعمال 7: 10 خروج 32: 11 و12 وتثنية 9: 26 - 29 تثنية 4: 20 وإرميا 11: 4 ع 29 خروج 19: 5 و6 وتثنية 9: 26 - 29

الكلام هنا (44) في حرب بأمر الرب فلهم حق أن يطلبوا بركة الرب فيها.

إِذَا أَخْطَأُوا إِلَيْكَ (ع 46) وهنا الكلام في انكسارهم في الحرب بسبب خطاياهم (لاويين 26 وتثنية 28).

وَتَضَرَّعُوا إِلَيْكَ فِي أَرْضِ سَبْيِهِمْ (ع 47) كدانيال (دانيال 9) ونحميا (نحميا 1).

وَٱقْضِ قَضَاءَهُمْ (ع 49) بخلاصهم من أعدائهم وبغفران خطاياهم بناء على مواعيده ورحمته ولا نستغرب ذكر السبي في صلاة سليمان لأنه مذكور سابقاً في سفر اللاويين وسفر التثنية وهو من الأمور المحتمل حدوثها.

أَمَامَ ٱلَّذِينَ سَبَوْهُمْ (ع 50) هكذا كورش رحم اليهود وأرتحششنا (عزرا 7: 12 ونحميا 2: 6).

كُورِ ٱلْحَدِيدِ (ع 51) كانت مصر كور حديد نظراً إلى مشقات إسرائيل فيها (تثنية 4: 20).

أَنْتَ أَفْرَزْتَهُمْ لَكَ (ع 53) (رومية 9 و10 و11) كان إسرائيل شعب الله الخاص فلهم حق أن يذكروه بأعماله العجيبة لأجلهم ومواعيده ويتكلوا عليها. غير أنهم فهموا أن اختيارهم لا يُغني عن وجوب الطاعة له والتوبة عن خطاياهم والرجوع إليه.

مِيرَاثاً (تثنية 4: 20 و9: 26 و29) لاحظ في هذه الصلاة كلها أن سليمان عرف سفر التثنية جيداً واقتبس منه كثيراً. وفي (2أيام 6: 40 - 42) تكملة هذه الصلاة. وقيل في (2أيام 7: 1) نزلت النار من السماء وأكلت المحرقة وملأ مجد الرب البيت وخرّ الشعب على وجوههم وسجدوا وحمدوا الرب.

54 - 61 «54 وَكَانَ لَمَّا ٱنْتَهَى سُلَيْمَانُ مِنَ ٱلصَّلاَةِ إِلَى ٱلرَّبِّ بِكُلِّ هٰذِهِ ٱلصَّلاَةِ وَٱلتَّضَرُّعِ، أَنَّهُ نَهَضَ مِنْ أَمَامِ مَذْبَحِ ٱلرَّبِّ مِنَ ٱلْجُثُوِّ عَلَى رُكْبَتَيْهِ وَيَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ نَحْوَ ٱلسَّمَاءِ، 55 وَوَقَفَ وَبَارَكَ كُلَّ جَمَاعَةِ إِسْرَائِيلَ بِصَوْتٍ عَالٍ قَائِلاً: 56 مُبَارَكٌ ٱلرَّبُّ ٱلَّذِي أَعْطَى رَاحَةً لِشَعْبِهِ إِسْرَائِيلَ حَسَبَ كُلِّ مَا تَكَلَّمَ بِهِ، وَلَمْ تَسْقُطْ كَلِمَةٌ وَاحِدَةٌ مِنْ كُلِّ كَلاَمِهِ ٱلصَّالِحِ ٱلَّذِي تَكَلَّمَ بِهِ عَنْ يَدِ مُوسَى عَبْدِهِ. 57 لِيَكُنِ ٱلرَّبُّ إِلٰهُنَا مَعَنَا كَمَا كَانَ مَعَ آبَائِنَا فَلاَ يَتْرُكَنَا وَلاَ يَرْفُضَنَا. 58 لِيَمِيلَ بِقُلُوبِنَا إِلَيْهِ لِنَسِيرَ فِي جَمِيعِ طُرُقِهِ وَنَحْفَظَ وَصَايَاهُ وَفَرَائِضَهُ وَأَحْكَامَهُ ٱلَّتِي أَوْصَى بِهَا آبَاءَنَا. 59 وَلِيَكُنْ كَلاَمِي هٰذَا ٱلَّذِي تَضَرَّعْتُ بِهِ أَمَامَ ٱلرَّبِّ قَرِيباً مِنَ ٱلرَّبِّ إِلٰهِنَا نَهَاراً وَلَيْلاً، لِيَقْضِيَ قَضَاءَ عَبْدِهِ وَقَضَاءَ شَعْبِهِ إِسْرَائِيلَ، أَمْرَ كُلِّ يَوْمٍ فِي يَوْمِهِ. 60 لِيَعْلَمَ كُلُّ شُعُوبِ ٱلأَرْضِ أَنَّ ٱلرَّبَّ هُوَ ٱللّٰهُ وَلَيْسَ آخَرُ. 61 فَلْيَكُنْ قَلْبُكُمْ كَامِلاً لَدَى ٱلرَّبِّ إِلٰهِنَا إِذْ تَسِيرُونَ فِي فَرَائِضِهِ وَتَحْفَظُونَ وَصَايَاهُ كَهٰذَا ٱلْيَوْمِ».

2أيام 7: 1 الخ و2أيام 6: 13 ع 14 وعدد 6: 23 - 26 يشوع 21: 45 و23: 14 و15 يشوع 1: 5 و1صموئيل 12: 22 ورومية 8: 13 وعبرانيين 13: 5 مزمور 119: 36 وإرميا 31: 33 ع 43 ص 18: 39 وإرميا 10: 10 - 12 تثنية 18: 13 و2ملوك 20: 3

نَهَضَ مِنْ أَمَامِ المَذْبَحِ بالأول وقف (ع 22) ثم جثا (2أيام 6: 13).

وَبَارَكَ كُلَّ جَمَاعَةِ إِسْرَائِيلَ (ع 55) (انظر ع 14) طلب لهم بركات من الرب.

مُبَارَكٌ ٱلرَّبُّ (ع 56) البركة هي من الكبير إلى الصغير ومن الله للناس. وحينما يبارك الناس الرب لا يقدرون أن يعطوه شيئاً ولكنهم يشكرونه ويمجدونه ويعترفون بأن كل خيراتهم منه.

حَسَبَ كُلِّ مَا تَكَلَّمَ بِهِ خلصهم من جميع أعدائهم وأعطاهم الراحة الكاملة وأقام لهم مكاناً من نسل داود ممتازاً بالحكمة ومخافة الرب وأعطاهم المكان الذي اختاره أي أورشليم والبيت الذي مجده بحلوله فيه فلم تسقط كلمة واحدة من مواعيده. كان قد ذكر بعض البركات المطلوبة من الرب منها المطر والأزمنة المثمرة والانتصار على أعدائهم والرجوع من سبي إذا سبُوا. وفي الختام طلب لهم بركتين عظيمتين الأولى منهما «ليكن الرب إلهنا معنا» والثانية أنه «يميل قلوبنا إليه». فيجب أن نقدم هاتين الطلبتين اليوم ونعيدهما كل يوم من أيام حياتنا فلا نكون كشعب إسرائيل وملكهم سليمان الذين لم يثبتوا في عبادة الرب.

لِيَعْلَمَ كُلُّ شُعُوبِ ٱلأَرْضِ (ع 60) أعاد ما قاله سابقاً (ع 43) وأظهر رجاءه وإيمانه بأن البيت الذي بناه سيكون نوراً لجميع الشعوب وليس لليهود فقط. وهكذا أشار إلى امتداد ملكوت المسيح إلى أقصى الأرض.

62 - 66 «62 ثُمَّ إِنَّ ٱلْمَلِكَ وَجَمِيعَ إِسْرَائِيلَ مَعَهُ ذَبَحُوا ذَبَائِحَ أَمَامَ ٱلرَّبِّ، 63 وَذَبَحَ سُلَيْمَانُ ذَبَائِحَ ٱلسَّلاَمَةِ ٱلَّتِي ذَبَحَهَا لِلرَّبِّ مِنَ ٱلْبَقَرِ ٱثْنَيْنِ وَعِشْرِينَ أَلْفاً، وَمِنَ ٱلْغَنَمِ مِئَةَ أَلْفٍ وَعِشْرِينَ أَلْفاً، فَدَشَّنَ ٱلْمَلِكُ وَجَمِيعُ بَنِي إِسْرَائِيلَ بَيْتَ ٱلرَّبِّ. 64 فِي ذٰلِكَ ٱلْيَوْمِ قَدَّسَ ٱلْمَلِكُ وَسَطَ ٱلدَّارِ ٱلَّتِي أَمَامَ بَيْتِ ٱلرَّبِّ لأَنَّهُ قَرَّبَ هُنَاكَ ٱلْمُحْرَقَاتِ وَٱلتَّقْدِمَاتِ وَشَحْمَ ذَبَائِحِ ٱلسَّلاَمَةِ، لأَنَّ مَذْبَحَ ٱلنُّحَاسِ ٱلَّذِي أَمَامَ ٱلرَّبِّ كَانَ صَغِيراً عَنْ أَنْ يَسَعَ ٱلْمُحْرَقَاتِ وَٱلتَّقْدِمَاتِ وَشَحْمَ ذَبَائِحِ ٱلسَّلاَمَةِ. 65 وَعَيَّدَ سُلَيْمَانُ ٱلْعِيدَ فِي ذٰلِكَ ٱلْوَقْتِ وَجَمِيعُ إِسْرَائِيلَ مَعَهُ، جُمْهُورٌ كَبِيرٌ مِنْ مَدْخَلِ حَمَاةَ إِلَى وَادِي مِصْرَ أَمَامَ ٱلرَّبِّ إِلٰهِنَا سَبْعَةَ أَيَّامٍ وَسَبْعَةَ أَيَّامٍ، أَرْبَعَةَ عَشَرَ يَوْماً. 66 وَفِي ٱلْيَوْمِ ٱلثَّامِنِ صَرَفَ ٱلشَّعْبَ فَبَارَكُوا ٱلْمَلِكَ وَذَهَبُوا إِلَى خِيَمِهِمْ فَرِحِينَ وَطَيِّبِي ٱلْقُلُوبِ لأَجْلِ كُلِّ ٱلْخَيْرِ ٱلَّذِي عَمِلَ ٱلرَّبُّ لِدَاوُدَ عَبْدِهِ وَلإِسْرَائِيلَ شَعْبِهِ».

2أيام 7: 4 - 10 و2صموئيل 6: 17 - 19 وعزرا 6: 16 و17 عزرا 6: 15 - 18 ونحميا 12: 27 و2أيام 4: 1 ع 2 ولاويين 23: 34 - 42 وعدد 34: 8 ويشوع 13: 5 تكوين 15: 18 وخروج 23: 1 ويشوع 13: 3

من شريعة ذبيحة السلامة أنهم يرشون الدم ويحرقون الشحم على المذبح ويعطون الصدر والساق للكهنة والباقي يأكله الذين قدموه. أي قدموا الذبيحة للرب والرب أعطاهم شيئاً منهم فأكلوا مع الرب ومن مائدته. ومع الذبيحة كانت تقادم من الدقيق مع الزيت واللبان. وفي (2أيام 7: 6) أن اللاويين عزفوا بآلات الغناء ونفخوا في الأبواق. كان الذين حضروا تدشين الهيكل وعيد المظال كثيري العدد ومكثوا في أورشليم 14 يوماً فاحتاجوا إلى مقدار عظيم من الطعام وكان ذلك من أسباب كثرة الذبائح. وليس من الضرورة أن نقول أن هذه التقادم كانت كلها بنفقة الملك بل كانت بأمره وتحت إدارته.

مِنْ مَدْخَلِ حَمَاةَ إِلَى وَادِي مِصْرَ (ع 65) أي وادي العريش على بعد 40 ميلاً إلى الجنوب الغربي من غزة.

سَبْعَةَ أَيَّامٍ وَسَبْعَةَ أَيَّامٍ أي سبعة أيام لتدشين الهيكل وسبعة أيام لعيد المظال.

وَفِي ٱلْيَوْمِ ٱلثَّامِنِ (ع 66) أي اليوم الثامن من عيد المظال واليوم الخامس عشر من الاحتفال كله.

فوائد

  1. ع 11 «مجد الرب ملأ البيت».

    كان ذلك المجد رمزاً (1) إلى التجسد لأن مجد الرب ظهر في يسوع (2) إلى الكنيسة التي حلّ عليها الروح القدس يوم الخمسين والتي رأسها المسيح (أفسس 1: 15 - 23) (3) إلى قلب كل مؤمن وهو هيكل لسكنى الروح القدس. وذلك يعملنا (1) مغفرة الخطايا. فإن الرب غفر لهم خطاياهم وقدس قلوبهم قبلما نزل ليسكن بيتهم (ع 30 و34 و36 و39 و50) (2) الشركة مع الله لأنه بواسطة الهيكل تقدم الناس إليه حتى الغائبون أيضاً إذ وجهوا صلواتهم نحو الهيكل. كل مؤمن بمفرده يقدر أن يصلي في قلبه حسب احتياجاته الخاصة (ع 38 و39) (3) محبة الله للعالم. لأن الهيكل لم يكن لليهود فقط بل كان نوراً لجميع الشعوب وبيتاً لإله الأرض كلها (ع 41 - 43 و60 وإشعياء 2: 2 - 4).

  2. ع 12 «إنه يسكن في الضباب».

    ليس الضباب من صفات الله بل النور. ولكنه يسكن في الضباب (1) لأن الناس لا يقدرون أن يفهموا كل أعماله وذلك من صغر عقولهم (2) لأن الإنسان ما دام إنساناً لا يقدر أن يحتمل رؤية مجد الله ولو كان قليلاً منه (دانيال 8: 27 متّى 17: 6 أعمال 22: 11) (3) لأننا في الوقت الحاضر نسلك بالإيمان وليس بالعيان.

  3. ع 63 «ذبحوا ذبائح».

    كانت بالكثرة وكانت تدل (1) على شكرهم للرب الذي منه جميع خيراتهم من خروجهم من أرض مصر إلى أيام سليمان (2) على الاعتراف بخطاياهم وإيمانهم بالمسيح الذي قدّم نفسه ذبيحة لله ليكفّر عنها (3) على المعاهدة مع الرب لأنهم قدموا الذبائح ثم أكلوا منها فأكلوا مع الرب ومن مائدته علامة على اتحادهم معه في عهد أبدي.

  4. ع 66 «فرحين وطيبي القلوب».

    (1) فرحوا باجتماعهم معاً ومحبتهم الأخوية (2) فرحوا بعدما كانوا قد قدّموا للرب وخدموه في بناء الهيكل وفي تقديم ذبائح كثيرة (3) الفرح مُرضٍ للرب فيعبّر عن الشكر والمحبة والطاعة.

اَلأَصْحَاحُ ٱلتَّاسِعُ

1 - 9 «1 وَكَانَ لَمَّا أَكْمَلَ سُلَيْمَانُ بِنَاءَ بَيْتِ ٱلرَّبِّ وَبَيْتِ ٱلْمَلِكِ وَكُلَّ مَرْغُوبِ سُلَيْمَانَ ٱلَّذِي سُرَّ أَنْ يَعْمَلَ، 2 أَنَّ ٱلرَّبَّ تَرَاءَى لِسُلَيْمَانَ ثَانِيَةً كَمَا تَرَاءَى لَهُ فِي جِبْعُونَ. 3 وَقَالَ لَهُ ٱلرَّبُّ: قَدْ سَمِعْتُ صَلاَتَكَ وَتَضَرُّعَكَ ٱلَّذِي تَضَرَّعْتَ بِهِ أَمَامِي. قَدَّسْتُ هٰذَا ٱلْبَيْتَ ٱلَّذِي بَنَيْتَهُ لأَجْلِ وَضْعِ ٱسْمِي فِيهِ إِلَى ٱلأَبَدِ، وَتَكُونُ عَيْنَايَ وَقَلْبِي هُنَاكَ كُلَّ ٱلأَيَّامِ. 4 وَأَنْتَ إِنْ سَلَكْتَ أَمَامِي كَمَا سَلَكَ دَاوُدُ أَبُوكَ بِسَلاَمَةِ قَلْبٍ وَٱسْتِقَامَةٍ، وَعَمِلْتَ حَسَبَ كُلِّ مَا أَوْصَيْتُكَ وَحَفِظْتَ فَرَائِضِي وَأَحْكَامِي، 5 فَإِنِّي أُقِيمُ كُرْسِيَّ مُلْكِكَ عَلَى إِسْرَائِيلَ إِلَى ٱلأَبَدِ كَمَا قُلْتُ لِدَاوُدَ أَبِيكَ: لاَ يُعْدَمُ لَكَ رَجُلٌ عَنْ كُرْسِيِّ إِسْرَائِيلَ. 6 إِنْ كُنْتُمْ تَنْقَلِبُونَ أَنْتُمْ أَوْ أَبْنَاؤُكُمْ مِنْ وَرَائِي، وَلاَ تَحْفَظُونَ وَصَايَايَ فَرَائِضِيَ ٱلَّتِي جَعَلْتُهَا أَمَامَكُمْ، بَلْ تَذْهَبُونَ وَتَعْبُدُونَ آلِهَةً أُخْرَى وَتَسْجُدُونَ لَهَا، 7 فَإِنِّي أَقْطَعُ إِسْرَائِيلَ عَنْ وَجْهِ ٱلأَرْضِ ٱلَّتِي أَعْطَيْتُهُمْ إِيَّاهَا، وَٱلْبَيْتُ ٱلَّذِي قَدَّسْتُهُ لاسْمِي أَنْفِيهِ مِنْ أَمَامِي، وَيَكُونُ إِسْرَائِيلُ مَثَلاً وَهُزْأَةً فِي جَمِيعِ ٱلشُّعُوبِ، 8 وَهٰذَا ٱلْبَيْتُ يَكُونُ عِبْرَةً. كُلُّ مَنْ يَمُرُّ عَلَيْهِ يَتَعَجَّبُ وَيَصْفُرُ، وَيَقُولُونَ: لِمَاذَا عَمِلَ ٱلرَّبُّ هٰكَذَا لِهٰذِهِ ٱلأَرْضِ وَلِهٰذَا ٱلْبَيْتِ؟ 9 فَيَقُولُونَ: مِنْ أَجْلِ أَنَّهُمْ تَرَكُوا ٱلرَّبَّ إِلٰهَهُمُ ٱلَّذِي أَخْرَجَ آبَاءَهُمْ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ، وَتَمَسَّكُوا بِآلِهَةٍ أُخْرَى وَسَجَدُوا لَهَا وَعَبَدُوهَا. لِذٰلِكَ جَلَبَ ٱلرَّبُّ عَلَيْهِمْ كُلَّ هٰذَا ٱلشَّرِّ».

2أيام 7: 11 الخ ع 19 وص 7: 1 و2 و2أيام 8: 6 ص 3: 5 و11: 9 ص 8: 29 تثنية 11: 12 و2أيام 6: 40 ص 2: 14 و11: 4 و6 و8 ص 2: 4 و6: 12 و2صموئيل 7: 12 و16 و2صموئيل 7: 14 - 16 و1أيام 28: 9 لاويين 18: 24 - 29 وتثنية 4: 26 و2ملوك 17: 23 إرميا 7: 4 - 14 تثنية 28: 37 وإرميا 24: 9 تثنية 29: 24 - 26 وإرميا 22: 8 و9 و28 تثنية 29: 25 - 28 وإرميا 2: 10 - 13

تراءى الرب لسليمان بعد أن أكمل بناء بيت الملك. وكان ذلك بعد تدشين الهيكل بمدة 13 سنة (7: 1). إن بعضهم استغربوا إن جواب الرب للصلاة التي قدمها سليمان عند تدشين الهيكل كان بعد 13 سنة. إن الرب استجاب صلاة سليمان حينما ملأ مجده الهيكل (2أيام 7: 1 - 3) ثم بعد مرور 13 سنة تراءى له الرب وكان سليمان قد أكمل الأبنية. وربما رأى الرب أنه قد تسلطت هموم هذا العالم وغناه ومجده ولذّاته عليه ورأى ميل قلبه إلى آلهة أخرى فتراءى له. وفي كلامه له أولاً ذكّره بالصلاة التي قدمها حين تدشين الهيكل (ع 3 - 5) ثم أنذره وبيّن له نتيجة الحيدان عن طرقه وأكد له أن قبوله البيت وحلوله وسكناه فيه كان على شرط حفظ وصاياه وإذا انقلب هو أو بنوه عليه ولم يحفظوا فرائضه فإنه يقطع إسرائيل عن وجه الأرض ويزيل البيت الذي كانوا قدسوه له فيكون عبرة (6 - 9). وقيل في (2أيام 7: 2) إنه تراءى له ليلاً. وجبعون مذكورة في (4 - 5). (قابل ع 8 و9 بما في تثنية 29: 21 - 26).

10 - 14 «10 وَبَعْدَ نِهَايَةِ عِشْرِينَ سَنَةً بَعْدَمَا بَنَى سُلَيْمَانُ ٱلْبَيْتَيْنِ، بَيْتَ ٱلرَّبِّ وَبَيْتَ ٱلْمَلِكِ. 11 وَكَانَ حِيرَامُ مَلِكُ صُورَ قَدْ سَاعَدَ سُلَيْمَانَ بِخَشَبِ أَرْزٍ وَخَشَبِ سَرْوٍ، وَذَهَبٍ، حَسَبَ كُلِّ مَسَرَّتِهِ. أَعْطَى حِينَئِذٍ ٱلْمَلِكُ سُلَيْمَانُ حِيرَامَ عِشْرِينَ مَدِينَةً فِي أَرْضِ ٱلْجَلِيلِ. 12 فَخَرَجَ حِيرَامُ مِنْ صُورَ لِيَرَى ٱلْمُدُنَ ٱلَّتِي أَعْطَاهُ إِيَّاهَا سُلَيْمَانُ، فَلَمْ تَحْسُنْ فِي عَيْنَيْهِ. 13 فَقَالَ: مَا هٰذِهِ ٱلْمُدُنُ ٱلَّتِي أَعْطَيْتَنِي يَا أَخِي؟ وَدَعَاهَا «أَرْضَ كَابُولَ» إِلَى هٰذَا ٱلْيَوْمِ. 14 وَأَرْسَلَ حِيرَامُ لِلْمَلِكِ مِئَةً وَعِشْرِينَ وَزْنَةَ ذَهَبٍ».

ع 1 وص 6: 37 و38 و7: 1 و2أيام 18: 1 الخ يشوع 19: 27 ع 11

عِشْرِينَ سَنَةً سبع سنين بُني فيها الهيكل وثلاث عشرة سنة بُني فيها بيت الملك.

وَكَانَ حِيرَامُ ... سَاعَدَ الخ (ع 11) في 5: 10 ذكر الخشب دون الذهب. ونعرف من ع 14 أن مقداره مئة وعشرون وزنة وثمنه نحو 720000 ليرة إنكليزية.

عِشْرِينَ مَدِينَةً فِي أَرْضِ ٱلْجَلِيلِ في شمالي الجليل وقرية من صور. وسمّى إشعياء تلك الأرض جليل الأمم.

مَا هٰذِهِ (ع 13) لا نعرف لماذا لم يرضَ بها والمظنون أنه كان مفتكراً في عكّو أي عكا على شط البحر بقرب صور. وربما كانت المدن صغيرة أو خربة. ولكن لم يقع بين الملكين ما يستدعي النفور أو الحرب كما يظهر من اللقب «يا أخي» من حيرام إلى سليمان.

كَابُولَ نستنتج من القرينة أنه اسم احتقار وكانت مدينة اسمها كابول في زمان يشوع (يشوع 19: 27) وهي كابول الحالية على بُعد 10 أميال إلى الجنوب الشرقي من عكا. ونستنتج من 2أيام 8: 2 أن حيرام رجّع المدن إلى سليمان.

وَأَرْسَلَ حِيرَامُ (ع 14) أي كان قد أرسل له سابقاً (ع 11).

15 - 19 «15 وَهٰذَا هُوَ سَبَبُ ٱلتَّسْخِيرِ ٱلَّذِي جَعَلَهُ ٱلْمَلِكُ سُلَيْمَانُ لِبِنَاءِ بَيْتِ ٱلرَّبِّ وَبَيْتِهِ وَٱلْقَلْعَةِ وَسُورِ أُورُشَلِيمَ وَحَاصُورَ وَمَجِدُّو وَجَازَرَ. 16 (صَعِدَ فِرْعَوْنُ مَلِكُ مِصْرَ وَأَخَذَ جَازَرَ وَأَحْرَقَهَا بِٱلنَّارِ، وَقَتَلَ ٱلْكَنْعَانِيِّينَ ٱلسَّاكِنِينَ فِي ٱلْمَدِينَةِ، وَأَعْطَاهَا مَهْراً لابْنَتِهِ ٱمْرَأَةِ سُلَيْمَانَ). 17 وَبَنَى سُلَيْمَانُ جَازَرَ وَبَيْتَ حُورُونَ ٱلسُّفْلَى 18 وَبَعْلَةَ وَتَدْمُرَ فِي ٱلْبَرِّيَّةِ فِي ٱلأَرْضِ، 19 وَجَمِيعَ مُدُنِ ٱلْمَخَازِنِ ٱلَّتِي كَانَتْ لِسُلَيْمَانَ، وَمُدُنَ ٱلْمَرْكَبَاتِ وَمُدُنَ ٱلْفُرْسَانِ، وَمَرْغُوبَ سُلَيْمَانَ ٱلَّذِي رَغِبَ أَنْ يَبْنِيَهُ فِي أُورُشَلِيمَ وَفِي لُبْنَانَ وَفِي كُلِّ أَرْضِ سَلْطَنَتِهِ».

ع 24 و2صموئيل 5: 9 يشوع 11: 1 يشوع 17: 11 يشوع 16: 10 ص 3: 1 و7: 8 يشوع 10: 10 ص 10: 26 و2أيام 1: 14 ص 4: 26 ع 1

ٱلتَّسْخِيرِ (انظر 5: 13 وتفسيره).

ٱلْقَلْعَةِ ربما كانت قلعة قديمة من زمان اليبوسيين (2صموئيل 5: 9) وقيل في (2أيام 32: 5) إن حزقيا حصّن القلعة مدينة داود. وتُذكر دائماً مع أسوار أورشليم. فنستنتج أن القلعة هي جزء من أسوار أورشليم عند مدينة داود محصّن بقوة غير اعتيادية. قيل إن سليمان بنى القلعة وسور أورشليم أي وسعّها ورفعها وأصلحها.

حَاصُورَ مدينة ذات شأن كان ملكها يابين ثم أخذها يشوع وأحرقها (يشوع 11: 1 و10 و11) وجُدد بناؤها وكانت لملك آخر اسمه يابين أيضاً الذي قاد سيسرا جيشه (قضاة 4: 2 - 16) وموقعها مجهول إلا أنها كانت قريبة من الحولة الحالية وإلى جهة الغرب منها.

مَجِدُّو في تخوم يساكر مدينة ملكية للكنعانيين افتتحها يشوع (يشوع 12: 21) وذهب الأكثرون على أنها لجّون الحالية في سهل يزرعيل أو مرج ابن عامر. ووقع فيها معارك كثيرة.

جَازَرَ على حد أفرايم الجنوبي الغربي وإلى جهة الشمال الغربي من أورشليم وعلى بُعد 18 ميلاً منها واسمها اليوم تل جزر.

مَهْراً لابْنَتِهِ أي كان فرعون قد أخذ جازر قبلما أعطى ابنته لسليمان. وربما كان الكنعانيون قد تعدّوا على فرعون في شيء غير مذكور حتى صعد إليهم وقتلهم وأحرق مدينتهم.

بَيْتَ حُورُونَ ٱلسُّفْلَى (ع 17) يُطلق هذا الاسم على قريتين على حدود أفرايم وبنيامين على بُعد 12 ميلاً من أورشليم إلى الشمال منها وكانتا تُدعيان بيت حورون العليا وبيت حورون السفلى وتُدعيان اليوم بيت عور الفوقة وبيت عور التحته وكانت الأولى في رأس عقبة والثانية في أسفلها. وكانت المدينة السفلى موقع معارك كثيرة (يشوع 10) وفي 2أيام 8: 5 إن سليمان بنى أيضاً بيت حورون العليا.

وَبَعْلَةَ (ع 18) ربما هي المذكورة في (يشوع 19: 44) وكانت في دان.

وَتَدْمُرَ وهي تدمر الحالية وتبعد 140 ميلاً عن دمشق و120 ميلاً عن نهر الفرات (اطلب تدمر في قاموس الكتاب). وفي ترجمة اليسوعيين «تدمر في أرض البرية». ويقول بعضهم أن إضافة كلمتي «في الأرض» إلى ما قبلهما هي ليظهر أن أرض الموعد من الله لبني إسرائيل امتدت إلى تدمر وكانت تدمر القديمة مركزاً مهماً للتجارة.

مُدُنِ ٱلْمَخَازِنِ (ع 19) تُخزن فيها غلّات الأرض لوقت الاحتياج (تكوين 41: 48).

وَمُدُنَ ٱلْمَرْكَبَاتِ كان له 1400 مركبة و12000 فارس فكان من الضرورة أن يفرقها في مدن المركبات ليكون للخيل مرعى وعلف وخدمة (انظر 4: 26).

وَمَرْغُوبَ سُلَيْمَانَ ما بناه لمجرد مسرته لأجل التسلية ككروم وجنّات وفراديس وأشجار من كل نوع ثمر وبُرك مياه لسقي المغارس المنبتة الشجر (جامعة 2: 4 - 6) وكان له في لبنان أماكن صيفية (نشيد الأناشيد 4: 15) وفي عين جدي بقرب البحر الميت أماكن شتوية.

20 - 25 «20 جَمِيعُ ٱلشَّعْبِ ٱلْبَاقِينَ مِنَ ٱلأَمُورِيِّينَ وَٱلْحِثِّيِّينَ وَٱلْفِرِزِّيِّينَ وَٱلْحِوِّيِّينَ وَٱلْيَبُوسِيِّينَ ٱلَّذِينَ لَيْسُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ، 21 أَبْنَاؤُهُمُ ٱلَّذِينَ بَقُوا بَعْدَهُمْ فِي ٱلأَرْضِ، ٱلَّذِينَ لَمْ يَقْدِرْ بَنُو إِسْرَائِيلَ أَنْ يُحَرِّمُوهُمْ، جَعَلَ عَلَيْهِمْ سُلَيْمَانُ تَسْخِيرَ عَبِيدٍ إِلَى هٰذَا ٱلْيَوْمِ. 22 وَأَمَّا بَنُو إِسْرَائِيلَ فَلَمْ يَجْعَلْ سُلَيْمَانُ مِنْهُمْ عَبِيداً لأَنَّهُمْ رِجَالُ ٱلْقِتَالِ وَخُدَّامُهُ وَأُمَرَاؤُهُ وَثَوَالِثُهُ وَرُؤَسَاءُ مَرْكَبَاتِهِ وَفُرْسَانُهُ. 23 هٰؤُلاَءِ رُؤَسَاءُ ٱلْمُوَكَّلِينَ عَلَى أَعْمَالِ سُلَيْمَانَ خَمْسُ مِئَةٍ وَخَمْسُونَ، ٱلَّذِينَ كَانُوا يَتَسَلَّطُونَ عَلَى ٱلشَّعْبِ ٱلْعَامِلِينَ ٱلْعَمَلَ. 24 وَلٰكِنَّ بِنْتَ فِرْعَوْنَ صَعِدَتْ مِنْ مَدِينَةِ دَاوُدَ إِلَى بَيْتِهَا ٱلَّذِي بَنَاهُ لَهَا. حِينَئِذٍ بَنَى ٱلْقَلْعَةَ. 25 وَكَانَ سُلَيْمَانُ يُصْعِدُ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ فِي ٱلسَّنَةِ مُحْرَقَاتٍ وَذَبَائِحَ سَلاَمَةٍ عَلَى ٱلْمَذْبَحِ ٱلَّذِي بَنَاهُ لِلرَّبِّ، وَكَانَ يُوقِدُ عَلَى ٱلَّذِي أَمَامَ ٱلرَّبِّ. وَأَكْمَلَ ٱلْبَيْتَ».

قضاة 1: 21 - 29 و3: 1 يشوع 15: 63 و17: 12 و13 قضاة 1: 28 و35 تكوين 9: 25 و26 وعزرا 2: 55 - 58 لاويين 25: 39 و2أيام 8: 10 ص 5: 16 ص 3: 1 و7: 8 ع 15 وص 11: 27 و2أيام 32: 5 خروج 23: 14 - 17 وتثنية 16: 16

ٱلْبَاقِينَ مِنَ ٱلأَمُورِيِّينَ (قضاة 1: 21 - 36) وميّز سليمان بينهم وبين بني إسرائيل الذين استخدمهم خدمة شريفة فكانوا أمراء ورؤساء. ولفظة ثوالث تشير أصلاً إلى المركبات لأنه كان في كل مركبة سائق ومحاربان.

بِنْتَ فِرْعَوْنَ (ع 24) (انظر 3: 1).

ٱلْقَلْعَةَ (انظر ع 15). وربما بناء القلعة مذكور هنا لأنه بعدما أكمل بيت ابنة فرعون وصعدت إلى بيتها صار له وقت كافٍ وعملة كافون لأجل بناء القلعة.

ثَلاَثَ مَرَّاتٍ فِي ٱلسَّنَةِ (ع 25) الأعياد الكبيرة أي عيد الفصح وعيد الأسابيع وعيد المظال (2أيام 8: 12 و13) كان مذبح المحرقات في الدار والذي أمام الرب هو مذبح البخور في القدس عند مدخل قدس الأقداس. ولا نستنتج أن سليمان قدّم ذبائح بيده ولا إنه دخل الهيكل لأن ذلك للكهنة فقط بل إنه أَمَرَ ورتّب.

26 - 28 «26 وَعَمِلَ ٱلْمَلِكُ سُلَيْمَانُ سُفُناً فِي عِصْيُونَ جَابِرَ ٱلَّتِي بِجَانِبِ أَيْلَةَ عَلَى شَاطِئِ بَحْرِ سُوفٍ فِي أَرْضِ أَدُومَ. 27 فَأَرْسَلَ حِيرَامُ فِي ٱلسُّفُنِ عَبِيدَهُ ٱلنَّوَاتِيَّ ٱلْعَارِفِينَ بِٱلْبَحْرِ مَعَ عَبِيدِ سُلَيْمَانَ، 28 فَأَتَوْا إِلَى أُوفِيرَ، وَأَخَذُوا مِنْ هُنَاكَ ذَهَباً أَرْبَعَ مِئَةِ وَزْنَةٍ وَعِشْرِينَ وَزْنَةً، وَأَتَوْا بِهَا إِلَى ٱلْمَلِكِ سُلَيْمَانَ».

ص 22: 48 عدد 33: 35 وتثنية 2: 8 ص 5: 6 و9 و10: 11 و1أيام 29: 4

عِصْيُونَ جَابِرَ مدينة على خليج العقبة في بحر سوف أو البحر الأحمر. وأبلة بجانبها. وكانت محطة من محطات بني إسرائيل (عدد 33: 35) وانكسرت فيها عمارة يهوشافاط (1ملوك 22: 48).

فِي أَرْضِ أَدُومَ في (2صموئيل 8: 14) إن داود جعل في أدوم محافظين وكان جميع الأدوميين عبيداً لداود. اي لم تنضم أدوم إلى إسرائيل ولكنها صارت تحت حكمهم.

فَأَرْسَلَ حِيرَامُ فِي ٱلسُّفُنِ عَبِيدَهُ أي أرسل عبيده النواتي ليكونوا في السفن. ولا شك في أن السفن نفسها عملت في عصيون جابر وربما حيرام أرسل أخشاباً لأجلها. وربما أرسلها على طريق برزخ السويس.

أُوفِيرَ (ع 28) يقول بعضهم إن أوفير كانت في إفريقية الشرقية وغيرهم إنها في الهند. وأما الأكثرون فيقولون إنها في بلاد العرب.

أَرْبَعَ مِئَةِ وَزْنَةٍ وَعِشْرِينَ وَزْنَةً وقيمتها نحو 2،250،000 ليرة إنكليزية. وربما هذا المقدار العظيم ليس ما أتوا به كل سنة بل هو مجموع ما أتوا به. وفي (2أيام 8: 18) أربع مئة وخمسون وزنة ولعل ثلاثين وزنة منها كانت لحيرام. ولا نعرف ماذا أخذوا من أرض سليمان إلى أوفير ليشتروا به الذهب وغيره.

فوائد

  1. ع 2 «تراءى لسليمان ثانية» الإنذار

    (1) الإنذار من المحبة وهو أعظم بركة. ويجب أن نشكر من يبيّن لنا أننا تائهون عن الطريق (2) الإنذار من الصبر. لا يقطعنا الرب عن رحمته حتى ينذرنا ويعطينا فرصة للتوبة. كان بين بناء الهيكل وسقوطه 400 سنة (3) الإنذار من قداسة الله. لأنه لا يقدر أن يغضّ النظر عن الخطية (4) الإنذار وقتي. ومن لا ينتبه إليه يهلك. وربما لم يتراء الرب لسليمان بعد هذه المرة.

  2. ع 8 «يكون عبرة»

    (1) عبرة لأنه كان عالياً جميلاً ثميناً وصار خراباً. (2) عبرة لأن الرب كان قد مجده وحلّ فيه فتركه (3) عبرة لأن سقوطه ليس من الرب بل من شعبه. فإن الرب لم يتغيّر بل شعبه رفضوه وتركوه وسجدوا لغيره. وأعظم عدوّ للإنسان نفسه.

  3. ع 19 «ومرغوب سليمان الذي رغب أن يبنيه» له مدح:

    (1) لأنه كان بانياً وليس مخرباً (2) لأنه بنى بالحكمة وللشعب وليس لنفسه فقط (3) لأنه بنى بيت الرب أولاً. وعليه لوم:

    (1) لأنه تجاوز الحدّ فأكثر من الخيل والمركبات والنساء والأبنية وثقّل على شعبه بنفقاته المفرطة (2) لأنه أعطى المكان الأول في قلبه للذات الجسدية والمجد الفاني ونسي الرب (3) لأنه اتكل على المال والمركبات والفرسان والحصون وظنّ أن مملكته تثبت بها ولم يهتم لحفظ وصايا الرب.

اَلأَصْحَاحُ ٱلْعَاشِرُ

1 - 13 «1 وَسَمِعَتْ مَلِكَةُ سَبَا بِخَبَرِ سُلَيْمَانَ لِمَجْدِ ٱلرَّبِّ، فَأَتَتْ لِتَمْتَحِنَهُ بِمَسَائِلَ. 2 فَأَتَتْ إِلَى أُورُشَلِيمَ بِمَوْكِبٍ عَظِيمٍ جِدّاً، بِجِمَالٍ حَامِلَةٍ أَطْيَاباً وَذَهَباً كَثِيراً جِدّاً وَحِجَارَةً كَرِيمَةً. وَأَتَتْ إِلَى سُلَيْمَانَ وَكَلَّمَتْهُ بِكُلِّ مَا كَانَ بِقَلْبِهَا. 3 فَأَخْبَرَهَا سُلَيْمَانُ بِكُلِّ كَلاَمِهَا. لَمْ يَكُنْ أَمْرٌ مَخْفِيّاً عَنِ ٱلْمَلِكِ لَمْ يُخْبِرْهَا بِهِ. 4 فَلَمَّا رَأَتْ مَلِكَةُ سَبَا كُلَّ حِكْمَةِ سُلَيْمَانَ وَٱلْبَيْتَ ٱلَّذِي بَنَاهُ 5 وَطَعَامَ مَائِدَتِهِ وَمَجْلِسَ عَبِيدِهِ وَمَوْقِفَ خُدَّامِهِ وَمَلاَبِسَهُمْ وَسُقَاتَهُ وَمُحْرَقَاتِهِ ٱلَّتِي كَانَ يُصْعِدُهَا فِي بَيْتِ ٱلرَّبِّ، لَمْ يَبْقَ فِيهَا رُوحٌ بَعْدُ. 6 فَقَالَتْ لِلْمَلِكِ: صَحِيحاً كَانَ ٱلْخَبَرُ ٱلَّذِي سَمِعْتُهُ فِي أَرْضِي عَنْ أُمُورِكَ وَعَنْ حِكْمَتِكَ. 7 وَلَمْ أُصَدِّقِ ٱلأَخْبَارَ حَتَّى جِئْتُ وَأَبْصَرَتْ عَيْنَايَ، فَهُوَذَا ٱلنِّصْفُ لَمْ أُخْبَرْ بِهِ. زِدْتَ حِكْمَةً وَصَلاَحاً عَلَى ٱلْخَبَرِ ٱلَّذِي سَمِعْتُهُ. 8 طُوبَى لِرِجَالِكَ وَطُوبَى لِعَبِيدِكَ هٰؤُلاَءِ ٱلْوَاقِفِينَ أَمَامَكَ دَائِماً ٱلسَّامِعِينَ حِكْمَتَكَ. 9 لِيَكُنْ مُبَارَكاً ٱلرَّبُّ إِلٰهُكَ ٱلَّذِي سُرَّ بِكَ وَجَعَلَكَ عَلَى كُرْسِيِّ إِسْرَائِيلَ. لأَنَّ ٱلرَّبَّ أَحَبَّ إِسْرَائِيلَ إِلَى ٱلأَبَدِ جَعَلَكَ مَلِكاً، لِتُجْرِيَ حُكْماً وَبِرّاً. 10 وَأَعْطَتِ ٱلْمَلِكَ مِئَةً وَعِشْرِينَ وَزْنَةَ ذَهَبٍ وَأَطْيَاباً كَثِيرَةً جِدّاً وَحِجَارَةً كَرِيمَةً. لَمْ يَأْتِ بَعْدُ مِثْلُ ذٰلِكَ ٱلطِّيبِ فِي ٱلْكَثْرَةِ ٱلَّتِي أَعْطَتْهُ مَلِكَةُ سَبَا لِلْمَلِكِ سُلَيْمَانَ. 11 وَكَذَا سُفُنُ حِيرَامَ ٱلَّتِي حَمَلَتْ ذَهَباً مِنْ أُوفِيرَ أَتَتْ مِنْ أُوفِيرَ بِخَشَبِ ٱلصَّنْدَلِ كَثِيراً جِدّاً وَبِحِجَارَةٍ كَرِيمَةٍ. 12 فَعَمِلَ سُلَيْمَانُ خَشَبَ ٱلصَّنْدَلِ دَرَابَزِيناً لِبَيْتِ ٱلرَّبِّ وَبَيْتِ ٱلْمَلِكِ، وَأَعْوَاداً وَرَبَاباً لِلْمُغَنِّينَ. لَمْ يَأْتِ وَلَمْ يُرَ مِثْلُ خَشَبِ ٱلصَّنْدَلِ ذٰلِكَ إِلَى هٰذَا ٱلْيَوْمِ. 13 وَأَعْطَى ٱلْمَلِكُ سُلَيْمَانُ لِمَلِكَةِ سَبَا كُلَّ مُشْتَهَاهَا ٱلَّذِي طَلَبَتْ، عَدَا مَا أَعْطَاهَا إِيَّاهُ حَسَبَ كَرَمِ ٱلْمَلِكِ سُلَيْمَانَ. فَٱنْصَرَفَتْ وَذَهَبَتْ إِلَى أَرْضِهَا هِيَ وَعَبِيدُهَا».

2أيام 9: 1 الخ متّى 12: 42 تكوين 10: 7 و28 ومزمور 72: 10 و15 قضاة 14: 12 - 14 ومزمور 49: 4 ع 10 و1أيام 26: 16 ص 5: 7 و1أيام 17: 22 و2أيام 2: 11 و2صموئيل 8: 15 و23: 3 ع 2 ص 9: 27 و28

سَبَا في اليمن من بلاد العرب وليس في بلاد الحبش في أفريقية كما يظن بعضهم. في الأصل العبراني هنا «شبا» ولكن سبا أصح كما يظهر من مراجعة الآيات التي ذُكرت فيها والكتابات والنقود القديمة. وفي الكتابات القديمة أن مملكة سبا اشتهرت بكثرة الذهب والأطياب والحجارة الكريمة. وكان للنساء فيها اعتبار خصوصي وبعضهن تبوأنَ العرش. وذُكرت سابقاً أسفار سفن سليمان إلى أوفير التي كانت في بلاد العرب على الأرجح. ولا شك أنه كان يوجد علاقات تجارية بين العرب وأرض اليهود. فسمعت الملكة خبر غنى سليمان ومجده وأبنيته وحكمته. والقول لمجد الرب يشير إلى أن حكمته وقدرته ونجاحه كانت منسوبة إلى الرب الذي أعطاه كل شيء. وكان بناءه الأعظم الهيكل الذي بُني لمجد الرب.

لِتَمْتَحِنَهُ بِمَسَائِلَ يظن بعضهم إن هذه المسائل كانت من نوع الألغاز أو الأحاجي. قال يسوع «إن مَلِكَةُ ٱلتَّيْمَنِ (أي الجنوب) أَتَتْ مِنْ أَقَاصِي ٱلأَرْضِ لِتَسْمَعَ حِكْمَةَ سُلَيْمَانَ» (متّى 12: 42). «طُوبَى لِعَبِيدِكَ... ٱلسَّامِعِينَ حِكْمَتَكَ. لِيَكُنْ مُبَارَكاً ٱلرَّبُّ » (ع 8 و9). فنستنتج أن غايتها كانت أن تستفيد فوائد روحية جوهرية وليس التسلية فقط.

أَطْيَاباً وَذَهَباً (ع 2) قال المؤرخ سترابو إن السبائيين القدماء كانوا أغنياء جداً بالذهب فكانوا يعملون منه بعض الآنية وكانوا يغَشون به حيطان بيوتهم وأبوابها.

كُلِّ مَا كَانَ بِقَلْبِهَا كانت امرأة فاضلة ذكية راغبة في العلم والارتقاء. وربما كانت تتأمل كثيراً في أمور الحياة هنا وفي الآخرة ولم تجد في بلادهها أحداً قادراً على حلّ هذه المشاكل. فلما سمعت خبر حكمة سليمان قصدته ولو كلّفها السفر تعباً ومالاً.

فَأَخْبَرَهَا سُلَيْمَانُ بِكُلِّ كَلاَمِهَا (ع 3) أي أجابها عن كل سؤالاتها وكان سليمان متعلماً شريعة الرب وأقوال جميع العلماء في عصره ومختبراً أمور الحياة ومقتدراً في الكلام كما نعرف من أسفاره القانونية.

لَمْ يَكُنْ أَمْرٌ مَخْفِيّاً عَنِ ٱلْمَلِكِ أي لم يكن سؤال إلا وعرف الجواب عنه ولم يكن مشكل إلا ورأى حلّه.

وَمَجْلِسَ عَبِيدِهِ (ع 5) وزراءه ورؤساءه الذين جلسوا على مائدته حسب رتبهم.

وَمَوْقِفَ خُدَّامِهِ الذين خدموا الجالسين إلى المائدة. فكانت خدمتهم وملابسهم بغاية الجمال والترتيب.

وَمُحْرَقَاتِهِ تعجبت من كثرتها ونظامها (9: 25) وربما سألت عن غاية المحرقات والأمور المرموز إليها.

لَمْ يَبْقَ فِيهَا رُوحٌ بَعْدُ تعجبت وسكتت ولم تقدر أن تعترض على شيء ورأت أن كل ما عندها من الحكمة ومن الغنى كلا شيء بالنسبة إلى ما كان لسليمان.

ٱلنِّصْفُ لَمْ أُخْبَرْ بِهِ (ع 7) غالباً الخبر يزيد عن الحقيقة فلا نصدقه كل التصديق. وأما أمور الله فلا يمكن أن خبرها يزيد عن حقيقتها (1كورنثوس 2: 9) وبلا ريب يقول كل من المفديين في السماء إن النصف لم يُخبر به. والصلاح هنا بمعنى حسن التدبير والاتقان.

طُوبَى لِرِجَالِكَ (ع 8) كأنها اشتهت أن تكون خادمة للملك لتسمع حكمته. انظر قول المرنم «ٱخْتَرْتُ ٱلْوُقُوفَ عَلَى ٱلْعَتَبَةِ فِي بَيْتِ إِلٰهِي عَلَى ٱلسَّكَنِ فِي خِيَامِ ٱلأَشْرَارِ» (مزمور 84: 10).

لِيَكُنْ مُبَارَكاً ٱلرَّبُّ (ع 9) لا نستنتج من قولها أنها قبلت دين اليهود. لأنه يمكن أحد عبدة الأوثان أن يقرّ بوجود إله غير إلهه ويمدحه.

مِئَةً وَعِشْرِينَ وَزْنَةَ ذَهَبٍ (ع 10) مقدار تقدمة حيرام (9: 14) أي نحو 720000 ليرة إنكليزية.

سُفُنُ حِيرَامَ (ع 11) وهي السفن المذكورة سابقاً (9: 26 - 28). عمل سليمان السفن وأرسل حيرام عبيده النواتي مع عبيد سليمان.

خَشَبِ ٱلصَّنْدَلِ خشب أحمر ثمين ذكي الرائحة يؤتى به من الهند.

عَدَا مَا أَعْطَاهَا إِيَّاهُ (ع 13) عوّضها مما أعطته وزيادة. وأعطاها كل ما طلبت منه.

فَٱنْصَرَفَتْ لاحظ بعضهم أنها لم تتمسك بالدين اليهودي وهو لم يدخل بلادها. كأن سليمان قصر عن شيء من واجباته نحوها. ولا نرى في العهد القديم تبشير الأمم إلا نادراً كإرسال يونان إلى نينوى وإيليا إلى صرفة وشفاء نعمان.

14 - 22 «14 وَكَانَ وَزْنُ ٱلذَّهَبِ ٱلَّذِي أَتَى سُلَيْمَانَ فِي سَنَةٍ وَاحِدَةٍ سِتَّ مِئَةٍ وَسِتّاً وَسِتِّينَ وَزْنَةَ ذَهَبٍ. 15 مَا عَدَا ٱلَّذِي مِنْ عِنْدِ ٱلتُّجَّارِ وَتَجَارَةِ ٱلتُّجَّارِ وَجَمِيعِ مُلُوكِ ٱلْعَرَبِ وَوُلاَةِ ٱلأَرْضِ. 16 وَعَمِلَ ٱلْمَلِكُ سُلَيْمَانُ مِئَتَيْ تُرْسٍ مِنْ ذَهَبٍ مُطَرَّقٍ، خَصَّ ٱلتُّرْسَ ٱلْوَاحِدَ سِتُّ مِئَةِ شَاقِلٍ مِنَ ٱلذَّهَبِ. 17 وَثَلاَثَ مِئَةِ مِجَنٍّ مِنْ ذَهَبٍ مُطَرَّقٍ. خَصَّ ٱلْمِجَنَّ ثَلاَثَةُ أَمْنَاءٍ مِنَ ٱلذَّهَبِ. وَجَعَلَهَا سُلَيْمَانُ فِي بَيْتِ وَعْرِ لُبْنَانَ. 18 وَعَمِلَ ٱلْمَلِكُ كُرْسِيّاً عَظِيماً مِنْ عَاجٍ وَغَشَّاهُ بِذَهَبٍ إِبْرِيزٍ. 19 وَلِلْكُرْسِيِّ سِتُّ دَرَجَاتٍ. وَلِلْكُرْسِيِّ رَأْسٌ مُسْتَدِيرٌ مِنْ وَرَائِهِ، وَيَدَانِ مِنْ هُنَا وَمِنْ هُنَاكَ عَلَى مَكَانِ ٱلْجُلُوسِ، وَأَسَدَانِ وَاقِفَانِ بِجَانِبِ ٱلْيَدَيْنِ. 20 وَٱثْنَا عَشَرَ أَسَداً وَاقِفَةً هُنَاكَ عَلَى ٱلدَّرَجَاتِ ٱلسِّتِّ مِنْ هُنَا وَمِنْ هُنَاكَ. لَمْ يُعْمَلْ مِثْلُهُ فِي جَمِيعِ ٱلْمَمَالِكِ. 21 وَجَمِيعُ آنِيَةِ شُرْبِ ٱلْمَلِكِ سُلَيْمَانَ مِنْ ذَهَبٍ، وَجَمِيعُ آنِيَةِ بَيْتِ وَعْرِ لُبْنَانَ مِنْ ذَهَبٍ خَالِصٍ. لاَ فِضَّةَ. هِيَ لَمْ تُحْسَبْ شَيْئاً فِي أَيَّامِ سُلَيْمَانَ. 22 لأَنَّهُ كَانَ لِلْمَلِكِ فِي ٱلْبَحْرِ سُفُنُ تَرْشِيشَ مَعَ سُفُنِ حِيرَامَ. فَكَانَتْ سُفُنُ تَرْشِيشَ تَأْتِي مَرَّةً فِي كُلِّ ثَلاَثِ سَنَوَاتٍ. أَتَتْ سُفُنُ تَرْشِيشَ حَامِلَةً ذَهَباً وَفِضَّةً وَعَاجاً وَقُرُوداً وَطَوَاوِيسَ».

2أيام 9: 13 - 28 ص 14: 26 - 28 و2أيام 12: 9 و10 ص 7: 2 ع 22 ومزمور 45: 8 ص 9: 26 - 28 و22: 48

سِتَّ مِئَةٍ وَسِتّاً وَسِتِّينَ وَزْنَةَ الوزنة 3000 شاقل والشاقل يعادل نحو ليرتين إنكليزيتين فتعادل 666 وزنة نحو 4،000،000 ليرة. فلا شك أن سليمان كان من أغنى ملوك عصره. غير أن المقدار المذكور ربما لم يكن دخله في كل سنة بل في إحدى السنين.

ٱلتُّجَّارِ وَتَجَارَةِ ٱلتُّجَّارِ (ع 15) ربما كان له تجار وكلاء أخذوا منه رأس مالهم وأعطوه قسماً من الربح. وكان قد بنى مدناً على طرق التجار كتدمر وربما كان الواصل له من تجارة التجار ضريبة مرور أو أجرة خانات أو رسوم كمرك على البضائع. والملك الذي يتعاطى التجارة يقدر أن يربح ربحاً عظيماً لأن كل شيء بيده ولا يقدر أحد أن يسابقه.

مُلُوكِ ٱلْعَرَبِ شيوخ العرب وربما أدوا لسليمان من مواشيهم (2أيام 17: 11).

وُلاَةِ ٱلأَرْضِ ربما هم الرؤساء المذكورون في (4: 2 - 19) وكانوا يجمعون من محصولات الأرض لأجل إطعام بيت الملك وعلف خيله.

ذَهَبٍ مُطَرَّقٍ (ع 16) لا شك أن الأتراس كانت مغشاة بالذهب وليس كلها من ذهب. وقيمة ست مئة شاقل نحو 1200 ليرة إنكليزية. وخصّ المِجن ثلاثة أمناء من ذهب. ومئة شاقل تعادل مناً (2أيام 9: 16). (اطلب سلاح في قاموس الكتاب) والظاهر من هذه الآية أن الترس أكبر من المِجن. وهذه الأتراس وهذه المجان الذهبية أخذها شيشق ملك مصر (14: 25 و26) لأن ذهبها حرّك طمعه. فكان الضرر منها أكثر من النفع.

فِي بَيْتِ وَعْرِ لُبْنَانَ ربما علّقوها في الأعمدة الكثيرة وأنزلوها لأجل احتفالات غير اعتيادية (حزقيال 27: 10 و11 وإشعياء 22: 8).

مِنْ عَاجٍ (ع 18) مغشّى بعاج كبيت العاج الذي بناه أخاب (1ملوك 22: 39) وبين ألواح العاج الواحد ذهب.

رَأْسٌ مُسْتَدِيرٌ (ع 19) ربما على شكل قبة فوق الجالس على الكرسي والقائم تحت هذه القبة كان وراء الكرسي. وكان للكرسي موطئ من ذهب (2أيام 9: 18).

ٱثْنَا عَشَرَ أَسَداً (ع 20) وبما أن الأسد ملك الوحوش فتمثاله كثير الوجود في ما يختص بالملوك. فيُرى هكذا في الصور القديمة. ونفهم أن عدد الأسود اثنا عشر فقط وليس أربعة عشر لأن الأسدين الواقفين بين يدي الكرسي هما الإثنان الواقفان على الدرجة العليا من الست الدرجات.

آنِيَةِ شُرْبِ... مِنْ ذَهَبٍ كان بعض الملوك القدماء يستعملون الذهب لآنية بيوتهم كسردنا بالوس الذي كان له 150 تختاً من ذهب و150 مائدة الخ. ويقال أن اسكندر الكبير حينما افتتح أكبتانا عاصمة مادي أخذ 120000 وزنة من الذهب (أو نحو 720 مليون ليرة إنكليزية!).

سُفُنُ تَرْشِيشَ (ع 22) الأرجح أن السفن المذكورة هنا هي المذكورة في (9: 26 - 28). وفي ع 11 وكانت تسير إلى أوفير وتأتي بالذهب وخشب الصندل والحجارة الكريمة. موضع ترشيش مجهول. يقول بعضهم أنها كانت في أسبانيا أو قرطاجنة في شمالي أفريقيا. ويقول بعضهم بوجود مدينتين إحداهما في الشرق والأخرى في الغرب. ونستنتج من أقوال الكتاب أنها كانت بعيدة وكانت سفنها كبيرة ولعل الاسم أُطلق على جميع السفن الكبيرة إن كان سيرها إلى ترشيش أو إلى مكان آخر (اطلب ترشيش في قاموس الكتاب) ونلاحظ ذكر قرود وطواويس مع الأشياء الثمينة كالذهب والفضة والعاج فنستنتج من ذكرها وجود شيء من الترفه والشبع والملل يسوق الناس إلى طلب أشياء جديدة ووسائل غريبة للتسلية.

23 - 25 «23 فَتَعَاظَمَ ٱلْمَلِكُ سُلَيْمَانُ عَلَى كُلِّ مُلُوكِ ٱلأَرْضِ فِي ٱلْغِنَى وَٱلْحِكْمَةِ. 24 وَكَانَتْ كُلُّ ٱلأَرْضِ مُلْتَمِسَةً وَجْهَ سُلَيْمَانَ لِتَسْمَعَ حِكْمَتَهُ ٱلَّتِي جَعَلَهَا ٱللّٰهُ فِي قَلْبِهِ. 25 وَكَانُوا يَأْتُونَ كُلُّ وَاحِدٍ بِهَدِيَّتِهِ، بِآنِيَةِ فِضَّةٍ وَآنِيَةِ ذَهَبٍ وَحُلَلٍ وَسِلاَحٍ وَأَطْيَابٍ وَخَيْلٍ وَبِغَالٍ سَنَةً فَسَنَةً».

ص 3: 12 و13 و4: 30 ص 3: 9 و12 و28

فِي ٱلْغِنَى وَٱلْحِكْمَةِ في الأول اختار سليمان الحكمة فأعطاه الله الحكمة والغنى.

وَكَانَتْ كُلُّ ٱلأَرْضِ مُلْتَمِسَةً كل الممالك المجاورة. ونعرف أيضاً من التواريخ القديمة أن المملكتين العظيمتين وهما أشور ومصر كانتا في زمن سليمان في حال الانحطاط.

كُلُّ وَاحِدٍ بِهَدِيَّتِهِ والظاهر أن الهدية كانت على سبيل جزية وكانت على نوع ما إجبارية لأنهم أتوا بها سنة فسنة.

26 - 29 «26 وَجَمَعَ سُلَيْمَانُ مَرَاكِبَ وَفُرْسَاناً. فَكَانَ لَهُ أَلْفٌ وَأَرْبَعُ مِئَةِ مَرْكَبَةٍ وَٱثْنَا عَشَرَ أَلْفَ فَارِسٍ، فَأَقَامَهُمْ فِي مُدُنِ ٱلْمَرَاكِبِ وَمَعَ ٱلْمَلِكِ فِي أُورُشَلِيمَ. 27 وَجَعَلَ ٱلْمَلِكُ ٱلْفِضَّةَ فِي أُورُشَلِيمَ مِثْلَ ٱلْحِجَارَةِ، وَجَعَلَ ٱلأَرْزَ مِثْلَ ٱلْجُمَّيْزِ ٱلَّذِي فِي ٱلسَّهْلِ فِي ٱلْكَثْرَةِ. 28 وَكَانَ مَخْرَجُ ٱلْخَيْلِ ٱلَّتِي لِسُلَيْمَانَ مِنْ مِصْرَ. وَجَمَاعَةُ تُجَّارِ ٱلْمَلِكِ أَخَذُوا جَلِيبَةً بِثَمَنٍ. 29 وَكَانَتِ ٱلْمَرْكَبَةُ تَصْعَدُ وَتَخْرُجُ مِنْ مِصْرَ بِسِتِّ مِئَةِ شَاقِلٍ مِنَ ٱلْفِضَّةِ وَٱلْفَرَسُ بِمِئَةٍ وَخَمْسِينَ. وَهٰكَذَا لِجَمِيعِ مُلُوكِ ٱلْحِثِّيِّينَ وَمُلُوكِ أَرَامَ كَانُوا يُخْرِجُونَ عَنْ يَدِهِمْ».

ص 4: 26 و2أيام 1: 14 - 17 و9: 25 ص 9: 19 و2أيام 1: 15 و2أيام 1: 16 و9: 28 و2ملوك 7: 6 و7

أَلْفٌ وَأَرْبَعُ مِئَةِ مَرْكَبَةٍ (انظر 4: 26 وتفسيره). وربما غايته العظمى في تكثير الخيل الافتخار والمجد وليست الحرب.

ٱلْجُمَّيْزِ ٱلَّذِي فِي ٱلسَّهْلِ السهل الغربي الممتد من أرض يهوذا إلى البحر (اطلب جميّز في قاموس الكتاب).

وَكَانَ مَخْرَجُ ٱلْخَيْلِ... مِنْ مِصْرَ وفي (2أيام 9: 28) من مصر ومن جميع الأراضي. وهنا إشارة إلى تجارة سليمان بالخيل. وإذا كان ملك يتعاطى نوعاً من التجارة لا يقدر غيره أن يتاجر به.

ٱلْمَرْكَبَةُ بِسِتِّ مِئَةِ شَاقِلٍ مِنَ ٱلْفِضَّةِ نحو ستين ليرة إنكليزية. والمركبة هي رأسان أو ثلاثة من الخيل وعربة وعدّتها. وثمن فرس أي فرس للركوب 150 شاقلاً أو 15 ليرة. ومن جهة كثرة الخيل في مصر (انظر خروج 14: 9 وتثنية 17: 16 و2ملوك 7: 6 وحزقيال 17: 15).

ٱلْحِثِّيِّينَ ممالك صغيرة بين نهر الفرات في الشرق والشام وحماه في الغرب. وأعظم مدنها كركميش أي جرابلس الحالية وقادش. وكانت أرام تشتمل أحياناً على أرض الحثيين وامتدت إلى شرقي نهر الفرات ونهر الدجلة. ومن أجزائها أرام النهرين أو فدان أرام وأرام معكة وأرام بيت رحوب وأرام صوبة. واتحدت هذه الأجزاء بها تحت رئاسة دمشق.

فوائد

  1. ع 1 «ملكة سبا وسليمان. نحن والمسيح»

    (1) أتت من أرض بعيدة لتسمع حكمة سليمان. وأما المسيح فهو معنا في كل مكان وزمان وكلامه بين أيدينا أي الكتاب المقدس (2) كان لسليمان جزء من الحكمة وأما المسيح فمذخّر فيه جميع كنوز الحكمة والعلم (3) استقبلها سليمان وكرمها لكونها ملكة. وأما المسيح فيقبل كل من يُقبل إليه مهما كان فقيراً أو حقيراً (4) تكلم سليمان في أمر هذا العالم وأما المسيح فيُرينا أموراً آتية وطريق الحياة الأبدية (5) كلمته بكل ما في قلبها. وأما المسيح فهو يعلن لنا ما في قلوبنا. (6) قالت: النصف لم أخبَر به. وأما المسيح فهو يفوق المعرفة وغناه أكثر جداً من كل ما نصوّره أو نفتكر به. أتت من أقاصي الأرض فكم بالحري يجب علينا نحن أن نأتي إلى المسيح.

  2. ع 24 «تعاظم سليمان في الغنى»

    (1) غنى وقتي تمتع به كذا وكذا من السنين ومات ولم يأخذ معه شيئاً بل كان موته كموت الفقير (2) غنى للجسد. وبعدما شبع من الأكل واكتفى من اللباس كان كالباقين من الناس (3) غنى لنفسه. فافتقر كثيرون وتعب كثيرون ليستغني واحد. وبعدما مات لم يتذكر شعبه إلا أنه ثقل نيرهم (4) غنى تحوّل إلى الخسارة الروحية والابتعاد عن الله.

اَلأَصْحَاحُ ٱلْحَادِي عَشَرَ

1 - 8 «1 وَأَحَبَّ ٱلْمَلِكُ سُلَيْمَانُ نِسَاءً غَرِيبَةً كَثِيرَةً مَعَ بِنْتِ فِرْعَوْنَ: مُوآبِيَّاتٍ وَعَمُّونِيَّاتٍ وَأَدُومِيَّاتٍ وَصَيْدُونِيَّاتٍ وَحِثِّيَّاتٍ 2 مِنَ ٱلأُمَمِ ٱلَّذِينَ قَالَ عَنْهُمُ ٱلرَّبُّ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ: لاَ تَدْخُلُونَ إِلَيْهِمْ وَهُمْ لاَ يَدْخُلُونَ إِلَيْكُمْ، لأَنَّهُمْ يُمِيلُونَ قُلُوبَكُمْ وَرَاءَ آلِهَتِهِمْ. فَٱلْتَصَقَ سُلَيْمَانُ بِهٰؤُلاَءِ بِٱلْمَحَبَّةِ. 3 وَكَانَتْ لَهُ سَبْعُ مِئَةٍ مِنَ ٱلنِّسَاءِ ٱلسَّيِّدَاتِ، وَثَلاَثُ مِئَةٍ مِنَ ٱلسَّرَارِيِّ. فَأَمَالَتْ نِسَاؤُهُ قَلْبَهُ. 4 وَكَانَ فِي زَمَانِ شَيْخُوخَةِ سُلَيْمَانَ أَنَّ نِسَاءَهُ أَمَلْنَ قَلْبَهُ وَرَاءَ آلِهَةٍ أُخْرَى، وَلَمْ يَكُنْ قَلْبُهُ كَامِلاً مَعَ ٱلرَّبِّ إِلٰهِهِ كَقَلْبِ دَاوُدَ أَبِيهِ. 5 فَذَهَبَ سُلَيْمَانُ وَرَاءَ عَشْتُورَثَ إِلٰهَةِ ٱلصَّيْدُونِيِّينَ وَمَلْكُومَ رِجْسِ ٱلْعَمُّونِيِّينَ. 6 وَعَمِلَ سُلَيْمَانُ ٱلشَّرَّ فِي عَيْنَيِ ٱلرَّبِّ، وَلَمْ يَتْبَعِ ٱلرَّبَّ تَمَاماً كَدَاوُدَ أَبِيهِ. 7 حِينَئِذٍ بَنَى سُلَيْمَانُ مُرْتَفَعَةً لِكَمُوشَ رِجْسِ ٱلْمُوآبِيِّينَ عَلَى ٱلْجَبَلِ ٱلَّذِي تُجَاهَ أُورُشَلِيمَ، وَلِمُولَكَ رِجْسِ بَنِي عَمُّونَ. 8 وَهٰكَذَا فَعَلَ لِجَمِيعِ نِسَائِهِ ٱلْغَرِيبَاتِ ٱللَّوَاتِي كُنَّ يُوقِدْنَ وَيَذْبَحْنَ لآلِهَتِهِنَّ».

تثنية 7: 17 ونحميا 13: 23 - 27 خروج 23: 31 - 33 و34: 12 - 16 و2صموئيل 3: 2 - 5 و5: 13 - 16 ص 9: 4 قضاة 2: 13 و10: 6 و1صموئيل 7: 3 و4 ع 7 عدد 21: 29 وقضاة 11: 24 و2ملوك 23: 13 لاويين 20: 2 - 5 و2ملوك 23: 10 وأعمال 7: 43

إن الشريعة نهت الملك عن ثلاثة أمور (1) تكثير الخيل (2) تكثير الفضة والذهب (3) تكثير النساء (تثنية 17: 16 و17) وفي الأصحاح السابق ذِكر مخالفة سليمان الشريعة في أمرين أي تكثير الخيل وتكثير الذهب وهنا ذكر مخالفته في الأمر الثالث. وربما غايته في تكثير النساء الافتخار وحب المجد العالمي لأن جميع الملوك كانوا يكثرون من النساء فقصد سليمان أن يسبقهم في هذا الأمر كما سبقهم في الغنى والمجد. ومما زاد في خطيئة سليمان أن نساءه كن غريبات أي أجنبيات ووثنيات. وربما أن سليمان بعد معاشرته رؤساء الأمم وهم من أديان مختلفة اعتاد نوعاً من الحرية أو التوسع في الدين. وربما لم يترك عبادة الرب وتقديم الذبائح له (9: 25) ولكنه سمح لنسائه أن يعبدن آلهتهن وبنى لها معابد ليرضيهن. كان الموآبيون والعمونيون والأدوميون في الشرق والصيدونيون في الغرب على شط البحر والحثيون في الشمال في جوار حماه.

فِي زَمَانِ شَيْخُوخَةِ سُلَيْمَانَ (ع 4) حينما مات كان له من العمر نحو 60 سنة. وربما في الوقت المذكور لم يتجاوز خمسين سنة ولكنه كان شيخاً لأنه قد شبع من جميع الخيرات الجسدية وربما كان قد وصل إلى درجة الانحطاط الجسدي والعقلي. ويمكننا أن نتصور ذلك الجمهور العظيم من النساء الأجنبيات مع أتباعهن وكلامهن وأصواتهن القبيحة بلغاتهم الغريبة وبينهن ذلك الرجل الضعيف لا يقدر أن يقاومهن مهما طلبن منه. فقد زال المجد. وعشتروث (ع 5) إلاهة الصدونيين وهي مؤنث بعل إله الشمس فكانت إلاهة القمر أو النجوم. وملكوم (ع 5) أو مولك (ع 7) كان إله النار. وقدم له عبدته ذبائح من البشر. فكانوا يعبرون أولادهم له في النار أي كانوا يحرقونهم (2أيام 28: 3 وإرميا 7: 31). وكان كموش إله الموآبيين والعمونيين أيضاً (قضاة 11: 24) وكركميش مدينة الحثيين وهي جرابلس الحالية وهي قلعة كموش. والجبل الذي تجاه أورشليم هو جبل الزيتون فكان بناء تلك المعابد إهانة للرب علانية.

يُوقِدْنَ وَيَذْبَحْنَ (ع 8) ربما أن سليمان لم يوقد ولا ذبح للأصنام ولكنه سمح بهذه العبادة وبنى المعابد.

9 - 13 «9 فَغَضِبَ ٱلرَّبُّ عَلَى سُلَيْمَانَ لأَنَّ قَلْبَهُ مَالَ عَنِ ٱلرَّبِّ إِلٰهِ إِسْرَائِيلَ ٱلَّذِي تَرَاءَى لَهُ مَرَّتَيْنِ، 10 وَأَوْصَاهُ فِي هٰذَا ٱلأَمْرِ أَنْ لاَ يَتَّبِعَ آلِهَةً أُخْرَى. فَلَمْ يَحْفَظْ مَا أَوْصَى بِهِ ٱلرَّبُّ. 11 فَقَالَ ٱلرَّبُّ لِسُلَيْمَانَ: مِنْ أَجْلِ أَنَّ ذٰلِكَ عِنْدَكَ، وَلَمْ تَحْفَظْ عَهْدِي وَفَرَائِضِيَ ٱلَّتِي أَوْصَيْتُكَ بِهَا، فَإِنِّي أُمَزِّقُ ٱلْمَمْلَكَةَ عَنْكَ تَمْزِيقاً وَأُعْطِيهَا لِعَبْدِكَ. 12 إِلاَّ إِنِّي لاَ أَفْعَلُ ذٰلِكَ فِي أَيَّامِكَ، مِنْ أَجْلِ دَاوُدَ أَبِيكَ، بَلْ مِنْ يَدِ ٱبْنِكَ أُمَزِّقُهَا. 13 عَلَى أَنِّي لاَ أُمَزِّقُ مِنْكَ ٱلْمَمْلَكَةَ كُلَّهَا، بَلْ أُعْطِي سِبْطاً وَاحِداً لابْنِكَ، لأَجْلِ دَاوُدَ عَبْدِي، وَلأَجْلِ أُورُشَلِيمَ ٱلَّتِي ٱخْتَرْتُهَا».

ع 2 و4 ص 3: 5 و9: 2 ص 6: 12 و9: 6 و7 ع 29 - 31 وص 12: 15 و16 و20 و1صموئيل 2: 30 و2صموئيل 7: 15 و1أيام 17: 13 ع 32 و36 وص 12: 20 ص 8: 29

فَغَضِبَ ٱلرَّبُّ لأنه إله غيور ومجده لا يعطيه لغيره.

تَرَاءَى لَهُ مَرَّتَيْنِ أول مرة في جبعون (3: 5) وثاني مرة بعد أن أكمل بناء الهيكل (9: 2) وكان على سليمان دينونة أعظم لكثرة امتيازاته (عاموس 3: 2 ولوقا 10: 12 - 15).

أَوْصَاهُ (ع 10) (انظر 9: 6).

فَقَالَ ٱلرَّبُّ لِسُلَيْمَانَ (ع 11) ربما كلّمه بواسطة نبي كأخيا (ع 29) ولم يتراء له ثالثة.

ذٰلِكَ عِنْدَكَ الخطيئة المشار إليها هنا ليست خطيئة في عمل أو في أعمال بل خطيئته في فساد قلبه الكلي لأن قلبه كان قد مال إلى العالم والابتعاد عن الرب.

أُمَزِّقُ ٱلْمَمْلَكَةَ (29 - 31) فلا تنفعه خيله ومركباته وذهبه وفضته وحصونه وما أعدّه بحكمته.

لِعَبْدِكَ ليربعام (26) (انظر جامعة 2: 18 و19).

لاَ أَفْعَلُ ذٰلِكَ فِي أَيَّامِكَ الرحمة لسليمان من أجل أبيه كانت في أمرين أولاً إن تمزيق المملكة كان بعد موته. وثانياً إن الرب أبقى له سبطاً واحداً. وقال سبطا مع أن بنيامين كان مع يهوذا لأنه انضم إلى يهوذا فصارا سبطاً واحداً. وبما أن الهيكل كان في أورشليم حفظها الرب زماناً لئلا تتلاشى عبادته في العالم.

14 - 25 «14 وَأَقَامَ ٱلرَّبُّ خَصْماً لِسُلَيْمَانَ: هَدَدَ ٱلأَدُومِيَّ كَانَ مِنْ نَسْلِ ٱلْمَلِكِ فِي أَدُومَ. 15 وَحَدَثَ لَمَّا كَانَ دَاوُدُ فِي أَدُومَ، عِنْدَ صُعُودِ يُوآبَ رَئِيسِ ٱلْجَيْشِ لِدَفْنِ ٱلْقَتْلَى، وَضَرَبَ كُلَّ ذَكَرٍ فِي أَدُومَ. 16 (لأَنَّ يُوآبَ وَكُلَّ إِسْرَائِيلَ أَقَامُوا هُنَاكَ سِتَّةَ أَشْهُرٍ حَتَّى أَفْنَوْا كُلَّ ذَكَرٍ فِي أَدُومَ). 17 أَنَّ هَدَدَ هَرَبَ هُوَ وَرِجَالٌ أَدُومِيُّونَ مِنْ عَبِيدِ أَبِيهِ مَعَهُ لِيَأْتُوا مِصْرَ. وَكَانَ هَدَدُ غُلاَماً صَغِيراً. 18 وَقَامُوا مِنْ مِدْيَانَ وَأَتَوْا إِلَى فَارَانَ وَأَخَذُوا مَعَهُمْ رِجَالاً مِنْ فَارَانَ وَأَتَوْا إِلَى مِصْرَ إِلَى فِرْعَوْنَ مَلِكِ مِصْرَ، فَأَعْطَاهُ بَيْتاً وَعَيَّنَ لَهُ طَعَاماً وَأَعْطَاهُ أَرْضاً. 19 فَوَجَدَ هَدَدُ نِعْمَةً فِي عَيْنَيْ فِرْعَوْنَ جِدّاً، وَزَوَّجَهُ أُخْتَ ٱمْرَأَتِهِ (أُخْتَ تَحْفَنِيسَ ٱلْمَلِكَةِ). 20 فَوَلَدَتْ لَهُ أُخْتُ تَحْفَنِيسَ جَنُوبَثَ ٱبْنَهُ، وَفَطَمَتْهُ تَحْفَنِيسُ فِي وَسَطِ بَيْتِ فِرْعَوْنَ. وَكَانَ جَنُوبَثُ فِي بَيْتِ فِرْعَوْنَ بَيْنَ بَنِي فِرْعَوْنَ. 21 فَسَمِعَ هَدَدُ فِي مِصْرَ بِأَنَّ دَاوُدَ قَدِ ٱضْطَجَعَ مَعَ آبَائِهِ، وَبِأَنَّ يُوآبَ رَئِيسَ ٱلْجَيْشِ قَدْ مَاتَ. فَقَالَ هَدَدُ لِفِرْعَوْنَ: أَطْلِقْنِي إِلَى أَرْضِي. 22 فَقَالَ لَهُ فِرْعَوْنُ: مَاذَا أَعْوَزَكَ عِنْدِي حَتَّى إِنَّكَ تَطْلُبُ ٱلذَّهَابَ إِلَى أَرْضِكَ؟ فَقَالَ: لاَ شَيْءَ، وَإِنَّمَا أَطْلِقْنِي. 23 وَأَقَامَ ٱللّٰهُ لَهُ خَصْماً آخَرَ رَزُونَ بْنَ أَلِيدَاعَ ٱلَّذِي هَرَبَ مِنْ عِنْدِ سَيِّدِهِ هَدَدَ عَزَرَ مَلِكِ صُوبَةَ، 24 فَجَمَعَ إِلَيْهِ رِجَالاً فَصَارَ رَئِيسَ غُزَاةٍ عِنْدَ قَتْلِ دَاوُدَ إِيَّاهُمْ. فَٱنْطَلَقُوا إِلَى دِمَشْقَ وَأَقَامُوا بِهَا وَمَلَكُوا فِي دِمَشْقَ. 25 وَكَانَ خَصْماً لإِسْرَائِيلَ كُلَّ أَيَّامِ سُلَيْمَانَ (مَعَ شَرِّ هَدَدَ). فَكَرِهَ إِسْرَائِيلَ، وَمَلَكَ عَلَى أَرَامَ».

2صموئيل 8: 14 و1أيام 18: 12 و13 عدد 10: 12 وتثنية 1: 1 ص 2: 10 ع 14 و2صموئيل 8: 3 و10: 16

جمع المؤرخون في (ص 6 - 8) كل كلامه في بناء الهيكل وفي (ص 9 و10) كلامه في غنى سليمان ومجده. وجمع هنا كلامه في خصومه. فلا نفهم أن هؤلاء الخصوم قاموا كلهم بعد كلام الرب لسليمان المذكور في (ع 10) ولا شك أن مقاومة هدد ورزون ابتدأت قبل الزمان المذكور هنا. كان داود قد أخضع أدوم (1أيام 18: 12 و13) ولكنهم اغتنموا الفرصة ليسترجعوا استقلالهم حينما رأوا علامات الضعف في مملكة سليمان. وهدد من أسماء ملوك أدوم القدماء (تكوين 36: 36). وقَبله وكرّمه فرعون لكونه من نسل الملك في أدوم.

لِدَفْنِ ٱلْقَتْلَى القتلى من بني إسرائيل.

ضَرَبَ كُلَّ ذَكَرٍ المقاومين كما يظهر من (2صموئيل 8: 14) حيث قيل أن داود وضع محافظين في أدوم وكان جميع الأدوميين عبيداً لداود. وكل إسرائيل هنا رجال يوآب وربما كانوا القسم الأكبر من الجيش. وهرب هدد إلى مصر لأنه في أيام داود لم تكن بين مصر وإسرائيل العلاقات الحبية التي كانت بينهما في أيام سليمان. والقول «غلام» هنا يشير إلى شاب له نحو 20 سنة من العمر طارّ الشارب.

وَقَامُوا مِنْ مِدْيَانَ (ع 18) كانت مديان تمتد من طور سيناء وخليج العقبة إلى الشمال والشرق ولا يمكن تعيين حدودها بالضبط لأنها قفر وأهلها من الرحل. وكانت أدوم إلى الغرب والشمال من مديان. وفاران هي بادية تيه بني إسرائيل وكانت إلى الشمال من طور سيناء في شبه الجزيرة وامتدت إلى تخم يهوذا الجنوبي. وأخذوا رجالاً من فاران إما لأجل المحافظة أو لأجل الدلالة. وفرعون المذكور هنا ليس الذي أعطى ابنته لسليمان بل أحد أسلافه. وكرّمه فرعون وأعطاه بيتاً وطعاماً وأرضاً وأخت امرأته امرأة له. وربما كان ذلك لغاية سياسية فتكون له مساعدة من أدوم إذا وقع عليه حرب.

فَطَمَتْهُ (ع 20) ربما صنعت له وليمة واحتفالاً تذكاراً لفطامه كما صنع إبراهيم لابنه إسحاق (تكوين 21: 8).

فَسَمِعَ هَدَدُ الخ (ع 21) كان خائفاً من داود ومن يوآب فلم يستحسن الرجوع إلى أرضه قبل موتهما. وكان موت يوآب في أول ملك سليمان (2: 28 - 34) فرجع هدد إلى أدوم وعمل شراً كل أيام سليمان (ع 25) أي كان يهيّج الأدوميين على إسرائيل. كان مستريحاً ومكرماً في مصر ولكنه فضّل أن يتركها غيرة لوطنه أدوم.

وَأَقَامَ ٱللّٰهُ لَهُ خَصْماً (ع 23) (انظر ع 14) إن الملوك بيد الرب كآلات يؤدب بها شعبه كما يريد. غير أنهم يعملون بإرادتهم. والرب يعطي السلام لشعبه إما بإيجاد الجبانة في قلوب أعدائهم أو بإيجاده النشاط في قلوب شعبه فينتصرون على أعدائهم. وبالعكس إذا قصد تأديب شعبه فإنه يوجد الجبانة في قلوبهم والنشاط في قلوب أعدائهم.

رَزُونَ (2صموئيل 8: 3 - 8) كان هدد عزر ملك صوبة وهي إلى جهة الشرق من حماه والشمال من دمشق. وكانت دمشق تحت سلطته فجاءوا لنجدته. وضربهم داود وجعل محافظين في أرام دمشق (2صموئيل 8: 3 - 8). وهرب روزن وجمع إليه رجالاً فصار رئيس غزاة عند قتل داود إياهم أي عند قتله أهل صوبة. وبعد زمان ملكوا في دمشق أي ملك رزون وهو رئيسهم وطردوا المحافظين الذين كانوا من قِبل داود. فصار لسليمان خصمان أحدهما هدد في الجنوب والآخر روزن في الشمال.

26 - 39 «26 وَيَرُبْعَامُ بْنُ نَابَاطَ، أَفْرَايِمِيٌّ مِنْ صَرَدَةَ، عَبْدٌ لِسُلَيْمَانَ. وَٱسْمُ أُمِّهِ صَرُوعَةُ، وَهِيَ أَرْمَلَةٌ، رَفَعَ يَدَهُ عَلَى ٱلْمَلِكِ. 27 وَهٰذَا هُوَ سَبَبُ رَفْعِهِ يَدَهُ عَلَى ٱلْمَلِكِ: أَنَّ سُلَيْمَانَ بَنَى ٱلْقَلْعَةَ وَسَدَّ شُقُوقَ مَدِينَةِ دَاوُدَ أَبِيهِ. 28 وَكَانَ يَرُبْعَامُ جَبَّارَ بَأْسٍ. فَلَمَّا رَأَى سُلَيْمَانُ ٱلْغُلاَمَ أَنَّهُ عَامِلٌ شُغْلاً أَقَامَهُ عَلَى كُلِّ أَعْمَالِ بَيْتِ يُوسُفَ. 29 وَكَانَ فِي ذٰلِكَ ٱلزَّمَانِ لَمَّا خَرَجَ يَرُبْعَامُ مِنْ أُورُشَلِيمَ أَنَّهُ لاَقَاهُ أَخِيَّا ٱلشِّيلُونِيُّ ٱلنَّبِيُّ فِي ٱلطَّرِيقِ وَهُوَ لاَبِسٌ رِدَاءً جَدِيداً، وَهُمَا وَحْدَهُمَا فِي ٱلْحَقْلِ. 30 فَقَبَضَ أَخِيَّا عَلَى ٱلرِّدَاءِ ٱلْجَدِيدِ ٱلَّذِي عَلَيْهِ وَمَزَّقَهُ ٱثْنَتَيْ عَشَرَةَ قِطْعَةً 31 وَقَالَ لِيَرُبْعَامَ: خُذْ لِنَفْسِكَ عَشَرَ قِطَعٍ، لأَنَّهُ هٰكَذَا قَالَ ٱلرَّبُّ إِلٰهُ إِسْرَائِيلَ: هَئَنَذَا أُمَزِّقُ ٱلْمَمْلَكَةَ مِنْ يَدِ سُلَيْمَانَ وَأُعْطِيكَ عَشَرَةَ أَسْبَاطٍ. 32 وَيَكُونُ لَهُ سِبْطٌ وَاحِدٌ مِنْ أَجْلِ عَبْدِي دَاوُدَ وَمِنْ أَجْلِ أُورُشَلِيمَ ٱلْمَدِينَةِ ٱلَّتِي ٱخْتَرْتُهَا مِنْ كُلِّ أَسْبَاطِ إِسْرَائِيلَ، 33 لأَنَّهُمْ تَرَكُونِي وَسَجَدُوا لِعَشْتُورَثَ إِلٰهَةُ ٱلصَّيْدُونِيِّينَ وَلِكَمُوشَ إِلٰهِ ٱلْمُوآبِيِّينَ وَلِمَلْكُومَ إِلٰهِ بَنِي عَمُّونَ، وَلَمْ يَسْلُكُوا فِي طُرُقِي لِيَعْمَلُوا ٱلْمُسْتَقِيمَ فِي عَيْنَيَّ وَفَرَائِضِي وَأَحْكَامِي كَدَاوُدَ أَبِيهِ. 34 وَلاَ آخُذُ كُلَّ ٱلْمَمْلَكَةِ مِنْ يَدِهِ، بَلْ أُصَيِّرُهُ رَئِيساً كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِهِ لأَجْلِ دَاوُدَ عَبْدِي ٱلَّذِي ٱخْتَرْتُهُ ٱلَّذِي حَفِظَ وَصَايَايَ وَفَرَائِضِي. 35 وَآخُذُ ٱلْمَمْلَكَةَ مِنْ يَدِ ٱبْنِهِ وَأُعْطِيكَ إِيَّاهَا (أَيِ ٱلأَسْبَاطَ ٱلْعَشَرَةَ). 36 وَأُعْطِي ٱبْنَهُ سِبْطاً وَاحِداً لِيَكُونَ سِرَاجٌ لِدَاوُدَ عَبْدِي كُلَّ ٱلأَيَّامِ أَمَامِي فِي أُورُشَلِيمَ ٱلْمَدِينَةِ ٱلَّتِي ٱخْتَرْتُهَا لِنَفْسِي لأَضَعَ ٱسْمِي فِيهَا. 37 وَآخُذُكَ فَتَمْلِكُ حَسَبَ كُلِّ مَا تَشْتَهِي نَفْسُكَ، وَتَكُونُ مَلِكاً عَلَى إِسْرَائِيلَ. 38 فَإِذَا سَمِعْتَ لِكُلِّ مَا أُوصِيكَ بِهِ وَسَلَكْتَ فِي طُرُقِي وَفَعَلْتَ مَا هُوَ مُسْتَقِيمٌ فِي عَيْنَيَّ وَحَفِظْتَ فَرَائِضِي وَوَصَايَايَ كَمَا فَعَلَ دَاوُدُ عَبْدِي، أَكُونُ مَعَكَ وَأَبْنِي لَكَ بَيْتاً آمِناً كَمَا بَنَيْتُ لِدَاوُدَ، وَأُعْطِيكَ إِسْرَائِيلَ. 39 وَأُذِلُّ نَسْلَ دَاوُدَ مِنْ أَجْلِ هٰذَا، وَلٰكِنْ لاَ كُلَّ ٱلأَيَّامِ».

ع 11 و28 وص 12: 2 و20 و2أيام 13: 6 و2صموئيل 20: 21 ص 9: 15 و24 أمثال 22: 29 ص 12: 15 و14: 2 و2أيام 9: 29 و1صموئيل 15: 27 و28 ع 11 و12 ع 13 وص 12: 21 ع 13 وص 14: 21 ع 5 - 8 ع 12 وص 12: 16 و17 ع 13 ص 15: 4 و2ملوك 8: 19 ع 13 تثنية 31: 8 ويشوع 1: 5 و2صموئيل 7: 11 و27

يَرُبْعَامُ من صردة وهي في غور الأردن وغربي النهر وقريبة من الموضع الذي فيه سبك سليمان النحاس لأجل آنية الهيكل (2أيام 4: 17) واسم أمه مذكور لأن أباه كان قد مات. وخصام يربعام اختلف عن خصام هدد ورزون لأن يربعام كان أحد عبيد سليمان. فصار لسليمان خصام من الخارج ومن الداخل أيضاً.

ٱلْقَلْعَةَ (ع 27) (انظر 9: 15 وتفسيره). وفهم بعضهم من القول أن سليمان سد شقوق مدينة داود أنه مدّ سور المدينة من الأكمة الشرقية إلى الأكمة الغربية وهكذا سدّ الوادي المسمى وادي الجبانيين. (انظر 3: 1) وتفسيره واطلب أورشليم في قاموس الكتاب. وكان ذلك في نحو السنة الخامسة والعشرين من ملك سليمان (9: 10).

جَبَّارَ بَأْسٍ (ع 28) مقتدراً في العمل. ويُطلق الاسم على المقتدر في العمل أو في الحرب أو في المال. أقامه سليمان على كل أعمال بيت يوسف أي التسخير وبلا شك كان ذلك عملاً مكروهاً أولاً لأنه تسخير وثانياً إن بيت يوسف أي أفرايم سُخّروا لعمل لأجل سبط يهوذا الذي كانوا يحسدونه.

أَخِيَّا (ع 29) نبي معتبر في زمان سليمان وفي زمان ملك يربعام (14: 4) وسفر نبوته مذكور في (2أيام 9: 29) وكانت شيلوه بين أورشليم ونابلس واسمها اليوم سيلون وكانت مقر خيمة الاجتماع في زمان عالي وصموئيل. وكان بيت أخيا فيها (14: 2 - 4). والأرجح أن الرداء الجديد كان لأخيا غير أن بعضهم يقولون أنه كان ليربعام. لاقاه أخيا في الطريق وحاد به إلى الحقل.

وَمَزَّقَهُ (ع 30) عبّر عن فائدة روحية بواسطة عمل جسدي. والاثنتا عشرة قطعة هي الأسباط الاثنا عشر وأعطى يربعام عشر قطعات وأبقى لبيت داود سبطاً واحداً (ع 13) أي يهوذا وكان بنيامين مع يهوذا ولكنه كان سبطاً صغيراً لا يكاد يُذكر.

تَرَكُونِي وَسَجَدُوا (ع 33) ليس لسليمان وأهل بيته فقط بل كثيرون من الشعب أيضاً لأن قدوة الملك تؤثر في الشعب ولا سيما القدوة في الخطيئة.

عَشْتُورَثَ الخ (انظر ع 5 وتفسيره).

سِرَاجٌ لِدَاوُدَ (ع 36) (مزمور 132: 17) السراج المنطفئ يدل على عدم وجود أحد في البيت. ووعد الرب هو أن سراج بيت داود لا ينطفئ بل يكون له من يجلس على كرسيه في أورشليم ما دامت المملكة قائمة. ولم يرد الرب أن يترك المدينة والهيكل الذي كان قد قدسه لنفسه. وكانت أورشليم آخر ما سقط من المملكة.

وَآخُذُكَ (ع 37) أوضح ليربعام كل الإيضاح أنه هو الذي ملّكه على إسرائيل وإن نجاحه وثباته وثبات نسله في الملك مقيدة بشرط أنهم يسمعون كل ما أوصاهم به وبهذا الشرط يعطيه الرب ما اشتهى لنفسه. وهذا القول الأخير يدل على أنه كان قد اشتهى لنفسه الملك وعرف الرب أفكاره السرية. وأهل أفرايم كانوا مستعدين أن يتبعوا يربعام لأنهم كانوا من الأول شعباً عظيماً طامحاً (يشوع 17: 14) وأظهروا حسدهم مرات كثيرة (قضاة 8: 1 و12: 1) وكان صموئيل منهم وكانت الخيمة عندهم. وإنهم قبلوا شاول الذي كان من بنيامين لأن بنيامين كان سبطاً صغيراً لا يُخاف منه وقبلوا داود إلا في فتنة شبع (2صموئيل 20: 21) وقبلوا سليمان في أول ملكه. ولكنهم نفروا حينما رأوا أن أورشليم صارت مركز السياسة والدين فاغتنموا أول فرصة للعصيان.

لاَ كُلَّ ٱلأَيَّامِ (ع 39) إشارة إلى وعد الرب أن المسيح يكون من نسله فبقي هذا الوعد ثابتاً.

40 - 43 «40 وَطَلَبَ سُلَيْمَانُ قَتْلَ يَرُبْعَامَ، فَقَامَ يَرُبْعَامُ وَهَرَبَ إِلَى مِصْرَ إِلَى شِيشَقَ مَلِكِ مِصْرَ. وَكَانَ فِي مِصْرَ إِلَى وَفَاةِ سُلَيْمَانَ. 41 وَبَقِيَّةُ أُمُورِ سُلَيْمَانَ وَكُلُّ مَا صَنَعَ وَحِكْمَتُهُ هِيَ مَكْتُوبَةٌ فِي سِفْرِ أُمُورِ سُلَيْمَانَ. 42 وَكَانَتِ ٱلأَيَّامُ ٱلَّتِي مَلَكَ فِيهَا سُلَيْمَانُ فِي أُورُشَلِيمَ عَلَى كُلِّ إِسْرَائِيلَ أَرْبَعِينَ سَنَةً. 43 ثُمَّ ٱضْطَجَعَ سُلَيْمَانُ مَعَ آبَائِهِ وَدُفِنَ فِي مَدِينَةِ دَاوُدَ أَبِيهِ، وَمَلَكَ رَحُبْعَامُ ٱبْنُهُ عِوَضاً عَنْهُ».

ص 14: 25 و2أيام 12: 2 - 9 و2أيام 9: 29 الخ ص 2: 10 ص 14: 21

وَطَلَبَ سُلَيْمَانُ قَتْلَ يَرُبْعَامَ ربما لأنه رفع يده عليه في ذلك الوقت (ع 26) أو لأن الملك سمع خبر ما جرى بينه وبين أخيا النبي أو رأى فيه ما دل على مقاصده قبلما عمل شيئاً منها. والملك المطلق يقدر أن يقتل من يريد من غير إقامة دعوى شرعية عليه. وشيشق مَلَك في مصر في السنة السابعة عشرة لسليمان حسب تواريخ مصر وهو الذي صعد على أورشليم في أيام رحبعام (14: 25).

سِفْرِ أُمُورِ سُلَيْمَانَ (ع 41) (2أيام 9: 29 - 31) ومن هذا السفر وغيره جمع كاتب سفري الملوك أخباره.

ٱضْطَجَعَ سُلَيْمَانُ مَعَ آبَائِهِ (ع 43) انتهى الكلام في سليمان. وبعد عظمته وحكمته وغناه ومجده اضطجع مع آبائه. باطل الأباطيل قال الجامعة الكل باطل. وهكذا حياة كل من يعيش لنفسه والعالم الحاضر فقط. استصعب بعضهم نسبة أسفار من الكتاب المقدس كسفر الأمثال وغيره إلى من ترك الله في آخر حياته. ومن المحتمل أنه تاب عن خطيئته ورجع إلى الله ولكن لا شيء في الكتاب يثبت هذا الرأي.

فوائد

  1. ع 4 «في زمان شيخوخته» تجارب الشيخ

    (1) إنه بعدما تضعف شهواته الجسدية يطلب ما يهيجها بخلاف الطبيعة. في زمان شيخوخته أحب نساء غريبات. (2) إنه يحب المال. وأحياناً الشيخ في آخر حياته يحب المال أكثر من الشاب في أولها (3) إنه يضعف إيمانه. لأنه لم ير في نفسه ما كان يرجوه من الخير ولم ير في العالم ما كان ينتظره فيميل إلى الشك والاعتقاد (4) إنه يتقسى قلبه من كثرة المواعظ التي لم ينتبه إليها وكثرة التأديب الذي لم يستفد منه. فلا يُطلب عمر طويل بلا مخافة الرب.

  2. ع 6 «وعمل سليمان الشر في عيني الرب». تجارب النجاح

    (1) الرخاء في الروحيات كالرخاء الجسدي من عدم العمل والكسل (2) محبة الذات فيطلب أن يُخدم ولا يخدم. (3) الاكتفاء بهذا العالم دون اشتهاء الآخرة. فلنكتف بما نحن فيه ولنشته أن نكون أغنياء في ما لله.

  3. ع 14 و23 و26 «أقام الرب خصماً» مجازاة الخطيئة هي منها ومن نوعها.

    (1) إن سليمان أخطأ في تكثيره الخيل. وأعداءه صعدوا على المملكة بخيل وعربات في زمان ابنه (2) إنه أخطأ بتكثيره الذهب. وأعداؤه طمعوا في كنوزه وسلبوها (3) إنه أخطأ في تكثيره النساء فحملنه على ترك الرب والاتحاد مع أعدائه (4) إنه أخطأ في تسخيره شعبه وسوقه الغرباء إلى أعمال شاقة. ويربعام الذي كان قد أقامه على بيت يوسف رفع يده عليه. وأدورام الذي كان وكيل التسخير رجمه الشعب وقتلوه.

اَلأَصْحَاحُ ٱلثَّانِي عَشَرَ

1 - 15 «1 وَذَهَبَ رَحُبْعَامُ إِلَى شَكِيمَ، لأَنَّهُ جَاءَ إِلَى شَكِيمَ جَمِيعُ إِسْرَائِيلَ لِيُمَلِّكُوهُ. 2 وَلَمَّا سَمِعَ يَرُبْعَامُ بْنُ نَبَاطَ وَهُوَ بَعْدُ فِي مِصْرَ. (لأَنَّهُ هَرَبَ مِنْ وَجْهِ سُلَيْمَانَ ٱلْمَلِكِ، وَأَقَامَ يَرُبْعَامُ فِي مِصْرَ) 3 وَأَرْسَلُوا فَدَعَوْهُ. أَتَى يَرُبْعَامُ وَكُلُّ جَمَاعَةِ إِسْرَائِيلَ وَقَالُوا لِرَحُبْعَامَ: 4 إِنَّ أَبَاكَ قَسَّى نِيرَنَا وَأَمَّا أَنْتَ فَخَفِّفِ ٱلآنَ مِنْ عُبُودِيَّةِ أَبِيكَ ٱلْقَاسِيَةِ وَمِنْ نِيرِهِ ٱلثَّقِيلِ ٱلَّذِي جَعَلَهُ عَلَيْنَا فَنَخْدِمَكَ. 5 فَقَالَ لَهُمُ: ٱذْهَبُوا إِلَى ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ أَيْضاً ثُمَّ ٱرْجِعُوا إِلَيَّ. فَذَهَبَ ٱلشَّعْبُ. 6 فَٱسْتَشَارَ ٱلْمَلِكُ رَحُبْعَامُ ٱلشُّيُوخَ ٱلَّذِينَ كَانُوا يَقِفُونَ أَمَامَ سُلَيْمَانَ أَبِيهِ وَهُوَ حَيٌّ قَائِلاً: كَيْفَ تُشِيرُونَ أَنْ أَرُدَّ جَوَاباً إِلَى هٰذَا ٱلشَّعْبِ؟ 7 فَقَالُوا: إِنْ صِرْتَ ٱلْيَوْمَ عَبْداً لِهٰذَا ٱلشَّعْبِ وَخَدَمْتَهُمْ وَأَجَبْتَهُمْ وَكَلَّمْتَهُمْ كَلاَماً حَسَناً، يَكُونُونَ لَكَ عَبِيداً كُلَّ ٱلأَيَّامِ. 8 فَتَرَكَ مَشُورَةَ ٱلشُّيُوخِ ٱلَّتِي أَشَارُوا بِهَا عَلَيْهِ وَٱسْتَشَارَ ٱلأَحْدَاثَ ٱلَّذِينَ نَشَأُوا مَعَهُ وَوَقَفُوا أَمَامَهُ، 9 وَقَالَ لَهُمْ: بِمَاذَا تُشِيرُونَ أَنْتُمْ فَنَرُدَّ جَوَاباً عَلَى هٰذَا ٱلشَّعْبِ ٱلَّذِينَ قَالُوا لِي: خَفِّفْ مِنَ ٱلنِّيرِ ٱلَّذِي جَعَلَهُ عَلَيْنَا أَبُوكَ. 10 فَقَالَ ٱلأَحْدَاثُ ٱلَّذِينَ نَشَأُوا مَعَهُ: هٰكَذَا تَقُولُ لِهٰذَا ٱلشَّعْبِ ٱلَّذِينَ قَالُوا لَكَ إِنَّ أَبَاكَ ثَقَّلَ نِيرَنَا وَأَمَّا أَنْتَ فَخَفِّفْ مِنْ نِيرِنَا: إِنَّ خِنْصَرِي أَغْلَظُ مِنْ وَسْطِ أَبِي. 11 وَٱلآنَ أَبِي حَمَّلَكُمْ نِيراً ثَقِيلاً وَأَنَا أَزِيدُ عَلَى نِيرِكُمْ. أَبِي أَدَّبَكُمْ بِٱلسِّيَاطِ وَأَنَا أُؤَدِّبُكُمْ بِٱلْعَقَارِبِ. 12 فَجَاءَ يَرُبْعَامُ وَجَمِيعُ ٱلشَّعْبِ إِلَى رَحُبْعَامَ فِي ٱلْيَوْمِ ٱلثَّالِثِ كَمَا قَالَ ٱلْمَلِكُ: ٱرْجِعُوا إِلَيَّ فِي ٱلْيَوْمِ ٱلثَّالِثِ. 13 فَأَجَابَ ٱلْمَلِكُ ٱلشَّعْبَ بِقَسَاوَةٍ، وَتَرَكَ مَشُورَةَ ٱلشُّيُوخِ ٱلَّتِي أَشَارُوا بِهَا عَلَيْهِ، 14 وَقَالَ حَسَبَ مَشُورَةِ ٱلأَحْدَاثِ: أَبِي ثَقَّلَ نِيرَكُمْ وَأَنَا أَزِيدُ عَلَى نِيرِكُمْ. أَبِي أَدَّبَكُمْ بِٱلسِّيَاطِ وَأَنَا أُؤَدِّبُكُمْ بِٱلْعَقَارِبِ. 15 وَلَمْ يَسْمَعِ ٱلْمَلِكُ لِلشَّعْبِ، لأَنَّ ٱلسَّبَبَ كَانَ مِنْ قِبَلِ ٱلرَّبِّ لِيُقِيمَ كَلاَمَهُ ٱلَّذِي تَكَلَّمَ بِهِ ٱلرَّبُّ عَنْ يَدِ أَخِيَّا ٱلشِّيلُونِيِّ إِلَى يَرُبْعَامَ بْنِ نَبَاطَ».

2أيام 10: 1 الخ قضاة 9: 6 ص 11: 26 و40 ص 4: 7 و22 - 25 و9: 15 و1صموئيل 8: 11 - 18 ع 12 ص 4: 1 - 6 ع 5 خروج 1: 13 و14 و5: 5 - 9 و16 - 18 ع 24 وتثنية 2: 30 وقضاة 14: 4 ص 11: 11 و31

رَحُبْعَامُ ومعنى الاسم اتساع الشعب غير أن عمله كان عكس اسمه. كان ابن إحدى وأربعين سنة حين ملك. كانت أمه عمونية (14: 21) والظاهر أنه لم يكن له تربية عقلية وأدبية كما يليق بولي العهد. وربما تتوج ملكاً أولاً على أورشليم ثم ذهب إلى شكيم ليتوج ملكاً على الأسباط الشمالية. وشكيم (أي نابلس) كانت إلى الشمال من أورشليم وتبعد عنها نحو 30 ميلاً. وكانت لسبط أفرايم (اطلب شكيم في قاموس الكتاب). ولا شك أن الأسباط الشمالية كانت مستعدة لتنفصل عن الأسباط الجنوبية وذلك من الحسد (انظر 11: 37 وتفسيره). لأنهم كانوا قد رأوا أن الرئاسة السياسية والدينية ثبتت في يهوذا عندما أُعطي المُلك لداود ونسله وبُني الهيكل في أورشليم.

وَلَمَّا سَمِعَ يَرُبْعَامُ (ع 2) كان سليمان قد طلب قتله فهرب يربعام إلى مصر.

إِنَّ أَبَاكَ قَسَّى نِيرَنَا (ع 4) كانت نفقات بيته عظيمة جداً (4: 22 و23) وجمع عبيده الطعام من الشعب (4: 7 - 19) وسخّر الشعب لأجل بناء أبنيته العظيمة (4: 13 - 18 و19: 15 - 23) ووضع ضريبة على التجار واحتكر بعض أصناف التجارة (10: 14 و15 و22 و28 و29) فكانت عظمته وغناه على حساب شعبه وعلى سبيل الظلم.

فَٱسْتَشَارَ ٱلْمَلِكُ (ع 6) أظهر نوعاً من الحكمة لأنه لم يجاوب الشعب بلا تأمل أو مشورة. واستشار الشيوخ الذين لهم معرفة واختبار.

يَكُونُونَ لَكَ عَبِيداً (ع 7) إن الملك الحكيم يرى أنه خادم للشعب وغاية سياسته هي نفع الشعب ومن يخدم الشعب يخدمه الشعب.

فَتَرَكَ مَشُورَةَ ٱلشُّيُوخِ (ع 8) لأنه لم يستحسن أن يقلل دخله من الشعب ولا أن يصير لهم عبداً.

خِنْصَرِي أَغْلَظُ الخ (ع 10) كلام يدل على الكبرياء والاحتقار.

أُؤَدِّبُكُمْ بِٱلْعَقَارِبِ ليس حقيقة بل إشارة إلى عبودية أشد من عبوديتهم لأبيه كما أن ألم العقارب أشد من ألم السوط (الكرباج).

لِيُقِيمَ كَلاَمَهُ (ع 15) كان الملك رحبعام حراً في عمله ومسؤولاً ومخطئاً ومع ذلك أجرى الرب مقاصده بواسطته. فكانت العلة القريبة لانقسام المملكة جهالة رحبعام والعلة الأصلية تصرف أبيه (خروج 9: 16 وأعمال 4: 27 و28).

16 - 20 «16 فَلَمَّا رَأَى كُلُّ إِسْرَائِيلَ أَنَّ ٱلْمَلِكَ لَمْ يَسْمَعْ لَهُمْ، أَجَابَ ٱلشَّعْبُ ٱلْمَلِكَ: أَيُّ قِسْمٍ لَنَا فِي دَاوُدَ، وَلاَ نَصِيبَ لَنَا فِي ٱبْنِ يَسَّى! إِلَى خِيَامِكَ يَا إِسْرَائِيلُ. ٱلآنَ ٱنْظُرْ إِلَى بَيْتِكَ يَا دَاوُدُ. وَذَهَبَ إِسْرَائِيلُ إِلَى خِيَامِهِمْ. 17 وَأَمَّا بَنُو إِسْرَائِيلَ ٱلسَّاكِنُونَ فِي مُدُنِ يَهُوذَا فَمَلَكَ عَلَيْهِمْ رَحُبْعَامُ. 18 ثُمَّ أَرْسَلَ ٱلْمَلِكُ رَحُبْعَامُ أَدُورَامَ ٱلَّذِي عَلَى ٱلتَّسْخِيرِ فَرَجَمَهُ جَمِيعُ إِسْرَائِيلَ بِٱلْحِجَارَةِ فَمَاتَ. فَبَادَرَ ٱلْمَلِكُ رَحُبْعَامُ وَصَعِدَ إِلَى ٱلْمَرْكَبَةِ لِيَهْرُبَ إِلَى أُورُشَلِيمَ. 19 فَعَصَى إِسْرَائِيلُ عَلَى بَيْتِ دَاوُدَ إِلَى هٰذَا ٱلْيَوْمِ. 20 وَلَمَّا سَمِعَ جَمِيعُ إِسْرَائِيلَ بِأَنَّ يَرُبْعَامَ قَدْ رَجَعَ، أَرْسَلُوا فَدَعَوْهُ إِلَى ٱلْجَمَاعَةِ وَمَلَّكُوهُ عَلَى جَمِيعِ إِسْرَائِيلَ. لَمْ يَتْبَعْ بَيْتَ دَاوُدَ إِلاَّ سِبْطُ يَهُوذَا وَحْدَهُ».

2صموئيل 20: 1 ص 11: 13 و36 ص 4: 6 و5: 14 و2صموئيل 20: 24

أَجَابَ ٱلشَّعْبُ (ع 16) بعد المفاوضة بعضهم مع بعض.

أَيُّ قِسْمٍ لَنَا فِي دَاوُدَ انظر كلام شبع في (2صموئيل 20: 1). وذهابهم إلى خيامهم علامة العصيان والحرب كقطع المفاوضات الناتج عن عدم الاتفاق. ومن ذلك اليوم فصاعداً أُطلق الاسم إسرائيل على الأسباط الشمالية فقط. فصار مملكتان وهما مملكة إسرائيل ومملكة يهوذا.

ٱلسَّاكِنُونَ فِي مُدُنِ يَهُوذَا (ع 17) وهم أناس من أسباط أخرى مستوطنون في يهوذا فلم يرجعوا إلى أوطانهم بل انضموا إلى يهوذا ومنهم الشمعونيون الذين كانوا في الجنوب فلم يمكنهم الاتحاد مع الأسباط الشمالية.

أَرْسَلَ... أَدُورَامَ (ع 18) (2صموئيل 20: 24) وهنا دليل على حماقة رحبعام لأن التسخير كان من الأمور المكروهة فلم يكن مأموره رجلاً موافقاً لينوب عن الملك في تلك الأحوال. والقتل بواسطة الرجم مذكور كثيراً (لاويين 24: 14 و1ملوك 21: 10 و13 وأعمال 7: 57) وقتل أدورام جميع إسرائيل أي بعلم الجميع ورضاهم وهذا أوضح إعلان لرحبعام أن جميع إسرائيل رفضوه وكرهوه.

فَبَادَرَ ٱلْمَلِكُ خوفاً من أن يُرجم كما رُجم مأموره.

إِلَى هٰذَا ٱلْيَوْمِ (ع 19) دليل على أن المملكتين كانتا قائمتين في زمان الكاتب. ولكنه من المحتمل أن كاتب سفري الملوك أو جامعهما كان في زمان السبي أو بعده ونقل كلامه هنا عن كتابة قديمة.

مَلَّكُوهُ عَلَى جَمِيعِ إِسْرَائِيلَ (ع 20) كان يربعام أنسب من غيره للانتخاب (1) لأنه من سبط أفرايم (2) لأنه كان رجلاً مقبولاً عند شيشق ملك مصر (11: 40) (3) لأنه كان رجلاً مختبراً في العمل والسياسة وكان جبار بأس (11: 28) (4) لأن النبي أخيّا كان قد تنبأ بانقسام المملكة وتبوء يربعام الملك على إسرائيل (11: 26 - 39).

إِلاَّ سِبْطُ يَهُوذَا وَحْدَهُ (انظر 11: 13 وتفسيره).

21 - 24 «21 وَلَمَّا جَاءَ رَحُبْعَامُ إِلَى أُورُشَلِيمَ جَمَعَ كُلَّ بَيْتِ يَهُوذَا وَسِبْطَ بِنْيَامِينَ، مِئَةً وَثَمَانِينَ أَلْفَ مُخْتَارٍ مُحَارِبٍ لِيُحَارِبُوا بَيْتَ إِسْرَائِيلَ وَيَرُدُّوا ٱلْمَمْلَكَةَ لَرَحُبْعَامَ بْنِ سُلَيْمَانَ. 22 وَكَانَ كَلاَمُ ٱللّٰهِ إِلَى شَمَعْيَا رَجُلِ ٱللّٰهِ: 23 قُلْ لِرَحُبْعَامَ بْنِ سُلَيْمَانَ مَلِكِ يَهُوذَا وَكُلِّ بَيْتِ يَهُوذَا وَبِنْيَامِينَ وَبَقِيَّةِ ٱلشَّعْبِ: 24 هٰكَذَا قَالَ ٱلرَّبُّ: لاَ تَصْعَدُوا وَلاَ تُحَارِبُوا إِخْوَتَكُمْ بَنِي إِسْرَائِيلَ. ٱرْجِعُوا كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى بَيْتِهِ، لأَنَّ مِنْ عِنْدِي هٰذَا ٱلأَمْرَ. فَسَمِعُوا لِكَلاَمِ ٱلرَّبِّ وَرَجَعُوا لِيَنْطَلِقُوا حَسَبَ قَوْلِ ٱلرَّبِّ».

2أيام 11: 1 الخ و2أيام 12: 5 - 7 ع 17 ع 15

سِبْطَ بِنْيَامِينَ كانت علاقاته السياسية والدينية مع يهوذا أشد مما هي مع الأسباط الشمالية.

مِئَةً وَثَمَانِينَ أَلْفَ مُخْتَارٍ مُحَارِبٍ كان عدد رجال يهوذا المحاربين في زمان داود خمس مئة ألف (2صموئيل 24: 9) وفي زمان أبيا أربع مئة ألف (2أيام 13: 3) وفي زمان آسا كان رجال يهوذا وبنيامين من المحاربين خمس مئة وثمانين ألفاً (2أيام 14: 8).

شَمَعْيَا (ع 22) كلم رحبعام أيضاً لما صعد شيشق ملك مصر (2أيام 12: 5) وكتب أمور رحبعام (2أيام 12: 15). واللقب رجل الله كثير الورود في سفري الملوك. وبالمعنى هو أوسع من لقب نبي لأنه يشير إلى أنواع متعددة من الخدمة.

وَبَقِيَّةِ ٱلشَّعْبِ (ع 23) هم المذكورون في (ع 17) وكانوا من الأسباط الشمالية ولكنهم مستوطنون في يهوذا ومحسوبون منه.

إِخْوَتَكُمْ بَنِي إِسْرَائِيلَ (ع 24) ذكرهم أنهم إخوة وإن كانوا قد انقسموا إلى مملكتين.

مِنْ عِنْدِي هٰذَا ٱلأَمْرَ (انظر ع 15) وسمعوا كلام الرب ولكن طاعتهم وقتية وقيل في (14: 30) كانت حرب بين رحبعام ويربعام كل الأيام.

25 - 33 «25 وَبَنَى يَرُبْعَامُ شَكِيمَ فِي جَبَلِ أَفْرَايِمَ وَسَكَنَ بِهَا. ثُمَّ خَرَجَ مِنْ هُنَاكَ وَبَنَى فَنُوئِيلَ. 26 وَقَالَ يَرُبْعَامُ فِي قَلْبِهِ: ٱلآنَ تَرْجِعُ ٱلْمَمْلَكَةُ إِلَى بَيْتِ دَاوُدَ. 27 إِنْ صَعِدَ هٰذَا ٱلشَّعْبُ لِيُقَرِّبُوا ذَبَائِحَ فِي بَيْتِ ٱلرَّبِّ فِي أُورُشَلِيمَ يَرْجِعْ قَلْبُ هٰذَا ٱلشَّعْبِ إِلَى سَيِّدِهِمْ إِلَى رَحُبْعَامَ مَلِكِ يَهُوذَا وَيَقْتُلُونِي وَيَرْجِعُوا إِلَى رَحُبْعَامَ مَلِكِ يَهُوذَا. 28 فَٱسْتَشَارَ ٱلْمَلِكُ وَعَمِلَ عِجْلَيْ ذَهَبٍ، وَقَالَ لَهُمْ: كَثِيرٌ عَلَيْكُمْ أَنْ تَصْعَدُوا إِلَى أُورُشَلِيمَ. هُوَذَا آلِهَتُكَ يَا إِسْرَائِيلُ ٱلَّذِينَ أَصْعَدُوكَ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ. 29 وَوَضَعَ وَاحِداً فِي بَيْتِ إِيلَ وَجَعَلَ ٱلآخَرَ فِي دَانَ. 30 وَكَانَ هٰذَا ٱلأَمْرُ خَطِيَّةً. وَكَانَ ٱلشَّعْبُ يَذْهَبُونَ إِلَى أَمَامِ أَحَدِهِمَا حَتَّى إِلَى دَانَ. 31 وَبَنَى بَيْتَ ٱلْمُرْتَفَعَاتِ، وَصَيَّرَ كَهَنَةً مِنْ أَطْرَافِ ٱلشَّعْبِ لَمْ يَكُونُوا مِنْ بَنِي لاَوِي. 32 وَعَمِلَ يَرُبْعَامُ عِيداً فِي ٱلشَّهْرِ ٱلثَّامِنِ فِي ٱلْيَوْمِ ٱلْخَامِسَ عَشَرَ مِنَ ٱلشَّهْرِ كَٱلْعِيدِ ٱلَّذِي فِي يَهُوذَا، وَأَصْعَدَ عَلَى ٱلْمَذْبَحِ. هٰكَذَا فَعَلَ فِي بَيْتِ إِيلَ بِذَبْحِهِ لِلْعِجْلَيْنِ ٱللَّذَيْنِ عَمِلَهُمَا. وَأَوْقَفَ فِي بَيْتِ إِيلَ كَهَنَةَ ٱلْمُرْتَفَعَاتِ ٱلَّتِي عَمِلَهَا. 33 وَأَصْعَدَ عَلَى ٱلْمَذْبَحِ ٱلَّذِي عَمِلَ فِي بَيْتِ إِيلَ فِي ٱلْيَوْمِ ٱلْخَامِسَ عَشَرَ مِنَ ٱلشَّهْرِ ٱلثَّامِنِ، فِي ٱلشَّهْرِ ٱلَّذِي ٱبْتَدَعَهُ مِنْ قَلْبِهِ، فَعَمِلَ عِيداً لِبَنِي إِسْرَائِيلَ وَصَعِدَ عَلَى ٱلْمَذْبَحِ لِيُوقِدَ».

قضاة 9: 45 - 49 تكوين 32: 30 و31 وقضاة 8: 8 و17 تثنية 12: 5 - 7 و14 و2ملوك 10: 29 و17: 16 وهوشع 8: 4 - 7 خروج 32: 4 و8 تكوين 28: 19 قضاة 18: 26 - 31 ص 13: 34 و2ملوك 17: 21 ص 13: 32 ص 13: 33 و2ملوك 17: 32 و2أيام 13: 9 لاويين 23: 33 وعدد 29: 12 عاموس 7: 10 - 13 ص 13: 1

وَبَنَى يَرُبْعَامُ شَكِيمَ كانت مبنية (ع 1) ولكنه حصّنها وبنى ما لزمها لتصير قاعدة مملكته وجبل أفرايم اسم لأرض أفرايم لأن فيها جبال.

فَنُوئِيلَ شرقي الأردن في أرض جلعاد وعلى الطريق من الشرق إلى سهل يزرعيل. وفي هذا الطريق طرد جدعون المديانيين (قضاة 8: 8 و17) وكان فيها برج ويظن بعضهم أنها عند طبول الذهب على الزرقا على بُعد نحو أربعة أميال شرقي الأردن. وحصّن يربعام هذا المكان لتُحفظ مملكته من هجوم أهل الشرق.

وَقَالَ يَرُبْعَامُ فِي قَلْبِهِ (ع 26) وحسب الظاهر كان مصيباً في هذا الفكر. ولكن من جهة أخرى كان ليربعام وعد من الرب أنه إذا سلك في طريقه يكون معه ويبني له بيتاً آمناً ويعطيه إسرائيل ولكن يربعام سلك بالعيان وليس بالإيمان وعمل ما كان مستقيماً في عيني نفسه ولم يتكل على الرب. وخلفاؤه اتبعوا خطواته على مدة نحو 250 سنة. فنقرأ عن كل واحد منهم إنه سار في طريق يربعام وفي خطيئته التي جعل بها إسرائيل يخطئ.

فَٱسْتَشَارَ ٱلْمَلِكُ (ع 28) فكانت خطيئته خطيئة الجميع وليست خطيئة الملك وحده.

عِجْلَيْ ذَهَبٍ عمل عجلين لأنه قصد مركزين للعبادة. وكان العجل معبوداً في مصر وكان يرمز إلى القوة ولا سيما قوة التوليد. وربما يربعام لم يقصد عبادة العجل بل عبادة الله بواسطة العجل فكانت خطيئته خطيئة مخالفة الوصية الثانية. ولكن العامة لا يقدرون أن يميزوا بين المعبود وبين الواسطة وميلهم إلى المنظور والمحسوس دون الروحي. ربما كان العجل من خشب مغشّى بذهب وربما كان بحجم عجل حقيقي.

بَيْتِ إِيلَ... دَانَ (ع 29) في الطرف الجنوبي والطرف الشمالي من المملكة. وكان في دان معبد قديم (قضاة 18: 30) وفي بيت إيل أيضاً (تكوين 28: 17). وقال الكاتب حتى إلى دان لأن دان كانت بعيدة.

وَبَنَى بَيْتَ ٱلْمُرْتَفَعَاتِ (ع 31) أي لكل من العجلين. وكانت دان على سفح جبل حرمون عند تل القاضي حيث أحد مخارج الأردن. وبيت إيل شرقي الطريق من أورشليم إلى نابلس وعلى بُعد واحد من كلتا المدينتين. وكانت المعابد القديمة في أماكن مرتفعة.

كَهَنَةً مِنْ أَطْرَافِ ٱلشَّعْبِ في (2أيام 11: 13 و14) إن الكهنة واللاويين تركوا مسارحهم وأملاكهم وانطلقوا إلى أورشليم لأن يربعام وبيته رفضوهم. وأطراف الشعب خلاف الرؤوس أي أدناهم وأوطاهم. وفي (13: 33) من شاء ملأ يده فصار من كهنة المرتفعات. فكانوا تحت أمر الملك وخدمة أباطيل لا يمكن الضمير والعقل السليم قبولها.

في الشَّهْرِ ٱلثَّامِنِ (ع 32) كان عيد المظال في الشهر السابع (لاويين 23: 34) ولا نعرف السبب لتغيير الوقت. وما نلاحظه هنا هو أنه عمل كما استحسن وليس كما أمر الرب فلم يعمل الواجب بل الموافق في عينيه والذي ابتدعه من قلبه. والقمر في اليوم الخامس عشر يكون بدراً لأن الشهر هو شهر قمري فيكون موافقاً للعيد.

وَأَصْعَدَ عَلَى ٱلْمَذْبَحِ وفي هذا الأمر أيضاً خالف الشريعة لأن إصعاد الذبائح للكهنة فقط. وذكر بيت إيل ولم يذكر دان لأن بيت إيل كانت مقدس الملك وبيت المُلك (عاموس 7: 13).

اَلأَصْحَاحُ ٱلثَّالِثُ عَشَرَ

1 - 10 «1 وَإِذَا بِرَجُلِ ٱللّٰهِ قَدْ أَتَى مِنْ يَهُوذَا بِكَلاَمِ ٱلرَّبِّ إِلَى بَيْتِ إِيلَ، وَيَرُبْعَامُ وَاقِفٌ لَدَى ٱلْمَذْبَحِ لِيُوقِدَ. 2 فَنَادَى نَحْوَ ٱلْمَذْبَحِ بِكَلاَمِ ٱلرَّبِّ: يَا مَذْبَحُ يَا مَذْبَحُ، هٰكَذَا قَالَ ٱلرَّبُّ: هُوَذَا سَيُولَدُ لِبَيْتِ دَاوُدَ ٱبْنٌ ٱسْمُهُ يُوشِيَّا، وَيَذْبَحُ عَلَيْكَ كَهَنَةَ ٱلْمُرْتَفَعَاتِ ٱلَّذِينَ يُوقِدُونَ عَلَيْكَ، وَتُحْرَقُ عَلَيْكَ عِظَامُ ٱلنَّاسِ. 3 وَأَعْطَى فِي ذٰلِكَ ٱلْيَوْمِ عَلاَمَةً قَائِلاً: هٰذِهِ هِيَ ٱلْعَلاَمَةُ ٱلَّتِي تَكَلَّمَ بِهَا ٱلرَّبُّ: هُوَذَا ٱلْمَذْبَحُ يَنْشَقُّ وَيُذْرَى ٱلرَّمَادُ ٱلَّذِي عَلَيْهِ. 4 فَلَمَّا سَمِعَ ٱلْمَلِكُ كَلاَمَ رَجُلِ ٱللّٰهِ ٱلَّذِي نَادَى نَحْوَ ٱلْمَذْبَحِ فِي بَيْتِ إِيلَ، مَدَّ يَرُبْعَامُ يَدَهُ عَنِ ٱلْمَذْبَحِ قَائِلاً: أَمْسِكُوهُ. فَيَبِسَتْ يَدُهُ ٱلَّتِي مَدَّهَا نَحْوَهُ وَلَمْ يَسْتَطِعْ أَنْ يَرُدَّهَا إِلَيْهِ! 5 وَٱنْشَقَّ ٱلْمَذْبَحُ وَذُرِيَ ٱلرَّمَادُ مِنْ عَلَيْهِ حَسَبَ ٱلْعَلاَمَةِ ٱلَّتِي أَعْطَاهَا رَجُلُ ٱللّٰهِ بِكَلاَمِ ٱلرَّبِّ. 6 فَقَالَ ٱلْمَلِكُ لِرَجُلِ ٱللّٰهِ: تَضَرَّعْ إِلَى وَجْهِ ٱلرَّبِّ إِلٰهِكَ وَصَلِّ مِنْ أَجْلِي فَتَرْجِعَ يَدِي إِلَيَّ. فَتَضَرَّعَ رَجُلُ ٱللّٰهِ إِلَى وَجْهِ ٱلرَّبِّ فَرَجَعَتْ يَدُ ٱلْمَلِكِ إِلَيْهِ وَكَانَتْ كَمَا فِي ٱلأَوَّلِ. 7 ثُمَّ قَالَ ٱلْمَلِكُ لِرَجُلِ ٱللّٰهِ: ٱدْخُلْ مَعِي إِلَى ٱلْبَيْتِ وَتَقَوَّتْ فَأُعْطِيَكَ أُجْرَةً. 8 فَقَالَ رَجُلُ ٱللّٰهِ لِلْمَلِكِ: لَوْ أَعْطَيْتَنِي نِصْفَ بَيْتِكَ لاَ أَدْخُلُ مَعَكَ وَلاَ آكُلُ خُبْزاً وَلاَ أَشْرَبُ مَاءً فِي هٰذَا ٱلْمَوْضِعِ. 9 لأَنِّي هٰكَذَا أُوصِيتُ بِكَلاَمِ ٱلرَّبِّ: لاَ تَأْكُلْ خُبْزاً وَلاَ تَشْرَبْ مَاءً وَلاَ تَرْجِعْ فِي ٱلطَّرِيقِ ٱلَّذِي ذَهَبْتَ فِيهِ. 10 فَذَهَبَ فِي طَرِيقٍ آخَرَ، وَلَمْ يَرْجِعْ فِي ٱلطَّرِيقِ ٱلَّذِي جَاءَ فِيهِ إِلَى بَيْتِ إِيلَ».

ص 12: 22 و2ملوك 23: 17 ص 12: 33 ع 32 و2ملوك 23: 15 و16 خروج 4: 1 - 5 وقضاة 6: 17 خروج 8: 8 و28 و9: 28 وأعمال 8: 24 لوقا 6: 27 و28 و1صموئيل 9: 7 و8 و2ملوك 5: 15 ع 16 و17 وعدد 22: 18 و24: 13

اسم رجل الله مجهول. كان أنبياء في إسرائيل ولكن لهذه النبوة علاقة مع يهوذا فكان من الموافق أن النبي يكون من يهوذا. والمذبح الذي كان الملك واقفاً أمامه هو مذبح المحرقة.

نَادَى نَحْوَ ٱلْمَذْبَحِ (ع 2) لم يوجه كلامه إلى الملك. لأن الملك كان قد قسّى قلبه ورفض كلام الله. بل إلى المذبح الذي سيبقى إلى أيام يوشيا للشهادة. انظر كلام إشعياء للسماء والأرض (إشعياء 1: 2) وكلام حزقيال للجبال (حزقيال 6: 1 - 5).

ٱسْمُهُ يُوشِيَّا وهذه من أعجب النبوات لأنها كانت قبل زمان يوشيا بنحو 350 سنة. ورأى بعضهم في هذه النبوة صعوبة. ليست الصعوبة بذكر ما سيحدث بعد 350 سنة لأن الرب يعرف كل الأمور المستقبلة. ولكن ذكر اسم أو غيره من التفاصيل يخالف أسلوب أكثر النبوات التي تذكر الأمور المستقبلة بألفاظ مبهمة لا تُفهم تماماً إلا بعد تتميمها وليس مثل لهذه النبوة إلا النبوة في كورش (إشيعاء 44: 28) وأما النبوة في كورش فلها استعداد سابق في سياق الكلام. وأما هنا فلا يظهر ما يستدعي ذكر يوشيا باسمه قبلما وُلد بمدة 350 سنة ولما تمت النبوة (2ملوك 23: 15 - 20) لا إشارة إلى أن اسم يوشيا كان مذكوراً في النبوة. فيظن بعضهم أن أحد النساخ وضع اسم يوشيا في الحاشية وغيره أدخله في المتن.

وَيَذْبَحُ عَلَيْكَ الخ تمت هذه النبوة في يوشيا (2ملوك 23: 20) قيل في عدد 19: 13 «مَنْ مَسَّ مَيِّتاً... يُنَجِّسُ مَسْكَنَ ٱلرَّبِّ» فكم بالحري ذبح الناس وحرق عظامهم ينجس المذبح.

عَلاَمَةً قَائِلاً (ع 3) كانت الأمور التي تبنأ عنها في المستقبل البعيد فلا يراها أحد السامعين فاقتضى الحال علامة تثبت كلام النبي (إشعياء 7: 14 - 16 و2ملوك 19: 29).

مَدَّ يَرُبْعَامُ يَدَهُ (ع 4) كان واقفاً لدى المذبح لكي يوقد ولما سمع كلام رجل الله غضب وترك ما كان يعمله ومد يده عن المذبح إشارة لخدامه ليمسكوه وربما قصد قتله.

وَٱنْشَقَّ ٱلْمَذْبَحُ (ع 5) العلامة التي كان رجل الله قد وعد بها. وشهدت العلامة لصحة كلام رجل الله وكانت رمزاً إلى أن الرب قد رفض عبادة يربعام وإنها ستسقط.

فَقَالَ ٱلْمَلِكُ (ع 6) خاف واتضع مما أصابه ولكن كان خوفه وقتياً فقط ولما رجعت يده إليه رجع هو إلى طرقه الرديئة. انظر قول فرعون (خروج 8: 8) وقول الشعب لموسى (عدد 21: 7). وقوله لرجل الله «تضرع إلى الرب إلهك» يشير إلى شعوره بأنه قد ترك الرب وإن الرب قد تركه.

ٱدْخُلْ مَعِي إِلَى ٱلْبَيْتِ (ع 7) أكرمه ودعاه إلى بيته. والأجرة على شفائه يده. وربما أراد إكرامه أمام الشعب ليظهر اتحادهم مع رجل الله فلا يخافون مما حدث ولا يرجعون إلى عبادة الرب في أورشليم. كقول شاول لصموئيل (1صموئيل 15: 30).

فَقَالَ رَجُلُ ٱللّٰهِ الخ (ع 8) رفض دعوة الملك لأن الأكل والشرب في بيت الملك أو في بيت غيره في بيت إيل كان علامة اتفاقه معهم ورضى الله عن أعمالهم. ورجع في طريق غير الذي جاء فيه لئلا يراه أحد من الذين كانوا قد رأوه سابقاً فيدعوه إلى بيته.

11 - 22 «11 وَكَانَ نَبِيٌّ شَيْخٌ سَاكِناً فِي بَيْتِ إِيلَ. فَأَتَى بَنُوهُ وَقَصُّوا عَلَيْهِ كُلَّ ٱلْعَمَلِ ٱلَّذِي عَمِلَهُ رَجُلُ ٱللّٰهِ ذٰلِكَ ٱلْيَوْمَ فِي بَيْتِ إِيلَ، وَقَصُّوا عَلَى أَبِيهِمِ ٱلْكَلاَمَ ٱلَّذِي تَكَلَّمَ بِهِ إِلَى ٱلْمَلِكِ. 12 فَقَالَ لَهُمْ أَبُوهُمْ: مِنْ أَيِّ طَرِيقٍ ذَهَبَ؟ وَكَانَ بَنُوهُ قَدْ رَأَوُا ٱلطَّرِيقَ ٱلَّذِي سَارَ فِيهِ رَجُلُ ٱللّٰهِ. 13 فَقَالَ لِبَنِيهِ: شُدُّوا لِي عَلَى ٱلْحِمَارِ. فَشَدُّوا لَهُ عَلَى ٱلْحِمَارِ فَرَكِبَ عَلَيْهِ 14 وَسَارَ وَرَاءَ رَجُلِ ٱللّٰهِ، فَوَجَدَهُ جَالِساً تَحْتَ ٱلْبَلُّوطَةِ، فَقَالَ لَهُ: أَأَنْتَ رَجُلُ ٱللّٰهِ ٱلَّذِي جَاءَ مِنْ يَهُوذَا؟ فَقَالَ: أَنَا هُوَ. 15 فَقَالَ لَهُ: سِرْ مَعِي إِلَى ٱلْبَيْتِ وَكُلْ خُبْزاً. 16 فَقَالَ: لاَ أَقْدِرُ أَنْ أَرْجِعَ مَعَكَ وَلاَ أَدْخُلُ مَعَكَ وَلاَ آكُلُ خُبْزاً وَلاَ أَشْرَبُ مَعَكَ مَاءً فِي هٰذَا ٱلْمَوْضِعِ. 17 لأَنَّهُ قِيلَ لِي بِكَلاَمِ ٱلرَّبِّ: لاَ تَأْكُلْ خُبْزاً وَلاَ تَشْرَبْ هُنَاكَ مَاءً وَلاَ تَرْجِعْ سَائِراً فِي ٱلطَّرِيقِ ٱلَّذِي ذَهَبْتَ فِيهِ. 18 فَقَالَ لَهُ: أَنَا أَيْضاً نَبِيٌّ مِثْلُكَ، وَقَدْ كَلَّمَنِي مَلاَكٌ بِكَلاَمِ ٱلرَّبِّ قَائِلاً: ٱرْجِعْ بِهِ مَعَكَ إِلَى بَيْتِكَ فَيَأْكُلَ خُبْزاً وَيَشْرَبَ مَاءً - كَذَبَ عَلَيْهِ. 19 فَرَجَعَ مَعَهُ وَأَكَلَ خُبْزاً فِي بَيْتِهِ وَشَرِبَ مَاءً. 20 وَبَيْنَمَا هُمَا جَالِسَانِ عَلَى ٱلْمَائِدَةِ كَانَ كَلاَمُ ٱلرَّبِّ إِلَى ٱلنَّبِيِّ ٱلَّذِي أَرْجَعَهُ، 21 فَصَاحَ إِلَى رَجُلِ ٱللّٰهِ ٱلَّذِي جَاءَ مِنْ يَهُوذَا: هٰكَذَا قَالَ ٱلرَّبُّ: مِنْ أَجْلِ أَنَّكَ خَالَفْتَ قَوْلَ ٱلرَّبِّ وَلَمْ تَحْفَظِ ٱلْوَصِيَّةَ ٱلَّتِي أَوْصَاكَ بِهَا ٱلرَّبُّ إِلٰهُكَ، 22 فَرَجَعْتَ وَأَكَلْتَ خُبْزاً وَشَرِبْتَ مَاءً فِي ٱلْمَوْضِعِ ٱلَّذِي قَالَ لَكَ: لاَ تَأْكُلْ فِيهِ خُبْزاً وَلاَ تَشْرَبْ مَاءً، لاَ تَدْخُلُ جُثَّتُكَ قَبْرَ آبَائِكَ».

ع 25 و2ملوك 23: 18 ع 8 و9 ص 20: 35

إن سكنى النبي الشيخ في بيت إيل دليل على عدم ثباته في طرق الرب. وعذره هو أنه لا يقدر أن يقاوم الملك وجميع الشعب وله بيت وأولاد يلزمهم ما يعيشون به ولم يحضر حينما أوقد الملك على المذبح (ع) إما لشيخوخته أو لعدم رضاه بتلك العبادة. غير أنه كان ساكتاً. وربما كانت غايته الاتفاق مع رجل الله وإظهار المحبة الأخوية فلا يظهر أنه هو والملك والشعب أجمعون قد وقعوا تحت غضب الله ولعنته. وربما افتكر أنه يصير وسيطاً بين رجل الله والملك فيكون له مجد ونفوذ.

فَرَجَعَ مَعَهُ (ع 19) وكان ذلك خطيئة منه لأنه كان يجب عليه أن لا يصدق كلام النبي الشيخ لأن الرب لا يتغير ولا يمكن أنه يقول شيئاً لرجل الله وخلافه للنبي الشيخ. ولا شك أن رجل الله كان متعباً وجائعاً وعطشاناً وحزيناً فجلس تحت البلوطة وكانت دعوة النبي الشيخ دعوة مقبولة فمال إلى تصديقه والذهاب إلى بيته.

فَصَاحَ إِلَى الرَجُلِ (ع 21) كان في الأول قد كذب عليه وادّعى بأنه أتاه بكلام من الله (ع 18) ولكن بعدما جلس إلى المائدة أتاه كلام حقيقي من الله فلم يقدر أن يسكت بل صاح إلى ضيفه. وأحياناً يتكلم الرب بواسطة أناس غير كاملين في الإيمان والطاعة كبلعام (عدد 24) وقيافا (يوحنا 11: 51).

لاَ تَدْخُلُ جُثَّتُكَ قَبْرَ آبَائِكَ (ع 22) لا يموت موتاً طبيعياً ولا يُدفن دفناً اعتيادياً وذلك مصيبة عظيمة ولا سيما عند القدماء.

23 - 32 «23 ثُمَّ بَعْدَمَا أَكَلَ خُبْزاً وَبَعْدَ أَنْ شَرِبَ شَدَّ لَهُ عَلَى ٱلْحِمَارِ (أَيْ لِلنَّبِيِّ ٱلَّذِي أَرْجَعَهُ) 24 وَٱنْطَلَقَ. فَصَادَفَهُ أَسَدٌ فِي ٱلطَّرِيقِ وَقَتَلَهُ. وَكَانَتْ جُثَّتُهُ مَطْرُوحَةً فِي ٱلطَّرِيقِ وَٱلْحِمَارُ وَاقِفٌ بِجَانِبِهَا وَٱلأَسَدُ وَاقِفٌ بِجَانِبِ ٱلْجُثَّةِ. 25 وَإِذَا بِقَوْمٍ يَعْبُرُونَ فَرَأَوْا ٱلْجُثَّةَ مَطْرُوحَةً فِي ٱلطَّرِيقِ وَٱلأَسَدُ وَاقِفٌ بِجَانِبِ ٱلْجُثَّةِ. فَأَتَوْا وَأَخْبَرُوا فِي ٱلْمَدِينَةِ ٱلَّتِي كَانَ ٱلنَّبِيُّ ٱلشَّيْخُ سَاكِناً بِهَا. 26 وَلَمَّا سَمِعَ ٱلنَّبِيُّ ٱلَّذِي أَرْجَعَهُ عَنِ ٱلطَّرِيقِ قَالَ: هُوَ رَجُلُ ٱللّٰهِ ٱلَّذِي خَالَفَ قَوْلَ ٱلرَّبِّ، فَدَفَعَهُ ٱلرَّبُّ لِلأَسَدِ فَٱفْتَرَسَهُ وَقَتَلَهُ حَسَبَ كَلاَمِ ٱلرَّبِّ ٱلَّذِي كَلَّمَهُ بِهِ. 27 وَقَالَ لِبَنِيهِ: شُدُّوا لِي عَلَى ٱلْحِمَارِ. فَشَدُّوا. 28 فَذَهَبَ وَوَجَدَ جُثَّتَهُ مَطْرُوحَةً فِي ٱلطَّرِيقِ، وَٱلْحِمَارَ وَٱلأَسَدَ وَاقِفَيْنِ بِجَانِبِ ٱلْجُثَّةِ، وَلَمْ يَأْكُلِ ٱلأَسَدُ ٱلْجُثَّةَ وَلاَ ٱفْتَرَسَ ٱلْحِمَارَ. 29 فَرَفَعَ ٱلنَّبِيُّ جُثَّةَ رَجُلِ ٱللّٰهِ وَوَضَعَهَا عَلَى ٱلْحِمَارِ وَرَجَعَ بِهَا، وَدَخَلَ ٱلنَّبِيُّ ٱلشَّيْخُ ٱلْمَدِينَةَ لِيَنْدُبَهُ وَيَدْفِنَهُ 30 فَوَضَعَ جُثَّتَهُ فِي قَبْرِهِ وَنَاحُوا عَلَيْهِ قَائِلِينَ: آهِ يَا أَخِي! 31 وَبَعْدَ دَفْنِهِ إِيَّاهُ قَالَ لِبَنِيهِ: عِنْدَ وَفَاتِي ٱدْفِنُونِي فِي ٱلْقَبْرِ ٱلَّذِي دُفِنَ فِيهِ رَجُلُ ٱللّٰهِ. بِجَانِبِ عِظَامِهِ ضَعُوا عِظَامِي. 32 لأَنَّهُ تَمَاماً سَيَتِمُّ ٱلْكَلاَمُ ٱلَّذِي نَادَى بِهِ بِكَلاَمِ ٱلرَّبِّ نَحْوَ ٱلْمَذْبَحِ ٱلَّذِي فِي بَيْتِ إِيلَ، وَنَحْوَ جَمِيعِ بُيُوتِ ٱلْمُرْتَفَعَاتِ ٱلَّتِي فِي مُدُنِ ٱلسَّامِرَةِ».

ص 20: 36 ع 11 و2ملوك 23: 17 و18 ع 2 ص 12: 31 ص 16: 24

فَصَادَفَهُ أَسَدٌ (ع 24) لا أسود في أرض فلسطين في أيامنا ولكنها وُجدت في القديم (1صموئيل 17: 34). والدليل على أن موت رجل الله كان من الرب وليس أمراً طبيعياً هو أن الأسد لم يأكل الجثة ولا افترس الحمار فكان أمراً غريباً استلفت نظر العابرين. فكابد رجل الله مجازاة ثقيلة ولكنها عادلة لأنه كان مرسلاً من قِبل الرب بكلام خطير وبعمله الأخير نقض الكلام الذي تكلم به في الأول وجعل الناس يظنون أن الرب رجع عن كلامه فلا يعمل كما تكلم. وأما مجازاته فكانت موت الجسد ولا نستنتج أن الرب رفضه كل الرفض أو أهلك نفسه هلاكاً أبدياً.

فَوَضَعَ جُثَّتَهُ فِي قَبْرِهِ (ع 30) ربما كان في القبر الواحد محلات فدُفن في نفس القبر جثث ولكل جثة محل. ووصية النبي الشيخ لأولاده هي أن توضع جثته في محل في القبر بجانب المحل الذي كانت قد وُضعت جثة رجل الله فيه. وقصده الشهادة حتى بعد موته إن الكلام الذي تكلم به رجل الله هو كلام الله بالحقيقة ولا بد من إتمامه. ونعرف من (2ملوك 23: 17) إنهم أقاموا صوّة على القبر وهي إكرام خصوصي وبقيت هذه الصوّة إلى أيام يوشيا.

مُدُنِ ٱلسَّامِرَةِ (ع 32) بُنيت السامرة بعد أيام يربعام (16: 24) ولكن الكاتب سمى البلاد بالاسم المعروف في زمانه. وقوله جميع بيوت المرتفعات ربما يشير إلى التي كانت في زمان الحادثة المذكورة أو إلى خراب المرتفعات في أيام يوشيا. وكلام النبي الشيخ هذا يدل على أنه تاب توبة حقيقية عن خطيئته في كذبه على رجل الله.

33، 34 «33 بَعْدَ هٰذَا ٱلأَمْرِ لَمْ يَرْجِعْ يَرُبْعَامُ عَنْ طَرِيقِهِ ٱلرَّدِيئَةِ، بَلْ عَادَ فَعَمِلَ مِنْ أَطْرَافِ ٱلشَّعْبِ كَهَنَةَ مُرْتَفَعَاتٍ. مَنْ شَاءَ مَلأَ يَدَهُ فَصَارَ مِنْ كَهَنَةِ ٱلْمُرْتَفَعَاتِ. 34 وَكَانَ مِنْ هٰذَا ٱلأَمْرِ خَطِيَّةٌ لِبَيْتِ يَرُبْعَامَ، وَكَانَ لإِبَادَتِهِ وَخَرَابِهِ عَنْ وَجْهِ ٱلأَرْضِ».

قضاة 17: 5 ص 12: 30 و2ملوك 17: 21 ص 14: 10 و15: 29 و30

مِنْ أَطْرَافِ ٱلشَّعْبِ (انظر 12: 31).

مَنْ شَاءَ مَلأَ يَدَهُ (لاويين 8: 25 - 28) وقيل في (2أيام 13: 9) كل من أتى بثور وسبعة كباش.

وَكَانَ لإِبَادَتِهِ أي كانت خطيئته سبب إبادته وهلاك كل إنسان هو من نفسه.

فوائد

  1. ع 2 «مجازاة الله»

    (1) إنها قد تكون بعد زمان لأن الرب طويل الروح وكثير الرحمة (2) إنها وإن كانت بعد زمان فلا بد منها لأن الرب لا يغض النظر عن الخطيئة ولا يغير أقواله (3) إنها بوسائل مختلفة لأن الرب يجازي كما يريد وحين يريد وبوسائل يختارها هو.

  2. ع 19 «فرجع معه». التقلُّب

    (1) إنه يجب على الإنسان أن لا يعتمد على أمر من أمور الحياة الرئيسية إلا بعد التأمل والصلاة (2) إنه بعد الاعتماد على أمر يجب أن لا يعدل عنه إلا بعد حدوث شيء جديد يمس جوهر عزمه (3) يجب الاحتراس من التسليم إلى صعوبات عرضية أو أميال الجسد أو كلام أناس قليلي المعرفة وإن كانوا من أحباء الله.

اَلأَصْحَاحُ ٱلرَّابِعُ عَشَرَ

1 - 20 «1 فِي ذٰلِكَ ٱلزَّمَانِ مَرِضَ أَبِيَّا بْنُ يَرُبْعَامَ. 2 فَقَالَ يَرُبْعَامُ لامْرَأَتِهِ: قُومِي غَيِّرِي شَكْلَكِ حَتَّى لاَ يَعْلَمُوا أَنَّكِ ٱمْرَأَةُ يَرُبْعَامَ وَٱذْهَبِي إِلَى شِيلُوهَ. هُوَذَا هُنَاكَ أَخِيَّا ٱلنَّبِيُّ ٱلَّذِي قَالَ عَنِّي إِنِّي أَمْلِكُ عَلَى هٰذَا ٱلشَّعْبِ. 3 وَخُذِي بِيَدِكِ عَشَرَةَ أَرْغِفَةٍ وَكَعْكاً وَجَرَّةَ عَسَلٍ، وَسِيرِي إِلَيْهِ وَهُوَ يُخْبِرُكِ مَاذَا يَكُونُ لِلْغُلاَمِ. 4 فَفَعَلَتِ ٱمْرَأَةُ يَرُبْعَامَ هٰكَذَا، وَقَامَتْ وَذَهَبَتْ إِلَى شِيلُوهَ وَدَخَلَتْ بَيْتَ أَخِيَّا. وَكَانَ أَخِيَّا لاَ يَقْدِرُ أَنْ يُبْصِرَ لأَنَّهُ قَدْ ضَعُفَتْ عَيْنَاهُ بِسَبَبِ شَيْخُوخَتِهِ. 5 وَقَالَ ٱلرَّبُّ لأَخِيَّا: هُوَذَا ٱمْرَأَةُ يَرُبْعَامَ آتِيَةٌ لِتَسْأَلَ مِنْكَ شَيْئاً مِنْ جِهَةِ ٱبْنِهَا لأَنَّهُ مَرِيضٌ. فَقُلْ لَهَا: كَذَا وَكَذَا، فَإِنَّهَا عِنْدَ دُخُولِهَا تَتَنَكَّرُ. 6 فَلَمَّا سَمِعَ أَخِيَّا حِسَّ رِجْلَيْهَا وَهِيَ دَاخِلَةٌ فِي ٱلْبَابِ قَالَ: ٱدْخُلِي يَا ٱمْرَأَةَ يَرُبْعَامَ. لِمَاذَا تَتَنَكَّرِينَ وَأَنَا مُرْسَلٌ إِلَيْكِ بِقَوْلٍ قَاسٍ؟ 7 اِذْهَبِي قُولِي لِيَرُبْعَامَ: هٰكَذَا قَالَ ٱلرَّبُّ إِلٰهُ إِسْرَائِيلَ: مِنْ أَجْلِ أَنِّي قَدْ رَفَعْتُكَ مِنْ وَسَطِ ٱلشَّعْبِ وَجَعَلْتُكَ رَئِيساً عَلَى شَعْبِي إِسْرَائِيلَ، 8 وَشَقَقْتُ ٱلْمَمْلَكَةَ مِنْ بَيْتِ دَاوُدَ وَأَعْطَيْتُكَ إِيَّاهَا، وَلَمْ تَكُنْ كَعَبْدِي دَاوُدَ ٱلَّذِي حَفِظَ وَصَايَايَ وَٱلَّذِي سَارَ وَرَائِي بِكُلِّ قَلْبِهِ لِيَفْعَلَ مَا هُوَ مُسْتَقِيمٌ فَقَطْ فِي عَيْنَيَّ، 9 وَقَدْ سَاءَ عَمَلُكَ أَكْثَرَ مِنْ جَمِيعِ ٱلَّذِينَ كَانُوا قَبْلَكَ فَسِرْتَ وَعَمِلْتَ لِنَفْسِكَ آلِهَةً أُخْرَى وَمَسْبُوكَاتٍ لِتُغِيظَنِي وَقَدْ طَرَحْتَنِي وَرَاءَ ظَهْرِكَ، 10 لِذٰلِكَ هَئَنَذَا جَالِبٌ شَرّاً عَلَى بَيْتِ يَرُبْعَامَ، وَأَقْطَعُ لِيَرُبْعَامَ كُلَّ ذَكَرٍ مَحْجُوزاً وَمُطْلَقاً فِي إِسْرَائِيلَ. وَأَنْزِعُ آخِرَ بَيْتِ يَرُبْعَامَ كَمَا يُنْزَعُ ٱلْبَعْرُ حَتَّى يَفْنَى. 11 مَنْ مَاتَ لِيَرُبْعَامَ فِي ٱلْمَدِينَةِ تَأْكُلُهُ ٱلْكِلاَبُ، وَمَنْ مَاتَ فِي ٱلْحَقْلِ تَأْكُلُهُ طُيُورُ ٱلسَّمَاءِ، لأَنَّ ٱلرَّبَّ تَكَلَّمَ. 12 وَأَنْتِ فَقُومِي وَٱنْطَلِقِي إِلَى بَيْتِكِ، وَعِنْدَ دُخُولِ رِجْلَيْكِ ٱلْمَدِينَةَ يَمُوتُ ٱلْوَلَدُ. 13 وَيَنْدُبُهُ جَمِيعُ إِسْرَائِيلَ وَيَدْفِنُونَهُ، لأَنَّ هٰذَا وَحْدَهُ مِنْ يَرُبْعَامَ يَدْخُلُ ٱلْقَبْرَ لأَنَّهُ وُجِدَ فِيهِ أَمْرٌ صَالِحٌ نَحْوَ ٱلرَّبِّ إِلٰهِ إِسْرَائِيلَ فِي بَيْتِ يَرُبْعَامَ. 14 وَيُقِيمُ ٱلرَّبُّ لِنَفْسِهِ مَلِكاً عَلَى إِسْرَائِيلَ يَقْرِضُ بَيْتَ يَرُبْعَامَ هٰذَا ٱلْيَوْمَ. وَمَاذَا؟ اَلآنَ أَيْضاً! 15 وَيَضْرِبُ ٱلرَّبُّ إِسْرَائِيلَ كَٱهْتِزَازِ ٱلْقَصَبِ فِي ٱلْمَاءِ، وَيَسْتَأْصِلُ إِسْرَائِيلَ عَنْ هٰذِهِ ٱلأَرْضِ ٱلصَّالِحَةِ ٱلَّتِي أَعْطَاهَا لآبَائِهِمْ، وَيُبَدِّدُهُمْ إِلَى عَبْرِ ٱلنَّهْرِ لأَنَّهُمْ عَمِلُوا سَوَارِيَهُمْ وَأَغَاظُوا ٱلرَّبَّ. 16 وَيَدْفَعُ إِسْرَائِيلَ مِنْ أَجْلِ خَطَايَا يَرُبْعَامَ ٱلَّذِي أَخْطَأَ وَجَعَلَ إِسْرَائِيلَ يُخْطِئُ. 17 فَقَامَتِ ٱمْرَأَةُ يَرُبْعَامَ وَذَهَبَتْ وَجَاءَتْ إِلَى تِرْصَةَ. وَلَمَّا وَصَلَتْ إِلَى عَتَبَةِ ٱلْبَابِ مَاتَ ٱلْغُلاَمُ، 18 فَدَفَنَهُ وَنَدَبَهُ جَمِيعُ إِسْرَائِيلَ حَسَبَ كَلاَمِ ٱلرَّبِّ ٱلَّذِي تَكَلَّمَ بِهِ عَنْ يَدِ عَبْدِهِ أَخِيَّا ٱلنَّبِيِّ. 19 وَأَمَّا بَقِيَّةُ أُمُورِ يَرُبْعَامَ، كَيْفَ حَارَبَ وَكَيْفَ مَلَكَ، فَإِنَّهَا مَكْتُوبَةٌ فِي سِفْرِ أَخْبَارِ ٱلأَيَّامِ لِمُلُوكِ إِسْرَائِيلَ. 20 وَٱلزَّمَانُ ٱلَّذِي مَلَكَ فِيهِ يَرُبْعَامُ هُوَ ٱثْنَتَانِ وَعِشْرُونَ سَنَةً، ثُمَّ ٱضْطَجَعَ مَعَ آبَائِهِ وَمَلَكَ نَادَابُ ٱبْنُهُ عِوَضاً عَنْهُ».

1صموئيل 28: 8 و2صموئيل 14: 2 و2أيام 18: 29 يشوع 18: 1 ص 11: 29 - 31 ص 13: 7 و1صموئيل 9: 7 و8 و2ملوك 4: 42 ع 2 ص 11: 29 و1صموئيل 3: 2 و4: 15 و2صموئيل 14: 2 ص 11: 28 - 31 و16: 2 ص 11: 33 و38 ص 15: 5 ص 12: 28 و2أيام 11: 15 خروج 34: 17 مزمور 50: 17 وحزقيال 23: 35 ص 21: 21 و2ملوك 9: 8 تثنية 32: 36 و2ملوك 14: 26 ص 15: 29 ص 16: 4 و21: 24 ع 17 ص 15: 27 - 29 تثنية 29: 28 و2ملوك 17: 6 يشوع 23: 15 و16 و2ملوك 15: 29 خروج 34: 13 و14 وتثنية 12: 3 و4 ص 12: 30 و13: 34 ص 15: 21 و33 و16: 6 - 9 و15 و23 ع 12 ع 13 ع 30 و2أيام 13: 2 - 20

فِي ذٰلِكَ ٱلزَّمَانِ في الأصحاح السابق نبوة بإبادة بيت يربعام وفي هذا الأصحاح نبأ موت ابنه أبيا. ولعله البكر وولي العهد فكان موته بداية إتمام النبوّة.

غَيِّرِي شَكْلَكِ (ع 2) ظن يربعام أن النبي لا يكلمه لو ذهب هو نفسه لأنه كان قد خالف كلام الرب من أول ملكه إلى آخره ولا يكلم امرأته إذا عرف من هي. وكان يربعام ساكناً في ذلك الوقت في ترصة وهي قريبة من شكيم غير أن موقعها مجهول وكانت معروفة بجمالها (نشيد الأناشيد 6: 4) وربما ترك شكيم لأن موقعها في واد بين جبال فلا تقبل التحصين كما يلزم قاعدة مملكة. وشيلوه جنوب شكيم وبينها وبين أورشليم وكانت مسكن أخيا النبي. وفي زمان عالي كانت مقر الخيمة. ونرى في يربعام مناقضة لأنه صدق أن أخيا يقدر أن يخبر ماذا يكون للغلام ومع ذلك ظن أنه لا يقدر أن يعرف من هي المرأة.

وَكَانَ أَخِيَّا لاَ يَقْدِرُ أَنْ يُبْصِرَ (ع 4) ومع ذلك عرف من هي المرأة وهي داخلة الباب متنكرة وعرف أيضاً مطلوبها قبلما تكلمت. وهنا برهان على أن الرب تكلم به.

شَعْبِي إِسْرَائِيلَ (ع 7) لم يزالوا شعبه وإن كانوا قد انشقوا عن يهوذا وتركوا الرب.

أَكْثَرَ مِنْ جَمِيعِ ٱلَّذِينَ كَانُوا قَبْلَكَ (ع 9) أكثر من الملوك والقضاة الذين كانوا قبل يربعام فإن بعضهم أخطأوا ولكن لا أحد منهم نصب أصناماً وعلم الشعب السجود لها. صنع جدعون أفوداً وزنى كل إسرائيل وراءه فكان لهم فخاً (قضاة 8: 27) ولكن جدعون لم يقصد تلك النتيجة من عمله.

وَقَدْ طَرَحْتَنِي وَرَاءَ ظَهْرِكَ (حزقيال 23: 35 ومزمور 50: 17 ونحميا 9: 26). وأما القول هنا فيشير إلى الاحتقار الكلي والاحتقار ليس فقط لكلامه أو لأنبيائه بل أيضاً للرب نفسه. وهذا عكس ما عمله داود الذي سار وراء الرب (ع 8).

مَحْجُوزاً وَمُطْلَقاً (ع 10) من التفاسير (1) العبيد والأحرار (2) سكان المدن وسكان القرى المتفرقة. (3) المتزوجون والأعزاب (4) القاصرون أي الأولاد والبالغون وهذا هو الأرجح. والمقصود بالقول جميع الناس.

وَأَنْزِعُ آخِرَ بَيْتِ يَرُبْعَامَ أي لا يبقى منه أحد.

ٱلْبَعْرُ كما كان قد احتقر الرب وطرحه وراء ظهره يحتقره الرب وينزعه كما ينزع البعر.

تَأْكُلُهُ ٱلْكِلاَبُ (ع 11) إنه لأمر طبيعي أن الإنسان يشتهي لنفسه أن يُدفن بإكرام ويكون له ذكر طيّب بعد موته ومن أعظم المصائب أن تأكله الكلاب أو الطيور (تثنية 28: 26 وإرميا 7: 33).

وَيَنْدُبُهُ جَمِيعُ إِسْرَائِيلَ (ع 13) ينتج من هذا القول أنه كان صالحاً ومحبوباً. ومن تقاليد اليهود أنه قاوم السجود للأصنام وطلب رجوع الشعب إلى عبادة الرب في أورشليم. أحبه الرب فأدخله لئلا تصيبه المصائب المتنبأ عنها. والموت أحياناً يكون رحمة.

وَيُقِيمُ ٱلرَّبُّ لِنَفْسِهِ مَلِكاً (ع 14) أي بعشا (15: 27 - 29).

وَمَاذَا؟ اَلآنَ أَيْضاً! أي لماذا أكثر الكلام لأن إتمام النبوة قريب وهو الآن. مات يربعام وخلفه ابنه ناداب وملك سنتين فقط ففتن عليه بعشا وأماته وضرب كل بيت يربعام ولم يُبق له نسمة. وكان بعشا ملكاً شريراً ولكن الرب أقامه واستعمله كآلة بيده ليضرب بها شعبه.

كَٱهْتِزَازِ ٱلْقَصَبِ (ع 15) (متى 11: 7) القصب علامة الضعف وعدم الثبات. والقصب في الماء أضعف منه في اليابسة.

عَبْرِ ٱلنَّهْرِ نهر الفرات أي في بلاد أشور (2ملوك 17: 6) وكانت هذه النبوة قبل تتميمها بنحو 230 سنة.

سَوَارِيَهُمْ كان في المرتفعات المخصصة لعبادة البعل وغيره من آلهة الكنعانيين (1) مذبح و(2) عمود أو نَصَب من حجر و(3) سارية من خشب. والإسرائيليون لما افتتحوا البلاد اتخذوا هذه المذابح والعواميد والسواري وسجدوا بها لآلهة الكنعانيين. وكانت السارية شجرة أو خشبة على شكل شجرة. وأحياناً كانت السارية منقوشة على شكل تمثال. والمظنون أن أصل السجود للسواري هو السجود للأشجار. وربما صارت السواري علامات لآلهة سجدوا لها مع سجودهم للبعل فكان لهم آلهة وإله (تثنية 16: 21 وقضاة 6: 25 و2ملوك 17: 10 وإرميا 17: 2).

إِلَى تِرْصَةَ (ع 17) (انظر ع 2 وتفسيره). وموت ابنها كما تنبأ النبي كان علامة لإقامة الكلام كله.

كَيْفَ حَارَبَ (ع 19) حروبه مع رحبعام مذكورة في (ع 30) وحربه مع أبيا مذكورة في (2أيام 13: 3 - 20) وفي هذه الحرب سقط قتلى من إسرائيل خمس مئة ألف رجل مختار وأخذ أبيا مدينة بيت إيل وغيرها. ثم ضرب الرب يربعام ومات (2أيام 13: 20) فنستنتج أن موته يدل بعض الدلالة على غضب الرب.

21 - 24 «21 وَأَمَّا رَحُبْعَامُ بْنُ سُلَيْمَانَ فَمَلَكَ فِي يَهُوذَا. وَكَانَ رَحُبْعَامُ ٱبْنَ إِحْدَى وَأَرْبَعِينَ سَنَةً حِينَ مَلَكَ، وَمَلَكَ سَبْعَ عَشَرَةَ سَنَةً فِي أُورُشَلِيمَ ٱلْمَدِينَةِ ٱلَّتِي ٱخْتَارَهَا ٱلرَّبُّ لِوَضْعِ ٱسْمِهِ فِيهَا مِنْ جَمِيعِ أَسْبَاطِ إِسْرَائِيلَ. وَٱسْمُ أُمِّهِ نِعْمَةُ ٱلْعَمُّونِيَّةُ. 22 وَعَمِلَ يَهُوذَا ٱلشَّرَّ فِي عَيْنَيِ ٱلرَّبِّ وَأَغَارُوهُ أَكْثَرَ مِنْ جَمِيعِ مَا عَمِلَ آبَاؤُهُمْ بِخَطَايَاهُمُ ٱلَّتِي أَخْطَأُوا بِهَا. 23 وَبَنَوْا هُمْ أَيْضاً لأَنْفُسِهِمْ مُرْتَفَعَاتٍ وَأَنْصَاباً وَسَوَارِيَ عَلَى كُلِّ تَلٍّ مُرْتَفِعٍ وَتَحْتَ كُلِّ شَجَرَةٍ خَضْرَاءَ. 24 وَكَانَ أَيْضاً مَأْبُونُونَ فِي ٱلأَرْضِ. فَعَلُوا حَسَبَ كُلِّ أَرْجَاسِ ٱلأُمَمِ ٱلَّذِينَ طَرَدَهُمُ ٱلرَّبُّ مِنْ أَمَامِ بَنِي إِسْرَائِيلَ».

2أيام 12: 13 ص 11: 32 و36 و2أيام 22: 1 و14 تثنية 12: 2 تثنية 16: 22 ع 15 و2ملوك 17: 10 وإشعياء 57: 5 وإرميا 2: 20 تثنية 23: 17

ٱلْمَدِينَةِ ٱلَّتِي ٱخْتَارَهَا ٱلرَّبُّ أي كان قد اختارها في زمان داود والسبب لذكر هذا الأمر هنا هو أولاً تمييز أورشليم عن بيت إيل ودان وعبادتهما. وثانياً تبيان عظمة خطيئة يهوذا في إقامتهم الأنصاب والسواري وفعلهم حسب أرجاس الأمم.

وَٱسْمُ أُمِّهِ نِعْمَةُ ٱلْعَمُّونِيَّةُ كان لرحبعام إحدى وأربعون سنة من العمر حين ملك وملك أبوه أربعين سنة فنستنتج أن سليمان أخذ هذه العمونية قبلما صار ملكاً في حياة أبيه داود وقبلما أخذ ابنة فرعون. وأسماء أمهات ملوك يهوذا مذكورة لأن لأم الملك شهرة وسطوة خصوصية. ولا سيما إذا كان الملك صغيراً في السن أو ضعيفاً في العقل.

وَعَمِلَ يَهُوذَا ٱلشَّرَّ (ع 22) قيل في (2أيام 12: 1) إن رحبعام ترك الرب حينما تثبتت المملكة وتشددت وقيل هنا أن يهوذا عمل الشر فنستنتج أن الملك والشعب عبدوا الرب نحو أربع سنين ثم تقوى ميل الشعب لعبادة الأصنام ولم يقدر الملك أن يمنعهم فترك الرب هو والشعب.

وَأَغَارُوهُ كثيراً ما يشبه الكتاب شعب الله بامرأة وهو رجلها. والمقصود بالتشبيه أنه يجب على شعب الله أن يحبوه من كل قلوبهم ولا يكون لهم إله آخر. ويغيرون الرب بعبادتهم لآلهة أخرى كما تغير المرأة رجلها إذا أحبت غيره.

أَنْصَاب (ع 23) كانت الأنصاب أولاً للتذكار كعواميد يعقوب (تكوين 28: 18 و31: 45 و35: 14) والحجارة التي نصبها يشوع (يشوع 4: 9) وكانت أنصاب الكنعانيين من حجر وكانت لعبادة البعل. والسواري من خشب ولعبادة عشتروث. والنهي عن إقامة الأنصاب في (لاويين 26: 1) هو نهي عن إقامتها للعبادة.

سَوَارِيَ (انظر ع 15 وتفسيره).

مَأْبُونُونَ (ع 24) هم ذكور مخصصون لعبادة البعل القبيحة كما كانت الزانيات مخصصات لعبادة عشتروث (هوشع 4: 14) والجنسان مذكوران في (تثنية 23: 17) «لا تكون زانية... ولا مأبون» وبالعبرانية «قدشه وقدش».

25 - 31 «25 وَفِي ٱلسَّنَةِ ٱلْخَامِسَةِ لِلْمَلِكِ رَحُبْعَامَ صَعِدَ شِيشَقُ مَلِكُ مِصْرَ إِلَى أُورُشَلِيمَ 26 وَأَخَذَ خَزَائِنَ بَيْتِ ٱلرَّبِّ وَخَزَائِنَ بَيْتِ ٱلْمَلِكِ، وَأَخَذَ كُلَّ شَيْءٍ. وَأَخَذَ جَمِيعَ أَتْرَاسِ ٱلذَّهَبِ ٱلَّتِي عَمِلَهَا سُلَيْمَانُ. 27 فَعَمِلَ ٱلْمَلِكُ رَحُبْعَامُ عِوَضاً عَنْهَا أَتْرَاسَ نُحَاسٍ وَسَلَّمَهَا لِيَدِ رُؤَسَاءِ ٱلسُّعَاةِ ٱلْحَافِظِينَ بَابَ بَيْتِ ٱلْمَلِكِ. 28 وَكَانَ إِذَا دَخَلَ ٱلْمَلِكُ بَيْتَ ٱلرَّبِّ يَحْمِلُهَا ٱلسُّعَاةُ، ثُمَّ يُرْجِعُونَهَا إِلَى غُرْفَةِ ٱلسُّعَاةِ. 29 وَبَقِيَّةُ أُمُورِ رَحُبْعَامَ وَكُلُّ مَا فَعَلَ مَكْتُوبَةٌ فِي سِفْرِ أَخْبَارِ ٱلأَيَّامِ لِمُلُوكِ يَهُوذَا. 30 وَكَانَتْ حَرْبٌ بَيْنَ رَحُبْعَامَ وَيَرُبْعَامَ كُلَّ ٱلأَيَّامِ. 31 ثُمَّ ٱضْطَجَعَ رَحُبْعَامُ مَعَ آبَائِهِ، وَدُفِنَ مَعَ آبَائِهِ فِي مَدِينَةِ دَاوُدَ. وَٱسْمُ أُمِّهِ نِعْمَةُ ٱلْعَمُّونِيَّةُ. وَمَلَكَ أَبِيَامُ ٱبْنُهُ عِوَضاً عَنْهُ».

2أيام 12: 2 و9 - 11 ص 15: 18 ص 1: 17 و1صموئيل 8: 11 و22: 17 و2أيام 12: 15 و16 ص 12: 21 - 24 و15: 1 ع 21

شِيشَقُ مَلِكُ مِصْرَ (1: 4) كان قد قبل يربعام حينما هرب من سليمان وربما بعدما ملك يربعام طلب من شيشق أن يساعده في حربه مع يهوذا بصعوده إليه. وُجدت في مصر كتابة لشيشق فيها ذكر غزوه مع أسماء بعض المدن التي افتتحها ومنها أسماء بعض المدن في المملكة الشمالية. والمظنون أنه كان ضمن مملكة يربعام مدن للاويين ومدن للكنعانيين لم تكن قد سلمت بعد لسلطة يربعام فافتتحها شيشق وأعطاها لحليفه يربعام. والغنيمة التي أخذها من يهوذا كانت عظيمة جداً فزال مجد سليمان وغناه. والخزائن التي افتخر بها هي التي جذبت العدو للنهب والدمار (انظر 2أيام 12: 3 - 8).

أَتْرَاسَ نُحَاسٍ (ع 27) صار الذهب نحاساً والمجد هواناً والديانة الحقيقية وثنية نجسة.

إِذَا دَخَلَ ٱلْمَلِكُ بَيْتَ ٱلرَّبِّ (ع 28) مع أنه كان يعبد الأوثان (ع 22 - 24) لم يترك عبادة الرب الظاهرة.

يُرْجِعُونَهَا إِلَى غُرْفَةِ ٱلسُّعَاةِ كانت أتراس الذهب موضوعة في بيت وعر لبنان (10: 17).

ٱضْطَجَعَ مَعَ آبَائِهِ عبارة تعبّر عن الموت والدفن بغضّ النظر عن حالة الإنسان في الآخرة وهي مستعملة للملوك الصالحين وللأشرار أيضاً كآسا ويهوشافاط وأحاز وغيرهم.

فوائد

  1. ع 2 «غيري شكلك حتى لا يعلموا أنك امرأة يربعام». التنكر.

    (1) من جهة الناس. إنه لا يليق بالصالحين الذين لم يعملوا شيئاً يخجلون به (2) من جهة الله. إنه لا ينفع لأن الله يعرف حتى أفكار القلب السرية (3) من جهة الإنسان نفسه. فإن الشرير يحب لو أمكن أن يغش نفسه فيظن أنه صالح. فنطلب من الله أن يفتح أعيننا لنرى أنفسنا كما نحن.

  2. ع 6 «يربعام الذي أخطأ وجعل إسرائيل يخطئ» مجازاة الأشرار

    (1) إنه كان له وسائل ورحمة كالتعليم والإنذار والمواعيد وسنين من الحياة (2) إنه مع هذه الوسائل وهذه الرحمة قسّى قلبه وسلك في طريقه وعلّم غيره أن يخطئ (3) إن المجازاة كانت مخيفة جداً فإنه ترك للأجيال القادمة اسماً يُخاف منه وهو يربعام بن نباط الذي جعل إسرائيل يخطئ. وكما ترك الله تركه الله.

اَلأَصْحَاحُ ٱلْخَامِسُ عَشَرَ

1 - 8 «1 وَفِي ٱلسَّنَةِ ٱلثَّامِنَةِ عَشَرَةَ لِلْمَلِكِ يَرُبْعَامَ بْنِ نَبَاطَ، مَلَكَ أَبِيَامُ عَلَى يَهُوذَا. 2 مَلَكَ ثَلاَثَ سِنِينٍ فِي أُورُشَلِيمَ. وَٱسْمُ أُمِّهِ مَعْكَةُ ٱبْنَةُ أَبْشَالُومَ. 3 وَسَارَ فِي جَمِيعِ خَطَايَا أَبِيهِ ٱلَّتِي عَمِلَهَا قَبْلَهُ، وَلَمْ يَكُنْ قَلْبُهُ كَامِلاً مَعَ ٱلرَّبِّ إِلٰهِهِ كَقَلْبِ دَاوُدَ أَبِيهِ. 4 وَلٰكِنْ لأَجْلِ دَاوُدَ أَعْطَاهُ ٱلرَّبُّ إِلٰهُهُ سِرَاجاً فِي أُورُشَلِيمَ، إِذْ أَقَامَ ٱبْنَهُ بَعْدَهُ وَثَبَّتَ أُورُشَلِيمَ. 5 لأَنَّ دَاوُدَ عَمِلَ مَا هُوَ مُسْتَقِيمٌ فِي عَيْنَيِ ٱلرَّبِّ وَلَمْ يَحِدْ عَنْ شَيْءٍ مِمَّا أَوْصَاهُ بِهِ كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِهِ، إِلاَّ فِي قَضِيَّةِ أُورِيَّا ٱلْحِثِّيِّ. 6 وَكَانَتْ حَرْبٌ بَيْنَ رَحُبْعَامَ وَيَرُبْعَامَ كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِهِ. 7 وَبَقِيَّةُ أُمُورِ أَبِيَامَ وَكُلُّ مَا عَمِلَ مَكْتُوبَةٌ فِي سِفْرِ أَخْبَارِ ٱلأَيَّامِ لِمُلُوكِ يَهُوذَا. وَكَانَتْ حَرْبٌ بَيْنَ أَبِيَامَ وَيَرُبْعَامَ. 8 ثُمَّ ٱضْطَجَعَ أَبِيَامُ مَعَ آبَائِهِ، فَدَفَنُوهُ فِي مَدِينَةِ دَاوُدَ، وَمَلَكَ آسَا ٱبْنُهُ عِوَضاً عَنْهُ».

2أيام 13: 1 الخ ص 11: 44 ص 11: 36 و2صموئيل 21: 17 ص 9: 4 و14: 8 و2صموئيل 11: 4 و15 - 17 و12: 9 و10 ص 14: 30 و2أيام 13: 2 و21 و22 و2أيام 13: 3 - 20 و2أيام 14: 1 الخ

أَبِيَامُ وفي 2 أيام 12: 16 أبيا. وكان لرحبعام 28 ابناً (2أيام 11: 21). ولم يكن أبيام البكر بل الأكبر من أبناء معكة التي أحبها أكثر من جميع نسائه.

ثَلاَثَ سِنِينٍ ملك في السنة الثامنة عشرة ليربعام وملك ابنه آسا في السنة العشرين فلم يكن ملك أبيام ثلاث سنين كاملة.

مَعْكَةُ ٱبْنَةُ أَبْشَالُومَ اسم ابنة أبشالوم ثامار (2صموئيل 14: 27) وربما ثامار تزوجت بأوريئيل فولدت له ميخايا أو معكة (2أيام 13: 2) فكانت معكة ابنة ابنة أبشالوم.

وَسَارَ فِي جَمِيعِ خَطَايَا أَبِيهِ (ع 3) وهذه الخطايا مذكورة في (14: 22 - 24) وحينما حارب يربعام (2أيام 13: 10 - 12) اتكل على الرب والرب نصره ولكن لم يكن قلبه كاملاً كقلب داود أبيه. وكان أبيام ابن داود بمعنى أنه من نسله.

لأَجْلِ دَاوُدَ أَعْطَاهُ ٱلرَّبُّ إِلٰهُهُ سِرَاجاً (ع 4) نور السراج علامة وجود أهل البيت فيه وبيت بلا سراج هو بيت بلا سكان. والرب أقام لداود سراجاً أي نسلاً يجلسون على كرسي الملك بلا انقطاع حتى سبى بابل أي مدة نحو 400 سنة بخلاف ما وقع في مملكة إسرائيل التي انقطع تسلسل ملوكها تسع مرات في مدة 250 سنة .ولم يكن داود بلا خطيئة ولكن كان قلبه كاملاً لأنه لم يترك الرب ليعبد أصناماً ولا أخطأ إليه عمداً وقصداً. إن العدد السادس كالعدد الثلاثين من الأصحاح السابق وربما دخل هنا بالغلط.

حَرْبٌ بَيْنَ أَبِيَامَ وَيَرُبْعَامَ (ع 7) وإحدى هذه الحروب مذكورة بالتفصيل في 2أيام 13: 3 - 21 (14: 19).

9 - 15 «9 وَفِي ٱلسَّنَةِ ٱلْعِشْرِينَ لِيَرُبْعَامَ مَلِكِ إِسْرَائِيلَ مَلَكَ آسَا عَلَى يَهُوذَا. 10 مَلَكَ إِحْدَى وَأَرْبَعِينَ سَنَةً فِي أُورُشَلِيمَ. وَٱسْمُ أُمِّهِ مَعْكَةُ ٱبْنَةُ أَبْشَالُومَ. 11 وَعَمِلَ آسَا مَا هُوَ مُسْتَقِيمٌ فِي عَيْنَيِ ٱلرَّبِّ كَدَاوُدَ أَبِيهِ، 12 وَأَزَالَ ٱلْمَأْبُونِينَ مِنَ ٱلأَرْضِ، وَنَزَعَ جَمِيعَ ٱلأَصْنَامِ ٱلَّتِي عَمِلَهَا آبَاؤُهُ، 13 حَتَّى إِنَّ مَعْكَةَ أُمَّهُ خَلَعَهَا مِنْ أَنْ تَكُونَ مَلِكَةً لأَنَّهَا عَمِلَتْ تِمْثَالاً لِسَارِيَةٍ، وَقَطَعَ آسَا تِمْثَالَهَا وَأَحْرَقَهُ فِي وَادِي قَدْرُونَ. 14 وَأَمَّا ٱلْمُرْتَفَعَاتُ فَلَمْ تُنْزَعْ. إِلاَّ إِنَّ قَلْبَ آسَا كَانَ كَامِلاً مَعَ ٱلرَّبِّ كُلَّ أَيَّامِهِ. 15 وَأَدْخَلَ أَقْدَاسَ أَبِيهِ وَأَقْدَاسَهُ إِلَى بَيْتِ ٱلرَّبِّ مِنَ ٱلْفِضَّةِ وَٱلذَّهَبِ وَٱلآنِيَةِ».

ع 2 و2أيام 14: 2 ص 14: 24 و22: 46 وتثنية 23: 17 ص 11: 7 و8 و14: 23 و2أيام 14: 2 - 5 و2أيام 15: 16 - 18 خروج 32: 20 ص 22: 43 و2ملوك 12: 3 ع 3 وص 8: 61 ص 7: 51

وَٱسْمُ أُمِّهِ مَعْكَةُ (ع 10) أي جدته وربما ذُكرت هنا دون ذكر والدة آسا لأنها كانت امرأة قوية متسلطة على رجلها رحبعام وابنها أبيام ولا سيما في العبادة الوثنية وخلعها من أن تكون ملكة (ع 13) دليل على قوة إيمان آسا وغيرته للرب.

وَعَمِلَ آسَا مَا هُوَ مُسْتَقِيمٌ (ع 11) مع أنه ابن أبيام ومن نسل معكة.

وَأَزَالَ ٱلْمَأْبُونِينَ (ع 14) (ورومية 1: 23 - 27) لم يُزلها تماماً لأنه بقي منهم إلى أيام ابنه يهوشافاط (22: 46).

تِمْثَالاً لِسَارِيَةٍ (ع 13) والكلمة المترجمة هنا تمثالاً تفيد الرعدة أو ما يُخاف منه. فعملت معكة هذا التمثال الشنيع المكروه ونصبته لعبادة عشتروث عوضاً عن السارية الاعتيادية وكان من خشب فقطعه آسا وأحرقه. وكان وادي قدرون إلى جهة الشرق من أورشليم وليس فيه ماء إلا في فصل الشتاء وكان تُطرح فيه النجاسة (2أيام 29: 16 و30: 14 و2ملوك 23: 4).

وَأَمَّا ٱلْمُرْتَفَعَاتُ (ع 14) نزع بعضها (2أيام 14: 3) ولكنه لم ينزعها كلها. أو نزعها فبنيت ثانية وكان بعض المرتفعات لعبادة الرب وهي عبادة ممنوعة ولكنها ليست كالعبادة الوثنية.

وَأَدْخَلَ أَقْدَاسَ أَبِيهِ (ع 15) الأقداس هي الغنيمة التي كان أبيا أخذها في حروبه ومنها حربه مع يربعام وقدّسها للرب كما عمل داود (2صموئيل 8: 11) وكان آسا أيضاً قد قدّس للرب غنيمة أعدائه (2أيام 14: 9 - 15) وكان ملوك الوثنيين يقدمون من غنيمة حروبهم لآلهتهم كنبوخذ ناصر (عزرا 1: 7) فحاول آسا أن يعوّض ما كان شيشق قد أخذه في زمان ملك رحبعام.

16 - 24 «16 وَكَانَتْ حَرْبٌ بَيْنَ آسَا وَبَعْشَا مَلِكِ إِسْرَائِيلَ كُلَّ أَيَّامِهِمَا. 17 وَصَعِدَ بَعْشَا مَلِكُ إِسْرَائِيلَ عَلَى يَهُوذَا وَبَنَى ٱلرَّامَةَ لِكَيْ لاَ يَدَعَ أَحَداً يَخْرُجُ أَوْ يَدْخُلُ إِلَى آسَا مَلِكِ يَهُوذَا. 18 وَأَخَذَ آسَا جَمِيعَ ٱلْفِضَّةِ وَٱلذَّهَبِ ٱلْبَاقِيَةِ فِي خَزَائِنِ بَيْتِ ٱلرَّبِّ وَخَزَائِنِ بَيْتِ ٱلْمَلِكِ وَدَفَعَهَا لِيَدِ عَبِيدِهِ، وَأَرْسَلَهُمُ ٱلْمَلِكُ آسَا إِلَى بَنْهَدَدَ بْنِ طَبْرِيمُونَ بْنِ حَزْيُونَ مَلِكِ أَرَامَ ٱلسَّاكِنِ فِي دِمَشْقَ قَائِلاً: 19 إِنَّ بَيْنِي وَبَيْنَكَ وَبَيْنَ أَبِي وَأَبِيكَ عَهْداً. هُوَذَا قَدْ أَرْسَلْتُ لَكَ هَدِيَّةً مِنْ فِضَّةٍ وَذَهَبٍ، فَتَعَالَ ٱنْقُضْ عَهْدَكَ مَعَ بَعْشَا مَلِكِ إِسْرَائِيلَ فَيَصْعَدَ عَنِّي. 20 فَسَمِعَ بَنْهَدَدُ لِلْمَلِكِ آسَا وَأَرْسَلَ رُؤَسَاءَ ٱلْجُيُوشِ ٱلَّتِي لَهُ عَلَى مُدُنِ إِسْرَائِيلَ، وَضَرَبَ عُيُونَ وَدَانَ وَآبَلَ بَيْتِ مَعْكَةَ وَكُلَّ كِنَّرُوتَ مَعَ كُلِّ أَرْضِ نَفْتَالِي. 21 وَلَمَّا سَمِعَ بَعْشَا كَفَّ عَنْ بِنَاءِ ٱلرَّامَةِ وَأَقَامَ فِي تِرْصَةَ. 22 فَٱسْتَدْعَى ٱلْمَلِكُ آسَا كُلَّ يَهُوذَا. لَمْ يَكُنْ بَرِيءٌ. فَحَمَلُوا كُلَّ حِجَارَةِ ٱلرَّامَةِ وَأَخْشَابِهَا ٱلَّتِي بَنَاهَا بَعْشَا، وَبَنَى بِهَا ٱلْمَلِكُ آسَا جَبْعَ بِنْيَامِينَ وَٱلْمِصْفَاةَ. 23 وَبَقِيَّةُ كُلِّ أُمُورِ آسَا وَكُلُّ جَبَرُوتِهِ وَكُلُّ مَا فَعَلَ وَٱلْمُدُنِ ٱلَّتِي بَنَاهَا مَكْتُوبَةٌ فِي سِفْرِ أَخْبَارِ ٱلأَيَّامِ لِمُلُوكِ يَهُوذَا. غَيْرَ أَنَّهُ فِي زَمَانِ شَيْخُوخَتِهِ مَرِضَ فِي رِجْلَيْهِ. 24 ثُمَّ ٱضْطَجَعَ آسَا مَعَ آبَائِهِ، وَدُفِنَ مَعَ آبَائِهِ فِي مَدِينَةِ دَاوُدَ أَبِيهِ، وَمَلَكَ يَهُوشَافَاطُ ٱبْنُهُ عِوَضاً عَنْهُ».

ع 32 و2أيام 16: 1 - 16 ع 21 و22 ص 12: 26 - 29 ع 15 وص 14: 26 و2ملوك 12: 17 و18 ص 11: 23 و24 وتكوين 14: 15 و2أيام 16: 7 و2ملوك 15: 29 ص 12: 29 و2ملوك 15: 29 يشوع 11: 2 و12: 3 ع 17 ص 14: 17 و16: 15 - 18 يشوع 18: 24 و21: 17 و2أيام 16: 11 - 14 ص 22: 41 - 44 و2أيام 17: 1

حَرْبٌ بَيْنَ آسَا وَبَعْشَا (ع 16) وفي 2أيام 41: 1 إن الأرض استراحت عشر سنين في أول ملك آسا فنستنتج أنه كان في الأول اختلاف ومخاصمة بين آسا وبعشا ولكن لم تكن حرب عظيمة حتى الحرب المذكورة في (ع 17) حينما بنى بعشا الرامة.

وَصَعِدَ بَعْشَا في 2أيام 16: 1 إن هذه الحرب كانت في السنة السادسة والثلاثين من ملك آسا والأمر واضح أنه وقع غلط في هذا القول لأن ملك بعشا كله كان 24 سنة فقط أي من السنة الثالثة إلى السنة السابعة والعشرين من ملك آسا. والأرجح أن الحرب المذكورة كانت في السنة السادسة والعشرين من ملك آسا وليست في السنة السادسة والثلاثين. ونستنتج أن ملك إسرائيل كان قد استرجع ما كان أبيا أخذه منه (2أيام 13: 19).

ٱلرَّامَةَ وهي مبنية على هضبة عالية في نصيب سبط بنيامين وعلى بعد 6 أميال إلى الشمال من أورشليم على طريق بيت إيل (وهي الرام الحالية) وكان حلول بعشا فيها تهديداً ليهوذا (إشعياء 10: 29).

لِكَيْ لاَ يَدَعَ أَحَداً يَخْرُجُ أَوْ يَدْخُلُ أولاً قطع العلائق التجارية بين يهوذا والمملكة الشمالية. وثايناً منع الذين أرادوا المهاجرة إلى يهوذا والانضمام إليه (2أيام 15: 9) وثالثاً كان على استعداد للهجوم على أورشليم وفتحها.

وَأَخَذَ آسَا (ع 18) في 2أيام 16: 7 - 10 إن حناني الرائي جاء إلى آسا ووبخه لأنه استند على ملك أرام ولم يستند على الرب وتنبأ بحروب ستأتي عليه.

ٱلْبَاقِيَةِ فِي خَزَائِنِ بَيْتِ ٱلرَّبِّ الإشارة إلى غزوة شيشق الذي أخذ الخزائن كلها (14: 26) وأما أبيام وآسا فكانا قد أدخلا أقداسهما إلى بيت الرب أي غنيمة أعدائهما (15: 15) وكان آسا قد أخذ غنائم كثيرة من زارح الكوشي (2أيام 14: 13).

بَنْهَدَدَ كان ثلاثة ملوك لآرام أي دمشق بهذا الاسم والمذكور هنا أولهم. والأرجح أن حزبون هو رزون الذي أقامه الرب خصماً لسليمان (11: 2) وبنهدد الثاني هو الذي حارب آخاب (22: 1 - 36) وبنهدد الثالث هو الذي ضايق إسرائيل في ملك يهواحاز (2ملوك 13: 3 - 13).

بَيْنِي وَبَيْنَكَ عَهْداً أي صلح بينه وبين بنهدد كما كان بين بنهدد وأبيه أبيام.

فَسَمِعَ (ع 20) أخذ الهدية الثمينة ورأى أنه بعهده مع يهوذا يقدر أن يأخذ بعض مدن إسرائيل القريبة منه. وعيون مدينة من نفتالي والأرجح أنها دبين بقرب جديدة مرج عيون. ويقول غيرهم أنها خيم مرج عيون. ودان هي تل القاضي الحالية. ومعنى دان بالعبرانية القاضي. وهذا آخر ذكرها في الكتاب فلم تثبت العبادة التي أقامها يربعام فيها. وآبل بيت معكة هي آبل الحالية في مرج عيون. وآبل بالعبرانية مرج. وفي (2أيام 16: 4) آبل المياه. وكثِّروث في العهد الجديد جنيسارت وهي الأرض الواقعة غربي بحيرة طبرية وامتدت شمالاً إلى دان أو تل القاضي.

كَفَّ عَنْ بِنَاءِ ٱلرَّامَةِ (ع 21) لأنه لم يقدر أن يحارب عدوين في وقت واحد. وكانت ترصة قاعدة يربعام وقريبة من شكيم أي نابلس.

جَبْعَ بِنْيَامِينَ على حد بنيامين الشمالي وكانت على قمة هضبة إلى شمالي مخماس في وادي سونيت (1صموئيل 13: 3 و14: 5) وعمق هذا الوادي نحو 800 قدم.

ٱلْمِصْفَاةَ موقعها مجهول ويظن بعضهم أنها النبي صموئيل وهي أعلى قمة بقرب أورشليم. وهي المدينة التي اجتمع فيها بنو إسرائيل لانتخاب ملكهم الأول (1صموئيل 10: 17 - 27) وصنع آسا فيها جباً (إرميا 41: 5 - 9).

وَبَقِيَّةُ كُلِّ أُمُورِ آسَا (ع 23) في 2أيام ص 14 - 16 إنه بنى مدناً حصينة وكان عدد جيشه ثلاث مئة ألف من يهوذا ومئتين وثمانين ألفاً من بنيامين. وانتصر على زارح الكشوي الذي كان في جيشه ألف ألف. وكلّمه الله بفم عزريا بن عوديد وشجعه لينزع الرجاسات من كل أرض يهوذا وبنيامين.

غَيْرَ أَنَّهُ ومن الأمور التي خالفت أعماله الصالحة أنه استند على ملك أرام وغضب حينما وبخه حناني الرائي وسجنه وضايق بعض الشعب. وفي زمان شيخوخته أي في آخر حياته وقبل موته بسنتين وهو ابن نحو خمسين سنة مرض في رجليه ولم يطلب الرب بل الأطباء. وربما الخطأ في ذلك هو أن الأطباء الذين طلبهم كانوا من بعض الوجوه سحرة. أو إن الرب أدبه بواسطة مرض ومع ذلك لم يطلبه. وفي 2أيام 16: 14 خبر بالتفصيل عن دفنه وحزن الشعب على موته لأنه كان من أفضل ملوك يهوذا.

25 - 34 «25 وَمَلَكَ نَادَابُ بْنُ يَرُبْعَامَ عَلَى إِسْرَائِيلَ فِي ٱلسَّنَةِ ٱلثَّانِيَةِ لآسَا مَلِكِ يَهُوذَا، فَمَلَكَ عَلَى إِسْرَائِيلَ سَنَتَيْنِ. 26 وَعَمِلَ ٱلشَّرَّ فِي عَيْنَيِ ٱلرَّبِّ وَسَارَ فِي طَرِيقِ أَبِيهِ وَفِي خَطِيَّتِهِ ٱلَّتِي جَعَلَ بِهَا إِسْرَائِيلَ يُخْطِئُ. 27 وَفَتَنَ عَلَيْهِ بَعْشَا بْنُ أَخِيَّا مِنْ بَيْتِ يَسَّاكَرَ، وَضَرَبَهُ بَعْشَا فِي جِبَّثُونَ ٱلَّتِي لِلْفِلِسْطِينِيِّينَ. وَكَانَ نَادَابُ وَكُلُّ إِسْرَائِيلَ مُحَاصِرِينَ جِبَّثُونَ. 28 وَأَمَاتَهُ بَعْشَا فِي ٱلسَّنَةِ ٱلثَّالِثَةِ لآسَا مَلِكِ يَهُوذَا وَمَلَكَ عِوَضاً عَنْهُ. 29 وَلَمَّا مَلَكَ ضَرَبَ كُلَّ بَيْتِ يَرُبْعَامَ. لَمْ يُبْقِ نَسَمَةً لِيَرُبْعَامَ حَتَّى أَفْنَاهُمْ حَسَبَ كَلاَمِ ٱلرَّبِّ ٱلَّذِي تَكَلَّمَ بِهِ عَنْ يَدِ عَبْدِهِ أَخِيَّا ٱلشِّيلُونِيِّ 30 لأَجْلِ خَطَايَا يَرُبْعَامَ ٱلَّتِي أَخْطَأَهَا وَٱلَّتِي جَعَلَ بِهَا إِسْرَائِيلَ يُخْطِئُ بِإِغَاظَتِهِ ٱلَّتِي أَغَاظَ بِهَا ٱلرَّبَّ إِلٰهَ إِسْرَائِيلَ. 31 وَبَقِيَّةُ أُمُورِ نَادَابَ وَكُلُّ مَا عَمِلَ مَكْتُوبَةٌ فِي سِفْرِ أَخْبَارِ ٱلأَيَّامِ لِمُلُوكِ إِسْرَائِيلَ. 32 وَكَانَتْ حَرْبٌ بَيْنَ آسَا وَبَعْشَا مَلِكِ إِسْرَائِيلَ كُلَّ أَيَّامِهِمَا. 33 فِي ٱلسَّنَةِ ٱلثَّالِثَةِ لآسَا مَلِكِ يَهُوذَا مَلَكَ بَعْشَا بْنُ أَخِيَّا عَلَى جَمِيعِ إِسْرَائِيلَ فِي تِرْصَةَ أَرْبَعاً وَعِشْرِينَ سَنَةً. 34 وَعَمِلَ ٱلشَّرَّ فِي عَيْنَيِ ٱلرَّبِّ، وَسَارَ فِي طَرِيقِ يَرُبْعَامَ وَفِي خَطِيَّتِهِ ٱلَّتِي جَعَلَ بِهَا إِسْرَائِيلَ يُخْطِئُ».

ص 14: 20 ص 12: 28 - 33 و13: 33 و34 ع 30 و34 وص 14: 16 ص 14: 14 يشوع 19: 44 و21: 23 ص 14: 9 - 16 ع 26 ص 14: 19 ع 16 ع 26

ذكر الكاتب أمور ملوك يهوذا من رحبعام إلى موت آسا وزمان هذه الأمور نحو ستين سنة. ثم رجع الكاتب نحو 40 سنة إلى ذكر أمور ملوك إسرائيل. وليس في سفر أخبار الأيام خبر ملوك إسرائيل إلا في علاقتهم بأمور يهوذا.

فَمَلَكَ... سَنَتَيْنِ غير كاملتين لأنه ملك في السنة الثانية لآسا وخلفه بعشا في السنة الثالثة.

وَعَمِلَ ٱلشَّرَّ (ع 26) سار في خطوات أبيه بسجوده للعجلين. وكانت الوثنية على هذا النوع من أقوى حيل إبليس لأنهم خدعوا أنفسهم بزعمهم أنهم سجدوا للرب بواسطة العجلين.

وَفَتَنَ عَلَيْهِ (ع 27) نلاحظ كثرة الفتن في تاريخ إسرائيل بخلاف الواقع في يهوذا.

بَيْتِ يَسَّاكَرَ لم يقُم غيره ملكاً أو قاضياً من سبط يساكر إلا القاضي تولع (قضاة 10: 1 و2). وسكن سبط يساكر في مرج ابن عامر وكان كما تنبأ يعقوب حماراً جسيماً رابضاً بين الحظائر فرأى المحل أنه حسن والأرض إنها نزهة فأحنى كتفه للحمل وصار للجزية عبداً (تكوين 49: 14 و15). وأشار الرب إلى أصله الدني بقوله لبعشا «رفعتك من التراب» (16: 1) ونستنتج أيضاً من هذا القول إن الرب دعاه للملك كما دعا يربعام.

جِبَّثُونَ في أرض دان على حدود أرض الفلسطينيين وإحدى مدن اللاويين (يشوع 19: 44 و21: 23) وكان الفلسطينيون قد أخذوها وحاول ناداب أن يسترجعها ولم يزالوا يحاربونها في زمان عمري أي بعد مدة نحو 26 سنة (16: 15).

ضَرَبَ كُلَّ بَيْتِ يَرُبْعَامَ (ع 29) كان ذلك عادة بعض الملوك القدماء ولا سيما الذين اغتصبوا الملك لأنفسهم وهكذا تتم نبوة أخيا (14: 14).

فوائد

(ع 12 - 15) «أزال... ونزع... وخلع... وقطع... وأحرق... وأدخل» الإصلاح

  1. إن أسا لم يخف من تغيير العادات القديمة القبيحة فإنه نزع الأصنام التي عملها آباؤه وخلع جدته من أن تكون ملكة.

  2. إن آسا لم يخجل من الرجوع إلى العادات القديمة الحسنة. فإنه عمل كما عمل داود الذي كان جد جده.

  3. إن الكتاب المقدس الذي فيه شريعة الرب هو القياس الذي تُقاس به جميع العادات والأعمال والتعليم. فكل ما لا يطابقه يلزمه إصلاح.

اَلأَصْحَاحُ ٱلسَّادِسُ عَشَرَ

1 - 7 «1 وَكَانَ كَلاَمُ ٱلرَّبِّ إِلَى يَاهُو بْنِ حَنَانِي عَلَى بَعْشَا: 2 مِنْ أَجْلِ أَنِّي قَدْ رَفَعْتُكَ مِنَ ٱلتُّرَابِ وَجَعَلْتُكَ رَئِيساً عَلَى شَعْبِي إِسْرَائِيلَ، فَسِرْتَ فِي طَرِيقِ يَرُبْعَامَ وَجَعَلْتَ شَعْبِي إِسْرَائِيلَ يُخْطِئُونَ وَيُغِيظُونَنِي بِخَطَايَاهُمْ، 3 هَئَنَذَا أَنْزِعُ نَسْلَ بَعْشَا وَنَسْلَ بَيْتِهِ، وَأَجْعَلُ بَيْتَكَ كَبَيْتِ يَرُبْعَامَ بْنِ نَبَاطَ. 4 فَمَنْ مَاتَ لِبَعْشَا فِي ٱلْمَدِينَةِ تَأْكُلُهُ ٱلْكِلاَبُ، وَمَنْ مَاتَ لَهُ فِي ٱلْحَقْلِ تَأْكُلُهُ طُيُورُ ٱلسَّمَاءِ. 5 وَبَقِيَّةُ أُمُورِ بَعْشَا وَمَا عَمِلَ وَجَبَرُوتُهُ مَكْتُوبَةٌ فِي سِفْرِ أَخْبَارِ ٱلأَيَّامِ لِمُلُوكِ إِسْرَائِيلَ. 6 وَٱضْطَجَعَ بَعْشَا مَعَ آبَائِهِ وَدُفِنَ فِي تِرْصَةَ، وَمَلَكَ أَيْلَةُ ٱبْنُهُ عِوَضاً عَنْهُ. 7 وَأَيْضاً عَنْ يَدِ يَاهُو بْنِ حَنَانِي ٱلنَّبِيِّ كَانَ كَلاَمُ ٱلرَّبِّ عَلَى بَعْشَا وَعَلَى بَيْتِهِ، وَعَلَى كُلِّ ٱلشَّرِّ ٱلَّذِي عَمِلَهُ فِي عَيْنَيِ ٱلرَّبِّ بِإِغَاظَتِهِ إِيَّاهُ بِعَمَلِ يَدَيْهِ، وَكَوْنِهِ كَبَيْتِ يَرُبْعَامَ، وَلأَجْلِ قَتْلِهِ إِيَّاهُ».

ع 7 و2أيام 19: 2 و20: 34 و2أيام 16: 7 - 10 ص 14: 7 ص 15: 34 ص 14: 10 و21: 21 ع 11 ص 15: 29 ص 14: 11 و21: 24 ص 14: 19 و15: 31 ص 14: 17 و15: 21 ع 1 ص 14: 14 و15: 27 و29

كان حناني قد وبّخ آسا لأنه استند على آرام في حربه مع يربعام (2أيام 16: 7) وابنه ياهو وبّخ يهوشافاط لأنه اتحد مع آخاب (2أيام 19: 2 و3) وكتب أمور يهوشافاط (2أيام 20: 34) والظاهر أنه سكن في أورشليم. وربما كان كلامه لبعشا في آخر ملكه.

قَدْ رَفَعْتُكَ مِنَ ٱلتُّرَابِ (ع 2) كان من سبط يساكر ولم يكن من نسب شريف (15: 27).

فَمَنْ مَاتَ لِبَعْشَا (ع 4) نفس الكلام الذي تكلم به أخيا على يربعام (14: 11) فكما عمل في بيت يربعام عُمل فيه.

وَجَبَرُوتُهُ (ع 5) حينما حارب آسا أخذ الرامة وهي على هضبة عالية تبعد عن أورشليم 6 أميال فقط.

لأَجْلِ قَتْلِهِ إِيَّاهُ ليس يربعام بل ابنه ناداب. وكان ناداب مستحقاً القتل وكان قتله إتمام نبوة ولكن بعشا لم يتبرر بذلك. وهكذا ملك أشور وملك بابل وغيرهما الذين ضايقوا إسرائيل. وهكذا الذين صلبوا يسوع. وكان على بعشا أولاً خطية الفتنة والقتل. وثانياً خطيته في سيره في طريق يربعام في عبادة العجلين.

8 - 14 «8 وَفِي ٱلسَّنَةِ ٱلسَّادِسَةِ وَٱلْعِشْرِينَ لآسَا مَلِكِ يَهُوذَا مَلَكَ أَيْلَةُ بْنُ بَعْشَا عَلَى إِسْرَائِيلَ فِي تِرْصَةَ سَنَتَيْنِ. 9 فَفَتَنَ عَلَيْهِ عَبْدُهُ زِمْرِي رَئِيسُ نِصْفِ ٱلْمَرْكَبَاتِ، وَهُوَ فِي تِرْصَةَ يَشْرَبُ وَيَسْكَرُ فِي بَيْتِ أَرْصَا ٱلَّذِي عَلَى ٱلْبَيْتِ فِي تِرْصَةَ. 10 فَدَخَلَ زِمْرِي وَضَرَبَهُ، فَقَتَلَهُ فِي ٱلسَّنَةِ ٱلسَّابِعَةِ وَٱلْعِشْرِينَ لآسَا مَلِكِ يَهُوذَا، وَمَلَكَ عِوَضاً عَنْهُ. 11 وَعِنْدَ تَمَلُّكِهِ وَجُلُوسِهِ عَلَى كُرْسِيِّهِ ضَرَبَ كُلَّ بَيْتِ بَعْشَا. لَمْ يُبْقِ لَهُ ذَكَراً، مَعَ أَوْلِيَائِهِ وَأَصْحَابِهِ. 12 فَأَفْنَى زِمْرِي كُلَّ بَيْتِ بَعْشَا حَسَبَ كَلاَمِ ٱلرَّبِّ ٱلَّذِي تَكَلَّمَ بِهِ عَلَى بَعْشَا عَنْ يَدِ يَاهُو ٱلنَّبِيِّ، 13 لأَجْلِ كُلِّ خَطَايَا بَعْشَا، وَخَطَايَا أَيْلَةَ ٱبْنِهِ ٱلَّتِي أَخْطَئَا بِهَا وَجَعَلاَ إِسْرَائِيلَ يُخْطِئُ لإِغَاظَةِ ٱلرَّبِّ إِلٰهِ إِسْرَائِيلَ بِأَبَاطِيلِهِمْ. 14 وَبَقِيَّةُ أُمُورِ أَيْلَةَ وَكُلُّ مَا فَعَلَ، مَكْتُوبَةٌ فِي سِفْرِ أَخْبَارِ ٱلأَيَّامِ لِمُلُوكِ إِسْرَائِيلَ».

2ملوك 9: 30 - 33 ص 18: 3 وتكوين 24: 2 و39: 4 ع 3 وص 15: 29 ع 3 و2أيام 19: 2 و20: 34 ص 15: 30 وتثنية 32: 21 ع 5

عَبْدُهُ زِمْرِي (ع 9) كان زمري رئيس نصف المركبات ولكن جميع خادمي الملك كباراً وصغاراً تسمّوا عبيده.

يَسْكَرُ فِي بَيْتِ أَرْصَا لا يليق بالملك أن يكون في البيت وجيشه في الحرب (ع 15) ولا يليق بالملك أن يسكر ولا يليق به أن يتنازل ويسكر في بيت أحد عبيده. وكونه في بيت وكيله حينما قُتل دليل على أن الوكيل متفقاً مع قاتله.

مَعَ أَوْلِيَائِهِ وَأَصْحَابِهِ (ع 11) إنه تمّم النبوّة في بعشا وبيته وزاد عليها. وربما هذه القساوة المفرطة كانت مما حمل عمري على الفتنة لأنه خاف من أن يُقتل إن لم يَقتل.

بِأَبَاطِيلِهِمْ (ع 13) كانت عبادة العجلين من الأباطيل لأنها لم تفدهم شيئاً ولا يمكن أن تفيدهم دينياً ولا سياسياً.

15 - 28 «15 فِي ٱلسَّنَةِ ٱلسَّابِعَةِ وَٱلْعِشْرِينَ لآسَا مَلِكِ يَهُوذَا مَلَكَ زِمْرِي سَبْعَةَ أَيَّامٍ فِي تِرْصَةَ. وَكَانَ ٱلشَّعْبُ نَازِلاً عَلَى جِبَّثُونَ ٱلَّتِي لِلْفِلِسْطِينِيِّينَ. 16 فَسَمِعَ ٱلشَّعْبُ ٱلنَّازِلُونَ مَنْ يَقُولُ: قَدْ فَتَنَ زِمْرِي وَقَتَلَ أَيْضاً ٱلْمَلِكَ. فَمَلَّكَ كُلُّ إِسْرَائِيلَ عُمْرِيَ رَئِيسَ ٱلْجَيْشِ عَلَى إِسْرَائِيلَ فِي ذٰلِكَ ٱلْيَوْمِ فِي ٱلْمَحَلَّةِ. 17 وَصَعِدَ عُمْرِي وَكُلُّ إِسْرَائِيلَ مَعَهُ مِنْ جِبَّثُونَ وَحَاصَرُوا تِرْصَةَ. 18 وَلَمَّا رَأَى زِمْرِي أَنَّ ٱلْمَدِينَةَ قَدْ أُخِذَتْ دَخَلَ إِلَى قَصْرِ بَيْتِ ٱلْمَلِكِ وَأَحْرَقَ عَلَى نَفْسِهِ بَيْتَ ٱلْمَلِكِ بِٱلنَّارِ، فَمَاتَ 19 مِنْ أَجْلِ خَطَايَاهُ ٱلَّتِي أَخْطَأَ بِهَا بِعَمَلِهِ ٱلشَّرَّ فِي عَيْنَيِ ٱلرَّبِّ وَسَيْرِهِ فِي طَرِيقِ يَرُبْعَامَ، وَمِنْ أَجْلِ خَطِيَّتِهِ ٱلَّتِي عَمِلَ بِجَعْلِهِ إِسْرَائِيلَ يُخْطِئُ. 20 وَبَقِيَّةُ أُمُورِ زِمْرِي وَفِتْنَتُهُ ٱلَّتِي فَتَنَهَا مَكْتُوبَةٌ فِي سِفْرِ أَخْبَارِ ٱلأَيَّامِ لِمُلُوكِ إِسْرَائِيلَ. 21 حِينَئِذٍ ٱنْقَسَمَ شَعْبُ إِسْرَائِيلَ نِصْفَيْنِ، فَنِصْفُ ٱلشَّعْبِ كَانَ وَرَاءَ تِبْنِي بْنِ جِينَةَ لِتَمْلِيكِهِ، وَنِصْفُهُ وَرَاءَ عُمْرِي. 22 وَقَوِيَ ٱلشَّعْبُ ٱلَّذِي وَرَاءَ عُمْرِي عَلَى ٱلشَّعْبِ ٱلَّذِي وَرَاءَ تِبْنِي بْنِ جِينَةَ، فَمَاتَ تِبْنِي وَمَلَكَ عُمْرِي. 23 فِي ٱلسَّنَةِ ٱلْوَاحِدَةِ وَٱلثَّلاَثِينَ لآسَا مَلِكِ يَهُوذَا مَلَكَ عُمْرِي عَلَى إِسْرَائِيلَ ٱثْنَتَيْ عَشَرَةَ سَنَةً. مَلَكَ فِي تِرْصَةَ سِتَّ سِنِينَ. 24 وَٱشْتَرَى جَبَلَ ٱلسَّامِرَةِ مِنْ شَامِرَ بِوَزْنَتَيْنِ مِنَ ٱلْفِضَّةِ، وَبَنَى عَلَى ٱلْجَبَلِ. وَدَعَا ٱسْمَ ٱلْمَدِينَةِ ٱلَّتِي بَنَاهَا بِٱسْمِ شَامِرَ صَاحِبِ ٱلْجَبَلِ «ٱلسَّامِرَةَ». 25 وَعَمِلَ عُمْرِي ٱلشَّرَّ فِي عَيْنَيِ ٱلرَّبِّ، وَأَسَاءَ أَكْثَرَ مِنْ جَمِيعِ ٱلَّذِينَ قَبْلَهُ. 26 وَسَارَ فِي جَمِيعِ طَرِيقِ يَرُبْعَامَ بْنِ نَبَاطَ وَفِي خَطِيَّتِهِ ٱلَّتِي جَعَلَ بِهَا إِسْرَائِيلَ يُخْطِئُ، لإِغَاظَةِ ٱلرَّبِّ إِلٰهِ إِسْرَائِيلَ بِأَبَاطِيلِهِمْ. 27 وَبَقِيَّةُ أُمُورِ عُمْرِي ٱلَّتِي عَمِلَ وَجَبَرُوتُهُ ٱلَّذِي أَبْدَى مَكْتُوبَةٌ فِي سِفْرِ أَخْبَارِ ٱلأَيَّامِ لِمُلُوكِ إِسْرَائِيلَ. 28 وَٱضْطَجَعَ عُمْرِي مَعَ آبَائِهِ وَدُفِنَ فِي ٱلسَّامِرَةِ، وَمَلَكَ أَخْآبُ ٱبْنُهُ عِوَضاً عَنْهُ».

ص 15: 27 و1صموئيل 31: 4 و5 و2صموئيل 17: 23 ص 12: 28 و14: 16 و15: 26 ع 5 و14 و27 ص 15: 21 ع 28 و29 و32 ميخا 6: 16 ع 30 - 33 وص 14: 9 ع 19

مَلَكَ زِمْرِي سَبْعَةَ أَيَّامٍ في هذه المدة القليلة عمل ما جعل له مكاناً مع ملوك إسرائيل الذين عملوا الشر في عيني الرب فإنه قتل الملك وكثيرين معه. ولا شك في أن بعضهم كانوا أبرياء. ووافق على عبادة العجلين وجلب على ترصة المدينة الجميلة حرباً أهلية وشق مملكة إسرائيل إلى حزبين وهما حزب تبني وحزب عمري فبقيت الحرب أربع سنين وأحرق قصر الملك وقتل نفسه. وهذا الشر كله عمله في مدة سبعة أيام.

جِبَّثُونَ (انظر 15: 27 وتفسيره). وكانت هذه الحرب من زمان ناداب أي من مدة 26 سنة وربما كانت حرباً متقطعة بسبب أحوال المملكة غير الثابتة.

مَلَّكَ كُلُّ إِسْرَائِيلَ (ع 16) أي كل الجيش الذي في جبثون. إن إقامة ملك أو رئيس على شعب يجوز أن تكون بالوراثة كما في مملكة يهوذا أو بالانتخاب كما في النظام المشيخي. ولا يجوز أن تكون بالفتنة والقتل. وأما ملوك إسرائيل فأكثرهم اغتصبوا الملك. ومن الشرور الناتجة من ذلك الفتن وتسلط الجيش على الشعب.

فَمَاتَ (18) الموت على هذا النوع جبانة وجهالة.

مِنْ أَجْلِ خَطَايَاهُ (ع 19) كان موته من الرب وعلى سبيل مجازاة وإن كان قد قتل نفسه لأن الرب كان قد تركه من أجل خطاياه وسلّمه للضلال والهلاك.

تِبْنِي (ع 21) لا نعرف فيه إلا المذكور هنا فخلف زمري في رئاسة الحزب الذي قاوم عمري ودامت هذه الحرب الأهلية بين الحزبين مدة أربع سنين (ع 15 و23).

فِي ٱلسَّنَةِ ٱلْوَاحِدَةِ وَٱلثَّلاَثِينَ (ع 23) مات عمري في السنة الثامنة والثلاثين لآسا فكان زمان ملكه سبع سنين وهذا الزمان محسوب من موت تبني (ع 23) والزمان المذكور هنا أي اثنتا عشرة سنة وهو محسوب من تمليك الجيش إياه (ع 16) ومن السنة السابعة والعشرين (ع 15) إلى السنة الثامنة والثلاثين (ع 20) إحدى عشرة سنة أو اثنتا عشرة سنة غير كاملة.

ٱلسَّامِرَةِ (ع 24) وهي سبسطية الحالية الواقعة على بعد ثلاثين ميلاً من أورشليم إلى الشمال وستة أميال للشمال الغربي من شكيم (نابلس) على تل في بقعة جميلة تحيط بها تلال وكانت المدينة جميلة جداً (إشعياء 28: 1) موافقة لتكون قاعدة مملكة لكونها على تل عال تقبل التحصين وحولها أرض واسعة مخصبة. ومعنى شامر بالعبرانية حارس فكان اسم المدينة موافقاً من جهتين: أولاً لأنه تذكار لصاحب الأرض. وثانياً لأنه يفيد معنى موافق لموقع المدينة. والسامرة بالعبرانية شمرون أي محروس. والمظنون أن شكيم كانت القاعدة وترصة مقر المجلس في الصيف ولما بُنيت السامرة انتقل إليها سرير الملك وهكذا بقيت نحو مئتي سنة.

أَكْثَرَ مِنْ جَمِيعِ ٱلَّذِينَ قَبْلَهُ (ع 25) لا نعرف في أي شيء زاد على خطايا أسلافه وربما بإضافة أباطيل جديدة على عبادة العجلين أو قبائح جديدة أو بمنعه شعبه عن عبادة الرب (ميخا 6: 16).

وَجَبَرُوتُهُ (ع 27) ظهر في حربه مع تبني وفي الحجر الموابي الذي وُجد في ديبون أي ديبان السنة 1868 أن عمري ملك إسرائيل مع حلفائه ظلموا موآب أياماً كثيرة ظلماً باهظاً وأخذ عمري مدينة ميدبه وأقام هو وابنه أربعين سنة الخ (اطلب ديبون في قاموس الكتاب) وبقي الملك لعمري ولنسله إلى الجيل الثالث.

29 - 34 «29 وَأَخْآبُ بْنُ عُمْرِي مَلَكَ عَلَى إِسْرَائِيلَ فِي ٱلسَّنَةِ ٱلثَّامِنَةِ وَٱلثَّلاَثِينَ لآسَا مَلِكِ يَهُوذَا، وَمَلَكَ أَخْآبُ بْنُ عُمْرِي عَلَى إِسْرَائِيلَ فِي ٱلسَّامِرَةِ ٱثْنَتَيْنِ وَعِشْرِينَ سَنَةً. 30 وَعَمِلَ ٱلشَّرَّ فِي عَيْنَيِ ٱلرَّبِّ أَكْثَرَ مِنْ جَمِيعِ ٱلَّذِينَ قَبْلَهُ 31 وَكَأَنَّهُ كَانَ أَمْراً زَهِيداً سُلُوكُهُ فِي خَطَايَا يَرُبْعَامَ بْنِ نَبَاطَ حَتَّى اتَّخَذَ إِيزَابَلَ ٱبْنَةَ أَثْبَعَلَ مَلِكِ ٱلصَّيْدُونِيِّينَ ٱمْرَأَةً، وَعَبَدَ ٱلْبَعْلَ وَسَجَدَ لَهُ. 32 وَأَقَامَ مَذْبَحاً لِلْبَعْلِ فِي بَيْتِ ٱلْبَعْلِ ٱلَّذِي بَنَاهُ فِي ٱلسَّامِرَةِ. 33 وَعَمِلَ أَخْآبُ سَوَارِيَ، وَزَادَ فِي ٱلْعَمَلِ لإِغَاظَةِ ٱلرَّبِّ إِلٰهِ إِسْرَائِيلَ أَكْثَرَ مِنْ جَمِيعِ مُلُوكِ إِسْرَائِيلَ ٱلَّذِينَ كَانُوا قَبْلَهُ. 34 فِي أَيَّامِهِ بَنَى حِيئِيلُ ٱلْبَيْتَئِيلِيُّ أَرِيحَا. بِأَبِيرَامَ بِكْرِهِ وَضَعَ أَسَاسَهَا وَبِسَجُوبَ صَغِيرِهِ نَصَبَ أَبْوَابَهَا، حَسَبَ كَلاَمِ ٱلرَّبِّ ٱلَّذِي تَكَلَّمَ بِهِ عَنْ يَدِ يَشُوعَ بْنِ نُونٍ».

ع 25 وص 14: 9 تثنية 7: 1 - 5 ص 11: 1 - 5 و2ملوك 10: 18 و17: 16 و2ملوك 10: 21 و26 و27 و2ملوك 13: 6 ع 29 و30 وص 14: 9 يشوع 6: 26

أَكْثَرَ مِنْ جَمِيعِ ٱلَّذِينَ قَبْلَهُ (ع 30) زاد على العبادة التي رتبها يربعام عبادة البعل إذ اتخذ إيزابل ابنة أثبعل ملك الصيدونيين امرأة وقال يوسيفوس إن أثبعل الملك كان كاهناً للبعل. وكانت إيزابل شريرة وقوية وتسلطت على رجلها وابنها يورام وابنتها عثليا التي أخذها يهورام بن يهوشافاط ملك يهوذا وأفسدت بشرورها مملكتي إسرائيل ويهوذا. ومعنى الاسم بعلم الأصلي هو سيد أو رب أو ولي، والجمع بعليم. وكان كثير من الشعوب القدماء يسجدون للشمس بهذا الاسم ونعتوه نعوتاً مختلفة كبعل زبوب وهو إله الذبان سجد له أهل عقرون وبعل بريث أي إله العهد وبعل تامار أي إله النخل وبعل جاد (بانياس أو بعلبك) وبعل حرمون (إحدى قمم جبل الشيخ) الخ. وكان لبعل معابد ومذابح وكهنة وكانوا يختارون له المحلات المرتفعة كالجبال والتلال ذات المناظر الجميلة وكان الإسرائيليون عرضة لخطيئة السجود لبعل بسبب معاشراتهم أهل البلاد الأصليين الكنعانيين وبسبب تعلق هذه العبادة بأماكنها وحتى في أيامنا نجد مزارات في قمم التلال معتبرة كأماكن مقدسة والعبادة فيها تشبه عبادة بعل مع تغيير الاسم (اطلب بعل في قاموس الكتاب). وبنى عمري بيتاً للبعل وأقام سواري للسجود لعشتروث. كان الساجدون للعجلين يدعون أنهم يسددون للرب بواسطتهما وأما عبادة البعل فهي وثنية محض.

بَنَى حِيئِيلُ ٱلْبَيْتَئِيلِيُّ أَرِيحَا (ع 34) لعن يشوع الرجل الذي يقوم ويبني أريحا وقال إنه ببكره يؤسسها وبصغيره ينصب أبوابها (يشوع 6: 26) وفي ملك أخآب وعند دخول العبادة الوثنية أُهملت أقوال شريعة الرب وازدُري بها. وكانت أريحا قريبة من مخاوض الأردن وعند الطرق التجارية وربما حيئيل وهو رجل غني رأى لها وله مستبقلاً عظيماً.

بِأَبِيرَامَ بِكْرِهِ الخ أي مات جميع أولاده من كبيرهم إلى صغيرهم. أو أنّه مات ولدان الكبير منهم والصغير. وبُنيت المدينة بعد أيام يشوع بقليل من الزمان وسكنها عجلون ملك موآب وهي مدينة النخل (قضاة 3: 13) وأقام فيها رجال داود الذين أهانهم ملك عمون حتى نمت لحاهم (2صموئيل 10: 5). وفي زمان أليشع كان في أريحا مدرسة للأنبياء. وكانت مدينة زكا العشار. والأرجح أن المدينة الكنعانية التي لعنها يشوع كانت غربي القرية الحالية وعلى بعد ميل ونصف ميل منها. والمظنون أن اللعنة وقعت على حيئيل لأنه سوّر المدينة وحصّنها.

فوائد

  1. ع 1 و34 كلام الرب على بعشا وعلى من بنى أريحا. وعيد الله

    (1) أقوال غير المؤمنين وهي أن الرب لم يقل. أو أن ما أصاب يربعام وحيئيل وأصابنا هو على سبيل الاتفاق. وليس من الرب. أو إن الرب رحيم ولا يمكن أن يهلك خلائقه. وما أشبه ذلك (2) أقوال الكتاب وهي كثيرة وواضحة ولا يمكن الله أن يُنكر نفسه (3) أقوال التاريخ والاختبار فإننا لا نقدر أن ننكر وجود الآلام والأحزان والعذاب والموت الناتجة عن الخطية.

  2. ع 25 و30 «أكثر من جميع الذين قبله» نمو الخطية. وهذا يظهر:

    (1) من اتحاد داود مع حيرام ملك صور فإنه بعد مرور مئة سنة أخذ اخآب امرأة من تلك المملكة ودخلت عبادة البعل مع جميع قبائحها (2) من خطية يربعام فإنها امتدت من الأب إلى الابن ومن الملك إلى الشعب ومن جيل إلى جيل. وأهلكت عدداً لا يحصى من النفوس. (3) من خطيئة اخآب فإنه تقدم من نوع من الخطية إلى شر منه.

اَلأَصْحَاحُ ٱلسَّابِعُ عَشَرَ

1 - 7 «1 وَقَالَ إِيلِيَّا ٱلتِّشْبِيُّ مِنْ مُسْتَوْطِنِي جِلْعَادَ لأَخْآبَ: حَيٌّ هُوَ ٱلرَّبُّ إِلٰهُ إِسْرَائِيلَ ٱلَّذِي وَقَفْتُ أَمَامَهُ، إِنَّهُ لاَ يَكُونُ طَلٌّ وَلاَ مَطَرٌ فِي هٰذِهِ ٱلسِّنِينَ إِلاَّ عِنْدَ قَوْلِي. 2 وَكَانَ كَلاَمُ ٱلرَّبِّ لَهُ: 3 ٱنْطَلِقْ مِنْ هُنَا وَاتَّجِهْ نَحْوَ ٱلْمَشْرِقِ، وَٱخْتَبِئْ عِنْدَ نَهْرِ كَرِيثَ ٱلَّذِي هُوَ مُقَابِلُ ٱلأُرْدُنِّ، 4 فَتَشْرَبَ مِنَ ٱلنَّهْرِ. وَقَدْ أَمَرْتُ ٱلْغِرْبَانَ أَنْ تَعُولَكَ هُنَاكَ. 5 فَٱنْطَلَقَ وَعَمِلَ حَسَبَ كَلاَمِ ٱلرَّبِّ وَذَهَبَ فَأَقَامَ عِنْدَ نَهْرِ كَرِيثَ ٱلَّذِي هُوَ مُقَابِلُ ٱلأُرْدُنِّ. 6 وَكَانَتِ ٱلْغِرْبَانُ تَأْتِي إِلَيْهِ بِخُبْزٍ وَلَحْمٍ صَبَاحاً وَبِخُبْزٍ وَلَحْمٍ مَسَاءً، وَكَانَ يَشْرَبُ مِنَ ٱلنَّهْرِ. 7 وَكَانَ بَعْدَ مُدَّةٍ مِنَ ٱلزَّمَانِ أَنَّ ٱلنَّهْرَ يَبِسَ لأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ مَطَرٌ فِي ٱلأَرْضِ».

قضاة 12: 4 ص 18: 10 و22: 14 و2ملوك 5: 20 ص 18: 1 ولوقا 4: 25 ويعقوب 5: 17 ع 9

في زمان الملك اخآب امتدت العبادة الوثنية وتمكنت فكان عدد أنبياء البعل وأنبياء السواري 850 وقصد اخآب قتل جميع أنبياء الرب واستئصال عبادته. وهذه الأحوال استدعت قيام نبي عظيم مقتدر في الإيمان مملوء من روح الله ليشهد للحق ويحفظ العبادة الطاهرة. وتلك الأحوال استدعت أيضاً حدوث عجائب لتشهد للنبي لأنه لولاها لما سمع له الشعب. وكان زمان إيليا كزمان موسى وزمان تجسد المسيح وزمان الرسل أي زماناً خطيراً يحتاج إلى وسائل إلهية غير اعتيادية.

إِيلِيَّا ٱلتِّشْبِيُّ نسبة إلى قريته وموقع هذه القرية مجهول. وكان من مستوطني جلعاد أي إنه سكن فيها ولكنه لم يكن منها أصلاً. وبلاد جلعاد شرقي الأردن أراضيها صخرية وعرة. فبهذا الأمر أشبه موسى الذي أتى من أرض مديان ليكلم ملك مصر ويوحنا المعمدان الذي بشر في برية اليهودية وأتى منها ليوبخ الملك هيرودس.

ٱلَّذِي وَقَفْتُ أَمَامَهُ كان إيليا عبد الرب كموسى (يشوع 1: 1) وبولس (أعمال 27: 23) وتكلم كما أمره. ومنع المطر هو من الرب وقول إيليا هو القول الذي جعله الرب في فمه. وصلاة إيليا هي الصلاة حسب مشيئة الرب (يعقوب 5: 17 و18). وامتناع الطل والمطر هو أولاً مجازاة الله للشعب على خطاياهم (تثنية 11: 16 و17) وثانياً واسطة لامتحان البعل الذي كان إله الطبيعة حسب زعمهم منه المطر وأثمار الأرض وجميع الخيرات. فتوقف الرب عن إرسال المطر ليروا هل يقدر البعل أن يرسله.

وَٱخْتَبِئْ (ع 3) لم يقدر أن يظهر للناس أولاً خوفاً من الملك، وثانياً خوفاً من الشعب الذين كانوا يطلبون منه المطر بلجاجة لأنه لو بقي عندهم لكانوا قتلوه إن لم يعطهم إياه لأن المطر يكون عند قوله (ع 1).

نَهْرِ كَرِيثَ لا نعرف موقعه والأرجح أنه شرقي الأردن. وكان يصبّ في الأردن.

أَمَرْتُ ٱلْغِرْبَانَ (ع 4) والأمر العجيب هو أن الغربان أتت بخبز ولحم ولم تأكله وأتت إلى إيليا ولم تخف منه وأتت إلى الموضع المعيّن وفي الوقت المعيّن بلا انقطاع زماناً طويلاً ولا نعرف من أين أتت بالخبز واللحم. واللفظة العبرانية المترجمة غربان هي عربيم. وفهم بعضهم منها العرب أي إن الرب أمر العرب الساكنين في البرية ليعولوا إيليا. وفهم غيرهم أن العربيم هم سكان قرية اسمها عربو. واظهر إيليا إيمانه بطاعته الكاملة لقول الرب وذهابه إلى موضع ليس فيه طعام وسكناه فيه زماناً.

بَعْدَ مُدَّةٍ مِنَ ٱلزَّمَانِ (ع 7) مدة غير محدودة ويُظن أنها كانت سنة.

8 - 16 «8 وَكَانَ لَهُ كَلاَمُ ٱلرَّبِّ: 9 قُمِ ٱذْهَبْ إِلَى صِرْفَةَ ٱلَّتِي لِصَيْدُونَ وَأَقِمْ هُنَاكَ. هُوَذَا قَدْ أَمَرْتُ هُنَاكَ أَرْمَلَةً أَنْ تَعُولَكَ. 10 فَقَامَ وَذَهَبَ إِلَى صِرْفَةَ. وَجَاءَ إِلَى بَابِ ٱلْمَدِينَةِ، وَإِذَا بِٱمْرَأَةٍ أَرْمَلَةٍ هُنَاكَ تَقُشُّ عِيدَاناً، فَنَادَاهَا وَقَالَ: هَاتِي لِي قَلِيلَ مَاءٍ فِي إِنَاءٍ فَأَشْرَبَ. 11 وَفِيمَا هِيَ ذَاهِبَةٌ لِتَأْتِيَ بِهِ نَادَاهَا وَقَالَ: هَاتِي لِي كِسْرَةَ خُبْزٍ فِي يَدِكِ. 12 فَقَالَتْ: حَيٌّ هُوَ ٱلرَّبُّ إِلٰهُكَ إِنَّهُ لَيْسَتْ عِنْدِي كَعْكَةٌ، وَلٰكِنْ مِلْءُ كَفٍّ مِنَ ٱلدَّقِيقِ فِي ٱلْكُوَّارِ، وَقَلِيلٌ مِنَ ٱلزَّيْتِ فِي ٱلْكُوزِ، وَهَئَنَذَا أَقُشُّ عُودَيْنِ لآتِيَ وَأَعْمَلَهُ لِي وَلابْنِي لِنَأْكُلَهُ ثُمَّ نَمُوتُ. 13 فَقَالَ لَهَا إِيلِيَّا: لاَ تَخَافِي. ٱدْخُلِي وَٱعْمَلِي كَقَوْلِكِ، وَلٰكِنِ ٱعْمَلِي لِي مِنْهَا كَعْكَةً صَغِيرَةً أَوَّلاً وَٱخْرُجِي بِهَا إِلَيَّ، ثُمَّ ٱعْمَلِي لَكِ وَلابْنِكِ أَخِيراً. 14 لأَنَّهُ هٰكَذَا قَالَ ٱلرَّبُّ إِلٰهُ إِسْرَائِيلَ: إِنَّ كُوَّارَ ٱلدَّقِيقِ لاَ يَفْرُغُ، وَكُوزَ ٱلزَّيْتِ لاَ يَنْقُصُ، إِلَى ٱلْيَوْمِ ٱلَّذِي فِيهِ يُعْطِي ٱلرَّبُّ مَطَراً عَلَى وَجْهِ ٱلأَرْضِ. 15 فَذَهَبَتْ وَفَعَلَتْ حَسَبَ قَوْلِ إِيلِيَّا، وَأَكَلَتْ هِيَ وَهُوَ وَبَيْتُهَا أَيَّاماً. 16 كُوَّارُ ٱلدَّقِيقِ لَمْ يَفْرُغْ، وَكُوزُ ٱلزَّيْتِ لَمْ يَنْقُصْ، حَسَبَ قَوْلِ ٱلرَّبِّ ٱلَّذِي تَكَلَّمَ بِهِ عَنْ يَدِ إِيلِيَّا».

عوبديا 20 ولوقا 4: 26 ع 4 تكوين 24: 17 ويوحنا 4: 7 ع 1 و2ملوك 4: 2 - 7

صِرْفَةَ ٱلَّتِي لِصَيْدُونَ أظهر إيليا إيمانه بطاعته لهذا الأمر أيضاً لأن المكان المذكور كان في أرض الساجدين للبعل فكان من المحتمل أنهم يقتلونه أو يسلمونه إلى اخآب. وصرفة على شاطئ البحر بقرب صرفند الحالية تبعد 7 أميال عن صيدا و14 ميلاً عن صور.

قَدْ أَمَرْتُ هُنَاكَ أَرْمَلَةً (ع 9) وهنا أمر عجيب أيضاً إن أرملة فقيرة من جنس غريب لم يعرف اسمها تقدر أن تعوله أو ترضى بقبوله في بيتها.

هَاتِي لِي قَلِيلَ مَاءٍ (ع 10) الساكنون على شاطئ البحر يحفرون في الرمل بقرب البحر فيجتمع في الحفرة أو البئر ماء من ماء البحر ولكنه مصفّى بالرمل صالح للشرب غير أنه ضارب إلى الملوحة. فالماء على هذا النوع يظل ولو انقطع ماء المطر.

هَاتِي لِي كِسْرَةَ خُبْزٍ فِي يَدِكِ (ع 11) لم تأبَ أن تسقيه لأن الماء عندها وذلك من واجبات الضيافة ولكنها لم تقدر أن تطعمه ولا كسرة خبر من شدة إعوازها.

حَيٌّ هُوَ ٱلرَّبُّ إِلٰهُكَ (ع 12) وقولها لا يثبت أنها من عبدة الرب لأن الوثنيين يعتقدون بوجود آلهة كثيرة والرب أحدها وربما عرفت أن إيليا من بني إسرائيل من لغته ومن هيئته وربما عرفت أيضاً أنه نبي.

لَيْسَتْ عِنْدِي كَعْكَةٌ أي أصغر قطعة من الخبز.

ٱعْمَلِي لِي مِنْهَا... أَوَّلاً بقوله هذا أعظم امتحان لإيمانها. فآمنت وقدمت لنبي رب إسرائيل ذلك الدقيق القليل وذلك الزيت القليل الثمينين ولم يكن عندها غيرهما وهي وابنها على وشك الموت من الجوع. وصدقت قول إيليا أن كوار الدقيق لا يفرغ وكوز الزيت لا ينقص (لوقا 4: 24 - 26) فقبلت النبي وأخذت أجر نبي (متّى 10: 41 و42).

أَيَّاماً (ع 15) نحو سنتين والكعكة الصغيرة التي عملتها لإيليا رجعت لها أضعافاً كثيرة.

17 - 24 «17 وَبَعْدَ هٰذِهِ ٱلأُمُورِ مَرِضَ ٱبْنُ ٱلْمَرْأَةِ صَاحِبَةِ ٱلْبَيْتِ وَٱشْتَدَّ مَرَضُهُ جِدّاً حَتَّى لَمْ تَبْقَ فِيهِ نَسَمَةٌ. 18 فَقَالَتْ لإِيلِيَّا: مَا لِي وَلَكَ يَا رَجُلَ ٱللّٰهِ! هَلْ جِئْتَ إِلَيَّ لِتَذْكِيرِ إِثْمِي وَإِمَاتَةِ ٱبْنِي؟ 19 فَقَالَ لَهَا: أَعْطِينِي ٱبْنَكِ. وَأَخَذَهُ مِنْ حِضْنِهَا وَصَعِدَ بِهِ إِلَى ٱلْعُلِّيَّةِ ٱلَّتِي كَانَ مُقِيماً بِهَا، وَأَضْجَعَهُ عَلَى سَرِيرِهِ 20 وَصَرَخَ إِلَى ٱلرَّبِّ: أَيُّهَا ٱلرَّبُّ إِلٰهِي، أَأَيْضاً إِلَى ٱلأَرْمَلَةِ ٱلَّتِي أَنَا نَازِلٌ عِنْدَهَا قَدْ أَسَأْتَ بِإِمَاتَتِكَ ٱبْنَهَا؟ 21 فَتَمَدَّدَ عَلَى ٱلْوَلَدِ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ، وَصَرَخَ إِلَى ٱلرَّبِّ: يَا رَبُّ إِلٰهِي، لِتَرْجِعْ نَفْسُ هٰذَا ٱلْوَلَدِ إِلَى جَوْفِهِ. 22 فَسَمِعَ ٱلرَّبُّ لِصَوْتِ إِيلِيَّا، فَرَجَعَتْ نَفْسُ ٱلْوَلَدِ إِلَى جَوْفِهِ فَعَاشَ. 23 فَأَخَذَ إِيلِيَّا ٱلْوَلَدَ وَنَزَلَ بِهِ مِنَ ٱلْعُلِّيَّةِ إِلَى ٱلْبَيْتِ وَدَفَعَهُ لأُمِّهِ. وَقَالَ إِيلِيَّا: ٱنْظُرِي. ٱبْنُكِ حَيٌّ! 24 فَقَالَتِ ٱلْمَرْأَةُ لإِيلِيَّا: هٰذَا ٱلْوَقْتَ عَلِمْتُ أَنَّكَ رَجُلُ ٱللّٰهِ، وَأَنَّ كَلاَمَ ٱلرَّبِّ فِي فَمِكَ حَقٌّ».

2صموئيل 16: 10 و2ملوك 3: 13 ويوحنا 2: 4 ص 12: 22 و2ملوك 4: 34 و35 وأعمال 20: 10 عبرانيين 11: 35 يوحنا 2: 11 و3: 2

حَتَّى لَمْ تَبْقَ فِيهِ نَسَمَةٌ أي مات. غير أن يوسيفوس وغيره يظنون أنه أُغمي عليه فقط. ولكن الأمر واضح من سياق الكلام أنه مات موتاً حقيقياً (ع 18 و20 و22).

لِتَذْكِيرِ إِثْمِي (ع 18) كان إيليا رجل الله رجلاً طاهراً فلاحظ فيها من الخطية ما يلاحظه غيره. وذكر الله فيها. كانت المرأة منتظرة خيراً من إقامته عندها وصار الأمر بالعكس.

ٱلْعُلِّيَّةِ (ع 19) وجود علّية لبيتها ومكان خصوصي لأجل النبي دليل على أنها لم تكن فقيرة سابقاً بل افتقرت في زمان القحط.

أَأَيْضاً (ع 20) السوء الأول القحط والثاني موت ابنها. وكان إيليا إنساناً تحت الآلام مثلنا (يعقوب 5: 17) أي عرضة للغلط مثلنا. فظن أن الرب أساء إلى من كان عمل خيراً فتعجب من الأمر. ولكنه رأى من نتيجة الأمر أن ما ظنه سوءاً كان خيراً لأنه لولا الجوع لما تعرفت برجل الله ولولا موت الولد لما عرفت قوة الله في إقامته من الموت.

تَمَدَّدَ عَلَى ٱلْوَلَدِ (21) دليل أولاً على اللجاجة في الصلاة لأجل الولد. وثانياً على أن الحياة من الله وهو وحده يقدر من الموت وأما إيليا فهو رجل الله وخادمه والواسطة التي بها أقام الله الولد من الموت.

كَلاَمَ ٱلرَّبِّ فِي فَمِكَ حَقٌّ (ع 24) وقولها هذا لا يدل على أنها صدقت كلام إيليا فقط بل يدل أيضاً على إيمانها بإله إسرائيل إنه الإله الحي الحقيقي وحده.

فوائد

  1. ع 1 «لا يكون طل والمطر» المطر ونعمة الله

    (1) إن نعمة الله على اختلاف أنواعها مشبهة بالمطر (تثنية 32: 2 ومزمور 72: 6 وإشعياء 26: 19 و55: 10 وهوشع 14: 5) (2) إذا انقطع المطر يتعلم الناس قيمته وهكذا إذا انقطعت وسائل النعمة فيجب الاشتياق إليها والصلاة بلجاجة لأجل رجوعها مع التوبة والاعتراف بالخطية (3) إن انقطاع نعمة الله شر من انقطاع المطر. فلما صلى إيليا صلاة أن لا يُمطر طلب انقطاع البركة الثانوية لكي ينالوا البركة العظمى.

  2. ع 1 «إلا عند قولي» نفوذ كلام الإنسان

    (1) إن الله يكلم الناس بواسطة الناس كالأنبياء والرسل فيجب الاحترام الكلي لكلام رجال الله المتضمن في الكتاب المقدس لأن الكلام ليس كلام موسى أو داود أو بولس بل بالحقيقة كلام الله (2) لا يجوز للمتكلمين أن يفتخروا أو يتسلطوا على الناس كأن الحكمة والقوة منهم لأنهما من الله (3) يجب على كل واعظ أن يبني كلامه وتعليمه على الكتاب المقدس فيكون بالسلطان بخلاف التعليم المبني على الحكمة البشرية.

  3. ع 3 «اختبئ عند نهر كريث» الانفراد عن العالم

    (1) يجب أن يكون بأمر الرب وليس بمشيئتنا فلا نهرب من المسؤولية ولا نترك الخدمة لأجل راحتنا (2) إن الغاية بالانفراد عن العالم يجب ان تكون الاستعداد لخدمة أفضل عندما يأمرنا الرب بالرجوع إليه (3) من فوائد الانفراد عن العالم الصلاة والتأمل والانفصال عن هموم العالم ولذاته. ومن أخطار الانفراد الكسل والكبرياء ومحبة الذات وتسلط الشهوات السرية. وأمثلة الانفراد موسى في مديان ويوحنا المعمدان في برية اليهودية ويسوع حينما قضى أربعين يوماً في البرية وقضى ليالي في الجبال بالصلاة الانفرادية وبولس في بلاد العرب ويوحنا اللاهوتي في جزيرة بطمس.

اَلأَصْحَاحُ ٱلثَّامِنُ عَشَرَ

1 - 6 «1 وَبَعْدَ أَيَّامٍ كَثِيرَةٍ كَانَ كَلاَمُ ٱلرَّبِّ إِلَى إِيلِيَّا فِي ٱلسَّنَةِ ٱلثَّالِثَةِ: ٱذْهَبْ وَتَرَاءَ لأَخْآبَ فَأُعْطِيَ مَطَراً عَلَى وَجْهِ ٱلأَرْضِ. 2 فَذَهَبَ إِيلِيَّا لِيَتَرَاءَى لأَخْآبَ. وَكَانَ ٱلْجُوعُ شَدِيداً فِي ٱلسَّامِرَةِ، 3 فَدَعَا أَخْآبُ عُوبَدْيَا ٱلَّذِي عَلَى ٱلْبَيْتِ وَكَانَ عُوبَدْيَا يَخْشَى ٱلرَّبَّ جِدّاً. 4 وَكَانَ حِينَمَا قَطَعَتْ إِيزَابَلُ أَنْبِيَاءَ ٱلرَّبِّ أَنَّ عُوبَدْيَا أَخَذَ مِئَةَ نَبِيٍّ وَخَبَّأَهُمْ خَمْسِينَ رَجُلاً فِي مَغَارَةٍ وَعَالَهُمْ بِخُبْزٍ وَمَاءٍ 5 وَقَالَ أَخْآبُ لِعُوبَدْيَا: ٱذْهَبْ فِي ٱلأَرْضِ إِلَى جَمِيعِ عُيُونِ ٱلْمَاءِ وَإِلَى جَمِيعِ ٱلأَوْدِيَةِ، لَعَلَّنَا نَجِدُ عُشْباً فَنُحْيِيَ ٱلْخَيْلَ وَٱلْبِغَالَ وَلاَ نُعْدَمَ ٱلْبَهَائِمَ كُلَّهَا. 6 فَقَسَمَا بَيْنَهُمَا ٱلأَرْضَ لِيَعْبُرَا بِهَا. فَذَهَبَ أَخْآبُ فِي طَرِيقٍ وَاحِدٍ وَحْدَهُ، وَذَهَبَ عُوبَدْيَا فِي طَرِيقٍ آخَرَ وَحْدَهُ».

ص 17: 1 ص 16: 9 ع 13

أول ما تنبأ إيليا بالقحط ربما ازدرى الناس قوله ولم يصدقوه. وفي آخر المدة وبعدما وصلوا إلى الدرجة العظمى من الضيق تأكدوا أن الأمر من الرب وليس للبعل أدنى قوة فصاروا مستعدين للرجوع إلى الرب.

ٱلسَّنَةِ ٱلثَّالِثَةِ وفي العهد الجديد (لوقا 4: 25 ويعقوب 5: 17) ثلاث سنين وستة أشهر. ولعل المراد هنا كون المطر أُمسك ثلاث سنين بعد وقته أي ثلاثة أشتية فيكون القحط قد دام مدة الربيع والصيف أيضاً. وجملة ذلك ثلاث سنين ونصف سنة.

تَرَاءَ لأَخْآبَ لأن الكلام الأول كان له (17: 1) وهو الرئيس والنائب عن الشعب. وجمع كل إسرائيل إلى جبل الكرمل وأنبياء البعل وأنبياء السواري ولا يكون إلا بأمر الملك (ع 19).

عُوبَدْيَا ٱلَّذِي عَلَى ٱلْبَيْتِ (ع 3) نرى هنا شهادة غير المؤمن للمؤمن لأن هذا المنصب أكثر من غيره من المناصب يستلزم الأمانة، والأمانة المطلوبة لا تكون إلا عند عبدة الرب. ومن لا يخشى الرب لا يخشى الكذب والاختلاس.

قَطَعَتْ إِيزَابَلُ أَنْبِيَاءَ ٱلرَّبِّ (ع 4) كانت إيزابل المحركة والمتسلطة على الملك وبواسطته تسلطت على الشعب كله ولكنها لم تنجح كل النجاح في عملها هذا لأنه نجا مئة نبي بواسطة عوبديا وذُكرت بعد ذلك مدارس الأنبياء (2ملوك 2: 1 و2 و4) وكان عدد عبدة الرب سبعة آلاف (19: 18) والأرجح أن إيزابل لم تضطهد كهنة العجول في بيت إيل ودان ولا كهنة المرتفعات فذُكر أربع مئة منهم في 22: 6).

خَمْسِينَ رَجُلاً فِي مَغَارَةٍ أي خمسين في مكان وخمسين في مكان آخر (ع 13).

فَقَسَمَا بَيْنَهُمَا ٱلأَرْضَ (ع 6) دليل على قلة الماء والعشب والتفتيش عنهما بكل ضبط.

7 - 16 «7 وَفِيمَا كَانَ عُوبَدْيَا فِي ٱلطَّرِيقِ إِذَا بِإِيلِيَّا قَدْ لَقِيَهُ. فَعَرَفَهُ وَخَرَّ عَلَى وَجْهِهِ وَقَالَ: أَأَنْتَ هُوَ سَيِّدِي إِيلِيَّا؟ 8 فَقَالَ لَهُ: أَنَا هُوَ. ٱذْهَبْ وَقُلْ لِسَيِّدِكَ: هُوَذَا إِيلِيَّا. 9 فَقَالَ: مَا هِيَ خَطِيَّتِي حَتَّى إِنَّكَ تَدْفَعُ عَبْدَكَ لِيَدِ أَخْآبَ لِيُمِيتَنِي؟ 10 حَيٌّ هُوَ ٱلرَّبُّ إِلٰهُكَ إِنَّهُ لاَ تُوجَدُ أُمَّةٌ وَلاَ مَمْلَكَةٌ لَمْ يُرْسِلْ سَيِّدِي إِلَيْهَا لِيُفَتِّشَ عَلَيْكَ، وَكَانُوا يَقُولُونَ: إِنَّهُ لاَ يُوجَدُ. وَكَانَ يَسْتَحْلِفُ ٱلْمَمْلَكَةَ وَٱلأُمَّةَ أَنَّهُمْ لَمْ يَجِدُوكَ. 11 وَٱلآنَ أَنْتَ تَقُولُ: ٱذْهَبْ قُلْ لِسَيِّدِكَ هُوَذَا إِيلِيَّا. 12 وَيَكُونُ إِذَا ٱنْطَلَقْتُ مِنْ عِنْدِكَ أَنَّ رُوحَ ٱلرَّبِّ يَحْمِلُكَ إِلَى حَيْثُ لاَ أَعْلَمُ. فَإِذَا أَتَيْتُ وَأَخْبَرْتُ أَخْآبَ وَلَمْ يَجِدْكَ فَإِنَّهُ يَقْتُلُنِي. وَأَنَا عَبْدُكَ أَخْشَى ٱلرَّبَّ مُنْذُ صِبَايَ. 13 أَلَمْ يُخْبَرْ سَيِّدِي بِمَا فَعَلْتُ حِينَ قَتَلَتْ إِيزَابَلُ أَنْبِيَاءَ ٱلرَّبِّ، إِذْ خَبَّأْتُ مِنْ أَنْبِيَاءِ ٱلرَّبِّ مِئَةَ رَجُلٍ، خَمْسِينَ خَمْسِينَ رَجُلاً فِي مَغَارَةٍ وَعُلْتُهُمْ بِخُبْزٍ وَمَاءٍ؟ 14 وَأَنْتَ ٱلآنَ تَقُولُ: ٱذْهَبْ قُلْ لِسَيِّدِكَ: هُوَذَا إِيلِيَّا. فَيَقْتُلُنِي. 15 فَقَالَ إِيلِيَّا: حَيٌّ هُوَ رَبُّ ٱلْجُنُودِ ٱلَّذِي أَنَا وَاقِفٌ أَمَامَهُ، إِنِّي ٱلْيَوْمَ أَتَرَاءَى لَهُ. 16 فَذَهَبَ عُوبَدْيَا لِلِقَاءِ أَخْآبَ وَأَخْبَرَهُ، فَسَارَ أَخْآبُ لِلِقَاءِ إِيلِيَّا».

2ملوك 1: 6 - 8 ص 17: 1 و2ملوك 2: 16 وحزقيال 3: 12 و14 وأعمال 8: 39 ع 4 ص 17: 1

وَخَرَّ عَلَى وَجْهِهِ اعتبره كمرسل من قبل الرب الذي كان يخشاه والذي حسب قوله توقف المطر.

أَأَنْتَ هُوَ سَيِّدِي إِيلِيَّا لقيه على غير انتظار وعرف أنه كان قد اختبأ عن الملك والملك طالب أن يقتله وكان يفتش عنه فلم يصدق أن الواقف أمامه هو إيليا.

رُوحَ ٱلرَّبِّ يَحْمِلُكَ (ع 12) كان إيليا قد اختبأ عن أخآب ثلاث سنين مع أنه فتش عنه في مملكته وفي جميع الممالك فعلى فكر عوبديا كان ذلك من الرب الذي حمله من مكان إلى آخر أو جعله أن لا يُرى كما لا تُرى الملائكة (2ملوك 2: 16 وحزقيال 3: 12 و14 و8: 3 وأعمال 8: 39)

وَأَنَا عَبْدُكَ أَخْشَى ٱلرَّبَّ ذكّر إيليا أنه يخشى الرب منذ صباه وكان قد خبّأ الأنبياء فلا يليق بإيليا أن يعمل معه ما يغيظ الملك.

17 - 28 «17 وَلَمَّا رَأَى أَخْآبُ إِيلِيَّا قَالَ لَهُ أَخْآبُ: أَأَنْتَ هُوَ مُكَدِّرُ إِسْرَائِيلَ؟ 18 فَقَالَ: لَمْ أُكَدِّرْ إِسْرَائِيلَ، بَلْ أَنْتَ وَبَيْتُ أَبِيكَ بِتَرْكِكُمْ وَصَايَا ٱلرَّبِّ وَبِسَيْرِكَ وَرَاءَ ٱلْبَعْلِيمِ. 19 فَٱلآنَ أَرْسِلْ وَٱجْمَعْ إِلَيَّ كُلَّ إِسْرَائِيلَ إِلَى جَبَلِ ٱلْكَرْمَلِ وَأَنْبِيَاءَ ٱلْبَعْلِ أَرْبَعَ ٱلْمِئَةِ وَٱلْخَمْسِينَ، وَأَنْبِيَاءَ ٱلسَّوَارِي أَرْبَعَ ٱلْمِئَةِ ٱلَّذِينَ يَأْكُلُونَ عَلَى مَائِدَةِ إِيزَابَلَ. 20 فَأَرْسَلَ أَخْآبُ إِلَى جَمِيعِ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَجَمَعَ ٱلأَنْبِيَاءَ إِلَى جَبَلِ ٱلْكَرْمَلِ. 21 فَتَقَدَّمَ إِيلِيَّا إِلَى جَمِيعِ ٱلشَّعْبِ وَقَالَ: حَتَّى مَتَى تَعْرُجُونَ بَيْنَ ٱلْفِرْقَتَيْنِ؟ إِنْ كَانَ ٱلرَّبُّ هُوَ ٱللّٰهَ فَٱتَّبِعُوهُ، وَإِنْ كَانَ ٱلْبَعْلُ فَٱتَّبِعُوهُ. فَلَمْ يُجِبْهُ ٱلشَّعْبُ بِكَلِمَةٍ. 22 ثُمَّ قَالَ إِيلِيَّا لِلشَّعْبِ: أَنَا بَقِيتُ نَبِيّاً لِلرَّبِّ وَحْدِي، وَأَنْبِيَاءُ ٱلْبَعْلِ أَرْبَعُ مِئَةٍ وَخَمْسُونَ رَجُلاً. 23 فَلْيُعْطُونَا ثَوْرَيْنِ، فَيَخْتَارُوا لأَنْفُسِهِمْ ثَوْراً وَاحِداً وَيُقَطِّعُوهُ وَيَضَعُوهُ عَلَى ٱلْحَطَبِ، وَلٰكِنْ لاَ يَضَعُوا نَاراً. وَأَنَا أُقَرِّبُ ٱلثَّوْرَ ٱلآخَرَ وَأَجْعَلُهُ عَلَى ٱلْحَطَبِ، وَلٰكِنْ لاَ أَضَعُ نَاراً. 24 ثُمَّ تَدْعُونَ بِٱسْمِ آلِهَتِكُمْ وَأَنَا أَدْعُو بِٱسْمِ ٱلرَّبِّ. وَٱلإِلٰهُ ٱلَّذِي يُجِيبُ بِنَارٍ فَهُوَ ٱللّٰهُ. فَأَجَابَ جَمِيعُ ٱلشَّعْبِ: ٱلْكَلاَمُ حَسَنٌ. 25 فَقَالَ إِيلِيَّا لأَنْبِيَاءِ ٱلْبَعْلِ: ٱخْتَارُوا لأَنْفُسِكُمْ ثَوْراً وَاحِداً وَقَرِّبُوا أَوَّلاً، لأَنَّكُمْ أَنْتُمُ ٱلأَكْثَرُ، وَٱدْعُوا بِٱسْمِ آلِهَتِكُمْ، وَلٰكِنْ لاَ تَضَعُوا نَاراً. 26 فَأَخَذُوا ٱلثَّوْرَ ٱلَّذِي أُعْطِيَ لَهُمْ وَقَرَّبُوهُ، وَدَعَوْا بِٱسْمِ ٱلْبَعْلِ مِنَ ٱلصَّبَاحِ إِلَى ٱلظُّهْرِ: يَا بَعْلُ أَجِبْنَا. فَلَمْ يَكُنْ صَوْتٌ وَلاَ مُجِيبٌ. وَكَانُوا يَرْقُصُونَ حَوْلَ ٱلْمَذْبَحِ ٱلَّذِي عُمِلَ. 27 وَعِنْدَ ٱلظُّهْرِ سَخِرَ بِهِمْ إِيلِيَّا وَقَالَ: ٱدْعُوا بِصَوْتٍ عَالٍ لأَنَّهُ إِلٰهٌ! لَعَلَّهُ مُسْتَغْرِقٌ أَوْ فِي خَلْوَةٍ أَوْ فِي سَفَرٍ، أَوْ لَعَلَّهُ نَائِمٌ فَيَتَنَبَّهَ! 28 فَصَرَخُوا بِصَوْتٍ عَالٍ، وَتَقَطَّعُوا حَسَبَ عَادَتِهِمْ بِٱلسُّيُوفِ وَٱلرِّمَاحِ حَتَّى سَالَ مِنْهُمُ ٱلدَّمُ».

ص 21: 20 ويشوع 7: 25 ص 9: 9 و2أيام 15: 2 ص 16: 31 و21: 25 و26 يشوع 19: 26 و2ملوك 2: 25 ع 22 ص 16: 33 تثنية 4: 35 و2ملوك 17: 41 يشوع 24: 15 ص 19: 10 و14 ع 19 ع 38 لاويين 19: 28 وتثنية 14: 1 وميخا 6: 7

أَأَنْتَ هُوَ مُكَدِّرُ إِسْرَائِيلَ كعخان الذي كدر إسرائيل فرجموه بالحجارة (يشوع 7: 25).

بِتَرْكِكُمْ وَصَايَا ٱلرَّبِّ (ع 18) قال ترككم بالجمع وبسيرك بالمفرد أي كان جميع إسرائيل تركوا الرب وأما دخول عبادة البعل فكان من أخآب. الجمع بعليم يشير إلى أنواع عبادة البعل وأماكنها فتسمى بعل بريث وبعل زبوب وبعل فغور الخ.

فَٱلآنَ أَرْسِلْ (ع 19) النبي وبخ الملك ثم أمره بالعمل فخضع الملك وأطاع النبي. وخاف أخآب من قوة روحية لا يراها ولا يقدر أن يفهمها لأنها ليست عنده.

جَبَلِ ٱلْكَرْمَلِ كان لأليشع مسكن فيه (2ملوك 4: 25) وربما اختاره إيليا لأنه محل موافق للاجتماع وفيه مذبح للرب كان قد انهدم فرممه (ع 30) ولأنه مكان يُرى منه البحر وإقبال المطر (ع 43) والكرمل سلسلة جبلية طولها 12 ميلاً تبتدئ في الجليل وتمتد إلى الشمال الغربي إلى أن تشرف على البحر جنوبي حيفا على هيئة جرف علوه 500 قدم فوق سطح البحر. وأعلى قنة في هذه السلسلة تعلو 1740 قدماً عن سطح البحر ويسمى القسم الشرقي من هذه السلسلة «المحرقة» ويقال أنه المكان الذي فيه قدموا الذبيحة للبعل والذبيحة للرب ونزلت نار من السماء. وفي أسفل الجبل إلى الشمال والشرق نهر قيشون واسمه اليوم نهر المقطّع حيث ذبح إيليا أنبياء البعل (اطلب الكرمل في قاموس الكتاب).

أَنْبِيَاءَ ٱلْبَعْلِ هم كهنة البعل وادعوا بأنهم يقدرون أن يكلموه ويستعطفوه (ع 26).

أَنْبِيَاءَ ٱلسَّوَارِي (انظر 14: 15 وتفسيره) وكانوا يأكلون على مائدة إيزابل أي بنفقتها. وفي ذلك سر غيرتهم في عبادة البعل فخدموا لكي يأكلوا.

حَتَّى مَتَى تَعْرُجُونَ (ع 21) الأعرج في مشيه يميل إلى الجهة الواحدة ثم إلى الأخرى وهكذا الشعب كانوا يميلون تارة إلى الرب وطوراً إلى البعل. فإنهم من الجهة الواحدة عرفوا جيداً أن الرب هو الله وليس آخر، ومن الجهة الأخرى ظنوا أنهم ليسوا قادرين على مقاومة الملك وإيزابل وأنبياء البعل والسواري وكانت هذه العبادة موافقة لشهواتهم الجسدية. فاستدعاهم إيليا إلى تحكيم العقل والضمير والسير بموجب حكمهما.

فَلَمْ يُجِبْهُ ٱلشَّعْبُ بِكَلِمَةٍ لأنهم عرفوا أن كلام إيليا حق وليس عليه اعتراض (متّى 22: 12).

أَنَا بَقِيتُ نَبِيّاً لِلرَّبِّ وَحْدِي (ع 22) كان المئة الذين خبأهم عوبديا وغيرهم ولكنهم مخبأون وساكنون وبقي إيليا وحده ليتكلم ويشهد للرب.

أَنْبِيَاءُ ٱلْبَعْلِ أَرْبَعُ مِئَةٍ يظهر من هذا القول ومما أتى في (ع 25 و40) إن أنبياء السواري لم يكونوا في الاجتماع.

فَلْيُعْطُونَا ثَوْرَيْنِ (ع 23) أراد إيليا أنهم يقدمون ثورهم بالأول لأنهم كثيرون وهو واحد ولأن سقوط نار الرب على ذبيحته يكون أكثر تأثيراً في الشعب بعد خيبة أنبياء البعل.

ٱلَّذِي يُجِيبُ بِنَارٍ الامتحان على هذه الطريقة موافق لأن عبدة البعل ادعوا بأنه إله الشمس والنار. ولم يذكر المطر لأن الأمر الأول والأساسي هو الحكم في من هو الإله الحقيقي فيُطلب المطر منه. وكان كلام إيليا مع الشعب وليس مع أنبياء البعل في أول الأمر لأن الحكم للشعب وليس للأنبياء.

فَقَالَ إِيلِيَّا لأَنْبِيَاءِ ٱلْبَعْلِ (ع 25) بعدما كلم الشعب وقبلوا أن يكون الامتحان كما قال. فالتزم أنبياء البعل أن يقبلوا وإلا فكانوا اعترفوا بعجزهم. وربما رجوا الجواب من إلههم.

يَا بَعْلُ (ع 26) كرروا الكلام باطلاً كما قال يسوع (متّى 6: 7) وذلك حسب عادة الوثنيين.

كَانُوا يَرْقُصُونَ وكان الرقص من عادة الوثنيين في القديم.

سَخِرَ بِهِمْ إِيلِيَّا (ع 27) يجب أن لا نسخر بالعبادة وإن كانت عبادة وثنية. وأما إيليا فسخر بأنبياء البعل لأن الوقت كان وقت امتحان ومحاكمة لدى الشعب فأراد أن يظهر لهم بطل عبادة البعل وقصد فائدة الشعب وخلاصهم من هذه العبادة الباطلة.

لَعَلَّهُ مُسْتَغْرِقٌ الخ يتصور الوثنيون أن ألهتهم مثل الناس من جهة الضعف والقصور فيأكلون ويشربون وينامون.

حَتَّى سَالَ مِنْهُمُ ٱلدَّمُ (ع 28) ظن عبدة الأوثان أن آلهتهم يسرون بذبائح من البشر وسفك الدم.

29 - 40 «29 وَلَمَّا جَازَ ٱلظُّهْرُ وَتَنَبَّأُوا إِلَى حِينِ إِصْعَادِ ٱلتَّقْدِمَةِ، وَلَمْ يَكُنْ صَوْتٌ وَلاَ مُجِيبٌ وَلاَ مُصْغٍ، 30 قَالَ إِيلِيَّا لِجَمِيعِ ٱلشَّعْبِ: تَقَدَّمُوا إِلَيَّ. فَتَقَدَّمَ جَمِيعُ ٱلشَّعْبِ إِلَيْهِ. فَرَمَّمَ مَذْبَحَ ٱلرَّبِّ ٱلْمُنْهَدِمَ. 31 ثُمَّ أَخَذَ إِيلِيَّا ٱثْنَيْ عَشَرَ حَجَراً، بِعَدَدِ أَسْبَاطِ بَنِي يَعْقُوبَ (ٱلَّذِي كَانَ كَلاَمُ ٱلرَّبِّ إِلَيْهِ: إِسْرَائِيلَ يَكُونُ ٱسْمُكَ) 32 وَبَنَى ٱلْحِجَارَةَ مَذْبَحاً بِٱسْمِ ٱلرَّبِّ، وَعَمِلَ قَنَاةً حَوْلَ ٱلْمَذْبَحِ تَسَعُ كَيْلَتَيْنِ مِنَ ٱلْبِزْرِ. 33 ثُمَّ رَتَّبَ ٱلْحَطَبَ وَقَطَّعَ ٱلثَّوْرَ وَوَضَعَهُ عَلَى ٱلْحَطَبِ وَقَالَ: ٱمْلأُوا أَرْبَعَ جَرَّاتٍ مَاءً وَصُبُّوا عَلَى ٱلْمُحْرَقَةِ وَعَلَى ٱلْحَطَبِ. 34 ثُمَّ قَالَ: ثَنُّوا فَثَنَّوْا. وَقَالَ: ثَلِّثُوا فَثَلَّثُوا. 35 فَجَرَى ٱلْمَاءُ حَوْلَ ٱلْمَذْبَحِ وَٱمْتَلأَتِ ٱلْقَنَاةُ أَيْضاً مَاءً. 36 وَكَانَ عِنْدَ إِصْعَادِ ٱلتَّقْدِمَةِ أَنَّ إِيلِيَّا ٱلنَّبِيَّ تَقَدَّمَ وَقَالَ: أَيُّهَا ٱلرَّبُّ إِلٰهُ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَإِسْرَائِيلَ، لِيُعْلَمَ ٱلْيَوْمَ أَنَّكَ أَنْتَ ٱللّٰهُ فِي إِسْرَائِيلَ، وَأَنِّي أَنَا عَبْدُكَ، وَبِأَمْرِكَ قَدْ فَعَلْتُ كُلَّ هٰذِهِ ٱلأُمُورِ. 37 ٱسْتَجِبْنِي يَا رَبُّ ٱسْتَجِبْنِي، لِيَعْلَمَ هٰذَا ٱلشَّعْبُ أَنَّكَ أَنْتَ ٱلرَّبُّ ٱلإِلٰهُ، وَأَنَّكَ أَنْتَ حَوَّلْتَ قُلُوبَهُمْ رُجُوعاً. 38 فَسَقَطَتْ نَارُ ٱلرَّبِّ وَأَكَلَتِ ٱلْمُحْرَقَةَ وَٱلْحَطَبَ وَٱلْحِجَارَةَ وَٱلتُّرَابَ، وَلَحَسَتِ ٱلْمِيَاهَ ٱلَّتِي فِي ٱلْقَنَاةِ. 39 فَلَمَّا رَأَى جَمِيعُ ٱلشَّعْبِ ذٰلِكَ سَقَطُوا عَلَى وُجُوهِهِمْ وَقَالُوا: ٱلرَّبُّ هُوَ ٱللّٰهُ! ٱلرَّبُّ هُوَ ٱللّٰهُ!. 40 فَقَالَ لَهُمْ إِيلِيَّا: أَمْسِكُوا أَنْبِيَاءَ ٱلْبَعْلِ وَلاَ يُفْلِتْ مِنْهُمْ رَجُلٌ. فَأَمْسَكُوهُمْ، فَنَزَلَ بِهِمْ إِيلِيَّا إِلَى نَهْرِ قِيشُونَ وَذَبَحَهُمْ هُنَاكَ.

خروج 29: 39 و41 ص 19: 10 و14 و2أيام 33: 16 تكوين 32: 28 و35: 10 و2ملوك 17: 34 تكوين 22: 9 ولاويين 1: 7 و8 ع 29 خروج 3: 6 و4: 5 عدد 16: 28 - 32 تكوين 15: 17 ولاويين 10: 1 و2 و1ملوك 1: 12 وأيوب 1: 16 ع 21: 24 قضاة 4: 7 و5: 21 تثنية 13: 5 و18: 20 و2ملوك 10: 24 و25

جَازَ ٱلظُّهْرُ كان قد مضى ما يكفي من الوقت ليظهر فشلهم وكان يلزم إيليا الباقي من النهار لإتمام عمله.

وَتَنَبَّأُوا تنبأوا كما سبق الكلام أي كرروا اسم البعل وصرخوا بصوت عال مع الرقص وسفك الدم.

حِينِ إِصْعَادِ ٱلتَّقْدِمَةِ الساعة التاسعة من النهار (أعمال 3: 1 و10: 3 و30) وربما ابتدأ إيليا في بناء المذبح وغيره من الاستعداد حينما جاز الظهر وأكمل استعداده وقدم ذبيحته عند إصعاد التقدمة أي نحو الساعة التاسعة.

مَذْبَحَ ٱلرَّبِّ ٱلْمُنْهَدِمَ (ع 30) كانوا يسجدون للرب في المرتفعات ولم تزل هذه العبادة قائمة بعد بناء الهيكل إذ لم يقدر عبدة الرب في المملكة الشمالية أن يحضروا إلى أورشليم. وكان أخآب قد هدم هذا المذبح ومنع السجود للرب. وإيليا رمم هذا المذبح وبعمله أشار إلى الرجوع إلى شريعة الرب.

ٱثْنَيْ عَشَرَ حَجَراً (ع 31) أخذ يشوع من وسط الأردن اثني عشر حجراً حسب عدد أسباط إسرائيل (يشوع 4: 5) وأشار إيليا إلى أن الشعب لم يزل شعباً واحداً ولهم إيمان واحد وإن كانوا قد انقسموا لأسباب سياسية.

إِسْرَائِيلَ يَكُونُ ٱسْمُكَ الاسم بنو يعقوب يشير إلى أنهم من أب واحد بالجسد. والاسم إسرائيل يشير إلى أنهم متحدون في إيمانهم. وجميعهم ورثة المواعيد التي كانت لإبراهيم وإسحاق ويعقوب.

وَعَمِلَ قَنَاةً (ع 32) لكي يملأها من الماء فلا يظن أحد أنه خبأ ناراً بقرب المذبح.

كَيْلَتَيْنِ مِنَ ٱلْبِزْرِ (اطلب مكيال في قاموس الكتاب). يقول بعضهم أن عمق القناة كان كعلو مكيال يسع كيلتين.

ٱمْتَلأَتِ ٱلْقَنَاةُ أَيْضاً مَاءً (ع 35) كان ذلك برهاناً واضحاً على أن النار نزلت من السماء ولم تكن من المذبح ولا من الحطب لأنه بعدما صبّوا عليه ماء بهذا المقدار لا يمكن إيقاده من نار طبيعية وكان الماء من نهر قيشون أو من ينبوع بقرب المكان.

عِنْدَ إِصْعَادِ ٱلتَّقْدِمَةِ (ع 36 انظر ع 29).

إِلٰهُ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَإِسْرَائِيلَ (انظر قول الرب لموسى خروج 3: 6). ونلاحظ أن إيليا أبدل بالاسم يعقوب اسم إسرائيل لأن إسرائيل هو الاسم الذي يدل على صفات يعقوب الروحية ومواعيد الله له بعدما تجدد إيمانه.

بِأَمْرِكَ قَدْ فَعَلْتُ كُلَّ هٰذِهِ ٱلأُمُورِ أشار إلى صلاته أن لا تمطر (يعقوب 5: 17) وإلى جمعه جميع إسرائيل وأنبياء البعل إلى الكرمل وربما أشار إلى ما كان مزمعاً أن يفعله في قتل أنبياء البعل.

لِيَعْلَمَ (ع 37) لم تكن غايته أن يتعظم أمام الشعب بل أن يعرف الشعب الرب ويرجعوا إليه. وقوله حولت قلوبهم رجوعاً يذكرنا بالقول في ملاخي 4: 6 «فَيَرُدُّ قَلْبَ ٱلآبَاءِ عَلَى ٱلأَبْنَاءِ الخ».

فَسَقَطَتْ نَارُ ٱلرَّبِّ (ع 38) لم يكن برق لأنه لم يكن غيم و لا مطر ولا نار اعتيادية لأنها أكلت الحجارة والتراب ولحست الماء الذي في القناة.

فَلَمَّا رَأَى جَمِيعُ ٱلشَّعْبِ (ع 39) كانوا مسرعين في التقلب فإنهم بالأمس كانوا للبعل واليوم هم للرب وغداً يرجعون إلى البعل. وليس للآيات والعجائب قوة لإنشاء الإيمان إن لم يتجدد القلب بفعل روح الله.

وَذَبَحَهُمْ (ع 40) ربما لم يذبحهم بيده بل أمر بذبحهم. وكان ذلك بموجب شريعة الرب (خروج 22: 20 وتثنية 13: 6 - 9 و17: 2 - 7) وكان ذبحهم أمراً واجباً لازماً لكي يخلص الشعب من العبادة الفاسدة ليرجعوا إلى الرب.

41 - 46 «41 وَقَالَ إِيلِيَّا لأَخْآبَ: ٱصْعَدْ كُلْ وَٱشْرَبْ، لأَنَّهُ حِسُّ دَوِيِّ مَطَرٍ. 42 فَصَعِدَ أَخْآبُ لِيَأْكُلَ وَيَشْرَبَ، وَأَمَّا إِيلِيَّا فَصَعِدَ إِلَى رَأْسِ ٱلْكَرْمَلِ وَخَرَّ إِلَى ٱلأَرْضِ، وَجَعَلَ وَجْهَهُ بَيْنَ رُكْبَتَيْهِ. 43 وَقَالَ لِغُلاَمِهِ: ٱصْعَدْ تَطَلَّعْ نَحْوَ ٱلْبَحْرِ. فَصَعِدَ وَتَطَلَّعَ وَقَالَ: لَيْسَ شَيْءٌ. فَقَالَ: ٱرْجِعْ سَبْعَ مَرَّاتٍ. 44 وَفِي ٱلْمَرَّةِ ٱلسَّابِعَةِ قَالَ: هُوَذَا غَيْمَةٌ صَغِيرَةٌ قَدْرُ كَفِّ إِنْسَانٍ صَاعِدَةٌ مِنَ ٱلْبَحْرِ. فَقَالَ: ٱصْعَدْ قُلْ لأَخْآبَ: ٱشْدُدْ وَٱنْزِلْ لِئَلاَّ يَمْنَعَكَ ٱلْمَطَرُ. 45 وَكَانَ مِنْ هُنَا إِلَى هُنَا أَنَّ ٱلسَّمَاءَ ٱسْوَدَّتْ مِنَ ٱلْغَيْمِ وَٱلرِّيحِ، وَكَانَ مَطَرٌ عَظِيمٌ. فَرَكِبَ أَخْآبُ وَمَضَى إِلَى يَزْرَعِيلَ. 46 وَكَانَتْ يَدُ ٱلرَّبِّ عَلَى إِيلِيَّا، فَشَدَّ حَقَوَيْهِ وَرَكَضَ أَمَامَ أَخْآبَ حَتَّى تَجِيءَ إِلَى يَزْرَعِيلَ».

ع 19 و20 لوقا 12: 54 يشوع 17: 16 وقضاة 6: 33 و2ملوك 3: 15 وإشعياء 8: 11 و2ملوك 4: 29 وإرميا 1: 17 و1بطرس 1: 13

ربما كان أخآب قد نزل مع الشعب إلى نهر قيشون وشاهد ذبح الأنبياء فقال له إيليا أن يرجع ويصعد إلى الجبل ليأكل من الطعام الذي كان عبيده هيأوه له هناك ويأكل بالشكر لأن مدة القيظ قد انتهت والمطر قريب ويأكل بسرعة لئلا يُعيقه المطر عن رجوعه إلى بيته في يزرعيل. وبقوله حس دوي مطر ربما أشار إلى طلوع الهواء الذي يسبق المطر أو إلى ما رآه في رؤيا لأنه لم يكن بعد شيء من الغيم. وأطاعه أخآب لأنه هو وجميع الشعب عرفوا أن الرب معه.

وَأَمَّا إِيلِيَّا (ع 42) صعد الواحد ليأكل والآخر ليصلي. وكان الرب قد قال لإيليا أُعطي مطراً (ع 1) ومع ذلك صلّى إيليا وطلب المطر لأن الرب هكذا شاء أن يعطي بركاته استجابة للصلاة.

وَقَالَ لِغُلاَمِهِ ٱصْعَدْ (ع 43) إلى قنة الجبل أعلى من مكان إيليا يُرى منها البحر إلى جهة الغرب الذي منه يأتي المطر.

سَبْعَ مَرَّاتٍ (ع 44) هكذا امتحن إيمان إيليا فلم يملّ من صلاته ولا تزعزع إيمانه.

ٱصْعَدْ قُلْ لأَخْآبَ كان في قنّة أخرى من الجبل.

وَكَانَتْ يَدُ ٱلرَّبِّ عَلَى إِيلِيَّا (ع 46) من الكرمل إلى يزرعيل مسافة 14 ميلاً وكانت الطريق موحلة من المطر العظيم. والرب أشار إليه أن يركض أمام مركبة أخآب وقوّاه على ذلك. فجعل إيليا نفسه خادماً للملك لعله يتأثر مما حدث فيترك شروره ويرجع إلى الرب.

حَتَّى تَجِيءَ إِلَى يَزْرَعِيلَ أي وصل إلى المدينة ولكنه لم يدخلها. كان إيليا من بلاد العرب في الشرق وكان كالعرب في قوته في الركض ومثلهم في تجنبه عيشة المدن.

فوائد

  1. «حتى متى تعرجون بين الفرقتين» (ع 21) يُطلب من كل إنسان الحكم في أمر الدين

    (1) بعد الدرس والفحص والتفتيش والنظر الكافي إلى كل ما يقال على سبيل الاعتراض (2) بعد حساب النفقة فينظر إلى ما يصيبه من الخسارة والاضطهاد (3) إذا اقتنع وقبل الدين الحق لا يجوز أن يتأخر خوفاً لأن الرب يعطيه نعمة تكفيه (4) بعد الحكم لا يجوز له الارتداد وليس لمن وضع يده على المحراث أن ينظر إلى الوراء.

  2. «الإله الذي يجيب بنار فهو الله» (ع 24)

    انظر القول في يسوع أنه سيعمد بالروح القدس ونار (متّى 3: 11). والنار تشير إلى التطهير الكامل الداخلي القلبي وإلى الغيرة الشديدة في الصلاة والكلام والأعمال الصالحة فالمذهب الذي نرى في أبناءه هذه الطهارة وهذه الغيرة هو من الله وهو الدين الحق.

  3. «ذبحهم» (ع 40). القساوة في الدين

    (1) إنه يجب النظر إلى جميع صفات الله. كعدله وقداسته وليس فقط إلى محبته ورحمته (2) إن القساوة للأشرار هي رحمة للصالحين (3) إن الانتقام والمجازاة للرب فلا يجوز أن ننتقم لأنفسنا ولا أن نذبح الذين لا يتفقون معنا في القضايا الروحية. والسلاح في الحرب الروحية هو سلاح روحي وليس سلاحاً جسدياً.

اَلأَصْحَاحُ ٱلتَّاسِعُ عَشَرَ

1 - 8 «1 وَأَخْبَرَ أَخْآبُ إِيزَابَلَ بِكُلِّ مَا عَمِلَ إِيلِيَّا، وَكَيْفَ أَنَّهُ قَتَلَ جَمِيعَ ٱلأَنْبِيَاءِ بِٱلسَّيْفِ. 2 فَأَرْسَلَتْ إِيزَابَلُ رَسُولاً إِلَى إِيلِيَّا تَقُولُ: هٰكَذَا تَفْعَلُ ٱلآلِهَةُ وَهٰكَذَا تَزِيدُ إِنْ لَمْ أَجْعَلْ نَفْسَكَ كَنَفْسِ وَاحِدٍ مِنْهُمْ فِي نَحْوِ هٰذَا ٱلْوَقْتِ غَداً. 3 فَلَمَّا رَأَى ذٰلِكَ قَامَ وَمَضَى لأَجْلِ نَفْسِهِ، وَأَتَى إِلَى بِئْرِ سَبْعٍ ٱلَّتِي لِيَهُوذَا وَتَرَكَ غُلاَمَهُ هُنَاكَ. 4 ثُمَّ سَارَ فِي ٱلْبَرِّيَّةِ مَسِيرَةَ يَوْمٍ، حَتَّى أَتَى وَجَلَسَ تَحْتَ رَتَمَةٍ وَطَلَبَ ٱلْمَوْتَ لِنَفْسِهِ، وَقَالَ: قَدْ كَفَى ٱلآنَ يَا رَبُّ! خُذْ نَفْسِي لأَنِّي لَسْتُ خَيْراً مِنْ آبَائِي! 5 وَٱضْطَجَعَ وَنَامَ تَحْتَ ٱلرَّتَمَةِ. وَإِذَا بِمَلاَكٍ قَدْ مَسَّهُ وَقَالَ: قُمْ وَكُلْ. 6 فَتَطَلَّعَ وَإِذَا كَعْكَةُ رَضْفٍ وَكُوزُ مَاءٍ عِنْدَ رَأْسِهِ، فَأَكَلَ وَشَرِبَ ثُمَّ رَجَعَ فَٱضْطَجَعَ. 7 ثُمَّ عَادَ مَلاَكُ ٱلرَّبِّ ثَانِيَةً فَمَسَّهُ وَقَالَ: قُمْ وَكُلْ لأَنَّ ٱلْمَسَافَةَ كَثِيرَةٌ عَلَيْكَ. 8 فَقَامَ وَأَكَلَ وَشَرِبَ، وَسَارَ بِقُوَّةِ تِلْكَ ٱلأَكْلَةِ أَرْبَعِينَ نَهَاراً وَأَرْبَعِينَ لَيْلَةً إِلَى جَبَلِ ٱللّٰهِ حُورِيبَ»

ص 18: 40 ص 20: 10 و2ملوك 6: 31 تكوين 21: 31 عدد 11: 15 وإرميا 20: 14 - 18 ويونان 4: 3 و8 تكوين 28: 11 - 15 خروج 24: 18 و34: 28 وتثنية 9: 9 - 11 و18 ومتّى 4: 2 خروج 3: 1 و4: 27

أَرْسَلَتْ إِيزَابَلُ الخ (ع 2) أخبرت إيليا بقصدها قتله فصار له فرصة لينجي نفسه. يقول بعضهم أنها لم تقدر أن تقتله لأن الملك وجميع الشعب كانوا قد شاهدوا عمله العظيم فخافوا منه وقصدت الملكة أن تخوّفه فقط فيهرب وهكذا تتخلص منه. والأرجح أنها تكلمت بالغيظ والحماقة وإن كان كلامها لا يوافق قصده عن قتل إيليا.

قَامَ وَمَضَى (ع 3) نستنتج من قول الرب في ع 9 وع 13 وهو «ما لك ههنا يا إيليا» إن هربه لم يكن بأمر الرب. ونرى أن خوفه من امرأة شريرة لا يتفق مع كونه نبياً عظيماً أنزل النار من السماء وقتل الأنبياء الكذبة. ولكنه كان بشراً تحت الآلام مثلنا نشيطاً بالروح وضعيفاً بالجسد. وكان قد تعب كثيراً في النهار السابق ويئس جداً حينما رأى أن الملكة الشريرة لم تزل تضطهده.

بِئْرِ سَبْعٍ في أقصى الجنوب تبعد عن يزرعيل نحو 95 ميلاً. كانت ليهوذا وكان يهوشافاط ملك يهوذا ملكاً صالحاً يخاف الرب وأما إيليا فلم يأتمنه على نفسه لأن يهوشافاط كان قد صاهر أخآب.

وَتَرَكَ غُلاَمَهُ تركه في بئر سبع لأنه لم يقدر أن يسير معه أو لأنه ليس عليه خطر كما كان على إيليا إذا بقي في أرض يهوذا أو لأن إيليا طلب الانفراد لأجل الصلاة.

رَتَمَةٍ (ع 4) انظر قاموس الكتاب.

وَطَلَبَ ٱلْمَوْتَ لِنَفْسِهِ لا يجوز للإنسان أن يطلب الموت بل أن يسلّم نفسه لأمر الرب فيموت حين يريد الرب وكما يريد الرب. وقول إيليا يدل على ضعفه الجسدي ويأسه من إصلاح الشعب ولكن الرب لم يدِنه بل عزاه. فلا ندنه نحن.

وَنَامَ (ع 5) لم يمت بل أعطى الرب حبيبه نوماً (مزمور 127: 2).

مَلاَكٍ مرسل من قبل الرب لخدمته ونوع الخدمة أي تدبير الأكل مما يدل على شفقة الرب على عبده الضعيف بالجسد. وكثيراً ما يكون ضعف الإيمان نتيجة ضعف الجسد.

كَعْكَةُ رَضْفٍ (ع 6) أي مخبوزة على حجارة محماة كعادة العرب.

أَرْبَعِينَ نَهَاراً (ع 8) في هذا الأمر أشبه موسى (خروج 24: 18 و34: 28) والمسيح (متّى 4: 2) وبنو إسرائيل أكلوا المن أربعين سنة. ومن بئر سبع إلى حوريب أي جبل سيناء نحو 180 ميلاً والمدة المذكورة أي أربعين يوماً هي مدة إقامة إيليا في البرية وليست مدة سفره فيها.

9 - 18 «9 وَدَخَلَ هُنَاكَ ٱلْمَغَارَةَ وَبَاتَ فِيهَا. وَكَانَ كَلاَمُ ٱلرَّبِّ إِلَيْهِ: مَا لَكَ هٰهُنَا يَا إِيلِيَّا؟ 10 فَقَالَ: قَدْ غِرْتُ غَيْرَةً لِلرَّبِّ إِلٰهِ ٱلْجُنُودِ، لأَنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ قَدْ تَرَكُوا عَهْدَكَ وَنَقَضُوا مَذَابِحَكَ وَقَتَلُوا أَنْبِيَاءَكَ بِٱلسَّيْفِ، فَبَقِيتُ أَنَا وَحْدِي. وَهُمْ يَطْلُبُونَ نَفْسِي لِيَأْخُذُوهَا. 11 فَقَالَ: ٱخْرُجْ وَقِفْ عَلَى ٱلْجَبَلِ أَمَامَ ٱلرَّبِّ. وَإِذَا بِٱلرَّبِّ عَابِرٌ وَرِيحٌ عَظِيمَةٌ وَشَدِيدَةٌ قَدْ شَقَّتِ ٱلْجِبَالَ وَكَسَّرَتِ ٱلصُّخُورَ أَمَامَ ٱلرَّبِّ، وَلَمْ يَكُنِ ٱلرَّبُّ فِي ٱلرِّيحِ. وَبَعْدَ ٱلرِّيحِ زَلْزَلَةٌ، وَلَمْ يَكُنِ ٱلرَّبُّ فِي ٱلزَّلْزَلَةِ. 12 وَبَعْدَ ٱلزَّلْزَلَةِ نَارٌ، وَلَمْ يَكُنِ ٱلرَّبُّ فِي ٱلنَّارِ. وَبَعْدَ ٱلنَّارِ صَوْتٌ مُنْخَفِضٌ خَفِيفٌ. 13 فَلَمَّا سَمِعَ إِيلِيَّا لَفَّ وَجْهَهُ بِرِدَائِهِ وَخَرَجَ وَوَقَفَ فِي بَابِ ٱلْمَغَارَةِ، وَإِذَا بِصَوْتٍ إِلَيْهِ يَقُولُ: مَا لَكَ هٰهُنَا يَا إِيلِيَّا؟ 14 فَقَالَ: غِرْتُ غَيْرَةً لِلرَّبِّ إِلٰهِ ٱلْجُنُودِ لأَنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ قَدْ تَرَكُوا عَهْدَكَ وَنَقَضُوا مَذَابِحَكَ وَقَتَلُوا أَنْبِيَاءَكَ بِٱلسَّيْفِ، فَبَقِيتُ أَنَا وَحْدِي، وَهُمْ يَطْلُبُونَ نَفْسِي لِيَأْخُذُوهَا. 15 فَقَالَ لَهُ ٱلرَّبُّ: ٱذْهَبْ رَاجِعاً فِي طَرِيقِكَ إِلَى بَرِّيَّةِ دِمَشْقَ، وَٱدْخُلْ وَٱمْسَحْ حَزَائِيلَ مَلِكاً عَلَى أَرَامَ، 16 وَٱمْسَحْ يَاهُوَ بْنَ نِمْشِي مَلِكاً عَلَى إِسْرَائِيلَ، وَٱمْسَحْ أَلِيشَعَ بْنَ شَافَاطَ مِنْ آبَلَ مَحُولَةَ نَبِيّاً عِوَضاً عَنْكَ. 17 فَٱلَّذِي يَنْجُو مِنْ سَيْفِ حَزَائِيلَ يَقْتُلُهُ يَاهُو، وَٱلَّذِي يَنْجُو مِنْ سَيْفِ يَاهُو يَقْتُلُهُ أَلِيشَعُ. 18 وَقَدْ أَبْقَيْتُ فِي إِسْرَائِيلَ سَبْعَةَ آلاَفٍ، كُلَّ ٱلرُّكَبِ ٱلَّتِي لَمْ تَجْثُ لِلْبَعْلِ وَكُلَّ فَمٍ لَمْ يُقَبِّلْهُ».

خروج 33: 21 و22 خروج 20: 5 و34: 14 رومية11: 4 خروج 19: 20 و24: 12 و18 أيوب 4: 16 وزكريا 4: 6 خروج 3: 6 ع 9 ع 10 و2ملوك 8: 8 - 15 و2ملوك 9: 1 - 10 ع 19 - 21 و2ملوك 2: 9 و15 و2ملوك 8: 12 و13: 3 و22 و2ملوك 9: 14 - 10: 25 رومية 11: 4 هوشع 13: 2

ٱلْمَغَارَةَ أل التعريف تشير إلى مغارة معروفة فيظن بعضهم أنها نقرة الصخرة التي وضع الرب موسى فيها (خروج 33: 22).

مَا لَكَ هٰهُنَا في قول الرب ما يدل على أن إيليا أتى إلى حوريب دون أمر منه فكان يجب عليه أن يبقى في مقره وفي عمله ويتكل على الرب القادر أن يحفظه من إيزابل.

فَقَالَ (ع 10) كان إيليا قد غار غيرة للرب وكانت خدمته للرب مرضية عنده ولكنه لم ينتبه إلى أمرين أولهما أنه لم يكن المؤمن الوحيد بل له شركاء كثيرون وثانيهما أن إقامة ملكوت الله في العالم لا تكون بالقوة الجسدية كقوة الريح والزلزلة والنار بل بالصوت المنخفض أي إظهار الحق لدى ضمير كل إنسان.

وتَرَكُوا عَهْدَكَ كان بنو إسرائيل قد أخذوا العهد في ذلك المكان أي حوريب أو سيناء.

نَقَضُوا مَذَابِحَكَ نستنتج وجود مذابح قدموا عليها ذبائح مرضية للرب لا مذبح واحد فقط في أورشليم.

قَتَلُوا أَنْبِيَاءَكَ كانت إيزابل قد قطعت أنبياء الرب ولكن كان ذلك بعلم الشعب ورضاهم فقال أنهم قتلوا الأنبياء.

فَبَقِيتُ أَنَا وَحْدِي لم يذكر عوبديا والمئة من الأنبياء الذين خبأهم وأعالهم ولا سبعة الآلاف الذين لم يجثو للبعل. ومن استولى عليه اليأس لا يرى إلا ما يقلق الأفكار ويُضعف العزم.

يَطْلُبُونَ نَفْسِي كان يرجو رجوع الشعب إلى الرب بعد قتله أنبياء البعل فيكون هو نبيهم ومرشدهم ولكن خاب سعيه تماماً كما ظنّ. وربما كان في قوله شيء من التذمّر.

رِيحٌ... زَلْزَلَةٌ... نَارٌ... صَوْتٌ مُنْخَفِضٌ (ع 11 و12) جميع القوى الطبيعية بيد الرب وفيها يُظهر قوته غير المحدودة كما في ضربات مصر وفي البحر الأحمر حينما عبر بنو إسرائيل وفي نزول النار على ذبيحة إيليا. وربما هنا إشارة أيضاً إلى الحروب وانقلاب الممالك. ولكنه كلم إيليا بالصوت المنخفض وعلّمه أن ملكوته هو ملكوت روحي وصوت الله للناس هو في العقل والضمير فيقنعهم ويجذبهم إليه.

لَفَّ وَجْهَهُ (ع 13) علامة الاحترام كالسيرافيم الذين رآهم إشعياء (إشعياء 6: 2). وعلامة الخوف كخوف موسى الذي غطّى وجهه عندما ظهر له الرب في العليقة (خروج 3: 6) وكل من يقترب إلى الله في العبادة والصلاة يجب أن يقترب بالثقة وبالاحترام أيضاً.

مَا لَكَ هٰهُنَا (انظر ع 9) تثنّى السؤال من الرب وتثنّى الجواب من إيليا فلم يكن قد فهم مقصود الرب في ما رآه.

ٱذْهَبْ رَاجِعاً (ع 15) رجّعه إلى العمل. والعمل للرب هو أحسن علاج لليأس. ورجع في الطريق التي كان قد هرب فيها ومرّ في البلاد التي كان يخاف المرور فيها ولكن الرب كان معه في رجوعه وفي ذلك الوقت كانت حرب بين بنهدد ملك دمشق وأخآب ملك إسرائيل فحامى بنهدد عمن كان أخآب قد طلب قتله.

وَٱمْسَحْ حَزَائِيلَ أحد جلساء الملك بنهدد فقتله وملك عوضاً عنه (2ملوك 8: 7 - 15). وليس من خبر أن إيليا مسح حزائيل وربما المسح هنا بمعنى التعيين.

وَٱمْسَحْ يَاهُوَ (ع 16) كان ذلك بواسطة أحد بني الأنبياء أرسله أليشع (2ملوك 9: 1).

وَٱمْسَحْ أَلِيشَعَ وليس من خبر بأن إيليا مسح أليشع بل إنه دعاه (ع 19) والمقصود في كلام الرب لإيليا هو أنه سيقيم في دمشق من يُجري أحكامه على إسرائيل. ويقيم في إسرائيل من يلاشي عبادة البعل. ويقيم أيضاً نبياً يتسلم العمل من إيليا عند انتقاله. فيجب على إيليا أن لا يظن أن الرب غافل عن شيء أو قاصر عن شيء كأن ليس غير إيليا قادراً على العمل.

مِنْ آبَلَ مَحُولَةَ جنوب بيت شان في وادي الأردن (4: 12).

يَقْتُلُهُ أَلِيشَعُ (ع 17) القول مجاز لأن أليشع لم يقتل أحداً بالسيف ولكنه قاوم عبادة البعل بتعليمه فقتلهم بسيف فمه (إشعياء 11: 4).

وَقَدْ أَبْقَيْتُ فِي إِسْرَائِيلَ (ع 18) كان كثيرون حفظوا إيمانهم بالرب لم يعرفهم إيليا ولم يظهروا للعالم ولكن الرب يعرف خاصته وأكثر المفسرين يترجمون الكلمة بالمضارع أي سأُبقي في إسرائيل إلخ. كان الرب قد ذكر حزائيل وياهو وهما كالريح الشديدة والزلزلة والنار لأنهما أخربا وأتلفا ولكنه أبقى سبع آلاف من إسرائيل. ولا نفهم أن سبعة آلاف هي عدد محدود بل هي عبارة تشير إلى الكثرة وربما تكون البقية من إسرائيل أكثر من سبعة آلاف.

لَمْ يُقَبِّلْهُ (هوشع 13: 2) ربما كان من عبادة الأصنام إن عبدتها يقبّلونها.

19 - 21 «19 فَذَهَبَ مِنْ هُنَاكَ وَوَجَدَ أَلِيشَعَ بْنَ شَافَاطَ يَحْرُثُ، وَٱثْنَا عَشَرَ فدان (زَوْجَ) بَقَرٍ قُدَّامَهُ وَهُوَ مَعَ ٱلثَّانِي عَشَرَ. فَمَرَّ إِيلِيَّا بِهِ وَطَرَحَ رِدَاءَهُ عَلَيْهِ. 20 فَتَرَكَ ٱلْبَقَرَ وَرَكَضَ وَرَاءَ إِيلِيَّا وَقَالَ: دَعْنِي أُقَبِّلْ أَبِي وَأُمِّي وَأَسِيرَ وَرَاءَكَ. فَقَالَ لَهُ: ٱذْهَبْ رَاجِعاً، لأَنِّي مَاذَا فَعَلْتُ لَكَ؟ 21 فَرَجَعَ مِنْ وَرَائِهِ وَأَخَذَ زَوْجَ بَقَرٍ وَذَبَحَهُمَا، وَسَلَقَ ٱللَّحْمَ بِأَدَوَاتِ ٱلْبَقَرِ وَأَعْطَى ٱلشَّعْبَ فَأَكَلُوا. ثُمَّ قَامَ وَمَضَى وَرَاءَ إِيلِيَّا وَكَانَ يَخْدِمُهُ».

2ملوك 2: 8 و13 و14 و1صموئيل 28: 14 متّى 8: 21 و22 ولوقا 9: 61 و62 وأعمال 20: 37 و2صموئيل 24: 22 ص 18: 43 و2ملوك 2: 3

فَذَهَبَ (ع 19) إلى آبل محولة (ع 16) في وادي الأردن فرجع إلى بلاد إسرائيل التي كان قد هرب منها ورجع لأن الرب أرسله فكان كمن يمشي في النهار فلا يعثر (يوحنا 11: 9).

أَلِيشَعَ بْنَ شَافَاطَ صار خادماً وتلميذاً لإيليا وبعد انتقاله خلفه في المنصب النبوي وكان من أعظم الأنبياء (انظر 2ملوك ص 2 - 12).

ٱثْنَا عَشَرَ فدان (زَوْجَ) بَقَرٍ استنتج بعضهم أن الاثني عشر فداناً كانت لأبيه فتدل على أنه كان غنياً. وربما كان أليشع يحرث مع حراث القرية ولم يكن له إلا فدان واحد. وبما أنه مع الثاني عشر أي آخر الكل كان يقدر أن يتركها ولا يعيقها بتركه إياها.

طَرَحَ رِدَاءَهُ عَلَيْهِ كان هذا الرداء خصوصياً يُعرف به أنه نبي. ونستنتج من (زكريا 13: 4) أن الأنبياء كانوا يلبسون ثوب شعر (انظر أيضاً 2ملوك 1: 8 ومتى 3: 4) وطرح الرداء على أليشع علامة تعيينه ليكن نبياً ويكون مع إيليا خادماً وتلميذاً.

رَكَضَ وَرَاءَ إِيلِيَّا (ع 20) ربما لم يكلّمه إيليا بكلام ما فلم يفهم أليشع المقصود حتى تأمل قليلاً وبينما كان متأملاً تركه إيليا ولكنه بعد قليل اعتمد على ما يعمله فترك البقر وركض وراء إيليا.

دَعْنِي أُقَبِّلْ أَبِي ليست طلبة أليشع كطلبة التلميذ من يسوع (متّى 8: 21) لأن أليشع لم يقصد أن يتأخر عن الطاعة للدعوة بل امتثلها حالاً لكنه أراد أن يودع أهل بيته لأنه قصد أن يتركهم. والمقصود في جواب إيليا أي «ماذا فعلت لك» هو أنه دعاه لخدمة الله ولم يطلب منه إماتة كل العواطف الطبيعية اللطيفة.

وَأَخَذَ فدان (زَوْجَ) بَقَرٍ الخ (ع 21) ذبح البقر وأحرق الأدوات ليعلم جميع الشعب أنه ترك حياته السابقة ولا يمكن الرجوع إليها. وربما كانت الوليمة في بيت والديه.

فوائد

ع 4 «اليأس»

  1. إنه كثيراً ما يصيب اليأس العظماء والأفاضل لأنهم يطمحون إلى أمور سامية فإذا لم يصلوا إليها ييأسون. وأما العامة فلا ييأسون منها لأنهم لا يتوقعونها.

  2. إن اليأس يصيب من يترك منصبه وعمله.

  3. إن اليأس نتيجة ضعف الإيمان والنظر إلى الأمور الحاضرة دون النظر إلى مواعيد الله والنظر إلى ما يختص بأنفسنا دون النظر إلى ملكوت الله في العالم.

  4. إن اليأس ينتج أحياناً من أسباب جسدية كانحراف الصحة وقلة الطعام والنوم.

ع 20 و21 «دعوة أليشع»

  1. كانت هذه الدعوة لرجل عامل لا لكسلان وبطال. وعلينا أن ننتظر دعوة الله ونحن في عملنا الخاص ولا نترك العمل الذي نحن فيه لكي يدعونا الله إلى عمل أعظم.

  2. إنه يجب الطاعة حالاً. فيجب أن لا نفتكر ونتأمل أكثر من اللازم. وربما إذا تأخرنا إن الله لا يدعونا ثانية.

  3. إنه يجب الطاعة بلا مراجعة وبلا استثناء كما ذبح أليشع البقر وأحرق الأدوات فجعل رجوعه إلى عمله الجسدي من الأمور المستحيلة.

  4. إن دعوة الله لا تمنع المحبة لأهل البيت بل تقويها إذا كانت بالرب.

  5. إن الله يدعونا أولاً إلى خدمة بسيطة كما كان أليشع يصب ماء على يدي سيده. وإذا كنا أمناء فيها يدعونا لخدمة أعلى كما خلف أليشع سيده في المنصب النبوي.

اَلأَصْحَاحُ ٱلْعِشْرُونَ

1 - 12 «1 وَجَمَعَ بَنْهَدَدُ مَلِكُ أَرَامَ كُلَّ جَيْشِهِ، وَٱثْنَيْنِ وَثَلاَثِينَ مَلِكاً مَعَهُ، وَخَيْلاً وَمَرْكَبَاتٍ وَصَعِدَ وَحَاصَرَ ٱلسَّامِرَةَ وَحَارَبَهَا. 2 وَأَرْسَلَ رُسُلاً إِلَى أَخْآبَ مَلِكِ إِسْرَائِيلَ إِلَى ٱلْمَدِينَةِ وَقَالَ لَهُ: هٰكَذَا يَقُولُ بَنْهَدَدُ: 3 لِي فِضَّتُكَ وَذَهَبُكَ، وَلِي نِسَاؤُكَ وَبَنُوكَ ٱلْحِسَانُ. 4 فَأَجَابَ مَلِكُ إِسْرَائِيلَ: حَسَبَ قَوْلِكَ يَا سَيِّدِي ٱلْمَلِكَ، أَنَا وَجَمِيعُ مَا لِي لَكَ. 5 فَرَجَعَ ٱلرُّسُلُ وَقَالُوا: هٰكَذَا تَكَلَّمَ بَنْهَدَدُ: إِنِّي قَدْ أَرْسَلْتُ إِلَيْكَ أَنَّ فِضَّتَكَ وَذَهَبَكَ وَنِسَاءَكَ وَبَنِيكَ تُعْطِينِي إِيَّاهُمْ. 6 فَإِنِّي فِي نَحْوِ هٰذَا ٱلْوَقْتِ غَداً أُرْسِلُ عَبِيدِي إِلَيْكَ فَيُفَتِّشُونَ بَيْتَكَ وَبُيُوتَ عَبِيدِكَ، وَكُلَّ مَا هُوَ شَهِيٌّ فِي عَيْنَيْكَ يَضَعُونَهُ فِي أَيْدِيهِمْ وَيَأْخُذُونَهُ. 7 فَدَعَا مَلِكُ إِسْرَائِيلَ جَمِيعَ شُيُوخِ ٱلأَرْضِ وَقَالَ: ٱعْلَمُوا وَٱنْظُرُوا أَنَّ هٰذَا يَطْلُبُ ٱلشَّرَّ، لأَنَّهُ أَرْسَلَ إِلَيَّ بِطَلَبِ نِسَائِي وَبَنِيَّ وَفِضَّتِي وَذَهَبِي وَلَمْ أَمْنَعْهَا عَنْهُ. 8 فَقَالَ لَهُ كُلُّ ٱلشُّيُوخِ وَكُلُّ ٱلشَّعْبِ: لاَ تَسْمَعْ لَهُ وَلاَ تَقْبَلْ. 9 فَقَالَ لِرُسُلِ بَنْهَدَدَ: قُولُوا لِسَيِّدِي ٱلْمَلِكِ إِنَّ كُلَّ مَا أَرْسَلْتَ فِيهِ إِلَى عَبْدِكَ أَوَّلاً أَفْعَلُهُ. وَأَمَّا هٰذَا ٱلأَمْرُ فَلاَ أَسْتَطِيعُ أَنْ أَفْعَلَهُ. فَرَجَعَ ٱلرُّسُلُ وَرَدُّوا عَلَيْهِ ٱلْجَوَابَ. 10 فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ بَنْهَدَدُ وَقَالَ: هٰكَذَا تَفْعَلُ بِي ٱلآلِهَةُ وَهٰكَذَا تَزِيدُنِي إِنْ كَانَ تُرَابُ ٱلسَّامِرَةِ يَكْفِي قَبَضَاتٍ لِكُلِّ ٱلشَّعْبِ ٱلَّذِي يَتْبَعُنِي. 11 فَأَجَابَ مَلِكُ إِسْرَائِيلَ: قُولُوا: لاَ يَفْتَخِرَنَّ مَنْ يَشُدُّ كَمَنْ يَحِلُّ. 12 فَلَمَّا سَمِعَ هٰذَا ٱلْكَلاَمَ وَهُوَ يَشْرَبُ مَعَ ٱلْمُلُوكِ فِي ٱلْخِيَامِ قَالَ لِعَبِيدِهِ: «ٱصْطَفُّوا» فَٱصْطَفُّوا عَلَى ٱلْمَدِينَةِ».

ص 15: 18 و20 و2ملوك 6: 24 ص 22: 31 ص 16: 24 و2ملوك 6: 24 - 29 و2ملوك 5: 7 ص 19: 2 و2ملوك 6: 31 أمثال 27: 1 ص 16: 9

كان ثلاثة ملوك من ملوك دمشق باسم بنهدد (1) المذكور في (1ملوك 15: 17 - 21) استغاث به آسا ملك يهوذا حينما حارب بعشا ملك إسرائيل (2) المذكور هنا. ومن المحتمل أنه هو المذكور سابقاً لأنه بين موت بعشا وأول ملك أخآب 14 سنة فقط. والأرجح أنه ابن المذكور أولاً (3) ابن حزائيل الذي قتل بنهدد وملك عوضاً عنه فتسمى الابن باسم الملك المقتول (2ملوك 13: 3 - 7).

ًوَٱثْنَيْنِ وَثَلاَثِينَ مَلِكا نستنتج من كثرتهم أنهم كانوا أمراء أو شيوخاً فقط وإنما كانوا تحت رئاسة بنهدد.

حَاصَرَ ٱلسَّامِرَةَ لم يظهر سبب لمحاربته إسرائيل إلا طمعه. ولم يقدر أخآب أن يقاوم بنهدد وخيله ومركباته وجيشه العظيم فالتجأ إلى السامرة وهي مدينة محصنة على رأس تل. ومما يدل على مناعتها أن ملك أشور حاصرها ثلاث سنين (2ملوك 17: 5).

وَلِي نِسَاؤُكَ (ع 3) في هذه الطلبة أعظم إهانة ولو قبلها أخآب لكان خلع نفسه عن الملك وصار عبداً مطيعاً لبنهدد.

حَسَبَ قَوْلِكَ يَا سَيِّدِي (ع 4) ربما سلّم لبنهدد في هذا الأمر لأمله أن جوابه اللين يصرف غضب الملك أو لأنه قصد تأجيل الأمر قليلاً لكي يستشير شيوخه ويستعد للحصار.

فَيُفَتِّشُونَ بَيْتَكَ (ع 6) خضوع أخآب في هذه الطلبة ساق بنهدد إلى طلبة أعظم وأثقل. وهذه أثقل من الأولى لأن عبيد بنهدد أولاً سيدخلون البيوت يفتشون ويأخذون مهما استحسنوا وثانياً لأن هذه الطلبة الثانية أقلقت جميع الشعب وليس الملك فقط.

جَمِيعَ شُيُوخِ ٱلأَرْضِ (ع 7) وليس فقط شيوخ السامرة وربما كانوا مجتمعين في السامرة خوفاً من الأراميين.

ٱلشُّيُوخِ وَكُلُّ ٱلشَّعْبِ (ع 8) أي الشيوخ وغيرهم من العظماء جاوبوا الملك بصوت واحد. وعرفوا أنهم ليسوا قادرين على مقاومة بنهدد ولكنهم فضلوا الموت على التسليم. وربما اتكلوا على مناعة مدينتهم.

قَبَضَاتٍ لِكُلِّ ٱلشَّعْبِ (ع 10) صرّح بقصده أن يدمّر السامرة وافتخر بكثرة الشعب الذي معه. وحلف بآلهته وطلب منها أن تفعل به كما قصد أن يفعل بأهل السامرة إن لم يعملوا كما قال.

لاَ يَفْتَخِرَنَّ مَنْ يَشُدُّ كَمَنْ يَحِلُّ (ع 11) (1) لأن لا أحد يعرف المستقبل وربما يحدث ما لم ينتظره ولا استعد له. (2) لأن هنالك قوات روحية لا يقدر الإنسان أن يزنها ويقيسها. ومنها محبة الوطن والشفقة على المظلومين وسلطة الصدق والعدل والحق على قلوب الناس (3) لأن الانتصار من الرب وعلى من يفتخر أن يفتخر بالرب. والغلبة لمن يسير مع الرب والرب معه.

وَهُوَ يَشْرَبُ (ع 12) رأى وهو يسكر أن الغلبة أكيدة فلا يلزمه السهر والاستعداد. وكان الملوك معه أي لم يبق من كان صاحياً مستعداً ليقود الجيش. وربما شرب الجنود أيضاً اقتداء بقوّادهم.

13 - 21 «13 وَإِذَا بِنَبِيٍّ تَقَدَّمَ إِلَى أَخْآبَ مَلِكِ إِسْرَائِيلَ وَقَالَ: هٰكَذَا قَالَ ٱلرَّبُّ: هَلْ رَأَيْتَ كُلَّ هٰذَا ٱلْجُمْهُورِ ٱلْعَظِيمِ؟ هَئَنَذَا أَدْفَعُهُ لِيَدِكَ ٱلْيَوْمَ فَتَعْلَمُ أَنِّي أَنَا ٱلرَّبُّ. 14 فَقَالَ أَخْآبُ: بِمَنْ؟ فَقَالَ: هٰكَذَا قَالَ ٱلرَّبُّ: بِغِلْمَانِ رُؤَسَاءِ ٱلْمُقَاطَعَاتِ. فَقَالَ: مَنْ يَبْتَدِئُ بِٱلْحَرْبِ؟ فَقَالَ: أَنْتَ. 15 فَعَدَّ غِلْمَانَ رُؤَسَاءِ ٱلْمُقَاطَعَاتِ فَبَلَغُوا مِئَتَيْنِ وَٱثْنَيْنِ وَثَلاَثِينَ. وَعَدَّ بَعْدَهُمْ كُلَّ ٱلشَّعْبِ، كُلَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ، سَبْعَةَ آلاَفٍ. 16 وَخَرَجُوا عِنْدَ ٱلظُّهْرِ وَبَنْهَدَدُ يَشْرَبُ وَيَسْكَرُ فِي ٱلْخِيَامِ هُوَ وَٱلْمُلُوكُ ٱلاثْنَانِ وَٱلثَّلاَثُونَ ٱلَّذِينَ سَاعَدُوهُ. 17 فَخَرَجَ غِلْمَانُ رُؤَسَاءِ ٱلْمُقَاطَعَاتِ أَوَّلاً. وَأَرْسَلَ بَنْهَدَدُ فَأَخْبَرُوهُ: قَدْ خَرَجَ رِجَالٌ مِنَ ٱلسَّامِرَةِ. 18 فَقَالَ: إِنْ كَانُوا قَدْ خَرَجُوا لِلسَّلاَمِ فَأَمْسِكُوهُمْ أَحْيَاءً، وَإِنْ كَانُوا قَدْ خَرَجُوا لِلْقِتَالِ فَأَمْسِكُوهُمْ أَحْيَاءً. 19 فَخَرَجَ غِلْمَانُ رُؤَسَاءِ ٱلْمُقَاطَعَاتِ هٰؤُلاَءِ مِنَ ٱلْمَدِينَةِ هُمْ وَٱلْجَيْشُ ٱلَّذِي وَرَاءَهُمْ 20 وَضَرَبَ كُلُّ رَجُلٍ رَجُلَهُ، فَهَرَبَ ٱلأَرَامِيُّونَ وَطَارَدَهُمْ إِسْرَائِيلُ، وَنَجَا بَنْهَدَدُ مَلِكُ أَرَامَ عَلَى فَرَسٍ مَعَ ٱلْفُرْسَانِ. 21 وَخَرَجَ مَلِكُ إِسْرَائِيلَ فَضَرَبَ ٱلْخَيْلَ وَٱلْمَرْكَبَاتِ، وَضَرَبَ أَرَامَ ضَرْبَةً عَظِيمَةً».

ع 28 ص 18: 36 ع 12 و2ملوك 14: 8 - 12

وَإِذَا بِنَبِيٍّ لا نعرف من هو. كانت إيزابل قد قتلت كثيرين من الأنبياء وأما عوبديا فكان قد خبأ مئة منهم (18: 4) ولم يخف النبي المذكور هنا لأنه أتى إلى الملك ببشارة في وقت الضيق وكان الشعب مهتمين بالخلاص من الأراميين وليس بقتل أنبياء الرب. انظر تنازل الرب ورحمته لأنه أرسل نبياً للذين كانوا قد رفضوا كلامه.

فَقَالَ أَخْآبُ بِمَنْ (ع 14) بسؤاله أظهر إيمانه فإنه صدق أن الرب يخلّصهم وطلب أن يعرف العمل المعيّن من الرب لإجراء قصده.

رُؤَسَاءِ ٱلْمُقَاطَعَاتِ هم وكلاء الملك أو ولاة المقاطعات (4: 7 و10: 15) وغلمانهم هم خدامهم.

مَنْ يَبْتَدِئُ بِٱلْحَرْبِ فَقَالَ أَنْتَ وهنا امتحان إيمان أخآب فإنه كان عليه المسؤولية والتدبير وعليه الخسارة والعار إن لم ينجح. وحسب الظاهر إن لم يكن أدنى أمل بالنجاح. وعلى كل من يطلب الخلاص لشعب الله أن يقدم نفسه أولاً للخدمة ويكون هو الأول في مكان الخطر والتعب.

كُلَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ، سَبْعَةَ آلاَفٍ (ع 15) كانوا قليلين جداً بالنسبة إلى ما كانوا عليه قبلاً (2أيام 13: 3) والنسبة إلى جيش بنهدد. ولا شك في أن رجال إسرائيل كانوا أكثر من العدد المذكور ولكن لم يقدر أخآب أن يجمع أكثر من سبعة آلاف في ذلك الوقت.

خَرَجُوا عِنْدَ ٱلظُّهْرِ (ع 16) كان ذلك الوقت موافقاً لغايتهم لأن بنهدد والملوك كانوا يأكلون ويسكرون وكان الجنود غير منتبهين وغير مستعدين. انظر نبأ إيلة (16: 9) وبلشصر (دانيال 5: 1 الخ) وأحشويوس (أستير 1: 10) وهيرودس (متّى 14: 1 - 12).

فَأَمْسِكُوهُمْ أَحْيَاءً (ع 18) لعله لم يأمر بقتلهم بالحاضر لأنه قصد سجنهم أو تعذيبهم أو قتلهم على طريقة أخرى. ولم يرد أن يفتح باباً للمفاوضات بالصلح فلم يعامل الخارجين كسفراء.

فَهَرَبَ ٱلأَرَامِيُّونَ (ع 20) من خوفهم وعدم النظام والاستعداد. كالكنعانيين (قضاة 4: 12 - 16) والمديانيين (قضاة 7: 19 - 23) وفي الكثرة خطر إذا كان الجيش بلا نظام.

عَلَى فَرَسٍ أي من عجلته لم يذهب بمركبة كما كان أتى وكما يليق بملك.

وَخَرَجَ مَلِكُ إِسْرَائِيلَ (ع 21) والظاهر أن أخآب لم يخرج في الأول بل أرسل جيشه بعد أن عدهم وأوصاهم فتبعهم بعدما انتصروا.

22 - 34 «22 فَتَقَدَّمَ ٱلنَّبِيُّ إِلَى مَلِكِ إِسْرَائِيلَ وَقَالَ لَهُ: ٱذْهَبْ تَشَدَّدْ، وَٱعْلَمْ وَٱنْظُرْ مَا تَفْعَلُ. لأَنَّهُ عِنْدَ تَمَامِ ٱلسَّنَةِ يَصْعَدُ عَلَيْكَ مَلِكُ أَرَامَ. 23 وَأَمَّا عَبِيدُ مَلِكِ أَرَامَ فَقَالُوا لَهُ: إِنَّ آلِهَتَهُمْ آلِهَةُ جِبَالٍ، لِذٰلِكَ قَوُوا عَلَيْنَا. وَلٰكِنْ إِذَا حَارَبْنَاهُمْ فِي ٱلسَّهْلِ فَإِنَّنَا نَقْوَى عَلَيْهِمْ. 24 وَٱفْعَلْ هٰذَا ٱلأَمْرَ: ٱعْزِلِ ٱلْمُلُوكَ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْ مَكَانِهِ، وَضَعْ قُوَّاداً مَكَانَهُمْ. 25 وَأَحْصِ لِنَفْسِكَ جَيْشاً كَٱلْجَيْشِ ٱلَّذِي سَقَطَ مِنْكَ فَرَساً بِفَرَسٍ وَمَرْكَبَةً بِمَرْكَبَةٍ، فَنُحَارِبَهُمْ فِي ٱلسَّهْلِ وَنَقْوَى عَلَيْهِمْ. فَسَمِعَ لِقَوْلِهِمْ وَفَعَلَ كَذٰلِكَ. 26 وَعِنْدَ تَمَامِ ٱلسَّنَةِ عَدَّ بَنْهَدَدُ ٱلأَرَامِيِّينَ وَصَعِدَ إِلَى أَفِيقَ لِيُحَارِبَ إِسْرَائِيلَ. 27 وَأُحْصِيَ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَتَزَوَّدُوا وَسَارُوا لِلِقَائِهِمْ. فَنَزَلَ بَنُو إِسْرَائِيلَ مُقَابِلَهُمْ نَظِيرَ قَطِيعَيْنِ صَغِيرَيْنِ مِنَ ٱلْمِعْزَى. وَأَمَّا ٱلأَرَامِيُّونَ فَمَلأُوا ٱلأَرْضَ. 28 فَتَقَدَّمَ رَجُلُ ٱللّٰهِ وَقَالَ لِمَلِكِ إِسْرَائِيلَ: هٰكَذَا قَالَ ٱلرَّبُّ: مِنْ أَجْلِ أَنَّ ٱلأَرَامِيِّينَ قَالُوا إِنَّ ٱلرَّبَّ إِلٰهُ جِبَالٍ وَلَيْسَ إِلٰهَ أَوْدِيَةٍ، أَدْفَعُ كُلَّ هٰذَا ٱلْجُمْهُورِ ٱلْعَظِيمِ لِيَدِكَ، فَتَعْلَمُونَ أَنِّي أَنَا ٱلرَّبُّ. 29 فَنَزَلَ هٰؤُلاَءِ مُقَابِلَ أُولَئِكَ سَبْعَةَ أَيَّامٍ. وَفِي ٱلْيَوْمِ ٱلسَّابِعِ ٱشْتَبَكَتِ ٱلْحَرْبُ، فَضَرَبَ بَنُو إِسْرَائِيلَ مِنَ ٱلأَرَامِيِّينَ مِئَةَ أَلْفِ رَاجِلٍ فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ. 30 وَهَرَبَ ٱلْبَاقُونَ إِلَى أَفِيقَ إِلَى ٱلْمَدِينَةِ، وَسَقَطَ ٱلسُّورُ عَلَى ٱلسَّبْعَةِ وَٱلْعِشْرِينَ أَلْفَ رَجُلٍ ٱلْبَاقِينَ. وَهَرَبَ بَنْهَدَدُ وَدَخَلَ ٱلْمَدِينَةَ مِنْ مِخْدَعٍ إِلَى مِخْدَعٍ. 31 فَقَالَ لَهُ عَبِيدُهُ: إِنَّنَا قَدْ سَمِعْنَا أَنَّ مُلُوكَ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ هُمْ مُلُوكٌ حَلِيمُونَ، فَلْنَضَعْ مُسُوحاً عَلَى أَحْقَائِنَا وَحِبَالاً عَلَى رُؤُوسِنَا وَنَخْرُجُ إِلَى مَلِكِ إِسْرَائِيلَ لَعَلَّهُ يُحْيِي نَفْسَكَ. 32 فَشَدُّوا مُسُوحاً عَلَى أَحْقَائِهِمْ وَحِبَالاً عَلَى رُؤُوسِهِمْ وَأَتَوْا إِلَى مَلِكِ إِسْرَائِيلَ وَقَالُوا: يَقُولُ عَبْدُكَ بَنْهَدَدُ: لِتَحْيَ نَفْسِي. فَقَالَ: أَهُوَ حَيٌّ بَعْدُ؟ هُوَ أَخِي. 33 فَتَفَاءَلَ ٱلرِّجَالُ وَأَسْرَعُوا وَلَجُّوا هَلْ هُوَ مِنْهُ. وَقَالُوا: أَخُوكَ بَنْهَدَدُ. فَقَالَ: «ٱدْخُلُوا خُذُوهُ» فَخَرَجَ إِلَيْهِ بَنْهَدَدُ فَأَصْعَدَهُ إِلَى ٱلْمَرْكَبَةِ. 34 وَقَالَ لَهُ: إِنِّي أَرُدُّ ٱلْمُدُنَ ٱلَّتِي أَخَذَهَا أَبِي مِنْ أَبِيكَ، وَتَجْعَلُ لِنَفْسِكَ أَسْوَاقاً فِي دِمَشْقَ كَمَا جَعَلَ أَبِي فِي ٱلسَّامِرَةِ. فَقَالَ: وَأَنَا أُطْلِقُكَ بِهٰذَا ٱلْعَهْدِ. فَقَطَعَ لَهُ عَهْداً وَأَطْلَقَهُ».

ع 13 ع 26 و2صموئيل 11: 1 ص 14: 23 ع 22 و2ملوك 13: 17 قضاة 6: 3 - 5 و1صموئيل 13: 5 - 8 ص 17: 18 ع 23 ع 13 ع 26 ص 22: 25 و2أيام 18: 24 ع 23 - 26 تكوين 37: 34 و2صموئيل 3: 21 ع 21 ع 3 - 6 ص 15: 20

فَتَقَدَّمَ ٱلنَّبِيُّ المذكور سابقاً (ع 13).

ٱذْهَبْ الخ أي لا تجلس ولا تسترح ولا تظن أنك خلصت تماماً من أرام.

عِنْدَ تَمَامِ ٱلسَّنَةِ أي في الصيف القادم لأن الصيف هو أحسن وقت للحرب.

آلِهَةُ جِبَالٍ (ع 23) اعتقدوا بوجود آلهة كثيرة ولكل قطيعة من الأرض إله يملك فيها كما يملك ملك من البشر في مملكته. وكان الأراميون أقوى من الإسرائيليين في السهول لأن لهم خيلاً ومركبات فنرى في كلامهم سياسة حربية مع خرافات دينية.

ٱعْزِلِ ٱلْمُلُوكَ (ع 24) فضلوا القواد على الملوك لأن القواد كانوا متمرنين في الحرب وكانوا تحت الأمر والنظام العسكري فيكون الجيش كله بقيادتهم جيشاً واحداً.

كَٱلْجَيْشِ ٱلَّذِي سَقَطَ (ع 25) كانت مشورتهم موافقة لكبرياء الملك لأنه حينما ينظر إلى الجيش الجديد يتوهم أنه الجيش الأول البائد فيكون كأنه لم يخسر شيئاً.

أَفِيقَ (ع 26) الأرجح أنها بلدة واقعة عند رأس وادي أفيق على بعد 6 أميال شرق بحر الجليل. فكان أن بني إسرائيل تشجعوا وتشددوا وخرجوا من حصونهم ليحاربوا الأراميين في السهل. وكان ذلك من الرب ليعلم الأراميون إنه إله السهول كالجبال.

تَزَوَّدُوا (ع 27) الكلمة تدل على أنهم ابتعدوا عن مساكنهم.

قَطِيعَيْنِ صَغِيرَيْنِ ربما انقسموا كما في السنة السابقة أي غلمان رؤساء المقاطعات أولاً ثم الباقي من الجيش وكانوا كقطيعين صغيرين من المعزى أي قليلون في العدد وضعفاء في القوة بالنسبة إلى جيش الأراميين.

فَتَقَدَّمَ رَجُلُ ٱللّٰهِ (ع 28) لم يُقل النبي فالأرجح أن المذكور هنا غير المذكور في (ع 13 وع 22).

سَبْعَةَ أَيَّامٍ (ع 29) الأراميون خافوا لأنهم تذكروا انكسارهم في السنة السابقة والإسرائيليون خافوا من كثرة الجيش الذي كان مقابلهم وربما اعتبروا العدد سبعاً وتذكروا سقوط أريحا في اليوم السابع (يشوع 6: 15 - 21).

مِئَةَ أَلْفِ رَاجِلٍ كان القتلى كثيرين جداً نظراً لقلة القاتلين وربما اعتراهم روع كما اعترى المديانيين (قضاة 7: 22) فقتلوا بعضهم بعضاً.

وَسَقَطَ ٱلسُّورُ (ع 30) من الأمور العجيبة أنه قُتل سبعة وعشرون ألفاً بهذه الطريقة وربما حدثت زلزلة فسقط السور وأبنية المدينة أيضاً. وظهر جلياً أن يد الرب كانت في الأمر.

مِنْ مِخْدَعٍ إِلَى مِخْدَعٍ دليل على خوفه. ولا شك في أنه فهم أن الرب كان يحارب عن إسرائيل ولا سيما إذا حدثت زلزلة (انظر رؤيا 6: 15 - 17).

مُسُوحاً عَلَى أَحْقَائِنَا علامة الاتضاع والنوح (2ملوك 6: 30 وإشعياء 37: 1 و2).

حِبَالاً عَلَى رُؤُوسِنَا ربما الحبال ليُربطوا بها فقدموا أنفسهم لأخآب كأسرى ليعمل فيهم كما يريد. في العاديات المصرية صورة شيشق ملك مصر (14: 25) وراءه صفوف من الأسرى مربوطون بحبال على رقابهم حبل واحد لكل صف وأطراف الحبال بيد الملك.

لَعَلَّهُ يُحْيِي نَفْسَكَ ولم يقولوا أنفسنا كأن حياتهم لا شيء بالنسبة إلى حياة الملك.

هُوَ أَخِي (ع 32) اعتبره ملكاً وإن كان مغلوباً وبهذه الكلمة المختصرة غلطة خطيرة. للرحمة واللطف مكان وأما بنهدد فكان قد حرمه الرب (ع 42) وكان قتله رحمة لشعب إسرائيل. والرحمة لكثيرين أفضل من الرحمة لواحد.

فَتَفَاءَلَ (ع 33) استنتجوا خيراً من الكلمة وتمسكوا بها وحاولوا أن يقيدوا أخآب بها.

ٱلْمُدُنَ ٱلَّتِي أَخَذَهَا أَبِي مِنْ أَبِيكَ (ع 34) قابل قول بنهدد هذا بما قاله لما صعد إلى السامرة (ع 10) إن الجبانة تعقب الافتخار والسقوط يعقب الكبرياء. والظاهر أن أبا بنهدد كان قد أخذ مدناً من عمري أبي أخآب مع أن ذلك غير مذكور في الكتاب.

أَسْوَاقاً فِي دِمَشْقَ أحياء أو حارات خاصة لليهود يسكنون فيها ويعملون ويتجرون كما يريدون وأطلقه أخآب بهذا العهد ولكن بنهدد لم يبرّ بوعده وتجددت الحرب مع آرام بعد ذلك بثلاث سنين (22: 1 الخ).

35 - 43 «35 وَإِنَّ رَجُلاً مِنْ بَنِي ٱلأَنْبِيَاءِ قَالَ لِصَاحِبِهِ: عَنْ أَمْرِ ٱلرَّبِّ ٱضْرِبْنِي. فَأَبَى ٱلرَّجُلُ أَنْ يَضْرِبَهُ. 36 فَقَالَ لَهُ: مِنْ أَجْلِ أَنَّكَ لَمْ تَسْمَعْ لِقَوْلِ ٱلرَّبِّ فَحِينَمَا تَذْهَبُ مِنْ عِنْدِي يَقْتُلُكَ أَسَدٌ. وَلَمَّا ذَهَبَ مِنْ عِنْدِهِ لَقِيَهُ أَسَدٌ وَقَتَلَهُ. 37 ثُمَّ صَادَفَ رَجُلاً آخَرَ فَقَالَ: ٱضْرِبْنِي. فَضَرَبَهُ ٱلرَّجُلُ ضَرْبَةً فَجَرَحَهُ. 38 فَذَهَبَ ٱلنَّبِيُّ وَٱنْتَظَرَ ٱلْمَلِكَ عَلَى ٱلطَّرِيقِ، وَتَنَكَّرَ بِعِصَابَةٍ عَلَى عَيْنَيْهِ. 39 وَلَمَّا عَبَرَ ٱلْمَلِكُ نَادَى ٱلْمَلِكَ: خَرَجَ عَبْدُكَ إِلَى وَسَطِ ٱلْقِتَالِ، وَإِذَا بِرَجُلٍ مَالَ وَأَتَى إِلَيَّ بِرَجُلٍ وَقَالَ: ٱحْفَظْ هٰذَا ٱلرَّجُلَ. وَإِنْ فُقِدَ تَكُونُ نَفْسُكَ بَدَلَ نَفْسِهِ، أَوْ تَدْفَعُ وَزْنَةً مِنَ ٱلْفِضَّةِ. 40 وَفِيمَا عَبْدُكَ مُشْتَغِلٌ هُنَا وَهُنَاكَ إِذَا هُوَ مَفْقُودٌ. فَقَالَ لَهُ مَلِكُ إِسْرَائِيلَ: هٰكَذَا حُكْمُكَ. أَنْتَ قَضَيْتَ. 41 فَبَادَرَ وَرَفَعَ ٱلْعِصَابَةَ عَنْ عَيْنَيْهِ فَعَرَفَهُ مَلِكُ إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مِنَ ٱلأَنْبِيَاءِ. 42 فَقَالَ لَهُ: هٰكَذَا قَالَ ٱلرَّبُّ: لأَنَّكَ أَفْلَتَّ مِنْ يَدِكَ رَجُلاً قَدْ حَرَّمْتُهُ، تَكُونُ نَفْسُكَ بَدَلَ نَفْسِهِ، وَشَعْبُكَ بَدَلَ شَعْبِهِ. 43 فَمَضَى مَلِكُ إِسْرَائِيلَ إِلَى بَيْتِهِ مُكْتَئِباً مَغْمُوماً وَجَاءَ إِلَى ٱلسَّامِرَةِ».

2ملوك 2: 3 - 7 ص 13: 17 و18 ص 13: 24 ص 14: 2 و2ملوك 10: 24 ع 39 ص 21: 4

بَنِي ٱلأَنْبِيَاءِ (ع 35) أي تلاميذ الأنبياء وكانت مدارس للأنبياء منذ زمان صموئيل أو قبله.

صَاحِبِهِ أحد رفقائه في المدرسة.

مِنْ أَجْلِ أَنَّكَ لَمْ تَسْمَعْ (ع 36) لم يفهم الرفيق الغاية فما استحسن أن يضربه ولكن كان يجب أن يطيع أمر الرب. وكذلك كان يجب على أخآب أن يطيع أمر الرب ويقتل بنهدد وإن لم يستحسن الأمر.

يَقْتُلُكَ أَسَدٌ انظر نبأ رجل الله الذي أتى من يهوذا ليوبخ يربعام (13: 1 الخ). إن كل مخالفة لأمر الرب تستوجب غضبه وليس لنا أن نحكم من جهة أوامره فنعتبر هذه ونستخف بتلك.

تَنَكَّرَ (ع 38) لأن الملك لو عرفه أنه نبي لما سمع كلامه.

إِذَا بِرَجُلٍ مَالَ (ع 39) ربما كان قائداً له حق أن يأمر الذي سلّم له الأسير.

وَزْنَةً مِنَ ٱلْفِضَّةِ نحو 400 ليرة إنكليزية له حق أن يأمر الذي سلم له الأسير.

مُشْتَغِلٌ هُنَا وَهُنَاكَ (ع 40) عذر باطل لأن الاشغال التي التهى بها كانت أقل أهمية من حفظ الأسير المسلم له من قائده.

أَنْتَ قَضَيْتَ ظهر هنا فائدة التعليم بواسطة أمثال فإن هذا المثل ألزم أخآب أن يحكم على نفسه (2صموئيل 12: 5 - 7).

عَرَفَهُ مَلِكُ إِسْرَائِيلَ (ع 41) عرف من لباسه أنه نبي لأن الأنبياء كانوا يلبسون ما يُعرفون به (2ملوك 1: 8 زكريا 13: 4).

قَدْ حَرَّمْتُهُ (ع 42) كما كان قد حرّم العمالقة (خروج 17: 14) والكنعانيين (تثنية 20: 17 و18).

نَفْسُكَ بَدَلَ نَفْسِهِ في (ص 22) خبر قتل أخآب في الحرب مع الأراميين.

مُكْتَئِباً مَغْمُوماً (ع 43) لا أحد يحب التوبيخ ولا سيما رجل عظيم مثل أخآب.

فوائد

ع 16 «وبنهدد يشرب ويسكر». فعل المسكر

  1. إنه يجعل الإنسان يظن أنه قوي وهو بالحقيقة ضعيف.

  2. إنه يجعله أن يكثر الكلام ويظن أنه حكيم وهو بالحقيقة جاهل.

  3. إنه يجعله يظن أنه فرح وهو بالحقيقة على حافة الهلاك.

ع 28 «فتعلمون أني أنا الرب» النصرة من الله

  1. إن الرب إله غيور فينتقم من الذين يجدفون على اسمه القدوس.

  2. إنه يستعمل الوسائل ويستخدم الناس. وخدمته أعظم كرامة.

  3. إنه يستخدم الضعفاء وغير المستحقين ليظهر أن المجد له وحده.

ع 40 «وبينما عبدك مشتغل هنا وهناك إذا هو مفقود» فوات الفرصة

  1. إن أعظم الخطايا وأعظم الخسارة قد تكون بلا قصد من الإنسان.

  2. إن كثيرين يهملون الأمور الجوهرية المهمة ويلتهون بأمور جزئية.

  3. إنه ربما تأتينا فرص جديدة ولكن التي مضت لا ترجع.

  4. إنه مهما كثرت الأعمال لا نقدر أن نستغني عن أوقات الصلاة والتأمل.

اَلأَصْحَاحُ ٱلْحَادِي وَٱلْعِشْرُونَ

1 - 16 «1 وَحَدَثَ بَعْدَ هٰذِهِ ٱلأُمُورِ أَنَّهُ كَانَ لِنَابُوتَ ٱلْيَزْرَعِيلِيِّ كَرْمٌ فِي يَزْرَعِيلَ بِجَانِبِ قَصْرِ أَخْآبَ مَلِكِ ٱلسَّامِرَةِ. 2 فَقَالَ أَخْآبُ لِنَابُوتَ: أَعْطِنِي كَرْمَكَ فَيَكُونَ لِي بُسْتَانَ بُقُولٍ لأَنَّهُ قَرِيبٌ بِجَانِبِ بَيْتِي، فَأُعْطِيَكَ عِوَضَهُ كَرْماً أَحْسَنَ مِنْهُ. أَوْ إِذَا حَسُنَ فِي عَيْنَيْكَ أَعْطَيْتُكَ ثَمَنَهُ فِضَّةً. 3 فَقَالَ نَابُوتُ لأَخْآبَ: حَاشَا لِي مِنْ قِبَلِ ٱلرَّبِّ أَنْ أُعْطِيَكَ مِيرَاثَ آبَائِي. 4 فَدَخَلَ أَخْآبُ بَيْتَهُ مُكْتَئِباً مَغْمُوماً مِنْ أَجْلِ قَوْلِ نَابُوتَ ٱلْيَزْرَعِيلِيِّ: لاَ أُعْطِيكَ مِيرَاثَ آبَائِي. وَٱضْطَجَعَ عَلَى سَرِيرِهِ وَحَوَّلَ وَجْهَهُ وَلَمْ يَأْكُلْ خُبْزاً. 5 فَدَخَلَتْ إِلَيْهِ إِيزَابَلُ ٱمْرَأَتُهُ وَقَالَتْ لَهُ: لِمَاذَا رُوحُكَ مُكْتَئِبَةٌ وَلاَ تَأْكُلُ خُبْزاً؟ 6 فَقَالَ لَهَا: لأَنِّي قُلْتُ لِنَابُوتَ ٱلْيَزْرَعِيلِيِّ: أَعْطِنِي كَرْمَكَ بِفِضَّةٍ وَإِذَا شِئْتَ أَعْطَيْتُكَ كَرْماً عِوَضَهُ فَقَالَ: لاَ أُعْطِيكَ كَرْمِي. 7 فَقَالَتْ لَهُ إِيزَابَلُ: أَأَنْتَ ٱلآنَ تَحْكُمُ عَلَى إِسْرَائِيلَ! قُمْ كُلْ خُبْزاً وَلْيَطِبْ قَلْبُكَ. أَنَا أُعْطِيكَ كَرْمَ نَابُوتَ ٱلْيَزْرَعِيلِيِّ. 8 ثُمَّ كَتَبَتْ رَسَائِلَ بِٱسْمِ أَخْآبَ وَخَتَمَتْهَا بِخَاتِمِهِ، وَأَرْسَلَتِ ٱلرَّسَائِلَ إِلَى ٱلشُّيُوخِ وَٱلأَشْرَافِ ٱلَّذِينَ فِي مَدِينَتِهِ ٱلسَّاكِنِينَ مَعَ نَابُوتَ. 9 وَكَتَبَتْ فِي ٱلرَّسَائِلِ تَقُولُ: نَادُوا بِصَوْمٍ وَأَجْلِسُوا نَابُوتَ فِي رَأْسِ ٱلشَّعْبِ. 10 وَأَجْلِسُوا رَجُلَيْنِ مِنْ بَنِي بَلِيَّعَالَ تُجَاهَهُ لِيَشْهَدَا قَائِلَيْنِ: قَدْ جَدَّفْتَ عَلَى ٱللّٰهِ وَعَلَى ٱلْمَلِكِ. ثُمَّ أَخْرِجُوهُ وَٱرْجُمُوهُ فَيَمُوتَ. 11 فَفَعَلَ رِجَالُ مَدِينَتِهِ ٱلشُّيُوخُ وَٱلأَشْرَافُ ٱلسَّاكِنُونَ فِي مَدِينَتِهِ كَمَا أَرْسَلَتْ إِلَيْهِمْ إِيزَابَلُ، كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ فِي ٱلرَّسَائِلِ ٱلَّتِي أَرْسَلَتْهَا إِلَيْهِمْ. 12 فَنَادُوا بِصَوْمٍ وَأَجْلَسُوا نَابُوتَ فِي رَأْسِ ٱلشَّعْبِ. 13 وَأَتَى رَجُلاَنِ مِنْ بَنِي بَلِيَّعَالَ وَجَلَسَا تُجَاهَهُ، وَشَهِدَا عَلَى نَابُوتَ أَمَامَ ٱلشَّعْبِ: قَدْ جَدَّفَ نَابُوتُ عَلَى ٱللّٰهِ وَعَلَى ٱلْمَلِكِ. فَأَخْرَجُوهُ خَارِجَ ٱلْمَدِينَةِ وَرَجَمُوهُ بِحِجَارَةٍ فَمَاتَ. 14 وَأَرْسَلُوا إِلَى إِيزَابَلَ يَقُولُونَ: قَدْ رُجِمَ نَابُوتُ وَمَاتَ. 15 وَلَمَّا سَمِعَتْ إِيزَابَلُ أَنَّ نَابُوتَ قَدْ رُجِمَ وَمَاتَ، قَالَتْ لأَخْآبَ: قُمْ رِثْ كَرْمَ نَابُوتَ ٱلْيَزْرَعِيلِيِّ ٱلَّذِي أَبَى أَنْ يُعْطِيَكَ إِيَّاهُ بِفِضَّةٍ، لأَنَّ نَابُوتَ لَيْسَ حَيّاً بَلْ هُوَ مَيِّتٌ. 16 وَلَمَّا سَمِعَ أَخْآبُ أَنَّ نَابُوتَ قَدْ مَاتَ قَامَ لِيَنْزِلَ إِلَى كَرْمِ نَابُوتَ ٱلْيَزْرَعِيلِيِّ لِيَرِثَهُ».

ص 18: 45 و46 و1صموئيل 8: 14 لاويين 25: 23 وعدد 36: 7 وحزقيال 46: 18 ص 20: 43 و1صموئيل 8: 14 أستير 3: 12 و8: 8 و10 ص 20: 7 و2ملوك 9: 26

بَعْدَ هٰذِهِ ٱلأُمُورِ بعد الحرب مع أرام وبعد عودة السلام والراحة.

يَزْرَعِيلَ مدينة في سهل يزرعيل اسمها اليوم زرين تبعد عن السامرة 20 ميلاً وعن أورشليم 50 ميلاً مشهورة بجمال موقعها وكان فيها قصر لأخآب غير أن السامرة كانت قاعدة المملكة.

أَعْطِنِي كَرْمَكَ (ع 2) إتمام قول صموئيل في قضاء الملك (1صموئيل 8: 14) غير أن أخآب لم يقصد أن يأخذ الكرم بلا ثمن. وكان أخآب مولعاً بالبناء فبنى مدناً وذُكر في (22: 39) إنه بنى بيتاً من العاج أي بيتاً مزيناً بالعاج.

حَاشَا لِي مِنْ قِبَلِ ٱلرَّبِّ (ع 3) هنا دليل على وجود أناس خافوا الرب على رغم اضطهاد إيزابل الملكة. ودليل أيضاً على حفظ ناموس موسى الذي نهى عن تحويل نصيب من سبط إلى آخر (عدد 36: 7 لاويين 25: 27 و28) وربما حسب نابوت أخآب كوثني لأنه كان قد ترك عبادة الرب.

وَلَمْ يَأْكُلْ خُبْزاً (ع 4) أعماله كأعمال ولد صغير مع أنه ملك وله بيوت وأملاك كثيرة ولكنه علق قلبه بهذا الكرم. وظهر اعتباره للناموس لأنه قبلما دخلت امرأته لم يفتكر بأخذ الكرم على طريقة غير جائزة.

أَأَنْتَ ٱلآنَ تَحْكُمُ عَلَى إِسْرَائِيلَ (ع 7) على اعتقادها كان الملك حاكماً مطلقاً وليس مقيداً بنظام ولا بشريعة لا من الله ولا من الناس بل له أن يعمل مهما يريد. فعيّرت رجلها على جبانته كأنها قالت أنت لا تعرف شيئاً. قِف على جانب وأنا أدبر الأمر. والملك الدنيء قبل التعيير بالسكوت وسلم الأمر لامرأته وفرح بأمله أنه يأخذ الكرم ولم يسأل بأية وسيلة.

وَخَتَمَتْهَا بِخَاتِمِهِ (ع 8) كان الملك سلم لها الخاتم أي فوضها أن تعمل باسمه مهما أرادت.

ٱلسَّاكِنِينَ مَعَ نَابُوتَ وشرهم أعظم لأنهم عرفوا جيداً الرجل الذي أقاموا عليه دعوة كاذبة.

نَادُوا بِصَوْمٍ (ع 9) كأنهم علموا أن غضب الله قد حمي على المدينة بسبب خطيئة وغايتهم بالمناداة بالصوم إظهار الخطية ورفع الغضب (1صموئيل 7: 6 يوئيل 2: 12).

أَجْلِسُوا نَابُوتَ فِي رَأْسِ ٱلشَّعْبِ ليظهر للشعب أن نابوت رجل مكرّم معتبر عند الشيوخ فلا يظن الشعب أن الدعوى عليه كانت بعلم الشيوخ وتدبيرهم أو إنهم يجلسون نابوت أمام الشعب لأجل المحاكمة.

بَنِي بَلِيَّعَالَ (ع 10) بني البطل أي بطالون وهم بلا ضمير وبلا حياء وفي (تثنية 13: 13) بنو لئيم.

أَخْرِجُوهُ وَٱرْجُمُوهُ حسب الشريعة (لاويين 24: 16 وتثنية 17: 6) وجرى هذا الحكم على أولاده أيضاً (2ملوك 9: 26) ونلاحظ هنا اقتدار إيزابل فإنها اخترعت أحسن وسيلة لنيل غايتها حتى أنها تظاهرت بالغيرة للرب.

فَفَعَلَ رِجَالُ مَدِينَتِهِ (ع 11) دليل على تسلط إيزابل عليهم وفساد أخلاقهم.

وَأَرْسَلُوا إِلَى إِيزَابَلَ (ع 14) عرفوا أن الرسائل منها وإن كانت مختومة بخاتم الملك.

قُمْ رِثْ كَرْمَ نَابُوتَ (ع 15) كان أولاد نابوت قد ماتوا أيضاً (2ملوك 9: 26) فلم يبق من يعترض على الملك إذا أخذ الكرم. ومن جزاء المجدّف على الملك ضبط أمواله للملك.

17 - 29 «17 فَكَانَ كَلاَمُ ٱلرَّبِّ إِلَى إِيلِيَّا ٱلتِّشْبِيِّ: 18 قُمِ ٱنْزِلْ لِلِقَاءِ أَخْآبَ مَلِكِ إِسْرَائِيلَ ٱلَّذِي فِي ٱلسَّامِرَةِ. هُوَذَا هُوَ فِي كَرْمِ نَابُوتَ ٱلَّذِي نَزَلَ إِلَيْهِ لِيَرِثَهُ. 19 وَقُلْ لَهُ: هٰكَذَا قَالَ ٱلرَّبُّ: هَلْ قَتَلْتَ وَوَرِثْتَ أَيْضاً؟ فِي ٱلْمَكَانِ ٱلَّذِي لَحَسَتْ فِيهِ ٱلْكِلاَبُ دَمَ نَابُوتَ تَلْحَسُ ٱلْكِلاَبُ دَمَكَ أَنْتَ أَيْضاً. 20 فَقَالَ أَخْآبُ لإِيلِيَّا: هَلْ وَجَدْتَنِي يَا عَدُوِّي؟ فَقَالَ: قَدْ وَجَدْتُكَ لأَنَّكَ قَدْ بِعْتَ نَفْسَكَ لِعَمَلِ ٱلشَّرِّ فِي عَيْنَيِ ٱلرَّبِّ. 21 هَئَنَذَا أَجْلِبُ عَلَيْكَ شَرّاً، وَأُبِيدُ نَسْلَكَ، وَأَقْطَعُ لأَخْآبَ كُلَّ ذَكَرٍ وَمَحْجُوزٍ وَمُطْلَقٍ فِي إِسْرَائِيلَ. 22 وَأَجْعَلُ بَيْتَكَ كَبَيْتِ يَرُبْعَامَ بْنِ نَبَاطَ، وَكَبَيْتِ بَعْشَا بْنِ أَخِيَّا، لأَجْلِ ٱلإِغَاظَةِ ٱلَّتِي أَغَظْتَنِي، وَلِجَعْلِكَ إِسْرَائِيلَ يُخْطِئُ. 23 وَقَالَ ٱلرَّبُّ عَنْ إِيزَابَلَ أَيْضاً: إِنَّ ٱلْكِلاَبَ تَأْكُلُ إِيزَابَلَ عِنْدَ مِتْرَسَةِ يَزْرَعِيلَ. 24 مَنْ مَاتَ لأَخْآبَ فِي ٱلْمَدِينَةِ تَأْكُلُهُ ٱلْكِلاَبُ، وَمَنْ مَاتَ فِي ٱلْحَقْلِ تَأْكُلُهُ طُيُورُ ٱلسَّمَاءِ. 25 وَلَمْ يَكُنْ كَأَخْآبَ ٱلَّذِي بَاعَ نَفْسَهُ لِعَمَلِ ٱلشَّرِّ فِي عَيْنَيِ ٱلرَّبِّ، ٱلَّذِي أَغْوَتْهُ إِيزَابَلُ ٱمْرَأَتُهُ. 26 وَرَجِسَ جِدّاً بِذَهَابِهِ وَرَاءَ ٱلأَصْنَامِ حَسَبَ كُلِّ مَا فَعَلَ ٱلأَمُورِيُّونَ ٱلَّذِينَ طَرَدَهُمُ ٱلرَّبُّ مِنْ أَمَامِ بَنِي إِسْرَائِيلَ. 27 وَلَمَّا سَمِعَ أَخْآبُ هٰذَا ٱلْكَلاَمَ شَقَّ ثِيَابَهُ وَجَعَلَ مِسْحاً عَلَى جَسَدِهِ وَصَامَ وَٱضْطَجَعَ بِٱلْمِسْحِ وَمَشَى بِسُكُوتٍ. 28 فَكَانَ كَلاَمُ ٱلرَّبِّ إِلَى إِيلِيَّا ٱلتِّشْبِيِّ: 29 هَلْ رَأَيْتَ كَيْفَ اتَّضَعَ أَخْآبُ أَمَامِي؟ فَمِنْ أَجْلِ أَنَّهُ قَدِ اتَّضَعَ أَمَامِي لاَ أَجْلِبُ ٱلشَّرَّ فِي أَيَّامِهِ، بَلْ فِي أَيَّامِ ٱبْنِهِ أَجْلِبُ ٱلشَّرَّ عَلَى بَيْتِهِ».

ص 16: 29 ص 22: 38 و2ملوك 9: 26 ص 18: 17 ع 25 ص 14: 10 و2ملوك 9: 8 ص 15: 29 ص 16: 3 و11 ص 12: 30 و13: 34 و14: 16 و2ملوك 9: 10 و30 - 37 و2ملوك 20: 15 ص 14: 11 و16: 4 ع 20 وص 16: 30 - 33 ص 15: 12 و2ملوك 17: 12 تكوين 15: 16 ولاويين 18: 25 - 30 و2صموئيل 3: 31 و2ملوك 6: 30 و2ملوك 9: 25 - 37

كانت هذه الحادثة بعد دعوة اليشع بنحو 6 سنين (19: 19 - 21) ولا نعرف أين كان إيليا أو ماذا عمل في تلك المدة. والأرجح أنه كان في البراري وربما كان في جبل الكرمل. ونرى هنا عظم خطيئة الظلم فإن الرب أرسل إيليا النبي ليوبخ الملك عليها وأما في أمر بنهدد فأرسل أنبياء مجهولين ليوبخوه. ونرى أيضاً أن ظلم شخص واحد فقط يهم الرب. انظر أمر داود وأوريا الحثي (2صموئيل ص 11).

ٱلَّذِي فِي ٱلسَّامِرَةِ (ع 18) أي الذي مسكنه وقاعدته السامرة. ولكنه لقي أخآب في الكرم في يزرعيل.

هَلْ قَتَلْتَ وَوَرِثْتَ (ع 19) كان قتل نابوت بواسطة إيزابل وشيوخ المدينة وأما المسؤولية فكانت عليه وحينما ورث أخذ على نفسه خطيئة قتل نابوت. ومما زاد في خطيئته أنه قتل رجلاً باراً وأولاده ليأخذ كرمهم وورث بالعجل وبلا شفقة ولا حياء.

تَلْحَسُ ٱلْكِلاَبُ دَمَكَ في (ع 29) إن الرب رأى توبة أخآب وقال إنه لا يجلب الشر في أيامه بل في أيام ابنه وفي (2ملوك 9: 24 - 26) إن ياهو قتل يهورام بن أخآب وألقى جثته في حقل نابوت حسب قول الرب. وفي (22: 38) ذُكر أنه غُسلت مركبة أخآب في بركة السامرة فلحست الكلام دمه حسب كلام الرب. فتمت النبوة في أخآب من جهة لحس الكلاب لدمه وفي ابنه من جهة المكان.

هَلْ وَجَدْتَنِي يَا عَدُوِّي (ع 2) كلام الرب أحلى من العسل وقطر الشهاد ولكنه صار عدواً لرجل اعتمد على خطية وأصر عليها. وربما أخآب لم يكن قد رأى إيليا بعد قتله أنبياء البعل في الكرمل فلم ينتظر حضوره وهو في الكرم الذي كان قد أخذه ظلماً. فاستيقظ ضميره عندما رآه.

قَدْ بِعْتَ نَفْسَكَ وما أعظم خسارة هذه التجارة. ترك معونة الرب ومواعيده والمجد والسعادة في هذا العالم وفي الآخرة. وجلب اللعنة على نفسه وعلى نسله وذلك كله لكي يأخذ كرماً.

كَبَيْتِ يَرُبْعَامَ (ع 22 انظر 15: 29).

كَبَيْتِ بَعْشَا (انظر 16: 3 و11). كان أخآب قد جعل إسرائيل يخطي بإقامته عبادة وثنية واضطهاده أنبياء الرب وبقدوته الرديئة بظلمه نابوت. والرب يجري العدل والقضاء لجميع المظلومين وتمت النبوة في إيزابل (ع 23) وفي نسل أخآب (ع 24) بواسطة ياهو (2ملوك 9: 30 - 37 و10: 1 - 11) وكان القائدان ياهو وبدقر واقفين مع الخدمة وسمعا هذا الكلام.

ٱلَّذِي بَاعَ نَفْسَهُ (ع 25 انظر ع 20). المبيع هو للمشتري وليس للبائع أن يسترجعه وهكذا كان أخآب قد سلم نفسه لعمل الشر تسليماً تاماً بلا مراجعة.

أَغْوَتْهُ إِيزَابَلُ وليس له عذر لأن الرجل يجب أن لا ينغوي ولا سيما الملك.

ٱلأَمُورِيُّونَ (ع 26) ربما ذُكر الأموريون دون غيرهم من الكنعانيين لأنهم سكنوا الجبال وكانت السامرة في الجبال. وكانت خطيئة أخآب أعظم من خطايا الملوك الذين قبله بما أنه أدخل العبادة الوثينة وأما العبادة التي أقامها يربعام فكانت للرب بواسطة العجلين ولم تكن عبادة وثنية محضاً.

شَقَّ ثِيَابَهُ الخ (ع 27) علامة الحزن على الخطيئة والتوبة. قال يوسيفوس أنه مشى حافياً (2صموئيل 15: 30 إشعياء 20: 2) فنرى في أخآب شروراً ونرى فيه شيئاً من الصلاح. والرب يرى الصلاح كما يرى الشرور ولا يرفض من يرجع إليه تائباً.

فِي أَيَّامِ ٱبْنِهِ (ع 29) كان تأجيل الشر رحمة لأخآب ولم يكن ظلماً لابنه لأن ابنه عمل شروراً عظيمة واستحق كل ما أصابه. ولم يخلص أخآب تماماً لأنه قُتل في الحرب.

فوائد

ع 4 ملك بمقامه ولد بعقله

  1. لأنه لم يقدر أن يفتكر إلا بشيء واحد أي الكرم.

  2. لأنه لم يهتم إلا لنفسه. أعطني

  3. لأنه لم يهتم إلا للزمان الحاضر بلا نظر إلى نتيجة العمل.

  4. لأنه لم يقدر أن ينكر نفسه ولا يحتمل خيبة أمله.

    انظر قول الرسول «كونوا رجالاً» (1كورنثوس 16: 13).

ع 15 و19 ثمن الكرم

  1. ما انتظره. قام وورث. أي أخذه ولم يعط شيئاً.

  2. ما لم ينتظره. اللعنة من الرب. سُفك دمه ودم أولاده ودم امرأته وماتوا جميعهم قتلى فيحق أن يُسمى الحقل حقل دم.

  3. ما لم يقدر أن يتجنبه. المسؤولية. فإنه لم يقدر أن يحوّلها إلى امرأته ولا إلى شيوخ المدينة. كان أخآب قد أخذ الكرم وعلى أخآب أن يدفع ثمنه.

ع 27 توبة أخآب

  1. إنها توبة بلا ثمر لأنه لم يرد ما كان قد أخذه ظلماً.

  2. إنها توبة غير ثابتة. (انظر ص 22).

  3. إنها توبة مقبولة وإن كانت غير كاملة. وذلك من رحمة الرب الذي لا يقصف القصبة المرضوضة ولا يطفئ الفتيلة المدخنة. وأما الرب فلا يريد أن تبقى التوبة غير كاملة بل أن تتقدم إلى العمل وتثبت إلى النهاية.

اَلأَصْحَاحُ ٱلثَّانِي وَٱلْعِشْرُونَ

1 - 12 «1 وَأَقَامُوا ثَلاَثَ سِنِينَ بِدُونِ حَرْبٍ بَيْنَ أَرَامَ وَإِسْرَائِيلَ. 2 وَفِي ٱلسَّنَةِ ٱلثَّالِثَةِ نَزَلَ يَهُوشَافَاطُ مَلِكُ يَهُوذَا إِلَى مَلِكِ إِسْرَائِيلَ. 3 فَقَالَ مَلِكُ إِسْرَائِيلَ لِعَبِيدِهِ: أَتَعْلَمُونَ أَنَّ رَامُوتَ جِلْعَادَ لَنَا وَنَحْنُ سَاكِتُونَ عَنْ أَخْذِهَا مِنْ يَدِ مَلِكِ أَرَامَ؟ 4 وَقَالَ لِيَهُوشَافَاطَ: أَتَذْهَبُ مَعِي لِلْحَرْبِ إِلَى رَامُوتَ جِلْعَادَ؟ فَقَالَ يَهُوشَافَاطُ لِمَلِكِ إِسْرَائِيلَ: مَثَلِي مَثَلُكَ. شَعْبِي كَشَعْبِكَ وَخَيْلِي كَخَيْلِكَ. 5 ثُمَّ قَالَ يَهُوشَافَاطُ لِمَلِكِ إِسْرَائِيلَ: ٱسْأَلِ ٱلْيَوْمَ عَنْ كَلاَمِ ٱلرَّبِّ. 6 فَجَمَعَ مَلِكُ إِسْرَائِيلَ ٱلأَنْبِيَاءَ، نَحْوَ أَرْبَعِ مِئَةِ رَجُلٍ وَسَأَلَهُمْ: أَأَذْهَبُ إِلَى رَامُوتَ جِلْعَادَ لِلْقِتَالِ أَمْ أَمْتَنِعُ؟ فَقَالُوا: ٱصْعَدْ فَيَدْفَعَهَا ٱلسَّيِّدُ لِيَدِ ٱلْمَلِكِ. 7 فَسَأَلَ يَهُوشَافَاطُ: أَمَا يُوجَدُ هُنَا بَعْدُ نَبِيٌّ لِلرَّبِّ فَنَسْأَلَ مِنْهُ؟ 8 فَقَالَ مَلِكُ إِسْرَائِيلَ لِيَهُوشَافَاطَ: يُوجَدُ بَعْدُ رَجُلٌ وَاحِدٌ لِسُؤَالِ ٱلرَّبِّ بِهِ، وَلٰكِنِّي أُبْغِضُهُ لأَنَّهُ لاَ يَتَنَبَّأُ عَلَيَّ خَيْراً بَلْ شَرّاً، وَهُوَ مِيخَا بْنُ يَمْلَةَ. فَقَالَ يَهُوشَافَاطُ: لاَ يَقُلِ ٱلْمَلِكُ هٰكَذَا. 9 فَدَعَا مَلِكُ إِسْرَائِيلَ خَصِيّاً وَقَالَ: أَسْرِعْ إِلَيَّ بِمِيخَا بْنِ يَمْلَةَ. 10 وَكَانَ مَلِكُ إِسْرَائِيلَ وَيَهُوشَافَاطُ مَلِكُ يَهُوذَا جَالِسَيْنِ كُلُّ وَاحِدٍ عَلَى كُرْسِيِّهِ، لاَبِسَيْنِ ثِيَابَهُمَا فِي سَاحَةٍ عِنْدَ مَدْخَلِ بَابِ ٱلسَّامِرَةِ، وَجَمِيعُ ٱلأَنْبِيَاءِ يَتَنَبَّأُونَ أَمَامَهُمَا. 11 وَعَمِلَ صِدْقِيَّا بْنُ كَنْعَنَةَ لِنَفْسِهِ قَرْنَيْ حَدِيدٍ وَقَالَ: هٰكَذَا قَالَ ٱلرَّبُّ: بِهٰذِهِ تَنْطَحُ ٱلأَرَامِيِّينَ حَتَّى يَفْنُوا. 12 وَتَنَبَّأَ جَمِيعُ ٱلأَنْبِيَاءِ قَائِلِينَ: ٱصْعَدْ إِلَى رَامُوتَ جِلْعَادَ وَأَفْلِحْ، فَيَدْفَعَهَا ٱلرَّبُّ لِيَدِ ٱلْمَلِكِ».

2أيام 18: 2 الخ ص 15: 24 ص 4: 13 وتثنية 4: 43 ويشوع 21: 38 و2ملوك 3: 7 ص 18: 19 و2ملوك 3: 11 ع 6 زكريا 1: 18 - 21 تثنية 33: 17

ثَلاَثَ سِنِينَ بِدُونِ حَرْبٍ بعد الحرب المذكورة في (ص 20) وفي أثناء الثلاث سنين حصلت حادثة نابوت المذكورة في (ص 21).

نَزَلَ يَهُوشَافَاطُ كانت أورشليم أعلى من السامرة بنحو ألف قدم. والنزول من أورشليم والصعود إليها يشيران إلى ارتفاعها الأدبي والروحي أيضاً. وهنا أول ذكر اجتماع ملك من يهوذا وملك من إسرائيل على طريقة سلمية. وكان يهوشافاط قد أخذ ابنة أخآب عثليا لابنه يهورام قبل الحادثة المذكورة هنا (2أيام 18: 1 و2). وفي ذلك الوقت كان خطر عمومي على ممالك يهوذا وإسرائيل وأرام من ملك أشور فاتحدت مملكة إسرائيل ومملكة يهوذا وكان من الحكمة البشرية لو اتحدتا مع أرام أيضاً. وكان يهوشافاط من أفضل ملوك يهوذا وكان عدد جيشه 1160000 (2أيام 17) ولا شك في أن يهوشافاط كان أيضاً خائفاً من أرام ولا سيما من وجودهم في راموت جلعاد التي كانت على بعد 40 ميلاً فقط من أورشليم. وقيل في 2أيام 18: 2 إن أخآب ذبح له غنماً وبقراً بكثرة وأغواه أن يصعد إلى راموت جلعاد أي أقنعه ليعمل ما كان يجب أن لا يعمله.

رَامُوتَ جِلْعَادَ (انظر قاموس الكتاب) موقعها شرقي الأردن في سبط جاد أُعطيت للاويين وعُينت مدينة للملجأ والمظنون أنها السلط وهي على بعد 25 ميلاً من الأردن. كان الأراميون قد أخذوها من إسرائيل وقصد أخآب أن يسترجعها. قال بنهدد بعدما انكسر في الحرب مع إسرائيل (29: 34) إني أرد المدن التي أخذها أبي الخ فأطلقه أخآب والظاهر أنه لم يفِ بهذا العهد فاعتمد أخآب على أخذ راموت جلعاد بالحرب. ولا شك أنه ندم على إطلاقه بنهدد.

مَثَلِي مَثَلُكَ (ع 4) لا شك في أنه كانت مفاوضات بين الملكين بشأن محاربة راموت جلعاد قبل الاجتماع المذكور هنا. ونرى هنا الحكم المطلق لأن جيش كل منهما كان بيده ليعمل به كما أراد.

ثُمَّ قَالَ (ع 5) سأل عن كلام الرب بعدما كان اعتمد على الحرب ووعد أخآب بذلك. وكان يجب عليه أن يسأل الرب أولاً. ووبخه النبي ياهو على ذلك (2أيام 19: 1 - 3).

ٱلْيَوْمَ وبالعبرانية «كيوم» والكلمة تحتمل أن تترجم «أولاً» أي كان قد وعد أخآب بالذهاب ولكنه طلب السؤال من الرب قبل العمل بموجب الوعد. وترجح عنده وجود نبي للرب في إسرائيل.

ٱلأَنْبِيَاءَ (ع 6) كانوا كالذين أقامهم يربعام لخدمة العجلين وهم متمسكون باسم الرب مع مخالفتهم الفرائض المدونة في الناموس.

فَيَدْفَعَهَا ٱلسَّيِّدُ الخ لم يقولوا «الرب» فلم يصدقهم يهوشافاط. وغايتهم في خداعهم هي أن يقولوا ما يرضى الملكين لأنهم عرفوا أنهما اعتمدا على الحرب.

وَلٰكِنِّي أُبْغِضُهُ (ع 8) أبغضه وأبغض النور لأن أعماله كانت شريرة (يوحنا 3: 19 - 21).

مِيخَا لا نعرف عنه إلا المذكور هنا وهو غير النبي الذي ألّف سفر ميخا بعد هذه الحادثة بنحو مئة سنة.

لاَ يَقُلِ ٱلْمَلِكُ هٰكَذَا أي لا يقول أنه يبغض ميخا.

خَصِيّاً (ع 9) كان خصيان في خدمة ملوك يهوذا وإسرائيل من زمان داود فصاعداً (1أيام 28: 1) ووجودهم دليل على فساد الأدب الناتج عن تعدّد الزوجات.

لاَبِسَيْنِ ثِيَابَهُمَا (ع 10) ثيابهما الملكية الرسمية.

سَاحَةٍ عِنْدَ مَدْخَلِ بَابِ ٱلسَّامِرَةِ وخارجاً عنها لأنه لم يكن مكان واسع موافق لاجتماع كهذا في داخل المدينة.

قَرْنَيْ حَدِيدٍ (ع 11) القرن علامة القوة والنصرة ولا سيما قرن من حديد (مزمور 132: 17 وإرميا 48: 25). وانظر النبوءة على أفرايم الذي كانت السامرة ضمن حدوده تثنية 33: 17). والقرنان إشارة إلى الملكين أخآب ويهوشافاط. وكثيراً ما كان الأنبياء يستعملون أمثالاً ورموزاً كهذه لإيضاح تعليمهم ولزيادة التأثير (2ملوك 13: 15 وإشعياء 20: 2).

13 - 28 «13 وَأَمَّا ٱلرَّسُولُ ٱلَّذِي ذَهَبَ لِيَدْعُوَ مِيخَا فَقَالَ لَهُ: هُوَذَا كَلاَمُ جَمِيعِ ٱلأَنْبِيَاءِ بِفَمٍ وَاحِدٍ خَيْرٌ لِلْمَلِكِ، فَلْيَكُنْ كَلاَمُكَ مِثْلَ كَلاَمِ وَاحِدٍ مِنْهُمْ، وَتَكَلَّمْ بِخَيْرٍ. 14 فَقَالَ مِيخَا: حَيٌّ هُوَ ٱلرَّبُّ إِنَّ مَا يَقُولُهُ لِيَ ٱلرَّبُّ بِهِ أَتَكَلَّمُ. 15 وَلَمَّا أَتَى إِلَى ٱلْمَلِكِ سَأَلَهُ ٱلْمَلِكُ: يَا مِيخَا، أَنَصْعَدُ إِلَى رَامُوتَ جِلْعَادَ لِلْقِتَالِ أَمْ نَمْتَنِعُ؟ فَقَالَ لَهُ: ٱصْعَدْ وَأَفْلِحْ فَيَدْفَعَهَا ٱلرَّبُّ لِيَدِ ٱلْمَلِكِ. 16 فَقَالَ لَهُ ٱلْمَلِكُ: كَمْ مَرَّةٍ ٱسْتَحْلَفْتُكَ أَنْ لاَ تَقُولَ لِي إِلاَّ ٱلْحَقَّ بِٱسْمِ ٱلرَّبِّ. 17 فَقَالَ: رَأَيْتُ كُلَّ إِسْرَائِيلَ مُشَتَّتِينَ عَلَى ٱلْجِبَالِ كَخِرَافٍ لاَ رَاعِيَ لَهَا. فَقَالَ ٱلرَّبُّ: لَيْسَ لِهٰؤُلاَءِ أَصْحَابٌ، فَلْيَرْجِعُوا كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى بَيْتِهِ بِسَلاَمٍ. 18 فَقَالَ مَلِكُ إِسْرَائِيلَ لِيَهُوشَافَاطَ: أَمَا قُلْتُ لَكَ إِنَّهُ لاَ يَتَنَبَّأُ عَلَيَّ خَيْراً بَلْ شَرّاً؟ 19 وَقَالَ: فَٱسْمَعْ إِذاً كَلاَمَ ٱلرَّبِّ: قَدْ رَأَيْتُ ٱلرَّبَّ جَالِساً عَلَى كُرْسِيِّهِ، وَكُلُّ جُنْدِ ٱلسَّمَاءِ وُقُوفٌ لَدَيْهِ عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ يَسَارِهِ. 20 فَقَالَ ٱلرَّبُّ: مَنْ يُغْوِي أَخْآبَ فَيَصْعَدَ وَيَسْقُطَ فِي رَامُوتَ جِلْعَادَ؟ فَقَالَ هٰذَا هٰكَذَا وَقَالَ ذَاكَ هٰكَذَا. 21 ثُمَّ خَرَجَ ٱلرُّوحُ وَوَقَفَ أَمَامَ ٱلرَّبِّ وَقَالَ: أَنَا أُغْوِيهِ. وَسَأَلَهُ ٱلرَّبُّ: بِمَاذَا؟ 22 فَقَالَ: أَخْرُجُ وَأَكُونُ رُوحَ كَذِبٍ فِي أَفْوَاهِ جَمِيعِ أَنْبِيَائِهِ. فَقَالَ: إِنَّكَ تُغْوِيهِ وَتَقْتَدِرُ. فَٱخْرُجْ وَٱفْعَلْ هٰكَذَا. 23 وَٱلآنَ هُوَذَا قَدْ جَعَلَ ٱلرَّبُّ رُوحَ كَذِبٍ فِي أَفْوَاهِ جَمِيعِ أَنْبِيَائِكَ هٰؤُلاَءِ، وَٱلرَّبُّ تَكَلَّمَ عَلَيْكَ بِشَرٍّ. 24 فَتَقَدَّمَ صِدْقِيَّا بْنُ كَنْعَنَةَ وَضَرَبَ مِيخَا عَلَى ٱلْفَكِّ وَقَالَ: مِنْ أَيْنَ عَبَرَ رُوحُ ٱلرَّبِّ مِنِّي لِيُكَلِّمَكَ؟ 25 فَقَالَ مِيخَا: إِنَّكَ سَتَرَى فِي ذٰلِكَ ٱلْيَوْمِ ٱلَّذِي تَدْخُلُ فِيهِ مِنْ مِخْدَعٍ إِلَى مِخْدَعٍ لِتَخْتَبِئَ. 26 فَقَالَ مَلِكُ إِسْرَائِيلَ: خُذْ مِيخَا وَرُدَّهُ إِلَى آمُونَ رَئِيسِ ٱلْمَدِينَةِ وَإِلَى يُوآشَ ٱبْنِ ٱلْمَلِكِ، 27 وَقُلْ هٰكَذَا قَالَ ٱلْمَلِكُ: ضَعُوا هٰذَا فِي ٱلسِّجْنِ، وَأَطْعِمُوهُ خُبْزَ ٱلضِّيقِ وَمَاءَ ٱلضِّيقِ حَتَّى آتِيَ بِسَلاَمٍ. 28 فَقَالَ مِيخَا: إِنْ رَجَعْتَ بِسَلاَمٍ فَلَمْ يَتَكَلَّمِ ٱلرَّبُّ بِي. وَقَالَ: ٱسْمَعُوا أَيُّهَا ٱلشَّعْبُ أَجْمَعُونَ».

ص 18: 10 و15 عدد 22: 18 و24: 13 ع 12 ع 34 - 36 وعدد 27: 17 ع 8 إشعياء 6: 1 وحزقيال 1: 26 - 28 ودانيال 7: 9 و10 أيوب 1: 6 و2: 1 ودانيال 7: 10 قضاة 9: 23 و1صموئيل 16: 14 و18: 10 و19: 9 ع 11 ومتّى 5: 39 وأعمال 23: 2 و3 ص 20: 3 و2أيام 16: 10 و18: 25 - 27 تثنية 18: 22 ميخا 1: 2

خَيْرٌ لِلْمَلِكِ (ع 13) حسب رأي الخصي ورأي كثيرين في كل جيل كان أحسن لميخا أن يتفق مع الأكثرين. ومقاومة ميخا للملكَين وللأنبياء الأربعمئة وكل الجماعة تدل على عظمة إيمانه وأمانته للرب.

فَقَالَ لَهُ ٱصْعَدْ (ع 15) تهكم على الملك كأنه قال لا بد من ذهابه فاذهب واعمل كما تريد. والملك لاحظ أنه تكلم تهكماً فلم يكتف بجوابه.

كَمْ مَرَّةٍ ٱسْتَحْلَفْتُكَ (ع 16) نستنتج أن ميخا كان قد كلم الملك سابقاً مرات كثيرة. والملك أراد أن يعرف ما كان عند ميخا من النبوءة وإن كان قد اعتمد على العمل بالخلاف.

فَقَالَ (ع 17) ومن هنا كلامه صحيح بلا تهكّم.

لاَ رَاعِيَ لَهَا إشارة إلى قتل الملك في الحرب وتشتت جيشه.

أَمَا قُلْتُ لَكَ (ع 18) أراد الملك أن يظهر ليهوشافاط أن ميخا تكلم عن غاية فليس لكلامه اعتبار.

رَأَيْتُ ٱلرَّبَّ (ع 19) لا نفهم أن كل ذلك حدث حقيقة أو إن الرب يحتاج إلى المشورة من خدامه بل إنه أرى نبيه رؤيا فيها عرّفه مشيئته بواسطة تشبيهات عالمية.

مَنْ يُغْوِي أَخْآبَ (ع 20) الرب لا يُغوي أحداً ولكن أخآب رفض كلام الأنبياء الصادقين وأحب الضلال وجزاء لخطيته تركه الرب للضلال.

ثُمَّ خَرَجَ ٱلرُّوحُ (ع 21) في (1يوحنا 4: 6) روح الضلال وفي (زكريا 13: 2) الروح النجس وفي (2تسالونيكي 2: 10 و11) «عمل الضلال الذي سيرسله الله إلى الذين لم يقبلوا محبة الحق حتى يخلصوا فيصدقون الكذب».

ضَرَبَ مِيخَا (ع 24) الضرب هو الجواب ممن لي له جواب آخر.

مِنْ أَيْنَ عَبَرَ رُوحُ ٱلرَّبِّ مِنِّي ادّعى بأن الرب كان قد كلمه ولم يكلم ميخا.

سَتَرَى (ع 25) تكون الحادثة شهادة لصدق النبوة التي سبقت الحادثة (تثنية 18: 21 و22 وإرميا ص 28) إلا أن الحادثة تطابق أحياناً النبوة على سبيل الاتفاق (تثنية 13: 1 - 3).

مِنْ مِخْدَعٍ إِلَى مِخْدَعٍ لِتَخْتَبِئَ ربما بعد ما قُتل أخآب في راموت جلعاد طلبت إيزابل قتل الأنبياء الذين أغووه.

وَرُدَّهُ إِلَى آمُونَ (ع 26) رأى بعضهم هنا دليلاً على أن ميخا كان مسجوناً سابقاً.

يُوآشَ ٱبْنِ ٱلْمَلِكِ أحد أبناء أخآب السبعين الذين قتلوا بأمر ياهو (2ملوك 10: 1 - 7) وغير ولي العهد.

خُبْزَ ٱلضِّيقِ (ع 27) أي قليلاً من الخبز والماء.

ٱسْمَعُوا أَيُّهَا ٱلشَّعْبُ أَجْمَعُونَ (ع 28) طلب منهم أن يحفظوا كلام نبوته في قلوبهم فيشهدون بصدقه حينما يرون نتيجتها.

29 - 40 «29 فَصَعِدَ مَلِكُ إِسْرَائِيلَ وَيَهُوشَافَاطُ مَلِكُ يَهُوذَا إِلَى رَامُوتَ جِلْعَادَ. 30 فَقَالَ مَلِكُ إِسْرَائِيلَ لِيَهُوشَافَاطَ: إِنِّي أَتَنَكَّرُ وَأَدْخُلُ ٱلْحَرْبَ، وَأَمَّا أَنْتَ فَٱلْبَسْ ثِيَابَكَ. فَتَنَكَّرَ مَلِكُ إِسْرَائِيلَ وَدَخَلَ ٱلْحَرْبَ. 31 وَأَمَرَ مَلِكُ أَرَامَ رُؤَسَاءَ ٱلْمَرْكَبَاتِ ٱلَّتِي لَهُ، ٱلاثْنَيْنِ وَٱلثَّلاَثِينَ، وَقَالَ: لاَ تُحَارِبُوا صَغِيراً وَلاَ كَبِيراً إِلاَّ مَلِكَ إِسْرَائِيلَ وَحْدَهُ. 32 فَلَمَّا رَأَى رُؤَسَاءُ ٱلْمَرْكَبَاتِ يَهُوشَافَاطَ: قَالُوا إِنَّهُ مَلِكُ إِسْرَائِيلَ. فَمَالُوا عَلَيْهِ لِيُقَاتِلُوهُ، فَصَرَخَ يَهُوشَافَاطُ. 33 فَلَمَّا رَأَى رُؤَسَاءُ ٱلْمَرْكَبَاتِ أَنَّهُ لَيْسَ مَلِكَ إِسْرَائِيلَ رَجَعُوا عَنْهُ. 34 وَإِنَّ رَجُلاً نَزَعَ فِي قَوْسِهِ غَيْرَ مُتَعَمِّدٍ وَضَرَبَ مَلِكَ إِسْرَائِيلَ بَيْنَ أَوْصَالِ ٱلدِّرْعِ. فَقَالَ لِمُدِيرِ مَرْكَبَتِهِ: رُدَّ يَدَكَ وَأَخْرِجْنِي مِنَ ٱلْجَيْشِ لأَنِّي قَدْ جُرِحْتُ. 35 وَٱشْتَدَّ ٱلْقِتَالُ فِي ذٰلِكَ ٱلْيَوْمِ، وَأُوقِفَ ٱلْمَلِكُ فِي مَرْكَبَتِهِ مُقَابِلَ أَرَامَ وَمَاتَ عِنْدَ ٱلْمَسَاءِ، وَجَرَى دَمُ ٱلْجُرْحِ إِلَى حِضْنِ ٱلْمَرْكَبَةِ. 36 وَعَبَرَ ٱلنِّدَاءُ فِي ٱلْجُنْدِ عِنْدَ غُرُوبِ ٱلشَّمْسِ قَائِلاً: كُلُّ رَجُلٍ إِلَى مَدِينَتِهِ، وَكُلُّ رَجُلٍ إِلَى أَرْضِهِ. 37 فَمَاتَ ٱلْمَلِكُ وَأُدْخِلَ ٱلسَّامِرَةَ فَدَفَنُوا ٱلْمَلِكَ فِي ٱلسَّامِرَةِ. 38 وَغُسِلَتِ ٱلْمَرْكَبَةُ فِي بِرْكَةِ ٱلسَّامِرَةِ فَلَحَسَتِ ٱلْكِلاَبُ دَمَهُ. وَغَسَلُوا سِلاَحَهُ. حَسَبَ كَلاَمِ ٱلرَّبِّ ٱلَّذِي تَكَلَّمَ بِهِ. 39 وَبَقِيَّةُ أُمُورِ أَخْآبَ وَكُلُّ مَا فَعَلَ، وَبَيْتُ ٱلْعَاجِ ٱلَّذِي بَنَاهُ وَكُلُّ ٱلْمُدُنِ ٱلَّتِي بَنَاهَا مَكْتُوبَةٌ فِي سِفْرِ أَخْبَارِ ٱلأَيَّامِ لِمُلُوكِ إِسْرَائِيلَ. 40 فَٱضْطَجَعَ أَخْآبُ مَعَ آبَائِهِ، وَمَلَكَ أَخَزْيَا ٱبْنُهُ عِوَضاً عَنْهُ».

ع 3 و4 و2أيام 35: 22 ص 20: 1 و16 و24 و2أيام 18: 30 و2أيام 35: 23 و2ملوك 14: 12 ص 21: 19 عاموس 3: 15

فَصَعِدَ يَهُوشَافَاطُ كان قد طلب نبياً لسؤال الرب به (ع 7) وسمع من ميخا إن الرب ليس مع أخآب في حربه ومع ذلك سكت حينما ضُرب ميخا وذهب مع أخآب إلى الحرب. وربما حمله على ذلك: (1) القرابة بينه وبين أخآب (2) قوله السابق لأخآب (ع 4) (3) اتكاله على جيشه وجيش حليفه (4) الشك في إخلاص ميخا لأنه كان قد رأى بغض أخآب له ولعله ظن أن ميخا أبغض الملك فحرّف كلام الرب من جهته؟

إِنِّي أَتَنَكَّرُ (ع 30) أي دخل الحرب كجندي ورجاؤه أنه هكذا يخلص من إتمام النبوءة بقتله لأنه في الحروب القديمة كان الملك عرضة للخطر أكثر من غيره. وقال ليهوشافاط أن يلبس ثيابه الملكية كعادته فصار حسب الظاهر قائد الجيشين.

ٱلاثْنَيْنِ وَٱلثَّلاَثِينَ (ع 31 انظر 20: 1 و24).

إِلاَّ مَلِكَ إِسْرَائِيلَ وَحْدَهُ أي لا تتأخروا عن محاربته بمحاربتكم غيره لأن قتله يكون كسر الجيش كله. وهكذا عوّض على المعروف الذي عمله معه أخآب بإطلاقه عندما كان بيده أن يقتله وهكذا كان وفاؤه بالعهد (20: 34).

فَصَرَخَ يَهُوشَافَاطُ (ع 32) أي صرخ إلى الرب وقيل في (2أيام 18: 31) ساعده الرب وحولهم الله عنه وحينما عرف الأراميون أنه ملك يهوذا رجعوا عند إطاعة لأمر ملكهم أن لا يحاربوا إلا ملك إسرائيل وحده ولعل جيش يهوشافاط اجتمع حوله حينما صرخ فخاف الأراميون.

غَيْرَ مُتَعَمِّدٍ (ع 34) لم يتعمد الرجل ولكن الرب اعتمد على قتل أخآب جزاء لعناده في ذهابه إلى الحرب (ع 26 - 28) وقتله نابوت (21: 19) وإطلاقه بنهدد (20: 42).

بَيْنَ أَوْصَالِ ٱلدِّرْعِ الكلمة العبرانية تدل على أنه ضرب في بطنه بين درع الصدر ودرع الرجلين.

أُوقِفَ ٱلْمَلِكُ فِي مَرْكَبَتِهِ (ع 35) كان قد قال لمدير مركبته اخرجني من الجيش. وربما عبيده لم يستحسنوا إخراجه لئلا يعرف الجيش أنه قد جرح فيفشلوا وكان القتال قد اشتد وبما أنه لم يقدر أن يقف أوقفوه أمام الأراميين حتى مات عند المساء.

كُلُّ رَجُلٍ إِلَى مَدِينَتِهِ (ع 36) فُضّ الجيش وتبدد. ولا نستنتج أنهم انكسروا انكساراً كاملاً بل إنهم صاروا بلا ملك وكانوا كخراف لا راعي لها (ع 17).

حَسَبَ كَلاَمِ ٱلرَّبِّ (ع 38 انظر 21: 19 وتفسيره) تمت النبوة معنوياً وليس حرفياً فإن الكلاب لحست دمه في مكان خارجاً عن مدينة السامرة كما لحست الكلاب دم نابوت في مكان خارجاً عن مدينة يزرعيل.

وَغَسَلُوا سِلاَحَهُ ولنا ترجمة أخرى وهي «اغتسلت الزواني» أي غسلوا مركبة الملك في نفس البركة التي كانت الزواني تغتسل فيها. والقول يدل على تدنيس دم الملك وهو الذي أدخل العبادة الدنسة في إسرائيل.

بَيْتُ ٱلْعَاجِ (ع 39) ليس كله من العاج بل كان مزيناً أو مرصعاً به (عاموس 3: 15). وكان أخآب مولعاً بالبناء واشتهر به. ولكن أبنيته ومدنه خربت ولم يبق له ذكر إلا أنه عمل الشر أكثر من جميع الذين قبله (16: 30).

سِفْرِ أَخْبَارِ ٱلأَيَّامِ ليس المراد به السفر القانوني من الأسفار المقدسة المعروف بهذا الاسم.

41 - 50 «41 وَمَلَكَ يَهُوشَافَاطُ بْنُ آسَا عَلَى يَهُوذَا فِي ٱلسَّنَةِ ٱلرَّابِعَةِ لأَخْآبَ مَلِكِ إِسْرَائِيلَ. 42 وَكَانَ يَهُوشَافَاطُ ٱبْنَ خَمْسٍ وَثَلاَثِينَ سَنَةً حِينَ مَلَكَ، وَمَلَكَ خَمْساً وَعِشْرِينَ سَنَةً فِي أُورُشَلِيمَ، وَٱسْمُ أُمِّهِ عَزُوبَةُ بِنْتُ شَلْحِي. 43 وَسَارَ فِي كُلِّ طَرِيقِ آسَا أَبِيهِ. لَمْ يَحِدْ عَنْهَا، إِذْ عَمِلَ ٱلْمُسْتَقِيمَ فِي عَيْنَيِ ٱلرَّبِّ. إِلاَّ أَنَّ ٱلْمُرْتَفَعَاتِ لَمْ تَنْتَزِعْ، بَلْ كَانَ ٱلشَّعْبُ لاَ يَزَالُ يَذْبَحُ وَيُوقِدُ عَلَى ٱلْمُرْتَفَعَاتِ. 44 وَصَالَحَ يَهُوشَافَاطُ مَلِكَ إِسْرَائِيلَ. 45 وَبَقِيَّةُ أُمُورِ يَهُوشَافَاطَ وَجَبَرُوتُهُ ٱلَّذِي أَظْهَرَهُ، وَكَيْفَ حَارَبَ مَكْتُوبَةٌ فِي سِفْرِ أَخْبَارِ ٱلأَيَّامِ لِمُلُوكِ يَهُوذَا. 46 وَبَقِيَّةُ ٱلْمَأْبُونِينَ ٱلَّذِينَ بَقُوا فِي أَيَّامِ آسَا أَبِيهِ أَبَادَهُمْ مِنَ ٱلأَرْضِ. 47 وَلَمْ يَكُنْ فِي أَدُومَ مَلِكٌ. مَلَكَ وَكِيلٌ. 48 وَعَمِلَ يَهُوشَافَاطُ سُفُنَ تَرْشِيشَ لِتَذْهَبَ إِلَى أُوفِيرَ لأَجْلِ ٱلذَّهَبِ فَلَمْ تَذْهَبْ، لأَنَّ ٱلسُّفُنَ تَكَسَّرَتْ فِي عِصْيُونَ جَابِرَ. 49 حِينَئِذٍ قَالَ أَخَزْيَا بْنُ أَخْآبَ لِيَهُوشَافَاطَ: لِيَذهَبْ عَبِيدِي مَعَ عَبِيدِكَ فِي ٱلسُّفُنِ. فَلَمْ يَشَأْ يَهُوشَافَاطُ. 50 وَٱضْطَجَعَ يَهُوشَافَاطُ مَعَ آبَائِهِ وَدُفِنَ مَعَ آبَائِهِ فِي مَدِينَةِ دَاوُدَ أَبِيهِ، فَمَلَكَ يَهُورَامُ ٱبْنُهُ عِوَضاً عَنْهُ».

2أيام 20: 31 الخ و2أيام 17: 3 ص 15: 14 و2ملوك 20: 31 الخ ع 2 و2ملوك 8: 18 و2أيام 19: 2 و2ملوك 20: 34 ص 14: 24 و15: 12 وتكوين 19: 5 وتثنية 23: 17 و2صموئيل 8: 14 و2ملوك 3: 9 ص 10: 22 ص 9: 28 ص 9: 26 و2أيام 21: 1

وَٱسْمُ أُمِّهِ عَزُوبَةُ (ع 42) أسماء أمهات الملوك مذكورة لما كان لأم الملك من السلطة على بيت الملك والاحترام عند الشعب (2: 19 و15: 13 و2ملوك 11: 1).

ٱلْمُرْتَفَعَاتِ لَمْ تَنْتَزِعْ (ع 43) المشار إليه هو السجود للرب على المرتفعات وهو وإن كان منهياً عنه (تثنية 12: 13 و14) كان جائزاً في بعض الأوقات كما كان بعد خراب المسكن في شيلوه وقبل بناء الهيكل في أورشليم (3: 2 و4) وفي المملكة الشمالية إذ لم يمكنهم الحضور إلى أورشليم (18: 30 و32) ونزع هذه المرتفعات أمر صعب لأن الشعب كانوا قد اعتادوها ولم يشعروا بأن السجود فيها خطية. قيل إن يهوشافاط نزع بعض المرتفعات (2أيام 17: 6) وليس كلها (2أيام 20: 33).

صَالَحَ يَهُوشَافَاطُ مَلِكَ إِسْرَائِيلَ (ع 44) وصاهره (2أيام 18: 1) ومن هذا الصلح نتج شرور كثيرة كاتحاده مع أخآب في محاربة راموت جلعاد واتحاده مع أخزيا في عمل السفن في عصيون جابر (2أيام 20: 36) وتسلّط بيت أخآب على يهورام ابن يهوشافاط (2أيام 21: 6) وتسلط عثليا بنت أخآب على يهوذا وإقامة عبادة البعل فيه (2أيام 22: 3 و12).

أَخْبَارِ ٱلأَيَّامِ لِمُلُوكِ يَهُوذَا (ع 45 انظر 2أيام 20: 34).

ٱلْمَأْبُونِينَ (ع 46 انظر 14: 24 و15: 12).

وَلَمْ يَكُنْ فِي أَدُومَ مَلِكٌ (ع 47) ذُكر هذا الأمر تفسيراً لما يأتي في (ع 48) أي لو كان في أدوم ملك لما قدر يهوشافاط أن يذهب ويعمل في عصيون جابر لأن طريقها في وسط أدوم. وكان داود قد فتح أدوم وضرب كل ذكر فيها وأما هدد فهرب إلى مصر وبعد موت داود وموت يوآب رجع إلى أرضه (11: 14 - 22) ولكنه لم يملك أو إذا ملك لم يبق هو ونسله في الملك. ولعل الوكيل هو من قبل يهوذا فكان ليهوشافاط حق المرور والتصرف في أدوم كما أراد.

سُفُنَ تَرْشِيشَ (ع 48 انظر 10: 22).

أُوفِيرَ (انظر 9: 28).

تَكَسَّرَتْ أحبط الرب أعماله لأنه اتحد مع أخزيا ملك إسرائيل الشرير (2أيام 20: 35 - 37).

عِصْيُونَ جَابِرَ (انظر 9: 26 وتفسيره).

فَلَمْ يَشَأْ يَهُوشَافَاطُ (ع 49) نستنتج أنهما اتحدا في إرسالية السفن فتكسرت (2أيام 20: 37). ثم قال أخزيا أن يذهب عبيده مع عبيد يهوشافاط في إرسالية ثانية فلم يشأ. وقيل في (2أيام 20: 35 - 37) سفن تسير إلى ترشيش ويظن بعضهم أنه كان مكان اسمه ترشيش في الشرق غير ترشيش أسبانيا وهو المكان الذي قصد يهوشافاط إرسال سفنه إليه وربما سافرت السفن إلى أوفير أيضاً فذكرها كاتب سفر الملوك ولم يذكر سيرها إلى ترشيش. ويظن غيرهم أن سفن ترشيش كانت سفناً كبيرة فسميت جميع السفن الكبيرة سفن ترشيش وقصد يهوشافاط إرسال سفن ترشيش أيضاً أي سفناً كبيرة إلى أوفير باتفاق مع أخزيا فتكسرت وبعد ذلك لم يرد أن يرسل إرسالية ثانية مع عبيد أخزيا. ويظنون أيضاً إن كاتب سفر أخبار الأيام أو أحد النساخ فهم أن سفن ترشيش المذكورة هي التي تسير إلى ترشيش مع أنها سفن ترشيش أي سفن كبيرة قاصدة أوفير.

فَمَلَكَ يَهُورَامُ (ع 50) ملك قليلاً من الزمان مع أبيه (2ملوك 8: 16).

51 - 53 «51 وَمَلَكَ أَخَزْيَا بْنُ أَخْآبَ عَلَى إِسْرَائِيلَ فِي ٱلسَّامِرَةِ فِي ٱلسَّنَةِ ٱلسَّابِعَةَ عَشَرَةَ لِيَهُوشَافَاطَ مَلِكِ يَهُوذَا. مَلَكَ عَلَى إِسْرَائِيلَ سَنَتَيْنِ. 52 وَعَمِلَ ٱلشَّرَّ فِي عَيْنَيِ ٱلرَّبِّ، وَسَارَ فِي طَرِيقِ أَبِيهِ وَطَرِيقِ أُمِّهِ، وَطَرِيقِ يَرُبْعَامَ بْنِ نَبَاطَ ٱلَّذِي جَعَلَ إِسْرَائِيلَ يُخْطِئُ 53 وَعَبَدَ ٱلْبَعْلَ وَسَجَدَ لَهُ وَأَغَاظَ ٱلرَّبَّ إِلٰهَ إِسْرَائِيلَ حَسَبَ كُلِّ مَا فَعَلَ أَبُوهُ».

ع 40 ص 15: 26 و21: 25 ص 16: 30 - 32

وَسَارَ فِي طَرِيقِ أَبِيهِ بعبادة البعل وفي طريق يربعام في عبادة العجلين.

فوائد

ع 1 - 4 و44 و48 و49 «الاتحاد مع الأشرار»

  1. نظر الناس إليه. فإنهم يقولون أنه أمر ضروري ولا يمس الدين.

  2. نظر الله إليه (2كورنثوس 6: 14 - 18).

  3. النتيجة. انكسر الجيش وانكسرت السفن وفسدت أخلاق يهورام وامتدت عبادة البعل إلى يهوذا. انظر إلى آخر الطريق قبلما تبدأ بالسير فيها.

ع 5 «السؤال عن كلام الرب»

  1. إنه يجب أن يكون قبل الاعتماد على العمل.

  2. إنه يجب أن يكون مع الاستعداد للطاعة.

  3. إنه يجب أن يكون بنية مخلصة مع المحبة للحق.

  4. إنه يجب الاحتراس من ميل الإنسان إلى الخطية وكل ما يسهل له طريقها وعقاب كل من يحب الكذب هو أنه سيُسلّم للكذب.

ع 14 «ما يقوله لي الرب به أتكلم» الواعظ الأمين

  1. إن مواضيعه جميعها من الكتاب المقدس.

  2. إنه يعلم الناس الكتاب كله أيضاً ولا يقول ما يرضي الناس بل يقول الحق.

  3. إنه لا يفتخر ولا يخاف كأن الكلام منه بل يتكلم كمرسل من الله بتواضع وشجاعة.


Call of Hope 
P.O.Box 10 08 27 
D - 70007
Stuttgart
Germany