العودة الى الصفحة السابقة
شرح سفر نشيد الأنشاد

شرح سفر نشيد الأنشاد

السّنن القويم في تفسير أسفار العهد القديم

للقس وليم مارش


Bibliography

السّنن القويم في تفسير أسفار العهد القديم: شرح سفر نشيد الأنشاد. للقس وليم مارش . Copyright © 2012 All rights reserved Call of Hope. . صدر عن مجمع الكنائس في الشرق الأدنى بيروت 1973. . English title: . German title: . Call of Hope. P.O.Box 10 08 27 D - 70007 Stuttgart Germany http: //www.call - of - hope.com .

مقدمة

تفتقر خزانة الأدب المسيحي إلى مجموعة كاملة من التفاسير لكتب العهدين القديم والجديد. ومن المؤسف حقاً أنه لا توجد حالياً في أية مكتبة مسيحية في شرقنا العربي مجموعة تفسير كاملة لأجزاء الكتاب المقدس. وبالرغم من أن دور النشر المسيحية المختلفة قد أضافت لخزانة الأدب المسيحي عدداً لا بأس به من المؤلفات الدينية التي تمتاز بعمق البحث والاستقصاء والدراسة، إلا أن أياً من هذه الدور لم تقدم مجموعة كاملة من التفاسير، الأمر الذي دفع مجمع الكنائس في الشرق الأدنى بالإسراع لإعادة طبع كتب المجموعة المعروفة باسم: «كتاب السنن القويم في تفسير أسفار العهد القديم» للقس وليم مارش، والمجموعة المعروفة باسم «الكنز الجليل في تفسير الإنجيل» وهي مجموعة تفاسير كتب العهد الجديد للعلامة الدكتور وليم إدي.

ورغم اقتناعنا بأن هاتين المجموعتين كتبتا في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين إلا أن جودة المادة ودقة البحث واتساع الفكر والآراء السديدة المتضمنة فيهما كانت من أكبر الدوافع المقنعة لإعادة طبعهما.

هذا وقد تكرّم سينودس سوريا ولبنان الإنجيلي مشكوراً - وهو صاحب حقوق الطبع - بالسماح لمجمع الكنائس في الشرق الأدنى بإعادة طبع هاتين المجموعتين حتى يكون تفسير الكتاب في متناول يد كل باحث ودارس.

ورب الكنيسة نسأل أن يجعل من هاتين المجموعتين نوراً ونبراساً يهدي الطريق إلى معرفة ذاك الذي قال: «أنا هو الطريق والحق والحياة».

القس ألبرت استيرو

الأمين العام

لمجمع الكنائس في الشرق الأدنى

مقدمة سفر نشيد الأنشاد

عنوان السفر «نشيد الأنشاد» ومعناه أفضل الأنشاد كالقول في سفر الجامعة «باطل الأباطيل» أي أعظم الأباطيل.

وقيل أيضاً في (1: 1) «الذي لسليمان» والأرجح أن السفر ليس لسليمان حقيقة بل أنه منسوب إلى سليمان ومؤلفه مجهول الاسم كسفر الحكمة (الغير القانوني) الذي تاريخه نحو مئة سنة قبل المسيح وهو منسوب إلى سليمان (9: 7 الخ) وكذلك غيره من الأسفار القديمة لأن سليمان اشتهر بالحكمة فاعتبروه كأنه مصدر كل حكمة. وأما نشيد الأنشاد فهو من الأسفار القانونية ونعتبر هذه الأسفار أنها كُتبت بالوحي ولكن من المحتمل أن معنى القول «الذي لسليمان» يفيد أنه النشيد المعروف باسم سليمان. وهذا الرأي مبني (1) على مضمون السفر كذكر سليمان كأنه غائب (3: 6 - 11 و8: 11 و12) وعدم الموافقة لما نعرفه عن تاريخ حياة سليمان فإنه ليس من المحتمل أنه أحب فتاة من أهل شونم وهم فلاحون ورعاة وطلبها أن تكون إحدى سراريه ثم وضع نفسه لما رفضته فتركها لإراداتها. (2) على لغة السفر لأنها ليست اللغة المعروفة في زمان سليمان بل المعروفة في زمان ملوك فارس كأسفار عزرا ونحميا وأستير والجامعة وبعض الأسفار الغير القانونية (3) على استعمال الكلمة العبرانية «اشر» (الذي لِ) في عنوان السفر وأما في الباقي من السفر فلا يرد إلا اختصار الكلمة أي حرف الشين فقط وهو يدل على المؤلف ذاته أو على الذي وضع الكتاب لإكرامة فيُظن أن العنوان ليس من السفر أصلاً بل من كاتب آخر في جيل متأخر.

ولا شك في قانونية السفر. فكان له اعتبار خصوصي عند اليهود. قال الحاخام أقيبا في آخر القرن الأول بعد المسيح «إن لا أحد من الإسرائيليين شك في أنه قانوني ومقدس. إن كل الأسفار مقدسة ولكن نشيد الأنشاد هو قدس الأقداس». وكان له اعتبار خصوصي من المسيحيين الأولين.

مضمون السفر: هو رواية فيها ثلاثة مشخصين متقدمين وهم شولميث والراعي وسليمان. ولعل في الرواية إشارة إلى نبإ أبيشج الشونمية الجميلة التي طلبها أدونيا أخو سليمان بعد موت داود فغضب سليمان وأمر بقتل أدونيا وربما سليمان أراد أن يأخذها لنفسه (انظر 1ملوك ص 1 و2) وكانت شولميث جملية جداً وأحبها راعي من أهل قريتها وأحبها أيضاً سليمان الملك وأراد أن يأخذها ولكنها رفضت الملك رغماً عن غناه ومجده وكلامه الفصيح وثبتت في محبتها للراعي.

ومن فوائد السفر (1) لغته الجميلة الفصيحة الشعرية (2) وصف المحبة الطاهرة الحقيقية كمحبة راعوث لحماتها ومحبة استير لشعبها (3) فضل الزواج بامرأة واحدة بخلاف كثرة النساء كما في حريم سليمان (4) فضل العيشة البسيطة في القرية بخلاف العيشة المرفهة والشهوانية في قصر الملك (5) مثال المحبة المتبادلة بين الله وشعبه وبين المسيح والمؤمنين أفراداً (انظر إشعياء 49: 14 - 21 و62: 1 - 5 وإرميا 2: 2 وهوشع 2: 14 - 23 و11: 8 و9 ويوحنا 3: 29 و2كورنثوس 11: 2 وأفسس 5: 22 - 32 ورؤيا 21: 2).

طرق التفسير: رأى اليهود في هذا السفر تاريخ إسرائيل من الخروج إلى زمان المسيح. ويقولون إن جماعة إسرائيل هي العروس أي شولميث والرب هو العريس واتحاد الشعب مع الرب سيكمل في المسيح. وقال المسيحيون القدماء إن العروس هي الكنيسة والعريس هو المسيح. وفي القرن الثالث بعد المسيح ألف أوريجانوس تفسير نشيد الأنشاد في عشرة مجلدات فوجد في كل جملة من السفر فوائد روحية. وفي القرن الثالث عشر ألف برنارد من كليرفو 86 موعظة على الأصحاحين الأولين. وهكذا أكثر اللاهوتيين المسيحيين من الأول إلى أيامنا هذه فإنهم فسروا السفر تفسيراً روحياً. وأما أكثر علماء هذا العصر فيكتفون بالتفسير البسيط الحرفي غير أن كل مسيحي يقدر أن يجد في ألفاظ هذا السفر الجميلة ما يعبر عن محبته للمسيح ومحبة المسيح له ونسبة الكنيسة للمسيح وإتمام الخلاص وتكملة المحبة. ونذكر هنا بعض أمثلة التفسير الروحي واخترنا الآيات القابلة الاعتراض أكثر من غيرها وقصدنا بذلك أن نبين ما حمل المفسرين المحدثين على تفضيل التفسير الحرفي.

لِيُقَبِّلْنِي بِقُبْلاَتِ فَمِهِ (1: 2) (التفسير الروحي) اشتياق الكنيسة إلى المسيح وهي طالبة الاتحاد معه كحبيبته وليس كعبدته.

يَا بَنَاتِ أُورُشَلِيمَ (1: 5) وهنّ المسيحيون بالاسم فقط وليسوا مسيحيين حقيقيين.

ٱرْعَيْ جِدَاءَكِ عِنْدَ مَسَاكِنِ ٱلرُّعَاةِ (1: 8) على الأمهات أن يأخذن أولادهن (الجداء) إلى الكنيسة (مساكن الرعاة) ليسمعوا مواعظ القسوس (الرعاة).

صَوْتُ ٱلْيَمَامَةِ سُمِعَ فِي أَرْضِنَا (2: 12) صوت يوحنا المعمدان وهو صارخ في البرية أعدوا طريق الرب. ويقول البعض إنه صوت حلول الروح القدس يوم الخمسين «صَوْتٌ كَمَا مِنْ هُبُوبِ رِيحٍ عَاصِفَةٍ» (أعمال 2: 2).

أَعْمِدَةٍ مِنْ دُخَانٍ (3: 6) بخار شفاعة المسيح.

اَلْمَلِكُ سُلَيْمَانُ عَمِلَ لِنَفْسِهِ تَخْتاً (3: 9) التخت هو عهد النعمة والمسيح وسيط هذا العهد.

شَعْرُكِ كَقَطِيعِ مِعْزٍ (4: 1) شعر يوحنا المعمدان لأنه نذير فلم يقص شعره.

أَسْنَانُكِ كَقَطِيعِ ٱلْجَزَائِزِ (4: 2) أسنان العروس أي الكنيسة هي إيمانها الذي به تنال خبز الحياة.

ثَدْيَاكِ (4: 5) الأوريم والتميم اللذان كانا في صدر رئيس الكهنة (خروج 28: 30).

جَبَلِ ٱلْمُرِّ (4: 6) جلجثة حيث صلب المسيح.

رَأْسِي ٱمْتَلأَ مِنَ ٱلطَّلِّ (5: 2) يسوع في جثسيماني بالليل.

فَأَنَّتْ عَلَيْهِ أَحْشَائِي (5: 4) توبة بطرس لما نظر إليه يسوع في دار رئيس الكهنة (لوقا 22: 61 و62).

وَجَدَنِي ٱلْحَرَسُ (5: 7) محاكمة يسوع في دار الرئيس.

رَفَعُوا إِزَارِي (5: 7) سقوط بطرس عن الرسولية لما أنكر المسيح. يقول غيرهم إنه إشارة إلى الشاب في (مرقس 14: 51 و52 «لاَبِساً إِزَاراً... فَأَمْسَكَهُ ٱلشُّبَّانُ، فَتَرَكَ ٱلإِزَارَ وَهَرَبَ».

جَنَّةِ ٱلْجَوْزِ (6: 11) أي الكتاب المقدس لأن كلامه عند غير المؤمنين كقشر يابس وأما عند المؤمنين فكلبّ الجوز الحلو المفيد. وما أشبه ذلك.

تنبيهات

  1. يجب التمييز بين التفسير والتمثيل. ولا يخفى من يتأمل في التفاسير المتقدم ذكرها أن فوائدها هي من مجرد أفكار المفسر وليست من نصوص الكتاب فهي ليست تفسيراً بل تمثيلاً. أي يجوز لنا أن نقول إن محبة المسيح للكنيسة مثل محبة العريس للعروس ولكن لا يجوز أن نقول ذلك على سبيل تفسير الآية (1: 2) «لِيُقَبِّلْنِي بِقُبْلاَتِ فَمِهِ» ويجوز أن نقول إن كرازة يوحنا المعمدان في البرية مثل صوت اليمامة (2: 12) لأن صوت اليمامة سابق لفصل الربيع كما كان يوحنا سابقاً للمسيح ولكن لا يجوز أن نقول ذلك على سبيل التفسير لأن معنى الآية الواضح هو أنه قد حان فصل الربيع وقد سُمع صوت اليمامة وظهرت الزهور الخ ولا يخفى أنه بواسطة التفسير الروحي قد يُثبت التعليم الفاسد وليس فقط التعليم الصحيح لأن المفسر يقدر أن يستخرج من الآية مهما قصد.

  2. يجب الاعتبار للمعنى الروحي ولا نتطرف في التفسير الحرفي ولا نعتبر هذا السفر كرواية فقط بلا فائدة روحية بل نعتبره أنه من الأسفار القانونية المقدسة. فمن الجهة الواحدة لا نستخرج منه ما ليس فيه ومن الجهة الأخرى لا نهمل ما يوجد فيه من الفوائد الروحية.

  3. يجب مطالعة هذا السفر بقلب طاهر فإنه يوجد فيه وصف الجمال الجسدي والمبالغة فيه وما يلذ الجسد كالروائح الطيبة والمناظر الجميلة والأصوات الحلوة والمأكولات والمشروبات الخ. فمن المحتمل أن إنساناً شهوانياً يجد في السفر ما يهيج شهواته كما أن الإنسان الروحي يجد ما يعبر عن محبته الطاهرة للمسيح «كُلُّ شَيْءٍ طَاهِرٌ لِلطَّاهِرِينَ، وَأَمَّا لِلنَّجِسِينَ وَغَيْرِ ٱلْمُؤْمِنِينَ فَلَيْسَ شَيْءٌ طَاهِراً، بَلْ قَدْ تَنَجَّسَ ذِهْنُهُمْ أَيْضاً وَضَمِيرُهُمْ» (تيطس 1: 15).

  4. يجب أن الدرس في هذا السفر يحملنا على الحياة الصالحة والخدمة المفيدة وإلا يكون ذلك مضراً وغير نافع. لأنه توجد مشابهة بين المحبة الروحية والعشق الجسدي وكثيراً ما نرى أن السريع الهيجان الذي يصرّح بمحبته الشديدة لله وللناس يكون عرضة لخطية العشق الدنس فيجب بالشدة إن كانت محبة طاهرة أو غير طاهرة. فلا يكفي الإنسان أن يقول ليسوع يا رب يا رب أي أن يصرّح بمحبته الشديدة بل عليه أيضاً أن يفعل إرادة الله أي الحياة الصالحة والخدمة النافعة (انظر متّى 7: 21).

وفي هذا التفسير اعتمدنا على التفسير الإنكليزي

Cambridge Bible for Schools Harper.

اَلأَصْحَاحُ ٱلأَوَّلُ

1 «نَشِيدُ ٱلأَنَاشِيدِ ٱلَّذِي لِسُلَيْمَانَ».

1ملوك 4: 32

انظر المقدمة.

2 - 4 «2 لِيُقَبِّلْنِي بِقُبْلاَتِ فَمِهِ، لأَنَّ حُبَّكَ أَطْيَبُ مِنَ ٱلْخَمْرِ. 3 لِرَائِحَةِ أَدْهَانِكَ ٱلطَّيِّبَةِ. ٱسْمُكَ دُهْنٌ مُهْرَاقٌ، لِذٰلِكَ أَحَبَّتْكَ ٱلْعَذَارَى. 4 اُجْذُبْنِي وَرَاءَكَ فَنَجْرِيَ. أَدْخَلَنِي ٱلْمَلِكُ إِلَى حِجَالِهِ. نَبْتَهِجُ وَنَفْرَحُ بِكَ. نَذْكُرُ حُبَّكَ أَكْثَرَ مِنَ ٱلْخَمْرِ. بِٱلْحَقِّ يُحِبُّونَكَ».

ع 4 وص 4: 10 ص 4: 10 ويوحنا 12: 3 جامعة 7: 1 مزمور 45: 14 و15

لِيُقَبِّلْنِي بِقُبْلاَتِ فَمِهِ يظن أن الملك سليمان رأى فتاة من شونم أي سولم الحالية تلقب شولميث أي سولمية أو سمع خبرها لأنها جميلة جداً كأبيشج المذكورة في (1ملوك 1: 3 و4) فأخذها إلى أحد قصوره لتضم إلى حريمه. الأرجح أن إحدى سيدات الملك تكلمت بالنيابة عن رفيقاتها (6: 9) وغايتهن أن يشوقن السولمية إلى محبة سليمان ولعلهن عملن ذلك بأمر الملك وكن في قصر الملك والأرجح أن القصر كان في أورشليم.

اُجْذُبْنِي وَرَاءَكَ (ع 4) قول شولميث لحبيبها الراعي الغائب فإن الملك كان قد أدخلها غصباً إلى حجاله فدعت حبيبها لينجيها فتجري هي وإياه.

نَبْتَهِجُ وَنَفْرَحُ بِكَ رجعت السيدات إلى التكلم في حب الملك وفرحهن به.

بِٱلْحَقِّ يُحِبُّونَكَ السيدات والعذارى وأتباعه إجمالاً.

5 - 7 «5 أَنَا سَوْدَاءُ وَجَمِيلَةٌ يَا بَنَاتِ أُورُشَلِيمَ، كَخِيَامِ قِيدَارَ، كَشُقَقِ سُلَيْمَانَ. 6 لاَ تَنْظُرْنَ إِلَيَّ لِكَوْنِي سَوْدَاءَ، لأَنَّ ٱلشَّمْسَ قَدْ لَوَّحَتْنِي. بَنُو أُمِّي غَضِبُوا عَلَيَّ. جَعَلُونِي نَاطُورَةَ ٱلْكُرُومِ. أَمَّا كَرْمِي فَلَمْ أَنْطُرْهُ. 7 أَخْبِرْنِي يَا مَنْ تُحِبُّهُ نَفْسِي أَيْنَ تَرْعَى، أَيْنَ تُرْبِضُ عِنْدَ ٱلظَّهِيرَةِ. لِمَاذَا أَنَا أَكُونُ كَمُقَنَّعَةٍ عِنْدَ قُطْعَانِ أَصْحَابِكَ؟».

ص 2: 14 و4: 3 و6: 4 ص 2: 7 و3: 5 و10 و5: 8 و16 و8: 4 مزمور 120: 5 إشعياء 60: 7 مزمور 69: 8 ص 8: 11 وأيوب 27: 18 ص 3: 1 - 4 ص 2: 16 و6: 3 إشعياء 13: 20 وإرميا 33: 12 ص 8: 13

أَنَا سَوْدَاءُ قول شولميث. كان إخوتها جعلوها ناطورة الكروم فاسودت من الشمس والهواء. ومع ذلك كانت جميلة لأنها كاملة الصحة والبنية. ولعل سيدات الحريم كن لاحظن سمرتها فجاوبتهن على أفكارهن.

كَخِيَامِ قِيدَارَ ٱبن إسماعيل الثاني وهو أب لأشهر قبائل العرب وهم يعيشون في خيام سوداء.

كَشُقَقِ سُلَيْمَانَ شقق خيمته أو تخته (3: 9 و10) أو قصره وهي مشهورة بجمالها أي كانت شولميث سوداء كخيام قيدار وجميلة كشقق سليمان.

أَمَّا كَرْمِي فَلَمْ أَنْطُرْهُ (ع 6) نطرت كروم إخوتها فاسودت ولم تنطر كرمها أي جمالها.

أَخْبِرْنِي (ع 7) خاطبت حبيبها وإن كان غائباً لأنها مشتاقة إليه.

كَمُقَنَّعَةٍ أي كتائهة لأن اللابسة القناع على رأسها ووجهها لا تقدر أن ترى شيئاً جلياً. وكانت شولميث تتجول عند قطعان الغنم وتفتش عن حبيبها ولم تجده فكانت كمقنعة أو تائهة.

8 «إِنْ لَمْ تَعْرِفِي أَيَّتُهَا ٱلْجَمِيلَةُ بَيْنَ ٱلنِّسَاءِ فَٱخْرُجِي عَلَى آثَارِ ٱلْغَنَمِ، وَٱرْعَيْ جِدَاءَكِ عِنْدَ مَسَاكِنِ ٱلرُّعَاةِ».

ص 5: 9 و6: 1

إِنْ لَمْ تَعْرِفِي قول رفيقاتها.

9 - 11 «9 لَقَدْ شَبَّهْتُكِ يَا حَبِيبَتِي بِفَرَسٍ فِي مَرْكَبَاتِ فِرْعَوْنَ. 10 مَا أَجْمَلَ خَدَّيْكِ بِسُمُوطٍ، وَعُنُقَكِ بِقَلاَئِدَ! 11 نَصْنَعُ لَكِ سَلاَسِلَ مِنْ ذَهَبٍ مَعَ جُمَانٍ مِنْ فِضَّةٍ».

ع 15 وص 2: 2 و10 و2أيام 1: 16 و17 ص 5: 13 تكوين 24: 53 وإشعياء 61: 10

كلام سليمان لشولميث. وشبهها بفرس لأن الفرس أجمل شيء عنده (1ملوك 10: 26 - 29) وعند العرب اليوم (أي 39: 19 - 25).

بِسُمُوطٍ (ع 10) سلاسل من اللؤلؤ أو غيره من الخرز والجواهر.

نَصْنَعُ لَكِ (ع 11) قال الملك أنهم يبدلون زينتها البسيطة بما هو أفضل وأجمل أي بسلاسل من ذهب مع جمان من فضة عوضاً عن الخرز.

12 - 14 «12 مَا دَامَ ٱلْمَلِكُ فِي مَجْلِسِهِ أَفَاحَ نَارِدِينِي رَائِحَتَهُ. 13 صُرَّةُ ٱلْمُرِّ حَبِيبِي لِي. بَيْنَ ثَدْيَيَّ يَبِيتُ. 14 طَاقَةُ فَاغِيَةٍ حَبِيبِي لِي فِي كُرُومِ عَيْنِ جَدْيٍ».

ص 4: 13 و14 ومرقس 14: 3 ويوحنا 12: 30 مزمور 45: 8 ويوحنا 19: 39 ص 4: 13 و1صموئيل 23: 29

جواب شولميث.

مَا دَامَ ٱلْمَلِكُ فِي مَجْلِسِهِ أي ما دام الملك غائباً عنها.

أَفَاحَ نَارِدِينِي مجازاً. كانت أفكارها في حبيبها الراعي وكانت هذه الأفكار عندها كرائحة الناردين.

صُرَّةُ ٱلْمُرِّ (ع 13) (انظر إشعياء 3: 20) «حناجر الشمامات» وهي من خصائص النساء.

بَيْنَ ثَدْيَيَّ يَبِيتُ أي تنتعش من ذكره كما من رائحة المر ويبيت هذا الفكر عندها أي عندها دائماً.

طَاقَةُ فَاغِيَةٍ (ع 14) الفاغية زهر نبات عطر أو زهر الحناء. وأزهارها بيضاء قشدية اللون وذات رائحة محبوبة ولم تزل موجودة في جوار عين جدي (قاموس الكتاب).

15 «هَا أَنْتِ جَمِيلَةٌ يَا حَبِيبَتِي، هَا أَنْتِ جَمِيلَةٌ. عَيْنَاكِ حَمَامَتَانِ».

ع 16 وص 2: 10 و13 و4: 1 و7 و6: 4 و10 ص 4: 1 و5: 12

قول سليمان.

عَيْنَاكِ حَمَامَتَانِ الحمام طير طاهر ومعروف باللطف والبساطة وحسن الوداد. وقول الملك إن عيني شولميث تعبر عن عواطفها الرقيقة.

16، 17 «16 هَا أَنْتَ جَمِيلٌ يَا حَبِيبِي وَحُلْوٌ، وَسَرِيرُنَا أَخْضَرُ. 17 جَوَائِزُ بَيْتِنَا أَرْزٌ، وَرَوَافِدُنَا سَرْوٌ».

ص 2: 3 و9 و5: 2 و5 و6 و8 و1ملوك 6: 9 وإرميا 22: 14 و2أيام 3: 5

قول شولميث لحبيبها الراعي فتصفه كما كان سليمان وصفها.

وَسَرِيرُنَا أَخْضَرُ وهو من العشب الأخضر وبينهما الأشجار وجوائزه أشجار الأرز وروافده أشجار السرو.

اَلأَصْحَاحُ ٱلثَّانِي

1 - 7 «1 أَنَا نَرْجِسُ شَارُونَ سَوْسَنَةُ ٱلأَوْدِيَةِ. 2 كَٱلسَّوْسَنَةِ بَيْنَ ٱلشَّوْكِ كَذٰلِكَ حَبِيبَتِي بَيْنَ ٱلْبَنَاتِ. 3 كَٱلتُّفَّاحِ بَيْنَ شَجَرِ ٱلْوَعْرِ كَذٰلِكَ حَبِيبِي بَيْنَ ٱلْبَنِينَ. تَحْتَ ظِلِّهِ ٱشْتَهَيْتُ أَنْ أَجْلِسَ، وَثَمَرَتُهُ حُلْوَةٌ لِحَلْقِي. 4 أَدْخَلَنِي إِلَى بَيْتِ ٱلْخَمْرِ وَعَلَمُهُ فَوْقِي مَحَبَّةٌ. 5 أَسْنِدُونِي بِأَقْرَاصِ ٱلزَّبِيبِ. أَنْعِشُونِي بِٱلتُّفَّاحِ، فَإِنِّي مَرِيضَةٌ حُبّاً. 6 شِمَالُهُ تَحْتَ رَأْسِي وَيَمِينُهُ تُعَانِقُنِي. 7 أُحَلِّفُكُنَّ يَا بَنَاتِ أُورُشَلِيمَ بِٱلظِّبَاءِ وَبِأَيَائِلِ ٱلْحُقُولِ، أَلاَّ تُيَقِّظْنَ وَلاَ تُنَبِّهْنَ ٱلْحَبِيبَ حَتَّى يَشَاءَ!».

إشعياء 35: 1 إشعياء 33: 9 و35: 2 ص 5: 13 وهوشع 14: 5 ص 1: 9 ص 8: 5 ص 4: 13 و16 و8: 11 ص 1: 4 مزمور 20: 5 و2صموئيل 6: 19 و1أيام 16: 3 وهوشع 3: 1 ص 7: 8 ص 5: 8 ص 8: 3 أمثال 4: 8 ص 3: 5 و8: 4 انظر ص 1: 5 ع 9 و17 وص 3: 5 و8: 14 وأمثال 6: 5 تكوين 49: 21 ومزمور 18: 33 وحبقوق 3: 19

تتمة قول شولميث في الأصحاح السابق. والنرجس زهر أبيض ينبت في السواحل بين الصخور وشقوق الشواهق وهو ذو رائحة ذكية. وشارون هو الساحل بين قيصرية ويافا وهو مشهور بخصبه. السوسنة زهر جميل (انظر 1ملوك 7: 19 وهوشع 14: 5) له عدة أنواع ومنها ما لونه أحمر (5: 13) «شفتاه سوسن».

كَٱلسَّوْسَنَةِ بَيْنَ ٱلشَّوْكِ (ع 2) قول سليمان. أي وإن كانت شولميث سوسنة الأودية فهي كسوسنة بين الشوك فشبه سيدات حريمه بالشوك وشولميث كسوسنة بينهن.

كَٱلتُّفَّاحِ (ع 3) قول شولميث ولكنها لم توجه كلامها لسليمان بل لحبيبها الراعي الغائب عنها. وللتفاح رائحة ذكية وهي منعشة للمعيي والمريض ومفرحة للجميع. ونسبة حبيبها لغيره من الشباب كنسبة التفاح لشجر الوعر أي أنه أفضل منهم.

وَثَمَرَتُهُ حُلْوَةٌ أي حديثه.

بَيْتِ ٱلْخَمْرِ (ع 4) اي أدخلها إلى مكان الجلوس معه ولعل الخمر ليست خمراً حقيقية بل خمر المحبة والعلم علم المحبة وليس علماً حقيقياً. والمحبة ألذ من الخمر وأفضل من أعلام الملوك.

أَسْنِدُونِي (ع 5) أعيت من الشوق ومن الرجاء المماطل الذي يمرض القلب (انظر أمثال 13: 12) وأقراص الزبيب من المأكولات الطيبة ورائحة التفاح من المنعشات.

شِمَالُهُ تَحْتَ رَأْسِي (ع 6) الشمال هو شمال حبيبها الراعي وهو غائب ولكنه حاضر بتصوراتها وتتضرع إلى السيدات أن لا ييقظنه.

بِٱلظِّبَاءِ وَبِأَيَائِلِ ٱلْحُقُولِ (ع 7) معروفة لجمالها ولطفها ورقتها فالحلف بها يوافق موضوع الكلام هنا. والبعض يفهمون أن شولميث حلّفت بنات أورشليم ألا ييقظن محبتها لخطيبها الراعي حتى يصير وقتها لأنها لا تقدر أن تحتمل شدة محبتها له ما دام غائباً عنها.

8 - 14 «8 صَوْتُ حَبِيبِي. هُوَذَا آتٍ طَافِراً عَلَى ٱلْجِبَالِ، قَافِزاً عَلَى ٱلتِّلاَلِ. 9 حَبِيبِي هُوَ شَبِيهٌ بِٱلظَّبْيِ أَوْ بِغُفْرِ ٱلأَيَائِلِ. هُوَذَا وَاقِفٌ وَرَاءَ حَائِطِنَا، يَتَطَلَّعُ مِنَ ٱلْكُوَى، يُوَصْوِصُ مِنَ ٱلشَّبَابِيكِ. 10 أَجَابَ حَبِيبِي وَقَالَ لِي: قُومِي يَا حَبِيبَتِي يَا جَمِيلَتِي وَتَعَالَي. 11 لأَنَّ ٱلشِّتَاءَ قَدْ مَضَى، وَٱلْمَطَرَ مَرَّ وَزَالَ. 12 ٱلزُّهُورُ ظَهَرَتْ فِي ٱلأَرْضِ. بَلَغَ أَوَانُ ٱلْقَضْبِ، وَصَوْتُ ٱلْيَمَامَةِ سُمِعَ فِي أَرْضِنَا. 13 ٱلتِّينَةُ أَخْرَجَتْ فِجَّهَا، وَقُعَالُ ٱلْكُرُومِ تُفِيحُ رَائِحَتَهَا. قُومِي يَا حَبِيبَتِي يَا جَمِيلَتِي وَتَعَالَيْ. 14 يَا حَمَامَتِي فِي مَحَاجِئِ ٱلصَّخْرِ، فِي سِتْرِ ٱلْمَعَاقِلِ. أَرِينِي وَجْهَكِ. أَسْمِعِينِي صَوْتَكِ، لأَنَّ صَوْتَكِ لَطِيفٌ وَوَجْهَكِ جَمِيلٌ».

ع 17 وإشعياء 52: 7 ع 17 وص 8: 14 قضاة 5: 28 ع 13 تكوين 15: 9 ومزمور 74: 19 وإرميا 8: 7 متّى 24: 32 ص 7: 12 ص 5: 2 و6: 9 إرميا 48: 28 ص 8: 13 ص 1: 5

ربما كانت شولميث في قصر من قصور الملك في البلاد الشمالية وتصورت أنها سمعت صوت حبيبها وهو آت بسرعة كسرعة الظبي أو غفر الأيائل (2صموئيل 2: 18) «كَانَ عَسَائِيلُ خَفِيفَ ٱلرِّجْلَيْنِ كَظَبْيِ ٱلْبَرِّ» وتصورت أنه واقف خارجاً عند الشباك فكلمها قائلاً «قومي... تعالي» الخ ووصف فصل الربيع بأجمل الألفاظ. وقوله (ع 14) إن حبيبته في «محاجئ الصخر في ستر المعاقل» ليس حقيقة بل أنه لا يقدر أن يصل إليها.

15 «خُذُوا لَنَا ٱلثَّعَالِبَ، ٱلثَّعَالِبَ ٱلصِّغَارَ ٱلْمُفْسِدَةَ ٱلْكُرُومِ، لأَنَّ كُرُومَنَا قَدْ أَقْعَلَتْ».

ع 13

لعلها غنت جزءاً من أغنية معروفة عندها وعند حبيبها فعرف أن المغنية حبيبته مع أنه لا يراها.

16، 17 «16 حَبِيبِي لِي وَأَنَا لَهُ ٱلرَّاعِي بَيْنَ ٱلسَّوْسَنِ. 17 إِلَى أَنْ يَفِيحَ ٱلنَّهَارُ وَتَنْهَزِمَ ٱلظِّلاَلُ، ٱرْجِعْ وَأَشْبِهْ يَا حَبِيبِي ٱلظَّبْيَ أَوْ غُفْرَ ٱلأَيَائِلِ عَلَى ٱلْجِبَالِ ٱلْمُشَعَّبَةِ».

ص 6: 3 و7: 10 ص 4: 5 و6: 2 و3 ص 4: 6 ع 9 ع 8

كلمت نفسها أو كلمت السيدات اللواتي كن معها وقالت أنا له أي للراعي بين السوسن ولست للملك ولا لغيره.

إِلَى أَنْ يَفِيحَ ٱلنَّهَارُ (ع 17) (انظر تكوين 3: 8) «مَاشِياً فِي ٱلْجَنَّةِ عِنْدَ هُبُوبِ رِيحِ ٱلنَّهَارِ».

تَنْهَزِمَ ٱلظِّلاَلُ عند غروب الشمس فطلبت من حبيبها أن يعود إليها بسرعة فيكون قدومه كقدوم الظبي أو غفر الأيائل (ع 9) على الجبال المشعبة.

اَلأَصْحَاحُ ٱلثَّالِثُ

1 - 5 «1 فِي ٱللَّيْلِ عَلَى فِرَاشِي طَلَبْتُ مَنْ تُحِبُّهُ نَفْسِي طَلَبْتُهُ فَمَا وَجَدْتُهُ. 2 إِنِّي أَقُومُ وَأَطُوفُ فِي ٱلْمَدِينَةِ، فِي ٱلأَسْوَاقِ وَفِي ٱلشَّوَارِعِ، أَطْلُبُ مَنْ تُحِبُّهُ نَفْسِي. طَلَبْتُهُ فَمَا وَجَدْتُهُ. 3 وَجَدَنِي ٱلْحَرَسُ ٱلطَّائِفُ فِي ٱلْمَدِينَةِ، فَقُلْتُ: أَرَأَيْتُمْ مَنْ تُحِبُّهُ نَفْسِي؟ 4 فَمَا جَاوَزْتُهُمْ إِلاَّ قَلِيلاً حَتَّى وَجَدْتُ مَنْ تُحِبُّهُ نَفْسِي، فَأَمْسَكْتُهُ وَلَمْ أَرْخِهِ حَتَّى أَدْخَلْتُهُ بَيْتَ أُمِّي وَحُجْرَةَ مَنْ حَبِلَتْ بِي. 5 أُحَلِّفُكُنَّ يَا بَنَاتِ أُورُشَلِيمَ بِٱلظِّبَاءِ وَبِأَيَائِلِ ٱلْحَقْلِ أَلاَّ تُيَقِّظْنَ وَلاَ تُنَبِّهْنَ ٱلْحَبِيبَ حَتَّى يَشَاءَ».

ص 1: 7 ص 5: 6 إرميا 5: 1 ص 5: 7 ص 8: 2 ص 2: 7 و8: 4 ص 2: 7

ذكرت شولميث حلماً كانت حلمته. فكان كأن حبيبها لم يأت عند غروب الشمس (ع 17 من الأصحاح السابق) ففي حلمها طلبته فما وجدته وقالت إني أقوم وأطوف في المدينة وأطلبه وسألت الحراس عنه ثم وجدته وأمسكته وأدخلته بيت أمها فإنه خطيبها الشرعي.

أُحَلِّفُكُنَّ (ع 5) (انظر 2: 7).

6 - 11 «6 مَنْ هٰذِهِ ٱلطَّالِعَةُ مِنَ ٱلْبَرِّيَّةِ كَأَعْمِدَةٍ مِنْ دُخَانٍ، مُعَطَّرَةً بِٱلْمُرِّ وَٱللُّبَانِ وَبِكُلِّ أَذِرَّةِ ٱلتَّاجِرِ؟ 7 هُوَذَا تَخْتُ سُلَيْمَانَ، حَوْلَهُ سِتُّونَ جَبَّاراً مِنْ جَبَابِرَةِ إِسْرَائِيلَ. 8 كُلُّهُمْ قَابِضُونَ سُيُوفاً وَمُتَعَلِّمُونَ ٱلْحَرْبَ. كُلُّ رَجُلٍ سَيْفُهُ عَلَى فَخْذِهِ مِنْ هَوْلِ ٱللَّيْلِ. 9 اَلْمَلِكُ سُلَيْمَانُ عَمِلَ لِنَفْسِهِ تَخْتاً مِنْ خَشَبِ لُبْنَانَ. 10 عَمِلَ أَعْمِدَتَهُ فِضَّةً، وَرَوَافِدَهُ ذَهَباً، وَمَقْعَدَهُ أُرْجُواناً، وَوَسَطَهُ مَرْصُوفاً مَحَبَّةً مِنْ بَنَاتِ أُورُشَلِيمَ. 11 اُخْرُجْنَ يَا بَنَاتِ صِهْيَوْنَ، وَٱنْظُرْنَ ٱلْمَلِكَ سُلَيْمَانَ بِٱلتَّاجِ ٱلَّذِي تَوَّجَتْهُ بِهِ أُمُّهُ فِي يَوْمِ عُرْسِهِ، وَفِي يَوْمِ فَرَحِ قَلْبِهِ».

ص 8: 5 خروج 13: 21 ويوئيل 2: 30 ص 1: 13 و4: 6 و14 ومتّى 2: 11 خروج 30: 34 ورؤيا 18: 13 إرميا 50: 9 مزمور 45: 3 مزمور 91: 5 ص 1: 5 إشعياء 3: 16 و17 و4: 4 إشعياء 62: 5

انتهى ذكر حلمها. ثم رأت جماعة عظيمة طالعة من البرية ورأت ما أشبه أعمدة من دخان كدخان البخور المعطر بالمرّ واللبان وكل أذرّة التاجر وسألت ما هذه كلها. وفي ع 7 جواب سؤالها ولعله من حارس أو أحد الخدام وقوله أنه سليمان آتٍ من أورشليم إلى القصر الذي كانت شولميث مقيمة فيه والجماعة هي جبابرة سليمان ثم وصف بالتفصيل تخت سليمان أنه من خشب لبنان أي من الأرز وأعمدته من الفضة وروافده من الذهب ومقعده من أرجوان وعلى المقعد غطاء مرصوف كانت بنات أورشليم عملته علامة لمحبتهن له. ثم قال للجميع اخرجن يا بنات صهيون وانظرن الملك وعلى رأسه التاج الذي توجته به أمه. لا في يوم جلوسه على كرسي الملك بل يوم عرسه. فلا تكون شولميث (إذا أخذها) عروسه الوحيدة ولا عروسه الأولى بل إحدى نساءه الكثيرات.

اَلأَصْحَاحُ ٱلرَّابِعُ

1 - 7 «1 هَا أَنْتِ جَمِيلَةٌ يَا حَبِيبَتِي، هَا أَنْتِ جَمِيلَةٌ! عَيْنَاكِ حَمَامَتَانِ مِنْ تَحْتِ نَقَابِكِ. شَعْرُكِ كَقَطِيعِ مِعْزٍ رَابِضٍ عَلَى جَبَلِ جِلْعَادَ. 2 أَسْنَانُكِ كَقَطِيعِ ٱلْجَزَائِزِ ٱلصَّادِرَةِ مِنَ ٱلْغَسْلِ ٱللَّوَاتِي كُلُّ وَاحِدَةٍ مُتْئِمٌ، وَلَيْسَ فِيهِنَّ عَقِيمٌ. 3 شَفَتَاكِ كَسِلْكَةٍ مِنَ ٱلْقِرْمِزِ. وَفَمُكِ حُلْوٌ. خَدُّكِ كَفِلْقَةِ رُمَّانَةٍ تَحْتَ نَقَابِكِ. 4 عُنُقُكِ كَبُرْجِ دَاوُدَ ٱلْمَبْنِيِّ لِلأَسْلِحَةِ. أَلْفُ مِجَنٍّ عُلِّقَ عَلَيْهِ، كُلُّهَا أَتْرَاسُ ٱلْجَبَابِرَةِ. 5 ثَدْيَاكِ كَخِشْفَتَيْ ظَبْيَةٍ، تَوْأَمَيْنِ يَرْعَيَانِ بَيْنَ ٱلسَّوْسَنِ. 6 إِلَى أَنْ يَفِيحَ ٱلنَّهَارُ وَتَنْهَزِمَ ٱلظِّلاَلُ، أَذْهَبُ إِلَى جَبَلِ ٱلْمُرِّ وَإِلَى تَلِّ ٱللُّبَانِ. 7 كُلُّكِ جَمِيلٌ يَا حَبِيبَتِي لَيْسَ فِيكِ عَيْبَةٌ».

ص 1: 15 و5: 12 ص 6: 7 ص 6: 5 ميخا 7: 14 ص 6: 6 يشوع 2: 18 ص 5: 16 ص 6: 7 ص 7: 4 نحميا 3: 19 حزقيال 27: 10 و11 و2صموئيل 1: 21 ص 7: 3 ص 2: 16 و6: 2 و3 ص 2: 17 ع 14 ص 1: 15

كلام سليمان لشولميث.

عَيْنَاكِ حَمَامَتَانِ (انظر 1: 15).

مِنْ تَحْتِ نَقَابِكِ أو وراء نقابك وكثيراً ما يصف الشاعر ما لم يره ويصوره ويبالغ فيه. ولعل الملك كان رأى وجهها مكشوفاً لأن النساء في القرى لا يلبسن النقاب وهن في أشغالهن الاعتيادية.

جَبَلِ جِلْعَادَ شرقي الأردن ويمتد من شمالي البحر الميت إلى جنوبي بحر الجليل وهو مشهور بمرعاه.

كُلُّ وَاحِدَةٍ مُتْئِمٌ (ع 3) إشارة إلى طقمي الأسنان الفوقاني والتحتاني.

كَبُرْجِ دَاوُدَ (ع 4) برج داود الحالي في الجهة الجنوبية الشرقية من أورشليم عند باب يافا وكان البرج الأصلي جميلاً ومزيناً بمجان وأتراس فيمثل به عنق شولميث لأنه جميل ومزين بذهب وجواهر (انظر 1: 10 و11 وحزقيال 27: 11).

يَرْعَيَانِ بَيْنَ ٱلسَّوْسَنِ (ع 5) للسوسن أنواع وأجناس (انظر 2: 1 و2 و5: 13 و6: 2 و7: 2).

إِلَى أَنْ يَفِيحَ ٱلنَّهَارُ (ع 6) (انظر 2: 17) انتهى كلام سليمان. ولعله ظن أن شولميث اقتنعت وقبلت ورضيت فقال إنه يذهب إلى جنينته المغروسة بأشجار وزهور عطرة. وفي قوله «جبل المرّ» و «تل اللبان» مبالغة ومعناه كثرة المرّ واللبان.

8 - 15 «8 هَلُمِّي مَعِي مِنْ لُبْنَانَ، يَا عَرُوسُ مَعِي مِنْ لُبْنَانَ! ٱنْظُرِي مِنْ رَأْسِ أَمَانَةَ، مِنْ رَأْسِ شَنِيرَ وَحَرْمُونَ، مِنْ خُدُورِ ٱلأُسُودِ، مِنْ جِبَالِ ٱلنُّمُورِ. 9 قَدْ سَبَيْتِ قَلْبِي يَا أُخْتِي ٱلْعَرُوسُ. قَدْ سَبَيْتِ قَلْبِي بِإِحْدَى عَيْنَيْكِ، بِقَلاَدَةٍ وَاحِدَةٍ مِنْ عُنُقِكِ. 10 مَا أَحْسَنَ حُبَّكِ يَا أُخْتِي ٱلْعَرُوسُ! كَمْ مَحَبَّتُكِ أَطْيَبُ مِنَ ٱلْخَمْرِ، وَكَمْ رَائِحَةُ أَدْهَانِكِ أَطْيَبُ مِنْ كُلِّ ٱلأَطْيَابِ! 11 شَفَتَاكِ يَا عَرُوسُ تَقْطُرَانِ شَهْداً. تَحْتَ لِسَانِكِ عَسَلٌ وَلَبَنٌ، وَرَائِحَةُ ثِيَابِكِ كَرَائِحَةِ لُبْنَانَ. 12 أُخْتِي ٱلْعَرُوسُ جَنَّةٌ مُغْلَقَةٌ، عَيْنٌ مُقْفَلَةٌ، يَنْبُوعٌ مَخْتُومٌ. 13 أَغْرَاسُكِ فِرْدَوْسُ رُمَّانٍ مَعَ أَثْمَارٍ نَفِيسَةٍ فَاغِيَةٍ وَنَارِدِينٍ. 14 نَارِدِينٍ وَكُرْكُمٍ. قَصَبِ ٱلذَّرِيرَةِ وَقِرْفَةٍ، مَعَ كُلِّ عُودِ ٱللُّبَانِ. مُرٌّ وَعُودٌ مَعَ كُلِّ أَنْفَسِ ٱلأَطْيَابِ. 15 يَنْبُوعُ جَنَّاتٍ، بِئْرُ مِيَاهٍ حَيَّةٍ، وَسُيُولٌ مِنْ لُبْنَانَ».

1ملوك 4: 33 ومزمور 72: 16 ص 5: 1 وإشعياء 62: 5 و2ملوك 5: 12 تثنية 3: 9 و1أيام 5: 23 وحزقيال 27: 5 ع 10 و12 وص 5: 1 و2 تكوين 41: 42 وأمثال 1: 9 وحزقيال 16: 11 ودانيال 5: 7 ص 7: 6 ص 1: 2 و4 ص 1: 3 أمثال 5: 3 مزمور 19: 10 وأمثال 24: 13 تكوين 27: 27 وهوشع 14: 6 أمثال 5: 15 - 18 تكوين 29: 3 نحميا 2: 8 وجامعة 2: 5 ص 6: 11 و7: 12 ع 16 وص 2: 3 ص 1: 14 ص 1: 12 خروج 30: 23 ع 6 مزمور 45: 8 ويوحنا 19: 39 زكريا 14: 8

كلام الراعي - يقول لشولميث هلمي معي فإنها عروسه لا عروس سليمان ولعل الأسود والنمور (ع 8) كناية عن الخداع والخاطفين من الناس المحيطين بها ما دامت في قصر سليمان. وأمانة وشنير وحرمون قمم في جبل لبنان الشرقي وهي مذكورة هنا لأن فيها مآوي الأسود والنمور.

يَا أُخْتِي (ع 9) من عبارات المحبة الطاهرة وليست أخته الحقيقية (5: 1 و8: 1).

بِإِحْدَى عَيْنَيْكِ نظرة واحدة من عينيها.

قَلاَدَةٍ وَاحِدَةٍ زينة عنقها.

تَقْطُرَانِ شَهْداً (ع 11) كلامها حلو كالعسل.

جَنَّةٌ مُغْلَقَةٌ (ع 12) إشارة إلى عفتها.

فِرْدَوْسُ (ع 13) كلمة فارسية معناها جنينة وورودها هنا يدل على أن تأليف السفر كان بعد استيلاء الفرس على بلاد اليهود.

كُرْكُمٍ (ع 14) الزعفران ورائحته ذكية ويستعمل لصبغ الأرز ولإكسابه طعماً مألوفاً. وقصب الذريرة أو قصب الطيب نوع من العطريات (انظر إشعياء 43: 24) والعود عطر من العطور الثمينة وهو أصول خشب طيب الرائحة يؤتى به من بلاد الصين وبلاد الهند وبلاد العرب. والأغراس المذكورة هي من الأنواع الأجنبية ولا توجد في أرض اليهود ولعل المعنى هنا أن جمال العروس لا يوجد في غيرها.

16 «اِسْتَيْقِظِي يَا رِيحَ ٱلشِّمَالِ وَتَعَالَيْ يَا رِيحَ ٱلْجَنُوبِ! هَبِّي عَلَى جَنَّتِي فَتَقْطُرَ أَطْيَابُهَا. لِيَأْتِ حَبِيبِي إِلَى جَنَّتِهِ وَيَأْكُلْ ثَمَرَهُ ٱلنَّفِيسَ».

ص 5: 1 و6: 2 ص 1: 13 و6: 2 ع 13

اِسْتَيْقِظِي يَا رِيحَ ٱلشِّمَالِ قول شولميث فتتكلم عن نفسها وهي الجنة حسب قول حبيبها (ع 12) ولكنها قالت أيضاً «ليأت حبيبي إلى جنته» أي هي لحبيبها. وقالت هذا القول وهي في قصر الملك وهي مشتاقة إلى حبيبها الحقيقي. وطلبت من ريح الشمال وريح الجنوب أن تهبا على الجنة أي على شولميث لتقطرا أطيابهما أي ليكون فيها كل ما يجد النعمة في عيني حبيبها.

اَلأَصْحَاحُ ٱلْخَامِسُ

1 - 16 «1 قَدْ دَخَلْتُ جَنَّتِي يَا أُخْتِي ٱلْعَرُوسُ. قَطَفْتُ مُرِّي مَعَ طِيبِي. أَكَلْتُ شَهْدِي مَعَ عَسَلِي. شَرِبْتُ خَمْرِي مَعَ لَبَنِي. كُلُوا أَيُّهَا ٱلأَصْحَابُ. ٱشْرَبُوا وَٱسْكَرُوا أَيُّهَا ٱلأَحِبَّاءُ. 2 أَنَا نَائِمَةٌ وَقَلْبِي مُسْتَيْقِظٌ. صَوْتُ حَبِيبِي قَارِعاً: اِفْتَحِي لِي يَا أُخْتِي، يَا حَبِيبَتِي يَا حَمَامَتِي يَا كَامِلَتِي، لأَنَّ رَأْسِي ٱمْتَلأَ مِنَ ٱلطَّلِّ وَقُصَصِي مِنْ نَدَى ٱللَّيْلِ. 3 قَدْ خَلَعْتُ ثَوْبِي، فَكَيْفَ أَلْبِسُهُ؟ قَدْ غَسَلْتُ رِجْلَيَّ، فَكَيْفَ أُوَسِّخُهُمَا؟ 4 حَبِيبِي مَدَّ يَدَهُ مِنَ ٱلْكُوَّةِ فَأَنَّتْ عَلَيْهِ أَحْشَائِي. 5 قُمْتُ لأَفْتَحَ لِحَبِيبِي وَيَدَايَ تَقْطُرَانِ مُرّاً، وَأَصَابِعِي مُرٌّ قَاطِرٌ عَلَى مَقْبَضِ ٱلْقُفْلِ. 6 فَتَحْتُ لِحَبِيبِي، لٰكِنَّ حَبِيبِي تَحَوَّلَ وَعَبَرَ. نَفْسِي خَرَجَتْ عِنْدَمَا أَدْبَرَ. طَلَبْتُهُ فَمَا وَجَدْتُهُ. دَعَوْتُهُ فَمَا أَجَابَنِي. 7 وَجَدَنِي ٱلْحَرَسُ ٱلطَّائِفُ فِي ٱلْمَدِينَةِ. ضَرَبُونِي. جَرَحُونِي. حَفَظَةُ ٱلأَسْوَارِ رَفَعُوا إِزَارِي عَنِّي. 8 أُحَلِّفُكُنَّ يَا بَنَاتِ أُورُشَلِيمَ إِنْ وَجَدْتُنَّ حَبِيبِي أَنْ تُخْبِرْنَهُ بِأَنِّي مَرِيضَةٌ حُبّاً. 9 مَا حَبِيبُكِ مِنْ حَبِيبٍ أَيَّتُهَا ٱلْجَمِيلَةُ بَيْنَ ٱلنِّسَاءِ! مَا حَبِيبُكِ مِنْ حَبِيبٍ حَتَّى تُحَلِّفِينَا هٰكَذَا! 10 حَبِيبِي أَبْيَضُ وَأَحْمَرُ. مُعْلَمٌ بَيْنَ رَبْوَةٍ. 11 رَأْسُهُ ذَهَبٌ إِبْرِيزٌ. قُصَصُهُ مُسْتَرْسِلَةٌ حَالِكَةٌ كَٱلْغُرَابِ. 12 عَيْنَاهُ كَٱلْحَمَامِ عَلَى مَجَارِي ٱلْمِيَاهِ، مَغْسُولَتَانِ بِٱللَّبَنِ، جَالِسَتَانِ فِي وَقْبَيْهِمَا. 13 خَدَّاهُ كَخَمِيلَةِ ٱلطِّيبِ وَأَتْلاَمِ رَيَاحِينَ ذَكِيَّةٍ. شَفَتَاهُ سَوْسَنٌ تَقْطُرَانِ مُرّاً مَائِعاً. 14 يَدَاهُ حَلْقَتَانِ مِنْ ذَهَبٍ مُرَصَّعَتَانِ بِٱلزَّبَرْجَدِ. بَطْنُهُ عَاجٌ أَبْيَضُ مُغَلَّفٌ بِٱلْيَاقُوتِ ٱلأَزْرَقِ. 15 سَاقَاهُ عَمُودَا رُخَامٍ مُؤَسَّسَتَانِ عَلَى قَاعِدَتَيْنِ مِنْ إِبْرِيزٍ. طَلْعَتُهُ كَلُبْنَانَ. فَتىً كَٱلأَرْزِ. 16 حَلْقُهُ حَلاَوَةٌ وَكُلُّهُ مُشْتَهَيَاتٌ. هٰذَا حَبِيبِي وَهٰذَا خَلِيلِي يَا بَنَاتِ أُورُشَلِيمَ».

ص 6: 2 ص 4: 9 ص 1: 13 و4: 14 ص 4: 11 أمثال 9: 5 وإشعياء 55: 1 قضاة 14: 20 ويوحنا 3: 29 ص 4: 9 ص 2: 14 و6: 9 ع 11 لوقا 11: 7 تكوين 19: 2 إرميا 31: 20 ع 13 ص 6: 1 ع 2 ص 3: 1 أمثال 1: 28 ص 3: 3 ص 2: 7 و3: 5 ص 2: 5 ص1: 8 و6: 1 و1صموئيل 16: 12 مزمور 45: 2 ع 2 ص 1: 15 و4: 1 خروج 25: 7 ص 6: 2 ص 2: 1 ع 5 خروج 28: 20 و39: 13 وحزقيال 1: 16 ودانيال 10: 6 خروج 24: 10 و28: 18 وأيوب 28: 16 وإشعياء 54: 11 ص 7: 4 و1ملوك 4: 33 ومزمور 80: 10 وحزقيال 17: 23 و31: 8 ص 7: 9 و2صموئيل 1: 23

جواب حبيبها فقبل دعواها وأتى إلى جنته أي إلى عروسه وتمتع بخيراتها التي يُكنى عنها بالمر والطيب والخمر.

يَا أُخْتِي (4: 9) ليست أخته الحقيقية بل حبيبته التي أحبها كأخت. ودعا أصحابه إلى العرس كأنه حاضر لأنه يؤكد أنه سيكون.

وَٱسْكَرُوا أي كلوا واشربوا واشبعوا لأن الخيرات المعدة كثيرة.

(ع 2) قول شولميث. إنها نامت بعد الكلام بينها وبين حبيبها وحلمت حلماً وفي حلمها سمعت صوت حبيبها وهو قارع الباب قائلاً لها افتحي فقالت بحلمها إنها لا تقدر أن تقوم لتفتح له. والكوة (ع 4) كوة صغيرة في الباب ليرى البواب القارع الباب قبلما يفتح له. ومد حبيبها يده ليومئ إليها فتفتح له. فأنّت عليه أحشاؤها (ع 4) لما افتكرت في حالته وهو خارجاً وعلى رأسه وقُصصه ندى الليل وندمت لعدم اكتراثها به ففتحت الباب ولكن نفسها خرجت (ع 6) أي أغمي عليها إذ لم تجده لأنه كان قد أدبر أي تحول أو تغافل. وبالترجمة اليسوعية «نفسي فقد خطفت بنطقه» وهكذا الترجمة الإنكليزية بالمعنى. ولما خرجت لتطلبه وجدها الحراس (ع 7) وضربوها وحفظة الأسوار رفعوا إزارها ولعلهم ظنوا أنها زانية طائفة في المدينة (انظر إشعياء 23: 16) ثم قالت للسيدات بنات أورشليم أن يخبرن حبيبها إذا وجدنه أنها مريضة حباً له. وحدث ذلك كله في حلمها لا حادثة حقيقية.

في العدد التاسع سألتها السيدات ما حبيبك من حبيب حتى تحلفهم هكذا فوصفته بأجمل التشبيهات وخلاصتها أنه كله مشتهيات (ع 10 - 16).

جَالِسَتَانِ فِي وَقْبَيْهِمَا (ع 12) حدقتا عينيه سوداوان وبياضهما كاللبن.

فَتىً كَٱلأَرْزِ (ع 15) بالترجمة اليسوعية مختار كالأرز.

حَلْقُهُ حَلاَوَةٌ (ع 16) أي فمه يتكلم كلاماً حلواً «حَلاَوَةُ ٱلشَّفَتَيْنِ تَزِيدُ عِلْماً» (أمثال 16: 21).

هٰذَا حَبِيبِي هذه الصورة الجميلة جوابها لسؤال بنات أورشليم (ع 9).

اَلأَصْحَاحُ ٱلسَّادِسُ

1 - 3 «1 أَيْنَ ذَهَبَ حَبِيبُكِ أَيَّتُهَا ٱلْجَمِيلَةُ بَيْنَ ٱلنِّسَاءِ؟ أَيْنَ تَوَجَّهَ حَبِيبُكِ فَنَطْلُبَهُ مَعَكِ؟ 2 حَبِيبِي نَزَلَ إِلَى جَنَّتِهِ، إِلَى خَمَائِلِ ٱلطِّيبِ، لِيَرْعَى فِي ٱلْجَنَّاتِ، وَيَجْمَعَ ٱلسَّوْسَنَ. 3 أَنَا لِحَبِيبِي وَحَبِيبِي لِي. ٱلرَّاعِي بَيْنَ ٱلسَّوْسَنِ».

ص 5: 6 ص 1: 8 ع 8 ص 4: 16 و5: 1 ص 5: 13 ص 1: 7 ص 2: 1 و5: 13 ص 2: 16 و7: 10 ص 12: 16 و4: 5

سؤال من بنات أورشليم وجواب شولميث فقالت إن حبيبها رجع إلى مكانه ليرعى قطيعه ويجمع السوسن لحبيبته وعادت فقالت «أنا لحبيبي وحبيبي لي» (2: 16) وليس لهن أن يهتممنَ به كأنهن أغرنها باهتمامهن الزائد بحبيبها فإن «حبيبي لي وليس لكنّ».

4 - 10 «4 أَنْتِ جَمِيلَةٌ يَا حَبِيبَتِي كَتِرْصَةَ، حَسَنَةٌ كَأُورُشَلِيمَ، مُرْهِبَةٌ كَجَيْشٍ بِأَلْوِيَةٍ. 5 حَوِّلِي عَنِّي عَيْنَيْكِ فَإِنَّهُمَا قَدْ غَلَبَتَانِي. شَعْرُكِ كَقَطِيعِ ٱلْمَعْزِ ٱلرَّابِضِ فِي جِلْعَادَ. 6 أَسْنَانُكِ كَقَطِيعِ نِعَاجٍ صَادِرَةٍ مِنَ ٱلْغَسْلِ، ٱللَّوَاتِي كُلُّ وَاحِدَةٍ مُتْئِمٌ وَلَيْسَ فِيهَا عَقِيمٌ. 7 كَفِلْقَةِ رُمَّانَةٍ خَدُّكِ تَحْتَ نَقَابِكِ. 8 هُنَّ سِتُّونَ مَلِكَةً وَثَمَانُونَ سُرِّيَّةً وَعَذَارَى بِلاَ عَدَدٍ. 9 وَاحِدَةٌ هِيَ حَمَامَتِي كَامِلَتِي. ٱلْوَحِيدَةُ لأُمِّهَا هِيَ. عَقِيلَةُ وَالِدَتِهَا هِيَ. رَأَتْهَا ٱلْبَنَاتُ فَطَوَّبْنَهَا. ٱلْمَلِكَاتُ وَٱلسَّرَارِيُّ فَمَدَحْنَهَا. 10 مَنْ هِيَ ٱلْمُشْرِفَةُ مِثْلَ ٱلصَّبَاحِ، جَمِيلَةٌ كَٱلْقَمَرِ، طَاهِرَةٌ كَٱلشَّمْسِ، مُرْهِبَةٌ كَجَيْشٍ بِأَلْوِيَةٍ؟».

ص 1: 15 و1ملوك 14: 17 ص 1: 5 مزمور 48: 2 و50: 2 ع 10 ص 4: 1 ص 4: 2 ص 4: 3 و1ملوك 11: 3 ص 1: 3 ص 2: 14 و5: 2 تكوين 30: 13 أيوب 31: 26 متّى 17: 20 ورؤيا 1: 16 ع 4

كلام سليمان كما في (4: 1 - 7).

كَتِرْصَةَ (ع 4) مدينة مشهورة لجمالها ولأنها كانت مركزاً للمملكة الشمالية نحو خمسين سنة وموقعها مجهول. وقول سليمان هو أن شولميث كترصة بجمالها وكرامتها.

مُرْهِبَةٌ كَجَيْشٍ أي غلبته بجمالها فصار وإن كان ملكاً كعبد لها فطلب منها أن تحول عنه عينيها.

شَعْرُكِ كَقَطِيعِ ٱلْمَعْزِ تكرار ما قيل في (4: 1 - 3).

سِتُّونَ مَلِكَةً (ع 8) في (1ملوك 11: 3) «كَانَتْ لَهُ (لسليمان) سَبْعُ مِئَةٍ مِنَ ٱلنِّسَاءِ ٱلسَّيِّدَاتِ، وَثَلاَثُ مِئَةٍ مِنَ ٱلسَّرَارِيِّ» والدقة في العدد ليس بأمر مهم لأن المقصود هو أنها واحدة ليس لها مثيل في السيدات والسراري. وقد لا تكون الإشارة هنا إلى حريم سليمان بل إلى سيدات وسراري كثيرات على العموم.

ٱلْمَلِكَاتُ وَٱلسَّرَارِيُّ فَمَدَحْنَهَا (ع 9) مدحنها رغماً عن ميلهن للحسد فكان مدحهن يستحق الذكر وسألن (ع 10) من هي.

مُرْهِبَةٌ كَجَيْشٍ (انظر ع 4) إن تكرار التشبيه هو من خصائص هذا السفر. انظر القول «الراعي بين السوسن» (2: 16 و4: 5 و6: 2 و3).

11 - 13 «11 نَزَلْتُ إِلَى جَنَّةِ ٱلْجَوْزِ لأَنْظُرَ إِلَى خُضَرِ ٱلْوَادِي، وَلأَنْظُرَ: هَلْ أَقْعَلَ ٱلْكَرْمُ؟ هَلْ نَوَّرَ ٱلرُّمَّانُ؟ 12 فَلَمْ أَشْعُرْ إِلاَّ وَقَدْ جَعَلَتْنِي نَفْسِي بَيْنَ مَرْكَبَاتِ قَوْمِ شَرِيفٍ. 13 اِرْجِعِي، ٱرْجِعِي يَا شُولَمِّيثُ. ٱرْجِعِي، ٱرْجِعِي فَنَنْظُرَ إِلَيْكِ.مَاذَا تَرَوْنَ فِي شُولَمِّيثَ مِثْلَ رَقْصِ صَفَّيْنِ؟».

ص 7: 12 ص 4: 13 قضاة 21: 21 تكوين 32: 2 و2صموئيل 17: 24

كلام شولميث ولعلها تذكرت يوم خطفها إذا كانت في جنتها. فإذا مركبات قوم شريف أي قوم سليمان الملك وأخذوها وهي مدهوشة ولم تعرف ما صار حتى وجدت نفسها بين المركبات. ولعلها قامت لتهرب وقالت السيدات اللواتي كن في المركبات «ارجعي ارجعي يا شولميث» أي «ارجعي إلينا ولا ترجعي إلى أهلك» وقلن أيضاً «لننظر إليك» ثم قالت شولميث «ماذا ترون في شولميث» أي ماذا ترون فيّ حتى تنظرن إليّ وأنا فتاة بسيطة بنت البر ولست كالسيدات.

مِثْلَ رَقْصِ صَفَّيْنِ في الترجمة اليسوعية «انتظام صفوف في معسكر» وفي الترجمة الإنكليزية «رقص محنايم» (انظر تكوين 32: 1 و2) حيث رأى يعقوب الملائكة فدعا المكان محنايم ومعنى الاسم صفان من العسكر ومعسكران والمظنون أن محنايم صارت معبداً أو مزاراً فكان الشعب يعيدون عيداً هناك ويرقصون حسب العادة القديمة (انظر قضاة 21: 19 - 23) ومعنى قول شولميث ماذا ترون فيّ. هل أقدر أنا أن أرقص كما يرقصون رقص صفين أو كما يرقصون في محنايم.

اَلأَصْحَاحُ ٱلسَّابِعُ

1 - 6 «1 مَا أَجْمَلَ رِجْلَيْكِ بِٱلنَّعْلَيْنِ يَا بِنْتَ ٱلْكَرِيمِ! دَوَائِرُ فَخْذَيْكِ مِثْلُ ٱلْحَلِيِّ، صَنْعَةِ يَدَيْ صَنَّاعٍ. 2 سُرَّتُكِ كَأْسٌ مُدَوَّرَةٌ لاَ يُعْوِزُهَا شَرَابٌ مَمْزُوجٌ. بَطْنُكِ صُبْرَةُ حِنْطَةٍ مُسَيَّجَةٌ بِٱلسَّوْسَنِ. 3 ثَدْيَاكِ كَخِشْفَتَيْنِ تَوْأَمَيْ ظَبْيَةٍ. 4 عُنُقُكِ كَبُرْجٍ مِنْ عَاجٍ. عَيْنَاكِ كَٱلْبِرَكِ فِي حَشْبُونَ عِنْدَ بَابِ بَثِّ رَبِّيمَ. أَنْفُكِ كَبُرْجِ لُبْنَانَ ٱلنَّاظِرِ تُجَاهَ دِمَشْقَ. 5 رَأْسُكِ عَلَيْكِ مِثْلُ ٱلْكَرْمَلِ، وَشَعْرُ رَأْسِكِ كَأُرْجُوَانٍ. مَلِكٌ قَدْ أُسِرَ بِٱلْخُصَلِ. 6 مَا أَجْمَلَكِ وَمَا أَحْلاَكِ أَيَّتُهَا ٱلْحَبِيبَةُ بِٱللَّذَّاتِ».

مزمور 45: 13 ص 4: 5 ص 4: 4 عدد 21: 26 إشعياء 35: 2 ص 1: 15 و16 و4: 10

يمدح السيدات شولميث ولعلهن كن في الحريم وهن يلبسنها لكي تستقبل الملك وغايتهن أن يبيّن لها أن جمالها قد أسر الملك فتقدر أن تستعبده لإرادتها.

مَا أَجْمَلَ رِجْلَيْكِ بِٱلنَّعْلَيْنِ لعلها لم تلبس مثلهما سابقاً.

يَا بِنْتَ ٱلْكَرِيمِ لا نستنتج شيئاً من جهة أبيها بل إنها بصفاتها كبنت كريم.

لاَ يُعْوِزُهَا شَرَابٌ مَمْزُوجٌ (ع 2) أي كأس كاملة من جهة صنعتها ومن جهة مآلها.

صُبْرَةُ حِنْطَةٍ عند الفلاحين لا شيء أجمل من الحنطة التي تعبوا لأجلها كل السنة والتي منها حياتهم وحياة أولادهم وتسيجها بالسوسن علامة فرحهم فيها.

كَخِشْفَتَيْنِ (ع 3) (انظر 4: 2).

بُرْجٍ مِنْ عَاجٍ (ع 4) أي برج مزيّن بعاج.

حَشْبُونَ اسمها اليوم حسبان وهي على بعد 15 ميلاً إلى الشرق من الطرف الشمالي للبحر الميت. وإلى شرقي المدينة بقايا مجاري مياه وصهريج عظيم.

بَثِّ رَبِّيمَ (ابنة كثيرين) اسم لباب حشبون وبقربه البركة.

بُرْجِ لُبْنَانَ ٱلنَّاظِرِ تُجَاهَ دِمَشْقَ (انظر 2صموئيل 8: 6) «وَجَعَلَ دَاوُدُ مُحَافِظِينَ فِي أَرَامِ دِمَشْقَ» ولعل البرج كان في لبنان الشرقي ومنه تُرى مدينة دمشق. وكان البرج مشهوراً بالجمال.

ٱلْكَرْمَلِ (ع 5) جبل عند عكا يشرف على بحر الروم يكسوه نبات كثير فتصدق فيه عبارة إشعياء (35: 2) «يُدْفَعُ إِلَيْهِ مَجْدُ لُبْنَانَ. بَهَاءُ كَرْمَلَ وَشَارُونَ».

كَأُرْجُوَانٍ أي أرجوان غامق كالأسود.

مَلِكٌ قَدْ أُسِرَ بِٱلْخُصَلِ ظهرت غاية السيدات وهي أن يشوقنها لتكون للملك والملك لها كأسيرها.

7 - 9 «7 قَامَتُكِ هٰذِهِ شَبِيهَةٌ بِٱلنَّخْلَةِ وَثَدْيَاكِ بِٱلْعَنَاقِيدِ. 8 قُلْتُ: إِنِّي أَصْعَدُ إِلَى ٱلنَّخْلَةِ وَأُمْسِكُ بِعُذُوقِهَا. وَتَكُونُ ثَدْيَاكِ كَعَنَاقِيدِ ٱلْكَرْمِ، وَرَائِحَةُ أَنْفِكِ كَٱلتُّفَّاحِ، 9 وَحَنَكُكِ كَأَجْوَدِ ٱلْخَمْرِ. لِحَبِيبِي ٱلسَّائِغَةُ ٱلْمُرَقْرِقَةُ ٱلسَّائِحَةُ عَلَى شِفَاهِ ٱلنَّائِمِينَ».

ص 2: 5 ص 5: 16 أمثال 23: 31

كلام الملك لشولميث.

شبهها بالنخلة والنخلة بالعبرانية ثامار وتسمى بهذا الاسم بعض النساء (انظر تكوين 38: 6 و2صموئيل 13: 1 و14: 27).

بِٱلْعَنَاقِيدِ أي عناقيد الثمر.

لِحَبِيبِي (ع 9) ربما شولميث قطعت كلام الملك قائلة لحبيبي الحقيقي الراعي والخمر السائغة المرقرقة ليست للملك فرفضته رفضاً نهائياً وتركها الملك لإرادتها.

ٱلسَّائِحَةُ عَلَى شِفَاهِ ٱلنَّائِمِينَ أي الخمر الجيدة التي تبعث على الراحة والنوم.

10 - 13 «10 أَنَا لِحَبِيبِي وَإِلَيَّ ٱشْتِيَاقُهُ. 11 تَعَالَ يَا حَبِيبِي لِنَخْرُجْ إِلَى ٱلْحَقْلِ وَلْنَبِتْ فِي ٱلْقُرَى. 12 لِنُبَكِّرَنَّ إِلَى ٱلْكُرُومِ، لِنَنْظُرَ هَلْ أَزْهَرَ ٱلْكَرْمُ؟ هَلْ تَفَتَّحَ ٱلْقُعَالُ؟ هَلْ نَوَّرَ ٱلرُّمَّانُ؟ هُنَالِكَ أُعْطِيكَ حُبِّي. 13 اَللُّفَّاحُ يَفُوحُ رَائِحَةً، وَعِنْدَ أَبْوَابِنَا كُلُّ ٱلنَّفَائِسِ مِنْ جَدِيدَةٍ وَقَدِيمَةٍ، ذَخَرْتُهَا لَكَ يَا حَبِيبِي».

ص 2: 16 و6: 3 مزمور 45: 11 ص 6: 11 تكوين 30: 14 ص 2: 3 و4: 13 و16

بهذه الآيات كلمت شولميث حبيبها الراعي.

اَللُّفَّاحُ (ع 13) نبات العشق (انظر تكوين 30: 14 - 16) وهو من العائلة البطاطية تشبه أوراقه أوراق التبغ وأزهاره أزهار الباذنجان فتستطاب رائحته (قاموس الكتاب).

عِنْدَ أَبْوَابِنَا الخيرات البسيطة البيتية والمناظر الطبيعية أفضل من كل لذات قصر الملك.

اَلأَصْحَاحُ ٱلثَّامِنُ

تتمة الكلام في الأصحاح السابق.

1 - 4 «1 لَيْتَكَ كَأَخٍ لِي ٱلرَّاضِعِ ثَدْيَيْ أُمِّي، فَأَجِدَكَ فِي ٱلْخَارِجِ وَأُقَبِّلَكَ وَلاَ يُخْزُونَنِي. 2 وَأَقُودُكَ وَأَدْخُلُ بِكَ بَيْتَ أُمِّي، وَهِيَ تُعَلِّمُنِي، فَأَسْقِيكَ مِنَ ٱلْخَمْرِ ٱلْمَمْزُوجَةِ مِنْ سُلاَفِ رُمَّانِي. 3 شِمَالُهُ تَحْتَ رَأْسِي وَيَمِينُهُ تُعَانِقُنِي. 4 أُحَلِّفُكُنَّ يَا بَنَاتِ أُورُشَلِيمَ أَلاَّ تُيَقِّظْنَ وَلاَ تُنَبِّهْنَ ٱلْحَبِيبَ حَتَّى يَشَاءَ».

ص 3: 4 ص 2: 6 ص 2: 7 و3: 5

لَيْتَكَ كَأَخٍ لو كان أخاها الحقيقي لم يكن حبيبها. ومعناها ليته أخ لي لكي تكون لها حرية في الكلام معه ومعاشرته بلا تنكيت ولكنها تقدمت في كلامها إلى ما لا يكون لأخ بل لحبيب.

5 «مَنْ هٰذِهِ ٱلطَّالِعَةُ مِنَ ٱلْبَرِّيَّةِ مُسْتَنِدَةً عَلَى حَبِيبِهَا؟ تَحْتَ شَجَرَةِ ٱلتُّفَّاحِ شَوَّقْتُكَ، هُنَاكَ خَطَبَتْ لَكَ أُمُّكَ، هُنَاكَ خَطَبَتْ لَكَ وَالِدَتُكَ».

ص 3: 6 ص 2: 3

كلام أهل شونم (أو شولم) والطالعة من البرية هي شولميث وحبيبها وهو الراعي من شونم الذي اختارته شولميث دون سليمان وهما آتيان ليحتفلا بعرسهما.

شَوَّقْتُكَ تطابق ترجمتنا الأصل العبراني في الحركات وبموجب هذه الحركات تكلم شولميث حبيبها أي هو شوقته وتذكر أن أمه خطبتها له تحت شجرة التفاح. وفي الترجمة اليسوعية «لقد نبهتك تحت شجرة التفاح هناك وضعتك أمك» وأكثر التفاسير تقبل هذه الترجمة أي يقول حبيبها أنه شوّقها الخ وأمها وضعتاها الخ وإذا قبلنا الترجمة اليسوعية «هناك وضعتك أمك» وتفسير أكثر المفسرين المحدثين نفهم أن البيت الذي فيه وضعتها أمها كان تحت شجرة التفاح.

6 - 12 «6 اِجْعَلْنِي كَخَاتِمٍ عَلَى قَلْبِكَ، كَخَاتِمٍ عَلَى سَاعِدِكَ. لأَنَّ ٱلْمَحَبَّةَ قَوِيَّةٌ كَٱلْمَوْتِ. ٱلْغَيْرَةُ قَاسِيَةٌ كَٱلْهَاوِيَةِ. لَهِيبُهَا لَهِيبُ نَارِ لَظَى ٱلرَّبِّ. 7 مِيَاهٌ كَثِيرَةٌ لاَ تَسْتَطِيعُ أَنْ تُطْفِئَ ٱلْمَحَبَّةَ، وَٱلسُّيُولُ لاَ تَغْمُرُهَا. إِنْ أَعْطَى ٱلإِنْسَانُ كُلَّ ثَرْوَةِ بَيْتِهِ بَدَلَ ٱلْمَحَبَّةِ تُحْتَقَرُ ٱحْتِقَاراً. 8 لَنَا أُخْتٌ صَغِيرَةٌ لَيْسَ لَهَا ثَدْيَانِ. فَمَاذَا نَصْنَعُ لأُخْتِنَا فِي يَوْمٍ تُخْطَبُ؟ 9 إِنْ تَكُنْ سُوراً فَنَبْنِي عَلَيْهَا بُرْجَ فِضَّةٍ. وَإِنْ تَكُنْ بَاباً فَنَحْصُرُهَا بِأَلْوَاحِ أَرْزٍ. 10 أَنَا سُورٌ وَثَدْيَايَ كَبُرْجَيْنِ. حِينَئِذٍ كُنْتُ فِي عَيْنَيْهِ كَوَاجِدَةٍ سَلاَمَةً. 11 كَانَ لِسُلَيْمَانَ كَرْمٌ فِي بَعْلَ هَامُونَ. دَفَعَ ٱلْكَرْمَ إِلَى نَوَاطِيرَ، كُلُّ وَاحِدٍ يُؤَدِّي عَنْ ثَمَرِهِ أَلْفاً مِنَ ٱلْفِضَّةِ. 12 كَرْمِي ٱلَّذِي لِي هُوَ أَمَامِي. ٱلأَلْفُ لَكَ يَا سُلَيْمَانُ، وَمِئَتَانِ لِنَوَاطِيرِ ٱلثَّمَرِ».

إشعياء 49: 16 وإرميا 22: 24 وحجي 2: 23 أمثال 6: 34 حزقيال 16: 7 و1ملوك 6: 15 جامعة 2: 4 متّى 21: 23 ص 1: 4 ع 12 وص 2: 3 إشعياء 7: 23

اِجْعَلْنِي كَخَاتِمٍ عَلَى قَلْبِكَ (انظر حجي 2: 23) «أَجْعَلُكَ كَخَاتِمٍ، لأَنِّي قَدِ ٱخْتَرْتُكَ. يَقُولُ رَبُّ ٱلْجُنُودِ» فإن الخاتم من أعزّ المقتنيات واشتهاء شولميث هي أن تكون عزيزة عنده كخاتم وتكون على قلبه وعلى ساعده كزوجته.

لأَنَّ ٱلْمَحَبَّةَ قَوِيَّةٌ كَٱلْمَوْتِ الخ مدح المحبة بألفاظ لا أجمل ولا أقوى منها. والمحبة المذكورة هنا ليست كمحبة الملك لسيداته وسراريه بل محبة رجل واحد لامرأته الواحدة محبة طاهرة وثابتة. وهذه المحبة لا تطلب ما لنفسها بل ما للغير فتحمل الحبيب على احتمال الضيقات والآلام حتى الموت لأجل المحبوب. ومثالنا الوحيد للمحبة هو الرب يسوع المسيح الذي بذل نفسه ومات لأجلنا لنكون معه إلى الأبد لأن محبته محبة أبدية.

ٱلْغَيْرَةُ قَاسِيَةٌ كَٱلْهَاوِيَةِ المحبة الزوجية الحقيقية لا تطيق شريكاً أو شريكة. كان لسليمان 700 سيدة و300 سرية ولكن لا يمكنه أن يحب إحداهن من كل قلبه ولا يمكن إحداهن أن تحبه من كل قلبها فمن الألف لم يكن له واحدة زوجة حقيقية. انظر نبأ ساراي وهاجر (تكوين 16: 6) وراحيل وليئة (تكوين 30: 1) وحنة وفننة (1صموئيل 1: 1 - 8) وأحوال داود البيتية بعد ما أكثر الزوجات.

مِيَاهٌ كَثِيرَةٌ لاَ تَسْتَطِيعُ أَنْ تُطْفِئَ ٱلْمَحَبَّةَ (ع 7) في هذا السفر مبالغة في وصف الجمال الجسدي وذلك من خصائص الشعر. ولكن «اَلْحُسْنُ غِشٌّ وَٱلْجَمَالُ بَاطِلٌ» (أمثال 31: 30) أي الجمال الجسدي يزول سريعاً وأما المحبة الحقيقية فلا تزول بل تبقى قوية في الصحة وفي الضعف وفي الشيخوخة.

وكما أن الإنسان عرضة للأمراض والضعف الجسدي كذلك هو عرضة أيضاً للضعفات والنقصان في الأخلاق ولا أحد يخلو منها. ولعل العريس يظن أن عروسه كاملة بكل صفاتها والعروس كذلك تظن أن عريسها كامل ولكنهما عن قريب يجدان نقصاً كل واحد في الآخر وهذا النقص امتحان محبتهما. فإن المحبة الحقيقية لا تُطفأ ولا تغمر وهي من الله وبنعمة الله تثبت فإنها «لهيب نار لظى الرب».

كُلَّ ثَرْوَةِ بَيْتِهِ بَدَلَ ٱلْمَحَبَّةِ تُحْتَقَرُ ٱحْتِقَاراً أي يُحتقر الرجل الذي يتزوج بامرأة لأجل مالها وتُحتقر المرأة التي تأخذ رجلاً لأجل ماله. والزيجة على هذا النوع كالعبودية لأنها بيع النفس بالمال وتفصيل الجسديات على الروحيات كأن الإنسان حيوان بلا عقل. انظر ما قاله بولس الرسول في المحبة (1كورنثوس ص 13) وفي المحبة الزوجية التي يُمثل بها محبة المسيح للكنيسة (أفسس 5: 22 - 33) وما قيل في سفر الرؤيا في العروس التي تُمثل بها الكنيسة (رؤيا 19: 6 - 9 و21: 9).

لَنَا أُخْتٌ (ع 8) تذكرت شولميث كلام إخوتها (انظر 1: 6) «بَنُو أُمِّي غَضِبُوا عَلَيَّ. جَعَلُونِي نَاطُورَةَ ٱلْكُرُومِ».

لَيْسَ لَهَا ثَدْيَانِ لم يحن لها وقت الزيجة حسب قولهم.

فَمَاذَا نَصْنَعُ لأُخْتِنَا شعروا بأنهم مسوؤلين عنها.

وَإِنْ تَكُنْ سُوراً (ع 9) أي إن تكن حافظة عفافها رغماً عن تجاربها القوية.

بُرْجَ فِضَّةٍ وعدوها بزينة ثمينة وبالمبالغة قالوا «برج فضة».

وَإِنْ تَكُنْ بَاباً أي إذا كانت ضعيفة العزم وعرضة للسقوط كباب مفتوح لكل من يريد الدخول.

نَحْصُرُهَا بِأَلْوَاحِ أَرْزٍ أي يسدون الباب بألواح قوية ويعملون لها أحسن وسائط لحفظها عند هجوم التجارب. وأما شولميث فقالت (ع 10) «أَنَا سُورٌ وَثَدْيَايَ كَبُرْجَيْنِ» أي أنها حفظت عفافها وقاومت أعظم تجارب ورفضت الغنى والمجد العالمي مع أنه كان كمجد سليمان وقالت أيضاً «كنت في عينيه» أي عيني سليمان «كواجدة سلامة» أي شبهت نفسها بمدينة لها سور وأبراج فهجم عليها الملك ولم يقدر أن يفتحها فسالمها أي تركها لما رفضته.

بَعْلَ هَامُونَ (ع 11) موقعها مجهول ويظن البعض أنها بقرب شونم أو سولم وألف من الفضة أو ألف شاقل تعادل نحو 135 ليرة إنكليزية ذهب وفي زمان يسوع كان الفاعل يأخذ نحو ثلث شاقل أجرة يومية (انظر متّى 20: 2) فكان كرم سليمان ثميناً جداً.

كَرْمِي ٱلَّذِي لِي هُوَ أَمَامِي (ع 12) أي كرامتها وهي أفضل من كرم سليمان وقولها إن كرامتها لها وهي تحفظها ولا يقدر سليمان أن يشتريها وإن كان أعظم الناس غنىً ومجداً.

ٱلأَلْفُ لَكَ يَا سُلَيْمَانُ وأجرة النواطير لهم أي رفضت الكل.

13، 14 «13 أَيَّتُهَا ٱلْجَالِسَةُ فِي ٱلْجَنَّاتِ، ٱلأَصْحَابُ يَسْمَعُونَ صَوْتَكِ، فَأَسْمِعِينِي. 14 اُهْرُبْ يَا حَبِيبِي، وَكُنْ كَٱلظَّبْيِ أَوْ كَغُفْرِ ٱلأَيَائِلِ عَلَى جِبَالِ ٱلأَطْيَابِ».

ص 1: 7 ص 2: 7 و9 و17 ص 4: 6

يكلمها حبيبها وهي جالسة في الجنات مع حبيبها بعد رجوعهما إلى قريتهما وكان الأصحاب حاضرين ومنتبهين وطلب حبيبها منها أن تغني لهم فغنت الأغنية المطلوبة المعروفة (2: 17).

وهكذا تنتهي هذه الرواية الجميلة فإننا نرى العروسين وأصحابهما جالسين في الجنات وقد زالت أتعابهما وخوفهما وثبتا في محبتهما كل واحد للآخر. ونشم روائح الزهور ونسمع صوت الغناء والفرح. فإن المحبة الحقيقية لا تحتاج إلى كثير من المال والمأكولات والمفروشات بل إلى بركة الله وقد تكون في بيوت الفقراء والبسطاء أكثر مما هي في قصر سليمان مع كل مجده.


Call of Hope 
P.O.Box 10 08 27 
D - 70007
Stuttgart
Germany