العودة الى الصفحة الرئيسية
الرسالة إلى أفسس
عنوان الرسالة إلى أفسس
الكنز الجليل في تفسير الانجيل
ملخص أجمع علماء الدين المسيحي على أن هذه الرسالة كتبت إلى مؤمني أفسس على ما نص في الآية الأولى وذهب أكثرهم إلى أن بولس قصد بها أيضاً إفادة الكنائس المجاورة لها ويؤيده أنه لم يسلم الرسول فيها على أحد في أفسس باسمه مع أنه كان له أصحاب كثيرون هناك لأنه كان قد أقام بها زماناً طويلاً يبشر بنجاح عظيم فلو كانت إلى مؤمني أفسس خاصة ما حسن إلا أن يسلم عليهم وأنه لا أدنة إشارة في الرسالة إلى أحوال كنيسة أفسس خاصة وأنه اقتصر فيها على مخاطبة متنصري الأمم دون متنصري اليهود. فالمرجح على ما في الآية الأولى أن الرسول قصد أولاً الأفسسيين ولا سيما متنصري الأمم بينهم وأنه كتبها على أسلوب يوافق سائر الكنائس المجاورة لهم وأراد أن تُرسل إليها ولذلك لم يكتب فيها تحية لأحد واستغنى عن ذلك بأن وكل إلى تيخيكس حامل هذه الرسالة أن يسلم عليهم شفاهاً.موضوع هذه الرسالة الكنيسة المسيحية باعتبار كونها جسد المسيح وواسطة إظهار نعمة الله وأمجاد عمل الفداء لكل الخليقة. وكلام الرسول على ذلك الموضوع قمسان الأول تعليمي أعلن فيه أن الكنيسة مختارة في المسيح ومفدية بدمه ومتحدة به ومكملة منه (ص 1: 3-ص 3: 21) والثاني عملي أُعلن فيه ما يجب على أعضاء الكنيسة وهو أن يكونوا مقدسين متحداً بعضهم ببعض سالكين كما يليق بأعضاء كنيسة المسيح الذي أُنقذوا من حال الوثنية الدنسة وارتقوا إلى مقام بنوة الله السامية (ص 4 و5 و6). ومضمونها بعد العنوان والتحية العامة ثمانية أمور: الأول: تقديم الشكر لله الآب على أنه قد اختار الكنيسة بمقتضى القصد الأزلي أن تكون مقدسة محبوبة ومفدية بابنه يسوع المسيح ومتحدة به باعتبار كونه رأسها الحي ومشتملة على اليهود والأمم معاً كجسد واحد في المسيح. وفي ذلك الاختيار وهذا الاتحاد سر مجيد أُخفي عن الأجيال الغابرة وأُعلن الآن وأن لكل أقنوم من أقانيم الثالوث الأقدس يداً في إنجاز ذلك القصد (أي أن الله الآب اختار الكنيسة والابن أجرى قضاءه بعمل الفداء والروح القدس جعله مؤثراً في المؤمنين) وإن كل ذلك صدر عن نعمته العظيمة (ص 1: 3-14).الثاني: صلاة من أجل زيادة معرفتهم باتحادهم بالمسيح والبركات المتوقفة على موته وقيامته وتمجيده (ص 1: 15-23). الثالث: دعوة الأمم لكي يشتركوا بواسطة الإيمان بالمسيح في الفداء الذي اشتراه بنفسه. ووصف ذلك الفداء بكونه نجاة من الموت بالخطيئة وسلطة الشيطان وأنه منح لهم حياة جديدة في المسيح وقوة لكي يمارسوا أعمالاً صالحة (ص 2: 1-10) وإنه بواسطته اتحد الأمم بشعب الله المختار قديماً إذ نقض سياج الحائط المتوسط لكي يكون لكليهما حق الاقتراب إلى الله ويكون هيكلاً حياً مبنياً على أساس واحد (ص 2: 11-22). وإن بولس وُكل إليه خصوصاً إعلان هذا السر (سر اتحاد الأمم باليهود في كنيسة الله) الذي لم يعرف قبلاً سوى معرفة جزئية ولكن روح الله أعلنه كل الإعلان بواسطة رسله وأنبيائه «لِكَيْ يُعَرَّفَ ٱلآنَ عِنْدَ ٱلرُّؤَسَاءِ وَٱلسَّلاَطِينِ فِي ٱلسَّمَاوِيَّاتِ بِوَاسِطَةِ ٱلْكَنِيسَةِ بِحِكْمَةِ ٱللّٰهِ ٱلْمُتَنَوِّعَةِ» (ص 3: 1-13) الرابع: الصلاة من أجل الكنيسة لكي تدرك ذلك السر تمام الإدراك وأن تقبله بالإيمان متأصلة ومتأسسة في المحبة وتمتلئ بكل ملء الله (ص 3: 14-19) وختم القسم التعليمي بالتسبيح لله والشكر له على نعمته بيسوع المسيح (ص 3: 20 و21) الخامس: (وهو بداءة القسم العملي أي الثاني من قسمي الرسالة) حث المؤمنين على أن يسلكوا كما يليق بأعضاء كنيسة المسيح متذكرين أن الكنيسة مع أنها مؤلقة من اليهود والأمم جسد واحد مملوء بروح واحد وخاضعة لرب واحد ولها إيمان واحد ومعمودية واحدة وإله وأب واحد للكل وعلى الكل وبالكل وفي الكل (ص 4: 1-6). ولا منافاة بين كون الكنيسة واحدة وكون إعطاء بعضها مواهب وأعمالاً مختلفة ضرورية لبنيان جسد المسيح الواحد وتكميله (ص 4: 7-16) السادس: حثهم على القيام بالواجبات المختصة بالذين يسلكون حسب الروح وأن يعتزلوا الخطايا التي اعتادوها يوم كانوا وثنيين ولا سيما شهوات الجسد والكذب والغضب والانتقام والخداع والنجاسة قولاً وفعلاً وأن يسلكوا كأولاد نور ويجتهدوا في أن يعملوا صلاحاً شاكرين الله مسبحين لاسمه بأغانٍ روحية (ص 5: 1-21) السابع: تعيين واجبات مسيحية خاصة منها واجبات النساء لرجالهن وواجبات الرجال لنسائهم باعتبار نسبة الرجل إلى امرأته كنسبة المسيح إلى كنيسته (ص 5: 22-33). وواجبات الأولاد والآباء (ص 6: 1-4) وواجبات العبيد والسادة (ص 6: 5-9). الثامن: الخاتمة وفيها نصيحته الاخيرة وهي أن يتقووا في الرب لكي يجاهدوا شديد جهادهم ويحاربوا قوات الظلمة وجنود الشر لابسين أسلحة البر (ص 6: 10-17). وطلب أن يصلوا من أجله (ص 6: 21 و22) والوداع والبركة (ص 6: 23 و24).
الصيغ المتوفرة PDF اقرأ على الانترنت