العودة الى الصفحة السابقة
أَنَا هُوَ نُورُ ٱلْعَالَمِ. مَنْ يَتْبَعْنِي فَلاَ يَمْشِي فِي ٱلظُّلْمَةِ بَلْ يَكُونُ لَهُ نُورُ ٱلْحَيَاةِ (يوحنا 8: 12)

أَنَا هُوَ نُورُ ٱلْعَالَمِ. مَنْ يَتْبَعْنِي فَلاَ يَمْشِي فِي ٱلظُّلْمَةِ بَلْ يَكُونُ لَهُ نُورُ ٱلْحَيَاةِ (يوحنا 8: 12)


يخيم الظلام على العالم ويرزح الناس تحت ثقل همومهم. ومنهم من يسير خلف الغنى الكاذب. وكل واحد يفكر في نفسه ومصالحه. فصارت القلوب ممتلئة بالبغض والكذب والنجاسة والطمع والدعارة، وأصبحنا عبيداً لشرورنا. وسرعة عصرنا تمنع الناس من التفكير والصلاة. والمذاهب البراقة تضل الجماهير، والدعايات الخليعة تثير الجنس. والإضرابات والثورات تهز المجتمع. وتبعاً لذلك تلاشى الاحترام لمن لهم حق الاحترام. ويهرع المغفلون إلى السحرة والعرافين الذين يبتزون أموالهم. فسلطة الظلمة في ازدياد مطرد تدفع إلى إقامة دولة عالمية. تتضمن كل الإمكانيات النجسة.

وكذلك كثرت حوادث السفر براً وبحراً وجواً. فصار قتلى الحوادث أكثر عدداً ممن يموتون في الحروب الدموية. وتزداد المخاوف، لأن القنابل الذرية المخزونة الآن تكفي لتدمير الحياة في هذا الكوكب عشر مرات مضاعفة.

فلقد شح الرجاء وجثم شبح الموت مرتمساً أمام الأبصار. وإننا في هذه الحالة لنشبه الأعمى الذي لا يرى النور، لأننا بطبيعتنا الفانية نعيش بلا معرفة الله ولا نميز أعمال قدرته. فحين تجري عملية إخراج الماء الأزرق من عيني إنسان، يرى فجأة عالماً جديداً ولا يلبث أن يقفز فرحاً. هكذا من يعرف الله يخرج من الظلمة مهللاً: «اللهَ نُورٌ وَلَيْسَ فِيهِ ظُلْمَةٌ الْبَتَّةَ» (1يوحنا 1: 5). وكل إعلانات مجده محاطة بهالة من نور باهر، لا يستطيع إنسان أن يحدق فيه، لأن الإنسان نجس وفاسد وفان. هكذا حجبت رحمة الله نوره الإلهي حين تجسد في المسيح الآتي إلى العالم، لكي يلاشي الظلمة ويبدد أعمالها دون أن يحرقنا.

لقد تمم المسيح هذا الانتصار في حياته الخاصة بمقاومة كل تجارب الشيطان. ورفض أفكاره المظلمة الشريرة. وطرد بكلمته الأرواح النجسة وتغلبت محبته وقداسته على ظلمة البشر. وغفر ذنوبنا على الصليب وصالحنا مع الله أبينا السماوي.

إن حياة الله في المسيح هي نور العالم، الذي تغلب على ظلمة الموت بقوة قيامته من بين الأموات. والمصلوب بتكفيره عن خطايانا التي هي سبب كل الضيقات، قدر أن يسقط الموت كالثوب الملوث، فاتحاً لنا الباب إلى الحياة الأبدية.

ومن يؤمن بالمسيح نور العالم يستنر بنوره ويحيا بحياته وفقاً للقول النبوي: «قُومِي اسْتَنِيرِي لأَنَّهُ قَدْ جَاءَ نُورُكِ، وَمَجْدُ الرَّبِّ أَشْرَقَ عَلَيْكِ» (إشعياء 60: 1). إن المسيح شمس البر ونور العالم يريد أن يجتذبك إلى لهيب محبته وحقه.

والروح القدس يغلب ذنوبنا المتعددة لنصير شاكرين متواضعين: «إِنْ سَلَكْنَا فِي النُّورِ كَمَا هُوَ فِي النُّورِ، فَلَنَا شَرِكَةٌ بَعْضِنَا مَعَ بَعْضٍ، وَدَمُ يَسُوعَ الْمَسِيحِ ابْنِهِ يُطَهِّرُنَا مِنْ كُلِّ خَطِيَّةٍ» (1يوحنا 1: 7).

فكل من يتبع يسوع يكافح ضد أعمال الظلمة لأنه صار من أبناء النور. ومحبة الله ترشده لينير الجالسين في حلكة الظلام. وحين لا يتمكن من الشهادة للمسيح بالكلام، يمكنه أن يشهد بسلوكه المستقيم كما قال المسيح: «فَلْيُضِئْ نُورُكُمْ هكَذَا قُدَّامَ النَّاسِ، لِكَيْ يَرَوْا أَعْمَالَكُمُ الْحَسَنَةَ، وَيُمَجِّدُوا أَبَاكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ» (متّى 5: 16). أنتم نور العالم.

إن أحببت المعرفة والاستزادة من هذه المعاني الروحية القيمة أكثر، اكتب إلينا.