العودة الى الصفحة السابقة
المسيح يَقْدِرُ أَنْ يُخَلِّصَ أَيْضاً إِلَى ٱلتَّمَامِ ٱلَّذِينَ يَتَقَدَّمُونَ بِهِ إِلَى اللهِ، إِذْ هُوَ حَيٌّ فِي كُلِّ حِينٍ لِيَشْفَعَ فِيهِمْ (عبرانيين 7: 25)

المسيح يَقْدِرُ أَنْ يُخَلِّصَ أَيْضاً إِلَى ٱلتَّمَامِ ٱلَّذِينَ يَتَقَدَّمُونَ بِهِ إِلَى اللهِ، إِذْ هُوَ حَيٌّ فِي كُلِّ حِينٍ لِيَشْفَعَ فِيهِمْ (عبرانيين 7: 25)


هل تعلم أن المسيح حي ولم يتفتت في القبر؟ إن وحي الله يشهد لك بهذه الحقيقة مراراً. فهو عن يمين الله. وليس إنسان غيره ثابتاً في العرش العظيم. والمسيح في كونه ابن الإنسان هو نائب عن كل الناس عند الله. فماذا يعمل اليوم؟

إن قصد المسيح خلاص الناس، لأنه هو المخلص الحق. فكل الناس هالكون في غضب الله، لأجل فسادهم وذنوبهم وسيئات أعمالهم. فلا تظن أن أعمالك الصالحة تنجيك في اليوم الأخير. لأنك مهما صنعت من الخير، فلست كاملاً بل ناقصاً. أنت مذنب أمام الله، وهالك لا محالة. أما المسيح فيقدر أن يخلصك إلى التمام، لأن الله عيّنه مخلصاً وأهلّه ليمحو الخطايا، ويقربك بالقدوس. فالمسيح يستطيع أن يوصلك بالله ويقدسك كاملاً. وإن آمنت به تشترك في بره. والروح القدس يحل في كل إنسان يلتصق بالمسيح، فيتحقق الخلاص لكل من يثق به.

لماذا يقدر المسيح أن يخلص الناس وليس أحد غيره؟ إنه الإنسان القدوس الوحيد في العالم وقد وُلد من الروح القدس، وليس من رجل. فابن مريم هو كلمة الله المتجسد. ومن ينكر هذه الحقيقة يتعدَ على كلمة الوحي. والمسيح ثبت طاهراً وبدون خطية. وجلاله فصله عن كل الناس. ولكن في محبته انحنى على المساكين وشفى أمراضهم. ففتح أعين المكفوفين، وأقام المائتين بكلمة قدرته، لأن سلطان الله عمل فيه. والمسيح يغفر الخطايا، لأن الروح القدس حل بملئه فيه. فهو مستعد ويشاء غفران خطاياك أيضاً. وقد حمل شرك أثناء تألمه، وكفّر عن سيئاتك بموته. فالمحبة هي جوهر المسيح، وتجد فيه رحمة عظيمة. وقد صالح البشر مع الله. ولهذا أصبح حمل الله، الذي يرفع خطية العالم. وهو يحبك بمقدار أنه نزع خطاياك من قلبك ووضعها على نفسه. فمات عوضاً عنك ذبيحة مقدسة في غضب الله، لتطهير ضميرك الملوث. ولأجل محبته العظيمة يستطيع أن يخلصك إلى التمام. اسمع إلى صوته، وآمن بحضوره. إنه حي ويحقق خلاصك اليوم، ويباركك ويطهرك إن آمنت به.

من هم الذين يخلصهم المسيح؟ إنهم الذين يأتون إليه، ويقبلونه بالإيمان مخلصاً شخصياً. ومما لا شك فيه أن المسيح قد كفر عن خطايا كل الناس. ولكن غفرانه يتحقق في الذين يؤمنون به. فإن ارتبطت بالحي بكل قوة قلبك، وسلمت نفسك إليه، يدخلك إلى شركته ويقربك إلى الله. ومحبة المسيح تشبه رداء طاهراً يغطيك ويحميك من غضب الله ويزينك أمامه. فمن يثبت في المسيح يتبرر ويتقدس. ولكن من يبق بلا مسيح يهلك. إن إيمانك قد خلصك. وبدون إيمان لا تختبر فعالية ذبيحة المسيح في حياتك.

المسيح حي وجالس عن يمين الله. وهذه تعزية كبرى لكل أتباعه. والمولود من روح الله، لا يكل ولا ينام. وهو يهتم ليلاً نهاراً بالذين يلتصقون به، ويقصد أن يزيل رواسب الخطية من داخلهم، ليمتلئوا من روح الرب، ويسلكوا بالمحبة والطهارة والصدق والتواضع والفرح. إن المسيح يقدس ويكمل أتباعه. فلا التعصب ولا الاستكبار ولا حدة السيف هي من علامات المؤمنين، بل التأني والصبر واللطف. وإن سقطت سهواً إلى أخطاء، وأخطأت في ضعفك. فإن المسيح يقيمك على قدميك، ويدفعك إلى التوبة النصوحة، ويجدد إيمانك، ويرشدك إلى الطريق السوي، لكي تبقى منكسراً في الشركة مع الله، وتسلك بلا لوم في قوته.

والمسيح لا يكتفي بحالتك الحاضرة، بل يريد أن يجددك تماماً، ليدخلك إلى السماء. وهو يحبك حتى أنه يأخذك بيدك اليمنى، ويتقدم برفقتك إلى الله القدوس قائلا: هذا الإنسان حصل على الحياة الأبدية بواسطة الإيمان بي. اقبله في شركتك، ليرى مجدك الأزلي. عندئذ سيمسح كل الدموع من عينيك، ولا يصيبك موت ولا ضرر، لأن الخلاص الكامل في المسيح يعني الشركة مع الله إلى الأبد. وهذا الامتياز الخصوصي لم يأت إليك لأجل صلاحك واستقامتك، بل لأجل شخص يسوع المسيح. فهو الوسيط الذي يشفع فيك، وهو ضامنك وكافلك عند الله، وهو عائش دائماً. فلهذا يقدر أن يخلص كل الذين يتكلون عليه ويكمل خلاصهم ويباركهم إلى الأبد.

فيا أيها الأخ، نطلب إليك أن تسلم حياتك للمسيح لأنه مستعد. وقادر أن يخلصك إلى التمام. وإن شئت فصلِّ معنا بقلبك قائلاً: أيها الرب المسيح. أنت حي اغفر لي ذنوبي. اعترف بكل خطاياي أمامك. طهرني. إني واثق بمحبتك، خلصني إلى التمام. وثبتني في شركة مع الله. لا تتركني بل احفظني في اسمك. اتكل على عملك في نفسي. أحبك لأنك صالحتني مع الله. آمين.