العودة الى الصفحة السابقة
أسرار جديدة عن الله

أسرار جديدة عن الله


بقي العقل الإنساني طوال عصوره محاطاً بالظلمات محفوفاً بالترهات. ناشداً متشوقاً باحثاً لمعرفة الله رب الكون والسماوات. محاولاً تصوره بأشكال التطورات. فما اهتدى إليه إلا نادراً. وكلما رأيناه من جاهلية ووثنية وقبول لهذه وتلك في الشعوب، إنما هي محاولة مغلوطة لمعرفة الله لم توفق إلى النهج في المسعى ولم تتوصل إلى كنه الحقيقة.

ذلك لأن المخلوق لا يقدر أن يعرف الله كما هو. وإنما يمكننا أن نعرفه بما يميزه عن كل ما سواه مستعينين بكلمة المسيح: «اَللهُ رُوحٌ» (يوحنا 4: 24). وقد جاء في كتاب التعليم المسيحي لمجمع وستمنستر: الله روح غير محدود في ذاته وكامل. منه وبه وله كل الأشياء. كما له كاف للكل سرمدي غير متغير ولا مدرك. حاضر في كل مكان. قادر على كل شيء عالم بكل شيء. حكيم قدوس عادل رحيم. رؤوف بطيء الغضب وكثير الإحسان والوفاء.

وجاء في كتاب أصول الإيمان: الله روح غير محدود سرمدي غير متغير في وجوده وحكمته وقدرته وقداسته وعدله وجودته وحقه.

ويخبرنا الكتاب المقدس أن معرفة الله فقط ممكنة بواسطة المسيح الذي أعلن الله. فقد قال يسوع: «وَلاَ أَحَدٌ يَعْرِفُ الآبَ إِلاَّ الابْنُ وَمَنْ أَرَادَ الابْنُ أَنْ يُعْلِنَ لَهُ» (متّى 11: 27).

«تَعَالَوْا إِلَيَّ يَا جَمِيعَ الْمُتْعَبِينَ وَالثَّقِيلِي الأَحْمَالِ، وَأَنَا أُرِيحُكُمْ» (متّى 11: 28).

وقال: «أَنَا هُوَ الطَّرِيقُ وَالْحَقُّ وَالْحَيَاةُ. لَيْسَ أَحَدٌ يَأْتِي إِلَى الآبِ إِلاَّ بِي» (يوحنا 14: 6). وأكد القول: «اَلَّذِي رَآنِي فَقَدْ رَأَى الآبَ» (يوحنا 14: 9).

إن هذا الكون المتناسق في مجموعته يحتم على العالم الاعتراف بأن لكل معلول علة. وإن الله هو خالق الكون بأجمعه.

ولا بد أخيراً أن نصل إلى الاعتراف بالله. فنعرفه من قدرته على كل شيء ومن حكمته وعدالته ورحمته ورأفته العظمى. فالله في المسيحية هو الإله المحب الذي ضحى من أجلنا بنفسه حتى الموت موت الصليب.