العودة الى الصفحة السابقة
هٰذَا هُوَ دَمِي ٱلَّذِي لِلْعَهْدِ ٱلْجَدِيدِ ٱلَّذِي يُسْفَكُ مِنْ أَجْلِ كَثِيرِينَ لِمَغْفِرَةِ ٱلْخَطَايَا (متّى 26: 28)

هٰذَا هُوَ دَمِي ٱلَّذِي لِلْعَهْدِ ٱلْجَدِيدِ ٱلَّذِي يُسْفَكُ مِنْ أَجْلِ كَثِيرِينَ لِمَغْفِرَةِ ٱلْخَطَايَا (متّى 26: 28)


منبع كل الضيق في العالم هو بعدنا عن الله. فمن هذا الانفصال عن الخالق، تأتي الكوارث والحروب والخطايا والخبث والموت. وإن دمت بعيداً عن الله فستبقى خاطئاً، وبالتالي واقعاً تحت دينونته العادلة.

كلنا فانون وفاسدون. أمام جلال محبة الله. أما هذا القدوس، فيحبك ويحب كل مخلوقاته. وقد أوجد نظاماً، يمكن للمشتاقين إلى الوطن السماوي أن يتقدموا إلى خالقهم غير خائفين. في العهد القديم كانت تُنحر الذبائح الكفارية عن الخطايا. وتبعاً لذلك، سُفكت أنهر من الدماء، لكيلا يُباد البشر. كلنا استحققنا الموت المباشر، لأجل آثامنا وكان على عدل الله أن يفنينا. لكن محبته أوجدت فداء يفوق كل تصور. فداء أكمل المقدسين وأبطل نظام القرابين في العهد القديم، وأزال رسم الذبائح في الأديان الأخرى.

لقد أرسل الله ابنه ذبيحة كاملة، توفي كل متطلبات عدله وقداسته. فسر موت المسيح حمل الله، له معان عميقة في المعرفة والسجود. معان لا يقدر الفرد ولا الأجيال استقصاءها. لأن المسيح كان حمل الفصح، ودمه يخلص كل مؤمن به، من غضب الله الملتهب. فالمسيح هو ذبيحة العهد الجديد التي عليها قام ميثاق مقدس لن ينتهي. والمسيح يشبه تيس الخطية، الذي حمل كل الخطايا الغير معروفة عن المؤمنين ولاشاها. ودمه يتكلم ويبررنا اليوم أمام الله. ويقدسنا إلى التمام.

لقد أوجد الله في المسيح. فداء أبدياً كاملاً وفعالاً. فتم الخلاص لكل إنسان، وغفرت لك خطاياك إن اتحدت بدم المسيح. أنت مخلَّص إلى الأبد. إن قبلت التطهير بعصير قلب ابن الله.

كيف تتحد بذبيحة المسيح، وكيف تشترك بالقربان الذي يكمل كل نظم الله؟ كيف تتأكد أن الله غفر لك خطاياك؟

في ليلة موته رسم المسيح العشاء الرباني، ليسند إيماننا الضعيف. وكما يدخل الخمر كرمز لدم ابن الله في جوفك، هكذا يريد المسيح أن يحل فيك، وكما تشعر بدفء الخمر في أوصالك، هكذا يقدس دم حمل الله كل جسدك ونفسك وروحك ويملأك بمحبة الله.

هذا هو السر في العهد الجديد، أن الله ليس بعيداً عن الخطاة المتبررين، بل من يؤمن بالمسيح فالله يثبت فيه وهو في الله. ودم المسيح يعطيك حقاً جديداً ليحل روح الله فيك ويتحد بك. فدم الحمل الفريد يعقدك مع الله إلى الأبد.

إيمانك بالمسيح يغلب بعدك عن الله. فإن اعترفت بخطاياك وندمت وتركتها بعون الرب وتمسكت بالمصلوب رجائك الوحيد، يأتي الله إليك. ويطهر قلبك الشرير. ويقدس أفكارك ويغفر لك آثامك ويحل فيك. إن دم المسيح يعاهدك مع الله.

فمن يعاهد الله بالإيمان ويقبل العشاء الرباني عربوناً أبدياً يشم رائحة السماء ويعظم النعمة ويسبح الابن، ويدرك الآب، ويتهلل في الروح. فالعشاء الرباني هو تقديم شكر وعاصفة حمد تلف العالم، وتشمل الكنيسة الحية. متى تشترك في شكر المفديين، وتصبح عضواً في العهد الجديد؟

إن هذا العهد مع الله مفتوح لك، ليس لأنك صالح بل لأن دم المسيح يصالحك مع ربك، والقدوس يحبك. فتعال إليه وتعاهد معه. في قبول ذبيحة المسيح نتبرر وننال سلاماً مع الله وشركة أبدية فيه.

إن كان عندك سؤال حول الإيمان أو عن خلاص نفسك فاكتبه بصراحة وابعث به إلينا ونحن نجاوبك بإخلاص وأمانة.