العودة الى الصفحة السابقة
لماذا تعيش؟

لماذا تعيش؟


لعله سؤال مضحك لك، وتجيب: «أنا أعيش لأشتغل وأستريح وأتسلى وأجرب أن أكون إنساناً محترماً وجيهاً في البلاد». هل هذا يكفيك؟ الكتاب المقدس يقسم البشر إلى نوعين: أحدهما يعيش بركة لعائلته ومحيطه وشعبه. والآخر يصير لعنة للكل.

ويرينا الكتاب المقدس الطريق، لنصبح بركة للآخرين ونقرأ فيه: «أَنْ تَخْلَعُوا مِنْ جِهَةِ التَّصَرُّفِ السَّابِقِ الإِنْسَانَ الْعَتِيقَ الْفَاسِدَ بِحَسَبِ شَهَوَاتِ الْغُرُورِ» (أفسس 4: 22). ماذا يعني خلع الإنسان العتيق؟ هذا الإنسان هو جنسنا الخاطئ، بالوراثة الظاهرة في صورتنا الفاسدة، ولكل إنسان يوجد إنسان عتيق، ويظهر عند كل إنسان بشكل خاص. وإليك بعض صفات هذا الإنسان العتيق، لتعرفه بالضبط:

الحساسية الزائدة في البعض. عليك أن تعامله كالبيضة الطازجة. وما هي الحساسية؟ هي الرحمة المخطئة تجاه «الأنا». فالحساسي هو ثقل صعب لمحيطه لأنه لسبب تافه يستاء. هل أنت حساسي أيضاً؟ وربما تتألم لهذه الصفة، وتشعر أن حساسيتك لا تصنع بركة، بل لعنة لمحيطك.

والتقلب في المشاعر عند البعض الآخر. إن لم يسترح ليلاً ينغص كل أقربائه حتى يتهامسوا بقولهم: «كونوا حذرين منه اليوم، خاصة عند التحدث إليه، لكيلا يغضب». فالمتقلب ليس بركة، بل ثقل وخراب. اللطيف مقبول في كل مكان ولكن المتقلب متروك.

وفي البعض استعداد لفوران الغضب. فبسرعة يهتاج، وينطق بالسوء ويصرخ عالياً، ويخبط الأبواب، حتى يتراكض الناس مستفهمين. وأحياناً يعمل في غيظه بلا وعي، فلنحذر مثل هذا، لأن الثائر الأهوج ليس بركة لمحيطه بل لعنة.

وكثيرون من الناس يعبدون الكحول، ويسببون خراباً في حالتهم السكرانة. كم رجل ضرب امرأته وعذبها وهو مخدر! وأي قدوة سيئة يعطي السكير لأولاده؟! حتى أنهم يهربون عند قدومه إلى البيت مترنحاً كالدب. وكثيرون منهم صاروا قاتلين، إذ امتزج دمهم كحولاً، وإن ساقوا السيارات فكالمجانين. فصاروا للآخرين لعنة لا بركة.

والبعض يكون مقيداً بالنجاسة. فكّر بالشباب والرجال، الذين يغتصبون نساءً وأولاداً في السر والعلن. فيزداد الفجور في العالم، وتعم الدعاية النجسة في المجلات والتلفزيون.

وكثير من الناس وخاصة الشباب، لا يريدون شغلاً متعباً، بل التسلية والرفاهية. وإن فقدوا المال، يحاولون السرقة أو الابتزاز. فتنتهي الأمانة وينتشر الغش.

وليس آخر الصفات للإنسان العتيق، أن ينطق باسم الله القدوس باطلاً. فيقولون تجديفاً، ويعلّمون بعضهم إهمال اسم الله. فستقدم حساباً عن كل كلمة باطلة تخرج من فمك.

أما الكتاب المقدس فيرشدك إلى خلع الإنسان العتيق. ربما تألمت لصفاتك السيئة، وعزمت التغلب عليها. وجربت الابتعاد عن خطايا معينة. ورغم هذا وقعت مراراً في نفس الخطأ، واختبرت الاستسلام إلى إنسانك العتيق. فيتسلط على قلبك وعقلك وجسدك.

اليوم يأمرك الله: اخلع الإنسان العتيق. فهذه مشيئة الله وأمره لك، لتعزم على ترك الخطية. ولكن كيف يتم الخلع عملياً؟ الطريق الوحيد، أن تتقدم إلى يسوع المسيح، وتعترف بخطاياك أمامه مصلياً. قل له: «أيها الرب المحب، أنت تعرف نفسي وحساسيتي وريبي وعصبيتي وتقلبي وتسرعي وغيظي، وخطر الكحول، وقيود النجاسة، وعبودية الغنى والكسل والسرقات سامحني وطهرني من كل خطية» اعترف بكل ضيقك أمام الرب وأعلنه أمامه، فتختبر قوة القول: «إِنِ اعْتَرَفْنَا بِخَطَايَانَا فَهُوَ أَمِينٌ وَعَادِلٌ، حَتَّى يَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا» (1يوحنا 1: 9). فالمسيح يفك القيود ويجددك. سلم حياتك له، فيجعل من حياتك الفاسدة مجداً لله. تشجع وقدم له ضيقك لأنه يفهمك ويقول لك: «قد أتيت إلى العالم لأنقض أعمال إبليس».

الإنسان العتيق يظهر صفات سلطة رئيس الظلمة. أما الإنسان الجديد فيقف تحت يد بركة المسيح، الذي يقول له: «أباركك فيتبارك فيك كثيرون». ويرون فيك ثمار الروح القدس، كما بيّنها الرسول وهي: المحبة والفرح والسلام والصبر واللطف والإيمان والوداعة والتعفف. ففي هذه الحياة الجديدة تصبح بركة لمحيطك، وتربح أخاك الإنسان للمسيح.

لا تنس أنك تؤثر على مجتمعك. فإما أن تصب فيه خيراً أو شراً. محيطك يتحسن بك أو يسوء. ليت الرب يغيرك إلى صورته، فتصبح بركة لعالمنا الفاسد.

إن كان عندك أسئلة حول الإيمان والخلاص وكتبتها إلينا نجاوبك بكل صراحة وإخلاص.