العودة الى الصفحة السابقة
فَهَا أَنَا أُبَشِّرُكُمْ بِفَرَحٍ عَظِيمٍ يَكُونُ لِجَمِيعِ الشَّعْبِ: أَنَّهُ وُلِدَ لَكُمُ الْيَوْمَ فِي مَدِينَةِ دَاوُدَ مُخَلِّصٌ هُوَ الْمَسِيحُ الرَّبُّ (لوقا 2: 10 و11)

فَهَا أَنَا أُبَشِّرُكُمْ بِفَرَحٍ عَظِيمٍ يَكُونُ لِجَمِيعِ الشَّعْبِ: أَنَّهُ وُلِدَ لَكُمُ الْيَوْمَ فِي مَدِينَةِ دَاوُدَ مُخَلِّصٌ هُوَ الْمَسِيحُ الرَّبُّ (لوقا 2: 10 و11)


في ليلة ميلاد المسيح أبرقت أنوار الملاك الطاهر على أكمة وأودية بيت لحم. فخاف الرعاة خوفاً هائلاً، وسقطوا على الأرض، وقد اخترقت الأنوار السماوية قلوبهم واكتشفت خطاياهم النجسة. كما تكشف الأشعة الكهربائية عند الطبيب أمراضنا الداخلية.

طوبى لك إن أعلنت الله في حياتك، كل كذب وسرقة ونجاسة واستكبار. خف من مجد الله خوفاً عظيماً، لأننا جميعاً نستحق دينونته لا نعمته. وكل إنسان هو عائش بعيداً عن الرب. ويتعدى على العلي ويعمل ضد إرادته الصالحة، فغضب الله معلن على كل فجور الناس، وأمواج الحروب والوباء والجوع تنصب علينا.

ولكن ملاك المجد منع الرعاة المرتعبين عن كل أنواع المخاوف وشجعهم إلى فرح عظيم. كثير من الناس يهدون بعضهم بعضاً في موسم العيد هدايا مفرحة رمزاً للعيد. ولكن قليلين هم الذين يتقدمون إلى ملء الفرح. وهؤلاء هم الذين خافوا سابقاً خوفاً عظيماً من ربهم. وقد اكتشفوا في رسالة العيد أن الله لا يدينهم، ولا يهلكهم، بل يعفو عنهم منعماً عليهم بملء الرحمة والسلام.

فملاك الرب يبشرك أن مولد يسوع، هو نقطة الانطلاق لتغيير تاريخ العالم. وقد أنبأ الله بأنبيائه وبواسطة الملك داود، بملك عظيم يعطي سلاماً للعالم وحقاً وبراً. وقد ارتبط الله بمواعيده بمدينة داود، وهي بيت لحم. لأن الملك الخاطئ آمن بنعمة الله وعظم رحمته بمزاميره الشهيرة.

وسمح الله العظيم لجماهير الملائكة أن يشقوا السماء فوق حقول بيت لحم معطين للعالم البشرى المفرحة، إن ملك الملوك ورب الأرباب قد وُلد. وكان هذا الخبر العجيب فوق ما يحتمله الإنسان، إلا بواسطة ظهور ملائكة. فرسول الله لم يأت إلى المثقفين أو الأتقياء أو المستقرين أو الرسميين بل تجلى للرعاة البدو المحتقرين الجهلة، ليوضح لكل الناس أن نعمة الله ليست حقاً للأكابر بل هي للمساكين والخطاة مباشرة.

وسمى رئيس الملائكة طفل المذود مخلص العالم. وهذا الاسم آنذاك لم يكن إلا من اختصاصات قيصر روما، الذي يقيم السلام بسلطته في كل المسكونة، ويبعد كل الأعداء من المملكة. وهكذا وبطريقة أعلى ولد طفل المذود ليغلب كل القوى المهلكة في العالم، فغلب الخطية في جسده وطرد المجرب، منتصراً عليه في كل حين وقام من سلاسل الموت ظافراً وأطفأ غضب الله العادل. فالمولود في المذود الحقير، لم يثبت نفسه ملكاً بسيف ذي حدين، ولم يرسل طائرات مشحونة بقنابل فتاكة، بل أسس مملكة روحية للسلام حيث يتصالح الله مع الناس في عهد جديد أزلي.

ومخبر الفرح السماوي أعلن لنا الاسم العبراني لطفل المذود وهو المسيح الممسوح بروح الله الممتلئ بصفات القدوس، المولود من المحبة الأزلية. فكان المسيح كلمة الله المتجسدة وخلاصة كل الأنبياء. وأعلن لنا سر نيابته عنا، وقدم نفسه كحمل الله رافعاً خطية العالم.

أيها الأخ قد غفر المسيح خطاياك على الصليب وفتح لك باباً إلى مجد الله.

ولأجل هذا التواضع رفعه الله وأعطاه اسماً فوق كل اسم، كما أن الملاك سمى المسيح رباً. فكيف تمانع إذا سمى الله بنفسه ابنه رباً. اسجد للقدوس وصلّ للمسيح لأنه إله من إله، نور من نور، إله حق من إله حق، مولود غير مخلوق ذو جوهر واحد مع الآب.

تعمق في رسالة الملائكة، وآمن أن الله العظيم تجسد لكيلا يكون بعيداً عنا وليخلصنا فنعترف بفرح عظيم بألوهية المسيح ونشكره لفدائه لأن في ميلاده ابتدأ الخلاص. والمذود هو رمز لرجائك. قد ولدت أنت على سرير وفي غرفة منظمة. أما خالق الكل فقد رأى نور العالم في اسطبل وسخ كريه الرائحة، علامة أن البشر يرفضون القادر على كل شيء منذ ولادته. فكيف تقابل أنت مجيئه؟ هل تهمل مخلصك وترفضه؟ إن ملاك الله يأمرك بفرح عظيم لتشترك بمسرة الله. فماذا تهدي لطفل المذود؟ اعترف أمامه بضعفاتك وخطاياك وفشلك فيملأك بفرح وقوة ومجد. عظم مخلصك معنا ومشتركاً مع تسابيح الملائكة فتدخل إلى فرح ميلاده.

هل تريد التعمق في فرح الله؟

نحن مستعدون أن نرسل لك إنجيل لوقا مجاناً. إن أردت التعمق في سيرة المسيح وخلاصه.