العودة الى الصفحة السابقة
يُولَدُ لَنَا وَلَدٌ وَنُعْطَى ابْنًا، وَتَكُونُ الرِّيَاسَةُ عَلَى كَتِفِهِ، وَيُدْعَى اسْمُهُ عَجِيبًا، مُشِيرًا، إِلهًا قَدِيرًا، أَبًا أَبَدِيًّا، رَئِيسَ السَّلاَمِ (إشعياء 9: 6)

يُولَدُ لَنَا وَلَدٌ وَنُعْطَى ابْنًا، وَتَكُونُ الرِّيَاسَةُ عَلَى كَتِفِهِ، وَيُدْعَى اسْمُهُ عَجِيبًا، مُشِيرًا، إِلهًا قَدِيرًا، أَبًا أَبَدِيًّا، رَئِيسَ السَّلاَمِ (إشعياء 9: 6)


من عاداتنا أننا نفرح بولادة ولد. وإن كان أميراً يأمل الشعب بكامله أن يصبح هذا المولود حاكماً حكيماً عادلاً أبوياً. عالمنا فقير بالزعماء العباقرة، والسياسة تدفع به من كارثة إلى كارثة. لأن المسؤولين لا يسألون عن إرادة الله.

لا تتذمر من فضائح رؤسائنا، لأن مشاريعهم مرآة قلوبنا. فمنذ ابتعد الإنسان عن خالقه، ازدادت الحروب والظلم والبغضة والضيق. فذنوبنا سبب كل المشاكل.

أما الله المحب فدخل تاريخ الشعوب وأنبأ بولادة ابنه، الفائقة صفاته كل إمكانيات الزعامات الإنسانية. فالقدوس، يرحم الفاشلين، الغير قادرين لتدبير أنفسهم. وأعلن لهم قبل ميلاد المسيح، بسبعمائة سنة، مجيئه الأكيد، لكي ينتظروا متحمسين ملك الملوك. ويهيئوا الطريق إلى قلوبهم، بتوبة حقة.

فأسماء المرسل من الله غنية بمقدار، أنه لا إنسان قادر أن يفسرها. وليست تسابيح الملائكة ببالغة عظمتها.

احفظ أسماء المسيح غيباً، واجعلها نابضة في قلبك، فتغنى بمعرفة محبة الله، وتكسب رجاء عظيماً لحياتك.

إنه يُدعى عجيباً مشيراً، لأنه العليم بذات الصدور والحكيم العارف أصول الخير والشر وهدف مستقبلنا. فالخطية هي مصدر ضيقاتنا. ودينونة الله، مقبلة علينا ولا بد. فغضب خالقنا أعظم مشكلة في زماننا.

وابن الله وضع حداً لخطيئتنا. لأنه عرف مشورة الله، ورأى إتمام خطة الخلاص مسبقاً. فولد ليصالحنا مع القدوس. فلا سلام مع الله، إلا بالصليب. وحيث غفرت خطايانا، لم يعد الله عدواً لنا فيما بعد، بل رفيقنا المعين. فاتحاد الخطاة المتبررين بالله القدوس، كان هو المشورة العجيبة في المسيح.

في العالم توجد خطط كثيرة صالحة، ولكن عادة ينقصها المال والقوة للتنفيذ. أما المسيح، فلم يكل في تنفيذ خطة الخلاص الإلهي. لأنه إله قدير، وحل فيه سلطان العلي. لهذا قدر أن يتمم مشورة الله. فانظر وتصور، لو أن كل خطايا وهموم العالم، قد تكومت في مكان واحد، لأصبحت كجبل هائل، أعلى من جبل لبنان، أو جبال أطلس، وأثقل من كل الكرة الأرضية. فكيف قدر الإنسان يسوع المسيح، أن يرفع هذه الأثقال الهائلة؟ ذلك لأنه توجد فيه محبة عظيمة تفوق عقولنا. إنها محبة الله المتجسدة. فلهذا كان القادر على كل شيء، لأنه مفعم المحبة. وهو يريد ويقدر، أن يحل مشاكلك وخطاياك، إن سلمت نفسك كاملة له.

ولكن كيف نسمي المسيح إلهاً - والله واحد؟

حقاً، المسيح ليس مخلوقاً بكلمة الرب، بل هو الكلمة بالذات. فليس إلهاً بجنب القدوس، بل مولود من روحه قبل كل الدهور. وقد تأنس، من مريم العذراء. فهو واحد مع الله، كما أن بهاء الشمس واحد معها. والله، يدعو المسيح ابنه، وهو يسمي القدير أباه. ففي المسيح حضر الله بين الناس. ولم يعلن نفسه كقاض مهلك، ومنتقم غاضب، بل كرأفة حنونة ورحمان رحيم. فمنذ ولادة المسيح، نعرف الله أباً محباً، يدعوك ويتبناك، ويمحو آثامك، ويجعلك ولداً له بقوة روحه القدوس.

الحمد لله، قد بدأ سلام الله بمولد المسيح. لأن الابن، صالحك نهائياً مع القدوس على الصليب. وروحه المعزي، يثبتك بمملكة سلامه. هل اطمأننت في رحاب المسيح، وأصبحت من صانعي السلام في محيطك؟ فمن يؤمن بالمسيح، يدرك أن فاديه هو رئيس السلام، الذي تجري منه قوى الفرح والمحبة إلى عالمنا الفقير. هل أصبحت نوراً في ظلمة مجتمعنا. تعال الى المسيح، الذي يبني ملكوته، ويؤهلك للعيش في حمايته.

قد تم وعد النبي، ويتم الآن، وسيتم في المستقبل. لأنه ليس مانع لخطة خلاص الله؟ طوبى لك إن التصقت بمخلص العالم، فتسكن فيك أسماؤه وفضائله إلى الأبد.