العودة الى الصفحة السابقة
الْمَسِيحِ يَسُوعَ، صَارَ لَنَا حِكْمَةً مِنَ اللهِ وَبِرًّا وَقَدَاسَةً وَفِدَاءً (1كورنثوس 1: 30)

الْمَسِيحِ يَسُوعَ، صَارَ لَنَا حِكْمَةً مِنَ اللهِ وَبِرًّا وَقَدَاسَةً وَفِدَاءً (1كورنثوس 1: 30)


يحاول العالم اليائس الجائع إلى المحبة أن يجد حلاً لمشاكله، بواسطة اكتشافات العلوم الحديثة والأنظمة السياسية الباهرة والأسلحة المخيفة الفتاكة واقتراحات الزعماء البارزين.

وكذلك يخضع البشر لنتائج ما تمليه الآلات الكهربائية الحاسبة، ويبنون مستقبلهم على تطور التكنيك. ولكن القلوب تبقى خالية من الفرح الحقيقي لأن قوة الله لا تعمل مع الإنسان الكافر. وهكذا يتزايد الظلم ويتفاقم الاضطراب.

بيد أن الله قد أعلن لنا الخلاص الوحيد الحق والناجح في المسيح يسوع. فنشهد لك بكل إخلاص وتواضع، أيها الأخ العزيز، أنه لا رجاء لعالمنا المتشائم، إلا في المسيح المخلص. تعال إليه وادرس حياته بتعمق، واقبل خلاصه المجيد لأنه الفادي الفريد، والمنجي الوحيد.

لقد أرسل الله مسيحه إلى البشر، حكمة وبراً وفداءً. ولما كانت مخافة الرب هي رأس الحكمة، فمن يدرس سيرة المسيح، يتعلم مخافة الله ويعرف محبته الكريمة، ويدرك فرحه السرمدي، وسلامه العظيم.

لقد عاش وديعاً وقانعاً ومتواضعاً وطاهراً، كل الطهارة. ففي ضوء حياته، ندرك نقصنا القبيح. لأن مجده، يظهر ذنوبنا وأنانيتنا. المسيح يسوع هو الوحيد، الذي وُلد من روح الله. وهو كلمة العلي الذي تجسد وحل بيننا مملوءاً نعمة وحقاً. طوبى لك أن إدركت وضاعتك في ضوء جلاله وهنيئاً لك إن كانت محبته موضوعاً لطموحك. لقد جاء لكي يغير حياتك. تأمل سلوكه، تدرك حضور الله في عالمنا الحقير.

واذكر أن محبة المسيح، أعظم من توبتك. وأن حقه، أقوى من معرفتك. إنه لم يأت ليدينك، بل ليرفع خطاياك ويزيلها نهائياً. قد بررك المسيح مجاناً، ومات عوضاً عنك في لهيب غضب الله. فأوجد براً غير مبني على إنسانيتنا الخاطئة، وغير متعلق بأعمالنا الباطلة. إنه قدّم لنا بر الله، الذي هو بالإيمان. فمن يؤمن بالمسيح، يتبرر أمام الله الأزلي. تعال إليه، واعترف بذنوبك وشرورك، فيمنحك غفراناً كاملاً، وتطهيراً شاملاً وبراً أبدياً، لا ينتهي في الموت والدينونة.

والمسيح يسوع، يدعوك لتقترب إليه، ويجذبك إلى اتّباعه، ويثبتك في ملكوته لا يتركك وحيداً في ضعفك، بل يمنحك قوة الروح القدس، إن آمنت بدمه المسفوك لأجلك. وهذا الروح الإلهي الخالق، يغيّر حياتك. وكما كان المسيح محبة الله المتجسدة، وعاش بلا خطية بين الناس، هكذا يدفعك روح الرب إلى التواضع والصلاح، لكي يعرف زملاؤك من سيرتك، أن الله أصبح أباك السماوي. فالروح القدس يوبخ ضميرك، لكي تعترف بتعدياتك. وترجع اختلاساتك، وتكره أكاذيبك المبالغة، وتغفر لأعدائك. لأنه لا يوجد في العالم حل لتوتراته ومشاكله، إلا بواسطة روح الله. تعالى إلى يسوع واطلب منه حلول روحه في قلبك، لكي يملأك بسلامه وقداسته. لأنه بدون هذا الروح تبقى شريراً شرساً.

وكل مؤمن بالمسيح، لا بد يتألم من ضعف جسده وعصيان ذهنه. فكلنا نمد أيدينا إلى فادينا، وننتطر مجيء مخلصنا، ليكملنا في مجيئه الثاني. ولكن في هذا الانتظار، ندرك مرتعبين، أن الخطية في العالم متزايدة، والكفر مسيطر مالك للشعوب. والخبيث يسمم المجتمع. لهذا كله نصرخ بصوت عال إلى الله: «أيها الآب القدوس، أرسل مسيحك قريباً، لكي تنتهي الحروب، ويبطل الموت وتزول الضيقات، ويتعانق البر والرحمة على الأرض». وإننا لواجدون جواب الروح القدس على تضرعنا هذا في إنجيله بأن المسيح يسوع يأتي سريعاً وينجينا من الشرير، ويبني ملكوت محبته على أرضنا الظالمة. هل تترقب مجيء المخلص؟ فوصوله أهم حادثة في تاريخ البشر. وسوف ترى في ظهوره مجده العظيم، وملائكته القديسين المرافقين له. وعندئذ يهرب الأشرار مرتعبين. لأنهم لم يقبلوا حكمته للتوبة، ورفضوا بره للتقديس. أما نحن المؤمنين المنكسرين، فنعرف بفرح وابتهاج أن الآب الآتي، هو فادينا الرحيم، الذي مات على الصليب لأجلنا وبررنا إلى التمام وقدسنا وطهرنا بالنعمة، ليرجعنا نهائياً إلى شركة الله المباركة. هل أنت مستعد لاستقبال المسيح؟ إنه يأتي قريباً، معلناً رجاء مجدنا.

أتعرف أسرار يسوع المسيح؟

إن أردت معرفة أكثر عن جواهر مسيح الله وأفعاله فنرسل لك نسخة من تفاسير الكتاب المقدس إن طلبتها منا.