العودة الى الصفحة السابقة
اِسْهَرُوا. اثْبُتُوا فِي الإِيمَانِ. كُونُوا رِجَالاً. تَقَوَّوْا. لِتَصِرْ كُلُّ أُمُورِكُمْ فِي مَحَبَّةٍ (1كورنثوس 16: 13-14)

اِسْهَرُوا. اثْبُتُوا فِي الإِيمَانِ. كُونُوا رِجَالاً. تَقَوَّوْا. لِتَصِرْ كُلُّ أُمُورِكُمْ فِي مَحَبَّةٍ (1كورنثوس 16: 13-14)


يتخيل الناس مستقبلاً ناجحاً مُذهّباً، أما الشاب المدرك لحقيقة فشله فإنه يتناول المخدرات ليهرب من اليقظة. وزعماء البشر يحاولون إخفاء الحقائق عن الجماهير. ليعموهم عن حقيقة أمواج الكوارث المقبلة عليهم.

ولكن المسيح ورسله، ينادوننا بكل صراحة: «اسهروا، كونوا واعين ومدركين سبب كل الضيقات. لأن غضب الله معلن على فجور الناس وإثمهم». فخطايانا واستسلامنا لأرواح نجسة، هو السبب الحقيقي لضيقنا وموتنا ويأسنا وتشاؤمنا.

إن من يعرف غضب الله، يفزع ويفتش عن مهرب من دينونته. لأن الروح القدس لا يطلب إلينا أن نحقق الأعمال الصالحة السطحية، بقوتنا الذاتية، لنرضي الله. بل يرشدنا إلى إيمان حق، وتغيير ذهني وتجديد الأفكار.

انظر إلى يسوع المسيح، فهو موضوع إيماننا. لأنه الإنسان الإلهي المثالي، الممتلئ بالمحبة والقوة والتواضع. فالمؤمن يتحد به. ومن يثق فيه، ينال باسمه غفران خطاياه وتطهيراً مجدداً لأعماق قلبه.

إن الإيمان بالمسيح، يشبه انقلاباً عظيماً في الكيان البشري، لأن محبته الأزلية تقلب المؤمن، وتوقظ القوى والمواهب الخامدة في الإنسان.

وحيث تجدّد محبة الله المرء، يتقدس ويطيع خالقه، ويصلي في قوة الروح القدس، ويخدم كل الناس بفرح. أما كل إنسان لا يعرف ربه، فليس هو بإنسان حق. وكل شاب لا يصلي، هو ميت في خطاياه. فامتحن نفسك هل تصلي، ويفيض قلبك شكراً وحمداً لله؟

وحيثما يلمس روح الله إنساناً بإيمان المسيح، يقوم هذا من نومه وتورطه في النجاسة، ويصبح إنساناً حقاً، حسب صورة الله التي ظهرت في المسيح جلياً وسط عالم الخطية والبغضاء. فالعبارة (كونوا رجالاً) تعني «جددوا صورة المسيح فيكم» في عصر تشيطن البشر.

ليس إنسان بقادر على العيش في البر وقداسة الحق، لأننا ضعفاء فانون. ولكن حيثما يقدسنا دم المسيح، ويطهرنا الإيمان بابن الله، هناك تجري قوة الروح القدس فينا، وتقوينا بقدرة العلي. هل تعرف قوة الله؟ إنها موجودة في الإنجيل، وتحل في الذي يقرأ كلمات المخلص مصلياً. املأ قلبك بكلمة ربك، فتصبح إنساناً متفوقاً، وتغلب الخطية في جسدك. وعندئذ تتبع يسوع الوديع المتواضع المستعد أن يقيمك من الموت الروحي. وحينئذ يطيب لك أن تستسلم لربك، وتسلمه أمنياتك وتشوقك. وهو يعطيك بالمقابل إرادة قوية، ويثبتك في مسرّته السرمدية.

إن قوة الله تدفعك إلى خدمات المحبة. فهي لا تثير شهوات الجسد، بل تقود كل مؤمن إلى التضحية وإنكار الذات، تشبهاً بالمسيح الذي أصبح خادماً لكل الناس مخلياً نفسه من مجده الأزلي، هل تريد العظمة والشهرة، فتسقط حتماً في خطية الشيطان؟ اتبع المسيح واطلب منه قلباً محباً، يحتمل كل الضربات والشتائم والإهانات والاتهامات، بصبر دائم. عندئذ تحب أعدائك، وتبارك لاعنيك وتحسن إلى مبغضيك بلا نهاية. فمحبة الله تجعلك عاملاً لسلام مجتمعك، وقوة مانعة لفساد أمتك.

ولما اختار كثير من الشباب هذه الآية شعاراً لأيامنا المضطربة، استغربنا لأن البنات أيضاً رفعن هذه الآية الهامة اليوم، ونادين بها للشباب. ففهمنا من اختيارهن أن البنت الحقة لا تطلب شاباً ثرثاراً، لابساً على الطراز الحديث، وراكضاً إلى الأفلام العاهرة متخيلاً أكاذيبها، ومحاولاً إثارة البنات بكلمات الحب. بل تطلب شاباً في المسيح، مظهراً صورة الحق والطهارة وقوة الله. لهذا نهيب في هذا العصر الإلحادي العارم بكل شاب وشابة: استيقظوا من الوهم الخادع واثبتوا في الإيمان بالمسيح فاديكم، مظهرين صورة الله في محيطكم، في قوة الروح القدس، الذي يقود كل طالب إلى البلوغ في محبة الله. حققوا هذه الدعوة الرسولية، بواسطة رجوعكم إلى الله الحق، فتصبحوا منارة لنعمته في الظلمات المتصاعدة حولنا.

أأنت محتاج إلى قوة الله؟

إن أدركت أن قوة الله تنقصك لإكمال وصايا محبته، فنحن مستعدون لنرسل إليك نسخة من تفاسير الكتاب المقدس. فهو يفسر لك قوة محبة الله في قراءات يومية.