العودة الى الصفحة السابقة
الخسارة الكبرى؟؟

الخسارة الكبرى؟؟


عاش صاحب مصانع في زواج سعيد، وكان محترماً وجيهاً، فأحبه عماله للطافته وإحسانه إليهم. ولكنه بسبب ظروف طارئة فقد كل ممتلكاته، فكانت ضربة شديدة عليه، لكنه ظل قنوعاً سعيداً. وبعد ذلك عميت عيناه، فتحمل هذه الضربة الجديدة صامتاً وبلا مرارة، ولم يسمع أحد منه كلمة تذمر على الله، وبعد قليل أصابته ضربة ثالثة، لأن قرينته المحبوبة مرضت وتوفيت. وظل الرجل مطمئناً وحمد الله رغم كوارثه المتتابعة.

ويخبرنا الكتاب المقدس عن قائد جيش في سوريا وقعت عليه خسارة كبرى. وقد أحبّه جيشه لمقدرته. وكذلك قرّبه الملك إليه. وكانت امرأته محترمة تقية. وحدث أنه أصيب بحبوب في جلده، وتبين بعد ذلك أنه مرض البرص. فجسد هذا المشهور فسد تدريجياً وهو حي. وكان ذلك كارثة عليه. وهذا المرض معدٍ. فاضطر للحياة في العزلة لكيلا يسبب ضيقاً وموتاً وهلاكاً للآخرين. فالآن لم يعد أحد يحسده لأجل رتبته وشهرته. ولا يقدر هو أن يتمتع بأمواله وغناه، وقد اقترب الموت منه بخطى قريبة وكشر عن أنيابه لابتلاعه.

ولربما أنت، تشبه من بعض الجهات قائد الجيش المحترم وحصلت على درجات عالية في المجتمع، ورئيسك يحترمك، وموظفوك يحبونك، ولك امرأة محبوبة وأولاد مطيعون. وتتمتع بصحة جيدة وسعادة متناهية.

ولكن كل هذا ينتهي، إن خسرت نفسك. وكما أصيب قائد الجيش بالبرص، هكذا أصابت الخطية نفسك وهي خسارة كبرى وفقدان لجوهر الإنسان. وهذه الخطية تفسد سعادتك، وتقلق بالك وتجعلك مذنباً. وفوق ذلك تنقل مرضك الروحي إلى الآخرين بأفكارك وأقوالك وأعمالك. فتصبح سبباً لكوارث عديدة. وقد قال المسيح بكل صراحة: «مَاذَا يَنْتَفِعُ الإِنْسَانُ لَوْ رَبحَ الْعَالَمَ كُلَّهُ وَخَسِرَ نَفْسَهُ؟» (متّى 16: 26)

عندئذ لا تساعدك شهرتك أو وظيفتك، ولا امرأتك وأولادك، ولا بيتك وممتلكاتك. ولأنك مصاب بأصعب مرض موجود في دنيانا، وهو الخطية.

ولقد عاش على أرضنا أشخاص موهوبون، ربحوا كل العالم تقريباً. فنبوخذنصر وصل إلى قمة شهرته وذروة قدرته، حتى سموه الرأس الذهبي. ولكنه سقط من علوه المتفاخر ذات ليلة إلى ليل الجنون.

واسكندر الكبير سيطر على أكثر بقاع العالم المعروفة آنذاك، وسقطت دولة بعد دولة لسيفه. ولكن البطل العظيم، استسلم للسكر ومات موتة أليمة.

ونابوليون وضع قدمه على عنق أوروبا، التي انكسرت أمامه. ولكنه مات، معتقلاً في جزيرة منعزلة في المحيط الأطلسي.

والشاعر جوته، اعترف في شيخوخته أنه لم يسعد في كل أيام حياته، إلا بما يعادل أربعة عشر يوماً.

فلا تنس أن فرح الحياة وسعادتها، لا تتكون من الكذب والتملق والتمتع بمباهج هذه الدنيا لأن السعادة الحقة ليست دنيوية. ولكن الفرح الصحيح، هو بشفاء نفسك من مرض الخطية. فأنت في حاجة ماسة للمخلص الأزلي، لكيلا تفسد وتظل فاسداً. ارجع إلى ربك واختبر أنه ليس طريق آخر للخلاص، إلا بالمسيح ودمه الذي له القدرة، ليطهرك من كل خطية.

ماذا تريد أن تعمل لشفاء نفسك؟ فإنك من أجل الجسد، تهتم كثيراً وتصرف مالاً للغذاء والشراب والملابس الفاخرة، ولكنك لا تهتم بنفسك أي اهتمام. استيقظ من إهمالك، وعرّض نفسك للمخلص. لأنها في عيني المسيح، أثمن من كل كنوز العالم، بدليل أنه بذل نفسه لأجل خلاصك.

هل أدركت الحزن العميق، الصادر من إهمال النفس. إن صرت غنياً عظيماً شهيراً وذكياً، وخسرت نفسك والحياة الأبدية، فإنك تكون خاسراً هالكاً. أما المسيح، فبذل جهده، وتعب لخلاص نفسك. فهل أردت أن تموت في خطاياك؟ لا. أسرع وخلّص نفسك، تشجع واذهب إلى المعين الفريد واعترف أمامه بخطاياك الشنيعة. فتنال الغفران، حسب القول الرسولي «إِنِ اعْتَرَفْنَا بِخَطَايَانَا فَهُوَ أَمِينٌ وَعَادِلٌ، حَتَّى يَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا وَيُطَهِّرَنَا مِنْ كُلِّ إِثْمٍ» (1يوحنا 1: 9) والمسيح قادر أن يخلصك بالتمام، ويطهّرك في شعورك الباطني، وينعم عليك ويبررك بحق الله. تعال إلى المسيح فتستلم منه قوة، تعمل منك إنساناً جديداً بنفس متجددة ممتلئة محبة وحقاً وفرحاً.

هل تريد تجديد نفسك؟ إن أردت أن تحصل على غفران خطاياك وتغيير ذهنك نرسل لك الإنجيل المقدس حسب البشير لوقا.