العودة الى الصفحة السابقة
علامات مجيء الرب

علامات مجيء الرب


ينظر الكثيرون من الناس إلى المستقبل بقلق، ويتغلغل في قلوبهم خوف غامض. فالجرائد تتكلم يومياً عن كوارث وفظاعات، وتعلن عن أخبار السرقات وأعمال السلب والقتل والاغتصاب. كل هذا يذكرنا بكلمة المسيح القائلة: «فِي الْعَالَمِ سَيَكُونُ لَكُمْ ضِيقٌ» (يوحنا 16: 33). فعلينا الاعتراف بأن فوضى العالم تزداد، والظلم على أرضنا ينمو ويتفاقم.

لكن الذي يعرف الكتاب المقدس، ويدرسه بدقة، يتوصل بواسطة هذه الأحداث إلى المعرفة، أن نهاية الزمن قريبة، وانحلال العوالم موشك. وقد أنبأ المسيح يسوع بكل وضوح بأن نهاية الكون تسبقها ثورات سياسية، وانقلابات مذهبية، وانهيار اقتصادي، وارتباك ديني، حتى أن الإنسان ليصبح ضائع اللب كالمصروع، والكل يتساءلون: ما هي النهاية؟

وفي هذا الوضع الخانق، لا يهتم الناس إلا بأنفسهم. ويرقصون حول الأصفر الرنان المعبود، مأخوذين بفكرة جشعة: كيف أستخلص مالاً أكثر؟ والجميع استنفروا مواهبهم، لاصطياد المال. وأصبح هذا السؤال يتردد على كل لسان تقريباً: هل تريد أن تغنى، وتنال ربحاً أكثر ومعاشاً أكبر؟

أما الكتاب المقدس فيعلمنا، أن البشر المشرفين على الهلاك، تسيطر عليهم فكرة: ماذا نأكل ونشرب؟ وهذه الفكرة تشحنهم بالشهوات، فيفقدون الحس وتنتهي الأمانة الزوجية، وتعم الدعارات. فيتشيطن العالم، ويظهر بكل وضوح، أن الشيطان هو رئيس الكون، ويسرع في إفساده، وقصده لخبطة الأنظمة، والقبض والسيطرة على المضطربين. ويجرب أن يدخل إلى الكنائس، ليشقها طوائف، أو يدخل إليها مرض الفتور الروحي والتشاؤم والإفناء. وفوق ذلك تضمحل وتتزعزع أركان العالم، فتكتسحه الفوضى كطوفان يغرق كل شيء.

وأكثر البشر، يرفضون الله ومسيحه، ويغرقون في الكفر والتجديف. فلا تبقى تعزية، للمرضى والمشرفين على الموت. ويصبح العالم بلا محبة خراباً بلقعاً. وينظر إلى الإنسان ويعتبر كرقم جامد فقط لا فكر الله المتجسد. فتنتهي آخر آثار الرحمة، وكل يسرع في سيارته، غير مهتم بمن يدوسهم. ويصير حينئذ أن المرء لا يصلي بل يسب ويشتم.

والشيطان يحصل على نتيجة في الكنائس أيضاً. ويصب أفكاره في الوعاظ فلا يتجاسرون لتبكيت الشعب على خطاياه بالصراحة المطلوبة. فإبليس يرتدي ثوب الكارز الذي ينادي بنعمة رخيصة، مجردة من سلطان الروح القدس. فعظة أتباع الشيطان عن الغفران العام، لا تغير القلوب. وحياة خدام الرب المزيفين تكون عكس ما يقولون. لأنهم ينكرون قوة العلي، ويشحنون عظاتهم بألفاظ جوفاء خالية من التعزية. ويبشرون بالعون ولا يعينون أحداً. وتتكاثر أشغالهم وتتنوع لجانهم. فتصبح مؤسساتهم بلا طعمة ولا حياة أبدية وقبل أن تأتي النهاية الأخيرة يسقط كثير من المؤمنين غنيمة لروح العصر. ويخطئون باستمرار واقعين في العار والعيوب. ويضطهدون الأمناء، الثابتين في كلمة مسيحهم. ولا يثبت في هذه الظلمة المتصاعدة إلا قليل من المؤمنين، الذين يقفون على أساس أبدي على المسيح نفسه الذي هو يحملهم ويضمنهم ويقويهم.

ولكن في المنتهى يشرق مجد الرب في علامة ابن الإنسان، إذ يأتي في سحاب النور، بسلطان ومجد عظيم. عندئذ يستيقظ الكل.

فيبدأ الابتهاج والتهلل، إذ يأتي المخلص الإلهي، بكل قوته وبهائه. فتتمزق أحجبة العالم الغير منظور، ويعلم الكفار عندئذ إن صلاة المؤمنين إلى فاديهم المنجي لم تكن غباوة كما زعموا.

ويدرك أولاد هذا العالم أنهم خاسرون مخدوعون ضالون. ويبدئ فيهم صراخ وولولة. لقد أكرموا كل الأسياد ما عدا واحداً هو يسوع. وخافوا من كل مآتي المستقبل، إلا من الذي قال: «دُفِعَ إِلَيَّ كُلُّ سُلْطَانٍ» (متّى 28: 18) وطلبوا كل معين، إلا المعين الوحيد يسوع المسيح. وآمنوا بكل الأضاحيك إلا بكلمة يسوع المحيية. حقاً أن الدينونة المقبلة ستكون مريعة فظيعة، لأن أكثر الناس سيعرفون أنهم أغبياء أشرار هالكون لا محالة. ويختبرون الحق، أنه مخيف لغير المصالح مع القدوس، أن يقع بين يدي الله الحي.

أما أولاد الله، المتجددون بدم المسيح وروحه، فيتقدمون إلى هذه الساعة بفرح، ويرفعون رؤوسهم، عارفين أنه يأتي هذا الذي آمنوا به، وعاشوا لأجله. فيبتدئ العصر الذي وعدوا به، ويقول عنه الكتاب المقدس بكل وضوح، أنه فرح سرمدي يشرق على رؤوسهم.

كيف هي حالتك مع يسوع؟ هل قبلته كمخلص شخصي؟ هل اختبرت الحق فتشهد له، قائلاً: «إنه غفر لي كل خطاياي، وجعلني في نعمته ولداً ووارثاً له». وإن لم تعرف هذا الخلاص، ولا تثبت في المسيح فنطلب إليك ونقول، أسرع وخلص نفسك! اليوم هو الوقت المقبول. لا تكمل طريقك، بدون مخلصك. بل تعال إليه فإنه يرقبك ويشاء أن يغني حياتك بنعمته الأبدية.

إن كان لديك أسئلة حول مجيء المسيح وخلاص نفسك وكتبت إلينا بصراحة ووضوح نجيبك بكل أمانة وإخلاص.