العودة الى الصفحة السابقة
اَلْبِرُّ يَرْفَعُ شَأْنَ الأُمَّةِ، وَعَارُ الشُّعُوبِ الْخَطِيَّةُ (أمثال 14: 34)

اَلْبِرُّ يَرْفَعُ شَأْنَ الأُمَّةِ، وَعَارُ الشُّعُوبِ الْخَطِيَّةُ (أمثال 14: 34)


الحروب المزعزعة سبب مشاكل عديدة وعقداً متعددة في عائلاتنا وشبيبتنا. اقرأ الجرائد تر الحالات السيئة في كل طبقات شعبنا. والمشاكل الجنسية أصبحت اليوم ضيقاً كبيراً وخطراً هائلاً، لأن الطهارة هي أساس لصحة الأمة، وبها يتعلق الخير والشر، الحظ والشؤم، الرفع والانكسار. فالشعب المحافظ على علاقات جنسية شريفة يثبت في بركة الله بكل نواحيها. ولكن حيث تصبح هذه العلاقات فاسدة وبلا ضابط، تسرع الأمة إلى السقوط والنهاية.

أليس التاريخ البشري، هو معلمنا الصريح؟ فالحكيم من يجد دلائل واضحة عبر القرون، لأن الشعوب تضمحل بسبب دعارتها. فنتذكر البابليين في حضارتهم، لقد سقطوا بسبب نجاساتهم. والأشوريون فقدوا قوتهم وحضارتهم بسبب استسلامهم إلى شهوات الجسد وكل أنواع الفسق. وأين شعب اليونان القديم المشهور بالجمال والحكمة؟ لقد انتهى بسبب الفساد واللوطية والعار. وحتى شعب الرومان الغني والقدير انكسر بسبب عدم المحافظة على الطهارة.

وعلينا الانتباه والاعتراف بأن الدعارة بدأت تكتسح الأمم، وتخنق العفة والشرف وقوة الشعب بواسطة النجاسة والعار. والمهتمون بالتربية، يقفون أمام هذا التيار بحزن، وهم متسائلون: هل نحن في طريقنا إلى الفساد الجنسي والانحلال الخلقي؟ الدلائل واضحة ومرعبة، فالجرائد والمجلات تفيض بالصور والأبحاث الجنسية. وبين الأفلام نجد مضاربة لأجل الدعارة. كذلك الأزياء تتسابق في كشف العورات. والدعايات في الواجهات والجرائد تستخدم وسائل الجنس أكثر فأكثر. فالخطية تمر، كوباء مهلك في قرانا ومدننا. وإن بقي المسؤولون عن الآداب الاجتماعية غير مهتمين بها، فإن العائلات والنشء الجديد والأمة عامة، ستفسد وتضمحل كالشعوب السالفة في التاريخ. استيقظي يا أمتي، لأنك تشرفين على خطر كبير واقع. وإن استمررنا بهذه الحالة، نسقط إلى دينونة الله المعلنة على لسان بولس الرسول القائل: «أَسْلَمَهُمُ اللهُ أَيْضًا فِي شَهَوَاتِ قُلُوبِهِمْ إِلَى النَّجَاسَةِ، لإِهَانَةِ أَجْسَادِهِمْ بَيْنَ ذَوَاتِهِمِ... لِذٰلِكَ أَسْلَمَهُمُ اللّٰهُ إِلَى أَهْوَاءِ الْهَوَانِ إِلَى ذِهْنٍ مَرْفُوضٍ لِيَفْعَلُوا مَا لاَ يَلِيقُ...» (رومية 1: 24 و26 و28)

والسر الأكبر في نجاسة الشعوب، هو ترك الله. لأن من لا يخاف ربه، يسقط في عبودية الخطايا. فالعار النامي، هو دليل على إلحاد نام متزايد. فنحتاج أولاً للرجوع إلى الله، قبل أن نغلب عيوب الدعارة «اُطْلُبُوا الرَّبَّ فَتَحْيَوْا» (عاموس 5: 6).

ولكن قضايا الجنس، لا تتعلق بالعموم فقط، بل تختص بكل فرد. فنسألك كيف تعيش؟ هل أنت عفيف أو عبد لشهواتك؟ لا تنس أن كل مؤمن مدعو ليمثل الطهارة أمام العالم، بواسطة تصرفاته وأقواله. ويقول لك ربك: «طُوبَى لِلأَنْقِيَاءِ الْقَلْبِ، لأَنَّهُمْ يُعَايِنُونَ الله» (متّى 5: 8). أما النجسون فهم خارج رحاب القدوس.

إننا نحتاج في أيامنا هذه إلى رجال ونساء ثابتين أقوياء في الطهارة، ليكونوا قدوة صالحة ودلائل واضحة. هل تريد أن تكون من هؤلاء المنارات في الظلمة المتصاعدة؟

فنقول لك: أولاً، احفظ عينيك من الصور النجسة. قد ساهمت المطبوعات في إفساد كثيرين من الناس، لأن القصص السيئة والمجلات العارية، تخدر الشعور بالشرف. والمؤسف أن لا ينوح كثير من الآباء والأمهات، لانحدار أبنائهم إلى طريق المجرمين. وإن سألت المحبوسين في السجن عن نقطة انطلاقهم إلى النجاسة، تجد مراراً أن الكتب والمجلات كانت أسباباً لخطاياهم. فانتبه لأن الكتب السيئة هي مشاعل من جهنم. فنقترح عليك أن تحرق كل الكتب والمجلات الفاسدة في بيتك، لكيلا تسمم الآخرين. وعارض جهراً كل محل تباع فيه هذه الأشياء.

ثانياً، احفظ أذنيك ولسانك. يا للأسف. نجد اليوم في المصانع والدكاكين والمدارس الكلمة النسجة، كشيء عادي. فمن يريد علاقة محترمة مع زملائه، فعليه أن يعارض هذا التيار جهراً بعد صلوات مستمرة.

حدث مرة أن أحد الفتيان، كان يشتغل في مصنع. فتكلم الرجال بقصص بذيئة آلمته، فتقدم منهم قائلاً: «عيب عليكم أن تتكلموا بقصص نجسة أمامنا، لأنكم بهذا تضلوننا».

ليت عندنا رجالاً ونساءً جريئين، يقولون ما يعتقدون بخصوص شوقهم إلى الطهارة. فهم ملح الأرض، عاملون ضد الفساد.

وربما تكون في نفسك عبداً للخطية، مستعبداً للنجاسة فكراً وعملاً. فاسمح أن ندلك على طريق الحرية الحقة: التجئ إلى المسيح فهو المخلص الوحيد، الذي يستطيع أن يحررك. اعترف بذنبك جهراً أمامه، وادرك أنّ حياتك في الذنوب والنجاسة، هي ضد الله والناس. وربما أفسدت أناساً آخرين، وأضللت بنات أو شباب، فليس أحد يقدر أن يغفر لك هذه الخطية، إلا المسيح المصلوب بالذات. فآمن أنّ المسيح بذل دمه لأجل هذا الحزن المر، المسبب من سيئاتك. فدم المسيح يطهرك من كل إثم.

وإن كنت متزوجاً وسقطت، فقم واعترف بذنبك أمام قرينتك، طالباً منها ومن الله الغفران. وهذا هو الطريق أن المسيح يفكك من قيود النجاسة ويجدّدك. ففي شركته تختبر حياة منتصرة على تيارات الفسوق والنجاسة.

أيها الأخ العزيز ندعوك اليوم، أن تساعد أمتك بواسطة حياة طاهرة مبنية على المسيح يسوع. ليت كثيرين يتحدون في الشعار الظاهر:

طاهراً في نظرة العين.

طاهراً في كلمة اللسان.

طاهراً في كل عمل وفعل.

هذا يتم إن ذهبنا إلى المسيح، ليطهرنا ويملأنا بقوته. فنتقدس كما هو قدوس.

وإن أردت منشورات أكثر فاكتب إلينا.