العودة الى الصفحة السابقة
هُوَذَا حَمَلُ اللهِ الَّذِي يَرْفَعُ خَطِيَّةَ الْعَالَمِ!(يوحنا 1: 29)

هُوَذَا حَمَلُ اللهِ الَّذِي يَرْفَعُ خَطِيَّةَ الْعَالَمِ!(يوحنا 1: 29)


في بعض مناطق العالم، يقدم كثيرون من الناس عطايا وصلوات بخوف ورعدة للأرواح والآلهة. وهم يمارسون تديُّنهم هذا إما إرضاءً لضمائرهم المبكَّتة بسبب خطايا ارتكبوها، أو عملاً بقواعد الدين الذي يدينون به. وحقاً كل إنسان مذنب أمام الله، ويستوجب غضبه عليه، ويستحق الموت بسبب أنانيته.

منذ القديم أوجد الله بنعمته تكفيراً للتائبين بواسطة الذبائح والمحرقات، وكان نظام الذبائح الذي وضعه الله يتيح للمذنب أن يضع يديه على رأس الذبيحة، رمزاً لانتقال خطاياه إلى الحيوان الذبيح الذي قدَّمه نائباً عنه. وكان عليه أن يذبح الحيوان بيده ويسلخ جلده ويقطعه قطعاً للحرق على المذبح، وهكذا كان الخاطئ يكفّر عن آثامه بنائبه، أي الحيوان الذي مات بديلاً عنه. كما هو مكتوب: «بِدُونِ سَفْكِ دَمٍ لا تَحْصُلُ مَغْفِرَةٌ» (عبرانيين 9: 22).

ولا شك أن الناس شعروا خلال الأجيال أن كل ذبائحهم لا تستطيع أن تكملهم، فهي لا تحقق صلحاً عملياً مع الله. وإن كان الله قد قبلها فذلك لأنها رمز للذبيحة الكاملة التي أعدَّها منذ الأزل. وخلال عدة قرون ذُبحت حيوانات بلا عدد في العالم، وسالت أنهر الدماء من الذبائح لإقامة السلام مع الله. ومعنى هذا أن رغبة الناس في الصلح مع الله أكثر مما نتصور.

حين جاء ملء الزمان عبّر الله عن محبته للخطاة المتمردين بعمل رحمةٍ فريد عجيب، إذ وهب حملاً مقدساً بلا عيب ولا لوم. ذاك الحمل هو يسوع المسيح، الذي وُلد من الروح القدس ومن مريم العذراء. وعاش بلا خطية. وفي محبته الأبدية كان المقتدر أن يرفع كل خطايانا. والواقع أن لا أحد غيره يصلح أن يكون وسيطاً بين الله والناس. ولهذا لقَّبه الإنجيل بـ «حمل الله رافع خطية العالم».

وبهذه المحبة الفائقة الإدراك صار الأسد حملاً وديعاً، وعاش بيننا وديعاً متواضع القلب، صبوراً مطيعاً. وكانت حياة التواضع ونكران الذات سرّ انتصاره. وحين عصفت به آلام الصليب لم يحقد على أعدائه الذين صلبوه، بل أحبهم وغفر لهم. وحين حمل في جسده خطايا العالم التي حجبت عنه وجه الآب، لم يكفّ عن الإيمان بأبيه الغاضب من خطايانا.

وهكذا بطاعته حتى الموت موت الصليب صرف المسيح غضب الله، وكفَّر عن خطايا العالم، حتى يمكننا القول إن حمل الله بذبيحة نفسه غيّر وضع العالم، فأصبح لنا سلام مع الله الذي أحبنا لأجل الذبيح الإلهي. إنه حررنا من سلطة الخطية، ونقلنا إلى رحاب نعمته، وابتدأ بهذا الموت عالم جديد.

وحَمَل حملُ الله خطية كل العالم، وصالح مع الله الكبار والصغار، الأغنياء والفقراء، المتعلمين والجهلاء، وحمل خطاياك أيضاً. ولكنك لا تنال هذا الامتياز إلا حين تقرّ بآثامك وتندم عليها وتتوب عنها. فبالتوبة الحقيقية وبالإيمان بحمل الله تتحقق مصالحتك مع الله.

إن قبلت موت المسيح النيابي، وأيقنت تماماً أن القدوس الحق مات فعلاً لأجلك، تتحرر من وزر خطاياك. وقد صرح الرسل الأطهار أن لهذا الدم المبارك قوة للتطهير أعظم من كل ما لدى البشر من وسائل للتطهير كيماوياً ونفسانياً ودينياً كما هو مكتوب: «دَمُ اٰلْمَسِيحِ، اٰلَّذِي بِرُوحٍ أَزَلِيٍّ قَدَّمَ نَفْسَهُ للهَ بِلا عَيْبٍ، يُطَهِّرُ ضَمَائِرَكُمْ مِنْ أَعْمَالٍ مَيِّتَةٍ لِتَخْدِمُوا اللهَ الحَيَّ» (عبرانيين 9: 14).

ماذا تعمل الآن أيها القارئ؟ اعترف بخطاياك أمام ديان كل الأرض، واعتمد على دم المسيح، الذي يطهر من كل خطية. ضع ذنوبك على حمل الله وعندها تنال بره. تعال إليه بالروح المنكسرة والقلب المنسحق تحصل على يقين الغفران، وترى مجد حمل الله. ولا تنْسَ الشكر والتسبيح لرئيس الأحبار، لأن دمه طهرك وقدسك.

إننا نرحب باستلام رسالتك المعبرة عن حبك لفاديك لنرسل لك المزيد من المنشورات حول بشرى الخلاص لتقوية إيمانك بحمل الله إذ أن تسليم حياتك للمسيح هو الخطوة الصحيحة.