العودة الى الصفحة السابقة
لسان حال سجين

لسان حال سجين

الواعظ. إبراهيم دواني


Bibliography

لسان حال سجين. إبراهيم دواني. Copyright © 2008 All rights reserved Call of Hope. الطبعة الأولى . . SPB ARA. English title: . German title: . Call of Hope. P.O.Box 10 08 27 D - 70007 Stuttgart Germany http://www.call-of-hope.com .

كلمة المؤلف

إن ما دفعني لكتابة هذه النبذة هو لكي يفهم الناس جميعاً نفسية السجين وظروفه وما يلزم له وأن يعرف كل واجبه من نحوه كعضو من الإنسانية. وإن كان وصف هذا السجين لا يطابق مع كل سجين آخر إلا أن هذه هي الحالة العامة لجميع السجناء وأرجو أن أكون أديت خدمة ذات فائدة للمجتمع والسلام.

إبراهيم دواني

لسان حال سجين

كأحد أفراد المجتمع وكعضو من هذه الإنسانية كنت أسير بينكم بانطلاق وحرية. وكنت أعتبر نفسي من الأشخاص الذين أوجدهم رب البرية. بادرت أشغالي وعملت بيد مجتهدة وقوية في كل يوم من بكرة حتى العشية.

استمريت على ذلك الحال إلى أن قلّت الأشغال وساءت الأحوال، فابتدأت أعاشر الكثيرين من الرجال الذين يصرفون جل أوقاتهم في الملاهي ويكثرون من شرب الخمر ولعب القمار معللين أنفسنا أن نصبح من الأثرياء ونحصل على قسط كبير من المال وبنينا رجائنا على تلك الآمال.

ابتدأ كل منا يطمح بالآخر ويفكر أنّ من أكثر من الخداع وبالغ بالغش والاحتيال الذي لا يعدم ولا وسيلة بها يبتز من رفيقه المال.

ذاك يُعدّ أحسن من غامر وأفضل من ربح وتاجر، فكثر بيننا الخصام والشجار.

مرت علي أيام وأنا سائر على تلك الحال في طلب الثروة والمال بطرق المخاتلة والغش والاحتيال، إلى أن أدخلني الشيطان في شبكته وصرت في قبضته وأصبحت له من التلاميذ والأتباع دوماً له مطيع ولأقواله سميع أأتمر بأمره كالعبد المطواع.

أهملت البيت والصحب والخلان والأهلين، وكلهم صاروا لي من الكارهين وتركوني موّلين عني بالإجماع وهم أياي محقرين. ثرت على النظام وكرهت القضاة والحكام وفقدت الطمأنينة والسلام. ساءت حالتي وانحط خلقي وفي ليلة ساد فيها الظلام، أقدمت على الجريمة دون التفكير والروية ولم أعلم ماذا تخبئ لي الأيام.

وقعت بيد العدالة وزججت في السجن تاركاً عيالي دون من يشعر معي أو يرثي لحالي في أسوأ حال.

مرت الأيام والأسابيع والشهور لا بل السنين وأنا لم أجد لي من ناصح. ولا مرشد ولا منجد ولا معين.

لا بل كثر علي الزجر وساء الأمر وزاد التنهد والتأوه والأنين وما أطول تلك الأيام والسنين. نحلت صحتي واختل عقلي وفقدت الثقة في الناس وتركت الإيمان واليقين وقلت يا ليتني خلقت حيواناً أو بهيماً ولماذا يشتد علي هذا العذاب الأليم.

ابتدأت أن أخاطب الناس كأنهم معي مقيمين وتصورت أنهم يوجهون لي النقد واللوم المرير.

فقلت يا ناس يا قوم اعذروني أو دوسوا علي بأرجلكم وأهينوني. من وجوهكم ارموني وفي بحر النسيان اطرحوني.

اصغوا يا قوم ولا تكثروا من النقد والتقريع واللوم. لأنني يائس لا أعرف الراحة ولا الهجوع ولا النوم. إنني فقير وإنسان حقير يكفيني عذاباً وتعب الضمير. إنني حزين وقلبي كسير اعذروني يا قوم في هذا المصير. كثرت الهواجس وأنا على الأرض جالس اطوي الأيام. الناس تركوني والأهل أهملوني وكل معارفي هجروني ناعتين إياي أزعر مغرور وأقل من بهيم. ليتهم يأتوا إلي ويقدموا عليّ بآلة قاتلة ويقتلوني قبل الأوان فاخلص من هذا العذاب العظيم.

في هذه الهواجس سمعت الحارس يفتح الباب فقلنا هذا زميل جديد قد هوى مثلنا بالحضيض فقلنا يا زميل ما الذي أوصلك إلى هنا وهل كنت غرٌ أثيم فاستحقيت هذا العذاب العظيم.

رأيناه ذا وجه باسم وقال جئتكم ببشرى السلام لأشاطركم المصاب ولأحمالكم أقاسم. فقلنا له يا أيها القادم هل أنت بانٍ أو هادم هل تبتدي تخاطبنا بالعتاب وتكثر الكلام عن الدينونة ويوم الحساب يكفينا عذابنا الأليم. وقلنا يا أخانا أجلس على الأرض معنا وشاطرنا الاحتقار والإهانة. فنحن من البائسين وكلنا من البائسين الذين لله مهملين وناسين فما عساك تقول لنا ونحن قد أسلمنا أنفسنا للشياطين فهل ننتظر حتى ندان ونطرح في العذاب المبين. هل من بشرى لإنسان في الآثام غارق وليس له رجاء ولا آمال وأصبح كأنه مطروحاً في بحر النسيان. هل من بارقة نور مشرق للذي هو في الخطايا غارق ولوصايا الله عاص وعن الدين الحق مارق؟

إن كان عندك كلمة من هذا القبيل نطلب منك أن تسهب وتطيل لأننا في حاجة لمثل هذه البشرى وقلوبنا لمثل هذه البشرى تميل لأننا مصابون في القلب والصميم.

يا أخانا كن لنا واعظاً وبشيراً وكن لنا نصيحاً ومشيراً لعل عند الله حكمة وتدبير ليخلصنا من خطايانا ويكون لنا الوالي والنصير لأنه تعالى لأحوالنا بصير وتقبّل منا لأجل ذلك الشكر الجزيل.

وقف الأخ ونظر إلينا نظرات المحبة التي هي من عند الله مستمدة وشعرنا أنه قد أتى إلينا بعون ونجدة. ملامحه كانت تجذبنا وإلى الله تعالى تقربنا. لم يكلمنا مملقاً ولم ينسب لنا الصلاح مطلقاً لكنه قال لنا أنتم خطاة وما مصيركم إلا الهلاك والممات. وقال لنا تبصّروا إن كنتم تعقلون وإلا فهلاككم حتماً يكون. حتى ولو لم تكونوا من السجناء المحكومين ولو اعتقدتم أنكم من الأبرار الصالحين لأن كتاب الله والمنطق يحكمان بأنه لا يوجد صالح من بني الإنسان والكل قد أخطئوا وضلوا السبيل وليس من صالح بينهم لا صغير ولا كبير ولا صعلوك ولا ملك ولا أمير ولا يخلص إلا من اتخذ الله له ولياً ونصيراً. ذاك يخلص بقدرة الله القدير ويتمجد الخالق بخلاصه الذي ليس له شبه ولا نظير.

كانت تلك الكلمات علينا صعبة وظننا أنها قطعت لنا الآمال وهي لا تخلص غارق ولا تنجد مارق. ولولا رمقاته التي أثّرت فينا لكنا وقفناه عند حده وقلنا له يكفينا. وأما هو فاستمر يقول أنكم لو عدلتم لعرفتم القوانين والأصول وأدركتم كلما أتفوه به لكم وأقول.

واستمر الواعظ يقول يا إخوان أنا مثلكم إنسان وزميلكم في الخطية وذلك هو الحق ليس فيه كذب ولا بهتان. وكلامي صادر عن عقل سليم وليس هو وهم ولا هذيان. أنا مثلكم أخطأت وفي خطيتي مت وكنت عرضة للضلال والطغيان. وحسبت من الخطاة الضالين وعشت في قلق بلا رجاء ولا أمان واستمريت في تلك الهواجس وكنت ذا قلب طامس ووجه عابس وضمير مضطرب كأنه بركان. فقرعت أبواب المعابد والأديرة والمساجد لعلي أجد لي من عاضد من محبي البشر ورؤساء الأديان وبينهم الإنكليز والعرب والأمريكان والألمان لعلي أجد عند أحد من البشر من يرثي لحالي ويحي آمالي كي أحصل على الأمان والسلام كل ذلك السعي الطويل لم يوصلني إلى السبيل ولم أجد بين البشر معين أو سند. لذا عزمت على ترك الديانات لأعيش كافراً حتى الممات وأهلك مع الهالكين. بقيت على ذلك الحال إلى أن جاء ليل الذي قلقي فيه طال وفكرت في المصير والمآل رجعت إلى العقل السليم وسألت نفسي هذا السؤال. وقلت هل بعقل أن هذه الأكوان كانت بلا خالق عظيم الذي قال لكل شيء كن فكان وذاك هو الله العلي الحكيم الذي هو تعالى لكل أحوالنا عليم سبحان الواحد الرحمان الذي أحيا في الآمال وملأني بالرجاء وهداني إلى الإيمان.

فقرعت باباً كنت أظن أنه موصداً في وجه الأنام ولست متأكداً من فتحه بالتمام فقرأت الإنجيل ووجدت فيه ما دوّن وقيل تعالوا إلي يا جميع المتعبين والثقيلي الأحمال لأني أنا المسيح الذي لأنفسكم يريح وخطاياكم يزيح. وأنا حمل الله الوديع الذي بذل نفسه لأجلكم مستسلماً ومطيع وإني لكم فاد ومخلص وشفيع. الذي يأتي إلي لا أخرجه خارجاً ولا أتركه شارداً لأني أنا باب الحظيرة للقطيع. الذي يسألني أعطيه والذي يطلبني بكل قلبه يجدني وأنا أكون له المجيب السميع. القارع بابي أفتح له فينضم إلى القطيع ويصبح من خرافي ويسمع صوتي ويكون لي خاصة. وفي حراستي له يكون في حصن منيع. فلا يخشى ما يحصل ولا يهرب من خوف مريع. أنا هو صخر الدهور غلبت الموت وخرجت من القبر وأتيت إليكم لأكون لكم ولياً ونصيراً ولأخلصكم من الآثام والشرور.

أنا واقف على أبواب قلوبكم أقرع طوبى لمن يفتح لي ولصوتي يسمع. إذا فتحتم قلوبكم أدخل إليها وأكون معكم مقيم وأكون معكم وأنتم معي وأعطيكم القلب السليم ونكون دوماً فرحين.

سمعت الدعوة وقلت أن هذه الدعوة صادرة عن رب عظيم الذي يمتاز بعظمته ورحمته وهو الإله الكريم. إنه تعالى شاء أن يخلص الناس الذين ضلوا السبيل وأتى اليهم ببشرى الإنجيل التي ليس فيها لا زيغان ولا تضليل وان هذه البشرى نور وهدى للمتقين. شكراً لله الذي دعاني وفي نوره هداني. خلصني وفداني أخرجني من الحفرة ومن حمأة الخطية نجاني. سمعت الندى وقبلت الهدى ونلت الفدى. اغتسلت من أوزاري وزالت أثقالي وتجدد رجائي وقوي إيماني وتبدلت أحوالي. وصرت كأني مولود جديد ليس مثلي سعيد بين الأحرار ولا العبيد. ذوقوا يا إخوان ما أطيب الرحمان خالق الأكوان إليكم يقدم الفادي الوحيد والمخلص الفريد هنيئاً لكل من يقبل إليه ويقبل نعمته ومن تنازله ومحبته يستفيد ولا يعش بقلب متقس وعنيد. اكرر وأقول اقبلوا المسيح لأنه يا إخوان يوصلكم إلى دار الأمان لأنفسكم يريح ولأحمالكم يزيح. يكون لكم أحسن رفيق في السجن أو في البيت أو في الطريق يا نعم الصديق ذوقوا ما أطيب المسيح.

المسيح جاء آيةً ورحمةً للناس وإنه الشخص العجيب أوصانا في الإنجيل أن نزور السجين وقال إن كنتم تزورون السجناء تكونون لي أمناء وكأنكم لي تزورون فأرضى عليكم ليس لكم سواي. جئتكم بهذه البشرى فاقبلوها يا إخوان لا فرق بينكم في الدين أو في اللون أو في اللسان لأن الجميع أخطأوا وكلهم يحتاجون إلى التكفير والغفران.

إني أحبكم ولذلك جئت إليكم وزرتكم ودعوتكم لقبول الخلاص الذي يقدمه إليكم رب البرية وخالق جميع الناس. ليس من الحكمة أن ترفضوا النعمة وتعرضوا ذواتكم للدينونة والنقمة فما بالكم غافلون مستمرين في الخطايا والشرور غير آبهين ليوم الدين والحساب. إن الله يتوب على من تاب ولا يرض على الشخص الذي يستمر في الشكوك والارتياب:

آمنوا بالله وابغوا رضاه واتجهوا نحو من علق على الصليب. انظروا بعيونكم وتأملوا في قلوبكم ماذا حصل لذاك الحبيب. إنه فداكم وناب عنكم ووقاكم كفّر عن خطاياكم، وغفر ذنوبكم وستر عيوبكم وجعلكم أن تصيروا في يوم الدين من الأبرار الصالحين أسرعوا إليه واتقوا شر إبليس الرجيم. هذا الصراط المستقيم الذي يقودنا إلى النعيم. هذه هي النعمة والمحبة القصوى أتت لنا بالنجوى والخلاص العظيم اقبلوها واحمدوا الله رب العالمين.

إن هذه الكلمات والأقاويل من الواعظ، كان لها علي أعظم تأثير وقد خرقت إلى أعماق قلبي الكسير. قلت في نفسي هذا هو بيت القصيد لماذا نستمر في خطايانا مقيدين بسلاسل أقوى من جنازير الفولاذ والحديد ونعيش للآثام كالرق والعبيد. ما دام جاء الفادي الذي دوماً ينادي ويقول أيها البشر والعباد لماذا هذا السير في الخطية والتمادي. أتهلكون وأنتم في وسعكم أن تخلصوا؟ أتموتون بخطاياكم وهو يقول لكم أحيوا وإلى التفتوا فتكونون من خير العباد. لماذا لا تكونوا أحراراً وعند الله أبراراً جئت لأحرركم ومن خطاياكم لأخلصكم طوبى لمن قلبه يلين وفيّ يستعين فيجد له الملجأ الأمين. لا ملجأ من الله إلا إليه. لأنه وهو الديان يدعوك للالتجاء إليه والإيمان فيمحو آثامك كغيم ويطرحها في بحر النسيان فقد سمرت بالصليب وحملها الابن الحبيب فما عليك إلا أن تستجيب فلماذا قلبك يقسو ولا يلين وبصبر الله وأناته تستهين. فكرت وتأملت إلى الله رجعت فقُبلت بالترحيب وبين ذراعي ربي ارتميت فصرت أنا البائس السجين أسعد من أصحاب الثروات وأرباب الملايين. كنت وأنا لم أزل سجين حر طليق ولست ذاك العبد الرقيق لخطاياه كل تلك السنين.

كان فرحي يزيد عن فرح السيد الطليق وزال من قلبي الحزن والتأوه والأنين ودعوت زملائي ليخلصوا من العناء. ويخلصوا كما خلصت فنقدم معاً الشكر والثناء لرب العالمين. بعضهم أصغوا لدعوتي ولبو طلبتي فرحين وعلاقتنا بالله تعالى كالأحباء والبنين.

فاسمعوا يا ناس من حكام ورؤساء دين وتجار وملاكين من كل الأجناس اعرفوا أن كل ما تضعون أيديكم عليه وتمتلكون لستم سوى وكلاء وحراس وأنكم لجميع هذه تاركين. لا تهملوا السجين ولا تدعوا قلوبكم تقسو من دون أن تلين. وأما أنتم يا أتباع المسيح من المؤمنين الحقيقيين أو المدعين من رعاة الكنائس وأعضائها العلمانيين أراكم قد تغافلتم وسهوتم ولأقدس واجباتكم أهملتم وعن أمر المسيح حدتم فصرتم لذواتكم محبين.

أخبروني هل عنى المسيح عندما قال في الإنجيل إن زرتم السجناء تكونون لي من الزائرين فما بالكم لم تزوروا المسيح الذي لم يتكلم إلا الصحيح فأذعنوا لدعوة رب العالمين. يا أتباع المسيح إني لم أكلمكم إلا بالقول الصريح. لو نسيني ربي وتركني كما كنت ذا قلب كسير وجريح لكان مصيري الانتحار فعلى من يكون يا ليت شعري اللوم والعار. فهو لا شك يكون على أولائك الذين يدّعون أنهم للمسيح موالين ولكنهم عن وصاياه الخالدة مولّين فما أبعدهم عن الدين القويم. وكلمتي للحكام الذين ينوبون عن الله في الأحكام إنكم مسؤولون عن إيجاد السلام والأمان ولم توجدوا للزجر والانتقام فإذا كنتم تقومون بما يطلب منكم حق القيام وعدلتم بين الناس وكنتم لهم أباء وحراس فلا تغب عن أذهانكم المسائل الاقتصادية وإيجاد الأشغال وأن تهتموا براحة ورفاهية جميع الطبقات والأجناس. لا تأخذوا الرشوة وسيروا بخوف الله والتقوى ولا تحابوا في الدعوى أنصفوا في الأحكام بين الناس فتنالون عند الله حظوى وكونوا لله مرضين وإياه تابعين وعليه متكلين.

لا تنسوا أن تفتحوا أبواب السجون أمام الواعظين المخلصين والذين يدعون الناس للإيمان بالله والدين القويم ولا يفرقوا بين البشر أجمعين.

اهتموا بالسجناء وكونوا لله أوفياء لا تشعروهم أن السجن لهم عقاب لكي يذوقوا أنواع العذاب. فليشعروا أن السجن للتهذيب وللإصلاح والتدريب وليس للقسوة والجفاء اوجدوا في قلوبهم الرجاء لنوال الحرية ولا تثبطوا فيهم الهمة والعزيمة وعلموهم أن يكونوا أمناء وأن يتشوقوا للحرية والمحبة والإخاء وأن يخدموا عيالهم ويحبوا أجيرهم وليكونوا لأوطانهم من المخلصين والشرفاء ويعيشوا مع المواطنين بالرضى والتسامح والصفاء.

فليرشدنا الله أجمعين لنسير في خطى الرب الأمين فلنفتح قلوبنا له تعالى حتى نوره في قلوبنا يتلألأ وتزول الظلمات عنا حتى الممات ونكون دوماً عليه معتمدين. وتتبارك الأوطان وتسود المحبة والأمان ونكون بنعمة ربنا متمتعين آمين.


Call of Hope 
P.O.Box 10 08 27 
D-70007
Stuttgart
Germany