العودة الى الصفحة السابقة
هوذا الخلاص معدٌّ لك

هوذا الخلاص معدٌّ لك

عبد المسيح


Bibliography

هوذا الخلاص معدٌّ لك. عبد المسيح . Copyright © 2007 All rights reserved Call of Hope. الطبعة الأولى . 1985. SPB 4410 ARA. English title: God s Salvation is Ready for you. German title: Das Heil Gottes ist bereit für Dich. Call of Hope. P.O.Box 10 08 27 70007 Stuttgart Germany http: //www.call-of-hope.com .

هوذا الخلاص معدٌّ لك

ما هو هدف حياتك؟

تشهد في هذه الأيام نخبة من الشباب عن اختباراتهم الروحية مع الله، معلنين أنه قد حدث تغير جذري في حياتهم. وخلاصة اعترافاتهم هي هكذا:

«عشت سابقاً بلا هدف، وتقلَّبت في نواحي الحياة مثل ضائع، ضال، متقلباً بين دين وإلحاد. سيطرت الشهوات على يقظتي وأحلامي واستعبدت جسدي وشلّت إرادتي. فاشمأزت نفسي من نفسي، وكانت حياتي غارقة في الظلام، وحاولت أن أنسى واقعي بطرق متنوعة مضرة ولم أنجح في الغلبة على ذاتي. ولكن بفضل ربي وحنانه الرحيم حدث أن المسيح التقى بي وشفى نفسي وطهر فؤادي وأقامني على أساس متين. فمنذ ذلك الوقت أصبح لحياتي معنى وهدف وفارقني اليأس والتشاؤم. قد حلّ فيّ الرجاء والاطمئنان ولست متروكاً في التجارب والشدائد. وتعلمت الاستماع إلى كلمة الله والتكلم معه بروحه وتيقنت أن ذنوبي قد غُفرت وحياتي تغيرت ونفسي انتعشت. فقوة الله تعمل الآن في ضعفي، وأنا أرتل وأرنم تسبيحة الحمد لأجل خلاص الله لي، فالحمد لله أولاً وآخراً».

أيها القارئ العزيز: إن مئات الأصوات أمثال هذا الشاب تشهد اليوم عن لقائهم بالمسيح الحي وحصولهم على خلاصه العجيب. فهل تريد أن تعرف الطريق إلى الحياة الفضلى لتصبح إنساناً سعيداً محفوظاً وطاهر الذيل سراً وعلانية؟

إذاً فتعال واقرأ الكلمات التالية بتأمل وتعمق وروح الخشوع لأن الله تعالى يريدك شخصياً وهو مستعد أن يمنح لحياتك معنى جديداً.

ارجع إلى الله بعزم قلبك

أكثرية الناس يعيشون بعيداً عن الله وهم يأكلون ويشربون ويتزوجون ويركضون وراء الماديات كأن ليس لهم ضمير.

ويحملون في داخلهم ذنوباً خفية لا عدد لها غير مدركين أن مسيرتهم إلى الهلاك. وفوق ذلك يتظاهرون بأنهم متدينون لكن قلوبهم قاسية وتعصبهم يزيدهم إثماً فوق إثم كما قال المسيح: «يشبهون قبوراً مبيضة».

أما أنت أيها القارئ العزيز فارجع إلى الله الحي القيوم لأنه لم يخلق الإنسان عبثاٌ بل يحبه محبة خالدة. الرب هو قبلة حياتك، فإن عشت بدون خالقك تظل ضالاً بلا هدف وتبقى نفسك فارغة ويائسة بلا إرشاد لأنك تخالف سر الوحي القائل: «فَخَلَقَ ٱللّٰهُ ٱلإِنْسَانَ عَلَى صُورَتِهِ. عَلَى صُورَةِ ٱللّٰهِ خَلَقَهُ» (تكوين 1: 27).

الإله الأزلي القدوس يريد أن يمنحك رونق محبته وينفخ فيك نسمة روحه لكي تعيش الحياة التي تستحق أن تسمى حياة. أطلب الرب فهو يأتي إليك حسب وعده الأمين: «وَتَطْلُبُونَنِي فَتَجِدُونَنِي إِذْ تَطْلُبُونَنِي بِكُلِّ قَلْبِكُمْ» (إرميا 29: 13).

سمع شاب في محيط وثني عن ديانات اليهود والمسيحيين والمسلمين وضاع بين أفكارهم المختلفة. وكان يسأل نفسه مراراً: «هل الله واحد أو ثلاثة في واحد؟ أين الطريق؟ أين الحق؟». فصار متحيراً وصرخ في غمرة يأسه مصلياً إلى الفضاء: يا الله إن كنت كائناً فاعلن نفسك لي لأني أريد أن أعرفك وأعيش أمامك وأكون معك محفوظاً في قدرتك. لا أستطيع أن أعيش بدونك فيما بعد أبداً.

واستجاب الله إلى صرخة قلبه. وذات يوم وهو في طريق عودته إلى البيت وجد على الأرض منشوراً ممزقاً مكتوباً عليه هذه العبارة: «إن أردت معرفة الله أكثر فاكتب لنا، نرسل إليك شروحات للكتاب المقدس مجاناً». وفعلاً كتب وحصل على مطبوعات روحية ساعدته على معرفة الحق فآمن بربه وتغيّر في أخلاقه وسلك الطريق الصحيح وأصبح خادماً أميناً للرب الأمين.

أيها الأخ العزيز: تعال إلى الله الحي لأنه في انتظارك، لا تبقَ بعيداً عنه لان كل إنسان بدون الله يشبه ضالاً متخبطاً في الظلام والضباب. تعال إلى خالقك وارفض أكاذيب منكري وجوده ولا تكن مثلهم، لأن قبل ثلاثة آلاف سنة كتب النبي داود: «قَالَ ٱلْجَاهِلُ فِي قَلْبِهِ: «لَيْسَ إِلٰهٌ». فَسَدُوا وَرَجِسُوا بِأَفْعَالِهِمْ. لَيْسَ مَنْ يَعْمَلُ صَلاَحاً. لَيْسَ وَلاَ وَاحِدٌ» (مزمور 14: 1 و3).

أما أنت فلا تقف في صفوف الملحدين بل تقوى وتجنب كذب الكفر. أترك انفرادك وتقدم إلى النور الإلهي لأن ربك يناديك بصوته الحنون: «تَعَالَوْا إِلَيَّ يَا جَمِيعَ ٱلْمُتْعَبِينَ وَٱلثَّقِيلِي ٱلأَحْمَالِ، وَأَنَا أُرِيحُكُمْ. اِحْمِلُوا نِيرِي عَلَيْكُمْ وَتَعَلَّمُوا مِنِّي، لأَنِّي وَدِيعٌ وَمُتَوَاضِعُ ٱلْقَلْبِ، فَتَجِدُوا رَاحَةً لِنُفُوسِكُمْ. لأَنَّ نِيرِي هَيِّنٌ وَحِمْلِي خَفِيفٌ» (متى 11: 28-30).

هذه هي الخطوة الأولى في طريقك إلى الخلاص المبارك أن تسمع دعوة الله وتلبيها وتصمم في قلبك على رجوعك إلى ربك إنما هذه النية الصالحة غير كافية ما دامت هي نية فقط، فينبغي أن تتحقق. اسأل نفسك: هل أشتاق إلى الله حقاً وأطلبه من كل قلبي؟ فإن كنت تطلبه فعلاً فسيجدك ويشفيك ويخلصك إلى التمام.

إنّ الله مقياس حياتك

كتب إلينا شاب من البحرين يقول: «لا أعرف بمن أؤمن فيما بعد. هل أنا مسلم أو شيوعي أو مسيحي؟ فهل تساعدونني وتوضحون لي من أتبع. محمد أو ماركس مع لينين أو المسيح؟». وقبل أن يوقع رسالته كتب: «المضطرب».

هذا الشاب وما أكثر أمثاله تائه ضائع بين التيارات المتصارعة والأفكار المتضاربة ولكنه لم يغرق في لجج حيرته ولا فقد الرجاء بل كشف عن أشواق قلبه معرباً عن حاجته القصوى إلى هدف سام وقدوة صالحة وليس إلى تقاليد جافة وصلوات طقسية وعقائد متجمدة.

نعم، فالله الحي القدوس جعل ذاته مقياساً للبشر وقدوة لأتقيائه ليرفعهم من نجاساتهم إلى مستواه الإلهي إذ قال له المجد: «كُونُوا قِدِّيسِينَ لأَنِّي أَنَا قُدُّوسٌ» (1 يطرس 1: 16).

ربما تقول حاشا! من أنا بالنسبة إلى الله. فإن القدوس لا يطلب منك خلاص نفسك بنفسك، لأن هذا الأمر مستحيل، بل هو يريد تحريرك من المقاييس البشرية والقوالب الدنيوية. فالله الذي خلق الإنسان على صورته يريده أن يسلك أيضاً في قداسته. وهكذا أمر خليله إبراهيم قائلاً له: «أَنَا ٱللّٰهُ ٱلْقَدِيرُ. سِرْ أَمَامِي وَكُنْ كَامِلاً» (تكوين 17: 1).

الله المحب يريد أن ينشلك من ارتباطاتك في الخطية وهو مستعد أن يخلصك ويقدسك ويشفي ضعف أخلاقك. ولكن قبل تحقيق هذا الخلاص فيك يحررك من الظن أنك صالح أو مقتدر لتصلح نفسك بنفسك. إن الصلاح المطلوب من الإنسان هوصلاح الله بالذات. المسيح عبّر عن هذا المبدأ المكتوب بوصيته الواضحة «كُونُوا أَنْتُمْ كَامِلِينَ كَمَا أَنَّ أَبَاكُمُ ٱلَّذِي فِي ٱلسَّمَاوَاتِ هُوَ كَامِلٌ» (متى 5: 48).

كل من يسمع آيات الوحي ويدرك عمق معانيها يكاد ييأس، لان هذه هي خطيتنا أننا لسنا طاهرين ولا صالحين مثل الله. والمسيح لخص هذه الاثباتات بقوله للشاب الغني: «لَيْسَ أَحَدٌ صَالِحاً إِلاَّ وَاحِدٌ وَهُوَ ٱللّٰهُ» (متى 19: 17).

أيها القارئ العزيز، إذا أدركت الله تدرك نفسك في نوره. إن أكثر الناس يتخيلون أنهم صالحون مهذبون ويكذبون على أنفسهم ويغترون، لأنهم لا يعرفون المقياس الإلهي لحياتهم بعد. فأمام الله يظهر كل إنسان مذنباً هالكاً. فمعرفة الله الحقة تذيب الكبرياء فينا. ليس أحد صالحا إلا الله. وليس إنسان أفضل من الآخر. فمن يقيس نفسه بالله يعترف بأننا جميعنا فاسدون راسبون. وقد أعلن الرسول الكريم بولس هذه الحقيقة، في رسالته الشهيرة قائلاً: «ٱلْجَمِيعُ أَخْطَأُوا وَأَعْوَزَهُمْ مَجْدُ ٱللّٰهِ» (رومية 3: 23).

هل توافق على هذه الحقيقة؟ أو أنك لا تزال تؤمن أنك صالح وأفضل من الآخرين؟

هل تصغي إلى صوت ضميرك، الذي يبكتك على خطاياك الخفية؟ أنت تعرف بالضبط أنك خاطئ. وبمقدار ما تقترب من الله يظهر كل عيب فيك. فتعال إلى ربك ولا تؤجل، لأنه مكتوب: «فِي وَقْتٍ مَقْبُولٍ سَمِعْتُكَ، وَفِي يَوْمِ خَلاَصٍ أَعَنْتُكَ. هُوَذَا ٱلآنَ وَقْتٌ مَقْبُولٌ. هُوَذَا ٱلآنَ يَوْمُ خَلاَصٍ» (2 كو 6: 2).

اعترف بذنوبك أمام الله ولا تكذب

صعد يوماً إلى أحد الهياكل رجلان، أحدهما رجل دين والآخر مختلس لص. فوقف الأول منتصباً فخوراً في وسط المعبد وصلى أمام الجميع هكذا: «اَللّٰهُمَّ أَنَا أَشْكُرُكَ أَنِّي لَسْتُ مِثْلَ بَاقِي ٱلنَّاسِ ٱلْخَاطِفِينَ ٱلظَّالِمِينَ ٱلّزُنَاةِ، وَلاَ مِثْلَ هٰذَا ٱلْعَشَّارِ. أَصُومُ مَرَّتَيْنِ فِي ٱلأُسْبُوعِ، وَأُعَشِّرُ كُلَّ مَا أَقْتَنِيهِ» (لوقا 18: 11 و12).

وأما ذاك اللص فوقف من بعيد يعتريه الخجل ويعصره الندم، لا يشاء أن يرفع عينيه نحو السماء، بل طأطأ رأسه وقرع على صدره متمتماً: « ٱللّٰهُمَّ ٱرْحَمْنِي أَنَا ٱلْخَاطِئَ» (لوقا 18: 13).

ويحدثنا الإنجيل الشريف أن المسيح المبارك شهد أن الأول رجل أناني مرائي لم ينل بركة واحدة، أما الفاسد فقد تبرر باعترافه وتوبته وعاد إلى بيته في سلام.

فيا أخي القارئ، ننصحك أن تعترف بذنبك أمام ربك. وإن لم تكن قد عرفت حقيقة خطاياك بعد، فاطلب من الله تعالى بروح الانكسار والخضوع قائلاً اللهم اكشف لي كل ظلم وإثم في حياتي وليظهر نورك قساوة قلبي والبغضة في أفكاري، والنجاسة في أقوالي وأعمالي.

تجاسر بأن تطلب من الله أن ينزع الحجاب عن ضميرك، ويهتك الأستار عن خفايا نفسك لتدرك خطاياك المتراكمة جلياً، إذ ليس إنسان لا يخطئ، العصمة لله وحده. فاطلب من الله الرحيم علماً ومعرفة عن حقيقة نفسك، فيعلمك وصاياه العشر كمرآة لحالتك الفاسدة فتدرك أنك لست بأفضل من غيرك.

الرب يعلن لنا أننا لم نحببه من كل قلوبنا ولا من كل أنفسنا ولا من كل قدرتنا. بل ركضنا وراء المال، وأحببنا ممتلكاتنا، وتعجبنا من جمالنا، وكتبنا الأمور التي أصبحت أصناماً لنا.

أَوَلمْ تلفظ اسم الله باطلاً مرات عديدة، مجدفاً عليه دون أن تلاحظ ذلك؟ وهل أكرمت أباك وأمك بخدمات عملية وتضحيات المحبة، والصبر المستديم كما أمر الله؟

وما أكثر الحقد والبغضة والرفض الكامن في قلوبنا، ضد الناس القساة في محيطنا، أن نية القتل كامنة في دم الإنسان.

والدعارة هي مثل الوحل تلطخنا بقعاً بقعاً. آه لأجل الضمائر المخنوقة بالنجاسة فكراً وقولاً وعملاً. لو ندرك كمية الخطايا المرتكبة في عاصمتنا أثناء ليلة واحدة، لفزعنا من فظاعتها ونقشعر من حقيقة البشر.

والأكاذيب تزداد، فمن يصدق كلام الآخر تصديقاً حقاً؟ الالتواء والخداع يسمم العيش المشترك. فليكن معلوماً عندك أن الله يكره كل كذب ونميمة وإهانة، لأن الله يحب جميع الناس، وقد قال بفم المسيح المبارك: «لاَ يُمْكِنُ إِلاَّ أَنْ تَأْتِيَ ٱلْعَثَرَاتُ، وَلٰكِنْ وَيْلٌ لِلَّذِي تَأْتِي بِوَاسِطَتِهِ» (لوقا 17: 1).

وفوق هذه الخطايا كلها يدفعنا الاشتهاء إلى التملك والبخل والأبهة والسلطة، حتى أصبحت قلوب البشر قاسية بخيلة وغليظة.

فكم مرة تركت المرضى والفقراء واللاجئين جانباً، وكم مرة اشمأزت نفوسنا من وجودهم؟ فالرحمة غير ثابتة في قلب الإنسان، لأنه ممتلئ بالأنانية والكبرياء. وقد أوحى الله تعالى لرسوله الكريم بولس بأفضل وصف لحالة البشر قائلاً: «أَنَّهُ لَيْسَ بَارٌّ وَلاَ وَاحِدٌ. لَيْسَ مَنْ يَفْهَمُ. لَيْسَ مَنْ يَطْلُبُ ٱللّٰهَ. ٱلْجَمِيعُ زَاغُوا وَفَسَدُوا مَعاً. لَيْسَ مَنْ يَعْمَلُ صَلاَحاً لَيْسَ وَلاَ وَاحِدٌ. حَنْجَرَتُهُمْ قَبْرٌ مَفْتُوحٌ. بِأَلْسِنَتِهِمْ قَدْ مَكَرُوا. سِمُّ ٱلأَصْلاَلِ تَحْتَ شِفَاهِهِمْ. وَفَمُهُمْ مَمْلُوءٌ لَعْنَةً وَمَرَارَةً. أَرْجُلُهُمْ سَرِيعَةٌ إِلَى سَفْكِ ٱلدَّمِ. فِي طُرُقِهِمِ ٱغْتِصَابٌ وَسَحْقٌ. وَطَرِيقُ ٱلسَّلاَمِ لَمْ يَعْرِفُوهُ. لَيْسَ خَوْفُ ٱللّٰهِ قُدَّامَ عُيُونِهِمْ».

أيها الأخ العزيز، ألا تزال تفكر أنك صالح، أم لانت نفسك أمام توبيخ ضميرك؟ هل تجلت لك الهوة السحيقة التي تفصلك عن خالقك؟ هل تمثلت عظم خطيئتك وبشاعة معاصيك؟ هيا، هيا اعترف أمام ربك الرحيم، ارفع قلبك وراحتيك واسكب نفسك أمام عزته وجلاله وأفرغ كل ما في داخلك من خطايا وموبقات أمام حضرته. قل له: يا إلهي الآن علمت أن خطاياي تفصلني عنك وتمنع اتصالي بك، وحجبت نور وجهك عني. إليك وحدك أخطأت والشر قدام عينيك صنعت فاقبل اعترافي وتوبتي وسربلني بخلاصك الكريم.

لقد تمّ الخلاص للعالم أجمع

إن بعض الاديان تُعلِّم أن الخلاص يتوقف على الأعمال البشرية وبعضها الآخر يعلم أن الحسنات يذهبن السيئات. ومعظمها تحمل الإنسان ما لا طاقة عليه. أما التاريخ والواقع فيثبتان أن الإعلان الإلهي في التوراة والإنجيل على حق: «ليس أحد صالح ولا واحد». ومن يعلم غير هذا التعليم لا ولن يعرف الله وجوهره. إنه وحده القدوس الطاهر المحب. فأفضل أفعالنا وفضائلنا وحسناتنا تظهر حياله تعالى ملوثة بالأنانية. وكل من يقول إنه لا يخطئ فهو مخطئ ويجعل الله كاذباً.

هل تعلم أيها الأخ الكريم أن كل خطية مستوجبة موت الخاطئ مباشرة؟ فكل إنسان محكوم عليه بالموت والإعدام والهلاك. ليس أحد باراً مستحقاً الحياة والبقاء. الكل موضوع للزوال والفناء كما نقرأ في الإنجيل المقدس: «أُجْرَةَ ٱلْخَطِيَّةِ هِيَ مَوْتٌ» (رومية 6: 23).

ولكن الله المحب الرحوم الرؤوف أخرّ غضبه ولم يبد العصاة حسب عدله بل أعطى للخليقة الساقطة فرصة ذهبية وأرشد الأتقياء إلى سر الذبائح والقرابين فكان على كل مذنب أن يأتي إلى المذبح حيث يضع يده على رأس الذبيحة معترفاً أمام الله بخطيئته رمزاً أن الخطية تجري على رأس البديل الذي ذبح نيابة عن الخاطئ محترقاً على المذبح كما يقول الوحي: «بِدُونِ سَفْكِ دَمٍ لاَ تَحْصُلُ مَغْفِرَةٌ» (عبرانيين 9: 22).

وكما كانت الذبيحة تحترق على المذبح في لهب النار، هكذا كان ينبغي أن يدرك الخاطئ أن نصيبه هو نار جهنم، لو لم يمت الذبيح عوضاً عنه. فالعهد القديم كله كان مبنياً على الذبائح الدموية المقدمة ليلاً ونهاراً، لأنه بدون مصالحة، لا مغفرة ولا حياة. وعرف أهل التوراة من النبوات الحاصلة أن كل الذبائج ما هي إلا رموزاً تشير إلى ما يأتي بعدها لأنها في ذاتها لا تكفي متطلبات بر الله وعظمته وحتى ذبح أفراد من البشر كان رجساً أمام الله. مع العلم أنه حتى أفضل إنسان لا يقدر أن يكفر عن غيره من البشر.

فعيّن الله من الأزل حملاً طاهراً ليرسله إلى الأرض يكون مستحقاً أن يرفع خطية العالم، ويحترق عوضاً عن جميع الناس، في لهيب غضبه العادل. وهذا الحمل الإلهي هو السيد المسيح الذي جاء رحمة للعالمين، ونعمة لكل الذين يقبلونه.

لقد كان إنساناً حقاً، ممتلئاً بالمحبة الإلهية فرفع خطاياك وحملها عنك واحتمل آلام قصاص الله نيابة عنك. فغضب القدوس قد انسكب على حمل الله الوديع، الذي مات مرفوضاً مهاناً عوضاً عن البشر.

هل أدركت لطف الله، الذي لا يطلب منك أعمالاً مستحيلة بل بدون علمك أعد مسبقاً طريقاً لتبريرك وتطهيرك؟ ويخبرنا الإنجيل الشريف أن ملاك الله ظهر للرعاة المتبدّين في ليلة ميلاد المسيح وقال لهم: «فَهَا أَنَا أُبَشِّرُكُمْ بِفَرَحٍ عَظِيمٍ يَكُونُ لِجَمِيعِ ٱلشَّعْبِ: أَنَّهُ وُلِدَ لَكُمُ ٱلْيَوْمَ فِي مَدِينَةِ دَاوُدَ مُخَلِّصٌ هُوَ ٱلْمَسِيحُ ٱلرَّبُّ» (لوقا 2: 10 و11).

هذه هي الخطوة الجديدة في طريقك إلى الخلاص، أنت تعرف وتدرك أن الله قد أعدّ لك في المسيح الخلاص الكامل. ونشهد لك بشكر وحمد لله أن المسيح قد حمل خطايانا وطهر قلوبنا وأزال آثامنا المتراكمة بيننا وبين الله.

«هُوَذَا حَمَلُ ٱللّٰهِ ٱلَّذِي يَرْفَعُ خَطِيَّةَ ٱلْعَالَمِ» (يوحنا 1: 29).

فليس علينا أن نجتهد باطلاً لنخلص أنفسنا من ذنوبنا الكثيرة. كلا فلقد خلصنا السيد المسيح بموته ورفع غضب الله عنا. فنقول مع الرسول بولس: «فَإِذْ قَدْ تَبَرَّرْنَا بِٱلإِيمَانِ لَنَا سَلاَمٌ مَعَ ٱللّٰهِ بِرَبِّنَا يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ» (رومية 5: 1).

هل اقتربت من حمل الله المختار، الذي رفع خطية العالم؟

إنه السيد المسيح، النائب عن كل الناس، لم يولد من مشيئة رجل، بل من عذراء، بالروح القدس. لذلك هو كلمة الله المتجسد وروح منه تعالى فجوهر الله ظهر في جسد المسيح بين البشر النجسين.

يرفض الكثير من الناس أن يؤمنوا بهذه الحقيقة الإلهية المعلنة وامتنعوا بقساوة قلوبهم وتشويش أفكارهم عن قبول هذه البركة العظيمة. ولم يدركوا أن للمولود من روح الله وحده سلطاناً أن يرفع خطية العالم كلها.

كيف تقبل الخلاص لنفسك بملء إرادتك؟

قالت لنا امرأة هندية أمية رداً على سؤالنا بخصوص إيمانها بالمسيح: «دمه طهر قلبي من ذنوبي».

لقد اختبرت هذه المرأة - على بساطتها - اختباراً مقدساً، سر الخلاص. وكل من يعرف المسيح ويقبله بالإيمان، ويسلم له قلبه النجيس ليطهره من أدران الخطية وأرجاسها يحصل على الخلاص المعدّ للجميع منذ موت المسيح النيابي عنا.

ضع في فكرك أنه لا ينبغي على المسيح أن يموت مرة أخرى لأجل خطاياك، لقد بررك مرة واحدة وإلى الأبد. آمن بهذه الحقيقة الإلهية وتجاسر في ذهنك أن تشرك الله العظيم لأجل تبريره لك، فتبصره في المسيح أنه التواب، الغفور الرؤوف. الله يحبك شخصياً وقد بذل ابنه الحبيب لأجلك وللعالم أجمع. قد تم الخلاص فهل قبلته؟

هل أدركت كيف يحل الخلاص المعد لأجلك في قلبك أنت شخصياً؟ اركع في مكان منفرد أو اختر صديقاً مؤمناً وصل معه قائلاً: «أيها الإله العظيم، انت عرفتني وعرفت كل أفعالي وأقوالي وأفكاري، أنا أخجل أمامك، سامحتنى واغفر لي كل ذنوبي». ثم استمر في دعائك وقل لله: «أشكرك يا إلهي، لأنك لم تمتني كما أستحق، بل اخترت المسيح الفادي ليموت عوضاً عني وعن خطية العالم كله. أشكرك يا إلهي الحنون لأن يسوع المسيح حمل إثمي وذنوبي في جسده. أنا أؤمن بموته النيابي عني وأقبل تطهير قلبي بالنعمة. أشكرك يا إلهي الرحيم لأنك قبلتني أنا الخاطئ لأجل خاطر المسيح. أنت معي فثبتني في الإيمان وساعدني ليثمر الخلاص في حياتي».

أيها القارئ العزيز، نشجعك أن تصلي هذه الكلمات بالإيمان. تكلم مع الله كما يرشدك قلبك. تكلم ولا تصمت، لأن الله محبة، وقد أتم خلاصك وخلاص كل الناس. لا تتوان عن قبول يسوع كمخلصك الشخصي.تمسك ببر الله المعطى لك، لأنه إن آمنت بحمل الله تتحرر وتتقدس إلى الأبد. آمن بوعود الله الأمينة وسط الشكوك، فتسمع صوت روح الله متكلماً في فؤادك: «مَغْفُورَةٌ لَكَ خَطَايَاكَ» (لوقا 5: 20).

عندئذ تذوب كبرياؤك العاصية ويحل سلام الله في نفسك، وتصبح إنساناً جديداً. فقبول الخلاص بشكر هو إحدى الدرجات اللازمة في طريقك إلى الله. لا تتأخر لأن الخلاص قد تم، وأنت المسؤول أن تتحقق من هذا الامتياز في حياتك.

هل تيقنت من خلاص نفسك وبتمركز سلام الله في قلبك؟

طُلب إلى قسيس، بأن يشترك في أحد اجتماعات علماء دين، فرفض الاشتراك في البحوث والمناقشات، لأنه لم يعرف سوى أسرار ومبادئ دينه الخاص. إنما بعدما ألحوا عليه مراراً، وافق بمجيئه مصلياً في قلبه أن يرشده روح الرب. فذهب بالإيمان مطمئناً إلى هذا التجمع.

وعندما وصل مكان الاجتماع، فزع عندما رأى حوالي الألفي شخص، مجتمعين حول عدد وافر من العلماء، في ملابس وعمائم رسمية، وجميعهم متفرسين به. وبعدما سألوه عن رأيه في عقائدهم وطقوسهم المختلفة ولم يقدر أن يجاوب الكثير، سألوه أخيراً «فماذا عندك أن تقدم لنا من دينك لنبحث فيه؟» فجاوبهم بسرور: «الله القدوس قد غفر لي كل ذنوبي بالرب يسوع المسيح وبواسطته أصبحت باراً متبرراً ومتحرراً من عيوبي، ولا أخاف من الدينونة الأخيرة لأن خلاصي قد تم». عندئذ استنكر العلماء قوله وصرخوا قائلين: «مستحيل، أعوذ بالله، ليس من إنسان يعلم مسبقاً ماذا سيحدث في يوم الدين، وما هو الحكم الإلهي على سيرة حياته، وما هي نتيجة الحساب. فنحن نعتبر من يقول «مغفورة لي خطاياي» مجدفاً مارقاً من المغالبين» .

عندئذ، جاوبهم القسيس بصوت قوي وثابت: «أنتم سألتموني عن رأيي بنسبة المسائل الدينية الفلسفية، ولم أقدر إلا أن أجاوبكم قليلاً، أما الآن فإني أقول لكم بصراحة إن أحكامكم وأنظمتكم وصلواتكم الروتينية وطقوسكم، لا ولن تجلب سلاماً حقيقياً إلى قلوبكم، ولا تمنحكم يقين الغفران في أذهانكم. أنا متيقن وأشهد مسروراً أن الله يحبني وقد غفر جميع ذنوبي في المسيح يسوع. هذا البر لا يقدر إنسان ولا شيطان، أن يسلبه مني. أنا غني في بساطتي، أما أنتم ففقراء في غناكم الموهوم».

أيها الأخ العزيز، هل تيقنت في قلبك أن الله قد خلصك؟ أنه مستعد أن يمنحك روحه القدوس، ليشهد روحه لروحك أنك أصبحت من أولاد الله. أن الله الأزلي قبلك كما أنت وطهرك وأحياك وقدسك أيضاً ومنحك سلاماً أبدياً في ضميرك. هذا هو اختيار كل الذين قد نالوا الخلاص، أنهم تيقنوا من محبة الله اللامتغيرة. وإن لم تكن قد حصلت علىهذا اليقين بعد فاطلب إلى الله بكل خشوع وثقة أن يسكب من روحه القدوس فيك، ليمكث معك فتدرك حقيقة خلاصك وتطمئن اطمئناناً وتذهب في طريقك مسروراً.

كل من يحب المسيح يشبه أعمى قد أبصر ورأى في المصلوب الباب المؤدي إلى الله. وهذا الباب مفتوح على مصراعيه والمسيح هو بنفس الوقت ينبوع الحياة الأبدية نستلم منه القوة لإنساننا الباطن لنتغير عن سيرتنا القديمة. فلأجل غفران الخطايا يدخل روح الله فيك ويجدد جميع نواحي حياتك. فآمن بالمخلص يسوع تحيا الحياة التي تستحق أن تدعى حياة إلى الأبد.

الخلاص يدفعك إلى صلوات جديدة

كل الذين يقبلون المسيح مخلصاً لهم ويثقون فيه، يتغيرون من الداخل وينعكس ذلك في سلوكهم. فليسوا هم الذين كانوا سابقاً تحت نير الخطية، بل حصلوا على حياة جديدة من الله وأضحوا أولاده. وليس المهم أن تشعر بهذه الحقيقة، أو تسبح في أمواج الفرح، فيكفي أن تؤمن إيماناً واثقاً بأن السيد المسيح قد استلم قيادة حياتك، وأنه يقودك جسب أمانته. ويحفظك في كل طرقك.

ينشئ خلاص المسيح في نفسك دافعاً لصلوات وابتهالات وأدعية إلى الله الذي صار في المسيح أباً لك. لا تفصلك عنه الخطايا الماضية فيما بعد، أنت محسوب طاهراً، لأجل دم يسوع المسفوك لأجلك ويصرخ روح الله في نفسك: «أَبَانَا ٱلَّذِي فِي ٱلسَّمَاوَاتِ، لِيَتَقَدَّسِ ٱسْمُكَ. لِيَأْتِ مَلَكُوتُكَ. لِتَكُنْ مَشِيئَتُكَ كَمَا فِي ٱلسَّمَاءِ كَذٰلِكَ عَلَى ٱلأَرْضِ. خُبْزَنَا كَفَافَنَا أَعْطِنَا ٱلْيَوْمَ. وَٱغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا كَمَا نَغْفِرُ نَحْنُ أَيْضاً لِلْمُذْنِبِينَ إِلَيْنَا. وَلاَ تُدْخِلْنَا فِي تَجْرِبَةٍ، لٰكِنْ نَجِّنَا مِنَ ٱلشِّرِّيرِ. لأَنَّ لَكَ ٱلْمُلْكَ، وَٱلْقُّوَةَ، وَٱلْمَجْدَ، إِلَى ٱلأَبَدِ. آمِينَ» (لوقا 6: 9-13).

إن صلاتك لا تكون فيما بعد عبارة عن طقوس فارغة بل محادثة ودية مع الله. تخبره بكل همومك وأخطائك ومخاوفك ومشاكلك وهو يجيبك بواسطة الإنجيل ا لمقدس. لست وحيداً فيما بعد لأن المسيح نقلك إلى الشركة الحبية مع الله، فليس القدوس بعد بعيداً عنك مجهولاً مخيفاً مهلكاً. إن أباك السماوي يهتم بك ويعرفك شخصياً وأنت محروس في عنايته. ما أعظم التغيير لبصيرتك في الله.

لأجل ذلك تثبت في الشكر والحمد، وقلبك يفيض بالفرح والتسبيح لأن الله القدوس رحمك أنت الخاطئ وطهرك بدم ابنه الثمين فأضحى لسان حالك لسان داود في المزمور: «بَارِكِي يَا نَفْسِي ٱلرَّبَّ، وَكُلُّ مَا فِي بَاطِنِي لِيُبَارِكِ ٱسْمَهُ ٱلْقُدُّوسَ. بَارِكِي يَا نَفْسِي ٱلرَّبَّ، وَلاَ تَنْسَيْ كُلَّ حَسَنَاتِهِ. ٱلَّذِي يَغْفِرُ جَمِيعَ ذُنُوبِكِ. ٱلَّذِي يَشْفِي كُلَّ أَمْرَاضِكِ. ٱلَّذِي يَفْدِي مِنَ ٱلْحُفْرَةِ حَيَاتَكِ. ٱلَّذِي يُكَلِّلُكِ بِٱلرَّحْمَةِ وَٱلرَّأْفَةِ. ٱلَّذِي يُشْبِعُ بِٱلْخَيْرِ عُمْرَكِ، فَيَتَجَدَّدُ مِثْلَ ٱلنَّسْرِ شَبَابُكِ» (مزمور 103: 1-5).

قد وضع الله في مسرته على لسانك ترنيمة جديدة، لأنك أصبحت من الشاكرين لأجل خلاصه. هل يسبح قلبك دوماً لله؟ هل تشكره لمحبته وصبره وأمانته وصلاحه المعلن لك في المسيح؟ تأمل في كل البركات الروحية التي منحك الله في مخلصك يسوع ولا تبخل بشكرك، فقبول الخلاص يغير حياتك ويتحقق القول المقدس: « إِنْ كَانَ أَحَدٌ فِي ٱلْمَسِيحِ فَهُوَ خَلِيقَةٌ جَدِيدَةٌ. ٱلأَشْيَاءُ ٱلْعَتِيقَةُ قَدْ مَضَتْ. هُوَذَا ٱلْكُلُّ قَدْ صَارَ جَدِيداً» (2 كور 5: 17).

نشهد مع ملايين المؤمنين منذ أن ظهر دم المسيح قلوبنا انسكب روح الصلاة في قلوبنا ونعرف يقيناً أن أبانا السماوي يصغي إلى كلمات أولاده بدقة، ولا يهمل إحدى كلماتهم. ويستجيب لنا في كل حين، إن انسجمنا مع إرادته الصالحة ولنا صلة مباشرة مع الله. فنشكره لهذا الامتياز بكل حياتنا ونصلي أن تنكشف لك هذه الحقيقة وتتجلى أمامك لتختبر معنا حلاوة الخلاص وحلاوة الإيمان وحلاوة الشكر والحمد.

قراءة الإنجيل المستمرة تثبّتنا في الخلاص

من الخطأ الاعتقاد بأنّ المؤمن بالمسيح معصوم من التجارب والخطية. كلا، لكنه ممسوك بيد قوية ومحمول على الأذرع الأبدية. يستمد القوة وقت الضيق من كلمة ربه المؤدبة والمعزية. الله يكون معه بل فيه بواسطة روحه الطاهر مانحاً للمؤمن القدرة للغلبة على التجربة. فيتعلم الصبر والثقة بربه في كل نواحي الحياة.

أما الطريق إلى الثبات في الخلاص فهو دراسة الإنجيل باستمرار مع الطاعة لإرشاد الروح القدس الذي يرشدنا ويقودنا إلى خدمات متنوعة في شركة المؤمنين، وقد اعترف الرسول بولس قائلاً: «لَسْتُ أَسْتَحِي بِإِنْجِيلِ ٱلْمَسِيحِ، لأَنَّهُ قُّوَةُ ٱللّٰهِ لِلْخَلاَصِ لِكُلِّ مَنْ يُؤْمِنُ» (رومية 1: 16).

فنعترف أننا محتاجون إلى التأمل في الإنجيل بانتظام، لأنه غذاؤنا الروحي. أنت في حياتك العادية لا تأكل مرة واحدة في الأسبوع فقط، ولكن ثلاث مرات في اليوم إن أمكن، لكي تستطيع القيام بأعمالك اليومية.

تصور كيف يكون حالك لو تأكل مرة واحدة في الأسبوع كله. ربما لا تموت فوراً، بل تكون هزيلاً وتصبح بين الحياة اوالموت وأنت على الفراش. هكذا الحياة الروحية أيضاً، لا يستطيع المسيحي أن ينمو في المحبة والإيمان والرجاء إلا إذا تناول يومياً الغذاء الروحي بالشكر، وتعمق متواضعاً في الإنجيل، وتعلم كلمة الله وحفظها كما قال الرب يسوع: «لَيْسَ بِٱلْخُبْزِ وَحْدَهُ يَحْيَا ٱلإِنْسَانُ، بَلْ بِكُلِّ كَلِمَةٍ مِنَ ٱللّٰهِ» (لوقا 4: 4).

إن كان لديك كتاب الإنجيل المقدس فلا تضعه على الرف وتتركه والغبار يتكدس عليه، بل مدّ يدك وتناوله ليكون موضوع اهتمامك وتأملاتك. وإن كنت شاباً فاحفظ فقرات طويلة غيباً، واملأ قلبك بكلمة الله، لأن الله القدوس يكلمك مباشرة في كلمته المقدسة.

كان أحد رجال الله مضطراً أن يدخل المستشفى، لأجل عملية جراحية خطيرة. وبعدما صلى لأجل أقربائه، والممرضات، أعطوه مخدراً، وقاموا بالعملية الناجحة. وبينما الإنسان تحت تأثير المخدر، يتكلم أحياناً بالأمور الشخصية عنده في الشعور الباطني. فهذا الرجل تكلم أيضاً ولكن بآيات من الكتاب المقدس في غيبوبته. فليس في شعوره الباطني إلا كلام الله.

فلو أنت في هذه الحالة ماذا تتكلم؟ هل شعورك الباطني أيضاً ممتلئ بالإنجيل؟ فمن فضلة القلب يتكلم اللسان.

والشرك للامتلاء بالروح القدس هو قراءة الكتاب المقدس باستمرار، والصلاة. ليست هذه الوصية واجباً عليك، بل امتيازاً مباركاً. وكما أن المحب لا يشبع أو يمل من حبيبه، هكذا بالمعنى الروحي يشتاق المؤمن إلى كلمة الله، ويحبها ويعيش منها، ولا يقدر أن يستمر بدونها أو يستغني عنها.

فإن أردت النمو في الحياة الروحية فادرس الإنجيل والتوراة باستمرار لأن الله يكلمك فيهما مباشرة.

أيها الأخ المؤمن تقو في الرب وفي شدة قوته، اقبل فكرة المحبة العملية في حياتك ومارسها في محيطك فتنكر نفسك ولا تغرق في مشاعر العواطف بشأن عائلتك بل ترى وتكتشف الإنسان المحتاج إلى عونك بجانبك وتخدمه بفرح الرب. فالمؤمن الناضج يرى قدوته في المسيح القائل: «أَنَّ ٱبْنَ ٱلإِنْسَانِ لَمْ يَأْتِ لِيُخْدَمَ بَلْ لِيَخْدِمَ، وَلِيَبْذِلَ نَفْسَهُ فِدْيَةً عَنْ كَثِيرِينَ» (متى 20: 28).

هل أدركت عمق الحقيقة العجيبة أن المسيح لم يطلب من الناس مالاً لخدماته المتنوعة بل خدمهم ليلاً نهاراً وضحى بنفسه لأجل فداء الضالين. فالتضحية المستمرة لأجل غير المستحقين أصبحت شعاراً لأتباع يسوع. لا ينتظرون يد المساعدة من قبل الآخرين بل يقدمون لهم بدافع المحبة خدماتهم قولاً وعملاً.

إحدى الخدمات الملهمة من الروح القدس لأتباع المسيح هي تقديم بشرى الخلاص إلى الهالكين. القلب الممتلئ بالفرح والشكر لا يستطيع أن يصمت بل يتكلم ويشهد بما حدث كما اعترف مقدام الرسل بطرس أمام المجمع الديني الذي أمرهم بالسكوت وعدم المناداة باسم يسوع فجاوبهم بكل مجاهرة: «لاَ يُمْكِنُنَا أَنْ لاَ نَتَكَلَّمَ بِمَا رَأَيْنَا وَسَمِعْنَا» (أعمال الرسل 4: 20).

كيف تستطيع النوم براحة وأنت عارف أن زملاءك وأقرباءك هالكون في غضب الله؟ وأنهم أموات في الذنوب والخطايا ولا تبشرهم؟ فنور الله ومحبة المسيح الموضوعة في قلبك تدفعك لتفسر لقريبك وزميلك شخصية الرب المسيح لكي يؤمن أيضاً به ولا يهلك.

اشترى طالب في مدرسة ثانوية في الدار البيضاء بعد إيمانه بالسيد المسيح خمسة وثلاثين كتاب عهد جديد ليسلم لكل طالب من صفه نسخة. الروح القدس يدفعنا إلى الشهادة، لأن المسيح أعلن لتلاميذه: «سَتَنَالُونَ قُّوَةً مَتَى حَلَّ ٱلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ عَلَيْكُمْ، وَتَكُونُونَ لِي شُهُوداً» (أعمال الرسل 1: 8).

ربما تختبر سريعاً أن ليس كل إنسان مستعداً أن يسمع لإنجيل الله، لأن كثيرين يرفضون المصلوب ويبغضون الصليب ولا يعرفون ماذا يفعلون. فلا يبقى لك إلا طريقان لتقرب لهم خلاص الله: الصلاة المستمرة لأجل العصاة وخدمة المحبة بصمت. في أكبر بلاد العالم وهي الصين كان الإيمان بيسوع لمدة طويلة ممنوعاً رسمياً. ولكن المؤمنين كسبوا للمسيح، بالصمت العامل وبالخدمات الصبورة، كثيرين من الملحدين الذين شعروا أن قوة غريبة ومحبة مستمرة ورجاء يقين تعمل في المسيحيين. فشهادة المؤمنين بالمسيح ليست وقفاً على الكلام فإن الروح القدس يتكلم بسيرة حياتهم بأوضح بيان.

وطالبة طب في القاهرة كتبت إلينا تقول: لا أستطيع أن أتكلم في البيت عن إيماني الجديد، لأني بنت، وأسرتي متمسكة بدين الجدود. فصلوا من أجلي لكي أعيش حياة مقدسة وأقوم بكل خدمة متواضعة في البيت بدون تذمر، لكي يشعر أعضاء عائلتي تلقائياً أن الروح القدس يعمل بمحبته في ضعفي. وهذا ما قاله الرب يسوع لتلاميذه: «أَنْتُمْ نُورُ ٱلْعَالَمِ. فَلْيُضِئْ نُورُكُمْ هٰكَذَا قُدَّامَ ٱلنَّاسِ، لِكَيْ يَرَوْا أَعْمَالَكُمُ ٱلْحَسَنَةَ، وَيُمَجِّدُوا أَبَاكُمُ ٱلَّذِي فِي ٱلسَّمَاوَاتِ» (متى 5: 14 و16).

فهل أدركت أن روح المسيح يزينك بأجمل الثمار الإلهية كما كتب الرسول بولس إلى أهل غلاطية: «أَمَّا ثَمَرُ ٱلرُّوحِ فَهُوَ: مَحَبَّةٌ فَرَحٌ سَلاَمٌ، طُولُ أَنَاةٍ لُطْفٌ صَلاَحٌ، إِيمَانٌ وَدَاعَةٌ تَعَفُّفٌ» (غلاطية 5: 22 و23).

تأمل في كل عبارة من هذه الآية الذهبية واطلب بإلحاح ومواظبة من الله تحقيقها في حياتك فيمنحك البركات السماوية بغزارة. اشترك في السباق إلى ممارسة ثمار الروح القدس في أيامنا فتعيش مسروراً سعيداً.

أحبّوا أعداءكم

امتحان إيمانك وتجربة اختبار خلاصك تأتي إليك عندما تلتقي بأناس قساة، يجرحونك بكلمات مستهزئة، أو يهددونك لأنهم متعصبون يتظاهرون بالتقوى. ولكن كما أن يسوع المسيح غفر كل ذنوبنا مجاناً هكذا نغفر نحن من كل قلوبنا للمذنبين إلينا، لأن محبة الله تدفعنا إلى محبة العدو، ليس كواجب علينا ولا في سبيل الشريعة بل كضرورة تنبع من قوته العاملة فينا. والروح القدس يمنحنا القوة لنتمم وصية المسيح القائلة: «أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ. بَارِكُوا لاَعِنِيكُمْ. أَحْسِنُوا إِلَى مُبْغِضِيكُمْ، وَصَلُّوا لأَجْلِ ٱلَّذِينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْ وَيَطْرُدُونَكُمْ، لِكَيْ تَكُونُوا أَبْنَاءَ أَبِيكُمُ ٱلَّذِي فِي ٱلسَّمَاوَاتِ» (متى 5: 44 و45).

سار أحد خدام الرب على دراجته النارية في طريق برية ورأى شاباً واقفاً مشيراً إليه طالباً منه أن يركبه معه. وبعدما سارا قليلاً معاً شعر السائق في ظهره فوهة مسدس وسمع صوتاً: «قف، انزل، أعطني أموالك وجواز سفرك». وبعدما نزل رجل الله عن الدراجة، وحاول أن يخرج حقيبته، مد اللص يده ليقبضها متفرساً بالمال، فاستغل الأخ الفرصة وضرب يد اللص فسقط المسدس منها وهجم عليه وألقاه أرضاً ثم أخذ المسدس منه وهدده وهو جاثم عليه بركبتيه: «صلّ واعترف أن لحظتك قد أتت، عين بعين وسن بسن، كما عملت لي سأعمل لك».

فصرخ اللص المرمي على الأرض: «الرحمة فإنني رجل مسكين» . ولكن رجل الله جاوبه: «أنت سارق وقاتل، وغضب الله معلن عليك، ستموت الآن وتذهب إلى جهنم».

وأكمل الأخ المؤمن أقواله: «هذا هو الأسلوب الذي أنت تعيشه، وهكذا عملت أنا سابقاً أيضاٌ. أما الآن فبعدما التقيت بالمسيح الذي غفر لي ذنوبي وغلب بغضتي فإني أسامحك، ومع السلامة». فتمتم الشاب قائلاً: «أنت تتركني فعلاً؟ ولا تطلق رصاصة في ظهري إذا مشيت عشرة أمتار؟».

فجاوبه خادم الرب: «ليكن معلوماً عندك، لست أنا أهديك الحياة بل المسيح. لست أفضل منك ولكن المسيح الذي خلصني يريد أن يخلصك أيضاً، آمن به وتغير في سلوكك حتى لا تهلك في جهنم».

وابتعد الشاب المضطرب رويداً رويداً عن خادم الرب، وتطلع إلى ورائه مرة تلو المرة حتى ابتلعه الليل.

ليس كل الناس يختبرون قصصاً وحوادثاً دراماتيكية مثل هذه. ولكن في حياتنا اليومية يدربنا المسيح على غفران ذنوب الآخرين ونسيانها وعلينا أن نصلي لأجل المذنبين إلينا ونهتم بقساوة القلوب، ونخدمهم إن قبلوا خدمتنا.

لقد صلى مخلصنا لأجل قاتليه وهو على خشبة العار: «يَا أَبَتَاهُ، ٱغْفِرْ لَهُمْ، لأَنَّهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ مَاذَا يَفْعَلُونَ» (لوقا 24: 28).

وهكذا يفكر أتباع المسيح وهكذا يعيشون:

«لاَ يَغْلِبَنَّكَ ٱلشَّرُّ بَلِ ٱغْلِبِ ٱلشَّرَّ بِٱلْخَيْرِ» (رومية 12: 21).

لأن المحبة أقوى من الموت والغفران أقدر من الحقد.

أيها القارئ العزيز إن تعمقت في توضيحاتنا عن خلاص المسيح لاحظت أن لهذا الخلاص وجهين: أولاً يخلصنا من الخطية وغضب الله والدينونة، وبعدئذ يرشدنا إلى الحياة المقدسة. فالخلاص من السلبيات غير كامل بل يحتاج إلى التكملة العملية. فالمؤمن الناضج يسلك بالمحبة واللطف والتأني والتواضع والسرور. فهل خلصت حقاً؟

مخلّصنا يأتي قريباً

كلما نقترب من الله ونختبر محبته ندرك ضعفنا ونقصنا وبطلاننا. ليست هذه الضعفات عذراً لنا ولا تسبب لنا عفواً في الآخرة بل بالأحرى هذه الأخطاء تدفعنا لصلوات أكثر وإيمان أقوى لنتغير فعلاً في جوهرنا، ونتواضع حسب قول الله إلى الرسول بولس:

«تَكْفِيكَ نِعْمَتِي، لأَنَّ قُّوَتِي فِي ٱلضُّعْفِ تُكْمَلُ» (2 كورنثوس 12: 9).

وهكذا نترقب عودة مخلصنا يسوع المسيح لكي يستعلن بمجيئه الثاني كل إمكانيات خلاصه. فهذا المجيء المجيد هو هدف رجائنا. والمسيحي لا يكون مؤمناً إن لم ينتظر بل يترقب ربه المحب.

جلس إسكافي مؤمن يصلح أحذية زبائنه فمرّ به أخ في الروح وسأله: «كيف حالك؟ وماذا تعمل؟» فجاوبه الاسكافي قائلاً: «أترقب المسيح منتظراً مجيئه، وبجانب هذا الترقب أصلح الأحذية». فلم يقل: أشتغل في مهنتي وأنتظر الرب يسوع الآتي، بل بالعكس لأن اشتياق المؤمن إلى مخلصه هو موضوع حياتنا؟

إثناء مجيء يسوع في المجد ستستعلن الحياة الأبدية التي ابتدأت في أتباع المسيح عندما قبلوه بالإيمان. فالخلاص قد أشركنا في حياة ربنا يسوع. لن نموت حقاً بل نعيش في قوة الإنجيل. فليس ديننا متجهاً إلى هدف أو ساعة رهيبة نرتجف منها، بل نتأكد من قيامة المؤمنين إلى حياة الله، لأن محبة المسيح المنسكبة في قلوبنا لا تسقط أبداً. وعندما يأتي ربنا يظهر أن خلاصه ليس وقتياً بل سرمدياً، لأنه قد منح لنا قوة الله الغالبة على الخطية والموت والشيطان.

فأثناء مجيئه تتغير أجسادنا الفانية إلى عدم فساد، ونلبس مجد ربنا فوق ضعفاتنا متجددين تجديداً كاملاً. وسيربط فرح محبة الله أتباع المسيح إلى وحدة روحية. فليس الأكل أو الشرب أو الزواج هو هدف رجائنا في الآخرة بل الحياة في حضور الله مع مخلصنا يسوع المسيح. عندئذ يظهر ملء نعمته، وتتبين الخليقة الجديدة المستترة اليوم في قلوبنا.

ولكن كل الذين لم يقبلوا الرب يسوع وخلاصه المعد لهم سيظلون في كبريائهم يولولون مرتعبين. لأن أشعة قداسة الرب الآتي ستعلن خطاياهم جلياً. لسنا نحن بأفضل منهم حسب طبيعتنا ولكن قد تمت فينا الدينونة بواسطة اعترفانا بذنوبنا وقبول موت الرب يسوع النيابي عنا الذي رفع خطية العالم واحتمل دينونتنا من القدوس. فقد تبررنا وتحررنا من يوم الحساب.

سوف نرى في اليوم الآخير أن البعض سيتقدمون إلى ربهم والترانيم على أفواههم شاكرين مخلصهم لعمل الفداء على الصليب. وهاتفين لاجل حلول قوة الروح القدس في أجسادهم عربون المجد الآتي، بيما الآخرون: «يَبْتَدِئُونَ يَقُولُونَ لِلْجِبَالِ: ٱسْقُطِي عَلَيْنَا وَلِلآكَامِ: غَطِّينَا» (الإنجيل حسب البشير لوقا 23: 30).

ليس أحد منهم يقدر أن يحتمل مجد الرب الذي سيدينهم، لأنّ أعمالهم السيئة تظهر في نوره تلقائياً وأعمالهم المزعومة صالحة تظهر كخرق بالية. الخلاص الإلهي كان معداً لهم فأهملوه ورفضوه، محتقرين مخلصهم الوحيد. لذلك نهايتهم الهلاك وندامتهم بلا نهاية. فيوم الفرح عند المخلصين سيصبح لهم يوم الدينونة الرهيب لأنه مخيف هو الوقوع بين يدي الله الغاضب على كل رافضي الخلاص.

هل تحب مخلّصك يسوع وتثبت في محبته؟

أيها الأخ العزيز، إن تعمقت معنا في نواحي خلاص الله أدركت أن الخلاص للعالم قد تم. ويحق لجميع الناس نيل هذا الخلاص العجيب وممارسته كل يوم في قوة الروح القدس.

هل أدركت أيضاً أن الخلاص بذاته ليس الموضوع في هذا البحث بل كل ما يتعلق بالإيمان والحياة الروحية هو مبني على الشخص الفريد يسوع المسيح. فلا تتكلم عن الخلاص بالدرجة الأولى بل عن المخلص القدير لأن لا خلاص إلا بالمسيح.

هل اكتشفت محبة يسوع وجلاله وسمعت صوته الحنون؟ هل أدركت صبره وقدرته لمحو خطايا العالم؟ لا يستطيع إنسان أن يستقصي عظمة محبة المسيح المملوءة طهارة وقداسة. قد سمى نفسه ابن الإنسان وهو بالحقيقة ابن العلي لكنه تواضع جداً وأخلى نفسه وتجسد لكي يولد إنسان واحد بلا خطية مستحقاً أن يكفر عن الخطاة. فمات يسوع موت الكفارة لأجلنا لكي ننال حق التبني وتتمركز فينا قوة الحياة الأبدية.

إن المسيح حي. لم يبق في القبر بل قام منتصراً على الموت وصعد إلى السماء وهو جالس عن يمين الله ويبث روحه القدوس إلى قلوب أتباعه ليعيشوا متحدين معه في المحبة منكرين أنفسهم ليخدموا جميع الذين يقبلون خدمتهم كما كان ربهم خادماً للخطاة ومخلصاً للعصاة. فمن لا يشكره من يتباطأ ليكرس حياته له؟ الله العظيم قد دفع ليسوع الحي كل سلطان في السماء وعلى الأرض عالماً أن ابنه الوديع لا ولن يستعمله لتعظيم نفسه بل يخلص الضالين الهالكين وينجي من يريد النجاة.

فإن لم تكن قد قبلته بعد فندعوك: تعال إلى مخلصك، إنه يشتاق إليك أكثر من أب ينتظر رجوع ابنه الضال. وإن كنت من المحفوظين في رحاب المسيح فاشكره وساهم في نشر بشرى الخلاص لأن التبشير هو شكر المفديين لمخلصهم الحبيب.

المسابقة: هل فهمت واختبرت معاني الخلاص؟

امتحن نفسك وافحص تعمقك في رسالة الخلاص وأجب على الأسئلة الأربعة عشر التالية وارسل إلينا أجوبتك فنبعث لك مجاناً كتاباً أو كاسيت آخر يثبتك في خلاص المسيح.

  1. ما هي أهم الاختبارات المذكورة في شهادات الشبيبة اليوم؟

  2. لماذا يليق ويحق لنا الرجوع إلى الله؟

  3. ما هو المقياس لحياتنا الأدبية والروحية وماذا يعني هذا لنا؟

  4. لماذا لا بد من الأعتراف بالخطايا أمام الله؟

  5. كيف أتم الله خلاص العالم؟

  6. ما هو الطريق ليتحقق هذا الخلاص التام في الإنسان؟

  7. كيف تتيقن من خلاص نفسك؟

  8. ما هي الصلوات الجديدة النابعة من قلب المؤمن؟

  9. كيف يتناول المؤمن الغذاء الروحي لثباته في الخلاص ونموه في الحياة الروحية؟

  10. ما هو الشعار العملي في حياة المفديين بنسبة علاقتهم مع الآخرين؟

  11. لماذا تكون محبة العدو امتحان ثباتنا في الخلاص؟

  12. كيف يظهر الخلاص في مجيء المسيح المجيد؟

  13. ما هي العلاقة بين المخلص والخلاص وماذا استنتجت من هذه الحقيقة؟

  14. هل سلمت حياتك إلى المسيح؟ وما هي اختباراتك مع مخلصك؟

إن كانت شروحاتنا غير كافية لأسئلتك حول الخلاص وإن لم تكن قد حصلت على يقين الخلاص في ذهنك فاكتب إلينا بالصراحة نجيبك بأمانة. ولا تنسَ عنوانك الكامل ونحن في انتظار رسالتك.


Call of Hope  P.O.Box 10 08 27- 
70007 
Stuttgart
Germany