العودة الى الصفحة الرئيسية
سفر أخبار الأيام الأول
عنوان سفر أخبار الأيام الأول
السّنن القويم في تفسير أسفار العهد القديم
ملخص من فوائد هذين السفرين الشهادة لما أتى في أسفار سابقة فإنه على فم شاهدين أو أكثر يثبت الكلام كشهادة البشائر الأربع بعضها لبعض. وليس هذان السفران تكراراً لأخبار سابقة فقط بل فيهما خصوصية. ومما يمتازان به عن سائر الأسفار: أولاً: الاعتبار للهيكل وفرائض الدين وخدامه. انظر نسب اللاويين للكهنة بالتفصيل (١أيام ص ٦) وذكراً خصوصاً للكهنة واللاويين في نبإ إصعاد التابوت (ص ١٥) وذكر فرق اللاويين بالتفصيل (ص ٢٣ إلى ص ٢٦) ووصايا داود لسليمان بشأن بناء الهيكل والتقادم من داود والرؤساء (ص ٢٨ و٢٩) والتجاء الكهنة واللاويين إلى رحبعام بعد انقسام المملكة (٢أيام ١١: ٥ - ٢٣) وإقامة يهوشافاط اللاويين والكهنة للقضاء (١٩: ٨ - ١١) ومحاربة يهوشافاط الموآبيين وبني عمون وانتصاره عليهم بعدما قام اللاويون ليسبحوا الرب (ص ٢٠) وقتل زكريا الكاهن (٢٤: ١٥ - ٢٢) ومقاومة عزريا الكاهن ومعه ثمانون من كهنة الرب لعزيا الملك حينما دخل هيكل الرب ليوقد على مذبح البخور (٢٦: ١٦ - ٢١) وفصح حزقيا وإقامته فرق الكهنة واللاويين للمحرقات والذبائح وتنظيمه التقدمات والأقداس تحت إدارة اللاويين (ص ٣٠ و٣١). ثانياً: مما امتاز به سفرا أخبار الأيام جداول الأنساب من آدم إلى زمان السبي (١أيام ص ١ - ٩) وذكر الأسماء بالتدقيق. ومن أمثلة ذلك أسماء أبطال الجيش (١أيام ١١: ٢٦ - ٤٧) والذين جاءوا إلى داود إلى صقلغ (١٢: ١ - ١٤) وأبناء داود (١٤: ٤ - ٧) ورؤساء اللاويين (١٥: ٥ - ١١ و١٧ - ٢٤) والوزراء (١٨: ١٥ - ١٧) ورؤساء فرق الكهنة (٢٤: ٧ - ١٨) والمعيّنين لأجل غناء بيت الرب (٢٥: ٩ - ٣١) والبوابين (٢٦: ١٤ - ١٩) والذين خدموا الملك (٢٧: ٢ - ١٥) ورؤساء الأسباط (٢٧: ١٦ - ٢٢) والذين على الخزائن (٢٧: ٢٥ - ٣١) ورؤساء يهوشافاط (٢أيام ١٧: ٧ - ١٨) والرؤساء الذين كانوا مع يهوياداع (٢٣: ١) ورؤساء بني أفرايم (٢٨: ١٢) ورؤساء اللاويين في زمان حزقيا (٢٩: ١٢ - ١٤) والذين أتوا بالتقادم والأقداس في زمان حزقيا (٣١: ١٢ - ١٥) وفي زمان يوشيا (٣٤: ١٢) ورؤساء اللاويين في زمان يوشيا (٣٥: ٩). وربما كانت الغاية في ذكر هؤلاء بالتفصيل بيان الذين لهم حق الخدمة في الهيكل (عزرا ٢: ٦١ - ٦٣) وللملك وتحريض شعب اليهود على الغيرة لجنسهم ودينهم وانفصالهم عن الأمم وتحريضهم على الأمانة في الخدمة ليكون لهم أفراداً ذكر أبدي في سفر الرب وحفظ النسب حتى يأتي المسيح من نسل داود الذي فيه تتم المواعيد. ثالثاً: امتاز هذان السفران في بيان التعليم الروحي المتضمن في الأخبار التاريخية. لا يخفى أن هذا التعليم في أسفار صموئيل والملوك ولكنه في أخبار الأيام أوضح. ومن أمثلة ذلك صلاة يعبيص «لَيْتَكَ تُبَارِكُنِي، وَتُوَسِّعُ تُخُومِي، وَتَكُونُ يَدُكَ مَعِي، وَتَحْفَظُنِي مِنَ ٱلشَّرِّ» (١أيام ٤: ١٠) وانتصار بني رأوبين والجاديين لأنهم صرخوا إلى الله في القتال فاستجاب لهم لأنهم اتكلوا عليه (٥: ٢٠) وسبيهم لأنهم خانوا إله آبائهم ... فنبه إله إسرائيل روح فول ملك أشور... فسباهم (٥: ٢٥ و٢٦) وسبى إسرائيل بالإجمال لأجل خيانتهم (٩: ١) وبيان أسباب سقوط شاول وموته فمات شاول بخيانته التي بها خان الرب من أجل كلام الرب الذي لم يحفظه وأيضاً لأجل استشارته الجان وعدم استشارته الرب فحوّل المملكة إلى داود (١٠: ١٣ و١٤). وهكذا تاريخ داود وسليمان ورحبعام وجميع الملوك فإنه يمثل لنا مجازاة الرب العادلة إذ يبارك خائفيه ويسلم مخالفي وصاياه إلى أعدائهم وإلى الهلاك والدمار. والكاتب لا يترك القارئ ليستنتج هذه النتائج بل يذكرها ويوضحها فلا يمكن القارئ إهمالها.
الصيغ المتوفرة PDF اقرأ على الانترنت