العودة الى الصفحة الرئيسية
سفر القضاة
عنوان سفر القضاة
السّنن القويم في تفسير أسفار العهد القديم
ملخص اختلفت الأقوال في كاتب هذا السفر حتى تعذّر القطع بكاتبه. فذهب بعضهم إلى أن كاتبه صموئيل وبعضهم إلى أنه حزقيا وبعضهم إلى أنه عزرا وأنه جمعه مما كتبه القضاة في كل زمان ولايته. وهذا أي القول بأن عزرا كاتبه مبني على ما جاء في (ص ١٨: ٣٠) وهو قوله «وَكَانَ يَهُونَاثَانُ بْنُ جَرْشُومَ بْنُ مَنَسَّى هُوَ وَبَنُوهُ كَهَنَةً لِسِبْطِ ٱلدَّانِيِّينَ إِلَى يَوْمِ سَبْيِ ٱلأَرْضِ» فظن الباحث أنه كُتب بعد سبي بابل. ولكن يظهر مما جاء في (مزمور ٧٨: ٦٠ و٦١ و١صموئيل ٤: ١١) إن هذا السبي حدث يوم أخذ الفلسطينيون التابوت. وهذا يدل على أنه كُتب قبل سبي بابل بخلاف الأسفار التي كُتبت بعد ذلك السبي. وأكثر اليهود والمسيحيين على أن كاتبه صموئيل فإن ما فيه موافق لعصره. ولك دليل آخر وهو قول الكاتب إن الأمر كذا وكذا كان قبل أن يكون ملك في إسرائيل فيوم كُتب كان ملك فيه لكنه كُتب على أثر إقامة ملك في إسرائيل أي ليس بعد زمان طويل بدليل ما في (ص ١: ٢١) وهو أن اليبوسيين كانوا لا يزالون في أورشليم وهؤلاء طُردوا من أورشليم على أثر ملك داود (٢صموئيل ٥: ٦). وما في (ص ٩: ٥٣ و٢صموئيل ١١: ٢١) يبيّن أن سفر القضاة كُتب قبل سفر صموئيل الثاني وهو موافق كل الموافقة للقول بأن صموئيل هو الكاتب دون غيره. وإن زمان كتابته قرب داود أو في أثناء السنين السبع من ملكه. ومن أحسن النظر في أقوال هذا السفر ظهر له أن كاتبه صموئيل. ولا ريب في أن الحوادث في عصر كل من أولئك القضاة كان القضاة وغيرهم من المؤرخين يكتبونها في أوقاتها وإن صموئيل وقف على تلك المكتوبات وألهمه الله أن يكتب الصحيح لأنه كان من الأنبياء الذين يكلمهم الرب ويوحي إليهم. وبعد هذا التحقيق كله إن عدم معرفة كاتب سفر من أسفار الوحي لا يثلم صحته ولا قانونيته لأن الوحي لم ينقطع عن إسرائيل إلى آخر أنبيائهم فكان الأنبياء والموحى إليهم رقباء الأسفار المقدسة ومصدقيها للشعب. فكان الشعب واثقاً بما فيها يحرص عليها كل الحرص على توالي السنين والأيام.
الصيغ المتوفرة PDF اقرأ على الانترنت