العودة الى الصفحة الرئيسية
الرسالة إلى فليمون
عنوان الرسالة إلى فليمون
الكنز الجليل في تفسير الانجيل
ملخص الغاية من كتابة هذه الرسالة تظهر من نصها وهي أن أنسيمس عبد فليمون أبقَ بعد ما اختلس من ماله (ع 18) وهرب إلى رومية وتعرف فيها بالرسول إذ كان له حينئذ أن يستقبل كل من أتى إليه (أعمال 28: 30) واهتدى به إلى المسيح. وكانت نتيجة إيمانه بالمسيح وتعليم الرسول أنه رغب أن يرجع إلى خدمة سيده ولما رجع إليها بعث معه هذه الرسالة والتمس فيها من فليمون أن يعفو عن عبده وينسى ما مضى منه ويرضى عنه وأن يرده إلى خدمته لا عبداً بل أخاً في المسيح وأنه متيقن أن فليمون «يفعل أكثر مما قال» (ع 21) أي طلب. وقال لفليمون إن ما يظهره لأنسيمس من اللطف يحسبه معروفاً له وأن يوفيه كل ما خسره بخيانة عبده وحين طلب عفوه عن عبده سأله أن يعد له منزلاً في بيته لأنه متوقع أن يأتي إليه بعد قليل. مما اختصت به هذه الرسالة أنها وحدها من رسائل بولس كُتبت لغاية خاصة لا لتثبيت عقائد دينية من رسائل إصلاح خلل في السيرة. وأن الرسول لم يكتبها باعتبار كونه رسولاً بل باعتبار كونه صديقاً لصديق مسيحي أو أخاً في المسيح لأخ فيه فكان مثالاً في الصداقة والتواضع والملاطفة والأنس و الرقة وحسن الذوق والحكمة والبراعة. وفي طلبه العفو عن أنسيمس لم يرد أن يستخف على عبده لكنه سأله أن ينزل عن حقوقه ولم يخاطبه بولس كأن له عليه حق الإطاعة بل كمن يسأل معروفه. فالتماس بولس إلى فليمون في أمر عبده أنسيمس يشبه بعض الشبه شفاعة المسيح إلى الآب من أجلنا لأن المسيح يلتمس إلى الآب بمحبة وتواضع أن لا يعاملنا بمقتضى ما نستحقه على آثامنا بل بمقتضى نعمته إكراماً لابنه الذي يشفع فينا فيسأله المغفرة لنا والرضى عنا فتكون نسبتنا إلى المسيح كنسبة أنسيمس إلى بولس. ومما اختصت به هذه الرسالة بيان النسبة بين الديانة المسيحية والاسترقاق فلا توجب على السادة تحرير عبيدهم في الحال بل تعد الطريق إلى إبطال الاسترقاق رويداً رويداً للمنافاة بين العبودية وتعليم المسيح إن كل المسيحيين إخوة وأن المؤمنين واحد في المسيح (متى 23: 8 و9 ويوحنا 17: 21).
الصيغ المتوفرة PDF اقرأ على الانترنت