العودة الى الصفحة الرئيسية
الرسالة إلى فيلبي
عنوان الرسالة إلى فيلبي
الكنز الجليل في تفسير الانجيل
ملخص لم تكن غاية هذه الرسالة دفع الضلالات في التعليم كما كانت غاية رسالته إلى الغلاطيين ولا إصلاح الخلل في السلوك كما كانت غاية الرسالة الأولى إلى كورنثوس ولا تعليم شيء في ما يتعلق بنظام الكنيسة مع أنه فيها بعض أسماء خدم الكنيسة ولا نظم قواعد الإيمان مع أنه ذكر جلال المسيح وتواضعه وأشار إلى الفرق بين الناموس والنعمة. فالغاية إظهار محبته المسيحية وشكره على ما أتاه الفيلبيون في تلك الأثناء من العطايا التي كانت علامة اعتبارهم إياه وسداً لعوزه في السجن إذ لم يكن يستطيع العمل كعادته لإعالة نفسه وإظهار عواطفه لهم كما أظهرها لأهل تسالونيكي في رسالته الأولى إليهم. ومما جعله ممنوناً لهم أكثر ما كان ممنوناً لأهل تسالونيكي أنهم أظهروا مراراً كثيرة قبل ذلك عنايتهم بحاجاته الجسدية. وأراد أن ينبئهم بما يطمئنون به من أمره علاوة على إعلان شكره لهم على عنايتهم به وبيان أنه لم ييأس لكثرة ضيقاته وأخطاره بل إنه يتحقق نجاح الإنجيل بواسطة ذلك وبغية أن يجعلهم مطمئنين من جهة رسولهم أبفرودتس الذي لفرط خدمته إياه اعتراه مرض شديد وكان حينئذ قد أبلّ من مرضه وبيان ممنونيته لهم على عناية رسولهم به وإنكاره نفسه وتعرضه للخطر في سبيل خدمته وتثبيتهم في الشجاعة والإيمان في الاضطهادات والضيقات التي كانت عليهم وحثهم على الاتحاد والتواضع متمثلين بالمسيح. وفي كلامه على تواضع المسيح أتى بما ليس في الإنجيل أوضح منه من الكلام على تجسد المسيح وآلامه وارتفاعه. ثم دعاهم إلى الفرح ونبههم على وجوب أن يكون فرحهم في الرب وحذرهم من أن يدخل بينهم المعلمون الماثلون إلى الرسوم اليهودية القائدون لهم إلى الاتكال على الأمور الحسية الدنيوية فحثهم على أن يتكلموا على المسيح وحده وأن يتقدموا في الحياة الروحية متوقعين ثواب يوم القيامة العظيم. ولم يذكر في هذه الرسالة شيئاً من الملامة إلا حين أشار إلى الاختلاف بين امرأتين من الكنيسة سماهما وطلب أن تتفقا وسأل مساعدة شريكه واكليمندس على ذلك. ثم دعاهم أيضاً إلى الفرح والاتحاد والثبات والحلم والقناعة وممارسة الفضائل المسيحية وكرر شكره لهم على كرمه عليه. وختم رسالته بالسلام والبركة. وهذه الرسالة رقيم من صديق إلى أصدقائه في الرب كتبه أسيراً في وحدته وضيقته وريبه في مستقبله وأوضح فيه رقته عليهم بدون التفات إلى ترتيب المواضيع بدون الاقتباس من العهد القديم وإيراد البراهين على صحة تعليمه. وهي تزيد اعتبارنا لكاتبها لشفقته على أولاده الروحيين وشجاعته في الخطر وغيرته للمسيح وإنجيله وهي تشهد لقوة الإيمان المسيحي بأنه يعضد النفس في أشد الخطوب.
الصيغ المتوفرة اقرأ على الانترنت PDF