العودة الى الصفحة السابقة
يُوجَدُ إِلٰهٌ وَاحِدٌ وَوَسِيطٌ وَاحِدٌ بَيْنَ الله وَالنَّاسِ: الإِنْسَانُ يَسُوعُ الْمَسِيحُ (1تيموثاوس 2: 5)

يُوجَدُ إِلٰهٌ وَاحِدٌ وَوَسِيطٌ وَاحِدٌ بَيْنَ الله وَالنَّاسِ: الإِنْسَانُ يَسُوعُ الْمَسِيحُ (1تيموثاوس 2: 5)


انطلق سائق سيارة بسرعة قصوى أثناء ازدحام حركة المرور، وقطع الطريق على سيارة أخرى. فجنّ جنون سائقها، واندفع بسيارته فوق الرصيف وقطع الطريق على الأول وأوقف سيارته في عرض الطريق. لينتقم ويمنع ذاك من المرور، ثم إذا بكلا الرجلين قد فتحا أبواب سيارتهما ونزلا منها وركضا يتخاصمان وفي يد كل منهما سكين لامعة مصقولة. وفي هذه الأثناء ركض أحد المارة إليهما وأبعدهما عن بعض بالقوة لكنه أصيب بطعنة دامية، فسقط على الأرض ودمه يسيل.

هكذا وبطريقة أسمى توسط المسيح بين الله والناس. ولربما تساءلنا هل يتخاصم الخالق مع مخلوقاته. وكيف يكون الرب عدواً للبشر؟ حاشا. العكس هو الصحيح. الإنسان هو الذي يعارض الله ويتجاوز وصاياه، ولا يريد الخضوع له. فأصبح الإنسان عاصياً ثائراً، لا يبالي بالقدوس، ويتفاخر باختراعاته التكنيكية، وينتفخ بعلومه الطبيعية، ويتباهى كطاووس ظاناً أنه إله صغير. فكل الناس أصبحوا مجدفين بسبب أنانيتهم. وأكاذيبك تعني تعدّياً على حق الله، ونجاساتك تنكر طهارته وظلمك يبغض بره.

هل أنت عدو الله؟ لا نهزأ بك إن قلنا أنّ الله ليس معك، بل ضد كل خطاياك التي تفصلك عن ربك. ولأجل قداسته العظيمة يجازي خطاياك بالموت والهلاك. كل إنسان يسقط هالكاً في يوم الدين.

فنشهد خاشعين أن الله واحد قدوس حق بار وطاهر. وكل إنسان لا يمارس محبته بدقة وكمال، ينفصل من مسرة الأزلي، ويسقط في غضبه العادل. فتاريخ البشر هو التفسير لنقمة الله، لأن الحروب والأوبئة والكوراث والجوع تهاجمنا لأننا أهملنا الرب العلي. فرفع يده ليهلك البشر.

ولكن لنا الحق أن نقول: نعمة لنا لأن الله الحق هو عظيم وقدوس، وبنفس الوقت هو الممتلئ بالرحمة والرأفة والمحبة، إذ أرسل في جودته الأزلية المسيح وسيطاً بينه وبين الناس. وهذا اللطيف وقف في الهوة، واحتمل ضربات الناس، وشرب كأس الغضب عوضاً عنا. هل أدركت المعنى الحقيقي للصليب؟ إن الإنسان يسوع المولود من روح الله، توسط بين الله القدوس والبشر الأشرار، وأطفأ غضب الديان، وقبل مسامير الثائرين في يديه ورجليه. فمات عوضاً عني وعنك، لكي نتحرر من الدينونة. فهل شكرت الوسيط الذي صالحك لأجل وساطته.

منذ أن مات المسيح ليصالحنا مع الله ابتدأ سلام الله في العالم. ومن يقبل موت الوسيط الفريد ويتعقل مؤمناً، يحسبه الله باراً متواضعاً، ويعفه من الهلاك. إن إيمانك قد خلصك.

والمسيح ابن محبة الله قد صعد بعد موته إلى السماء. وهو جالس عن يمين العظمة ويشفع فينا. إنه يعرفك وإن آمنت فإنه يقول لأبيه السماوي: هذا الإنسان الملتصق بي هو مقبول لأنه قبلني وقبل مصالحتي. فتجري من يسوع الشفيع أنهر النعمة وقوى المحبة إلى أتباعه.

ولكن الذي يرفض موت يسوع النيابي، يبقى تحت الغضب والدينونة، لأنه قد رفض نعمة الله بالذات. فالعالم اليوم فريقان، شاكرون متواضعون يقبلون وساطة المسيح المجانية، وعصاة متكبرون يخاصمون الله بخطاياهم. فإلى أي فريق تنتسب؟

أيها الاخ، إن أردت أن تسمع أكثر عن الوسيط الفريد بين الله والناس يسوع المسيح، فنرسل لك مجاناً الإنجيل المقدس.

اخبر أصدقاءك عن المصالحة مع الله فنرسل لك من منشوراتنا لتوزيعها. سلم أيضاً هذه النبذة إلى أحد أصدقائك فتزيد من بركة ربك.